19/الهَجِينَة المَلعوُنَة (بِدَاية التِرحَال 3)
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
تِنِينٌ مُقَدس أَم روح جِنِية أَيهُمَا أَكُون ..
لَستِي بِهَجِينةٌ يَا وَلِية العَهد بَل أَنِتي الروُح السَابِعة الأَثِمة ولَن تَكُونِي سِوي ذَلِك .
تِنِينٌ مُقَدس ، جِنِيةٌ مَلكِية ، الروُح السَابِعة الأَثِمة ، أَنا الجَسد المُحتَل مِن قِبَل ثَلاثَتِهم .. أَنا الهَجِينة المَلعوُنة المُوسوُمة بِالنَقشِ المُحَرم .. أَنا إِمبِراطورِة دِستفُوتش .
كُنت وسَأظَل كَذَلِك ؛ تِلكَ هِي الأَنا الحَقِيقِية يَا مَن عَبَثتم بِشتَات عَقلِي وجَعَلتم مِن بكَائي عَلي الدِيَار المَسلُوب سِمفُونِيةً عَذبةٌ تَروِي وِجدَانكُم المُتَحَجِر ، أَبِ أَي مُعضِلةٍ سَتعَذبون فُؤَادِي بِها بَعد ذَلِك ، لا تُحَاوِلوا بَل لا تَجرؤا عَلي المُحَاولة فَأنَا لم أَعد تِلك الغُلاَمة الضَعِيفة ... بَل أنَا الأَن مَلِكة دِستُفوتش المُنتَظره.
أَنا الأِمبِرَاطوُرة يوُنَا.
___
«يونا»
أظن أنه حان وقتي لأتحدث الأن ، حان وقتي لأعبر عما يجول بخاطري المتزعزع ، حان وقتي لأخرج ما بباطن وجداني المتألم ، حان الوقت لظهوري بساحة المعركة الحاسمة ، حان الوقت لأرفع رأسي عالياً بفخرٍ وبخلفي ترفرف راية الأنتصار ... لقد حان موعد تغيير مصيري .
من أنا ؟
_ أنا الأميرة المفقوده ، ملكة دستفوتش ، انا من تحمل بجعبتها طاقة التنين المقدس ..
أعلم ؟! ، ومن قال لكم أني لم أكن أعلم !
لقد أخبرتني أمي بذلك مسبقاً ، أخبرتني أني بسبب تهورها قد أصبحت طفلة هجينة منتصفة الروح أملك طاقتان أسطوريتان بداخل جسدي ، وأن أخرجتهما سيتدمر كل ما حولي بطريقة بشعة ..
كان علي التحكم بقواي ولكن لم يحالفني الحظ لذلك بالفعل ؛ فكما تعلمون عن تلك الحرب التي أقامها ذلك الرجل الذي يلقب بعمي حتي يتمكن من الوصول للعرش ... والمقابل هو قتل والداي .
ما رأيكم بذلك ، طفلةٌ بعمر الزهور قد أسقَتها الحياة بالدمار والحروب ، قطفت بتلاتها ، أنتشلتها من جذورها ، حطمت أرضها ، دهستها حتي أصبحت جثة هامدة ... والأن هل ستجعلوني أشعر بالعار لهروبي من ساحة المعركة وولوجي لعالم البشر ؟!
حتي وإن لم تُقدِمُوا علي قول ذلك ..
أنا بالفعل أشعر بالعار يجتاح وجداني ليدمره مجدداً ثم مجدداً .. لما أنا دائماً أطعن بالسهوم السامة ، لما حينما أتماسك وأنظر لتلك السماء المشتعلة بنيران المعركة أصيب بسهامٍ أخري تدوي بي أرضاً دون رحمه ، كل ذلك من أجل العرش؟!
فليلعنكم الإله علي كل ما تقومون بفعله ، إن العرش هو السبب بالفعل إذا وما ذنب الضحايا .. ما ذنب الأطفال ما ذنب الشباب ما ذنب الشيوخ .. ما ذنب والداي .
لما لم تقدموا علي قتلي أنا فقط منذ البداية..
أريد الموت
أريد أن ينتشلني طائر المنية ليحط بي بجنة الخلد .. أذلك بتلك الصعوبة ؟
أرغب بالعودة لأحضان والداي ، أرغب بالشعور بالدفئ مرة أخرى .
لما تركوني هنا أعاني بتلك الحياة القاسية ، لما تركوني بجسدٍ فارغ الجوف وبروحٍ هائمة بأرجاء السماء تجاهد للوصول لكم .. مهجتي لا تريدني هي تريدكم أنتم لذا تخلت عني وأحتلني شئ ما لا دراية لي عن هويته ..
صوت غريب
دائماً ما كان يراودني
شخصٌ ما كان دائماً يتحدث بعقلي ويسير بي علي هواه ، جسدي كان كاللعبة يحركها بكل سلاسة علي مخططه الغريب ، كان رفيق وحدتي ، كان من يجعلني أبتسم ببعض الأحيان ، ظننتها الأنا العليا التي تساعدني أو جنيتي الخاصة مثل ما يحدث مع المستذئبين هم بإمكانهم التحدث مع ذئبتهم ، ظننت أني بإمكاني فعل ذلك أيضاً ... ولكن لم أكن أعلم أن ذلك لا وجود له بعالم الجنيات .
ذلك الصوت الأنثاوي الذي كان يرافقني دوماً منذ ولوجي لعالم البشر ... حتي الأن لا علم لي بهويته .
وليس تلك هي المشكلة الوحيدة بل قد ظهرت لي مشكلة أخري
" خرقاء ، ثرثارة ، لا تتحمل المسؤولية ، مجرد طفلة تحتاج الرعاية "
تلك الكلمات الذي يتفوه بها ذلك المدعوا بڤي كلما يقابلني ، ما أمر ذلك الرجل بحق ؟!
هو رجل غريب قابلته صدفة ليخبرني أنه يعرفني منذ مدة طويلة لا علم لي بمقدارها ، دائماً ما كان ويزال يعاملني كالأطفال ، لكن لن أنكر إن الأمر لطيفٌ حينما تشعر أن أحدهم يعتني بك ويهاب عليك من الأخطار ... لم يهتم بي أحدٌ منذ زمن طويل .
لن أنكر أيضاً ، هو وسيم ولطيف ويملك فؤادً نابض بالكثير من الحب ، يحاول أن يبدوا قوياً وبارداً ولا يأبه لأي شئ ولكنه لا يستطيع فعل ذلك بالنهاية ، هو كالأطفال تمامً وأنا أحب الأطفال ولكن ذلك لا يعني اني أحبه .. ربما !
حسناً ربما أشعر ببعض الأعجاب .. فقط
ولكنه دائماً ما يشعرني بالغرابة ، يعرفني أكثر من ذاتي ، يعلم عمن أكون ، لديه معرفة واسعه بماضيٰ وحينما أسئلة يجاوبني بأنكي ستعلمين فيما بعد ؟
حسناً أنا أنتظر بالفعل حتي أعلم من هو لدي فضول كبير حقاً لأعلم ذلك الأمر .
حينما أقتربنا من ذلك القصر الأسود الخاص بملك التانين والذي يكون عمي الثالث ، شعرت بألمٍ حاد بظهري وبالتدقيق في الأمر شعرت بألمٍ يفتك بالخطان الطويلان الذي يمران بنصف ظهري ، كانَ المكان المخصص بالأجنحة فيما مضي قبل رحيلهما ، ولم يتبقي منهما سوي هذين الجَرحَين الملتئمان تقريباً .
حينما ولجنا للقصر جذبني ذلك اللون الفخم ، الأثاث والجدران اللامعه ، الكريستالات المعلقة .. إن القصر حقاً كان مجهزاً بأعلي مستوي لإستقبالنا .
قادمةٌ أليكم يا أجنحتي .
أجلسنا ذلك الرجل ذو الحراشف الحمراء بغرفةٍ واسعة للغاية ذات أثاثٍ بسيط تقريباً ولن ننسي اللون الأسود الذي يزين كل بقاع القصر ، كان الألم يزداد بقسوة ، كنت أضغط علي شفتاي أحاول كبت ألمي حتي سمعت صوت الباب يفتح ليدخل ذلك الرجل الوسيم .... ما بالي بحقٍ منذ متي أقول علي رجلٌ ما أنه وسيم جيد أن جنيتي لم تسمعني أقول ذلك لكانت الأن قد أستغلتها لصالحها .
حينما أبتسم بلطافة وهو يرحب بنا رأيت تلك الحفرتان العميقتان بوجنتاه ... قلبي لما قلبي ينبض بعنفٍ الأن !!
أنا مريضة صحيح يبدوا أني مريضة لأن ذلك ليس بطبيعي البته !
إبن القمر ؟
هل هو إبن القمر أم ماذا ، لما هو وسيم هكذا ، لم أكن أدري أن صوتي قد بات مسموعاً بأركان تلك الغرفة ، رفعت رأسي حينما رأيتهم جميعاً ينظرون لي بحيرة إلا من بيكهيون الذي يكاد أن يقع علي الأرض من كثرة الضحك بل هو وقع بالفعل .
"يونا ما تلك الكلمة الغريبة التي قلتها ولما بيكي يضحك هكذا ... أتلك طلاسم ؟ "
قالها تاي متسألً بتعجب لأستوعب الأن ما حدث ... لقد قلتها باللغة الكورية التي كنت أتعلمها بعالم البشر .
الحمد لله كدت أن أكون عرضه للسخرية اليوم .
كان بيكي يقهقه بصوتٍ عال ، أزال دموعه الوهمية ليعود جالساً علي الأريكة مجدداً ليقترب مني هامساً تحت أنظار الثنائي المستغربين .
"لا تقلقي لن أخبر أحد ، أعلم أنه وسيم ولكن أنظري لڤي قليلاً فهو أوسم بكثيرٍ في رأي"
قالها ليضحك بخفة ، عبست لأُعاود النظر لمن معي بالغرفة أو علي الأقل أذكر لما أنا هنا بالأساس لقد نسيت كل شئ منذ مجئ ذلك الرجل ... لحظه
حراشف سوداء
بالقصر الأسود
الأمير هو من أستدعانا للجلوس بالغرفة
أنه الأمير
أنه كيم نامجون
أنه إبن عمي الوحيد و .. زوجي المستقبلي .
لحظة ماذا !!
____
"أهٍ يونا مازلتي كما كنتي حينما كنا صغارً تتحدثين بلغة غير مفهومة"
قالها نامجون ليضحك بخفة ، نظرت له يونا بصدمة عن أي صدمةٍ نتحدث الأن يا تري صدمة أنها تذكرت إن أبن عمها هو زوجها المستقبلي الذي جمعت معه بالرباط المقدس حينما كانا صغاراً أم صدمة أنه علم هويتها !!
"كيف عرفت ..."
قالها تاي بهدوءٍ يناظر الأمير بأعين باردة ، قطب نامجون حاجباه مناظراً ذلك الشخص الذي أمامه فهو يبدوا أنه قد رأه مسبقاً ، تهللت أساريره حينما أستطاع أخيراً تذكر هويته إبتسم بإتساع ليصرخ محتضنً من كان مصدوماً من الذي يحدث .
"أوه يا رجل أذلك أنت لقد أصبحت رجلاً كبيراً حقاً ، أمازلت كما أنت تتبع الأميرة أينما ذهبت صحيح يا كيم تا..."
كان نامجون يتحدث بإشراقٍ وهو مازال منحني بجذعه يحتضن الجالس علي الأريكة الذي يحاول التملص من قبضت نامجون القوية ، بحين شعور تاي أن ذلك المتهور كاد أن ينطق أسمه الحقيقي وضع كف يده علي فاه نامجون يمنعه من أي يكمل حديثه .
نظر له نامجون بتعجب ليبتعد تاي عن قبضته ، سحبه تاي من رسغه ليتحدثَ بهمسٍ في أحد أركان الغرفة وكل ذلك تحت أنظار يونا وبيكي المصدومين .
"لا تنطق أسمي مرة أخري أمامها ولا تذكرها بأيٍ من ذكريات الماضي الخاص بي وأظن أنها لا تذكرك أيضاً لا أدري .."
قالها تاي بهمسٍ لمن أمامه يستمع بإهتمام ، رمش عدة مراتٍ ليقول بصراخٍ هامس
"أهي فاقدةٌ للذاكرة !! "
قالها نامجون ليومئ تاي بقلة حيلةٍ
" أهٍ يا إلهي ولكن أمتأكد أنها لا تذكرني ؟ "
قالها نام بشكٍ لمن حك فروة رأسة بتعب
"ما أعلمه أنها لا تذكرني أنا ولكن أنت لا أدري بإمكانك سؤالها "
"كيف لها أن تكون فاقدة للذاكرة وهي تذكر أشياء وأشياء أخري لا ؟"
سأل نام بتعجب ليتنهد تاي بألمٍ
"هي ليست فاقدة للذاكرة بالمعني الحرفي أنه أمرٌ له علاقة بلعنة ما أو ما شابه ، توقف عن الأسئلة لقد تعبت من الثرثرة "
قالها تاي بجدية ليختم حديثة بتذمر جريئ فكيف له أن يحدث الملك المستقبلي هكذا ، أيمكن لأنه كان صديق طفولته بالفعل لذا هو يشعر بالألفة إتجاهه ، شهق نام بغضبٍ مصطنع ليخبره ممازحاً
"يا رجل ما بك أنا أميرٌ هنا ليس لأننا أصدقاء طفولة تحدثني هكذا ... حسناً بإمكانك أن تحدثني هكذا ولكن ليس أمام أحدٍ أتفقنا ؟"
"أتفقنا يا أخرق"
قالها تاي ليقهقه بخفة علي صوت تذمر الأخر
عاد الثنائي الذين كانوا يتهامسون ليونا وبيكي الجالسين يراقبانِهم بصمتٍ مريب يملؤه الشك فمنذ متي تاي والأمير يعرفون بعضهم البعض ؟!
جلسوا معاً علي الأرائِك المريحة صامتون لعدة دقائق ، كان هنالك هالة غريبة بينهم فكلٌ منهم هائمٌ بأفكاره .
تاي الذي يشعر بالغرابة لمقابلة نامجون مرة أخري منذ سنواتٍ عدة فأخر مرة قد قابله كان قبل الحرب بمدة بعيده ، كان عالقٌ بذكراه حينما قابله لأول مرةٍ بقصر يونا حينئذٍ كان يعامل يونا بطريقة خجولة وحزينة وكانت الأخرى تفعل ذات الشئ حينما تراه لتهب راكضة بصمت ، كان الأمر غريب بالبداية لذا جلس تاي مع نامجون وتحدثوا قليلاً ليشعر بالراحة معه ، تحدثوا كثيراً وكثيراً حتي نسيا الأمر الأساسي الذي جعل من تاي فضولي ليعرفه ، مر الوقت وكان تاي يقابل نامجون بالقصر ولكن بدون حضور يونا نهائياً ولكن تاي بالفعل قد نسي أمر فضوله حتي أصبح الأن وبوقتهم الحالي لا علم له عن أن يونا ونامجون مرتبطان معاً بالرباط المقدس ..
أما نامجون فكان جالس يشابك أصابعه معاً بتوتر ملحوظاً فهو لم يري يونا منذ كانا أطفال وتلك مرته الأولي ليراها وهي شابة ، كانت جميلة ليس ذلك الجمال الأخاذ ولكنها كانت لطيفة ، حسناً هي لم تتغير كثيراً عن شكلها بالطفولة هي ما تزال تملك وجنتان ممتلئان كما كانت وملامحها لم تتغير هي فقط نضجت قليلاً ... ولكن احقاً تذكره أو تذكر أمر الخطبة الأمر مربكٌ قليلاً ليتحدثوا به من جديد بعد كل تلك السنوات ولكن إن لم يتم عقد القران فسيحدث لهم أشياء سيئة كما قال المشعوذه سابقاً ، أما عن أمر تاي فهو حقاً يشعر بالسعادة لمقابلته أخيراً لقد مر وقت طويل بالفعل .
بيكي فقط كان يراقبهم بصمتٍ يحاول أن يقرء معالم وجههم ليعرف فيما يفكرون فهو يستطيع قرائة لغة الجسد جيداً .
أما عن يونا فكانت ما تزال تحت تأثير الصدمة العارمة ، فهي الأن أمام من خُطبَت له منذ طفولتهم وبغير قناعة منها هي تراه وسيمً بالفعل لا تنكر ذلك ولكن حينما تذكرت أمر الخطبة أصبحت النيران تحرق وجدانها غضبَ فهي تكره أن يجبرها احدٌ علي شئ ولكنها كانت طفلة حينئذٍ لذا بالتأكيد لم تكن لتأخذ خطوة لتهرب من ذلك الرباط اللعين .
ضغطت علي شفاهها بغضبٍ وتألم فقد عاد ذلك الألم ينهش بظهرها من جديد ، قبضت علي تنورت فستاها الأسود لتحاول إخراج ألمها بشئ ما حتي يرحلوا فهي لا تريد من احدٍ أن يقلق عليها ولكن الأمر بالفعل قد فاق قدرتها علي التحمل ، تأوهت بألمٍ لتترقرق عيناها منذرة علي هطول عَبَراتِها .
"يونا هل أنتي بخير !! "
قالها تاي بخوفٍ حينما سمع صوت تألمها ليجثوا أمامها علي الأرض بحركة سريعة ، كانت تجلس أمامه علي الأريكة تبكي بصمت مطأطأة وجهها للأسفل لتغطي القلنسوة معالمها الباكية .
"يونا أتسمعيني ما الخطب "
قالها تاي ليحاوط كفي يدها اللذان يحكمان الأنقضاض علي التنوره يعبران عن ألم صاحبتهم الشديد ، حينما لم يجد منها إجابة بل فقط صوت بكاء صامت التفت لنامجون الذي يقف بجواره يراقب الوضع بتوتر ليردف بحدة .
"إجلب الطبيب حالاً نامجون هي لا تبدوا بخير.."
كان تاي يملي عليه الأوامر ليومئ بطاعة وتوتر لتبتر يونا حديثة بنبرة متألمة .
"لا أ..أريد الطبيب أ..أنا بخير تاي كما أنه لن يس..يستطيع أن يعلم ما بي لأني أظنه بسبب قربي من الأجنحة ، إن الأجنحة ت..تريد الوصول لي "
شعر تاي بفؤاده ينبض بعنفٍ حينما سمع تلك النبرة المتألمة فهو لم يسمعها منذ زمن طويل ، تنهد ليعطي إشارة لنامجون الشارد فشئ ما جعل من لونه يبهت ليأمره بإحضار الطبيب كما قال ، توتر نام ليذهب مسرعاً ليتبعه بيكي بعد أن أمره تاي بإحضار بعض المياة .
نظر لها تاي بحنانٍ ليغلف أحدي كفيها بيده والكف الأخر أستوطن علي وجنتيها المحمران يزيل قطرات الغيث الهابطة ، رفعت يونا وجهها بتعبٍ بعدما شعرت بذلك الدفئ الذي لم تحصل عليه منذ مدة .
نظرته هائمة ، دافئة وناعمة ، كان يزيل البرود بفؤادها بتلك النظرة ليقع وجدانها ضحية لدفئة ، كان يزيل عبراتها بإبهامه ولا يفعل شئ سوي النظر لها بتلك النظرات التي أربكتها ولم يكن أقل منها إرتباكً ولكنه أقسم علي الحصول عليها ولو كلفه الأمر بإطاعة فؤاده ولو لمرة .. ولم يكن علي علمٍ أن بتلك المرة قد زرع أحد بذوره بوجدانها ليسقيها بدفئ نظراته الهائمة بملكوت عيناها .
قاطع تلك اللحظة الطرق علي باب الغرفة معلماً عن وصول بيكي ونامجون والطبيب علي ما اظن ، سحب تاي يده بسرعة ليحمحم بخجل بينما ينتصب علي قدمه ، أم يونا فبقت علي حالها ساكنة وهادئة أما بداخل فؤادها فأقسم أن هنالك حربٌ تقوم بالداخل !!
فتح الباب علي مصرعية ليدخل نامجون بدون طبيب وبيكي الذي يمسك قدحً به ماء بارد ، عبس تاي ليردف بينما يحاول أخفاء معالم الخجل الذي إرتسمت علي وجهه منذ قليل .
" إين الطبيب نامجون ؟ "
قالها تاي بهدوءٍ ليردف بتوتر جاعلاً من بيكي الذي يعطي الماء ليونا يجهل من هو الأمير ومن هو الأقل رتبة منه ؟
"أنه يساعد الجرحي من الجيش الأن وهم بحالة يرثي لها لذا لم أستطع جلبه معي "
قالها نام ليتنهد تاي بقلة حيلة إلتفت ليونا ليجدها تشرب الماء بهدوء ويبدوا عليها الراحة الأن ، تسأل وهو يحدق بأركان الغرفة بأكملها حتي لا ينظر لوجها مجدداً فيكفيه جرأة حتي الآن .
"أأنتي بخير الأن أم مازلتي بحاجة لطبيب"
تجنبت يونا النظر له لتنظر أرضاً بخجل طفيف متلعثمة بترتيب الأحرف .
"أخبرتك أ..أني لا أر..أريد طبيب ونعم أنا الأن بخير شكراً علي قلقك أنا فقط أريد الراحة رجاء .. أين بإمكاني أن أرتاح سيد نامجون "
طمأنته عن حالها لتنظر لنامجون بنظرة مترجية تحاول أن تجعله يسرع في أخبارها عن مكانٌ به فراش مريح فذلك الألم جعل من طاقتها تنفذ نهائياً ولا ننسي أيضاً أنهم لم يغمض لهم جفن منذ الأمس ، أومأ نامجون بسرعة ليشير علي الجهة اليمني مردفاً
"لقد قمت بتجهيز غرفة لكي مسبقاً ولكني لم أعلم بقدوم زوار معكي لذا سأُنادي علي الخدم حتي يجعلوكي تصلين لغرفتك ولكن لا تنسي وضع القلنسوة لإخفاء وجهك أنا لم أطهر القصر بعد من كل الجواسيس ، أما أنت يا تاي وصديق تاي الذي لم أتشرف بمعرفته بعد ستنتظرون هنا حتي ينهوا الخدم من تنظيف غرفكم حسناً "
شرح نامجون الوضع ليومئ الجميع متفهمين ، صدح صوت نامجون طالباً الحراس الذين يحرصون الأبواب ليأمرهم بإحضار بعض الخدم ليأخذوا "أخذ زواره المميزين" كما لقبهم .
بعد رحيل يونا مع الخدم راقب تاي جسدها الذي بدء يتلاشي عبر الأفق ليتنهد بحسرة وخوفٍ من المستقبل المجهول .. هل له بكسب فؤاد العذراء أم أن هنالك من سيحصل عليها من قبله ، هذا كل ما يهابه بتلك الحياة الآن .. كم ان الهوي أمرٌ مؤلم .
.
.
.
"يتبع"
أنا بقول مكتبش رومانسي تاني علشان انا عكيت الدنيا ، انا عاوزه أمسك نفسي واضربها عشان الفشل الي هي فيه ده 🙁💔
جماعه انا راجعت السرد في الفصول الي فات وحسيت بالعار من نفسي اوي بجد واني بوظت الدنيا عشان كنت بكتب من غير تركيز فسمحوني💔
حاسه ان كتباتي بقت وحشه الايام ديه معرفش ليه ونفسيتي برضه باظت من الحوار ده 😭💔
يلا مش مهم الحمد لله من اول الفصل الي جاي هنرجع ذي ما كنا عادي ونرجع للأجداد ان شاء الله
يلا هاڤ فن❤️❤️
أراكم بالفصل الجديد فرساني♥️💭
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
تِنِينٌ مُقَدس أَم روح جِنِية أَيهُمَا أَكُون ..
لَستِي بِهَجِينةٌ يَا وَلِية العَهد بَل أَنِتي الروُح السَابِعة الأَثِمة ولَن تَكُونِي سِوي ذَلِك .
تِنِينٌ مُقَدس ، جِنِيةٌ مَلكِية ، الروُح السَابِعة الأَثِمة ، أَنا الجَسد المُحتَل مِن قِبَل ثَلاثَتِهم .. أَنا الهَجِينة المَلعوُنة المُوسوُمة بِالنَقشِ المُحَرم .. أَنا إِمبِراطورِة دِستفُوتش .
كُنت وسَأظَل كَذَلِك ؛ تِلكَ هِي الأَنا الحَقِيقِية يَا مَن عَبَثتم بِشتَات عَقلِي وجَعَلتم مِن بكَائي عَلي الدِيَار المَسلُوب سِمفُونِيةً عَذبةٌ تَروِي وِجدَانكُم المُتَحَجِر ، أَبِ أَي مُعضِلةٍ سَتعَذبون فُؤَادِي بِها بَعد ذَلِك ، لا تُحَاوِلوا بَل لا تَجرؤا عَلي المُحَاولة فَأنَا لم أَعد تِلك الغُلاَمة الضَعِيفة ... بَل أنَا الأَن مَلِكة دِستُفوتش المُنتَظره.
أَنا الأِمبِرَاطوُرة يوُنَا.
___
«يونا»
أظن أنه حان وقتي لأتحدث الأن ، حان وقتي لأعبر عما يجول بخاطري المتزعزع ، حان وقتي لأخرج ما بباطن وجداني المتألم ، حان الوقت لظهوري بساحة المعركة الحاسمة ، حان الوقت لأرفع رأسي عالياً بفخرٍ وبخلفي ترفرف راية الأنتصار ... لقد حان موعد تغيير مصيري .
من أنا ؟
_ أنا الأميرة المفقوده ، ملكة دستفوتش ، انا من تحمل بجعبتها طاقة التنين المقدس ..
أعلم ؟! ، ومن قال لكم أني لم أكن أعلم !
لقد أخبرتني أمي بذلك مسبقاً ، أخبرتني أني بسبب تهورها قد أصبحت طفلة هجينة منتصفة الروح أملك طاقتان أسطوريتان بداخل جسدي ، وأن أخرجتهما سيتدمر كل ما حولي بطريقة بشعة ..
كان علي التحكم بقواي ولكن لم يحالفني الحظ لذلك بالفعل ؛ فكما تعلمون عن تلك الحرب التي أقامها ذلك الرجل الذي يلقب بعمي حتي يتمكن من الوصول للعرش ... والمقابل هو قتل والداي .
ما رأيكم بذلك ، طفلةٌ بعمر الزهور قد أسقَتها الحياة بالدمار والحروب ، قطفت بتلاتها ، أنتشلتها من جذورها ، حطمت أرضها ، دهستها حتي أصبحت جثة هامدة ... والأن هل ستجعلوني أشعر بالعار لهروبي من ساحة المعركة وولوجي لعالم البشر ؟!
حتي وإن لم تُقدِمُوا علي قول ذلك ..
أنا بالفعل أشعر بالعار يجتاح وجداني ليدمره مجدداً ثم مجدداً .. لما أنا دائماً أطعن بالسهوم السامة ، لما حينما أتماسك وأنظر لتلك السماء المشتعلة بنيران المعركة أصيب بسهامٍ أخري تدوي بي أرضاً دون رحمه ، كل ذلك من أجل العرش؟!
فليلعنكم الإله علي كل ما تقومون بفعله ، إن العرش هو السبب بالفعل إذا وما ذنب الضحايا .. ما ذنب الأطفال ما ذنب الشباب ما ذنب الشيوخ .. ما ذنب والداي .
لما لم تقدموا علي قتلي أنا فقط منذ البداية..
أريد الموت
أريد أن ينتشلني طائر المنية ليحط بي بجنة الخلد .. أذلك بتلك الصعوبة ؟
أرغب بالعودة لأحضان والداي ، أرغب بالشعور بالدفئ مرة أخرى .
لما تركوني هنا أعاني بتلك الحياة القاسية ، لما تركوني بجسدٍ فارغ الجوف وبروحٍ هائمة بأرجاء السماء تجاهد للوصول لكم .. مهجتي لا تريدني هي تريدكم أنتم لذا تخلت عني وأحتلني شئ ما لا دراية لي عن هويته ..
صوت غريب
دائماً ما كان يراودني
شخصٌ ما كان دائماً يتحدث بعقلي ويسير بي علي هواه ، جسدي كان كاللعبة يحركها بكل سلاسة علي مخططه الغريب ، كان رفيق وحدتي ، كان من يجعلني أبتسم ببعض الأحيان ، ظننتها الأنا العليا التي تساعدني أو جنيتي الخاصة مثل ما يحدث مع المستذئبين هم بإمكانهم التحدث مع ذئبتهم ، ظننت أني بإمكاني فعل ذلك أيضاً ... ولكن لم أكن أعلم أن ذلك لا وجود له بعالم الجنيات .
ذلك الصوت الأنثاوي الذي كان يرافقني دوماً منذ ولوجي لعالم البشر ... حتي الأن لا علم لي بهويته .
وليس تلك هي المشكلة الوحيدة بل قد ظهرت لي مشكلة أخري
" خرقاء ، ثرثارة ، لا تتحمل المسؤولية ، مجرد طفلة تحتاج الرعاية "
تلك الكلمات الذي يتفوه بها ذلك المدعوا بڤي كلما يقابلني ، ما أمر ذلك الرجل بحق ؟!
هو رجل غريب قابلته صدفة ليخبرني أنه يعرفني منذ مدة طويلة لا علم لي بمقدارها ، دائماً ما كان ويزال يعاملني كالأطفال ، لكن لن أنكر إن الأمر لطيفٌ حينما تشعر أن أحدهم يعتني بك ويهاب عليك من الأخطار ... لم يهتم بي أحدٌ منذ زمن طويل .
لن أنكر أيضاً ، هو وسيم ولطيف ويملك فؤادً نابض بالكثير من الحب ، يحاول أن يبدوا قوياً وبارداً ولا يأبه لأي شئ ولكنه لا يستطيع فعل ذلك بالنهاية ، هو كالأطفال تمامً وأنا أحب الأطفال ولكن ذلك لا يعني اني أحبه .. ربما !
حسناً ربما أشعر ببعض الأعجاب .. فقط
ولكنه دائماً ما يشعرني بالغرابة ، يعرفني أكثر من ذاتي ، يعلم عمن أكون ، لديه معرفة واسعه بماضيٰ وحينما أسئلة يجاوبني بأنكي ستعلمين فيما بعد ؟
حسناً أنا أنتظر بالفعل حتي أعلم من هو لدي فضول كبير حقاً لأعلم ذلك الأمر .
حينما أقتربنا من ذلك القصر الأسود الخاص بملك التانين والذي يكون عمي الثالث ، شعرت بألمٍ حاد بظهري وبالتدقيق في الأمر شعرت بألمٍ يفتك بالخطان الطويلان الذي يمران بنصف ظهري ، كانَ المكان المخصص بالأجنحة فيما مضي قبل رحيلهما ، ولم يتبقي منهما سوي هذين الجَرحَين الملتئمان تقريباً .
حينما ولجنا للقصر جذبني ذلك اللون الفخم ، الأثاث والجدران اللامعه ، الكريستالات المعلقة .. إن القصر حقاً كان مجهزاً بأعلي مستوي لإستقبالنا .
قادمةٌ أليكم يا أجنحتي .
أجلسنا ذلك الرجل ذو الحراشف الحمراء بغرفةٍ واسعة للغاية ذات أثاثٍ بسيط تقريباً ولن ننسي اللون الأسود الذي يزين كل بقاع القصر ، كان الألم يزداد بقسوة ، كنت أضغط علي شفتاي أحاول كبت ألمي حتي سمعت صوت الباب يفتح ليدخل ذلك الرجل الوسيم .... ما بالي بحقٍ منذ متي أقول علي رجلٌ ما أنه وسيم جيد أن جنيتي لم تسمعني أقول ذلك لكانت الأن قد أستغلتها لصالحها .
حينما أبتسم بلطافة وهو يرحب بنا رأيت تلك الحفرتان العميقتان بوجنتاه ... قلبي لما قلبي ينبض بعنفٍ الأن !!
أنا مريضة صحيح يبدوا أني مريضة لأن ذلك ليس بطبيعي البته !
إبن القمر ؟
هل هو إبن القمر أم ماذا ، لما هو وسيم هكذا ، لم أكن أدري أن صوتي قد بات مسموعاً بأركان تلك الغرفة ، رفعت رأسي حينما رأيتهم جميعاً ينظرون لي بحيرة إلا من بيكهيون الذي يكاد أن يقع علي الأرض من كثرة الضحك بل هو وقع بالفعل .
"يونا ما تلك الكلمة الغريبة التي قلتها ولما بيكي يضحك هكذا ... أتلك طلاسم ؟ "
قالها تاي متسألً بتعجب لأستوعب الأن ما حدث ... لقد قلتها باللغة الكورية التي كنت أتعلمها بعالم البشر .
الحمد لله كدت أن أكون عرضه للسخرية اليوم .
كان بيكي يقهقه بصوتٍ عال ، أزال دموعه الوهمية ليعود جالساً علي الأريكة مجدداً ليقترب مني هامساً تحت أنظار الثنائي المستغربين .
"لا تقلقي لن أخبر أحد ، أعلم أنه وسيم ولكن أنظري لڤي قليلاً فهو أوسم بكثيرٍ في رأي"
قالها ليضحك بخفة ، عبست لأُعاود النظر لمن معي بالغرفة أو علي الأقل أذكر لما أنا هنا بالأساس لقد نسيت كل شئ منذ مجئ ذلك الرجل ... لحظه
حراشف سوداء
بالقصر الأسود
الأمير هو من أستدعانا للجلوس بالغرفة
أنه الأمير
أنه كيم نامجون
أنه إبن عمي الوحيد و .. زوجي المستقبلي .
لحظة ماذا !!
____
"أهٍ يونا مازلتي كما كنتي حينما كنا صغارً تتحدثين بلغة غير مفهومة"
قالها نامجون ليضحك بخفة ، نظرت له يونا بصدمة عن أي صدمةٍ نتحدث الأن يا تري صدمة أنها تذكرت إن أبن عمها هو زوجها المستقبلي الذي جمعت معه بالرباط المقدس حينما كانا صغاراً أم صدمة أنه علم هويتها !!
"كيف عرفت ..."
قالها تاي بهدوءٍ يناظر الأمير بأعين باردة ، قطب نامجون حاجباه مناظراً ذلك الشخص الذي أمامه فهو يبدوا أنه قد رأه مسبقاً ، تهللت أساريره حينما أستطاع أخيراً تذكر هويته إبتسم بإتساع ليصرخ محتضنً من كان مصدوماً من الذي يحدث .
"أوه يا رجل أذلك أنت لقد أصبحت رجلاً كبيراً حقاً ، أمازلت كما أنت تتبع الأميرة أينما ذهبت صحيح يا كيم تا..."
كان نامجون يتحدث بإشراقٍ وهو مازال منحني بجذعه يحتضن الجالس علي الأريكة الذي يحاول التملص من قبضت نامجون القوية ، بحين شعور تاي أن ذلك المتهور كاد أن ينطق أسمه الحقيقي وضع كف يده علي فاه نامجون يمنعه من أي يكمل حديثه .
نظر له نامجون بتعجب ليبتعد تاي عن قبضته ، سحبه تاي من رسغه ليتحدثَ بهمسٍ في أحد أركان الغرفة وكل ذلك تحت أنظار يونا وبيكي المصدومين .
"لا تنطق أسمي مرة أخري أمامها ولا تذكرها بأيٍ من ذكريات الماضي الخاص بي وأظن أنها لا تذكرك أيضاً لا أدري .."
قالها تاي بهمسٍ لمن أمامه يستمع بإهتمام ، رمش عدة مراتٍ ليقول بصراخٍ هامس
"أهي فاقدةٌ للذاكرة !! "
قالها نامجون ليومئ تاي بقلة حيلةٍ
" أهٍ يا إلهي ولكن أمتأكد أنها لا تذكرني ؟ "
قالها نام بشكٍ لمن حك فروة رأسة بتعب
"ما أعلمه أنها لا تذكرني أنا ولكن أنت لا أدري بإمكانك سؤالها "
"كيف لها أن تكون فاقدة للذاكرة وهي تذكر أشياء وأشياء أخري لا ؟"
سأل نام بتعجب ليتنهد تاي بألمٍ
"هي ليست فاقدة للذاكرة بالمعني الحرفي أنه أمرٌ له علاقة بلعنة ما أو ما شابه ، توقف عن الأسئلة لقد تعبت من الثرثرة "
قالها تاي بجدية ليختم حديثة بتذمر جريئ فكيف له أن يحدث الملك المستقبلي هكذا ، أيمكن لأنه كان صديق طفولته بالفعل لذا هو يشعر بالألفة إتجاهه ، شهق نام بغضبٍ مصطنع ليخبره ممازحاً
"يا رجل ما بك أنا أميرٌ هنا ليس لأننا أصدقاء طفولة تحدثني هكذا ... حسناً بإمكانك أن تحدثني هكذا ولكن ليس أمام أحدٍ أتفقنا ؟"
"أتفقنا يا أخرق"
قالها تاي ليقهقه بخفة علي صوت تذمر الأخر
عاد الثنائي الذين كانوا يتهامسون ليونا وبيكي الجالسين يراقبانِهم بصمتٍ مريب يملؤه الشك فمنذ متي تاي والأمير يعرفون بعضهم البعض ؟!
جلسوا معاً علي الأرائِك المريحة صامتون لعدة دقائق ، كان هنالك هالة غريبة بينهم فكلٌ منهم هائمٌ بأفكاره .
تاي الذي يشعر بالغرابة لمقابلة نامجون مرة أخري منذ سنواتٍ عدة فأخر مرة قد قابله كان قبل الحرب بمدة بعيده ، كان عالقٌ بذكراه حينما قابله لأول مرةٍ بقصر يونا حينئذٍ كان يعامل يونا بطريقة خجولة وحزينة وكانت الأخرى تفعل ذات الشئ حينما تراه لتهب راكضة بصمت ، كان الأمر غريب بالبداية لذا جلس تاي مع نامجون وتحدثوا قليلاً ليشعر بالراحة معه ، تحدثوا كثيراً وكثيراً حتي نسيا الأمر الأساسي الذي جعل من تاي فضولي ليعرفه ، مر الوقت وكان تاي يقابل نامجون بالقصر ولكن بدون حضور يونا نهائياً ولكن تاي بالفعل قد نسي أمر فضوله حتي أصبح الأن وبوقتهم الحالي لا علم له عن أن يونا ونامجون مرتبطان معاً بالرباط المقدس ..
أما نامجون فكان جالس يشابك أصابعه معاً بتوتر ملحوظاً فهو لم يري يونا منذ كانا أطفال وتلك مرته الأولي ليراها وهي شابة ، كانت جميلة ليس ذلك الجمال الأخاذ ولكنها كانت لطيفة ، حسناً هي لم تتغير كثيراً عن شكلها بالطفولة هي ما تزال تملك وجنتان ممتلئان كما كانت وملامحها لم تتغير هي فقط نضجت قليلاً ... ولكن احقاً تذكره أو تذكر أمر الخطبة الأمر مربكٌ قليلاً ليتحدثوا به من جديد بعد كل تلك السنوات ولكن إن لم يتم عقد القران فسيحدث لهم أشياء سيئة كما قال المشعوذه سابقاً ، أما عن أمر تاي فهو حقاً يشعر بالسعادة لمقابلته أخيراً لقد مر وقت طويل بالفعل .
بيكي فقط كان يراقبهم بصمتٍ يحاول أن يقرء معالم وجههم ليعرف فيما يفكرون فهو يستطيع قرائة لغة الجسد جيداً .
أما عن يونا فكانت ما تزال تحت تأثير الصدمة العارمة ، فهي الأن أمام من خُطبَت له منذ طفولتهم وبغير قناعة منها هي تراه وسيمً بالفعل لا تنكر ذلك ولكن حينما تذكرت أمر الخطبة أصبحت النيران تحرق وجدانها غضبَ فهي تكره أن يجبرها احدٌ علي شئ ولكنها كانت طفلة حينئذٍ لذا بالتأكيد لم تكن لتأخذ خطوة لتهرب من ذلك الرباط اللعين .
ضغطت علي شفاهها بغضبٍ وتألم فقد عاد ذلك الألم ينهش بظهرها من جديد ، قبضت علي تنورت فستاها الأسود لتحاول إخراج ألمها بشئ ما حتي يرحلوا فهي لا تريد من احدٍ أن يقلق عليها ولكن الأمر بالفعل قد فاق قدرتها علي التحمل ، تأوهت بألمٍ لتترقرق عيناها منذرة علي هطول عَبَراتِها .
"يونا هل أنتي بخير !! "
قالها تاي بخوفٍ حينما سمع صوت تألمها ليجثوا أمامها علي الأرض بحركة سريعة ، كانت تجلس أمامه علي الأريكة تبكي بصمت مطأطأة وجهها للأسفل لتغطي القلنسوة معالمها الباكية .
"يونا أتسمعيني ما الخطب "
قالها تاي ليحاوط كفي يدها اللذان يحكمان الأنقضاض علي التنوره يعبران عن ألم صاحبتهم الشديد ، حينما لم يجد منها إجابة بل فقط صوت بكاء صامت التفت لنامجون الذي يقف بجواره يراقب الوضع بتوتر ليردف بحدة .
"إجلب الطبيب حالاً نامجون هي لا تبدوا بخير.."
كان تاي يملي عليه الأوامر ليومئ بطاعة وتوتر لتبتر يونا حديثة بنبرة متألمة .
"لا أ..أريد الطبيب أ..أنا بخير تاي كما أنه لن يس..يستطيع أن يعلم ما بي لأني أظنه بسبب قربي من الأجنحة ، إن الأجنحة ت..تريد الوصول لي "
شعر تاي بفؤاده ينبض بعنفٍ حينما سمع تلك النبرة المتألمة فهو لم يسمعها منذ زمن طويل ، تنهد ليعطي إشارة لنامجون الشارد فشئ ما جعل من لونه يبهت ليأمره بإحضار الطبيب كما قال ، توتر نام ليذهب مسرعاً ليتبعه بيكي بعد أن أمره تاي بإحضار بعض المياة .
نظر لها تاي بحنانٍ ليغلف أحدي كفيها بيده والكف الأخر أستوطن علي وجنتيها المحمران يزيل قطرات الغيث الهابطة ، رفعت يونا وجهها بتعبٍ بعدما شعرت بذلك الدفئ الذي لم تحصل عليه منذ مدة .
نظرته هائمة ، دافئة وناعمة ، كان يزيل البرود بفؤادها بتلك النظرة ليقع وجدانها ضحية لدفئة ، كان يزيل عبراتها بإبهامه ولا يفعل شئ سوي النظر لها بتلك النظرات التي أربكتها ولم يكن أقل منها إرتباكً ولكنه أقسم علي الحصول عليها ولو كلفه الأمر بإطاعة فؤاده ولو لمرة .. ولم يكن علي علمٍ أن بتلك المرة قد زرع أحد بذوره بوجدانها ليسقيها بدفئ نظراته الهائمة بملكوت عيناها .
قاطع تلك اللحظة الطرق علي باب الغرفة معلماً عن وصول بيكي ونامجون والطبيب علي ما اظن ، سحب تاي يده بسرعة ليحمحم بخجل بينما ينتصب علي قدمه ، أم يونا فبقت علي حالها ساكنة وهادئة أما بداخل فؤادها فأقسم أن هنالك حربٌ تقوم بالداخل !!
فتح الباب علي مصرعية ليدخل نامجون بدون طبيب وبيكي الذي يمسك قدحً به ماء بارد ، عبس تاي ليردف بينما يحاول أخفاء معالم الخجل الذي إرتسمت علي وجهه منذ قليل .
" إين الطبيب نامجون ؟ "
قالها تاي بهدوءٍ ليردف بتوتر جاعلاً من بيكي الذي يعطي الماء ليونا يجهل من هو الأمير ومن هو الأقل رتبة منه ؟
"أنه يساعد الجرحي من الجيش الأن وهم بحالة يرثي لها لذا لم أستطع جلبه معي "
قالها نام ليتنهد تاي بقلة حيلة إلتفت ليونا ليجدها تشرب الماء بهدوء ويبدوا عليها الراحة الأن ، تسأل وهو يحدق بأركان الغرفة بأكملها حتي لا ينظر لوجها مجدداً فيكفيه جرأة حتي الآن .
"أأنتي بخير الأن أم مازلتي بحاجة لطبيب"
تجنبت يونا النظر له لتنظر أرضاً بخجل طفيف متلعثمة بترتيب الأحرف .
"أخبرتك أ..أني لا أر..أريد طبيب ونعم أنا الأن بخير شكراً علي قلقك أنا فقط أريد الراحة رجاء .. أين بإمكاني أن أرتاح سيد نامجون "
طمأنته عن حالها لتنظر لنامجون بنظرة مترجية تحاول أن تجعله يسرع في أخبارها عن مكانٌ به فراش مريح فذلك الألم جعل من طاقتها تنفذ نهائياً ولا ننسي أيضاً أنهم لم يغمض لهم جفن منذ الأمس ، أومأ نامجون بسرعة ليشير علي الجهة اليمني مردفاً
"لقد قمت بتجهيز غرفة لكي مسبقاً ولكني لم أعلم بقدوم زوار معكي لذا سأُنادي علي الخدم حتي يجعلوكي تصلين لغرفتك ولكن لا تنسي وضع القلنسوة لإخفاء وجهك أنا لم أطهر القصر بعد من كل الجواسيس ، أما أنت يا تاي وصديق تاي الذي لم أتشرف بمعرفته بعد ستنتظرون هنا حتي ينهوا الخدم من تنظيف غرفكم حسناً "
شرح نامجون الوضع ليومئ الجميع متفهمين ، صدح صوت نامجون طالباً الحراس الذين يحرصون الأبواب ليأمرهم بإحضار بعض الخدم ليأخذوا "أخذ زواره المميزين" كما لقبهم .
بعد رحيل يونا مع الخدم راقب تاي جسدها الذي بدء يتلاشي عبر الأفق ليتنهد بحسرة وخوفٍ من المستقبل المجهول .. هل له بكسب فؤاد العذراء أم أن هنالك من سيحصل عليها من قبله ، هذا كل ما يهابه بتلك الحياة الآن .. كم ان الهوي أمرٌ مؤلم .
.
.
.
"يتبع"
أنا بقول مكتبش رومانسي تاني علشان انا عكيت الدنيا ، انا عاوزه أمسك نفسي واضربها عشان الفشل الي هي فيه ده 🙁💔
جماعه انا راجعت السرد في الفصول الي فات وحسيت بالعار من نفسي اوي بجد واني بوظت الدنيا عشان كنت بكتب من غير تركيز فسمحوني💔
حاسه ان كتباتي بقت وحشه الايام ديه معرفش ليه ونفسيتي برضه باظت من الحوار ده 😭💔
يلا مش مهم الحمد لله من اول الفصل الي جاي هنرجع ذي ما كنا عادي ونرجع للأجداد ان شاء الله
يلا هاڤ فن❤️❤️
أراكم بالفصل الجديد فرساني♥️💭
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
19/الهَجِينَة المَلعوُنَة (بِدَاية التِرحَال 3)
ايه اللي انت بتقوليه ده الفصل جميل جدا ولا ضرر ببعض الرومانسيه اللي بتضفي شعور حلو من الاندماج للقاريء وبجد يعني رائع لا ضرر من بعض التغيير صحيح
Відповісти
2020-08-20 15:50:16
1