كِتَابٌ سِحري (9 아홉)
«بسم الله الرحمان الرحيم»
«سبحان الله وبحمده»
«سبحان الله العظيم»
.
.
.
دائماً كنت أنصت بهتمامٍ لما تسرده والدتي لي من أساطيرٍ تشوق لها مهجتي الضاله لترشدها لملاذ يدعوه الناس بالخيال .
كان الخيال ملاذ الروح الأبدي ، عالمٌ ساحر يمكننا به تحقيق كل ما يتمناه وجداننا من أمالٍ يحكم عليها بالأعدام من واقعنا المر .
يخيل لي بأني فارس مغوار أمتطي جوادي الأبيض وأقدم علي أنقاذ الأميرة الجميله من بطش ساحرةٍ أرادة حبسها بقفص الظلم الأبدي ، بل لأعماق المحيط حكايةٌ أخري لأجد نفسي أقطع الأميال في سباقٍ مع الدلافين اللطيفه ، ترتفع أجنحتي لأحلق بين السحب الفاتنه .
كان ذلك هو ملاذ الخيال بالنسبة لمهجتي العالقه بين ثنايا حياةٍ تعاقب علي واقعها المرير بدون سبب يذكر ، ولكن هيهات علي قدرٍ يدعس الأماني ويجعل من الجحيم ملاذ لها ، فكيف لطفلٍ أن ينبش بحقيقةٍ توارت ولم يكن من حقها الظهور ، فكيف لطفلٍ أن يستمع لمنجاة أرواحٍ أثمه تدوي عويلها عنان السماء لتجد النجاه ؛ ولو لمرةٍ تمنوا بها العوده فقط حتي يصلحوا من خطاياهم المدنثه .
فؤاده ينبض برعبٍ جراء ما رأه وأستمع له ، أرواحٍ قد أحاطت جثمانه المتصنم يحاولون أن يمسكوا بيده المرتجفه ، يناجونه طالبين المساعده ليخرجوا من جحيمهم .
دوي صوت صراخه ليخفي عيناه بكفَي يده محاولاً عدم الرؤية حتي تتلاشي تلك الأوهام كما ظن هو ، عم الصمت أرجاء المكتبه ليزيح يده بحذرٍ محاولاً ألتقاط أنفاسه التي كادت أن تنقطع بعد ذلك المنظر الكارثي .
أهدء من روعه ليجمع شتات نفسه المرتعده وينتصب علي قدماه بتعبٍ ، كاد أن يذهب للكتاب الذي أغلق بمفرده مُزيحً القلاده بعيداً حتي فتح من جديد لتظهر فتاةٌ ما من العدم ولم تكن تلك الفتاه سوي يونا زميلة في الجامعه .
رمش عدة مراتٍ ليتصنم جثمانه المسكين الذي تعب من كثرة الصدمات المدويه علي وجدانه البريئ من كل تلك الأفعال الغير معلومه .
«ي.يونا كيف أتيت من د..اخل الكتاب !!»
قالها بيكي بصدمه لمن تناظر المكان بغرابةٍ وكأن عقلها يعاد تشغيله من جديد ، حينما بدئت بالأستيعاب أخيراً ناظرت بيكي بذات صدمته فأولاً كيف لها المجيئ هنا مجدداً من ثم كيف لبيكي أن يدخل تلك المكتبه ... لا يمكن لبشري أن يري تلك المكتبه المسحوره حتي فكيف له الولوج بها !!
«ب..بيكي ، كيف دخلت الي هنا »
سألت يونا بصوت خافت في البدايه تحاول أن تجد إجابةً تقنع عقلها كما ذاك المسكين هو أيضاً يحاول أن يجد إجابة شافية لكل تلك الصدمات التي تلقاها علي عاتقيه دفعة واحده .
«السؤال لكي وليس لي كيف لكي الخروج من الكتاب ، وما الذي رأته عيناي منذ لحظات ، من هؤلاء ومن أنت وما ذلك الكتاب اللعين وما علاقة تلك القلاده بها الرحمه يا إلهي الغوث »
قالها بيكي بصراخٍ هستيري ليجثوا أرضاً ، حاوط أذنيه بكفي يده محاولاً إيقاف كل تلك التساؤلات فالمسكين تلقي الصدمات متتاليه ، نظرت له يونا بخوفٍ فكما هي لا تدري كيف أتت ولكن الفتي يبدوا عليه الجنون المرعب .
أقتربت منه يونا لتجثوا علي قدميها بجانبه تحاول تهدئة عقله المشتت ببقاع التساؤلات المُرهِق ، بدء عقلها بترجمة ما قاله منذ ثوانٍ لتدوي الصدمه عنان عقلها ... أقال أنه رأي أحد ووجد الكتاب وقلاده ، قلادة ماذا ؟!
تحركت لتجلس أمامه ، أزاحت كفيه عن أذناه لتكوب وجهه بين يدها بخفةٍ ، هدء لينظر لوجها الجدي أردفت يونا بهدوءٍ وأستشعر بيكي لغة الجديه بصوتِها .
«من رأيت و كيف لك الدخول وإيجاد ذلك الكتاب وأيضاً عن أي قلادةٍ تتحدث ، أعتذر أن كنت أضغط عليك ولكنك قد فعلت شئ مستحيلً إن كان ما في عقلي صحيحً فأنت في خطرٍ يا بيكهيون رجاءً فقط أهدء وجاوبني علي أسئلتي أخبرني بما حدث منذ البدايه ، يمكنك الحديث وبالمقابل سأطلعك علي كل شئ ترغب بمعرفته »
بلع بيكي ريقه بتوتر ليسحب وجهه من بين كفي يدها الصغيرين ... حسناً يمكننا القول أنه لم ينتبه لبعض كلامها وكان تركيزه موجه لكيف كانت تحيط وجهه منذ قليل لا وأيضاً تكلمه بتلك الجديه ...بحقك بيكي ليس وقتك بحق .
«سأخبرك بكل شئ ، أمي حينما كنت صغيراً أعطتني قلاده غريبه وأخبرتني قبل موتها بأن لا يجب علي الأقتراب من الأجداد أو ما شابه وإن أقتربت يجب علي غوثهم وعلي التضحيه من أجل المملكه ، اليوم كنت أمشي شاردً بتفكيري لأجد تلك المكتبه الغريبه وحينما دخلت وجدت كتابً غريباً جذب أنتباهي لألقي عليه نظره ولكني لم أجد سوي صفحاتٍ بيضاء لذا تركته وأخذت أعبث بالقلاده التي كانت معي حتي لا اعرف أضائت بطريقة غريبه وظهرة أشباح تتطلب مني غوثها ثم أختفت وظهرتي أنتِ من العدم»
كان بيكي يحكي ما حدث بأندماجٍ غير أبهٍ بمن وصل فكها إلي الأرض من كثرة الصدمه التي حلت عليها ، فماذا بحق الله أتدرون ما يحدث الأن !!
إن بيكي قد قام بتوقيع هعدٍ بغوث الأجداد من أثامهم المدنسه .
«يا ألهي الغوث ، أتدري بما أقحمت ذاتك !!»
قالتها يونا تضع يدها علي رأسها الذي كاد أن ينفجر بالتفكير فيما يحدث وما سيحدث وما سينتج عن الذي سيحدث والمزيد من هذا فالمسكينه لديها مرض التفكير بكل شئ ، عقد بيكي حاجباه بتعجب وبعض الخوف من المجهول .
«أنت الأن قد وقعت عهدً علي غوث أرواح الأجداد الأثمين وإن لم تفعل ستحرق روحك بالجحيم »
قالتها يونا بصراخٍ في البدايه ليتحول هجومها وصراخها الي هدوءٍ وحزن بنهاية حديثها ، رمش بيكي عدة مرات ليحاول إستيعاب ما تقوله تلك المجنونه ... أجداد ، عهد ، روحه ستحرق بالجحيم .
«ويحك ما الذي تهذين به ما تلك الترهات»
قالها بيكي بغضبٍ طفيف فكيف لعقل شخصٍ سليم أن يصدق كل تلك الأكاذيب لو لم يرها بأم عينه ، تنهدت يونا لتضع كف يدها تغطي وجهها بقلة حيله فكيف لها أن تجعله يستوعب ما تقوله فلديه كامل الحق بسبها .
«أنظر بيكهيون لا أدري أن كنت ستستوعب ما أقوله ولكن الأمر بالفعل معقد للغايه ، يبدو أن والدتك شخص منا .. من شعب دستفوتش »
نظر لها بتعجبٍ ليردف باترً حديثها
«دستو.. ماذا ؟ ما ذلك .... لحظه لما أشعر بأني سمعت ذلك الأسم قبل لا أدري متي ولكن أشعر أنه مألوف بالنسبة لي»
قالها بيكي بحاولةٍ منه للتذكر ، تنهدت يونا لتكمل حديثها فليس هنالك وقت ليقاطعها الأن فعلي ما يبدوا أن والدته أخبرته عن المملكه ذلك الشئ أكيد فهي تقريباً كانت من الهاربين لأرض البشر مثل يونا وذلك ليس أمراً غريباً فالكثير من أهل دستفوتش قد هربُ في عهد الأجداد الأثمين أو علينا قول (معمعة الأموات ).
«بحقك بيكهيون عليك الأستماع لي ولا تقاطعني ، يبدوا أن والدتك أتت الي هنا هروبً من معمعة الأموات الأولي وعلي ما يبدو أنها ستعود مجدداً وسنعاصر معمعة الأموات الثانيه ، أدري أنك لا تفهم أي شئ البته ولكن عليك أن تفتح أبواب خيالك وأبتعد عن الواقع فهو لن يفيدك علي أي حال فما سأقوله لك لن يصدقه عقلٌ أبداً أصدقني القول »
أبتلع بيكي ريقه ليومئ ليونا بأنصات لكل كلمةٍ ستقولها .
بدئت يونا بأخباره عن ماهية المملكه وعن الأرواح الذين ظهروا له وعن الكتاب في النهاية هي جاوبت له علي جميع تساؤلاته التي طرحها .
همهم بيكي بتفهمٍ ليشرد قليلاً بلامكان يفكر بكل ما يحدث وبما أوقع ذاته به ، ألتفت ليونا بملامح جديه لتتوتر يونا من جديته المفاجأة تلك .
«إذاً تقولين إنني بأمكاني أبطال العهد التي عقدته مع الأرواح عن طريق التواصل معهم والأعتذار فقط ولحظه واحده كيف تقولين أن الأرواح تحررت وهي تريد من يحررها بالأصل»
قالها بيكي بسخريه فالبداية ليكمل بتساؤل ، أخذت يونا نفساً عميقاً فهي قد تعبت من كثرة الحديث عن ذلك الأمر ولا تدري لما بكي يتسأل كثيره هكذا .. حسناً هي تعلم أنه من حقه السؤال ولكن الأمر ذاد عن حده فبأمكانه أنهاء الأمر بسهوله ولكنه لا يستجيب .
«الأرواح تحررت من المقابر ولكن الأسطوره تقول بأنهم سيعاصرون الأحداث التي تسببت في موتهم الأثيم من جديد وكأن الماضي سيرسم نفسه من جديد ، بالمعني الأخر سيولدون من جديد بملامح مختلفه وذكريات جديده ، ونعم أنت تستطيع أن تعيد ما فعلته مرة أخرى وتعتذر لهم وتتحجج بأنك لا تستطيع أنقاذهم »
توقفت لتلتقط أنفاسها لتردف
« أما عن أمر أنهم كيف حضروا الي هنا فهو أمر مجهول بالنسبة لي ولكن أنا تعلم نحن نعيش بعالم سحري لا تحاول التفكير في شئ عزيزي كل شئ هناك غير منطقي لعقلك الواقعي »
همهم بيكي متفهمً ليعرب عن تساؤله الأخير فهو يشعر بأن يونا تبقي لها بضعة ثوانٍ وتفقد أعصابها
«أذا ولو لم أرد أن أعتذر وأردت غوثهم ماذا سيحدث لي »
قالها بجديةٍ لتصدم يونا من رده لتصرخ في وجهه بعتابٍ
«ويحك يا رجل أترغب بغوثهم من أثامٍ أقترفوها ؟»
تجمد بيكي من صراخها المفاجئ عليه ، أغمض عينيه ليمسد بين حاجبيه بضجر .
«ومالي لا أغوث أفئدتهم المدنسه من خطايا دثرت تحت رمس النسيان »
قالها بهدوءٍ لمن تبقي لها ثوانٍ وتنقض عليه من غضبها الشديد ، تمالكت يونا ذاتها لتتوسل إليه تناجيه بأستعمال عقله ولو للحظه فما سيقدم عليه ليس بهين البته بل بها فناء روحه الي أبد الأبدين !!
«أستحلفك بالأعظم لا تنبش بسالف الأجداد الأثمين لن تخرج حي »
شعر بيكي بنبرتها المتوسله ليتنهد مردفٍ بحزم راغبً بأنهاء الحديث
«حسم الأمر وأنتهي خذيني لبلادك يونا ، خذيني لدستفوتش أرض الخيال »
تنهدت يونا بقلةِ حيلةٍ منه فيبدوا أنه متمسك بقراره بطريقةٍ أنتحاريه هو بالنهاية يريد الفناء .
«حسناً يا فتي ولكن لابد لك أن تعلم أننا سنخوض رحلةً طويله لجمع أرواح الأجداد التي ولدت من جديد ، لا يمكن أن أأمنك علي مهجتك من البقاء بمحل أقامتها لقد قمت بتحذيرك أكثر من مره ولكن يبدو أنك مصر علي رأيك ... موافق عن أفناء حياتك من أجل أنقاذ مملكةٍ لم تطأها قدمك يومً»
«موافق»
«إذاً أمسك معي ذلك الكتاب ، وردد ورائي كلمات العرافه السحريه»
«بيبدي»
«بابدي»
«بوو»
«مرحباً بك بموطني ، دستفوتش ملاذ الخيال الأبدي »
.
.
.
"يتبع"
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
كِتَابٌ سِحري (9 아홉)
ايه الجمال ده بجد انا قاعدة و الاوضة ضلمة و الشاحن بتاع الموبيل فيه مصباح اخضر ة عمالة اتخيل اني قاعدة وسط الأبطال ❤
Відповісти
2020-07-26 00:43:53
1