18/ عَروُس التِنِين الأَسوَد (بِدَاية التِرحَال 2)
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
" هَجِينَةٌ أَنتِي يَا مَن تَلاشَت ذِكرَاها بَين أَركَان الحروُب ، إِحضِري لِهنَا حَتَي أُطلِق العَنَان لِقوة التِنِين المُقَدس بِدَاخِلك ، إِشتَعلِي حَماسً لتُنِيري ثَنَايا الشَفَق بِنِيرَان المَعركَة الحَاسِمة ؛ يَا مَن تَحمِلي بِجعبَتكِ طَاقَةٌ قَد تَدوِي بِالعَوالِم السَبع وتهُوِيهِم أَرضَاً لأَبد الأَبديِن ... بِإنتِظَاركِ يَا عَروُس التِنِين الأَسوَد " RM
____
كان القصر الأسود يعمه الضجة الغير معهوده فهو بالعادة هادئ ؛ فسكانه لا يتقابلون فيه الي علي مائدة الطعام ، أصوات نعال الخدم يزداد بغوغائة ، أصواتٌ أمرة وناهية تصدح بالأفق ليتحرك علي خطاها من يؤمرون ، الأرضيات تلمع ، رائحة الطعام تفوح بأركان القصر هنالك حالة من الجنون تحيط بالمكان ... فزوار الأمير المميزين سيحضرون عما قريب .
ولا ننسي الإقليم بخارج القصر ، الشعب يشعرون بشئ من الغرابة بسبب إنتشار الجنود والحرس المفاجئ فذلك لا يحدث عادة ، حسناً لن ننكر أن إقليم التنانين من أكثر الأقاليم الأمنة لأعلي مستوي و لكنهم لم ينشروا ذلك العدد الهائل من الحراس قبلاً فيبدوا أن أحدٌ ما ذو شأنٍ كبير سيحضر بهذه الأيام .
كان الأمير يقف بشرفة غرفته يراقب ما يؤل له الحال ، كان يبتسم بفخرٍ علي حكمه السلس للإقليم فهو ليس ذلك الرجل الطاغي وليس أيضاً ذلك الملك اللطيف بل هو قد أستطاع أي يوازن بين الأثنين ليصبح ملكً عادلاً ورحيماً ولكن ببعض الشدة حتي تصبح كلمته أمراً لا أعتراض فيه .
أثني أحد ذراعية ليستند بذقنه علي باطن كفه الأيسر يراقب حركة الحرس المنتشرون بأرجاء الإقليم ليؤدوا واجبهم العسكري علي أكمل وجه ؛ فعلي الزوار أن يروا إن إقليم التنانين مُؤَمَن ومجهز للحالات الطارئة .. فالقادم ليس أي أحدٍ بل هي ولية العهد أو علينا القول زوجته المستقبلية ؟
ماذا ؟! أنسيتم بالفعل أن الملكة السابقة قد أختارت زوجها من إقليم المتحولين لتنانين لذا إبنتهم الأن هجينة ... وقد خطبت بالفعل لإبن "عمها الثالث " _الأصغر_ الأمير كيم نامجون .
ولكن ذلك صار حينما كانا صغاراً وحدث بعدم قبول والديهما لأن وببساطة الملكة قد خالفت قانون المملكة و جعلت إبنتها هجينً لذا وبموجب القانون القاسي و تنظيم السلالات عليها بالزواج من نفس جنس والدها ويجب أن يكون دمائه ملكية ، لذا لم يكن أمامهم سوي أن يجبروا الصغيرين علي الإرتباط بالرباط المقدس بحين بلوغهما .
ولكن الريح تسير بما لا تشتهي السفن فعم الصغيرين الثاني _الأوسط_ قد أعلن تمرده وأغتال أخيه الأكبر وزوجته ليتسني له الحكم ولم يعلم أحداً بعدها أين ذهبت الأميرة ، ولكن الأن لقد أهتاجت الأجنحة المقدسة لرؤية مالكتها ومن سواها .. الأميرة المفقوده .
ذلك لا يعني أن نامجون يكن للأميرة مشاعر الهوي فهو حتي لم يراها مسبقاً سوي مرة واحدة حينما كانا أطفال ، ذلك أمرٌ وقانون يلزمهما بذلك الرباط المقدس فلا يوجد مهربٌ من القدر علي أي حال .
بتر شروده صوت أحدهم يطرق الباب ليسمح له نامجون بالدخول ، كان أحد مسؤولين الإشراف علي ما أمرهم به نامجون إنحني بخفة ليردف بأدب
"سيدي لقد أنتهينا من إعداد القصر لإستقبال ضيوفك المهمين وأيضاً تم إكتمال عدد الحراس وجميعهم قد أخذوا مواقعهم أستعداداً لأوامر جلالتك "
همهم نامجون متفهمً ليبتسم بلطفٍ مظهراً تلك الحفرتان العميقتان بوجنتاه
"أشكركم علي عملكم الشاق ، قم بإعطاء مكافئة لكل الخدم والحراس وكل من أشرفوا علي أتمام العمل "
قالها نامجون شاكراً بصدقٍ لينحني الأخر بسرعة يغدق أميرهُ بكل كلمات الشكر الذي يعرفها فكم هم محظوظين بإمتالكهم حاكماً مستقبلي كذلك الحاكم
"عذراً لتتطفلي سيدي ولكن متي سيقدم الزوار المهمين لجلالتك"
قالها الرجل بتساؤل ليتنهد الأخر مبتسماً بهدوء
"قريباً سيأتون عما قريب فلدينا أمانةٌ هنا علينا بإرجاعها لهم "
***
بِخَضم الحروُبِ يُسَأل الأَمَوات أبِئَي ذُنبٍ زُهِقَت أَروَاحِكُم المُطَهَرة لِيُجِيبوا مُنحَنِي الروؤس لَقَد قُتِلنَا ظُلمَاً بِسبِيل الإِتَاحة لِلطغَاة بِنَيل العَرش فَهَيا يَا شُهدَائِنا بِالجَنة خَالدِين .
كانوا يتقدمون بخيولهم يقطعون صحراء دستفوتش متوجهين خلف يونا التي تسبقهم بخطوة ، كانت تسابق الريح بجموحٍ منحنية بجزعها تمسك لجام الفرس بإحترافية ، شعرها الغجري يتطاير من خلفها و تناظر دربها المجهول بحدة .
إتبعي قلبك يونا فهو من سيدلك علي دربك المنتظر..
ذلك ما قالته الجدة بعدما ربتت علي كتفيها تشجعها علي المقدام لتتلاشي بعدها بدون الإجابة على أي تساؤلاتٍ أخري .
وذلك ما كانت تقوم به يونا بالفعل فكلما أقتربت أكثر كلما ما زاد نبض فؤادها وكأنه يرشدها لوجهتهما والتي تفاجئة بكونها .. إقليم التنانين .
إقليم والدها !
ماذا تفعل أجنحتها هناك ؟
"يونا أين هي وجهتنا"
صرخ بها بيكي بصوتٍ جهور يحاول أن يجعلها تستمع من صوت حوافر الخيول الراكضة ، نظرت يونا للخلف لتجده يمتطي الجواد الخاص الذي أعطاه له تاي بعد أن أستغل الأسبوع الماضي بتعلم ركوبه ، أعادت نظرها للأمام لتردف بصوتٍ عال هي الأخري .
" فؤادي يرشدني الي إقليم التنانين أشعر بأن أجنحتي توجد هنالك وكلما أقتربنا كلما أزدادت نبضات وجداني حتي أكاد أقول أنه سيخرج من قفصي الصدري عما قريب"
قالتها غير أبهٍ بمن فتح عيناه علي مصرعيها يناظر شعرها الغجري الذي يتطاير من أمامه ولم يكن سوي تاي الذي صدم من ذلك الأمر .. وبشدة .
"ماذا ؟! ويحك أتقولين لي أن الأجنحة توجد بإقليم الإمبراطور السابق رحمة الله"
قالها تاي بعفوية متناسية أن من يتحدث عنه الأن هو والد يونا المتوفي ..
تنهدت يونا بعمقٍ لتردف
" نعم أنها هنالك أشعر بها "
قالتها يونا بصوتٍ حاد غير مسموعٍ جيداً بسبب غوغاء الخيول الراكضة تقطع الصحراء بجموح .
" متي تبقي لنا حتي نصل إن الشمس هنا حارقةٌ وبشدة "
قالها بيكي بصوتٍ جهور ومتذمر
"أقتربنا من الوصول تبقي لنا القليل فحسب"
ألقت كلماتها بحدة لتزيد سرعة جوادها تراقب الأفق بأعينٍ كالصقر ... القليل فقط تبقي القليل .
أَيَتهَا الأَجنِحة مَالِكَتُك بِالطَريِق .
___
بحين إقترابهم من الإقليم لاحظوا أنه مجهز بالفعل لإستقبال أحدهم ، كانوا الحراس يصطفون بإنتظامٍ علي الأبواب ، ممسكين بسيوفهم علي أتم الأستعداد لأي خطرٍ قادم .
كان الإقليم هو الوحيد من بين الأربعة أقاليم محصن بسورٍ حجري شاهق يحيط بالإقليم بأكمله ،بالمنتصف يوجد بوابة حديدية يقف أمامها الحراس ، بحين أبصار الحراس أن هنالك أناسٌ متجهين لهم علي الخيول علموا حينئذٍ أنهم الزوار المميزين للأمير .
تعالت أصوات الجنود يأمرون بفتح البوابة الحديدة وأبلاغ الأمير بوصول ضيوفه المميزين ، توقفت يونا هي والثنائي الذكور من خلفها لتراقب الوضع بحاجبان معقودان فكيف لهم فتح الأبواب هكذا من دون حتي أن يتعرفوا علي هوية المقترب منهم ؟
ألتفتت يونا بخفة لمن ينظرون لبعضهم البعض بتساؤل لتردف جاذبة إنتباههم
"الأمر مريب أعلم ولكني لا أشعر أن هنالك شئ سئ سيحدث لذا فالنتقدم "
قالتها يونا بنبرة مطمأنة لتختمها بأمرٍ ، أومئ الثنائي من خلفها بجدية .
كانت ستهب ذاهبة للأبواب حتي وقف بطريقها خيل تاي يمنعها من المقدام ليردف بجدية
"دعيني أقود الأن فلا يجب عليك الوثوق بإحساسك فقط فلا تدري ما يخبئ لنا القدر لذا دعيني أكن بالمقدمة حتي إن حدث شئ ما أستطيع حمايتكم"
أومئت يونا موافقة لتتقهقر للخلف تسير بجوادها بجوار بيكهيون الذي أبتسم لها بلطفٍ يحاول أن يطمأنها قليلاً ، ردت له الإبتسامة بدفئ لتتحرك بحصانها ولكن بخطىٰ بطيئة .
كلما أقتربت أكثر كلما شعرت بنبضات فؤادها تهيج و تشعر وكأن ظهرها من الخلف يؤلمها وبشدة ، عضت علي شفتها السفلية تخرج بها ألمها حتي لا تجعل الباقي يتوترون من أجلها وهم في حالة الأن عليهم بالتركيز الشديد .
بحين وصولهم للبوابات توقف الحراس أمامهم مصطفين لينحنوا جميعاً بأنٍ واحد ، نظروا ثلاثتهم لبعضهم بتعجب ليعيدوا النظر لمن تقدم بملابس رسمية لا تشبه ملابس الحراس ، أنحني بخفة ليردف بأدبٍ و رسمية بعدما هندم ملابسه .
"لقد تلقينا الأوامر بأستقبالكم وتوجيهكم لقصر الملك وأبنه الأمير ، إن الأمير يرحب بكم ويدعوكم للإقامة بقصره طول مدة مكوثكم بإقليمنا ، ذلك أمرٌ ملكي لا رجعة فيه هيا الأن أهبطوا من علي خيولكم أتبعوني رجاءً وسيتكفل الحراس بإصال الخيول للإسطبل الملكي "
كان ذلك الرجل الذي يغطي وجهه حراشف التنين باللون الأحمر يتحدث برسمية ويطلعهم علي أوامر الأمير الصارمة غير أبهٍ بمن وصلت أفواههم للإرض من كثرة صدمتهم ... ما الذي يحدث هنا ؟!
"معذرة ولكن ..."
كان تاي سيتحدث لتقاطعه يونا متحدثة بإبتسامة مشرقة مصطنعة
"ذلك شرفٌ كبير لنا ، أذهب ونحن سنلحق بك بعد نزولنا من علي الخيول "
نظر لها تاي بتعجبٍ وكأنه يقول ماذا تفعلين ، غمزت له يونا بخفة جاعلة من وجدانه يرتبك أكثر مما هم فيه من إرتباك ، هبطت يونا بسلاسلة ليتبعها الأخريان متوجهين خلف ذلك الرجل ذو الحراشف الذي يتقدمهم ببضع خطواتٍ .
"ماذا يحدث هنا بحق خالق السموات ؟! "
همس بيكي لمن يجاوره ليرفعوا أكتافهم غير عالمين بأصل ذاك الموضوع العجيب .
"أيعقل أن تكون الأجنحة عند الأمير ؟ "
قالها تاي بشرودٍ لتصدم يونا لثواني حتي شعرت أن الأمر ممكن بالفعل فالأجنحة عندما تشعر بقرب ذويها المفقود سيجن جنونها فمن الممكن أنه قد علم بمجيئهم مسبقاً وهذا يدل علي سبب وجود الحراس بالخارج ورجال الأمن المنتشرين بنظامٍ بداخل الإقليم ولا ننسي تلك الشوارع النظيفة المزينة .. ذلك أصبح منطقي !
أوه نعم نسيت أن أخبركم بأن وجه يونا مغطي بقلنسوة الرداء الذي يواري فستانها الأسود من أسفلة ، فبالتأكيد يونا لن تظهر وجهها للأشخاص بتلك السهولة فمستحيلٌ عليها فعل ذلك إن أرادت الحفاظ علي روحها بجسدها .
حينما أقتربوا من قصر الأمير خرج صوت صفير إعجابٍ من بيكي بعدما رأي ذلك القصر الفخم ذو اللون الأسود الحالك ، ولجوا للداخل وبالأدق بإحدي غرف القصر ، طلب منهم الرجل الجلوس علي الأرائك حتي يأتي الأمير فهو قد وصله الأخبار بالفعل وقادم بالحال .
كانت يونا تشعر بالألم يفتك بظهرها لتإن بصوتٍ خافت ضَغطةً علي شفتاها بألمٍ ، حينما لاحظ تاي تغيرها وهدوئها المفاجئين كان سيزيل القلنسوة التي تداري وجهها حتي قاطعه صوت الباب يفتح ليدلف منه رجلاً طويل القامة عريض المنكبين و ذو بنية قوية ، يرتدي ملابسه الملكية ثاني الأكمام لتظهر عروق ذراعيه القمحاويان الذي بهما بعض الحراشف السوداء دلالة علي فصيلة الملكية ، اما عن وجهه فهو كان ملامحه لطيفة وهادئة وإبتسامة مشرقة رسمت عليه لتظهر غمازتها بطريقة جعلة بفؤاد يونا يهوي أرضاً .... ماذا يحدث لقلبها لما هو ينبض بجنونٍ هل لأنه وسيم يا تري ام ماذا ؟
"مرحباً بكم يا رفاق بالتأكيد أنتم أصدقاء الأميرة أوليس كذلك"
قالها بهدوءٍ وببتسامة لطيفة جاعلاً من الأخرين ينظرون له بصدمة ... عدي يونا فهي لم تتوقف عن تأمل ملامحه الوسيمة تلك هي حتي لم تستمع جيداً لما قاله كل ما يدور برأسها هو كيف له أن يكون بتلك الوسامة حتي مع وجود بعض الحراشف السوداء التي تغطي نصف وجهه ؟
"وسيم ~"
قالتها يونا بهيامٍ متناسية ذاتها ولم تكن تدري أن صوتها كان مسموعاً أيضاً ...
.
.
.
"يتبع"
ألقاكم بالفصل الجديد فرساني ♥️💭
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
" هَجِينَةٌ أَنتِي يَا مَن تَلاشَت ذِكرَاها بَين أَركَان الحروُب ، إِحضِري لِهنَا حَتَي أُطلِق العَنَان لِقوة التِنِين المُقَدس بِدَاخِلك ، إِشتَعلِي حَماسً لتُنِيري ثَنَايا الشَفَق بِنِيرَان المَعركَة الحَاسِمة ؛ يَا مَن تَحمِلي بِجعبَتكِ طَاقَةٌ قَد تَدوِي بِالعَوالِم السَبع وتهُوِيهِم أَرضَاً لأَبد الأَبديِن ... بِإنتِظَاركِ يَا عَروُس التِنِين الأَسوَد " RM
____
كان القصر الأسود يعمه الضجة الغير معهوده فهو بالعادة هادئ ؛ فسكانه لا يتقابلون فيه الي علي مائدة الطعام ، أصوات نعال الخدم يزداد بغوغائة ، أصواتٌ أمرة وناهية تصدح بالأفق ليتحرك علي خطاها من يؤمرون ، الأرضيات تلمع ، رائحة الطعام تفوح بأركان القصر هنالك حالة من الجنون تحيط بالمكان ... فزوار الأمير المميزين سيحضرون عما قريب .
ولا ننسي الإقليم بخارج القصر ، الشعب يشعرون بشئ من الغرابة بسبب إنتشار الجنود والحرس المفاجئ فذلك لا يحدث عادة ، حسناً لن ننكر أن إقليم التنانين من أكثر الأقاليم الأمنة لأعلي مستوي و لكنهم لم ينشروا ذلك العدد الهائل من الحراس قبلاً فيبدوا أن أحدٌ ما ذو شأنٍ كبير سيحضر بهذه الأيام .
كان الأمير يقف بشرفة غرفته يراقب ما يؤل له الحال ، كان يبتسم بفخرٍ علي حكمه السلس للإقليم فهو ليس ذلك الرجل الطاغي وليس أيضاً ذلك الملك اللطيف بل هو قد أستطاع أي يوازن بين الأثنين ليصبح ملكً عادلاً ورحيماً ولكن ببعض الشدة حتي تصبح كلمته أمراً لا أعتراض فيه .
أثني أحد ذراعية ليستند بذقنه علي باطن كفه الأيسر يراقب حركة الحرس المنتشرون بأرجاء الإقليم ليؤدوا واجبهم العسكري علي أكمل وجه ؛ فعلي الزوار أن يروا إن إقليم التنانين مُؤَمَن ومجهز للحالات الطارئة .. فالقادم ليس أي أحدٍ بل هي ولية العهد أو علينا القول زوجته المستقبلية ؟
ماذا ؟! أنسيتم بالفعل أن الملكة السابقة قد أختارت زوجها من إقليم المتحولين لتنانين لذا إبنتهم الأن هجينة ... وقد خطبت بالفعل لإبن "عمها الثالث " _الأصغر_ الأمير كيم نامجون .
ولكن ذلك صار حينما كانا صغاراً وحدث بعدم قبول والديهما لأن وببساطة الملكة قد خالفت قانون المملكة و جعلت إبنتها هجينً لذا وبموجب القانون القاسي و تنظيم السلالات عليها بالزواج من نفس جنس والدها ويجب أن يكون دمائه ملكية ، لذا لم يكن أمامهم سوي أن يجبروا الصغيرين علي الإرتباط بالرباط المقدس بحين بلوغهما .
ولكن الريح تسير بما لا تشتهي السفن فعم الصغيرين الثاني _الأوسط_ قد أعلن تمرده وأغتال أخيه الأكبر وزوجته ليتسني له الحكم ولم يعلم أحداً بعدها أين ذهبت الأميرة ، ولكن الأن لقد أهتاجت الأجنحة المقدسة لرؤية مالكتها ومن سواها .. الأميرة المفقوده .
ذلك لا يعني أن نامجون يكن للأميرة مشاعر الهوي فهو حتي لم يراها مسبقاً سوي مرة واحدة حينما كانا أطفال ، ذلك أمرٌ وقانون يلزمهما بذلك الرباط المقدس فلا يوجد مهربٌ من القدر علي أي حال .
بتر شروده صوت أحدهم يطرق الباب ليسمح له نامجون بالدخول ، كان أحد مسؤولين الإشراف علي ما أمرهم به نامجون إنحني بخفة ليردف بأدب
"سيدي لقد أنتهينا من إعداد القصر لإستقبال ضيوفك المهمين وأيضاً تم إكتمال عدد الحراس وجميعهم قد أخذوا مواقعهم أستعداداً لأوامر جلالتك "
همهم نامجون متفهمً ليبتسم بلطفٍ مظهراً تلك الحفرتان العميقتان بوجنتاه
"أشكركم علي عملكم الشاق ، قم بإعطاء مكافئة لكل الخدم والحراس وكل من أشرفوا علي أتمام العمل "
قالها نامجون شاكراً بصدقٍ لينحني الأخر بسرعة يغدق أميرهُ بكل كلمات الشكر الذي يعرفها فكم هم محظوظين بإمتالكهم حاكماً مستقبلي كذلك الحاكم
"عذراً لتتطفلي سيدي ولكن متي سيقدم الزوار المهمين لجلالتك"
قالها الرجل بتساؤل ليتنهد الأخر مبتسماً بهدوء
"قريباً سيأتون عما قريب فلدينا أمانةٌ هنا علينا بإرجاعها لهم "
***
بِخَضم الحروُبِ يُسَأل الأَمَوات أبِئَي ذُنبٍ زُهِقَت أَروَاحِكُم المُطَهَرة لِيُجِيبوا مُنحَنِي الروؤس لَقَد قُتِلنَا ظُلمَاً بِسبِيل الإِتَاحة لِلطغَاة بِنَيل العَرش فَهَيا يَا شُهدَائِنا بِالجَنة خَالدِين .
كانوا يتقدمون بخيولهم يقطعون صحراء دستفوتش متوجهين خلف يونا التي تسبقهم بخطوة ، كانت تسابق الريح بجموحٍ منحنية بجزعها تمسك لجام الفرس بإحترافية ، شعرها الغجري يتطاير من خلفها و تناظر دربها المجهول بحدة .
إتبعي قلبك يونا فهو من سيدلك علي دربك المنتظر..
ذلك ما قالته الجدة بعدما ربتت علي كتفيها تشجعها علي المقدام لتتلاشي بعدها بدون الإجابة على أي تساؤلاتٍ أخري .
وذلك ما كانت تقوم به يونا بالفعل فكلما أقتربت أكثر كلما ما زاد نبض فؤادها وكأنه يرشدها لوجهتهما والتي تفاجئة بكونها .. إقليم التنانين .
إقليم والدها !
ماذا تفعل أجنحتها هناك ؟
"يونا أين هي وجهتنا"
صرخ بها بيكي بصوتٍ جهور يحاول أن يجعلها تستمع من صوت حوافر الخيول الراكضة ، نظرت يونا للخلف لتجده يمتطي الجواد الخاص الذي أعطاه له تاي بعد أن أستغل الأسبوع الماضي بتعلم ركوبه ، أعادت نظرها للأمام لتردف بصوتٍ عال هي الأخري .
" فؤادي يرشدني الي إقليم التنانين أشعر بأن أجنحتي توجد هنالك وكلما أقتربنا كلما أزدادت نبضات وجداني حتي أكاد أقول أنه سيخرج من قفصي الصدري عما قريب"
قالتها غير أبهٍ بمن فتح عيناه علي مصرعيها يناظر شعرها الغجري الذي يتطاير من أمامه ولم يكن سوي تاي الذي صدم من ذلك الأمر .. وبشدة .
"ماذا ؟! ويحك أتقولين لي أن الأجنحة توجد بإقليم الإمبراطور السابق رحمة الله"
قالها تاي بعفوية متناسية أن من يتحدث عنه الأن هو والد يونا المتوفي ..
تنهدت يونا بعمقٍ لتردف
" نعم أنها هنالك أشعر بها "
قالتها يونا بصوتٍ حاد غير مسموعٍ جيداً بسبب غوغاء الخيول الراكضة تقطع الصحراء بجموح .
" متي تبقي لنا حتي نصل إن الشمس هنا حارقةٌ وبشدة "
قالها بيكي بصوتٍ جهور ومتذمر
"أقتربنا من الوصول تبقي لنا القليل فحسب"
ألقت كلماتها بحدة لتزيد سرعة جوادها تراقب الأفق بأعينٍ كالصقر ... القليل فقط تبقي القليل .
أَيَتهَا الأَجنِحة مَالِكَتُك بِالطَريِق .
___
بحين إقترابهم من الإقليم لاحظوا أنه مجهز بالفعل لإستقبال أحدهم ، كانوا الحراس يصطفون بإنتظامٍ علي الأبواب ، ممسكين بسيوفهم علي أتم الأستعداد لأي خطرٍ قادم .
كان الإقليم هو الوحيد من بين الأربعة أقاليم محصن بسورٍ حجري شاهق يحيط بالإقليم بأكمله ،بالمنتصف يوجد بوابة حديدية يقف أمامها الحراس ، بحين أبصار الحراس أن هنالك أناسٌ متجهين لهم علي الخيول علموا حينئذٍ أنهم الزوار المميزين للأمير .
تعالت أصوات الجنود يأمرون بفتح البوابة الحديدة وأبلاغ الأمير بوصول ضيوفه المميزين ، توقفت يونا هي والثنائي الذكور من خلفها لتراقب الوضع بحاجبان معقودان فكيف لهم فتح الأبواب هكذا من دون حتي أن يتعرفوا علي هوية المقترب منهم ؟
ألتفتت يونا بخفة لمن ينظرون لبعضهم البعض بتساؤل لتردف جاذبة إنتباههم
"الأمر مريب أعلم ولكني لا أشعر أن هنالك شئ سئ سيحدث لذا فالنتقدم "
قالتها يونا بنبرة مطمأنة لتختمها بأمرٍ ، أومئ الثنائي من خلفها بجدية .
كانت ستهب ذاهبة للأبواب حتي وقف بطريقها خيل تاي يمنعها من المقدام ليردف بجدية
"دعيني أقود الأن فلا يجب عليك الوثوق بإحساسك فقط فلا تدري ما يخبئ لنا القدر لذا دعيني أكن بالمقدمة حتي إن حدث شئ ما أستطيع حمايتكم"
أومئت يونا موافقة لتتقهقر للخلف تسير بجوادها بجوار بيكهيون الذي أبتسم لها بلطفٍ يحاول أن يطمأنها قليلاً ، ردت له الإبتسامة بدفئ لتتحرك بحصانها ولكن بخطىٰ بطيئة .
كلما أقتربت أكثر كلما شعرت بنبضات فؤادها تهيج و تشعر وكأن ظهرها من الخلف يؤلمها وبشدة ، عضت علي شفتها السفلية تخرج بها ألمها حتي لا تجعل الباقي يتوترون من أجلها وهم في حالة الأن عليهم بالتركيز الشديد .
بحين وصولهم للبوابات توقف الحراس أمامهم مصطفين لينحنوا جميعاً بأنٍ واحد ، نظروا ثلاثتهم لبعضهم بتعجب ليعيدوا النظر لمن تقدم بملابس رسمية لا تشبه ملابس الحراس ، أنحني بخفة ليردف بأدبٍ و رسمية بعدما هندم ملابسه .
"لقد تلقينا الأوامر بأستقبالكم وتوجيهكم لقصر الملك وأبنه الأمير ، إن الأمير يرحب بكم ويدعوكم للإقامة بقصره طول مدة مكوثكم بإقليمنا ، ذلك أمرٌ ملكي لا رجعة فيه هيا الأن أهبطوا من علي خيولكم أتبعوني رجاءً وسيتكفل الحراس بإصال الخيول للإسطبل الملكي "
كان ذلك الرجل الذي يغطي وجهه حراشف التنين باللون الأحمر يتحدث برسمية ويطلعهم علي أوامر الأمير الصارمة غير أبهٍ بمن وصلت أفواههم للإرض من كثرة صدمتهم ... ما الذي يحدث هنا ؟!
"معذرة ولكن ..."
كان تاي سيتحدث لتقاطعه يونا متحدثة بإبتسامة مشرقة مصطنعة
"ذلك شرفٌ كبير لنا ، أذهب ونحن سنلحق بك بعد نزولنا من علي الخيول "
نظر لها تاي بتعجبٍ وكأنه يقول ماذا تفعلين ، غمزت له يونا بخفة جاعلة من وجدانه يرتبك أكثر مما هم فيه من إرتباك ، هبطت يونا بسلاسلة ليتبعها الأخريان متوجهين خلف ذلك الرجل ذو الحراشف الذي يتقدمهم ببضع خطواتٍ .
"ماذا يحدث هنا بحق خالق السموات ؟! "
همس بيكي لمن يجاوره ليرفعوا أكتافهم غير عالمين بأصل ذاك الموضوع العجيب .
"أيعقل أن تكون الأجنحة عند الأمير ؟ "
قالها تاي بشرودٍ لتصدم يونا لثواني حتي شعرت أن الأمر ممكن بالفعل فالأجنحة عندما تشعر بقرب ذويها المفقود سيجن جنونها فمن الممكن أنه قد علم بمجيئهم مسبقاً وهذا يدل علي سبب وجود الحراس بالخارج ورجال الأمن المنتشرين بنظامٍ بداخل الإقليم ولا ننسي تلك الشوارع النظيفة المزينة .. ذلك أصبح منطقي !
أوه نعم نسيت أن أخبركم بأن وجه يونا مغطي بقلنسوة الرداء الذي يواري فستانها الأسود من أسفلة ، فبالتأكيد يونا لن تظهر وجهها للأشخاص بتلك السهولة فمستحيلٌ عليها فعل ذلك إن أرادت الحفاظ علي روحها بجسدها .
حينما أقتربوا من قصر الأمير خرج صوت صفير إعجابٍ من بيكي بعدما رأي ذلك القصر الفخم ذو اللون الأسود الحالك ، ولجوا للداخل وبالأدق بإحدي غرف القصر ، طلب منهم الرجل الجلوس علي الأرائك حتي يأتي الأمير فهو قد وصله الأخبار بالفعل وقادم بالحال .
كانت يونا تشعر بالألم يفتك بظهرها لتإن بصوتٍ خافت ضَغطةً علي شفتاها بألمٍ ، حينما لاحظ تاي تغيرها وهدوئها المفاجئين كان سيزيل القلنسوة التي تداري وجهها حتي قاطعه صوت الباب يفتح ليدلف منه رجلاً طويل القامة عريض المنكبين و ذو بنية قوية ، يرتدي ملابسه الملكية ثاني الأكمام لتظهر عروق ذراعيه القمحاويان الذي بهما بعض الحراشف السوداء دلالة علي فصيلة الملكية ، اما عن وجهه فهو كان ملامحه لطيفة وهادئة وإبتسامة مشرقة رسمت عليه لتظهر غمازتها بطريقة جعلة بفؤاد يونا يهوي أرضاً .... ماذا يحدث لقلبها لما هو ينبض بجنونٍ هل لأنه وسيم يا تري ام ماذا ؟
"مرحباً بكم يا رفاق بالتأكيد أنتم أصدقاء الأميرة أوليس كذلك"
قالها بهدوءٍ وببتسامة لطيفة جاعلاً من الأخرين ينظرون له بصدمة ... عدي يونا فهي لم تتوقف عن تأمل ملامحه الوسيمة تلك هي حتي لم تستمع جيداً لما قاله كل ما يدور برأسها هو كيف له أن يكون بتلك الوسامة حتي مع وجود بعض الحراشف السوداء التي تغطي نصف وجهه ؟
"وسيم ~"
قالتها يونا بهيامٍ متناسية ذاتها ولم تكن تدري أن صوتها كان مسموعاً أيضاً ...
.
.
.
"يتبع"
ألقاكم بالفصل الجديد فرساني ♥️💭
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
18/ عَروُس التِنِين الأَسوَد (بِدَاية التِرحَال 2)
ايه ده ايه ده جري ايه يا ست يونا 😂🙍😼😻💙
Відповісти
2020-08-17 13:47:41
1