"فاقد الأمل لا يعطيه"
"هلاوس"
"آسفة فأنا اريد شخصاً نظيفاً"
"أهواك"
"ذكريات مؤلمة"
"وداع"
"ذبول"
"هروب"
"كم هي قاسية تلك الحياة"
"رد الجميل"
"شرود"
"صِدام"
"خوف"
"لقاء"
"الغريب"
"اسيل"
"احلاهما مر"
"ملاك"
"مواجهة"
"ألم"
"اعتراف"
"أمل"
"برد"
"صداقة"
"النهاية"
"رد الجميل"
آسر.... استيقظ يا صديقي هناك مكالمة في انتظارك!
قالها طه وعلي وجهه ابتسامة يحاول اخفائها.... قام بهزه عدة مرات بعنف لكن آسر لم يحرك ساكنا...

رد آسر بصوت ناعس بعد عدة محاولات قائلا:
_ومن يعرفني غيرك؟ ثم أكمل وهو يكمل نومه: أيا كان المتصل فقل له أن ينتظر الى المساء فأنا سأنام
ثم قام بوضع وسادته على رأسه آملا أن يكتم ذلك صوت طه

لكن للأسف كان صوته لا يزال في اذنه.... سمعه يحدث ذلك المتصل...لكنه لاحظ صوته المرتبك وتأدبه الزائد في الحديث...لذلك استنتج أنها فتاة!! مهلا...هل هي... ملك؟

انتفض آسر من السرير بشكل قد أفزع طه وقام بنزع الهاتف من يديه ووضعه على اذنيه...ليستمع الى صوت رقيق ليس من المعتاد أن يسمعه...كانت لا تزال تكمل كلامها مع طه:
"فقط ابلغه أنني متأسفة جدا لما حدث له من متاعب بسببي...قل له انني أكن له احتراما كبيرا ولن أنسي ذلك الموقف مهما حييت"

ظل يستمع الى تلك الكلمات وهو لا يدري ماذا يقول لها...لم يعتد على تلقي اي نوع من الشكر من اي شخص...لذا لم يقل شيئا حتى انتهت من كلامها! انتظرت ملك قليلا لكنها لم تجد ردا.... لكنها فوجئت بصوت أسر وهو يقول:
اريد توصيلة!

قالت ملك بصوت محرج قليلا:
_أهذا انت يا اسر؟! انا اريد ان اعتذر لك بشدة عن كل ما حدث و...

قاطعها آسر قائلا بصوت هادئ:
_اريد توصيلة!

أجابت ملك وقد هدأت قليلا:
_حسنا... ولكن متي؟! و..وإلى أين؟!

_ليلا...أي موعد! فقط في اليل فأنا لا استيقظ في النهار...ستأخذينني إلى أي مكان آخر يقدم الكوكايين
_حسنا سأنتظرك بالقرب من السكن الجامعي...

_لا فأنا اصبحت اقيم عند صديقي...

ردت ملك بصوت مرتبك يميل إلى الصراخ:
_لماذا؟!!! آسر هل حدث لك شيء آخر؟ انا لا أريد لأحد أن يتضرر بسببي...ارجوك قل لي ماذا حدث!

لقد فضل آسر الكذب عليها على أن يقول لها سبب انتقاله الى هنا...يعلم أن هذا سيصعب عليها الموقف أكثر...قال لها بصوت مرح قليلا:

_أنا هنا فقط لأري أشخاصا جدد...فأنا لم انظر في وجه أحد غير طه منذ وقت طويل

حينها ضحكت ملك ضحكة قد اراحت آسر من اختلاق المزيد من الحجج...
حسنا الليلة سوف انتظرك بالقرب من البنك القريب من الكلية...عند العاشرة مساء
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه آسر حاول أن يخفيها عن طه الذي يقف أمامه مبتسما ابتسامه بلهاء

اكمل حديثه مع ملك قائلا:

_حسنا اتفقنا...سأنتظرك هناك!

قالت بصوت ناعم خفيض:
_سأحضر لك اغنية من تلك الأغاني قديمة الطراز التي تحبها..

زادت الابتسامة الشاردة على وجه آسر ثم قال بهدوء كعادته:
_أتطلع الى ذلك

بالرغم من أن تلك اللحظة كانت من أسعد اللحظات التي مر بها...ولكنه يشعر بالخوف! يخاف من ان يكون ذلك مجرد حلم...أو الأسوأ أن تتطور تلك العلاقة لأكثر من ذلك...فهو غير مستعد لهذا! غير مستعد أن يتقبل نفسه حتى يتقبله شخص آخر بكل خطاياه تلك!

هل أصبح ذلك الشخص فعلا؟! الشخص الذي يري الشوك في الورود! شخص لا يعرف كيف يرتاح او يفرح قليلا!
لا...بل سيذهب اليها...سينظر لها بنظرات الاعجاب علها تبادله نفس النظرة...أو على الأقل لتكن تلك تجربة لكي يخرج من تلك الحالة التي أقحم نفسه فيها

اغلق آسر الخط ليجد طه يحدق فيه فقال آسر ضاحكا:
_اعتقد أنني لم اتعلم من المرة السابقة!

ضحك طه قائلا:
_لا تقلق يا صديقي سيكون كل شيء على ما يرام...أنت لم تستمع لصوتها...لقد كانت قلقة جدا حيال ما حدث لك
_ولكني استمعت الى صوتك انت يا صديقي...لقد كنت على وشك ان تبلل سروالك وأنت تكلمها...

لكمه طه في ذراعه وهو يقول ضاحكا:
_انت تعرفني...لا اجيد الحديث الى النساء وأنا في وعيي

رد آسر وهو يستعد للعودة للنوم مجددا:
_اتسمي ما تفعله مع فتيات الليل وأنت مخدر حديثا؟! هم لا يثيرون مشاعرك بل يخدمون شهواتك من أجل المال!!
لا يعلم ماذا حدث ولماذا يكلم طه بذلك الأسلوب الحاد! هل هذا بسبب نقص الكوكايين عنده أم ماذا؟

صمت طه قليلا ثم نظر الى آسر قائلا بصوت غريب يميل إلى الجدية:
_كان بوسعي أن اعيش حياة طبيعية لولا ذلك المخدر الذي يجري في عروقي...كان يمكن أن التقي بفتاة تحبني...
وأعرف ما الذي تعنيه بالحديث...كان بوسعنا يا صديقي...حياة عادية حيث كل هموم الشباب هي أن يتخرجوا ويجدوا عملا بأجور مجزية كي يستطيعون التقدم لمن يحبون رافعين الرأس...وأولئك من يصلون إلى ذلك...يشعرون بالفخر! فهم أنجزوا من لم يستطع الكثير منهم إنجازه!!

لا يشغلون نفسهم كم من المخدر سوف يحصلون عليه مقابل المال الذي لديهم...بل يدخرونها لمستقبل أفضل...أما نحن فلا يهمنا المستقبل...في كل مرة نذهب لذلك المكان النجس لا نفكر فيما سيحدث لنا بعدها...فقط نريد التخلص من ذلك الهاجس الذي نصوره لأنفسنا...اصوات صراخ بداخلنا نريد أن نكتمها...نريد أن نخدرها فنخدر جسدا بأكمله...نخدر روحا كانت تأمل أن تكون أفضل من ذلك...

ارتفعت نبرة صوت طه تدريجيا لتتحول من النبرة الحادة إلى الصراخ المدوي
أصبح يتكلم بحرقة على ما ضيعه من حياته...صمت قليلا ثم قال بصوت يحاول أن يجعله هادئا:
_لقد سئمت من ذلك يا صديقي!!

كان آسر يستمع إلى ذلك الكلام صامتا...تعابير وجهه باردة ولكن قلبه يتألم كثيرا لسماعه تلك الكلمات... يعلم أن ذلك غير طبيعي وأنه من تأثير نقص المخدر.... ولكن صديقه ينتظر منه القليل من تلك الكلمات المليئة بالأمل...لكن للأسف لا يعرف ماذا يقول!

لقد سئم من تلك الكلمات المعسولة...ابتسم آسر ابتسامة تحوي الكثير من الألم وقال مستفزا إياه:
إن كنت قد سئمت فعلا مما نفعله...فلمَ لا تتوقف! أليس هذا سهلا؟ لم لا تتوقف عن ذلك فقط!
انتظر آسر الجواب من طه لكنه لم ينطق بكلمة. قال آسر ساخرا:
هذا ما توقعته...لأنك ضعيف!

نظر طه إليه مصدوما مما يقول! قال وهو ينظر باستنكار إلى آثار الإبر التي تغطي جسد آسر بالكامل:
_لست الضعيف الوحيد هنا...حاول أن تنظر إلى نفسك قليلا...أنت تأخذ ضعف الجرعة التي آخذها من الكوكايين كي تستطيع أن تتمالك نفسك مجددا!

كان كلاهما يعلم أن كل ما يهذيان به الآن من أثر نقص االمخدر في جسدهم...ولكن لا بأس...فهم لم يقولوا سوي الحقيقة!
صاح طه بصوت أعلي وهو يقول:
_انت اسوء مني بكثير...انت نكرة! تتظاهر بأنك لا تعلم لماذا تركتك تلك الفتاة لكنك تعلم...تعلم أنك ستكون الطرف الخاسر بين أي مقارنة مع غيرك

لا أحد يريد شخصا مثلك في حياته! على الأقل انا أريد أن اكون طاهرا...انت حتى لا تريد ذلك!
لم يستطع آسر أن يتمالك نفسه...أصبح بالكاد يتحمل سماع صوته! لا يمكنه كبت شعوره أكثر من ذلك لاسيما أن نبضات قلبه أصبحت غير منتظمة والعرق أصبح يخرج من كل جزء في جسده...عينه الحمراء لا تري سوي نفسه وهي تسدد ضربة قوية على وجه طه لتجعله يصمت!! لا يريد سماع ذلك الصوت ثانية...انهال علي طه وأوقعه أرضا كي يصمت لكنه لا يزال يذكره بتلك الكلمات اللاذعة...

يصرخ في وجهه أن يتوقف والدموع تتساقط على وجهه...لم يدري بنفسه سوى وشخص يحاول بكل قوته أن يدفعه عن طه...لقد كان عبد القادر...جاء مسرعا بعد أن سمع تلك الصرخات من الغرفة...

أبعده عن طه قدر المستطاع وهو لا يزال يصرخ قائلا:
_قل له أن يصمت!! لا أستطيع أن أتحمل كل هذا...للحظة أفاق وهو يشعر بماء بارد ينسكب عليه...قد ساعده ذلك على استعادة اعصابه قليلا...

استند على حائط الغرفة يحاول أن يهدئ نفسه...نظر الى طه ونظرات الكره تملأ عينيه...الآن قد فقد صديقه الوحيد أيضا!! سحقا لذلك هو لم يعد يتحمل هذا...ذلك الصداع الرهيب والألم في بطنه الغير محتمل...

جسده المتعرق وأعصابه المرتجفة! كل هذا بسبب بعض الوقت دون ذلك المخدر اللعين!! كم يمقت نفسه بشدة...كم يمقت جسده المريض وإرادته الضعيفة!! اندفع إلى باب الشقة وقام بفتحه ليخرج من هنا.... لا يعلم إلى أين سيذهب....
ولكنه يريد فقط أن يهرب


© Mohamed Hassan,
книга «"ألف ميل"».
Коментарі