"فاقد الأمل لا يعطيه"
"هلاوس"
"آسفة فأنا اريد شخصاً نظيفاً"
"أهواك"
"ذكريات مؤلمة"
"وداع"
"ذبول"
"هروب"
"كم هي قاسية تلك الحياة"
"رد الجميل"
"شرود"
"صِدام"
"خوف"
"لقاء"
"الغريب"
"اسيل"
"احلاهما مر"
"ملاك"
"مواجهة"
"ألم"
"اعتراف"
"أمل"
"برد"
"صداقة"
"النهاية"
"ألم"
فتح آسر عينيه بتعب يشعر بألم فظيع في مؤخرة رأسه....
لكن رغم فتحه لعيناه إلا أنه لا يزال لا يرى شيئا...كأن هناك غطاء على عينه!! رائحة صدأ الحديد تفوح من كلتا ذراعيه...لا يتذكر شيئا من البارحة سوى انه ذهب الى تلك الحانة
برد!! برد شديد يجتاح جسده بالكامل...لا يشعر بقدميه أنها تلامس الأرض...كأنه معلق من ذراعيه بسلاسل من حديد.. يستطيع الشعور بكل هذا لكنه لا يستطيع أن يجزم.... لأنه لا يمكنه الرؤية الى الآن
صوت خطوات تحوم حوله.... سكنت هذه الخطوات فجأة ليسمع صوت شيء معدني...وكأن هذا الشخص يفك حزام بنطاله
قبل ان يسأل آسر نفسه السؤال المعهود..."أين أنا؟!" كان قد حصل على الإجابة مسبقا...فقد رُفعت تلك الغمامة من على عينيه...غرفة صغيرة بها ضوء خافت...لم يستطع آسر أن يتفحص بقية الغرفة بسبب ذلك الخنزير الذي أمامه...نعم لقد تذكر الآن!! انه ذلك اللعين الذي أخذه البارحة... لكن هذه ايضا لم تكن اول مقابلة بينهما...انه يعرف ذلك الوجه جيدا...ذلك الشخص الذي هاجم ملك في الحانة
عندما استجمع آسر الصورة في عقله قام بعدة محاولات فاشلة للإفلات من تلك القيود...وسط ضحكات عالية من ذلك الأحمق المتلذذ بما يراه الآن...قال بضحك هستيري صاخب:
_لم أكن أتوقع ان اراك بعيني مجددا أيها الفأر الوضيع بعد أن سرقت مني عاهرتي!! لقد كان هذا اليوم يوم سعدي!
ثم اعتصر ذلك الحزام بين يديه قائلا في استمتاع حقيقي:
_هيا لنلهو قليلا
وانهمر على وجهه بقبضته تخترق عظام وجه آسر وعدة لكمات أُخرى في أجزاء متفرقة ليسيل الدم من جميع انحاء جسده ...كتم صراخه وآلامه بداخله لكيلا يعطي ذلك الخنزير ما يريد...
قال آسر بصوت لا يخلو من الضحك وملامح جامدة قد جاهد في تصنعها مستهزئا مما يفعل:
_أنت ضعيف! قيدتني بتلك القيود الحديدية لأنك تعلم تماما ما سأفعله بك لو كانت يداي حرتان...أم أنك نسيت ذلك اليوم؟!
ابتسم ليخرج الدم من بين أسنانه مكملا:
لابد أنه كان يطاردك في أحلامك! وأنا اسقطك أرضا وأهشم وجهك الغبي ذاك
قد جن جنون ذلك الشخص بعد أن سمع منه ذلك الكلام وأنهال عليه بالضرب مجددا...وهو يصرخ فيه:
_أنت لا تعلم شيئا...تلك الفتاة التي ترتمي في احضانك كانت في الأصل لي...لي وحدي. أفعل بها ما أشاء
لأني أمتلك لها العديد من الصور وهي بين ذراعاي مستسلمة...والآن ابتزها بتلك الصور لكي تفعل لي ما تشاء خوفا على سمعتها الثمينة...لكنها في الأصل..."عاهرة"
ابتسم آسر له رغم آلام جسده التي لا تطاق وقال:
_لا أكترث...لازلت أراها ملاكا! فهي لم تظهر لي إلا كل شيء طيب...كل شيء قد افتقدته من جميع من اختفوا من حولي...عائلتي...اصحابي...حتى حب حياتي قد عوضتني عنه...
ثم صرخ في وجهه ليتلطخ وجه ذلك المعتوه:
أنا لا أراها مجرد قطعة من اللحم كما تراها أيها المريض...أشفق عليك لأنك لن تستطيع فهم ما أقوله لك...فهذه الأشياء صعبة الفهم على امثالك!!
تركه وقام بإفراغ العديد من اقراص منشط رخيص في يده وبلعهم مرة واحدة ليكمل تعذيبه لآسر دون شفقة وابتسامته المريضة تزداد أكثر وأكثر
انت ملكي اليوم سأفعل بك ما اشاء...سيكون حظك سيئا ان مت قبل أن أنتهي
قام بجلب كماشة صغيرة واقترب من آسر...أقترب من يديه ناظرا الى وجه آسر الذي بدا عليه الرعب ثم قال مبتسما:
_لا تقلق ي صديقي لن اقطعها
وخلع ببرود ضفر اصبعه الأصغر...ليصرخ آسر ويتلوى جسده من الألم والدموع تتساقط من عينيه...ألم غير محتمل...لم يستطع آسر كتمه أو إخفاء تعابير وجهه!! دم غزير يتساقط من إصبعه الأصغر...لكن ذلك اللعين لم يكتفي بعد .... قام بالإمساك بالإصبع الآخر ليبصق آسر في وجهه بغل شديد... كانت هذه المرة الأخيرة التي استطاع فيها التحكم بأعصاب فمه... بعدها فقد القدرة على الحراك وبُح صوته من كثرة الصراخ من شدة الألم! كان جسده يرتجف بشدة... مستسلما لا يقدر على تحريك عقلة واحدة من اصبعه... يهذي بكلام غير مفهوم غارقا في دمائه لكن ذلك المريض الذي يستمتع بتعذيبه لم يكتفي بذلك! قام بتسخين ملعقة في النار وإلصاقها في بطنه واجزاء اخري من جسده.... ما هذا الذي يحدث؟! هل حقا يشم رائحة جلده المحترق
هل حقا هناك بشر بتلك الدرجة من السادية والبغض إنه ليس بشريا!! علي الأقل كان يتمتع بالقليل من الإنسانية قبل أن يتعاطى ذلك الشريط المليء بالأقراص المخدرة
بعدها أصبح حيوانا دمويا يفتك بأي شيء يقابله!
لم يعد يشعر بشيء بعد ثالث ظفر قد اقتلعه ذلك الوحش... لا يستطيع سماعه لكنه يستطيع رؤيته وهو يشير إلى ندبة صغيرة لا تُذكر في وجهه القبيح
فقط كان يريد أن يسأل.. لماذا كل هذا؟! هل لأنه ساعد فتاة بريئة من وحش دموي مثله؟! ألم يفعل الصواب في ذلك اليوم! وإن فعل فلماذا دائما يتلقى بعد فعل الصواب عدة نكبات وإيذاء سواء أكان نفسيا أو جسديا! لماذا لم يعاقب على فعل الخطايا والأفعال السيئة! كما يعاقب الآن على فعل الشيء الوحيد الصائب في حياته!
وانتهي الألم! او انه لم يعد يشعر كليا بشيء... أفقده الدم الذي سال منه الإحساس بالواقع حوله
قام ذلك الحقير بلف الغمامة حول عينيه مجددا وجلس يرتاح قليلا مما فعله...هو الآن يحمل ويرمي في صندوق... برد قارص... حتى نور الشمس الذي كان يخترق تلك الغمامة قد اختفي الآن... لا يعلم حتى هل غربت الشمس أم ذلك الصندوق قد اغلق عليه!
لا يعلم اين هو لكنه مرمي في ارض زراعية بجانب الطريق...
يكاد يستطيع سماع صوت السيارات التي تمر حوله!
وأخيرا... فقد الوعي! كان يتمني ذلك من كل قلبه... لا يريد أن يستيقظ مجددا في هذا العالم القاسي... يريد فقط اغماض عينه وعدم فتحها ثانية...

© Mohamed Hassan,
книга «"ألف ميل"».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
Nada
"ألم"
أين البارت "-"
Відповісти
2020-11-07 18:50:55
Подобається