المَعمَعة ( 4 네)
«بسم الله الرحمان الرحيم»
« سبحان الله وبحمده »
« سبحان الله العظيم»
.
.
.
صقر يحلق بأفق الصحراء بعتيد ، يراقب حبات الرمال المتبعثره بفعل غوغاء الجياد المهاجمه عبر مئات الأميال ، أصدر الصقر غقغقةً ليحط علي ذراع ذلك الذي يرتدي هندامً فضفاضً بغطاءٍ يستر خصيلات شعره الغرابيه ، لا يظهر من وجهه سوي إبتسامة النصر التي رسمها بدقةٍ ليجعل الرعب يزعزع أفئدة أعدائِه في تلك المعمة التي لا تدري بعدها أستبقي الرؤس بمكانها أم لنصل مهند المنيه رآي أخر ؟
نظر لتلك المخطوطه المحكمه بقدم الصقر لينتشلها بخفه ويقرء ما هو مدون بها من معلومات تم تسريبها من عملائه بالجيش المضاد .
أخذ نفساً عميقاً ليحكم إغلاق سترة الحديد الواقيه ويرتد خوذته المصفحه ، اعتلي ظهر جواده ليعلوا صوته بالتقدم لقلع الرؤس من محاجرها وسفك دماء المرتدين .
تحرك الجنود لمفاجأة الأعداء الذين ظنوا بأن هجومهم بدون سابق إنذار لن يستطع أحدا كشفه و جنود مملكة دستفوتش ستقع بفخهم الأحمق .
ألتقي الفوجان وجهاً لوجه يفصل بينهما خَندقً قام الجنود بحفره كي يبقوا مسافة بينهم وبين العدو وكانت تلك من أحدي الخطط الأستراتيجيه البسيطه من تنفيذ الجنرال الأعلى كيم تايهيونغ .
حينما رأي قائد الجيش المضاد أن الجنرال كيم تايهيونغ قد كشف مخططاته بالهجوم في الخفاء أدرك أن منافسه ليس رجل يستهان به ، نظر للخندق ثم لجيش المملكه المكون من أعضاء وأجناس مختلفة القدرات والمهارات بجانب ذلك العدد المهول فكيف كان يفكر حينما أراد الأستيلاء علي العاصمه وغاب عن عقله بأن أقوي الجيوش هي جيوش الأمبراطور !!
بلع ريقه بتوتر ليسحب لجام الفرس بقوه جعلة منه يصهل بوجه الجنرال علامةً علي قبوله للتحدي أو علينا القول عدم هروبه من ساحة المعركه ؟!
أبتسم الجنرال بسخريه ليرطب شفتاه الجافتان فهذه عادةٌ لديه حينما يبدء بشن الحروب ، نظر له بعيناه التي تشبه بحدتها وعتيدها عين النمر الذي ينتظر اللحظه الحاسمه في الأنقضاض علي فريسته الجبانه تلك ... سيكون صيدً سهلاً لليوم أعزائي .
رفع مهنده ليشق بنصله السماء لتحلق خلفه رايات المملكه ، فلا يسمع الأن سوي أصوات الجنود التي صدحت بالأفق من كلا الجيشان .
بحين أقتراب جيش العدو من الخندق ليكونوا علي مقربة أكثر لجيش الأمبراطور لاحظ القائد عدم تقدم الجنرال بجيشه لذا بظنه أنهم هابوا منه ظل يتقدم حتي تساقط الجيش بخندق متواري بجانب الخندق المعلن عنه ... لتخترق النُصلُ الحاده المثبته بالأرض جثثهم لتكن عبرة لمن يعتبر .
كان مشهدً كارثياً لم يتحمله البعض ليغلقوا أعينهم بألمٍ ، أما الأخر كان يناظر تلك المذبحه بأعينٍ ساخره فهو لديه وجهة نظرٍ وهو من قتل يقتل ولو بعد حين ، كان ذلك المشهد بالنسبة له مجرد فكره من خططته التي يتطلع لها عما قريب ففي النهايه عليه الأخذ بثأره ليشفي غليله من ذلك الأمبراطور المتغطرس ، ألتف بفرسه يُنعِي الجنود المتألمين من هول الكارثه التي عاصروها بسببه .
حين سماعه لصدي غقغقة صقره أخترق بصره أعالي السماء ليجده يحلق وبقدمه مخطوطه قادمه من المعسكر ، حط علي ذراعيه ليأخذ تلك الورقه ويقرأها ، دوت الرجفه بأوصاله ليقرء المخطوطه مئات المرات في صدمه فكيف لذلك أن يحدث ... الأمبارطوريه ستُهِلك بسبب خطءٍ من عملاق المقابر !!
ألقي بالمخطوطه أرضاً ليسحقها بغلٍ ، أمتطي فرسه ليهب راحلاً تاركً المخطوطه تُلاقي حدفها مع جثث الموتي الأخرين .
***
علت أصوات الأبواق معلنةً عن وصول جيوش الأمبراطوريه ليلتف الشعب مستعداً للترحيب بأبنائهم وأبطالهم .
فُتحت الأبواب ليتقدم الجنود وخلفهم عرباتٍ تجرها الأحصنه معلقةٌ بها أصفاد ضخمةٌ وطويل ليظهر فيما بعد ذلك العملاق المكبل ولم يكن سوي عملاق مقابر الأجداد الذي بحماقته تسبب بخطءٍ سيجعل أهل دستفوتش يعيشون الجحيم بعينه .
ذاد غوغاء وسخط الشعب علي العملاق ليقوموا بإلقاء الحصي الصغيره عليه .
كانت كل تلك الأصوات تزعج التي كانت تتمني فقط نومً هانئ وكانت سعيده لحصولها عليه حتي قاطع صفوها تلك الجلبه بالخارج ، قامت بوضع الوساده فوق رأسها حتي تخف أصوات السخط و ..سخط !!
حينما بدئت بأستعادة وعيها تعجبت من أصوات السخط والغوغاء الذان بالخارج مع العلم أن ذلك الكوخ الذي قضت ليلتها به يبعد عن مدينة الشعب بأميال فكيف لذلك الصوت أن يصل لمسامعها هكذا ؟
والسؤال الأهم هنا لما الشعب في حالة سخط وهمجيه ماذا يحدث بحق خالق السموات السبع !!
أعتدلت في جلستها لتلمس قدماها أرض الكوخ الخشنه قليلاً ، أنتصبت لترتدي ملابس كعامة الشعب وتتواري بقماشٍ فضفاض يغطي رأسها وتلف أطرافه علي وجهها .
أمتطت فرسها لتتوجه لمدينة الشعب كما تسمي ، حينما أقتربت هبطت للأسفل لتربط الفرس بمكان أمن ووضعت له بعض الطعام في حالة أن أرادت الهروب من أي خطر يقابلها الحصان يكُ علي أستعداد مسبق لذلك .
حينما أقتربت من الأجتمعات المتعصبه ، توجهت لأحد الأشخاص الذي يقف بالخلف لتستفسر منه عما يجري ليخبرها بأن الجنود قد أمسكوا بالعملاق المجرم وسيأخذونه للعاصمه بالتحديد قصر الأمبراطور لينفذ الحكم به .
حينما أستمعت يونا لكل ذلك تنهدت بضيق لتتركهم وترحل فهي لا تريد أن تعود لها ذكري التعذيب والعقوبات من جديد ، أتجهت للسوق لتشتري لنفسها بعض الطعام والمؤن لتخزنهم بالكوخ ، هي حقاً سعيده لإيجادها مأوي أفضل من أن تقضي أيامها في أحد الفنادق بالعاصمه ذات الغرف الباهظة وهي لا تمتلك الكثير من العملات فقط ما يكفيها لبضعة أيام .
أطفالٌ يلعبون الغميضه ، أصوات البائعين تتعالي بأسعارهم الزهيده ، الحركه التي تدب بأرجاء السوق ، كل ذلك يعيد لها الحنين للماضي ، أبتسمت بهدوء لتذكر الجانب المشرق من طفولتها من جديد حتي قاطعها صوت بكاء طفلة صغيره يبدو عليها السقم الشديد تجلس بأحضان والدتها التي لا تقل تعبٍ وشقاءً أكثر من أبنتها الصغيره ، كانا يجلسان بزقاقٍ مظلم ، ملابسهما باليه وأمامهما قبعةٌ صغيره بها بعض القروش بالتقريب خمس عملات ڤوتش !! هي حتي لا تكفي لشراء قطعتان من الخبز وبعض الماء النظيف .
نظرت لهما بحزن لتخرج كيس النقود الذهبيه التي بحوزتها ، ثلاث مئة عملة ڤوتش ذهبيه ، حسناً يكفيها ويكفي تلك الأم وأبنتها أيضاً .
أقتربت منهما بعدما أشترت لهما المؤن الازمه ووضعت بالكيس بضع عملات ذهبيه ، حينما أعتطهما الكيس لم تصدق السيده في البدايه فلا أحد بذلك الكرم أبداً ولو يوجد أحداً كريم فنهايته أعطائها بضع القروش ولكن ليس عملات ذهبيه !!
حينما رأت الطفله الطعام أخذت بعض منه وظلت تأكل بنهمٍ لتبتسم لها يونا بدفء ، ظلت الأم تشكرها كثيراً حتي ودعتها يونا وذهبت لشراء المؤن التي تخصها .
نظرت لكيس النقود لتجد بأنها في النهايه لم تصرف الكثير من العملات كما تخيلت فالعيش في مدينه الشعب بعملات ذهبيه وكأنك ملك هنا فهم يتعاملون بالقروش والعمله الذهبيه الواحده بألف قرش !!
أمتطت فرسها لتتأهب للعوده فأمامها رحله طويله عليها أنهائها .
***
«أستميحك عذرا مولاي الأمبراطور علي تأخيري فجلالتك علي علمٍ بحربنا مع آنثروبي السفاحين بالأقليم الغربي لمملكة دستفوتش بعد أعلانهم التمرد وأرادو الأستقلال بإقليمهم وعدم دفع الضرائب »
قالها الجنرال كيم تايهيونغ وهو ينحني معتذرا لتأخره في القدوم ، أعتدل الأمبراطور بجلسته ليحادث جنراله الذي يأتمنه الأن على كل خططه فهو لم ولن يجد رجلا مخلصاً مثله وعلينا القول أيضاً أنه من قام بتدريبه وتعليمه أصول الحرب منذ صغره لذا هو يشعر بالطمأنينة بأتجاهه .
« ما أخر الأخبار بمعركتك ، أتمني أن تكون أخبار ساره فأنا علي علمٍ بكفائتك »
قالها الأمبراطور بهدوءٍ منتظر إجابةً تشفي غليله من هؤلاء المرتدين
«جرت المعركه علي أكمل وجهاً سيدي آقام الجنود الخندقان الذان أعلنت لجلالتك عنهما قبلً مستعلماً عن وجود حدادين مهره بالعاصمه حتي يصنعوا لي الأسياخ الحديديه ، قمنا بخطةً أستراتجيه لنُقِعَهُم بفخنا وتم ذلك أشكرك حقاً علي ثقتك بقدراتي مولاي »
قالها تاي بصوته العميق الهادئ ليستمع لتصفيق الأمبراطور له ليري أبتاسمة الفخر علي وجهه الذي يغطي معظمه حراشف التنانين الداكنه .
«كنت علي علمٍ مسبق بمهاراتك أيها الجنرال كيم كنت محقً حينما رأيت بك ذلك المحارب الشجاع عندما ألتقت عيني بعينك المرتعده حينما أشعلت النيران بأخي وزوجته »
قالها ليقهقه بصوتٍ عالٍ ليشمأز منه تاي فكيف له الفخر بشئ كهذا !!
«أطلب العذر منك مولاي ولكن ألم تحضرني هنا من أجل النظر بأمر ذلك العملاق الذي حرر الأرواح وأيضاً أسمح لي بالسؤال سيدي لم أنت لست قلقً بشأن تحرر الأرواح جلالتك علي علمٍ بأن الأرواح إذ تحررت وأجتمعت سيتدمر عالمنا !! »
قالها تاي لترتسم علمات التساؤل علي وجهه فكيف للأمبراطور إن يكن بذلك الهدوء فحين أن العالم سيدمر هل دمار العالم أمر هين ؟!
«لا تلقي بالاً ولا تدخل فيما لا يعنيك أيها الجنرال مهمتك قد أنتهت بتكبيل العملاق ووضعه بالسجن حتي أشعارٍ أخر أما مسائل كتلك لا تخصك مهما علت مراتبك بين الجيش»
ألقي كلماته بحده علي من يمنع ذاته من خنق ذلك المختل في إي لحظه فهو بالفعل مختل هو لا يدري ثمن العواقب التي ستنتج بسبب تهوره .
«أطلب منك العفو جلالتك لقد تعديت حدودي أعتذر علي فعلتي الدنيئه تلك ، أتسمح لي بالذهاب فأنا كنت أعيش بالثكنات العسكريه بالصحراء لمدة ثلاثة أشهر أخطط أنا والجيش للمعركه لذا أسمح لي بالعوده لبيتي فأنا أناجي الراحة رجاءً»
قالها تاي يناجي رأفةً من ذلك المتغطرس فهو بالفعل يشتاق لفراشه المريح فالعيش في الثكنات والمعسكر ليس بالأمر الهين أبداً ، أومأ الأمبراطور سامحاً له بالذهاب ، أنحني تاي ليهم بالرحيل .
***
بنعكاس ضياء البدر تلألأة مياه البحيره بزخرفة من القدير فما أجمل لوحات الخالق بذلك الكون !!
نسيم بارد تم أختراق حاجزه من قِبل ذلك الفرس
المتأنق برونق ليالي شتاءٍ ثلجي ، يتسابق مع الريح لتجعل من خصيلات شعره تتطاير كما خصيلات من يمتطيه .
كان تاي يعود أدراجه بعدما ذهب لأقتناء بعض المؤن من أسواق العامه فأسواق العاصمه الأن في حالة من الهمجيه بعدما أراد ذوي النفوذ شراء كل ما يقابلوه أمام أعينهم بعد سماعهم خبر تحرر الأرواح .
فحين رجوعه بحصانه وقف للحظات يري الطريق المؤدي للكوخ القديم ، أخذ نفساً عميقاً لتنفرج شفتاه بحنين وشوقٍ لماض لم ولن يتم محوه مهما حاول من جهد ، بعد صراعٍ مع نفسه قليلاً قرر الذهاب لتفقد الكوخ فاليل مازال في بدايته يمكنه العوده قبل غلق أبواب العاصمه .
أقترب من الكوخ قليلاً ليهبط من علي ظهر الحصان بمهاره و يقوم بربط اللجام بجزع الشجره ، بحين سماعه لبعض الأصوات الغربيه أختبأ خلف أحدي الأشجار لينصدم من وجود ذلك الشخص المقنع ذوي الهندام الفضفاض فلا أحد يعرف بوجود ذلك الكوخ لأنه بمنطقه متواري بأعماق الغابه ، حسناً يمكن أنه تائهه أو فقير وجد ذلك الكوخ وأحتمي به .. حسنا هذا أحتمال جيد ومنطقي ، قالها تاي بنفسه ليومئ بنعم لنفسه ويذهب لتفقد أوضاع ذلك الرجل فمن الممكن أنه بحاجه للمساعده .
قبل أن يتحرك من خلف جزع الشجره شعر بنصل سكين حاده علي رقبته ولم يكن سوي ذلك المقنع ينظر له بحده ، أغلق عينيه بسخريةٍ علي طيبة فؤاده المبالغه تلك فعلي ما يبدوا أنه أحد السفاحين الهاربين من أقليمهم وأحتموا بمدينة الشعب .
«من أنت ولما تراقبني »
هسهس بها ذلك المجهول لمن يغلق عيناه بأستسلام رأه ذلك المجهول غريباً ، كاد أن يكمل حديثه حتي تفاجأ بتبدل الأوضاع فالأن ذلك المجهول المقنع محاصر ونصل سكينه بيد من كان يراقبه .
أبتسم تاي بسخريه علي تلك الأعين المصدومه فما كان يظن ذلك السفاح الأخرق بأنه يقدر علي هزيمة تاي ولكنه أحسن صنعاً فهو أول رجلٍ إستطاع جعل السكين يقترب من عنقه عليه أن يفخر بذلك ... إن بقي علي قيد الحياة .
«ألست علي علمٍ بأن من يخرج من أقليمه لمملكة دستفوتش يعاقب أيها السفاح ذوي العقل السقيم»
إقترب أكثر ليشدد الحصار ، همس بها الجنرال في إذن من لا يستطع ألتقاط أنفاسه .
نظر له ذلك المقنع بتحدٍ ليرفع الجنرال أحد حاجبيه في تعجب قهقه بسخريه ليبتعد قليلاً ويفك الحصار عن من كاد جسده يخترق جزع الشجره .
رطب تاي شفتاه ليلقي أحدي سيوفه للذي أمامه بتحد
«أعجبتني ثقتك يا رجل لنقم إذا بتحدي سيوفٍ نزيه إذ فزت سأتركك ترحل وإن خسرت .. فالتودع عنقك »
نظر له المقنع برضا ليسحب السيف و يوجه نصله بوجه تاي
«أعجبتني قبلت التحدي عزيزي»
قبل أن ينهي جملته قام بشن هجومٍ مفاجأ ليصده تاي بمهاره شديده .
«لا لا أيها المشاكس قلنا مبارة عادله ونزيها ولكن لا يهم أعجبني هجومك أنت منافس قوي كما يبدو ولكن أعتذر فمسيرتك بالفروسيه ستنتهي هنا»
ظل الأثنان يتبارزون بمهاره حتي أنفتق القماش الذي يواري وجهه المقنع بنصل سيف الجنرال .
أرتعدت يونا فوجهها الأن قد بات واضحاً لذلك المجهول قبل أن تمسك سيفها لتكمل علي صدي صوت أرتطام المهند بالأرض ، نظرت له يونا بتعجب لتجده ينظر لها بصدمه .
.
.
.
[ يتبع ]
Thanks for reading ♥️💭
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
المَعمَعة ( 4 네)
في حرب وزعيق وصويت برة
يونا: عايزة انام.
Відповісти
2020-07-23 12:02:10
1
المَعمَعة ( 4 네)
ايدي وجعتني هكمل تسقيف بكرا. 😭
Відповісти
2020-07-23 17:59:46
2
المَعمَعة ( 4 네)
البارت حلو اوي و حمسني جدًا ❤
Відповісти
2020-07-25 15:38:57
Подобається