17/ إِتَبعِ الضَوء الأزَرَق (بِدَاية التِرحَال )
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
يُقَال أَن بِحِين إِبصَارك لِلأضَوَاء الزَرقَاء نَصب الأَعينِ ؛ فَعلَيكَ بِإتِبَاع الخُطَا والسَيَر علي النَهج المَخطوُط فَلا تَدرِي ربَما ترشِدكَ إِلي مَا بِمَقدورِه تَغِير مَصِيرك .
إنتظري أضوائك الزرقاء لتلمع بأركان واقعكي المرير ، إتبعيها يونا فبإمكانها تغير مصيرك ...
____
"أمي أمي إنظري أبي الإمبراطور قد أحضر لي قوساً خشبي وأخبرني إن أستمعت بحرصٍ لمعلم الفروسية والمبارزه سيحضر لي السهام ويعلمني أصابة الأهداف بنفسه"
قالتها تلك الصغيره ذات الثمان أعوام بعينان واسعتان تداعب عدستاها أشعة الشمس الذهبية لتتحول لونهما من الكستنائي الي العسلي لتلمعان من فرط حماسها شديد ، كانت تمسك بالقوس الخشبي الصغير بين كفيها وترفعها عالياً أمام وجه والدتها التي تبتسم لها بحنان ، وضعت والدتها كوب القهوة بتؤدة علي الطاولة الخشبية المتموضعه بنصف حديقة القصر الشاسعه ، إنحنت بجزعها قليلاً لتحمل صغيرتها بين ذراعيها تجلسها علي قدميها .
كانت تلك الجنية الحسناء تداعب الخصيلات الغجرية المذهبة التي تملكها صغيرتها الجالسه بين أحضانها الدافئة ، كانت تبتسم بلطفٍ وهي تمعن النظر بوجه صغيرتها ، بشرة بيضاء حليبية ، عينان واسعتان باللون العسلي المنطفئ لا تشهد جمالهما الي بحين مداعبة أشعة الشمس لهما لتنيرهما ، شفاه ممتلئة بلون الكرز ، كانت تشبه والدها الي حد كبير .
يونا لم تكن مثالية أو ذات جمالٍ خلاب يخطف الأنظار بل كان جمالها طبيعي للغاية وما يميزها هو ملامحها المشرقة والمبتهجة ، كانت دائماً ما تسأل والدتها لما هي ليست جميلة مثل معظم الفتيات الذي ينبهر الجميع بجمالهن ولم يكن رد الأم سوي أن الجمال يكمن بالأعماق .
إِن الحُسنَ كَزَهرتَان إِحدَاهمَا فَاتِنةٌ بَهِية الطَلة تَخطِف الأَنظَار بِحسنِها الخَلاَب ، بِحِين إِقتِرَابِك مِنها تؤذِيك بِأشوَاكِها السَامة ، أَمَا عَن الأَخريٰ فَهِي زَهرةٌ تَملِك عِبقً جَذَابٌ ونَادر الوُجُود يَسحِر الأَفئِدة ويَشرَح الصدوُر ولَكِنَها تَتَواري بِرَهبةٍ خَلف تِلكَ الأَزهَار الفَاتِنة فَلا يمكِن لأَحدٍ العثُور عَلَيها و يَري جَمَالهَا الحَقِيقي إلا مَن يَنجَذِب لِعبقِهَا الذِي يَكمن بِدوَاخِلها حِينَئذٍ ستَلمع تِلكَ الزَهرة لِتنِير وِجدَانه ؛ فَالحسن الحَقِيقِي هُو مَا يوجَد بِداخِل قلُوبِنَا المُنغَلقة .
لم تعلم الأم السبب وراء إطالة النظر بوجه جنيتها الصغيره ولكن هنالك شئ ما يقبض فؤادها خشية من المجهول ... لما تشعر بأن هنالك سوءً ستتلقاه طفلتها عما قريب!!
"أُمَاه ما بكِ شاردةٌ بي أهنالك خطبٌ ما "
قالتها يونا بصوتها الطفولي الذي يطغي عليه التساؤل لتبتر شرود والدتها ، إبتسمة والدتها بخفة لتبعثر خصيلات صغيرتها لتجعل منها تتذمر متمسكة بشعرها المبعثر ، قهقة الأم محاولة أن تتناسي ذلك الشعور الغريب الذي يعبث بوجدانها الخائف .
" يونا هنالك شئ ما أريد أن أخبرك به"
قالتها الأم بصوتٍ هادئ جعلت من الصغيره تومئ لها بتوتر .
"أياً ما كان سيحدث لكِ بالمستقبل فعليكِ أن تكوني الأمبراطورة القادمة بعد والدك "
قالتها الأم بنبرة أمرة أكثر من أن تكون هادئة ، عبست الأخري بطفولية لتردف .
" أَوَلَست ولية العهد أماه إذا وما الخوف بعدم تولي للحكم ؟ "
أبتسمت الأم بهدوء لتنقل أحدي كفيها الممسكان بجسد الصغيره لتحط علي وجنتاها الممتلئتان بطفولية ، شعرت الصغير بالدفئ بعدما وضعت والدتها يديها علي وجنتيها لتبتسم لوالدتها بحنانٍ لترد لها الام ذات الإبتسامة مردفةً
"صراع العروش مرعب إبنتي فلا تدري ماذا يخبئ لك القدر بنفوس الحثالة الذين يتمنون لو تلاشينا حتي يصبح الحكم لهم سامحاً لذا مهما حدث صغيرتي عليك بأن تصبحي الأمبراطورة حتي ولو كلفكي الأمر أن تقودي الحروب والمعارك في سبيل تحقيق هدفك ... لا تسمحي لأحدٍ أن يستولي علي العرش يونا الحكم لكِ والأمبراطورية لكِ والعرش والتاج لكِ "
قالتها الأم موصية أبنتها لتضغط علي كتفي الصغيرة بقوةٍ بحين نطقها الحاد للجملة الأخيرة ، أومئت الصغيرة بجدية لتعود للأم إبتسامتها الحنونه ، ربتت علي كتفيها لتنزلها أرضاً بلطف .
" وأخر شئ صغيرتي هنالك أضواءٌ زرقاء تظهر من العدم حينما يشعرون بإحتياجك لهم ، أنهم هبة من الخالق ليرشدكِ لطريقك الصحيح ، حينما ترينهم يونا عليكِ بإتباع خطاهم حتي يمكنك تغير مصيرك"
___
بوقت الظهيرة أجتمع تاي وبيكي علي مائدة الطعام بمنزل تاي أو علينا القول قصره !
كانوا يتناولون طعامهم بهدوءٍ ينتظرون نزول يونا من الطابق الثاني والذي يكمن به غرفتها ، كان بيكي يعبث بالطعام بملل فعليه القول هو يشعر بالضجر حقاً ، شعر بنظارتٍ تحرق جثمانه ليلتفت بخفه للجالس يترأس المائدة الطويلة ، كان تاي ينظر له بحدة لما يفعله بالطعام فذلك غير مقبول أو يا تري لأن تاي قد أعتاد علي التحكمات الملكية لمعاشرة أهل القصر لنصف حياته ربما لذلك السبب يراه غير مقبول ؟
" توقف عن العبث بطعامك ذلك ليس بجيد وأيضاً لا تنحني بجذعك علي المائدة بتلك الطريقة ، أعتدل بجلستك وتناول طعامك بلباقة فعليك أحترام أداب الطعام "
قالها تاي بحدة لمن نفذ أوامره بسرعة وشرع بتناول الطعام ، ألقي بيكي نظرة علي صحنه ثم الي تاي الذي يتناول طعامه بتأني ليردف بضجر واضح بنبرة صوته فهو لم يعد يهاب تاي الي هذا الحد .. ربما .
" سيد ڤي أنا وأنت ويونا محبوسون منذ أكثر من أسبوع هنا ولم نخطوا خارج المدينة منذ ولوجي لأرضكم ، لا أطلب منك أن تجعلني أذهب بأنحاء العاصمة بل ما أعنيه بحديثي هو متي سيحين الوقت لبدء رحلتنا ؟"
ألقي تاي نظرة هادئة علي من يتذمر ثم تحدث بصوتٍ رزين وهو ينظر لصحنه .
"أتريد أن تزهق روحك بتلك السرعة ، لا تستعجل منيتك فملك الموت سيدق باباك عاجلاً أم أجلاً لذا أستمتع بحياتك قليلاً ولا تكن متهوراً مثل يونا..."
بتر حديثة تلك الصرخة الحماسية التي جذبت انتباهه هو وبيكي الذي أشرقت إبتسامة حين رؤياها .
لم تكن سوي يونا التي قد جلست علي ترابزين السلم بتهور وهبطت متزحلقة بحماس لتحط علي الأرض بمهارة جعلة من الطعام يقف في حلق تاي من صدمته .
علي صوت ضحكاتها المشرقة عنان البيت الشاسع ، وقف تاي بغضبٍ وبمكنونه بعض الخوف ليضرب الطاولة بقبضته جاعلاً مِن مَن كانت ترقص رقصة النصر بهبوطها بأمان تجفل من صوت الضربة .
"أيتها الأميرة ماذا تفعلين أتريدين أن تتأذي "
ق
الها تاي بصوتٍ جهور لتعبس الاخري متجهمة الملامح ، إقتربت لتجلس علي المائدة ليعود تاي لمقعدة مرة أخرى بهدوء يراقبها وهي تلقي بقوسها علي الطاولة بضجر .
"أنزلي السلاح من علي المائدة ، ذلك ليس من شيم الأميرات المهذبات"
قالها تاي بهدوء لتنظر له يونا بضجر ، أمسكت سلاحها ووضعته بجوارها علي الأرضية الرخامية لتعيد حديثه بطريقة مشمئزة وبكل جراءةٍ غير أبهٍ بأن من تقلده هو الجنرال كيم تايهيونغ ولكنها الأميرة وبأمكانها فعل ما تشاء اليس كذلك؟
"توقف عن الحديث بتلك الطريقة أشعر بأني أسكن مع معلم الإتيكيت الخاص .. أنت ممل يا رجل"
قالتها يونا بتأفف ليأخذ تاي شهيق كاظم غيظه فلا يمكنه تعدي حدوده مع الملكة المستقبلية للملكة .
وكان كل ذلك يحدث امام ناظري بيكي الذي يلكم ساق تاي من أسفل المائدة حتي يجعله يكف عما يفعله فهكذا الفتاة لن تحبه !!
"لما تلكمني أيها الأخرق ما بك"
قالها تاي مهسهسً بحدة وبصوتٍ هامس لمن يجلس بالمقعد الذي يجاوره وينظر له بغضبٍ مصطنع
"توقف عن طريقتك المتحفظة تلك تبدو ممل للغاية ، إن أردت كسب فؤاد الحسناء فعليك بالتثني "
قالها بيكي بهمسٍ ليحمر وجه الأخر ، عبس تاي بطفولية فلما الجميع يقولون له تلك الجملة "إن أردت كسب فؤادها فعليك بالتثني" الجد سابقاً والآن بيكي وجدته أيضاً قالتها له حينما كانوا أطفال ما بهم ؟
"ذلك الفستان يناسبك كثيراً يونا"
قالها تاي محمحمً بخجل يناظر ذلك الفستان باللون الأصفر الذي يزينه بعضٌ من الورود ، إبتسمت يونا بإشراقٍ لتردف
"حقاً أتراه مناسباً لقد كنت أشعر بأنه يجعلني سمينة قليلاً "
قالتها يونا بسعادة وهي تنظر لفستناها ليردف تاي جاعلاً من بيكي يضرب جبهته بحافة الطاولة من غباء صديقة .
"نعم هو بالفعل يجعلك سمينة أنتي تشبهين البيضه ولكن بالمقلوب أنتي بيضاء بالجوف وبالخارج صفراء"
قالها تاي بعفوية لتختفي الملامح من وجه يونا وكأن هنالك عاصفة ستحل الأن و....
"لن تخرج من بين يدي حياً يا ڤي "
قالتها يونا بصراخٍ جعل من بيكي يهرب تاركً الساحة لتاي فهو لا يريد ان يمت علي يد تلك المجنونه ، نظر لها تاي برعب ولوهلة نسي أن يهرب مثلما فعل بيكي ونسي أيضاً أنه يمكنه حماية جسده من التهلكة بل فقط ظل متصنم الجسد ينظر لمن أقتربت منه وأحكمت الأغلاق علي تلابيب قميصه لتسحبه بقوة جاعلة من الأخر يقترب من وجهها الذي وإن أقسمت الأن لن تصدقوني إن أخبرتكم أنها باتت كالوحوش الكاسحه !!
"جميلة.."
تمتم بها تاي بهيامٍ حينما رأي ملامحها الغاضبة عن قرب ، لانت ملامح يونا تدريجياً مخففة قبضتها عن تلابيب ملابسه الغالية ، أشتعلت وجنتاها بخجلٍ لتتركه ولكنها قامت بلكم ذراعه بقوة جعلت منه يتأوه بألمٍ ممسكاً بمكان اللكمة ، يإن بألمٍ وعلي وجه إبتسامة جانبية غريبة لا تدري معناها هل هو سعيد بجعلها تغضب ام سعيد أنها لم تقدم علي قتله أم سعيد أنه جعلها تشعر بالخجل لا أحد يعلم بما في قلبه سواه .
عاد الجميع مرة أخرى ليتناولوا طعامهم بهدوءٍ .. مصطنع .
"يونا وبيكهيون إستعدا جيداً اليوم هو يومنا الأخير بهذا المنزل لأن بالغد سنقدم علي الترحال "
قالها تاي بهدوءٍ ليكمل تناول طعامه وكأنه لم يلقي بخبرٍ صادم لتوه ، تبادل يونا وبيكي النظرات المصدومه لتردف يونا بعدما أجمعت شتات ذاتها
"أستبدء الرحلة يوم غدٍ"
همهم الأخر يؤكد لها صحة حديثها ليردف
"الخامسة فجراً سنذهب علي خيولنا متوجهين الي جدتي حتي تدلنا علي طرف الخيط الأول الذي من خلاله سنتمكن من الترحال بأريحة عالمين بوجهتنا المحددة "
كان يتحدث بجدية للثنائي الذان أشتعلا حماسً فكم يهويا التحدي و نيل شرف المغامرة وعلي رأي ذلك الأمر فيونا وأخيراً ستبدء بخطواتها نحو العرش المسلوب منفذة وصية والدتها بأخذ ثأرها ، تذكرت يونا شئ ما جعلها تتحدث بجدية لتجذب إنتباه الجالسين .
"عليا البحث عن أجنحتي أولا ذلك ما طلبته مني جدتك سيد ڤي"
قالتها يونا لينظر لها تاي بحاجبان معقودان
"ماذا قالت لكِ جدتي بالظبط ؟"
قالها تاي بشكٍ لتصمت الأخري لوهلة لتردف بعدما تذكرت الحديث
"عليك الحذر من الوشم بنحرك يونا وعليكي أن تبحثي عن أجنحتك ، هذا ما قالته الجدة"
قالتها يونا بعفوية وهي تتذكر تلك الكلمات ، تجهمت ملامح تاي ليقترب من يونا الجالسة بالمقعد الذي يجاوره ، أبعد تلابيب فستانها بجرائة _المنطقة حول الرقبة لأن الفستان لديه عنق يواري رقبتها _ ليصبح ذلك الوشم الغريب واضحاً الأن ، خرجت شهقة من فم من فزعة مما قام بإفتعاله لتقوم برفسه بمعدته ليهوي أرضاً يتأوه بألم .
"بحق خالق السموات ماذا تفعل كيف تجرأ !! "
قالتها بصراخٍ لمن ظل يإن وهو ممسك بمعدته وبجانبه كان بيكي الذي أقترب منه يحاول مساعدته وتهدأة يونا قبل أن تقدم علي قتله .
"أهٍ يا معدتي الغوث يا اللهي من تلك المتوحشة ، يونا ما حكاية ذلك الوشم برقبتك أنا لم أره مسبقاً وايضاً أذكر أن من يومان بحادثة الفراشة أنتي قد أغشي عليكِ بعدما رحلت ولو لا بيكي قد رأكي تتهاوين أرضاً لما كنت علمت ، اذكر أيضاً أنه أخبرني أنه عالجك بقلادته أو ما شابه وأسيقظتي وانتي تهذين بحلمً عن الجدة الأثمة تنكر بيل"
كان بيكي قد ساعد تاي علي الجلوس ليتذمر قليلاً ثم توالت تساؤلاته وشكوكه ، بعدما خف الإحراج عن يونا همهمت لتردف
"انا حقاً لا دراية لي عن أصل ذلك الوشم كل ما أعلمه أنني أستيقظت بعالم البشر ووجدته علي رقبتي ، نعم أذكر أني بدخولي للمملكة بصحبة بيكي قد أغشي علي وأحد الحراس قام بوضع قلادة بيكي علي عنقي لينقذني ، أما عن الحلم فنعم لقد حلمت حلماً غريب عن الجدة تنكر بيل ولم أفهم معناه كان حلماً متقطع الأبعاد وكأنها ذكري متناسية "
شرحت يونا الأمر لمن ذادت أستفهماتهم ، تنهد تاي بهدوء يغلق الحديث فهو بالغد سيذهب لجدته حتي تساعده علي فك ذلك اللغز .
أمرهم بإكمال تناول طعامهم ليشرعوا بفعل ما أُمِروا به وكلٌ منهم بعالمه الخاص يفكروا بتلك الرحلة المجهولة هويتها ومخاطرها فهل يا تري سيعودا منها رافعين راية النصر أم متقهقرين عائدين وعلي أكتافهم أثقال الهزيمة المشينة ... إذا عادوا أحياءً بالأصل .
____
بحلول الخامسة فجراً تجهز الثلاثي للإنطلاق برحلةٍ لا تراجع فيها ولا إستسلام بل حلٌ من الأثنين ليعودا منتصرين بإنقاذ وطنهم وجلوس يونا علي عرشها لتتوج إمبراطورة مملكة دستفوتش أو الحل الثاني وهو عائدين الي دستفوتش محمولين علي الأكتاف بحسرة مرتدين حلة القبر وهو الكفن .
أخذت يونا نفساً عميقاً لتزفره مرتعبة الوجدان ومرهقة الفكر فهي لم تنم منذ الأمس بل لا أحد قد أغمضت له جفن فاليوم هو يوم المصير يوم الذهاب للمجهول ، نظرت لنفسها أمام المرأة لتقوم بهندمة ملابسها والذي كان عبارة عن رداءٍ أسود حالك يشبه الفستان ولكنه كان أقرب لأن يكون ملابس رسمية ، كانت قد ضفرت بعد خصلها الكستنائية من حواف شعرها لتجمعهم معاً تاركة شعرها الغجري الذي بالجوف حراً .
شهيق
زفير
كانت تنظر للمرأة وكأنها تشاهد ذاتها القديمة ، تلك الطفلة الخرقاء المتهورة والتي لا تتحمل المسؤلية والأن ماذا يا تري ؟
ولية عهدٍ ستجمع جيوشاً وستغوث أرواحً أثمة لتنقذ مملكتها ولتثبت لشعبها بأنها تستحق لقب الإمبراطورية وتستحق ذلك التاج الذي سيتربع فوق رأسها بحين جلوسها علي العرش و رؤيتها لرأس عمها المذنب منحوراً تتزين المقصلة بدمائه المقرفة .
أنها الملكة
عليها الأخذ بثأرها .
____
كان يستند بذراعية الحنطيان علي حافة النافذة بقصرة العملاق يراقب ضوء القمر بشرودٍ ، جذب إنتباهه صوت إرتطام الصندوق الزجاجي من خلفه ليستدير بتعجب يريٰ الذي يحدث ، كانت تلك الأجنحة الملكية قد جن جنونها وظلت تتخبط بالزجاج الذي يأسرها بداخله تطالب بحريتها .
عقد حاجباه بخفة يراقب سبب إهتياج الإجنحة لأول مرة منذ أن وجدهم ، إبتسم بهدوء لتظهر حفرة قد أستوطنت وجنتاه ، عاد ليراقب القمر مستندً علي حافة النافذة بجسده العملاق شاهق الطول ، أستمتع بذلك النسيم الذي يلفح خصيلاته البنية القصيرة لتعلوا إبتسامته ، أردف وهو يراقب الأفق البعيد .
"يبدوا أنها قد عادت وأخيراً حتي تستعيد ممتلكاتها وتنقذ المملكة من بطش ذلك الأمبراطور"
قالها بإبتسامة لطيفة لتظهر غمازتاه من جديد ، أغلق النافذه لينادي بصوتٍ جهور علي الحراس الذين يحرسون باب غرفته .
دلف الحارسان ينحنيان لإبن الملك بإحترام ليشرع هو يأمرهم بجدية
"قوموا بتجهيز القصر جيداً فأنا عما قريب سأستضيف بعض الزوار المهمين وأمروا الجنود بتأمين أركان الإقليم جيداً فعلي ضيوفنا المهمين أن يروا إقليم التنانين بأبهي حلته"
.
.
.
"يتبع"
هالو فرساني ♥️
اولا حبه أشكر أشرقت علي الغلاف الجديد القمر بتاعها
ثانيا صورة الفستان بتاع يونا هو الي في الصوره فوق
وطبعا كلكوا عارفين مين ابو غمزات مش محتاجه اقول يعني😂😂♥️
الرحلة ستبدء فرساني لذا فالتجهزوا بسيوفكم و أسلحتكم حتي ننطلق
أراكم بالفصل الجديد فرساني♥️💭
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
يُقَال أَن بِحِين إِبصَارك لِلأضَوَاء الزَرقَاء نَصب الأَعينِ ؛ فَعلَيكَ بِإتِبَاع الخُطَا والسَيَر علي النَهج المَخطوُط فَلا تَدرِي ربَما ترشِدكَ إِلي مَا بِمَقدورِه تَغِير مَصِيرك .
إنتظري أضوائك الزرقاء لتلمع بأركان واقعكي المرير ، إتبعيها يونا فبإمكانها تغير مصيرك ...
____
"أمي أمي إنظري أبي الإمبراطور قد أحضر لي قوساً خشبي وأخبرني إن أستمعت بحرصٍ لمعلم الفروسية والمبارزه سيحضر لي السهام ويعلمني أصابة الأهداف بنفسه"
قالتها تلك الصغيره ذات الثمان أعوام بعينان واسعتان تداعب عدستاها أشعة الشمس الذهبية لتتحول لونهما من الكستنائي الي العسلي لتلمعان من فرط حماسها شديد ، كانت تمسك بالقوس الخشبي الصغير بين كفيها وترفعها عالياً أمام وجه والدتها التي تبتسم لها بحنان ، وضعت والدتها كوب القهوة بتؤدة علي الطاولة الخشبية المتموضعه بنصف حديقة القصر الشاسعه ، إنحنت بجزعها قليلاً لتحمل صغيرتها بين ذراعيها تجلسها علي قدميها .
كانت تلك الجنية الحسناء تداعب الخصيلات الغجرية المذهبة التي تملكها صغيرتها الجالسه بين أحضانها الدافئة ، كانت تبتسم بلطفٍ وهي تمعن النظر بوجه صغيرتها ، بشرة بيضاء حليبية ، عينان واسعتان باللون العسلي المنطفئ لا تشهد جمالهما الي بحين مداعبة أشعة الشمس لهما لتنيرهما ، شفاه ممتلئة بلون الكرز ، كانت تشبه والدها الي حد كبير .
يونا لم تكن مثالية أو ذات جمالٍ خلاب يخطف الأنظار بل كان جمالها طبيعي للغاية وما يميزها هو ملامحها المشرقة والمبتهجة ، كانت دائماً ما تسأل والدتها لما هي ليست جميلة مثل معظم الفتيات الذي ينبهر الجميع بجمالهن ولم يكن رد الأم سوي أن الجمال يكمن بالأعماق .
إِن الحُسنَ كَزَهرتَان إِحدَاهمَا فَاتِنةٌ بَهِية الطَلة تَخطِف الأَنظَار بِحسنِها الخَلاَب ، بِحِين إِقتِرَابِك مِنها تؤذِيك بِأشوَاكِها السَامة ، أَمَا عَن الأَخريٰ فَهِي زَهرةٌ تَملِك عِبقً جَذَابٌ ونَادر الوُجُود يَسحِر الأَفئِدة ويَشرَح الصدوُر ولَكِنَها تَتَواري بِرَهبةٍ خَلف تِلكَ الأَزهَار الفَاتِنة فَلا يمكِن لأَحدٍ العثُور عَلَيها و يَري جَمَالهَا الحَقِيقي إلا مَن يَنجَذِب لِعبقِهَا الذِي يَكمن بِدوَاخِلها حِينَئذٍ ستَلمع تِلكَ الزَهرة لِتنِير وِجدَانه ؛ فَالحسن الحَقِيقِي هُو مَا يوجَد بِداخِل قلُوبِنَا المُنغَلقة .
لم تعلم الأم السبب وراء إطالة النظر بوجه جنيتها الصغيره ولكن هنالك شئ ما يقبض فؤادها خشية من المجهول ... لما تشعر بأن هنالك سوءً ستتلقاه طفلتها عما قريب!!
"أُمَاه ما بكِ شاردةٌ بي أهنالك خطبٌ ما "
قالتها يونا بصوتها الطفولي الذي يطغي عليه التساؤل لتبتر شرود والدتها ، إبتسمة والدتها بخفة لتبعثر خصيلات صغيرتها لتجعل منها تتذمر متمسكة بشعرها المبعثر ، قهقة الأم محاولة أن تتناسي ذلك الشعور الغريب الذي يعبث بوجدانها الخائف .
" يونا هنالك شئ ما أريد أن أخبرك به"
قالتها الأم بصوتٍ هادئ جعلت من الصغيره تومئ لها بتوتر .
"أياً ما كان سيحدث لكِ بالمستقبل فعليكِ أن تكوني الأمبراطورة القادمة بعد والدك "
قالتها الأم بنبرة أمرة أكثر من أن تكون هادئة ، عبست الأخري بطفولية لتردف .
" أَوَلَست ولية العهد أماه إذا وما الخوف بعدم تولي للحكم ؟ "
أبتسمت الأم بهدوء لتنقل أحدي كفيها الممسكان بجسد الصغيره لتحط علي وجنتاها الممتلئتان بطفولية ، شعرت الصغير بالدفئ بعدما وضعت والدتها يديها علي وجنتيها لتبتسم لوالدتها بحنانٍ لترد لها الام ذات الإبتسامة مردفةً
"صراع العروش مرعب إبنتي فلا تدري ماذا يخبئ لك القدر بنفوس الحثالة الذين يتمنون لو تلاشينا حتي يصبح الحكم لهم سامحاً لذا مهما حدث صغيرتي عليك بأن تصبحي الأمبراطورة حتي ولو كلفكي الأمر أن تقودي الحروب والمعارك في سبيل تحقيق هدفك ... لا تسمحي لأحدٍ أن يستولي علي العرش يونا الحكم لكِ والأمبراطورية لكِ والعرش والتاج لكِ "
قالتها الأم موصية أبنتها لتضغط علي كتفي الصغيرة بقوةٍ بحين نطقها الحاد للجملة الأخيرة ، أومئت الصغيرة بجدية لتعود للأم إبتسامتها الحنونه ، ربتت علي كتفيها لتنزلها أرضاً بلطف .
" وأخر شئ صغيرتي هنالك أضواءٌ زرقاء تظهر من العدم حينما يشعرون بإحتياجك لهم ، أنهم هبة من الخالق ليرشدكِ لطريقك الصحيح ، حينما ترينهم يونا عليكِ بإتباع خطاهم حتي يمكنك تغير مصيرك"
___
بوقت الظهيرة أجتمع تاي وبيكي علي مائدة الطعام بمنزل تاي أو علينا القول قصره !
كانوا يتناولون طعامهم بهدوءٍ ينتظرون نزول يونا من الطابق الثاني والذي يكمن به غرفتها ، كان بيكي يعبث بالطعام بملل فعليه القول هو يشعر بالضجر حقاً ، شعر بنظارتٍ تحرق جثمانه ليلتفت بخفه للجالس يترأس المائدة الطويلة ، كان تاي ينظر له بحدة لما يفعله بالطعام فذلك غير مقبول أو يا تري لأن تاي قد أعتاد علي التحكمات الملكية لمعاشرة أهل القصر لنصف حياته ربما لذلك السبب يراه غير مقبول ؟
" توقف عن العبث بطعامك ذلك ليس بجيد وأيضاً لا تنحني بجذعك علي المائدة بتلك الطريقة ، أعتدل بجلستك وتناول طعامك بلباقة فعليك أحترام أداب الطعام "
قالها تاي بحدة لمن نفذ أوامره بسرعة وشرع بتناول الطعام ، ألقي بيكي نظرة علي صحنه ثم الي تاي الذي يتناول طعامه بتأني ليردف بضجر واضح بنبرة صوته فهو لم يعد يهاب تاي الي هذا الحد .. ربما .
" سيد ڤي أنا وأنت ويونا محبوسون منذ أكثر من أسبوع هنا ولم نخطوا خارج المدينة منذ ولوجي لأرضكم ، لا أطلب منك أن تجعلني أذهب بأنحاء العاصمة بل ما أعنيه بحديثي هو متي سيحين الوقت لبدء رحلتنا ؟"
ألقي تاي نظرة هادئة علي من يتذمر ثم تحدث بصوتٍ رزين وهو ينظر لصحنه .
"أتريد أن تزهق روحك بتلك السرعة ، لا تستعجل منيتك فملك الموت سيدق باباك عاجلاً أم أجلاً لذا أستمتع بحياتك قليلاً ولا تكن متهوراً مثل يونا..."
بتر حديثة تلك الصرخة الحماسية التي جذبت انتباهه هو وبيكي الذي أشرقت إبتسامة حين رؤياها .
لم تكن سوي يونا التي قد جلست علي ترابزين السلم بتهور وهبطت متزحلقة بحماس لتحط علي الأرض بمهارة جعلة من الطعام يقف في حلق تاي من صدمته .
علي صوت ضحكاتها المشرقة عنان البيت الشاسع ، وقف تاي بغضبٍ وبمكنونه بعض الخوف ليضرب الطاولة بقبضته جاعلاً مِن مَن كانت ترقص رقصة النصر بهبوطها بأمان تجفل من صوت الضربة .
"أيتها الأميرة ماذا تفعلين أتريدين أن تتأذي "
ق
الها تاي بصوتٍ جهور لتعبس الاخري متجهمة الملامح ، إقتربت لتجلس علي المائدة ليعود تاي لمقعدة مرة أخرى بهدوء يراقبها وهي تلقي بقوسها علي الطاولة بضجر .
"أنزلي السلاح من علي المائدة ، ذلك ليس من شيم الأميرات المهذبات"
قالها تاي بهدوء لتنظر له يونا بضجر ، أمسكت سلاحها ووضعته بجوارها علي الأرضية الرخامية لتعيد حديثه بطريقة مشمئزة وبكل جراءةٍ غير أبهٍ بأن من تقلده هو الجنرال كيم تايهيونغ ولكنها الأميرة وبأمكانها فعل ما تشاء اليس كذلك؟
"توقف عن الحديث بتلك الطريقة أشعر بأني أسكن مع معلم الإتيكيت الخاص .. أنت ممل يا رجل"
قالتها يونا بتأفف ليأخذ تاي شهيق كاظم غيظه فلا يمكنه تعدي حدوده مع الملكة المستقبلية للملكة .
وكان كل ذلك يحدث امام ناظري بيكي الذي يلكم ساق تاي من أسفل المائدة حتي يجعله يكف عما يفعله فهكذا الفتاة لن تحبه !!
"لما تلكمني أيها الأخرق ما بك"
قالها تاي مهسهسً بحدة وبصوتٍ هامس لمن يجلس بالمقعد الذي يجاوره وينظر له بغضبٍ مصطنع
"توقف عن طريقتك المتحفظة تلك تبدو ممل للغاية ، إن أردت كسب فؤاد الحسناء فعليك بالتثني "
قالها بيكي بهمسٍ ليحمر وجه الأخر ، عبس تاي بطفولية فلما الجميع يقولون له تلك الجملة "إن أردت كسب فؤادها فعليك بالتثني" الجد سابقاً والآن بيكي وجدته أيضاً قالتها له حينما كانوا أطفال ما بهم ؟
"ذلك الفستان يناسبك كثيراً يونا"
قالها تاي محمحمً بخجل يناظر ذلك الفستان باللون الأصفر الذي يزينه بعضٌ من الورود ، إبتسمت يونا بإشراقٍ لتردف
"حقاً أتراه مناسباً لقد كنت أشعر بأنه يجعلني سمينة قليلاً "
قالتها يونا بسعادة وهي تنظر لفستناها ليردف تاي جاعلاً من بيكي يضرب جبهته بحافة الطاولة من غباء صديقة .
"نعم هو بالفعل يجعلك سمينة أنتي تشبهين البيضه ولكن بالمقلوب أنتي بيضاء بالجوف وبالخارج صفراء"
قالها تاي بعفوية لتختفي الملامح من وجه يونا وكأن هنالك عاصفة ستحل الأن و....
"لن تخرج من بين يدي حياً يا ڤي "
قالتها يونا بصراخٍ جعل من بيكي يهرب تاركً الساحة لتاي فهو لا يريد ان يمت علي يد تلك المجنونه ، نظر لها تاي برعب ولوهلة نسي أن يهرب مثلما فعل بيكي ونسي أيضاً أنه يمكنه حماية جسده من التهلكة بل فقط ظل متصنم الجسد ينظر لمن أقتربت منه وأحكمت الأغلاق علي تلابيب قميصه لتسحبه بقوة جاعلة من الأخر يقترب من وجهها الذي وإن أقسمت الأن لن تصدقوني إن أخبرتكم أنها باتت كالوحوش الكاسحه !!
"جميلة.."
تمتم بها تاي بهيامٍ حينما رأي ملامحها الغاضبة عن قرب ، لانت ملامح يونا تدريجياً مخففة قبضتها عن تلابيب ملابسه الغالية ، أشتعلت وجنتاها بخجلٍ لتتركه ولكنها قامت بلكم ذراعه بقوة جعلت منه يتأوه بألمٍ ممسكاً بمكان اللكمة ، يإن بألمٍ وعلي وجه إبتسامة جانبية غريبة لا تدري معناها هل هو سعيد بجعلها تغضب ام سعيد أنها لم تقدم علي قتله أم سعيد أنه جعلها تشعر بالخجل لا أحد يعلم بما في قلبه سواه .
عاد الجميع مرة أخرى ليتناولوا طعامهم بهدوءٍ .. مصطنع .
"يونا وبيكهيون إستعدا جيداً اليوم هو يومنا الأخير بهذا المنزل لأن بالغد سنقدم علي الترحال "
قالها تاي بهدوءٍ ليكمل تناول طعامه وكأنه لم يلقي بخبرٍ صادم لتوه ، تبادل يونا وبيكي النظرات المصدومه لتردف يونا بعدما أجمعت شتات ذاتها
"أستبدء الرحلة يوم غدٍ"
همهم الأخر يؤكد لها صحة حديثها ليردف
"الخامسة فجراً سنذهب علي خيولنا متوجهين الي جدتي حتي تدلنا علي طرف الخيط الأول الذي من خلاله سنتمكن من الترحال بأريحة عالمين بوجهتنا المحددة "
كان يتحدث بجدية للثنائي الذان أشتعلا حماسً فكم يهويا التحدي و نيل شرف المغامرة وعلي رأي ذلك الأمر فيونا وأخيراً ستبدء بخطواتها نحو العرش المسلوب منفذة وصية والدتها بأخذ ثأرها ، تذكرت يونا شئ ما جعلها تتحدث بجدية لتجذب إنتباه الجالسين .
"عليا البحث عن أجنحتي أولا ذلك ما طلبته مني جدتك سيد ڤي"
قالتها يونا لينظر لها تاي بحاجبان معقودان
"ماذا قالت لكِ جدتي بالظبط ؟"
قالها تاي بشكٍ لتصمت الأخري لوهلة لتردف بعدما تذكرت الحديث
"عليك الحذر من الوشم بنحرك يونا وعليكي أن تبحثي عن أجنحتك ، هذا ما قالته الجدة"
قالتها يونا بعفوية وهي تتذكر تلك الكلمات ، تجهمت ملامح تاي ليقترب من يونا الجالسة بالمقعد الذي يجاوره ، أبعد تلابيب فستانها بجرائة _المنطقة حول الرقبة لأن الفستان لديه عنق يواري رقبتها _ ليصبح ذلك الوشم الغريب واضحاً الأن ، خرجت شهقة من فم من فزعة مما قام بإفتعاله لتقوم برفسه بمعدته ليهوي أرضاً يتأوه بألم .
"بحق خالق السموات ماذا تفعل كيف تجرأ !! "
قالتها بصراخٍ لمن ظل يإن وهو ممسك بمعدته وبجانبه كان بيكي الذي أقترب منه يحاول مساعدته وتهدأة يونا قبل أن تقدم علي قتله .
"أهٍ يا معدتي الغوث يا اللهي من تلك المتوحشة ، يونا ما حكاية ذلك الوشم برقبتك أنا لم أره مسبقاً وايضاً أذكر أن من يومان بحادثة الفراشة أنتي قد أغشي عليكِ بعدما رحلت ولو لا بيكي قد رأكي تتهاوين أرضاً لما كنت علمت ، اذكر أيضاً أنه أخبرني أنه عالجك بقلادته أو ما شابه وأسيقظتي وانتي تهذين بحلمً عن الجدة الأثمة تنكر بيل"
كان بيكي قد ساعد تاي علي الجلوس ليتذمر قليلاً ثم توالت تساؤلاته وشكوكه ، بعدما خف الإحراج عن يونا همهمت لتردف
"انا حقاً لا دراية لي عن أصل ذلك الوشم كل ما أعلمه أنني أستيقظت بعالم البشر ووجدته علي رقبتي ، نعم أذكر أني بدخولي للمملكة بصحبة بيكي قد أغشي علي وأحد الحراس قام بوضع قلادة بيكي علي عنقي لينقذني ، أما عن الحلم فنعم لقد حلمت حلماً غريب عن الجدة تنكر بيل ولم أفهم معناه كان حلماً متقطع الأبعاد وكأنها ذكري متناسية "
شرحت يونا الأمر لمن ذادت أستفهماتهم ، تنهد تاي بهدوء يغلق الحديث فهو بالغد سيذهب لجدته حتي تساعده علي فك ذلك اللغز .
أمرهم بإكمال تناول طعامهم ليشرعوا بفعل ما أُمِروا به وكلٌ منهم بعالمه الخاص يفكروا بتلك الرحلة المجهولة هويتها ومخاطرها فهل يا تري سيعودا منها رافعين راية النصر أم متقهقرين عائدين وعلي أكتافهم أثقال الهزيمة المشينة ... إذا عادوا أحياءً بالأصل .
____
بحلول الخامسة فجراً تجهز الثلاثي للإنطلاق برحلةٍ لا تراجع فيها ولا إستسلام بل حلٌ من الأثنين ليعودا منتصرين بإنقاذ وطنهم وجلوس يونا علي عرشها لتتوج إمبراطورة مملكة دستفوتش أو الحل الثاني وهو عائدين الي دستفوتش محمولين علي الأكتاف بحسرة مرتدين حلة القبر وهو الكفن .
أخذت يونا نفساً عميقاً لتزفره مرتعبة الوجدان ومرهقة الفكر فهي لم تنم منذ الأمس بل لا أحد قد أغمضت له جفن فاليوم هو يوم المصير يوم الذهاب للمجهول ، نظرت لنفسها أمام المرأة لتقوم بهندمة ملابسها والذي كان عبارة عن رداءٍ أسود حالك يشبه الفستان ولكنه كان أقرب لأن يكون ملابس رسمية ، كانت قد ضفرت بعد خصلها الكستنائية من حواف شعرها لتجمعهم معاً تاركة شعرها الغجري الذي بالجوف حراً .
شهيق
زفير
كانت تنظر للمرأة وكأنها تشاهد ذاتها القديمة ، تلك الطفلة الخرقاء المتهورة والتي لا تتحمل المسؤلية والأن ماذا يا تري ؟
ولية عهدٍ ستجمع جيوشاً وستغوث أرواحً أثمة لتنقذ مملكتها ولتثبت لشعبها بأنها تستحق لقب الإمبراطورية وتستحق ذلك التاج الذي سيتربع فوق رأسها بحين جلوسها علي العرش و رؤيتها لرأس عمها المذنب منحوراً تتزين المقصلة بدمائه المقرفة .
أنها الملكة
عليها الأخذ بثأرها .
____
كان يستند بذراعية الحنطيان علي حافة النافذة بقصرة العملاق يراقب ضوء القمر بشرودٍ ، جذب إنتباهه صوت إرتطام الصندوق الزجاجي من خلفه ليستدير بتعجب يريٰ الذي يحدث ، كانت تلك الأجنحة الملكية قد جن جنونها وظلت تتخبط بالزجاج الذي يأسرها بداخله تطالب بحريتها .
عقد حاجباه بخفة يراقب سبب إهتياج الإجنحة لأول مرة منذ أن وجدهم ، إبتسم بهدوء لتظهر حفرة قد أستوطنت وجنتاه ، عاد ليراقب القمر مستندً علي حافة النافذة بجسده العملاق شاهق الطول ، أستمتع بذلك النسيم الذي يلفح خصيلاته البنية القصيرة لتعلوا إبتسامته ، أردف وهو يراقب الأفق البعيد .
"يبدوا أنها قد عادت وأخيراً حتي تستعيد ممتلكاتها وتنقذ المملكة من بطش ذلك الأمبراطور"
قالها بإبتسامة لطيفة لتظهر غمازتاه من جديد ، أغلق النافذه لينادي بصوتٍ جهور علي الحراس الذين يحرسون باب غرفته .
دلف الحارسان ينحنيان لإبن الملك بإحترام ليشرع هو يأمرهم بجدية
"قوموا بتجهيز القصر جيداً فأنا عما قريب سأستضيف بعض الزوار المهمين وأمروا الجنود بتأمين أركان الإقليم جيداً فعلي ضيوفنا المهمين أن يروا إقليم التنانين بأبهي حلته"
.
.
.
"يتبع"
هالو فرساني ♥️
اولا حبه أشكر أشرقت علي الغلاف الجديد القمر بتاعها
ثانيا صورة الفستان بتاع يونا هو الي في الصوره فوق
وطبعا كلكوا عارفين مين ابو غمزات مش محتاجه اقول يعني😂😂♥️
الرحلة ستبدء فرساني لذا فالتجهزوا بسيوفكم و أسلحتكم حتي ننطلق
أراكم بالفصل الجديد فرساني♥️💭
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
17/ إِتَبعِ الضَوء الأزَرَق (بِدَاية التِرحَال )
عايزه اسمي روايتك akatsaki no youna 2
Відповісти
2020-08-16 12:13:24
2
17/ إِتَبعِ الضَوء الأزَرَق (بِدَاية التِرحَال )
I love it ❤
Відповісти
2020-08-16 12:13:53
1
17/ إِتَبعِ الضَوء الأزَرَق (بِدَاية التِرحَال )
Gorgeous ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥😍😍😍
Відповісти
2020-08-16 12:41:55
1