Chapter Eight
أكثر مما ينبغي "
كثير مني يحتاجك و كثير منك يستسلم لي .
في اليوم الذي يليه ، كانت إيرين في المنزل وحدها فسيهون لم يعد منذ الأمس بعد ، كانت تحترق في مكانها قلقاً عليها ، لا تراودها سوى الأفكار السوادء ، ربما تورط مجدداً ، ربما كُشف سِره ، ربما تانيا قبضت عليه ، الكثير و الكثير من الخيارات التي جعلتها تبكي في نهاية المطاف لشدة قلقها عليه ، في طليعة الظهيرة ؛ رُن جرس المنزل فذهبت لتكتشف من هو زائرها و كلها أمل أن يكون زوجها .
فتحت الباب و إبتسامة مُنعشة ترفع شفتيها أملاً بأن يكون سيهون هو الطارق ، سُرعان ما همدت تلك الإبتسامة عندما وجدت رجال من الشرطة لا يستاهن بعددهم يقفون أمام الباب ، نظرت إلى الذي يتقدمهم و عقدت حاجبيها مستفهمة ليتحدث بعدما أظهر لها شارته .
تاو : أنا المحقق زي تاو من الشرطة ، معنا أمر من المسؤول لجلب السيد كيم سيول ، إن كان هنا فأرجو أن تطلبيه و إلا دخلنا و فتشنا عليه .
نظرت إلى المحقق أمامها تقضب حاجبيها لتقول .
إيرين : لكنه ليس هنا .
تقدم تاو قائلاً بصلابة .
تاو : افسحي لنا من فضلك لنتأكد بأنفسنا .
وقفت بطريقة و احتجت بقوة قائلة .
إيرين : قلت لك ليس هنا ، إنه لم يعد منذ الأمس ، لماذا معكم هذا الأمر ؟ ماذا فعل زوجي ؟
قال تاو بإختصار مُجحف .
تاو : لا نستطيع قول الأسباب .
إلتفت تاو و أمر رجال الشرطة بصعود السيارات مجدداً و قبل أن يبتعد أوقفته قائلة .
إيرين : عذراً أيها المحقق ، من المسؤول الذي أمر بجلبه ؟
إلتفت إليها مجدداً و أجابها .
تاو : رئيسة مكتب التحقيق بارك تانيا .
شهقت هي و وضعت يدها على فمها ليعقد تاو حاجبيه ، أيعقل أنها تعرف بعلاقة سيهون و تانيا و كل ما حدث بينهما ؟ لذلك هي قلقة بشأن سيهون ، أخفضت هي يدها بتوتر و قد رأت علامات الإستفهام تتقافز في عيني تاو ، كادت أن تفضح نفسها أمامه دون إدراك ، إلتفت تاو و غادر برجاله لتدخل هي و تغلق الباب .
إستندت على الباب تفكر بأمر سيهون ، تانيا بالأمر إذن هي كشفته ، ربما كشفت أنه اوه سيهون و ليس كيم سيول ، هذا يعني أنه سيزج بالسجن و ربما ينتهي الأمر بإعدامه فملفه لدى الشرطة لا يُرى في عتمة الليل لكثرة سواده .
تناولت هاتفها من جيبها لترفعه بأصابع مرتجفة و هاتفت سيهون ، مغلق ، مغلق ، مغلق مهما حاولت ، تنهدت و هي على حافة البكاء لكثرة قلقها عليه ، ربما أمسك به الشرطة حيث هو أو أن شيء سيء قد حدث له .
................................................
في مكان آخر حيث مكاتب التحقيق ، كانت تانيا واقفة و ترتكز على حافة طاولة جهاز الحاسوب بيديها تنظر إلى الشاشة ، همست بشرود بينما تراقب الشاشة .
تانيا : لقد أغلق هاتفه ، ذكي كما أعرفه .
ربتت على كتف التقني ثم إنسحبت إلى مكتبها ، دخلت ليتبعها تاو ، جلست خلف كرسيها ليقول هو برسمية .
تاو : سيدتي ؛ لقد ذهبنا إلى منزل المتهم لكننا لم نجده .
اومأت لتاو ثم همست .
تانيا : أظنه يعلم بما أفكر به .
عقد تاو حاجبيه و جلس على الكرسي أمام مكتبها ليقول .
تاو : كيف سيعرف ؟
نظرت إلى تاو بعينين مائلة بحزن و إبتسامة منكسرة لتهمس مبررة .
تانيا : كل أوراقي مكشوفة لديه ، إنه يعرف تفاصيلي تاو .
أومئ لها تاو ثم تنهد ليقول .
تاو : إذن دعينا نعمل على أوراقي أنا .
تبسمت هي نصف إبتسامة صفراء ذابلة ثم همست .
تانيا : إنه داهية يا تاو ، لن نقدر عليه !
نظر لها تاو بعينين متذمرة لتصغيرها من شأن قدراته يقول بإلحاح .
تاو : ثقي بي !
تنهدت هي بإستسلام لرغبته فلا ضير من المحاولة ثم أومأت قائلة .
تانيا : ماذا سنفعل إذن ؟
تبسم تاو بشفتيه إبتسامة جانبية ثم همس .
تاو : سأقوم بما علينا فعله ، سنضع الفهد في القفص !
.............................
أما الفهد فكان في عرينه يحبك خططه ، كان يبتسم بشر و الحياة في عينيه مطفأة ، في عرينه هذا يستيقظ فيه الشر و روح الإجرام .
كان يجلس خلف مكتبه و يفكر ، الأبرة التي حقنها فيها ستؤخذ مفعولها قريباً لذا عليه أن يكون مستعداً لذلك ، نهض من على كرسيه و خرج من هذا المستودع ، صعد سيارته و انطلق ، لقد إشتاق للمغامرات و القتال فلا ضرر من المجازفة للشعور بالحماس .
إنطلق عائداً إلى منزله الذي يجمعه بزوجته إيرين ، تنهد بينما يفكر بها ، هي بالتأكيد قلقة و خائفة عليه كثيراً ، بالتأكيد إتصلت العديد من المرات لكنه قد أغلق هاتفه تحسباً من تعقبه ، فبالتأكيد تلك التي يخلص لها رغم أنه ينتقم منها ستتبعه و هو أذكى من أن توقعه في مصيدتها بهذه السهولة .
وصل إلى منزل فترجل من سيارته و دخل إلى المنزل ، حالما فتح الباب و ولج شعر بجسدها الصغير يعانقه بقوة و صوت بكائها يرن بأذنه ، تنهد هو بأسف ثم رفع ذراعيه ليضمها بلطف إليه ، همست و هي تدس نفسها في زنديه .
إيرين : ظننتُ أن مكروهاً قد أصابك ، هاتفك مقفل و لم تعد من الأمس ، لماذا ؟
همس و هو يسمح على ظهرها بلطف يقول .
سيهون : أنا أسف إيرين ، لقد كان علي بعض الأمور وجب علي حلها لذا لم آتي بالأمس و لم أدرك أن هاتفي مغلق .
رفعت رأسها عن كتفه ليبتسم بخفة و يمسح بإبهاميه الدموع عن وجنتيها بينما يتمتم معتذراً لها ، قالت هي بينما تنظر في عينيه القاسية مع الجميع ، الحنون معها فقط .
إيرين : لقد جائت الشرطة بحثاً عنك ، ماذا هناك سيهون ؟ لماذا أتوا ؟ ماذا فعلت ؟
أومئ لها و قال ببساطة و كأنه لا يهتم أنه مطلوب و الشرطة تبحث عنه ، هو بالفعل لا يهتم ، أنه مطلوب دولياً لن يخاف من مركز شرطة واحد .
سيهون : لا تقلقي بشأني ، لن يعودوا بحثاً عني مجدداً .
إستنكرت ببصيص من السعادة و هي تتمسك بمعصميه المسندين على كتفيها .
إيرين : حقاً يا سيهون ؟ لن يعودوا بحثاً عنك مجدداً ؟
أومئ لها ثم بأناملها داعب شعرها ، دخل إلى المنزل باسم الشفتين ثم أخرج هاتفه ، أعاد تشغيله و وضعه على المنضدة ، فليتعقبوه الآن على راحتهم .
هي تبعته حتى وقفت خلفه ثم قالت بتردد ، تود أن لا تكون إجابته ما في بالها ، ترجو أن يكون قد حافظ على وعده معها .
إيرين : أنت توقفت عن الأعمال الغير شرعية ؟ أليس كذلك ؟
رفع بصره ليحدق أمامه بقوة و حقد ، ما كان عليها أن تسأله بهذا الشأن أبداً .
صمت و لم يجيبها على سؤالها لكنها كانت مصرة على أن تنال إجابة فزلفت إليه أكثر ثم وضعت كفيها على كتفيه من دُبر تلح عليه بالإجابة .
إيرين : أجبني يا سيهون لا تتهرب مني ، أنت وعدتني أنك ستتوقف عن كل شيء من شأنه أن يورطك .
تنهد هو ثم قال بصوت بارد بدلالة يخبرها فيها أن لا تتدخل بهذا الشأن .
سيهون : ليس كما تظنين ، توقفت عمّا وعدتكِ عن التوقف عنه .
نفثت أنفاسها بقهر ثم قالت و غمامة من الخيبة تحفها .
إيرين : تريد أن تنتقم منها ، هذا لم يكن إتفاقنا ، أنت تكذب علي .
تنهد هو بعصبية شديدة و أغمض عينيه يكظم غيظه ، أكثر ما يكرهه هو الكذب و الأدهى أن يُنسب إليه تهمة ، صرخت هي فيه غاضبة تحدثه بلهجة قوية ، فلا هو يتكلم و لا يستجيب .
إيرين : لماذا أنت صامت بحق الله تكلم ! ماذا تريد بعد ؟ لقد سُلبت هويتك و لو كُشِف أمرك سُتسلب روحك أيضاً ، لِمَ أنت مستهتر هكذا ؟!
إلتفت إليها بخفة الفهد و سرعته و في عينيه نظرة خطيرة يدحجها بها ، عيناه جاحظة و قد إحمرت غضباً ، فكه قد برز و تقاسيم وجهه توحشت ، شهقت هي خوفاً منه و تراجعت خطوة للخلف خائفة ، يبدو أنها نست أن الذي فيه مجرم خطير لا يموت ، شحذ على أسنانه بقوة ثم همس يحذرها بخطورة .
سيهون : لا ترفعي صوتكِ علي مجدداً !
نظرت إليه بخوف و إرتباك و قد وضعت يدها قلبها الذي نبض بعنف خوفاً من سنحته المشتعلة شراً و غضباً ثم همست و الحروف في فمها تتبعثر أمام هيبة شره .
أيرين : أنا أسفة سيهون ، لم أقصد الصراخ في وجهك ، لقد إنفعلت ، أنا أسفة مجدداً .
حدق فيها بهذه النظرة لوهلة جعلتها ترتبك أكثر و فمها يجف ، أشاحت ببصرها عنه ثم أخذت ترمش بعينيها كثيراً بتوتر لتقول .
أيرين : لا تنظر إلي هكذا من فضلك ، أنا خائفة منك الآن !
توغلت نبرتها الخائفة إلى أذنه فتنهد و أغمض عينيه يحك إستقامة أنفه ليهدأ ، هي لا شأن لها بما هو عليه و ما كان عليه ، هي خائفة عليه و هذا حقها ، ربما تخطت حدود الإحترام في نبرتها إلا أن ذلك كان زجراً لمصلحته و عافيته ، فتح عينيه لينظر لها ، كانت قد فرت من بين رموشها دمعة مرتعبة فاقترب منها سريعاً و حضن وجهها ليمسح تلك الدمعة بإبهامه .
نظرت هي إليه ببلورتين زجاجتين مبلولتين دمعاً فتنهد مجدداً ثم ضمها إلى صدرها و قال بنبرة دافئة .
سيهون : أنا أسف عمّا بدر مني ، آسف لأنني أخفتكِ مني ، لا تخافي مني .
تمسكت بقميصه في أصابعها و ركنت رأسها على صدرها بينما تغمض عينيها ثم قالت .
أيرين : لا تغضب مني هكذا مجدداً ، أريد أن تبقى دفئي الذي لا يبرد أبداً .
مسح على شعرها و ضمها إلى صدره أكثر و بلطف ثم قبل رأسها و بعد ثوانٍ إبتعد ليقول بإبتسامة دافئة .
سيهون : والدك أتصل بي في الصباح و طلب مني أن أمر عليه من أجل مشكلة في بئر الماء في حقله لذا سأمر عليه ثم أعود ، حسناً ؟
أومأت له بإبتسامة ليقبل وجنتها فنشزت بكتفها تأثراً ثم غادر و هو لا يعلم أنه ترك خلفه قلب ينبض بصخب حباً فيه .
ذهب إلى حقل السيد باي والد إيرين و ولاه السيد بأمر عُطل في بئر الماء ثم غادر إلى منزله بعد أن أصر سيهون على أن يفعل الأمر وحده ، كل شيء يسير كما خطط له و بالحذافير الدقيقة الصحيحة ، بقي أن تقترب فقط و ينفذ ما عليه فعله .
حقل السيد باي يقع قرب شارع يخلو من الحياة و بعيداً جداً عن منزله ، من هنا ستمر سيارات الشرطة عندما يلتقطون إشارة هاتفه الذي تركه في المنزل ، أتى بإحدى الكلاب الحارسة في الحقل و تجول فيه قليلاً و قد جهز لكل شيء مسبقاً .
رفع رأسه ينظر إلى بداية الشارع من حيث صوت سيارتي الشرطة ، كما توقع إحدى السيارتين سوداء ذا إشارة شرطة و الأخرى من مركز الشرطة أي أنها في السيارة السوداء ، كما قالت هي ، كل صفحاتها مكشوفة لديه ، في الهجوم الأول لا تتدخل في الثاني تفعل .
حالما إقتربت السيارتين و كشفت البئر رمى هو بالكلب الذي بصحبته في البئر و هو يختبئ خلف بناء البئر فتوقفت السيارتين سريعاً ، تستطيع أن تقتل البشر لكنها لا تتحمل رؤية حيوان يتأذى .
كما يعلم مسبقاً أوقفت السيارة و نزلت منها سريعاً لإنقاذ الكلب و قبل أن تصل البئر أغمى عليها و وقعت أرضاً .
تبسم سيهون بطرف شفتيه بينما ينظر لها خفية ، لقد قامت الأبرة بمفعولها ، نظر إلى منزل حارس المزرعة الصغير الذي يحويه و عائلته ثم أشار له ليقوم بخطوته ، خرجت من المنزل إمرأة كبيرة و تقدمت إلى تانيا المرمية أرضاً و بما أن تانيا تأخرت على رجال الشرطة في السيارتين ، خرج رجل شرطة يستطلع الأمر ، أخبرته السيدة عندما هرع إلى تانيا المرمية أرضاً .
" لا تقلق يا بني ، يبدو أنها شعرت بالدوار ، ستكون بخير ، إن أردت اذهبوا إلى عملكم و في طريق عودتكم تعالوا إليها "
نظر الشرطي إلى سيدته بتردد و لكنه في النهاية أومئ و عاد إلى سيارة الشرطة ، إنطلقت السيارتين بعد ثوان وقتها خرج سيهون من حيث يتخفى و أقام عوده لينظر إلى تانيا التي تنام بحجر السيدة بإستعلاء .
رفع حبل البئر ليخرج الكلب الذي رماه بالدلو ، أخرجه و بعثر فروه الكثيف ليركض الكلب بعيداً ، أقترب إلى تانيا ثم حملها على يديه ليقول للسيدة .
سيهون : تعلمين ما عليكِ فعله بعد ذلك .
أومئت السيدة لتقول .
" نعم سيدي "
همس سيهون قبل أن يمتطي قدميه بعيداً .
سيهون : حصتكِ مع زوجكِ .
أخذ تانيا و ابتعد فيها ، وضعها في الكرسي الخلفي بسيارته ثم صعد و انطلق ، أخذها حيث يخبئ كل شيء مثلها - مشبوه - في مخزن للمعدات الثقيلة خلف مزرعته ببعد مائة متر .
أخرجها من سيارته يحملها على ذراعيه مجدداً ثم دخل بها إلى المخزن و أغلق أنواره لكي لا يُكشف لأحد إن مر رغم صعوبة ذلك ، وضعها على كرسي خشبي و ربطها به ثم جلب كرسي آخر و وضعه مقابها ثم جلس عليه ، أخذ ينظر لها ينتظر أن تستيقظ و في قلبه شوكة تنغزه .
هذه المرأة التي يقيدها أمامه هي نفسها المرأة التي يقدسها قلبه ، تلك كانت على عرشه ملكة و في قلبه الصمام ، هي كانت كل شيء بالنسبة له ، أفنى عليها من عمره الكثير ثم قطعت طريق عمره و كان صعب عليه أن يوصله من جديد ، في قلبه حرارة عليها ، لكن حرارة الحقد تحرق أكثر من حرارة الحب مهما إرتفعت ، هي خذلته ، و هذه الجريمة جريمتها أكبر من كل جرائمه مجتمعة التي لأجلها مطلوب لحبل المشنقة بكل دول أقصى شرق آسيا .
حركت رأسها و نفثت أنفاسها بضعف ليخرج من تفكيره و ينظر لها ، أخرج من علبة السجائر في جيبه سيجارة و وضعها في فمه ليشعلها و يستنشق سمها ، قبضت هي حاجبيها بخفة ثم فتحت عيناها بخفة ترمش كثيراً رغم أن الضوء في الداخل خافت جداً ، نظرت إليه مشوشة تشعر بدوار خفيف .
حالما وضحت الصورة أمامها و عرفت من هو ، على عكس ما توقعه إبتسمت لتقول بصوت ضعيف .
تانيا : ها أنت ذا مجدداً ، دوماً تسبقني بخطوة ، تعرفني أكثر من اللازم .
إبتسم بشفتيه إبتسامة ضئيلة ثم استنشق سم السيجارة مجدداً لتقول .
تانيا : كنت قد وعدتني أنك لن تشرب السجائر مجدداً .
نفث الدخان من بين شفتيه ثم همس ينظر لها .
سيهون : كل الوعود التي كانت بيني و بينكِ قد بُطِلَت .
تنهدت هي ثم صرفت نظرها عنه ، أما هو فارتكز على قدميه بمرفقيه و نظر إليه ليهمس .
سيهون : لِمَ تهتمين حتى و أنتِ من أزهق حياتي ؟ و ها أنتِ مجدداً تحاولين أن تزهقي حياتي .
تبسم نصف إبتسامة قاسية ثم قال .
سيهون : أليس الآن دوري لأزهقك حياتكِ ؟ إنه دوري في هذه اللعبة .
تنهدت هي مجدداً و قلبت عيناها إليه لتهمس ببرود .
تانيا: ماذا تريد الآن يا سيهون ؟
رفع كتفيه بلامبالاة ثم قال بهدوء .
سيهون : ليس الشيء الكثير ، حديث ودي فقط .
رفعت طرف شفتيها بإبتسامة خاملة و ساخرة ثم قالت .
تانيا : ما زلتُ بالنسبة لك كل شيء و ما زلتَ تكابر ، هات ما لديك ، ماذا تريد ؟
نفى برأسه لها ثم استنشق آخر ما بقي بالسيجارة ثم قال و قد إختلطت أنفاسه بالدخان الذي ينبثق من شفتيه .
سيهون : ترفعين من قدركِ كثيراً !
رمى السيجارة على الأرض حالما إنتهت حاجته منها ثم أخذ يدهسها بقدمه ، أثناء ذلك نظر لها بعين غاضبة و قال .
سيهون : أنتِ كهذه السيجارة تماماً ، حالما تنتهي حاجتي منكِ سأدوسكِ بقدمي ، هذا عقاب عادل فأنتِ و السيجارة حاجتي منكما ستقودني إلى الموت في نهاية المطاف .
سقطت دمعة تمردت على ثباتها و كبريائها أمامه لتمشي على وجنتها ، أشاحت بوجهها لكي لا يرى ما في عينيها من حب فيه و كي لا ترى في عينيه من حقد عليها ، أسند ظهره على الكرسي مجدداً و قال بهدوء .
سيهون : لنعد إلى موضوعنا ، كنا بصدد أن نبتدأ حديث ودي ، أليس كذلك ؟
تشردقت بإبتسامة جانبية و همست .
تانيا : حديث ودي ؟ يا للسخرية !!
نظرت إليه و في عينيها شوق لن يراه فغشاوة الحقد قد أعمته عن رؤية كم المشاعر قي عينيها ، قالت هي و على شفتيها إبتسامة ذابلة.
تانيا : لا حديث ودي يجمع مجرم و شرطية تسعى للقبض عليه .
تبسم نصف إبتسامة ليقول ساخراً بهدوء .
سيهون : بالله عليكِ ! ما بيننا أكثر من مجرم و شرطية ، لا تحصري علاقتنا بهذا المفهوم البوليسي .
همهم يمثل التفكير ثم أجاب متابعاً بسخرية .
سيهون : مثلاً ، زوج و زوجته ، إمرأة و حبيبها السابق ، إمرأة خائنة و رجل مخذول ، أليس كذلك ؟ لذا لا تحصري علاقتنا بمفهوم سطحي كمجرم و شرطية .
ضحكت بخفة تسخر و لضحكاتها كتفيها يتحركان ، هذه جلسة سخرية ، هي تسخر و هو يسخر ، رفعت رأسها تنظر إليه و على شفتيها مخلفات ضحكات - إبتسامة كاذبة - ثم قالت .
تانيا : هذه العلاقات التي تسميها أنت ، أنا جعلتها رباط بيني و بينك لأنال غايتي كشرطية ، كلها سطحية ، أنا إبتدعتها فما يجمعنا لا يزيد عن علاقة مجرم و شرطية .
نظرت إليه و قد رأت في عينيه فتيل يشتعل ، تعرف أن نهاية هذه العلاقة معكوسة ، إنتصار المجرم على الشرطة ، لكن في داخلها إنتصار آخر تود تحقيقه عليه لذا رفعت حاجبها و همست تستشهده على أصل ما جمعها به .
تانيا : أم أنها علاقة ثأر بين القاتل و الضحية ، ألا يقولون أن الدم لا يُغسَل سوى بالدم ؟
تشردق بضحكة هو بدوره ثم قال .
سيهون : ما زلتِ حاقدة .
نظرت إليه بذات الإبتسامة الباقية لتقول .
تانيا : و سأبقى حاقدة إلى الأبد .
نهض هو من على كرسيه بهدوء ثم أخذ يمشي على شكل حلقة حولها ليحيطها الإرتباك لكنها أقوى من أن يربكها حضوره من بعد اليوم .
سيهون : لكن الدم غُسِل بالدم و حان دوري لأغسل دمائي .
همست بجمود و هي تنظر أمامها .
تانيا : بقي لدي دم يحتاج أن يغسل .
وقف خلفها ثم بمرفقيه إستند على ظهر كرسيها ، كان قريباً كفاية لتستنشق رائحة عطره التي إمتزجت برائحة الدخان و تشعر بجسده خلفها ، كان لصوته نغم مختلف و هو قريب ، شعرت بقلبها ينبض له بإشتياق ، قال هو بالقرب منها ليتغلغل صوته القريب في أذنها كأعذب الألحان .
سيهون : يعجبني اللعب في الطين ، فلنزيده بلّة إذن .
..............................................
سلاااااااااام يا عسلاتي
أتمنى أن يكون البارت عجبكم ، إذا عجبكم اشعلوا البارت بالتفاعل مشان أنزل البارت القادم بسرعة .
شفتوا الغلاف ما أحلاه ، واقعة بغرامه😍
كل الأغلفة صممتها الرائعة H10BANT كلهم من تصميمها من كل قلبي شكراً .
البارت القادم بعد.٥٠ فوت و ٥٠ كومنت .
١. رأيكم ب سيهون ؟ إنفعاله على آيرين ؟
٢. رأيكم بآيرين ؟ بخوفها و قلقها على سيهون ؟
٣. ماذا تظنون أن تكون نوعية الحياة الزوجية التي بين سيهون و آيرين ؟
٤. رأيكم بخطة سيهون ؟ هل تنم عن ذكاء ؟
٥. رأيكم بحديث تانيا و سيهون الودي ؟
٦. ماذا تتوقعون أن سيهون سيفعل ؟ استخرجو الألغاز من حديثهما معاً ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
كثير مني يحتاجك و كثير منك يستسلم لي .
في اليوم الذي يليه ، كانت إيرين في المنزل وحدها فسيهون لم يعد منذ الأمس بعد ، كانت تحترق في مكانها قلقاً عليها ، لا تراودها سوى الأفكار السوادء ، ربما تورط مجدداً ، ربما كُشف سِره ، ربما تانيا قبضت عليه ، الكثير و الكثير من الخيارات التي جعلتها تبكي في نهاية المطاف لشدة قلقها عليه ، في طليعة الظهيرة ؛ رُن جرس المنزل فذهبت لتكتشف من هو زائرها و كلها أمل أن يكون زوجها .
فتحت الباب و إبتسامة مُنعشة ترفع شفتيها أملاً بأن يكون سيهون هو الطارق ، سُرعان ما همدت تلك الإبتسامة عندما وجدت رجال من الشرطة لا يستاهن بعددهم يقفون أمام الباب ، نظرت إلى الذي يتقدمهم و عقدت حاجبيها مستفهمة ليتحدث بعدما أظهر لها شارته .
تاو : أنا المحقق زي تاو من الشرطة ، معنا أمر من المسؤول لجلب السيد كيم سيول ، إن كان هنا فأرجو أن تطلبيه و إلا دخلنا و فتشنا عليه .
نظرت إلى المحقق أمامها تقضب حاجبيها لتقول .
إيرين : لكنه ليس هنا .
تقدم تاو قائلاً بصلابة .
تاو : افسحي لنا من فضلك لنتأكد بأنفسنا .
وقفت بطريقة و احتجت بقوة قائلة .
إيرين : قلت لك ليس هنا ، إنه لم يعد منذ الأمس ، لماذا معكم هذا الأمر ؟ ماذا فعل زوجي ؟
قال تاو بإختصار مُجحف .
تاو : لا نستطيع قول الأسباب .
إلتفت تاو و أمر رجال الشرطة بصعود السيارات مجدداً و قبل أن يبتعد أوقفته قائلة .
إيرين : عذراً أيها المحقق ، من المسؤول الذي أمر بجلبه ؟
إلتفت إليها مجدداً و أجابها .
تاو : رئيسة مكتب التحقيق بارك تانيا .
شهقت هي و وضعت يدها على فمها ليعقد تاو حاجبيه ، أيعقل أنها تعرف بعلاقة سيهون و تانيا و كل ما حدث بينهما ؟ لذلك هي قلقة بشأن سيهون ، أخفضت هي يدها بتوتر و قد رأت علامات الإستفهام تتقافز في عيني تاو ، كادت أن تفضح نفسها أمامه دون إدراك ، إلتفت تاو و غادر برجاله لتدخل هي و تغلق الباب .
إستندت على الباب تفكر بأمر سيهون ، تانيا بالأمر إذن هي كشفته ، ربما كشفت أنه اوه سيهون و ليس كيم سيول ، هذا يعني أنه سيزج بالسجن و ربما ينتهي الأمر بإعدامه فملفه لدى الشرطة لا يُرى في عتمة الليل لكثرة سواده .
تناولت هاتفها من جيبها لترفعه بأصابع مرتجفة و هاتفت سيهون ، مغلق ، مغلق ، مغلق مهما حاولت ، تنهدت و هي على حافة البكاء لكثرة قلقها عليه ، ربما أمسك به الشرطة حيث هو أو أن شيء سيء قد حدث له .
................................................
في مكان آخر حيث مكاتب التحقيق ، كانت تانيا واقفة و ترتكز على حافة طاولة جهاز الحاسوب بيديها تنظر إلى الشاشة ، همست بشرود بينما تراقب الشاشة .
تانيا : لقد أغلق هاتفه ، ذكي كما أعرفه .
ربتت على كتف التقني ثم إنسحبت إلى مكتبها ، دخلت ليتبعها تاو ، جلست خلف كرسيها ليقول هو برسمية .
تاو : سيدتي ؛ لقد ذهبنا إلى منزل المتهم لكننا لم نجده .
اومأت لتاو ثم همست .
تانيا : أظنه يعلم بما أفكر به .
عقد تاو حاجبيه و جلس على الكرسي أمام مكتبها ليقول .
تاو : كيف سيعرف ؟
نظرت إلى تاو بعينين مائلة بحزن و إبتسامة منكسرة لتهمس مبررة .
تانيا : كل أوراقي مكشوفة لديه ، إنه يعرف تفاصيلي تاو .
أومئ لها تاو ثم تنهد ليقول .
تاو : إذن دعينا نعمل على أوراقي أنا .
تبسمت هي نصف إبتسامة صفراء ذابلة ثم همست .
تانيا : إنه داهية يا تاو ، لن نقدر عليه !
نظر لها تاو بعينين متذمرة لتصغيرها من شأن قدراته يقول بإلحاح .
تاو : ثقي بي !
تنهدت هي بإستسلام لرغبته فلا ضير من المحاولة ثم أومأت قائلة .
تانيا : ماذا سنفعل إذن ؟
تبسم تاو بشفتيه إبتسامة جانبية ثم همس .
تاو : سأقوم بما علينا فعله ، سنضع الفهد في القفص !
.............................
أما الفهد فكان في عرينه يحبك خططه ، كان يبتسم بشر و الحياة في عينيه مطفأة ، في عرينه هذا يستيقظ فيه الشر و روح الإجرام .
كان يجلس خلف مكتبه و يفكر ، الأبرة التي حقنها فيها ستؤخذ مفعولها قريباً لذا عليه أن يكون مستعداً لذلك ، نهض من على كرسيه و خرج من هذا المستودع ، صعد سيارته و انطلق ، لقد إشتاق للمغامرات و القتال فلا ضرر من المجازفة للشعور بالحماس .
إنطلق عائداً إلى منزله الذي يجمعه بزوجته إيرين ، تنهد بينما يفكر بها ، هي بالتأكيد قلقة و خائفة عليه كثيراً ، بالتأكيد إتصلت العديد من المرات لكنه قد أغلق هاتفه تحسباً من تعقبه ، فبالتأكيد تلك التي يخلص لها رغم أنه ينتقم منها ستتبعه و هو أذكى من أن توقعه في مصيدتها بهذه السهولة .
وصل إلى منزل فترجل من سيارته و دخل إلى المنزل ، حالما فتح الباب و ولج شعر بجسدها الصغير يعانقه بقوة و صوت بكائها يرن بأذنه ، تنهد هو بأسف ثم رفع ذراعيه ليضمها بلطف إليه ، همست و هي تدس نفسها في زنديه .
إيرين : ظننتُ أن مكروهاً قد أصابك ، هاتفك مقفل و لم تعد من الأمس ، لماذا ؟
همس و هو يسمح على ظهرها بلطف يقول .
سيهون : أنا أسف إيرين ، لقد كان علي بعض الأمور وجب علي حلها لذا لم آتي بالأمس و لم أدرك أن هاتفي مغلق .
رفعت رأسها عن كتفه ليبتسم بخفة و يمسح بإبهاميه الدموع عن وجنتيها بينما يتمتم معتذراً لها ، قالت هي بينما تنظر في عينيه القاسية مع الجميع ، الحنون معها فقط .
إيرين : لقد جائت الشرطة بحثاً عنك ، ماذا هناك سيهون ؟ لماذا أتوا ؟ ماذا فعلت ؟
أومئ لها و قال ببساطة و كأنه لا يهتم أنه مطلوب و الشرطة تبحث عنه ، هو بالفعل لا يهتم ، أنه مطلوب دولياً لن يخاف من مركز شرطة واحد .
سيهون : لا تقلقي بشأني ، لن يعودوا بحثاً عني مجدداً .
إستنكرت ببصيص من السعادة و هي تتمسك بمعصميه المسندين على كتفيها .
إيرين : حقاً يا سيهون ؟ لن يعودوا بحثاً عنك مجدداً ؟
أومئ لها ثم بأناملها داعب شعرها ، دخل إلى المنزل باسم الشفتين ثم أخرج هاتفه ، أعاد تشغيله و وضعه على المنضدة ، فليتعقبوه الآن على راحتهم .
هي تبعته حتى وقفت خلفه ثم قالت بتردد ، تود أن لا تكون إجابته ما في بالها ، ترجو أن يكون قد حافظ على وعده معها .
إيرين : أنت توقفت عن الأعمال الغير شرعية ؟ أليس كذلك ؟
رفع بصره ليحدق أمامه بقوة و حقد ، ما كان عليها أن تسأله بهذا الشأن أبداً .
صمت و لم يجيبها على سؤالها لكنها كانت مصرة على أن تنال إجابة فزلفت إليه أكثر ثم وضعت كفيها على كتفيه من دُبر تلح عليه بالإجابة .
إيرين : أجبني يا سيهون لا تتهرب مني ، أنت وعدتني أنك ستتوقف عن كل شيء من شأنه أن يورطك .
تنهد هو ثم قال بصوت بارد بدلالة يخبرها فيها أن لا تتدخل بهذا الشأن .
سيهون : ليس كما تظنين ، توقفت عمّا وعدتكِ عن التوقف عنه .
نفثت أنفاسها بقهر ثم قالت و غمامة من الخيبة تحفها .
إيرين : تريد أن تنتقم منها ، هذا لم يكن إتفاقنا ، أنت تكذب علي .
تنهد هو بعصبية شديدة و أغمض عينيه يكظم غيظه ، أكثر ما يكرهه هو الكذب و الأدهى أن يُنسب إليه تهمة ، صرخت هي فيه غاضبة تحدثه بلهجة قوية ، فلا هو يتكلم و لا يستجيب .
إيرين : لماذا أنت صامت بحق الله تكلم ! ماذا تريد بعد ؟ لقد سُلبت هويتك و لو كُشِف أمرك سُتسلب روحك أيضاً ، لِمَ أنت مستهتر هكذا ؟!
إلتفت إليها بخفة الفهد و سرعته و في عينيه نظرة خطيرة يدحجها بها ، عيناه جاحظة و قد إحمرت غضباً ، فكه قد برز و تقاسيم وجهه توحشت ، شهقت هي خوفاً منه و تراجعت خطوة للخلف خائفة ، يبدو أنها نست أن الذي فيه مجرم خطير لا يموت ، شحذ على أسنانه بقوة ثم همس يحذرها بخطورة .
سيهون : لا ترفعي صوتكِ علي مجدداً !
نظرت إليه بخوف و إرتباك و قد وضعت يدها قلبها الذي نبض بعنف خوفاً من سنحته المشتعلة شراً و غضباً ثم همست و الحروف في فمها تتبعثر أمام هيبة شره .
أيرين : أنا أسفة سيهون ، لم أقصد الصراخ في وجهك ، لقد إنفعلت ، أنا أسفة مجدداً .
حدق فيها بهذه النظرة لوهلة جعلتها ترتبك أكثر و فمها يجف ، أشاحت ببصرها عنه ثم أخذت ترمش بعينيها كثيراً بتوتر لتقول .
أيرين : لا تنظر إلي هكذا من فضلك ، أنا خائفة منك الآن !
توغلت نبرتها الخائفة إلى أذنه فتنهد و أغمض عينيه يحك إستقامة أنفه ليهدأ ، هي لا شأن لها بما هو عليه و ما كان عليه ، هي خائفة عليه و هذا حقها ، ربما تخطت حدود الإحترام في نبرتها إلا أن ذلك كان زجراً لمصلحته و عافيته ، فتح عينيه لينظر لها ، كانت قد فرت من بين رموشها دمعة مرتعبة فاقترب منها سريعاً و حضن وجهها ليمسح تلك الدمعة بإبهامه .
نظرت هي إليه ببلورتين زجاجتين مبلولتين دمعاً فتنهد مجدداً ثم ضمها إلى صدرها و قال بنبرة دافئة .
سيهون : أنا أسف عمّا بدر مني ، آسف لأنني أخفتكِ مني ، لا تخافي مني .
تمسكت بقميصه في أصابعها و ركنت رأسها على صدرها بينما تغمض عينيها ثم قالت .
أيرين : لا تغضب مني هكذا مجدداً ، أريد أن تبقى دفئي الذي لا يبرد أبداً .
مسح على شعرها و ضمها إلى صدره أكثر و بلطف ثم قبل رأسها و بعد ثوانٍ إبتعد ليقول بإبتسامة دافئة .
سيهون : والدك أتصل بي في الصباح و طلب مني أن أمر عليه من أجل مشكلة في بئر الماء في حقله لذا سأمر عليه ثم أعود ، حسناً ؟
أومأت له بإبتسامة ليقبل وجنتها فنشزت بكتفها تأثراً ثم غادر و هو لا يعلم أنه ترك خلفه قلب ينبض بصخب حباً فيه .
ذهب إلى حقل السيد باي والد إيرين و ولاه السيد بأمر عُطل في بئر الماء ثم غادر إلى منزله بعد أن أصر سيهون على أن يفعل الأمر وحده ، كل شيء يسير كما خطط له و بالحذافير الدقيقة الصحيحة ، بقي أن تقترب فقط و ينفذ ما عليه فعله .
حقل السيد باي يقع قرب شارع يخلو من الحياة و بعيداً جداً عن منزله ، من هنا ستمر سيارات الشرطة عندما يلتقطون إشارة هاتفه الذي تركه في المنزل ، أتى بإحدى الكلاب الحارسة في الحقل و تجول فيه قليلاً و قد جهز لكل شيء مسبقاً .
رفع رأسه ينظر إلى بداية الشارع من حيث صوت سيارتي الشرطة ، كما توقع إحدى السيارتين سوداء ذا إشارة شرطة و الأخرى من مركز الشرطة أي أنها في السيارة السوداء ، كما قالت هي ، كل صفحاتها مكشوفة لديه ، في الهجوم الأول لا تتدخل في الثاني تفعل .
حالما إقتربت السيارتين و كشفت البئر رمى هو بالكلب الذي بصحبته في البئر و هو يختبئ خلف بناء البئر فتوقفت السيارتين سريعاً ، تستطيع أن تقتل البشر لكنها لا تتحمل رؤية حيوان يتأذى .
كما يعلم مسبقاً أوقفت السيارة و نزلت منها سريعاً لإنقاذ الكلب و قبل أن تصل البئر أغمى عليها و وقعت أرضاً .
تبسم سيهون بطرف شفتيه بينما ينظر لها خفية ، لقد قامت الأبرة بمفعولها ، نظر إلى منزل حارس المزرعة الصغير الذي يحويه و عائلته ثم أشار له ليقوم بخطوته ، خرجت من المنزل إمرأة كبيرة و تقدمت إلى تانيا المرمية أرضاً و بما أن تانيا تأخرت على رجال الشرطة في السيارتين ، خرج رجل شرطة يستطلع الأمر ، أخبرته السيدة عندما هرع إلى تانيا المرمية أرضاً .
" لا تقلق يا بني ، يبدو أنها شعرت بالدوار ، ستكون بخير ، إن أردت اذهبوا إلى عملكم و في طريق عودتكم تعالوا إليها "
نظر الشرطي إلى سيدته بتردد و لكنه في النهاية أومئ و عاد إلى سيارة الشرطة ، إنطلقت السيارتين بعد ثوان وقتها خرج سيهون من حيث يتخفى و أقام عوده لينظر إلى تانيا التي تنام بحجر السيدة بإستعلاء .
رفع حبل البئر ليخرج الكلب الذي رماه بالدلو ، أخرجه و بعثر فروه الكثيف ليركض الكلب بعيداً ، أقترب إلى تانيا ثم حملها على يديه ليقول للسيدة .
سيهون : تعلمين ما عليكِ فعله بعد ذلك .
أومئت السيدة لتقول .
" نعم سيدي "
همس سيهون قبل أن يمتطي قدميه بعيداً .
سيهون : حصتكِ مع زوجكِ .
أخذ تانيا و ابتعد فيها ، وضعها في الكرسي الخلفي بسيارته ثم صعد و انطلق ، أخذها حيث يخبئ كل شيء مثلها - مشبوه - في مخزن للمعدات الثقيلة خلف مزرعته ببعد مائة متر .
أخرجها من سيارته يحملها على ذراعيه مجدداً ثم دخل بها إلى المخزن و أغلق أنواره لكي لا يُكشف لأحد إن مر رغم صعوبة ذلك ، وضعها على كرسي خشبي و ربطها به ثم جلب كرسي آخر و وضعه مقابها ثم جلس عليه ، أخذ ينظر لها ينتظر أن تستيقظ و في قلبه شوكة تنغزه .
هذه المرأة التي يقيدها أمامه هي نفسها المرأة التي يقدسها قلبه ، تلك كانت على عرشه ملكة و في قلبه الصمام ، هي كانت كل شيء بالنسبة له ، أفنى عليها من عمره الكثير ثم قطعت طريق عمره و كان صعب عليه أن يوصله من جديد ، في قلبه حرارة عليها ، لكن حرارة الحقد تحرق أكثر من حرارة الحب مهما إرتفعت ، هي خذلته ، و هذه الجريمة جريمتها أكبر من كل جرائمه مجتمعة التي لأجلها مطلوب لحبل المشنقة بكل دول أقصى شرق آسيا .
حركت رأسها و نفثت أنفاسها بضعف ليخرج من تفكيره و ينظر لها ، أخرج من علبة السجائر في جيبه سيجارة و وضعها في فمه ليشعلها و يستنشق سمها ، قبضت هي حاجبيها بخفة ثم فتحت عيناها بخفة ترمش كثيراً رغم أن الضوء في الداخل خافت جداً ، نظرت إليه مشوشة تشعر بدوار خفيف .
حالما وضحت الصورة أمامها و عرفت من هو ، على عكس ما توقعه إبتسمت لتقول بصوت ضعيف .
تانيا : ها أنت ذا مجدداً ، دوماً تسبقني بخطوة ، تعرفني أكثر من اللازم .
إبتسم بشفتيه إبتسامة ضئيلة ثم استنشق سم السيجارة مجدداً لتقول .
تانيا : كنت قد وعدتني أنك لن تشرب السجائر مجدداً .
نفث الدخان من بين شفتيه ثم همس ينظر لها .
سيهون : كل الوعود التي كانت بيني و بينكِ قد بُطِلَت .
تنهدت هي ثم صرفت نظرها عنه ، أما هو فارتكز على قدميه بمرفقيه و نظر إليه ليهمس .
سيهون : لِمَ تهتمين حتى و أنتِ من أزهق حياتي ؟ و ها أنتِ مجدداً تحاولين أن تزهقي حياتي .
تبسم نصف إبتسامة قاسية ثم قال .
سيهون : أليس الآن دوري لأزهقك حياتكِ ؟ إنه دوري في هذه اللعبة .
تنهدت هي مجدداً و قلبت عيناها إليه لتهمس ببرود .
تانيا: ماذا تريد الآن يا سيهون ؟
رفع كتفيه بلامبالاة ثم قال بهدوء .
سيهون : ليس الشيء الكثير ، حديث ودي فقط .
رفعت طرف شفتيها بإبتسامة خاملة و ساخرة ثم قالت .
تانيا : ما زلتُ بالنسبة لك كل شيء و ما زلتَ تكابر ، هات ما لديك ، ماذا تريد ؟
نفى برأسه لها ثم استنشق آخر ما بقي بالسيجارة ثم قال و قد إختلطت أنفاسه بالدخان الذي ينبثق من شفتيه .
سيهون : ترفعين من قدركِ كثيراً !
رمى السيجارة على الأرض حالما إنتهت حاجته منها ثم أخذ يدهسها بقدمه ، أثناء ذلك نظر لها بعين غاضبة و قال .
سيهون : أنتِ كهذه السيجارة تماماً ، حالما تنتهي حاجتي منكِ سأدوسكِ بقدمي ، هذا عقاب عادل فأنتِ و السيجارة حاجتي منكما ستقودني إلى الموت في نهاية المطاف .
سقطت دمعة تمردت على ثباتها و كبريائها أمامه لتمشي على وجنتها ، أشاحت بوجهها لكي لا يرى ما في عينيها من حب فيه و كي لا ترى في عينيه من حقد عليها ، أسند ظهره على الكرسي مجدداً و قال بهدوء .
سيهون : لنعد إلى موضوعنا ، كنا بصدد أن نبتدأ حديث ودي ، أليس كذلك ؟
تشردقت بإبتسامة جانبية و همست .
تانيا : حديث ودي ؟ يا للسخرية !!
نظرت إليه و في عينيها شوق لن يراه فغشاوة الحقد قد أعمته عن رؤية كم المشاعر قي عينيها ، قالت هي و على شفتيها إبتسامة ذابلة.
تانيا : لا حديث ودي يجمع مجرم و شرطية تسعى للقبض عليه .
تبسم نصف إبتسامة ليقول ساخراً بهدوء .
سيهون : بالله عليكِ ! ما بيننا أكثر من مجرم و شرطية ، لا تحصري علاقتنا بهذا المفهوم البوليسي .
همهم يمثل التفكير ثم أجاب متابعاً بسخرية .
سيهون : مثلاً ، زوج و زوجته ، إمرأة و حبيبها السابق ، إمرأة خائنة و رجل مخذول ، أليس كذلك ؟ لذا لا تحصري علاقتنا بمفهوم سطحي كمجرم و شرطية .
ضحكت بخفة تسخر و لضحكاتها كتفيها يتحركان ، هذه جلسة سخرية ، هي تسخر و هو يسخر ، رفعت رأسها تنظر إليه و على شفتيها مخلفات ضحكات - إبتسامة كاذبة - ثم قالت .
تانيا : هذه العلاقات التي تسميها أنت ، أنا جعلتها رباط بيني و بينك لأنال غايتي كشرطية ، كلها سطحية ، أنا إبتدعتها فما يجمعنا لا يزيد عن علاقة مجرم و شرطية .
نظرت إليه و قد رأت في عينيه فتيل يشتعل ، تعرف أن نهاية هذه العلاقة معكوسة ، إنتصار المجرم على الشرطة ، لكن في داخلها إنتصار آخر تود تحقيقه عليه لذا رفعت حاجبها و همست تستشهده على أصل ما جمعها به .
تانيا : أم أنها علاقة ثأر بين القاتل و الضحية ، ألا يقولون أن الدم لا يُغسَل سوى بالدم ؟
تشردق بضحكة هو بدوره ثم قال .
سيهون : ما زلتِ حاقدة .
نظرت إليه بذات الإبتسامة الباقية لتقول .
تانيا : و سأبقى حاقدة إلى الأبد .
نهض هو من على كرسيه بهدوء ثم أخذ يمشي على شكل حلقة حولها ليحيطها الإرتباك لكنها أقوى من أن يربكها حضوره من بعد اليوم .
سيهون : لكن الدم غُسِل بالدم و حان دوري لأغسل دمائي .
همست بجمود و هي تنظر أمامها .
تانيا : بقي لدي دم يحتاج أن يغسل .
وقف خلفها ثم بمرفقيه إستند على ظهر كرسيها ، كان قريباً كفاية لتستنشق رائحة عطره التي إمتزجت برائحة الدخان و تشعر بجسده خلفها ، كان لصوته نغم مختلف و هو قريب ، شعرت بقلبها ينبض له بإشتياق ، قال هو بالقرب منها ليتغلغل صوته القريب في أذنها كأعذب الألحان .
سيهون : يعجبني اللعب في الطين ، فلنزيده بلّة إذن .
..............................................
سلاااااااااام يا عسلاتي
أتمنى أن يكون البارت عجبكم ، إذا عجبكم اشعلوا البارت بالتفاعل مشان أنزل البارت القادم بسرعة .
شفتوا الغلاف ما أحلاه ، واقعة بغرامه😍
كل الأغلفة صممتها الرائعة H10BANT كلهم من تصميمها من كل قلبي شكراً .
البارت القادم بعد.٥٠ فوت و ٥٠ كومنت .
١. رأيكم ب سيهون ؟ إنفعاله على آيرين ؟
٢. رأيكم بآيرين ؟ بخوفها و قلقها على سيهون ؟
٣. ماذا تظنون أن تكون نوعية الحياة الزوجية التي بين سيهون و آيرين ؟
٤. رأيكم بخطة سيهون ؟ هل تنم عن ذكاء ؟
٥. رأيكم بحديث تانيا و سيهون الودي ؟
٦. ماذا تتوقعون أن سيهون سيفعل ؟ استخرجو الألغاز من حديثهما معاً ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі