"فاقد الأمل لا يعطيه"
"هلاوس"
"آسفة فأنا اريد شخصاً نظيفاً"
"أهواك"
"ذكريات مؤلمة"
"وداع"
"ذبول"
"هروب"
"كم هي قاسية تلك الحياة"
"رد الجميل"
"شرود"
"صِدام"
"خوف"
"لقاء"
"الغريب"
"اسيل"
"احلاهما مر"
"ملاك"
"مواجهة"
"ألم"
"اعتراف"
"أمل"
"برد"
"صداقة"
"النهاية"
"وداع"
شرد آسر بخياله طوال الليل فيما فعله في الست سنوات الأخيرة...كيف تحول الى الأسوأ بهذه السرعة!
خاطر بنفسه من أجل علاج مؤقت لحالته تلك! ليته حتى سيعالج الصرع نهائيا بذلك المخدر...لكنه كما قال علاج مؤقت... أفضل من تلك الأدوية الموجودة في السوق...حتى انه لا يعالج...انه فقط يؤجل الألم قليلا...

لذا هذا كان دافعه القديم لتعاطي الكوكايين...كان يريد أن يشعر فقط بأنه انسان طبيعي لبعض الوقت! ليته على الأقل نال ما كان يتمنى

بل أصبح هزيلا شاحب اللون...لم يأبه لنصائح طه في أخذ جرعة أقل وعدم حقنها بوريده...لم يستمع الى كلامه...حتما يريد الموت...لكن الموت سيكون بطيئا قاسيا


****


ما كان على طه أن يأخذ ذلك الكم من المخدر الليلة...لكنه يمر بوقت عسير الآن...ليت كل مشاكله عن ترك حبيبته له...على الأقل تلك المشكلة لها حل...أما مشكلته ف "لا"

قريبا ستظهر آثار المشكلة عليه...لن يستطيع أن يخفي على صديقه أكثر من ذلك...ذلك الشيء يحطم كل شيء داخله...لكنه لا يزال قادرا على المقاومة...لم يحن وقت إخبار آسر بعد...لكنه يعد نفسه أنه سيخبره...لعلها تكون آخر اعترافاته!
كان طه يتظاهر بالنوم لوقت طويل...لا يريد أن يتكلم في شيء الآن...فقط يريد الصمت وتخيل مستقبله الذي أصبح على المحك الآن!

يسرح بخياله عن حياته التي فرط فيها بيده وجعلها تنتهي سريعا...سيخرج من تلك الدنيا دون اي شيء يذكر...لا يملك سوي السيرة السيئة...بلا حتى حب حقيقي! فقط يشبع رغباته بفتيات الليل مع بعض من الكوكايين
أما آسر فقد كان ينتهز فرصة نوم طه في البكاء...لا يريد اظهار ضعفه له...

لا يريد الاعتراف بأن حبه اللعين قد ضيعه...بداخلهما اسرار لا يريدون البوح بها لأحد...لكن آثارها تظهر على وجهيهما بقوة
نظر آسر طويلا إلى يمينه حيث ينام طه ثم بدأ في التكلم ناظرا إلى سقف الغرفة المغطى بالإسمنت:
_اين عائلتي؟

صمت آسر ولكنه لم يجد ردا من طه فأكمل والدموع تظهر في عينيه:
_أهذه هي النهاية؟!
ألم تعد لي عائلة تسأل عن أحوالي؟!
ألم يتألموا لفراقي كما أتألم الآن؟!

ظل آسر يردد تلك الأسئلة المؤلمة وهو يتذكر آخر خطاب له مع والده!
كان ينظر له نظرة فقدان الأمل...نظرة الحسرة على ما يراه أمامه...ضربه على وجهه بقسوة أمام ذلك الحشد من الناس...نظر له بألم شديد بعين حمراء تملؤها الدموع قائلا
"ولدي قد مات"

كان ذلك في إحدى سراديب الحانات القريبة من منزل آسر القديم
سحبه والده بقسوة وعنف من الحانة وهو تحت تأثير المخدر...لم يكن في كامل وعيه...لكنه كان يعلم أنه فقد في ذلك اليوم شيئا لن يستطيع ان يسترده مجددا
طرحه والده على ارضية المنزل ولطمه ثانية أمام والدته التي أتت بسرعة غير مصدقة ما تراه عينيها...تحاول تهدئة والده وفهم الموقف

لكنها بعد إمعان النظر في وجه آسر فهمت كل شيء
لقد كان تأثير المخدر ظاهرا على جسد آسر ابتداء من آثار الإبر التي تحاوط ذراعه حتى هذيان عقله وثقل لسانه...
لم يكن لدي آسر شيء ليقوله...لم يعطه والده فرصة لتبرير أي شيء! حتى وإن أعطاه فرصة للكلام فإن تبريره لما حدث بأي عبارات كاذبة سيزيد من الطين بلة

امسك والد آسر بيده وسحبه بعنف ليقف مجددا غير قادر على المشي...أدخله غرفته رغما عنه وقام برمي كل متعلقاته على الأرض...وآسر لا يفتح فمه...كل أمله أن تؤثر دموعه الغزيرة ووجهه الذي تحول للون الأزرق من تأثير الضرب واللطم في قلب والده الذي تحجر فجأة!

لكن ما من جدوى...جعله يلملم أغراضه بسرعة من على الأرض ويترك الأشياء المكسورة مثل هاتفه وساعته
طرده من البيت في الليل وقال له أن يكمل معيشته في تلك الحانات والحواري القذرة التي ينتمي إليها...وأن يسافر إلى المنصورة ليبيت في السكن الجامعي لأنه لم يعد فردا من تلك العائلة بعد الآن...
شريط ذكرياته يمر ودموع آسر واصوات نحيبه تزداد أكثر وأكثر

لا ينكر انه اخذ من مرضه حجه لنزواته ورغباته...لكنه يبقي مريضا...كان يجب ان يعاقب لكن ذلك العقاب قد طال وأصبح قاسيا لدرجة كبيرة

نام على جانبه الأيسر وحاول بقدر الإمكان ان يكتم صوت بكائه...لكنه لا يستطيع...هذه الذكريات حمل كبير عليه...حتى انه لا يجد في حاضره ما يعوضه عن الماضي...

أغمض عينيه بقوة يحاول تشتيت تلك الهالة من الذكريات وضم قدمه إلى صدره كالجنين في بطن أمه...فقط يريد شخصا بجانبه يكذب عليه ويقول ان الأمر على ما يرام!

لكن طه لا يمكنه ان يكون ذلك الشخص...هو ايضا يحتفظ ببعض الآلام في جسده وعقله...لذا قرر عدم الحديث...عسى ان يكون ذلك خيرا الإثنين...

مضي طه الليل بطوله قلقا من ذلك الشيء في جسده...عليه ان يتوقف عن تعاطي ذلك المخدر إلى الأبد! على الأقل يمكن لذلك ان يمد من فترة حياته التي اصبحت على المحك الآن..

يتذكر هو الآخر عائلته وكيف أنه لا يزال يوهمهم أنه في كلية تجارة في قسم خاص يحتاج الى تكاليف اضافية ومال أكثر...عائلة طه ميسورة الحال...

لم يهتموا بتفاصيل ذلك القسم ولا بحقيقة انه موجود ام لا...هم فقط يريدونه ان يكون سعيدا في ظل غيابهم الدائم وسفرهم الذي يمتد لسنوات! لكن طه قد اختار طريقا آخر يجد فيه السعادة...اختار ذلك الطريق رغم علمه بخطورته...ولكنه كان يبحث عن المتعة! وها هو الآن يجني ثمار متعته تلك...

هو الآن نادم على ما فعله...لكن بعد فوات الأوان!

© Mohamed Hassan,
книга «"ألف ميل"».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (2)
Perrie Sivan
"وداع"
عاش يفنان
Відповісти
2020-07-23 16:27:14
Подобається
Perrie Sivan
"وداع"
تقريباً الايد الي بتسقف تحت دي زي الفاوت وكده
Відповісти
2020-07-23 16:27:30
Подобається