21/ نَقش دِستُفُوتش المُحَرَم
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
غوغاءٌ تحيط بثنايا المملكة ، حوافر الخيل تدب بالأرض الترابية معربة عن ركضهم بالجوار ، عويلٌ صدح بالأفق لنساءٍ أقتحمت بيوتهم المنغلقة ، بكاء الأطفال يعلوا متمسكين بعائلتهم الخائفين مِن ما يجري بالمملكة الأن من حملة للتفتيش .
كانت أوامر الأمبراطور صارمة ألا يعود الجنود إلا بجمع سبعة أشخاصٍ يحملون وشمٌ غريب بنحورهم وإن عادوا بدونهم فاليودعوا هم أعناقهم .
كان الخوف والصراخ ينتشر بأركان ما تسمي بملاذ الخيال الأبدي موطن السعادة والحب وماذا الأن أيلقبون هذا بالسعادة أين السعادة بإقتحام الجنود لبيوت العامة وسحب أحد أفراد عائلتهم الذي فقط يملك وحمة علي جسده ورقبته هذا ليس بذنبه هنالك من ولدوا هكذا ما ذنبهم بتلك الغوغاء إذاً ؟!
رجالٌ يُسحَبون من ملابسهم يُجَرِجُروهُم الجنود علي الأرض الترابية بدون رحمة ، البعض يقاوم والأخرون يتسألون والبعض يودع عائلتهم الذين يكادوا أن يموتوا من قهرهم علي من يذهبون للمجهول .
كانت تلك ذات الجسد الضئيل تتواري بزقاقٍ مظلم ، تتلاقت أنفاسها بصعوبة جراء ركضها ، زادت إحتضانها لرغيفين من الخبز متمسكة بهما بشدة خائفة من فقدانهما فلديها أطفالٌ جياع عليها إطعامهم حتي ولو كلفها الأمر أن تظل هاربة من هؤلاء الجنود المنتشرين بأركان المملكة .
بعد شعورها بتلاشي الحركة بالقرب من ذلك الزقاق الذي تتواري بداخله ، تنفست الصعداء لتهب راكضة لذلك البيت المزعزع الركائن ومحطم الجدران الذي أحتضن جثمانها حينما إستيقظت لمرتها الأولي بتلك المملكة الغريبة .
كانت تركض بأقصي ما يمكنها فجسدها بالفعل علي وشك الأنهيار فهي لا تأكل سوي ربع رغيفٍ مسروق طوال اليوم وتنام علي الأرض الباردة فقط ما يدفئها هو إجتماع هؤلاء الصغار بأحضانها حينما يتوجهون للنوم .
إبتسم بتعبٍ وهي تركض بحين تذكرها لأمر هؤلاء الأطفال الثلاث اليتامي الذين أنقذوها ببادئ الأمر ... حين إستيقاظها ولأول مرة بداخل بيتهم المحطم أو ما أصبح بيتهم فهم كانوا يهربون من برد الشتاء ليحتموا بداخل ذلك البيت المهجور وحينها وجدوا جثمانها ملقي علي الأرض بدون حراك وبجانبها حذاءٌ مصنوع من الزجاج ويقطينة قد تخللتها الديدان وجثث لفئرانٍ يرتدون ملابس مخصصة لهم ؟
بحين وصولها للبيت بأمانٍ أستندت علي الباب ملتقطة أنفاسها ، أمسكت الخبز المسروق جيداً لتفتح الباب المحطم نسبياً وتولج للداخل تبحث عن الأطفال المشاغبين الثلاث .
شعرت بالخوف حينما لم تجدهم بأركان المنزل ، كادت علي وشك الركض خارجاً والبحث عنهم ولكنها زفرت براحة حينما وجدتهم نائمين علي الأرض محتضنين بعضهم البعض .
تنهدت لتجثوا بجانبهم يزين وجهها إبتسامةً حنونه ، عبثت بخصلات شعر كلٌ منهم بقوةٍ قليلاً بعدما أختفت الإبتسامة الحنونه وحل محلها إبتسامة خبيثة ، أستيقظ أثنانٍ منهم بفزعٍ أما الأخر تقلب بنومته غير مهتمٍ لشئ .
قهقهت بخفه علي وجههم المفزوعه ليحدجوها بنظرةٍ حاده ، إبتسمت ببلاهه لتهمس لهما بشئ ما جعل من موضع بصرهم هو ذلك النائم علي معدته الممتلئة ويغط بنومٍ عميق .
ظلوا يصدرون ضجيجاً ويصرخون بأذنه ويقومون بدغدغته ولكن لا حياة لمن تنادي ، عبست تلك ذات الملامح المتعبة والملابس المقطعة لتخطر ببالها فكرة ما ....
" لقد أحضرت لكم الطعام يا أولاد "
بحين سماع النائم لتلك الكلمات هب واقفاً بنشاط وحيوية يبحث عن الطعام المنشود ، نظرت الفتاة للطفلان بجانبها بصدمة ليقهقهوا جميعاً بينما الأخر قد عبس بعدما لم يجد طعاماً سوي بعض الخبز كالعادة .
"هيا صغاري أقتربوا حتي أعطي كلً منكم حصته من الخبز الذي أحضرته اليوم "
قالتها الفتاة ليقترب منها الثلاثه جالسين أمامها مكونين نصف دائرة ، أخذ أكبرهم الذي يبلغ ست سنوات حصته ليردف .
"أختي جيني أخبريني هل أنتي بخير أري أنك قد كنتي تركضين قبل مجيئك لهنا هل صاحب محل الخبز قد عثر عليكي تسرقين الطعام أم ماذا "
قالها أكبرهم ذو الشعر الأصهب بتفحص لهيئة جيني ، فخصيلاتها السوداء مبعثرة وملابسها المهترئة أصبحت أكثر تمزقً من قبل ولا ننسي وجهها الصغير المتعب جراء ركضها بالأزقة .
أبتسمت الأخري بدفء لتمسد علي خصيلاته الصهباء بحنين مردفةً
"لا صغيري لا تلقي بالاً للأمر فقط عليك أنت وأخوتك الحذر لا أريد من أحدكم أن يخط عتبة الباب لأن هنالك جنود منتشرين بأركان المملكة والخيول بكل مكان لذا من الأفضل بقائكم هنا تحت رعايتي وأنا أحضر لكم بالفعل الطعام و أملئ قدح الماء من البحيرة لذا أستمعوا لكلام أختكم الكبيرة جيني ولا تخرجوا حسناً صغاري المطيعين"
قالتها جيني موصية الأطفال ليومئوا لها بطاعة ، إبتسمت بلطفٍ لتأخذ نصيبها من الخبز وتجلس بجانب تلك النافذه المحطمه والمحروقة نسبياً .
شرعت بالقضم من خبزها مناظرةً السماء الصافية ولكن بالها مشغول بالكثير .. الجنود ، الأطفال ، الطعام الذي لا يكفيها ولا يكفي الصغار ، الغوغاء المُنصَبة بأركان المملكة وأخيراً ذلك النقش الغريب برقبتها ؛ نقشٌ علي شكل تنينٍ أزرق ....
***
لم تَكُف حركة الجنود بحدود العاصمة بحسب بل توغلوا بباقي أقاليم المملكة ليحاصروا جميع المنافذ والغابات حتي لا يهرب أحدٌ ما من بين أيديهم فهم مكلفون بمهمةٍ وعليهم إنجازها بأسرع وقت وإلا الإمبراطور لوليوس لن يتركهم علي قيد الحياة .
صوت عويل الذئاب أزداد بحدةٍ ، الغوغاء كانت مرعبة بذلك الإقليم فقوة الذئاب الجسدية لا يستهان بها البته ، كان من يشتبه بأمره يحاول الجنود أخذه بالقوة ولكنهم كانوا يتحولون لذئابٍ وينقضون عليهم بوحشية مفرطة جعلت من الإقليم ينقلب لبحيرة من الدماء المدنسة بعفن الأرض الضحلاء .
جثثٌ للجنود قد ملأت الأرض ، بعضهم ميتٌ فقط والبعض الأخر كان منهش الجثمان والذئاب يكملون النهش بأعضائه ، كانت مذبحة مقززه بالفعل جعلت من الجنود المتبقين يفرون هاربين طالبين النجدة من إمبراطورهم فالأن إقليم إنثروبي المستذئبين صار بالقائمة السوداء للملكة بعدما خرجوا عن طاعة الإمبراطور .
كانت روبي تناظر تلك المجزرة فالخارج بقلق فبعدما دخل الجنود لمنزلهم قاموا بتقيدهم وتفحص رقابهم بوحشية كانت روبي علي وشك الأنقضاض عليهم ولكن والدها منعها ، حينما لم يروا أثرً لما يريدون ألتفت أحد الجنود لزملائه ليخبره بجملة جعلت من فؤاد روبي يرتعد .
"لا يوجد أحدٌ منهم يملك وشمً برقبته " حين سماعها لتلك الجملة تذكرت ذلك الوشم الغريب برقبة يونغي الذي رأته ينبض بذلك اليوم حينما كان موكب الملك وهو نفس اليوم الذي أغمي عليه أيضاً وبحين أستيقاظه ظلت تسأله عن ماهية ذلك الوشم الغريب ولكن كان جوابه "كم أريد أخبارك ولكني لا أستطيع البته كلما حاولت أشعر بتخدرٍ بلساني وكأني أشعر بالكسل وأنا لا امزح " .
عضت روبي علي شفتها السفلي بقلق وتوتر تشعر بالخوف من أن يكون يونغي هو المقصود ؛ نعم هي لا تحبه وتكن له البغض ولكنه يبقي أخاها كما أنها بدأت تعتاد علي وجوده معها .
"روبي إبنتي توقفي عن النظر لتلك المجزرة بالخارج لا يجب عليك رؤية تلك المناظر المتوحشة فكما تعلمين نحن من الذئاب الذين لا يتناولون لحم البشر ليس كأخلائنا من الشعب "
قالها السيد مين مربتاً علي كتف أبنته التي تنظر من نافذة البيت بتوتر ، نظرة له روبي بخوف لتومئ بصمت فهي لا تستطيع أن تخبر والدها عن أمر يونغي هو سيمنعها من الخروح بكل تأكيد وبهذه الحاله سيضطر للخروج هو بهذه المعركة و من يعلم ربما لن يعود حي فالسيد " مين " أصبح عجوزً علي إستدعاء ذئبه .
تنهدت روبي بخفوتٍ لتدخل غرفتها ، أغلقت الباب لتستند عليه بظهرها شاردة بإحدي أركان الغرفة لم تكن علي علمٍ بكيفية التصرف الأن هل تتركه يلاقي حتفه و تعود لحياتها القديمة أم تخرج بوسط تلك المعركة الدامية وتبحث عنه بوسط الحشود .
أتخذت قرارها لتستدعي ذئبتها وتخرج من المخرج السري الذي تستخدمه دائماً للهرب من البيت ، كانت تركض بين الأزقة متجنبة تلك المعركة المستوطنة الطرق بأقصي ما يمكنها ، ألتفتت يمناها ثم يسرها تراقب الوضع حتي إستمعت لصوت زمجراتٍ قادمة من خلفها ..
بمكانٍ أخر بالإقليم كان يونغي يحاول الإختباء بكل ما أوتي من قوة بعد ما حدث ، فؤاده ينبض بعنفٍ ، أعينه مترقرقة بالعَبَارات ، وجهه ملطخ بالدماء كما مخالبه وفروه فهو قد صار قاتلاً الأن .
هو لم يكن يقصد ، كان خائف ، يشعر بالرعب ، يُسِحَب بقوة للخارج بعدما رأه أحد الجنود وتهللت أساريره فرحاً فيبدوا أنه وجد ضالته ، كاد أن ينادي علي باقي الجنود حتي تحول يونغي لذئبٍ ولا يعرف كيف فعل ذلك حتي وقام بالإنقضاض عليه و قتله قبل أن يفضح أمره ومن ثم هرب .
كان يركض بالأزقة يحاول الهرب ولكن لا يدري حتي أين سيذهب فبالتأكيد بيت السيد مين محاصر الأن ، تذكر ذلك الكهف الغريب بينما يركض ليزيد من سرعته محاولاً الوصول خوفاً من أن يكون الجنود قد حاصروا المداخل والمخارج فذلك الكهف بخارج الإقليم .
بحين ركضه سمع أستوقفه صوت عراكٍ ناشب بإحدي الأزقة كان سيرحل لو لا شعر بأن هيئة ذلك الذئب المحاصر وأمامه العديد من الذئاب الأخرين مألوف ، توسعت عيناه بعدما تذكر أين رأي هذا الذئب قبلاً أنها روبي إبنة السيد مين لقد رأها مسبقاً تتسلل للمنزل بعد هروبها من البيت ولكنه قرر عدم الأفصاح عن الأمر حتي لا تكرهه .
أنتفض جسده حينما علم هويتها ليهب راكضً لها ، كانت روبي محاصرة وأمامها خمسة ذئابٍ متوحشة وهي تعلم من هم جيداً فهي قد دخلت بعراكٍ معهم من قبل بسبب عبورها من منطقتهم ، هم مجرد قطاع طرق لا يهتمون لما يحدث بالإقليم الأن كل ما يهمهم هو النهب والسرقة كان عليهم أن يكونوا بإقليم المجرمين وليس هنا .
زمجرت روبي بغضبٍ تناظرهم بحدة ، كاد أحدهم أن يقترب منها لينهش رقبتها حتي أستوقفته تلك المخالب التي حفرت طريقها علي وجهه مسببة فقع عينه ، علىٰ صوت عويله ليتقدم الأخرين من ذلك الغريب الذي تدخل فجأة ليحاوطوه هو متناسين أمر روبي .
ألتفتت روبي بغرابة تراقب من تدخل بأخر لحظة لتجده ذئبٌ بفروٍ ذهبي غريب وعلي رقبته كان يوجد ذلك النقش الذي رأته علي رقبة يونغي سابقاً .. نقشٌ علي شكل تنين أصفر اللون !!
"يونغي.."
قالتها روبي بخفوتٍ لتتدارك الوضع وتهب ذاهبة أليه لتقف بظهرة وتساعده كما ساعدها .
كانوا يتنفسون بصعوبة وتعب بعدما أضحي ذلك الجمع من قطاع الطرق يفترش الأرض ليسوا امواتً بل فقط قد طرحوا أرضاً من شدة الأصابات .
نظر يونغي لروبي ليومئ لها بمعني أتبعيني ، ركض هو لتركض بخلفه حتي وصلت لمحذاته لتردف بينما تلهث
"أين هي وجهتنا يونغي ألن نعود للبيت "
نظر لها يونغي بينما يركضون ليعيد بصره الطريق من أمامه مردفاً بحدة
"سنقتل إن عدنا وسنقتل إن خرجنا نحن محاصرون من كل الجهات "
"وما العمل الأن هل سنموت"
قالتها بنبرة مرتعبة ليردف يونغي بينما مزال علي وضعه يناظر الأفق بحدة
"لا أريد أن أغلق كل المنافذ للنجاة ولكن هنالك حلان لنضحي بأخر فرصة لنا ونذهب لكهفٍ ما بخارج الأسوار وإلا نستسلم لمصيرنا المحتوم ونعود منتظرين الموت علي أيدي الجنود أو باقي الذئاب الذين باتوا همجيين"
قالها بجدية لينظر لها وهو مازال يركض منتظراً إجابتها فهو لا يهاب الموت علي اي حال
"موافقة يونغي فالنذهب لذلك الكهف أن أثق بك"
قالتها روبي بهدوءٍ يتخلله الثقة الشديده ليبتسم يونغي بخفوتٍ ويكملون بطريقهم خارج حدود الإقليم .
"وأنا لن أطعن ثقتك أبداً حتي ولو كلفني ذلك الموت بسبيل إنقاذك "
***
كان الجنود مشغولين بإقليم المستذئبين محاولين طلب النجدة فهنالك معركة شرسة نشبت هنالك ، أما عن إقليم المجرمين فهم مايزالوا جاهلين عن ما يحدث بأركان المملكة من صخبٍ وسخط لأن الجنود لم يقتربوا من حدود إقليمهم بعد .
رائحة الخمر تفوح من داخل الحانة المزدحمة كالعادة ، أقداحٌ من الجعة والنبيذ ترتطم سوياً جاعلاً من بعض المشروب يقع علي الطاولة لتعلوا قهقهات الثاملين ، الحسناوات يجوبون أركان الحانة بملابس فاضحة لتفترسهم نظرات الرجال المقززه ، لم يكن بذنب الفتيات فهم مرغمون علي كل حال ، علت أصوات ألألات الموسيقية التي تعزف علي المسرح الدائري بالحانة .
فتح الباب ليدخل ذلك الرجل ذي الخصيلات السوداء وأعين تشبه عينَ الغِزلاَن تحدق بهؤلاء السكاري المقرفين ، تنهد ليغلق الباب من خلفه ويذهب للجلوس علي أحدي الطاولات الخشبية المغطاة بقماشٍ أحمر اللون وفوقه يوجد قدحٌ بداخله مكعبات ثلجٍ لتبردة النبيذ القادم .
لم يأتي للشرب علي أي حال فهو لا يحب طعم الجعة ، إذاً لما هو هنا يا تري ؟!
هو حتي لا يعلم ما سبب قدومه لذلك المكان الموبوء ولكن الإقليم لا يوجد به سوي الحانات وهو المكان الوحيد الذي يمكنه الجلوس به والأبتعاد عن من أعطاها لقب ليسا تلك الفتاة المرعبة التي يبدو أن لها صلة بليلي الملقبة بذات الرداء الأحمر .
منذ ذلك اليوم الذي أكتشفه به حقيقتها وهو يهاب المقربة منها لذا أعطاها أحد الغرف بشقته فهو لم يكن لديه خيار أخر سوي جعلها تعيش معه ولكنه ترك لها البيت لتعبث به علي راحتها وظل هو حبيس غرفته لمدة ثلاثة أيام لا يخرج سوي لتناول الطعام وقضاء حاجته ، لم يكن يريد مقابلتها أو حتي النبش بأمرها المرعب فكل ما يجول بباله الأن هو أن هنالك جثة حية تعيش معه بذات المنزل !!
ماذا كنتم تريدون منه أن يفعل يا تري بهذا الرعب الذي يعاصره ؟!
أقتربت منه أحد النادلات لتسأله أن كان يريد شرب شئ ما ليطلب منها بعض الماء المثلج فقط ، تعجبت النادلة لتومئ له وتذهب لإحضار الماء تاركة جونغكوك شاردً بالأفق يفكر بأمر ليسا تلك فمهما حاول إصطناع عدم الإهتمام بأمرها يعود مرة أخرى لتحليل الأمر ومعرفة أي شئ قد يدله علي حقيقتها .
أنتبه لصوت الباب وهو يفتح ليدخل منه أحدٌ ما يغطي جسده بأكمله رداء أسود فضفاض والقلنسوة تداري وجهه بأكمله ... لحظة أليس ذلك ردائه الذي يستخدمه للتسلل خارج الإقليم !!
رمش كوك عدة مراتٍ ليرىٰ ذلك الغريب يقترب من طاولته ليسحب أحد المقاعد الخشبية ويجلس عليها ، جعد جونغكوك ما بين حاجبيه بتعجب ليزيل ذلك الغريب القلنسوة التي تواري وجهه حتي ظهر وجهها بالكامل ومن تكون سوي .. ليسا .
إبتسمت ببلاهه لمن شهق بصدمة يأمرها بتغطية وجهها بسرعة قبل أن يراها أحد الرجال هنا ، ألتفت جونغكوك يمناه ثم يسراه يراقب الوضع ليتنهد براحة فيبدوا أن لا أحد قد لاحظها ، أعاد نظره لها بحدة لتتوتر الأخري من نظراته تلك .
"قبل كل شي ألم أأمرك بتغطية كامل وجههك يمكن لأي أحد أن يراه يا خرقاء"
قالها جونغكوك بصوتٍ حاد لتعبس الأخري فهي قد أعادت القلنسوة لتغطي خصيلاتها الشقراء وأسفل جبهتها بقليل .
"ولكني هكذا لن أستطيع التحدث معك أنا لا أستطيع الحديث إلا وأنا أرىٰ من أمامي"
قالتها لتذمر ليدحرج الأخر مقلتيه بملل مردفاً بجدية
"أريد أن أفهم الأن لما تبعتيني لهنا ألم أأمرك بعدم الخروج من المنزل وبحق الإله ألم تجدي إلا هذا المكان القرف للتبعيني فيه"
قالها بنبرة مُعَنِفَةٍ و غاضبة لتفزع الأخر جراء صراخه الهامس بنهاية الكلام ، تنهدت بضجر لتردف
"أنت من تركني وحدي منذ ثلاثة أيام لا تتحدث معي ولا تخرج من غرفتك حتي كنت أشعر بالوحدة كما شعرت بالخوف من بقائي بفردي لذا أتبعتك أعتذر "
قالتها في البداية بملل لتعتذر في النهاية بطريقة لطيفة للغاية جعلت الأخر يتنهد بقلة حيلة
"بحقك أنا هنا لكي لا أراكي يال سخرية القدر"
قالها بنبرة سخرية لتعبس الأخري مردفةً
"هذا قاسي سيد جونغكوك لا تكن صريحاً هكذا كما أني لا أفهم لما لا تريد رؤيتي ماذا فعلت لك حتي تتهرب مني هكذا ؟! "
قالتها بحزن ليزفر الأخر بتعب
"لما تتحدثين وكأنكي زوجتي بحقك يا فتاة ، ماذا تريدين من شخصٍ طبيعي أن يفعل حينما يجد شخصً ميتاً منذ قرون عاد للحياة مرة أخري لا والأسوء يعيش معه بذات البيت"
قالها جونغكوك بنبرةٍ قاسية غير أبهٍ بمشاعر تلك الفتاة حتي فهو قد طفح منه الكيل بالفعل هو لا يريد منها البقاء معه أو أن تشغله بأمرها المعقد ذاك ، بدئت عيناه بلمعان منذرة عن قدوم بعض العبارات .
لانت ملامحه ليعض علي شفتاه بتأنيب للضمير كان سيتحدث حتي جذبهم صوت تحطيم زجاجٍ قادم من أحدي الطاولات ، نظر كوك وليسا كما باقي الحانة التي هدئت فجأة لمراقبة ما يحدث فأحد الزبائن يبدوا أنه قد أحتسي الكثير من النبيذ وقام بتكسير الكؤس الزجاجية لأحد النادلات التي شهقت بخوف .
كاد ذلك السكير أن يؤذي النادلة حتي هب كوك ليقف أمامه يصده عما يريد فعله ، لكمه جونغكوك ليتزعزع الأخر بجسده مستنداً علي الطاولة بجانبه ، زاد غضب ذلك الرجل ليمسك أحد الزجاج المحطم ويقدم علي طعن جونغكوك الذي كان يأمر النادلة بالهروب .
صرخت ليسا تحذره ليلتفت ولكن بعد فوات الأوان ، أغمض كوك عينه منتظراً الطعن ولكنه لم يشعر بشئ لذا فتح عينه بخوف لينظر لمن أمامه بصدمة .
كان الجميع مصدوماً من الذي ظهر بأخر لحظة ويصد حافة الزجاج المحطم بذراعه ... الخشبية ؟!
أمسك ذو الذراع الخشبية الرجل ليحيط قبضته العملاقة ويلفها خلف ظهره ليصبح ظهر الرجل أمام صدر ذلك المجهول ويفصل جسديهما ذراع الرجل الملتوية ، تأوه الأخر بألم ليقوم ذلك المجهول برفسه بعموده الفقري جاعلاً منه يجثوا أرضاً بينما يإن بألم شديد .
هندم ذلك المجهول ردائه ليهب بالرحيل وكل ذلك تحت أنظار الجميع المنصدمين ، أقتربت ليسا من جونغكوك تطمأن إن كان بخير بينما الأخر مازال ينظر للمجهول الذي أبتعد بضعة إنشات عنهم ، كاد أن يذهب حتي أمسكه جونغكوك من رسغه يطالبه بالتوقف فهو يريد أن يشكره .
ألتفت ذو الذراع الخشبية لينظر لجونغكوك بإستفهام كاد أن ينطق جونغكوك بكلمات شكره حتي تفاجئ بفتح الأبواب علي مصرعياها ولم يكن سوي الجنود .
صدح صوت صراخ النساء المقيدات وسخط الرجال ، قام الغريب بسحب جونغكوك الذي سحب بدوره ليسا التي كانت بجانبه ليركضوا لمكان ما تحت قيادة ذلك الغريب فيبدوا أنه يعرف مكان ما للهروب من الحانة.
"أيها الغريب أين ستذهب بنا "
قالها كوك بتوتر ليخرج صوت الأخر بجدية بينما يصب نظره علي الطريق
"إن كنت تريد أنت وفتاتك الهروب لذا أتبعوني بصمت أعرف طريقً سري للخروج من تلك الحانة "
أومأ جونغكوك بطاعة ليسحبهما ذلك الغريب لخلف طاولة البار الذين يقدمون المشروبات من خلالها ، ترك الغريب رسغ كوك ليسحب شئ ما علي شكل مربعٍ مفرغ من الحديد يبدوا أنها مكان للتهوية أو ما شابه .
كانت خطوات الجنود تقترب من موقعهم لترتعب ليسا تنذرهم بقرب الجنود ، فك ذلك المجهول الحديد بسلاسة ليضعها بهدوء علي الأرض حتي لا تجذب إنتباه الجنود ، ألتفت لهم ليأمرهم بالدخول خلفه من هنا .
أنحني الرجل بجذعه ليولج لداخل ذلك المخرج الصغير للغاية ويزحف للوصول للخارج ، نظر كوك لليسا التي إتبعت الرجل لتحني بجذعها أيضاً وتزحف للداخل ليقوم كوك بالمثل .
كان المكان ضيقً للغاية يكفي أجسادهم الزاحفة ، كان من الجيد أن لا أحد مهم مصاب بضيقٍ للتنفس لكان مختنقً الأن ، خرج الرجل المجهول ليهبط علي الأرض بسلاسة يأخذ أنفاسه بتعب ليساعد ليسا التي تبعته بالنزول ليظهر كوك بعدها وهو يلهث بتعب ليساعداه .
كان ذلك المنفذ قد أخرجهم لزقاقٍ مظلم بخلف الحانه ، كان المكان هنا هادئ علي عكس الغوغاء التي تحدث بالشوارع والحانات والبيوت إن الإقليم بأكمله محاصرٌ الان من قبل الجنود .
"أين سنذهب الأن الجنود يحاصرون جميع المخارج "
قالها كوك بتوتر لمن يراقب الوضع بهدوء
"ما الذي يحدث هنا لما الجنود منتشرين هكذا بأنحاء الإقليم"
قالتها ليسا بذعر تكاد أن تبكي ، أشار لها الرجل بأن تصمت للحظات لتطيعه
"الأمر لا يبشر بالخير بتاتاً يبدوا أن هنالك حالة من الغوغاء بأركان المملكة بأسرها وليس بإقليمنا فقط ، إن الجنود يبحثون عن شئ ما لا اعلم ما هو ولكن لا يجب عليا المماطلة أكثر من ذلك علينا الهرب والتواري بأحد الاماكن الأمنة "
قالها الغريب بجدية لترتسم علامات الخوف علي الثنائي من خلفه ، كان يراقب الطريق حتي أتت ريحٌ قوية أوقعت القلنسوة التي تواري وجهه كما فعلت لليسا .
تأفف الرجل ليشرع بإعادة القلنسوة حتي صرخت ليسا بفزع وهي تنظر لعنقه الذي بات واضحاً
" أنت تملك نقشً علي شكل تنينٍ كما أملك !! "
قالتها ليسا لينظر لها الرجل بصدمة مدوية فحقاً هل هي أيضاً تملك نفس النقش الذي يملكه !!
***
.
.
.
"يتبع"
فصل ثلاثة ألاف كلمة تاني سققولي عشان انا شطوره 😌♥️
أيه رأيكم في الفصل وظهور أثنين كمان من الأجداد 🤭💜💜
الحرب قربت قربت قربت😂😂😂♥️
وانا أخيرا عرفتكم شكل النقش عامل ازاي طبعا أنتوا كده عرفتوا مين هما التنانين السبعه
أستعدوا يا فرساني الأقوياء فيبدوا أن المملكة ستحتاج لنا عما قريب لنحميها ونقف بوجه الأشخاص الذين يريدون تدميرها فالتتجهزوا بأسلحتكم وترتدوا أدرعكم وتشحذوا سيوفكم حتي نتقدم للفصل القادم ♥️♥️💭
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
.
.
غوغاءٌ تحيط بثنايا المملكة ، حوافر الخيل تدب بالأرض الترابية معربة عن ركضهم بالجوار ، عويلٌ صدح بالأفق لنساءٍ أقتحمت بيوتهم المنغلقة ، بكاء الأطفال يعلوا متمسكين بعائلتهم الخائفين مِن ما يجري بالمملكة الأن من حملة للتفتيش .
كانت أوامر الأمبراطور صارمة ألا يعود الجنود إلا بجمع سبعة أشخاصٍ يحملون وشمٌ غريب بنحورهم وإن عادوا بدونهم فاليودعوا هم أعناقهم .
كان الخوف والصراخ ينتشر بأركان ما تسمي بملاذ الخيال الأبدي موطن السعادة والحب وماذا الأن أيلقبون هذا بالسعادة أين السعادة بإقتحام الجنود لبيوت العامة وسحب أحد أفراد عائلتهم الذي فقط يملك وحمة علي جسده ورقبته هذا ليس بذنبه هنالك من ولدوا هكذا ما ذنبهم بتلك الغوغاء إذاً ؟!
رجالٌ يُسحَبون من ملابسهم يُجَرِجُروهُم الجنود علي الأرض الترابية بدون رحمة ، البعض يقاوم والأخرون يتسألون والبعض يودع عائلتهم الذين يكادوا أن يموتوا من قهرهم علي من يذهبون للمجهول .
كانت تلك ذات الجسد الضئيل تتواري بزقاقٍ مظلم ، تتلاقت أنفاسها بصعوبة جراء ركضها ، زادت إحتضانها لرغيفين من الخبز متمسكة بهما بشدة خائفة من فقدانهما فلديها أطفالٌ جياع عليها إطعامهم حتي ولو كلفها الأمر أن تظل هاربة من هؤلاء الجنود المنتشرين بأركان المملكة .
بعد شعورها بتلاشي الحركة بالقرب من ذلك الزقاق الذي تتواري بداخله ، تنفست الصعداء لتهب راكضة لذلك البيت المزعزع الركائن ومحطم الجدران الذي أحتضن جثمانها حينما إستيقظت لمرتها الأولي بتلك المملكة الغريبة .
كانت تركض بأقصي ما يمكنها فجسدها بالفعل علي وشك الأنهيار فهي لا تأكل سوي ربع رغيفٍ مسروق طوال اليوم وتنام علي الأرض الباردة فقط ما يدفئها هو إجتماع هؤلاء الصغار بأحضانها حينما يتوجهون للنوم .
إبتسم بتعبٍ وهي تركض بحين تذكرها لأمر هؤلاء الأطفال الثلاث اليتامي الذين أنقذوها ببادئ الأمر ... حين إستيقاظها ولأول مرة بداخل بيتهم المحطم أو ما أصبح بيتهم فهم كانوا يهربون من برد الشتاء ليحتموا بداخل ذلك البيت المهجور وحينها وجدوا جثمانها ملقي علي الأرض بدون حراك وبجانبها حذاءٌ مصنوع من الزجاج ويقطينة قد تخللتها الديدان وجثث لفئرانٍ يرتدون ملابس مخصصة لهم ؟
بحين وصولها للبيت بأمانٍ أستندت علي الباب ملتقطة أنفاسها ، أمسكت الخبز المسروق جيداً لتفتح الباب المحطم نسبياً وتولج للداخل تبحث عن الأطفال المشاغبين الثلاث .
شعرت بالخوف حينما لم تجدهم بأركان المنزل ، كادت علي وشك الركض خارجاً والبحث عنهم ولكنها زفرت براحة حينما وجدتهم نائمين علي الأرض محتضنين بعضهم البعض .
تنهدت لتجثوا بجانبهم يزين وجهها إبتسامةً حنونه ، عبثت بخصلات شعر كلٌ منهم بقوةٍ قليلاً بعدما أختفت الإبتسامة الحنونه وحل محلها إبتسامة خبيثة ، أستيقظ أثنانٍ منهم بفزعٍ أما الأخر تقلب بنومته غير مهتمٍ لشئ .
قهقهت بخفه علي وجههم المفزوعه ليحدجوها بنظرةٍ حاده ، إبتسمت ببلاهه لتهمس لهما بشئ ما جعل من موضع بصرهم هو ذلك النائم علي معدته الممتلئة ويغط بنومٍ عميق .
ظلوا يصدرون ضجيجاً ويصرخون بأذنه ويقومون بدغدغته ولكن لا حياة لمن تنادي ، عبست تلك ذات الملامح المتعبة والملابس المقطعة لتخطر ببالها فكرة ما ....
" لقد أحضرت لكم الطعام يا أولاد "
بحين سماع النائم لتلك الكلمات هب واقفاً بنشاط وحيوية يبحث عن الطعام المنشود ، نظرت الفتاة للطفلان بجانبها بصدمة ليقهقهوا جميعاً بينما الأخر قد عبس بعدما لم يجد طعاماً سوي بعض الخبز كالعادة .
"هيا صغاري أقتربوا حتي أعطي كلً منكم حصته من الخبز الذي أحضرته اليوم "
قالتها الفتاة ليقترب منها الثلاثه جالسين أمامها مكونين نصف دائرة ، أخذ أكبرهم الذي يبلغ ست سنوات حصته ليردف .
"أختي جيني أخبريني هل أنتي بخير أري أنك قد كنتي تركضين قبل مجيئك لهنا هل صاحب محل الخبز قد عثر عليكي تسرقين الطعام أم ماذا "
قالها أكبرهم ذو الشعر الأصهب بتفحص لهيئة جيني ، فخصيلاتها السوداء مبعثرة وملابسها المهترئة أصبحت أكثر تمزقً من قبل ولا ننسي وجهها الصغير المتعب جراء ركضها بالأزقة .
أبتسمت الأخري بدفء لتمسد علي خصيلاته الصهباء بحنين مردفةً
"لا صغيري لا تلقي بالاً للأمر فقط عليك أنت وأخوتك الحذر لا أريد من أحدكم أن يخط عتبة الباب لأن هنالك جنود منتشرين بأركان المملكة والخيول بكل مكان لذا من الأفضل بقائكم هنا تحت رعايتي وأنا أحضر لكم بالفعل الطعام و أملئ قدح الماء من البحيرة لذا أستمعوا لكلام أختكم الكبيرة جيني ولا تخرجوا حسناً صغاري المطيعين"
قالتها جيني موصية الأطفال ليومئوا لها بطاعة ، إبتسمت بلطفٍ لتأخذ نصيبها من الخبز وتجلس بجانب تلك النافذه المحطمه والمحروقة نسبياً .
شرعت بالقضم من خبزها مناظرةً السماء الصافية ولكن بالها مشغول بالكثير .. الجنود ، الأطفال ، الطعام الذي لا يكفيها ولا يكفي الصغار ، الغوغاء المُنصَبة بأركان المملكة وأخيراً ذلك النقش الغريب برقبتها ؛ نقشٌ علي شكل تنينٍ أزرق ....
***
لم تَكُف حركة الجنود بحدود العاصمة بحسب بل توغلوا بباقي أقاليم المملكة ليحاصروا جميع المنافذ والغابات حتي لا يهرب أحدٌ ما من بين أيديهم فهم مكلفون بمهمةٍ وعليهم إنجازها بأسرع وقت وإلا الإمبراطور لوليوس لن يتركهم علي قيد الحياة .
صوت عويل الذئاب أزداد بحدةٍ ، الغوغاء كانت مرعبة بذلك الإقليم فقوة الذئاب الجسدية لا يستهان بها البته ، كان من يشتبه بأمره يحاول الجنود أخذه بالقوة ولكنهم كانوا يتحولون لذئابٍ وينقضون عليهم بوحشية مفرطة جعلت من الإقليم ينقلب لبحيرة من الدماء المدنسة بعفن الأرض الضحلاء .
جثثٌ للجنود قد ملأت الأرض ، بعضهم ميتٌ فقط والبعض الأخر كان منهش الجثمان والذئاب يكملون النهش بأعضائه ، كانت مذبحة مقززه بالفعل جعلت من الجنود المتبقين يفرون هاربين طالبين النجدة من إمبراطورهم فالأن إقليم إنثروبي المستذئبين صار بالقائمة السوداء للملكة بعدما خرجوا عن طاعة الإمبراطور .
كانت روبي تناظر تلك المجزرة فالخارج بقلق فبعدما دخل الجنود لمنزلهم قاموا بتقيدهم وتفحص رقابهم بوحشية كانت روبي علي وشك الأنقضاض عليهم ولكن والدها منعها ، حينما لم يروا أثرً لما يريدون ألتفت أحد الجنود لزملائه ليخبره بجملة جعلت من فؤاد روبي يرتعد .
"لا يوجد أحدٌ منهم يملك وشمً برقبته " حين سماعها لتلك الجملة تذكرت ذلك الوشم الغريب برقبة يونغي الذي رأته ينبض بذلك اليوم حينما كان موكب الملك وهو نفس اليوم الذي أغمي عليه أيضاً وبحين أستيقاظه ظلت تسأله عن ماهية ذلك الوشم الغريب ولكن كان جوابه "كم أريد أخبارك ولكني لا أستطيع البته كلما حاولت أشعر بتخدرٍ بلساني وكأني أشعر بالكسل وأنا لا امزح " .
عضت روبي علي شفتها السفلي بقلق وتوتر تشعر بالخوف من أن يكون يونغي هو المقصود ؛ نعم هي لا تحبه وتكن له البغض ولكنه يبقي أخاها كما أنها بدأت تعتاد علي وجوده معها .
"روبي إبنتي توقفي عن النظر لتلك المجزرة بالخارج لا يجب عليك رؤية تلك المناظر المتوحشة فكما تعلمين نحن من الذئاب الذين لا يتناولون لحم البشر ليس كأخلائنا من الشعب "
قالها السيد مين مربتاً علي كتف أبنته التي تنظر من نافذة البيت بتوتر ، نظرة له روبي بخوف لتومئ بصمت فهي لا تستطيع أن تخبر والدها عن أمر يونغي هو سيمنعها من الخروح بكل تأكيد وبهذه الحاله سيضطر للخروج هو بهذه المعركة و من يعلم ربما لن يعود حي فالسيد " مين " أصبح عجوزً علي إستدعاء ذئبه .
تنهدت روبي بخفوتٍ لتدخل غرفتها ، أغلقت الباب لتستند عليه بظهرها شاردة بإحدي أركان الغرفة لم تكن علي علمٍ بكيفية التصرف الأن هل تتركه يلاقي حتفه و تعود لحياتها القديمة أم تخرج بوسط تلك المعركة الدامية وتبحث عنه بوسط الحشود .
أتخذت قرارها لتستدعي ذئبتها وتخرج من المخرج السري الذي تستخدمه دائماً للهرب من البيت ، كانت تركض بين الأزقة متجنبة تلك المعركة المستوطنة الطرق بأقصي ما يمكنها ، ألتفتت يمناها ثم يسرها تراقب الوضع حتي إستمعت لصوت زمجراتٍ قادمة من خلفها ..
بمكانٍ أخر بالإقليم كان يونغي يحاول الإختباء بكل ما أوتي من قوة بعد ما حدث ، فؤاده ينبض بعنفٍ ، أعينه مترقرقة بالعَبَارات ، وجهه ملطخ بالدماء كما مخالبه وفروه فهو قد صار قاتلاً الأن .
هو لم يكن يقصد ، كان خائف ، يشعر بالرعب ، يُسِحَب بقوة للخارج بعدما رأه أحد الجنود وتهللت أساريره فرحاً فيبدوا أنه وجد ضالته ، كاد أن ينادي علي باقي الجنود حتي تحول يونغي لذئبٍ ولا يعرف كيف فعل ذلك حتي وقام بالإنقضاض عليه و قتله قبل أن يفضح أمره ومن ثم هرب .
كان يركض بالأزقة يحاول الهرب ولكن لا يدري حتي أين سيذهب فبالتأكيد بيت السيد مين محاصر الأن ، تذكر ذلك الكهف الغريب بينما يركض ليزيد من سرعته محاولاً الوصول خوفاً من أن يكون الجنود قد حاصروا المداخل والمخارج فذلك الكهف بخارج الإقليم .
بحين ركضه سمع أستوقفه صوت عراكٍ ناشب بإحدي الأزقة كان سيرحل لو لا شعر بأن هيئة ذلك الذئب المحاصر وأمامه العديد من الذئاب الأخرين مألوف ، توسعت عيناه بعدما تذكر أين رأي هذا الذئب قبلاً أنها روبي إبنة السيد مين لقد رأها مسبقاً تتسلل للمنزل بعد هروبها من البيت ولكنه قرر عدم الأفصاح عن الأمر حتي لا تكرهه .
أنتفض جسده حينما علم هويتها ليهب راكضً لها ، كانت روبي محاصرة وأمامها خمسة ذئابٍ متوحشة وهي تعلم من هم جيداً فهي قد دخلت بعراكٍ معهم من قبل بسبب عبورها من منطقتهم ، هم مجرد قطاع طرق لا يهتمون لما يحدث بالإقليم الأن كل ما يهمهم هو النهب والسرقة كان عليهم أن يكونوا بإقليم المجرمين وليس هنا .
زمجرت روبي بغضبٍ تناظرهم بحدة ، كاد أحدهم أن يقترب منها لينهش رقبتها حتي أستوقفته تلك المخالب التي حفرت طريقها علي وجهه مسببة فقع عينه ، علىٰ صوت عويله ليتقدم الأخرين من ذلك الغريب الذي تدخل فجأة ليحاوطوه هو متناسين أمر روبي .
ألتفتت روبي بغرابة تراقب من تدخل بأخر لحظة لتجده ذئبٌ بفروٍ ذهبي غريب وعلي رقبته كان يوجد ذلك النقش الذي رأته علي رقبة يونغي سابقاً .. نقشٌ علي شكل تنين أصفر اللون !!
"يونغي.."
قالتها روبي بخفوتٍ لتتدارك الوضع وتهب ذاهبة أليه لتقف بظهرة وتساعده كما ساعدها .
كانوا يتنفسون بصعوبة وتعب بعدما أضحي ذلك الجمع من قطاع الطرق يفترش الأرض ليسوا امواتً بل فقط قد طرحوا أرضاً من شدة الأصابات .
نظر يونغي لروبي ليومئ لها بمعني أتبعيني ، ركض هو لتركض بخلفه حتي وصلت لمحذاته لتردف بينما تلهث
"أين هي وجهتنا يونغي ألن نعود للبيت "
نظر لها يونغي بينما يركضون ليعيد بصره الطريق من أمامه مردفاً بحدة
"سنقتل إن عدنا وسنقتل إن خرجنا نحن محاصرون من كل الجهات "
"وما العمل الأن هل سنموت"
قالتها بنبرة مرتعبة ليردف يونغي بينما مزال علي وضعه يناظر الأفق بحدة
"لا أريد أن أغلق كل المنافذ للنجاة ولكن هنالك حلان لنضحي بأخر فرصة لنا ونذهب لكهفٍ ما بخارج الأسوار وإلا نستسلم لمصيرنا المحتوم ونعود منتظرين الموت علي أيدي الجنود أو باقي الذئاب الذين باتوا همجيين"
قالها بجدية لينظر لها وهو مازال يركض منتظراً إجابتها فهو لا يهاب الموت علي اي حال
"موافقة يونغي فالنذهب لذلك الكهف أن أثق بك"
قالتها روبي بهدوءٍ يتخلله الثقة الشديده ليبتسم يونغي بخفوتٍ ويكملون بطريقهم خارج حدود الإقليم .
"وأنا لن أطعن ثقتك أبداً حتي ولو كلفني ذلك الموت بسبيل إنقاذك "
***
كان الجنود مشغولين بإقليم المستذئبين محاولين طلب النجدة فهنالك معركة شرسة نشبت هنالك ، أما عن إقليم المجرمين فهم مايزالوا جاهلين عن ما يحدث بأركان المملكة من صخبٍ وسخط لأن الجنود لم يقتربوا من حدود إقليمهم بعد .
رائحة الخمر تفوح من داخل الحانة المزدحمة كالعادة ، أقداحٌ من الجعة والنبيذ ترتطم سوياً جاعلاً من بعض المشروب يقع علي الطاولة لتعلوا قهقهات الثاملين ، الحسناوات يجوبون أركان الحانة بملابس فاضحة لتفترسهم نظرات الرجال المقززه ، لم يكن بذنب الفتيات فهم مرغمون علي كل حال ، علت أصوات ألألات الموسيقية التي تعزف علي المسرح الدائري بالحانة .
فتح الباب ليدخل ذلك الرجل ذي الخصيلات السوداء وأعين تشبه عينَ الغِزلاَن تحدق بهؤلاء السكاري المقرفين ، تنهد ليغلق الباب من خلفه ويذهب للجلوس علي أحدي الطاولات الخشبية المغطاة بقماشٍ أحمر اللون وفوقه يوجد قدحٌ بداخله مكعبات ثلجٍ لتبردة النبيذ القادم .
لم يأتي للشرب علي أي حال فهو لا يحب طعم الجعة ، إذاً لما هو هنا يا تري ؟!
هو حتي لا يعلم ما سبب قدومه لذلك المكان الموبوء ولكن الإقليم لا يوجد به سوي الحانات وهو المكان الوحيد الذي يمكنه الجلوس به والأبتعاد عن من أعطاها لقب ليسا تلك الفتاة المرعبة التي يبدو أن لها صلة بليلي الملقبة بذات الرداء الأحمر .
منذ ذلك اليوم الذي أكتشفه به حقيقتها وهو يهاب المقربة منها لذا أعطاها أحد الغرف بشقته فهو لم يكن لديه خيار أخر سوي جعلها تعيش معه ولكنه ترك لها البيت لتعبث به علي راحتها وظل هو حبيس غرفته لمدة ثلاثة أيام لا يخرج سوي لتناول الطعام وقضاء حاجته ، لم يكن يريد مقابلتها أو حتي النبش بأمرها المرعب فكل ما يجول بباله الأن هو أن هنالك جثة حية تعيش معه بذات المنزل !!
ماذا كنتم تريدون منه أن يفعل يا تري بهذا الرعب الذي يعاصره ؟!
أقتربت منه أحد النادلات لتسأله أن كان يريد شرب شئ ما ليطلب منها بعض الماء المثلج فقط ، تعجبت النادلة لتومئ له وتذهب لإحضار الماء تاركة جونغكوك شاردً بالأفق يفكر بأمر ليسا تلك فمهما حاول إصطناع عدم الإهتمام بأمرها يعود مرة أخرى لتحليل الأمر ومعرفة أي شئ قد يدله علي حقيقتها .
أنتبه لصوت الباب وهو يفتح ليدخل منه أحدٌ ما يغطي جسده بأكمله رداء أسود فضفاض والقلنسوة تداري وجهه بأكمله ... لحظة أليس ذلك ردائه الذي يستخدمه للتسلل خارج الإقليم !!
رمش كوك عدة مراتٍ ليرىٰ ذلك الغريب يقترب من طاولته ليسحب أحد المقاعد الخشبية ويجلس عليها ، جعد جونغكوك ما بين حاجبيه بتعجب ليزيل ذلك الغريب القلنسوة التي تواري وجهه حتي ظهر وجهها بالكامل ومن تكون سوي .. ليسا .
إبتسمت ببلاهه لمن شهق بصدمة يأمرها بتغطية وجهها بسرعة قبل أن يراها أحد الرجال هنا ، ألتفت جونغكوك يمناه ثم يسراه يراقب الوضع ليتنهد براحة فيبدوا أن لا أحد قد لاحظها ، أعاد نظره لها بحدة لتتوتر الأخري من نظراته تلك .
"قبل كل شي ألم أأمرك بتغطية كامل وجههك يمكن لأي أحد أن يراه يا خرقاء"
قالها جونغكوك بصوتٍ حاد لتعبس الأخري فهي قد أعادت القلنسوة لتغطي خصيلاتها الشقراء وأسفل جبهتها بقليل .
"ولكني هكذا لن أستطيع التحدث معك أنا لا أستطيع الحديث إلا وأنا أرىٰ من أمامي"
قالتها لتذمر ليدحرج الأخر مقلتيه بملل مردفاً بجدية
"أريد أن أفهم الأن لما تبعتيني لهنا ألم أأمرك بعدم الخروج من المنزل وبحق الإله ألم تجدي إلا هذا المكان القرف للتبعيني فيه"
قالها بنبرة مُعَنِفَةٍ و غاضبة لتفزع الأخر جراء صراخه الهامس بنهاية الكلام ، تنهدت بضجر لتردف
"أنت من تركني وحدي منذ ثلاثة أيام لا تتحدث معي ولا تخرج من غرفتك حتي كنت أشعر بالوحدة كما شعرت بالخوف من بقائي بفردي لذا أتبعتك أعتذر "
قالتها في البداية بملل لتعتذر في النهاية بطريقة لطيفة للغاية جعلت الأخر يتنهد بقلة حيلة
"بحقك أنا هنا لكي لا أراكي يال سخرية القدر"
قالها بنبرة سخرية لتعبس الأخري مردفةً
"هذا قاسي سيد جونغكوك لا تكن صريحاً هكذا كما أني لا أفهم لما لا تريد رؤيتي ماذا فعلت لك حتي تتهرب مني هكذا ؟! "
قالتها بحزن ليزفر الأخر بتعب
"لما تتحدثين وكأنكي زوجتي بحقك يا فتاة ، ماذا تريدين من شخصٍ طبيعي أن يفعل حينما يجد شخصً ميتاً منذ قرون عاد للحياة مرة أخري لا والأسوء يعيش معه بذات البيت"
قالها جونغكوك بنبرةٍ قاسية غير أبهٍ بمشاعر تلك الفتاة حتي فهو قد طفح منه الكيل بالفعل هو لا يريد منها البقاء معه أو أن تشغله بأمرها المعقد ذاك ، بدئت عيناه بلمعان منذرة عن قدوم بعض العبارات .
لانت ملامحه ليعض علي شفتاه بتأنيب للضمير كان سيتحدث حتي جذبهم صوت تحطيم زجاجٍ قادم من أحدي الطاولات ، نظر كوك وليسا كما باقي الحانة التي هدئت فجأة لمراقبة ما يحدث فأحد الزبائن يبدوا أنه قد أحتسي الكثير من النبيذ وقام بتكسير الكؤس الزجاجية لأحد النادلات التي شهقت بخوف .
كاد ذلك السكير أن يؤذي النادلة حتي هب كوك ليقف أمامه يصده عما يريد فعله ، لكمه جونغكوك ليتزعزع الأخر بجسده مستنداً علي الطاولة بجانبه ، زاد غضب ذلك الرجل ليمسك أحد الزجاج المحطم ويقدم علي طعن جونغكوك الذي كان يأمر النادلة بالهروب .
صرخت ليسا تحذره ليلتفت ولكن بعد فوات الأوان ، أغمض كوك عينه منتظراً الطعن ولكنه لم يشعر بشئ لذا فتح عينه بخوف لينظر لمن أمامه بصدمة .
كان الجميع مصدوماً من الذي ظهر بأخر لحظة ويصد حافة الزجاج المحطم بذراعه ... الخشبية ؟!
أمسك ذو الذراع الخشبية الرجل ليحيط قبضته العملاقة ويلفها خلف ظهره ليصبح ظهر الرجل أمام صدر ذلك المجهول ويفصل جسديهما ذراع الرجل الملتوية ، تأوه الأخر بألم ليقوم ذلك المجهول برفسه بعموده الفقري جاعلاً منه يجثوا أرضاً بينما يإن بألم شديد .
هندم ذلك المجهول ردائه ليهب بالرحيل وكل ذلك تحت أنظار الجميع المنصدمين ، أقتربت ليسا من جونغكوك تطمأن إن كان بخير بينما الأخر مازال ينظر للمجهول الذي أبتعد بضعة إنشات عنهم ، كاد أن يذهب حتي أمسكه جونغكوك من رسغه يطالبه بالتوقف فهو يريد أن يشكره .
ألتفت ذو الذراع الخشبية لينظر لجونغكوك بإستفهام كاد أن ينطق جونغكوك بكلمات شكره حتي تفاجئ بفتح الأبواب علي مصرعياها ولم يكن سوي الجنود .
صدح صوت صراخ النساء المقيدات وسخط الرجال ، قام الغريب بسحب جونغكوك الذي سحب بدوره ليسا التي كانت بجانبه ليركضوا لمكان ما تحت قيادة ذلك الغريب فيبدوا أنه يعرف مكان ما للهروب من الحانة.
"أيها الغريب أين ستذهب بنا "
قالها كوك بتوتر ليخرج صوت الأخر بجدية بينما يصب نظره علي الطريق
"إن كنت تريد أنت وفتاتك الهروب لذا أتبعوني بصمت أعرف طريقً سري للخروج من تلك الحانة "
أومأ جونغكوك بطاعة ليسحبهما ذلك الغريب لخلف طاولة البار الذين يقدمون المشروبات من خلالها ، ترك الغريب رسغ كوك ليسحب شئ ما علي شكل مربعٍ مفرغ من الحديد يبدوا أنها مكان للتهوية أو ما شابه .
كانت خطوات الجنود تقترب من موقعهم لترتعب ليسا تنذرهم بقرب الجنود ، فك ذلك المجهول الحديد بسلاسة ليضعها بهدوء علي الأرض حتي لا تجذب إنتباه الجنود ، ألتفت لهم ليأمرهم بالدخول خلفه من هنا .
أنحني الرجل بجذعه ليولج لداخل ذلك المخرج الصغير للغاية ويزحف للوصول للخارج ، نظر كوك لليسا التي إتبعت الرجل لتحني بجذعها أيضاً وتزحف للداخل ليقوم كوك بالمثل .
كان المكان ضيقً للغاية يكفي أجسادهم الزاحفة ، كان من الجيد أن لا أحد مهم مصاب بضيقٍ للتنفس لكان مختنقً الأن ، خرج الرجل المجهول ليهبط علي الأرض بسلاسة يأخذ أنفاسه بتعب ليساعد ليسا التي تبعته بالنزول ليظهر كوك بعدها وهو يلهث بتعب ليساعداه .
كان ذلك المنفذ قد أخرجهم لزقاقٍ مظلم بخلف الحانه ، كان المكان هنا هادئ علي عكس الغوغاء التي تحدث بالشوارع والحانات والبيوت إن الإقليم بأكمله محاصرٌ الان من قبل الجنود .
"أين سنذهب الأن الجنود يحاصرون جميع المخارج "
قالها كوك بتوتر لمن يراقب الوضع بهدوء
"ما الذي يحدث هنا لما الجنود منتشرين هكذا بأنحاء الإقليم"
قالتها ليسا بذعر تكاد أن تبكي ، أشار لها الرجل بأن تصمت للحظات لتطيعه
"الأمر لا يبشر بالخير بتاتاً يبدوا أن هنالك حالة من الغوغاء بأركان المملكة بأسرها وليس بإقليمنا فقط ، إن الجنود يبحثون عن شئ ما لا اعلم ما هو ولكن لا يجب عليا المماطلة أكثر من ذلك علينا الهرب والتواري بأحد الاماكن الأمنة "
قالها الغريب بجدية لترتسم علامات الخوف علي الثنائي من خلفه ، كان يراقب الطريق حتي أتت ريحٌ قوية أوقعت القلنسوة التي تواري وجهه كما فعلت لليسا .
تأفف الرجل ليشرع بإعادة القلنسوة حتي صرخت ليسا بفزع وهي تنظر لعنقه الذي بات واضحاً
" أنت تملك نقشً علي شكل تنينٍ كما أملك !! "
قالتها ليسا لينظر لها الرجل بصدمة مدوية فحقاً هل هي أيضاً تملك نفس النقش الذي يملكه !!
***
.
.
.
"يتبع"
فصل ثلاثة ألاف كلمة تاني سققولي عشان انا شطوره 😌♥️
أيه رأيكم في الفصل وظهور أثنين كمان من الأجداد 🤭💜💜
الحرب قربت قربت قربت😂😂😂♥️
وانا أخيرا عرفتكم شكل النقش عامل ازاي طبعا أنتوا كده عرفتوا مين هما التنانين السبعه
أستعدوا يا فرساني الأقوياء فيبدوا أن المملكة ستحتاج لنا عما قريب لنحميها ونقف بوجه الأشخاص الذين يريدون تدميرها فالتتجهزوا بأسلحتكم وترتدوا أدرعكم وتشحذوا سيوفكم حتي نتقدم للفصل القادم ♥️♥️💭
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
21/ نَقش دِستُفُوتش المُحَرَم
تحفه يا إمبراطوره نوور
😼😎
Відповісти
2020-08-25 11:08:13
Подобається