بسم الله الرحمن الرحيم.  
  سبحان الله وبحمده.    
     سبحان الله العظيم ⁦♥️⁩✨
.
.
.

تَحوُم بِأجنِحَتِهِنَ الضَئِيله هَربَاً مِن غَيثِ السَمَاء فِي عَالمٍ إِستَوطَنَتهُ أَميِرَتَهُن هُروُباً مِن عَالمِهِم مُشَوهه المَلامِح .

يَتسَابَقنَ خَوفَاً مِن قَطَرَاتٍ قَد تُودِي بِحيَاتِهِن ولَكِنَهُن لِكَونِهِم وَصِيفَات الأَميِره المُطِيعِين عَليهِن إِبلاَغُها بِالنَبأ العَاجِل مِن بَلدِهَا دِستَفُوتش .

حِينَمَا وصَلُوا لِلمَكَان المُحَدد وَجَدوُهَا تَتَسَامر مَع أَحدٍ مِن بَنِي الإِنسَان ، إِستَتَاروُ بِسِحرِهِم للتَخَفِي عَن أَعيُن مَن يَجلِسون لِيَحومُوا حَول مَن أَمَام أَمِيرَتَهِن ، لَوحوا لَهَا لِتَتدَارَكهُم مُتَوتِره لِتُعطِهم إِشَاره بِالإِنصِرَاف  .

حِينَمَا أَنهَت حَدِيثِها أَستَأذَنت طَالِبَةً الرَحيِل لِيَنحَنِي لَهَا الأَخر بِأَدبٍ وبَعضٌ مِن مَشَاعِر الحزن لِرَحِيلِهَا إِختَلَجتهُ .

تَوَارت عَن نَاظِرَيهِ مُتَجِهَةً لِمَن يَدَفَعَنَ بَعضُهُن البَعض
يَستَرِقُو النَظر مِن زُجَاج المَقهَي الشَفَاف ، نَظَرت لَهُن بِغَضَبٍ طَفِيف لِتَسأَلُهُن بِصَوتٍ هَادِئ كَهُدوء مَا قَبل عَاصِفَةٍ هَوجَاء يَملؤُهَا صَقِيع لَيلٍ غَائِم كَمَا الأَجوَاء التَيِ تُحِيطهُم الأَن .

"أَتَمَني أَن يَكُ خُروُجِي بِعَجلةٍ كَان لإِمرٍ هَام وعَاجِل ، لَكِن يَبدو لِي مِن مَلابِسكُنَ وأَجنِحَتِكُن المُبَلَله بِأنكُن حَاربتُن لِلوُلُوج لِهَذا المَقهَي"
هَزت أَكبَرهُنَ رَأسَها لِيَخرج مِنهَا صَوت أَجرَاس ظَرِيفه لِتَقول بِمَلامِح وَجِلَه بَعض الشَئ

"الغَوثُ مَولاَتِي الغَوث ، تَحرَرت أَروَاح الأَجدَاد الأَثمِين مِن رَمسِهِم المَنسِي ، أَخرَجهُم غُول المَمِلَكه بِطَيشِهِ المُعتَاد ، الغَوث مَولاتِي الغَوث"
قَالتهَا لِتَبكِي بَاقِي الجِنيَات مِن خَوفِهم مِن مَجهُولٍ قَد يُودِي بِحيَاتِهم جميعاً ، جَذَعت الروُح وإِذبَهل الوَجه وَجلً وَرعبَ لِيَعد مَشهَد مَذَابِح أَثِمُوا المَملَكه أَمام عَينِهَا مِن جَدِيد وكَأَنَ حَبل مَشنَقه إِلتَف حَوُل نَحرِهَا لتُغَادِر مُهَجتُهَا ويَبقَي الرمقُ يُحَارِب بِالبَقَاء في الجَسَد لِدَقِيقَه أُخرَي .

***

أَغلَق نَافِذة غُرفَتِه التِي تَهُب مِنهَا رِيحٌ عَتِيده لِتَجعَل مِن لَيلِهِ لَيلٌ قَارِص البُروُده ، إِلتَف رَاجِعاً مُتَأهِباً لِدِرَاسه مَا عَليهِ مِن عِلمٍ يُنتَفَع بِه .

قَام بِتَشغِيل سِمفُونِية بِيتهُوفِن بِجِوَارِه يَنعَم بِأجوَاءٍ أَكثَر هُدوُءً فَمَا أَجمَل مِن لَيلٍ يَتخَلل ثَنَايَاه رَائِعةً مِن رَوائِع بِيتهُوفِن وغيثٌ يَتهَاطل بِخَارِج غُرفَتِه.

يَذكُر حِينمَا أَخبَرتهُ وَالدتُه رَحِمهَا الله بِأَن مَا فِي جَوف السَموَات السَبعِ مِن غَيثٍ حِينمَا يُداعِب الأَرض تَخرج أَروَاحً هَادِئَه تَتَرَاقص عَلِي مُوسِيقَاها بِإِنسيَابِيَه ، أَروَاح كَانَت أَثِمَه تَمَنو العَودَه لتَنقِيح مَا أَتلفَتهُ أَيدِيهُم ، يَخرجُون ، يَترَاقصون ، يَبكُون لا يَسمَع عَويِلَهُم سِوَي خَالِقهُم لِيَعوُدوا يَجُروُن ذِيُول الخَيبَه والهَزِيمَه يَتمَنُون أَن يَسمَعهُم أَحدهُم ويَغُوثُهم مِن أَثَامِهِم الذِين إِقتَرَفُوهَا فِي مَاضِيهم  .

يَنظُر لِكُتبِهِ بِشُروُدٍ يَذكُر وَالدتُه و لَحظِة وَدَاعِهُا المُؤلِمَه لِخَافِقَهُ و..قِلاَدتِهَا !!

مَرة عَلي ذِكرَاه حِينَمَا أَعطَتهُ تِلكَ القِلاَده والطَلاَسِم التِي تَلَتهَا عَليهَا وكَأنَها تَعويِذه مَا وأَمَرتهُ بِعَدمِ الإِقتِرَاب مِنهَا أَبدَاً وحِمَايتِهَا بِكُل مَا أُوتِي مِن قُوه وكَانت أَخِر كَلِمَاتِهَا مَع أَخِر رمقٍ مِن مُهجَتِها "هِي إِن حَدَث وأَقحَمتَ روُحكَ مَع أَروَاح الأجدَاد فَعلَيكَ التَضحِيه بِسَبِيل المَملكه وعليك أنقاذهم ".

***

بِجَانِب المُدَرجَات بِالجَامِعَه ، بَارَتْ مَكتَبَةٌ مُتغَالِقةَ الأَبوَاب ، تُعَشِعِشُ بِهَا الوبَاء والوَهَان مُتجَانِسةُ  بِالبِلاَء لِوُجُود المَكتَبةُ التِي إِنتَقَلَتُ لَها سَائِر أَضوَاء الإِهتِمَام ، لِتُترَك مُغلَقه مُنطَفأة الوِجدَان مَليِئه بِأترِبَه العزلَه والوِحدَه ، عَانت مِن هِدوُء الكَونِ بِهَا لَم يُسمَع بِها نَفسٌ ولاجِدَال سَرمَدِي المَدي .

بَينَ الرفُوف الخَشَبِيه القَدِيمه يَكمُن ذَاكَ الكِتَاب ذُو اللَونِ القُرمُزِي لَونٌ غَريِب مُمَيز عَن بَاقِي أَخلائِهِ عَلي نَفس الرَف .

يُضئ ويُومِض بِغَرابةٍ لَم يَعتَد عَليهَا عَقلٌ ولَم يَألفهَا وِجدَان ، إِستَكَن الكِتاب فَجأةً لِيُفتَح وتُفَر أَوراقُهُ بِسرِعَةٍ لِتسحَبَ مَن أَلثَمها بِأصَابِعهِ لِمجهُولٍ لَنا ولَكِن مَعلُومٌ لَديهِ .



****
يتبع