Part Two
هوس "
تكبلني بأغلال صلدة تشلني
حبي لك لن يمت أبداً
لكنني مهووسة بك
ربما أصبح يوماً
مجنونة بسببك
ما حبك ؟
وصلا تانيا و كاي إلى المزرعة تلك في إنشتون ، إنها مزرعة جميلة و بهية الطل ، تتوسط حقول من المزروعات المختلفة ، محاطة بسورٍ مرتفع ، يتوسطها منزلاً من طابقين مزين بأغصان ورقية من الشجيرات .
خرج شاب ذا وجه باسم من المنزل لإستقباله و خطيبته ، خرجت من خلف ذاك الشاب حسناء شديدة الجمال ذات شعر طويل و ملامح وجه ساحرة ، فقط خلابة ، هو كان يتأزر قميص أبيض و بنطال جينز و هي ترتدي فستان أبيض قصير يعلو ركبتيها ، تقدما كلاهما نحو كاي و تانيا ، تعانق الرجلان و تبادلتا الفتاتان النظر بود .
أحاط كل رجل خصر فتاته بذراعه ثم أردف كاي بإبتسامة معرفاً تانيا عليهم .
كاي : تانيا ، هذا الشاب صديقي ، تعرفت عليه منذ زمن طويل ، يدعى شيومين ، كيم شيومين .
نطقت تانيا بلطف تحدثه بإبتسامة خفيفة .
تانيا : تشرفت بمعرفتك سيد شيومين .
أومئ لها قائلاً .
شيومين : أنا أكثر .
نظرت إلى الفتاة بجانبه تنتظر تعريفاً عنها من كاي فقال .
كاي : و هذه المثيرة زوجته ، سارا ، كيم سارا .
خبئت سارا وجهها بكفيها لفرط الخجل بينما شيومين و تانيا زجرانه بنظرة ساخطة ، حذره شيومين قائلاً بينما يستولي على خصر زوجته .
شيومين: لا تقل عنها هكذا أيها الدنيء .
ضحك كاي عالياً عندما زجر شيومين زوجته بغضب فرمقته بعيون القطط خاصتها متمسكنة .
شيومين : و أنتِ أعجبكِ اللقب !!
صمتت ترمقه بتلك النظرات و قد أبرزت شفتيها بحزن مزيف ، فتنهد هو بيأس ، هو للمرة التي لا يذكرها يستسلم أمام حلاوتها ، هتفت هي بمرح عندما هدأت زوجها بتعويذة حلاوتها .
سارا : هيا لندخل ، تفضلو .
دخلا تانيا و كاي ، جلست بجانب كاي ثم أخذت ترمق سارا بغبطة ، تراها تتنقل بخفة كالفراشة من ركن لركن ، تبتسم بصفاء و جمال شديد ، تشبه الملائكة بثوبها ناصع البياض ذاك ، إنتابها شعور بالغبطة ، لِمَ هي ليست مثلها ؟ لِمَ لا تكن سعيدة مثلها ؟ لِمَ لا تكن بخفتها و نقائها ؟ لِمَ ترى أنها شيطاناً فقط ؟
وضعت سارا كأس من العصير الطازج أمام تانيا فتبسمت لها الأخيرة بإمتنان ثم رفعته إلى شفتيها ترتشف منه ، أخذت سارا مكانها بجانب زوجها فأخذ بكفها بين كفيه ، واحد يتمسك بكفها و الآخر يمسد عليه ، نظرت إلى أيديهم المتشابكة بإبتسامة ، إنخرطت بحديث مع الحاضرين حتى تغفل عن آلامها لساعة على الأقل .
في المساء و بعد تناول العشاء الذي ساهمت تانيا في تحضيره مع سارا ، كان أربعتهم يجلسون على كراسي الحديقة في الخارج ، أردف شيومين آذِناً .
شيومين: كاي ، تستطيع أخذ تانيا في جولة حول المزرعة .
ضحك كاي بخفة ثم أردف بمزاح .
كاي : أتظنني بحاجة إلى إذن منك لأفعل ؟ لكن سنذهب الآن لا تقلقلا ، قَبِّلا بعضكما أثناء هذا .
فرّ كاي بتانيا ركضاً من قبضة شيومين التي كادت أن تطيح بكتفه .
وقف بها بعد أن إبتعد عن أنظار شيومين و زوجته ، أخذ يلهث أنفاسه بخفة متخصراً ، تمتمت هي بإبتسامة .
تانيا : مجنون !
نظر إليها كاي ثم ضحك بخفة ، أمسك بيدها من جديد ثم أخذ يتمشى معها في تلك المزرعة الكبيرة ، أخذها بجولة حول المزرعة و عرفها على أركانها جميعها ، هي أبدت إهتمام مزيف لكل ما عرفها عليه ، جلس على الأرض قرب حوض السباحة و وضع قدميه بالحوض و فعلت هي أيضاً بجانبه ، أخذ يلوح بقدميه في الماء لتتطاير قطرات عليه و عليها ، تذمرت هي قائلة .
تانيا : توقف كاي ، لقد تبللت بالماء .
رفع قدميه و ضربهما بقوة على سطح الماء يعاندها ، فتطايرات الكثير من القطرات عليها ، صرخت متذمرة .
تانيا : طفل !
ضحك هو قائلاً بعبث .
كاي : بل أنا رجل ، رَجُلكِ عزيزتي .
نظرت إليه بطرف عينها ساخرة و نظر إليها بتحدٍ قائلاً .
كاي : تريدين إثبات ؟
نفت برأسها و كفيها سريعاً بينما تنظر إليه بإندهاش ، كتم ضحكته ثم استقام واقفاً و انتشلها من ذراعها لتقف فقال .
كاي : لكن أنا أريد أن أثبت لكِ أنني رجُلِك .
نفت هي برأسها بتوتر بينما يسحبها خلفه غصباً .
تانيا : كاي ، إنني أمازحك فقط ، أنت رَجُلي .
أومئ لها بصمت لتردف بفزع بعد أن طالت المسافة بعداً عن بيت المزرعة .
تانيا : إلى أين تأخذني ؟
أجابها بنبرة ذات مغزى .
كاي : إلى أسفل ضوء القمر .
صمتت و هي تسحب من قِبَلِه حتى توقف أسفل بقعة مضيئة ، إلتفت إليها و عقد كفيهما معاً ، رفعت رأسها للسماء لترى القمر الذي ينير السماء يشع و يتوهج بجمال ، تبسمت بينما تشعر بالرياح تداعب شعرها ، أغمضت عيناها و تنفست بعمق .
همس كاي بإبتسامة تزين ثغره الوسيم .
كاي : أعجبكِ ؟
همهمت له كإجابة ثم فتحت عيناها و نظرت له قائلة .
تانيا: شكراً لك .
نفى برأسه بعبث فقبضت حاجبيها مستفهمة ليجيبها .
كاي: ألن تكافئِني ؟
أبتلعت جوفها بتوتر ثم همست .
تانيا : ماذا تريد ؟
أمسك وجنتيها بكفيه ثم مال برأسه صوب شفتيه قائلاً بهمس خفيض .
كاي : هذه .
همس بها قبل أن يدمج شفاههما معاً ، أنتفظت هي بين يديه ، لا تريد أن يلمسها فكيف به أن يقبلها ؟ لكنها لا تستطيع فعل شيء سوى الصمت و القبول .
فصل القبلة لينظر إلى وجهها بصمت ثم إقترب مجدداً نحو شفتيها من الجهة الأخرى ليقبلها من جديد ، هي تصنمت حرفياً ، هي لم ترى وجه كاي ، هي رأت وجهه هو في وجه من يقبلها ، وجه سيهون .
شعورها الآن كشعورها عندما يقبلها ذاك الماضي تماماً ، لا فرق يذكر ، بلهفة إلى سيهون أحاطت عنق كاي ثم أخذت تقبله بقوة و شغف شديدان ، على أنه سيهون ليس كاي أبداً ، كاي استهجن قبلاتها أيضاً رغم سعادته بها ، لكنها لم تفعل شيء كهذا من قبل ، دوماً تحتج بالبرد حتى لا يقبلها ، ماذا حدث الآن ؟
فصلت القبلة ثم عانقت كاي ، وضعت ذقنها على كتفه و يداها تمسدان على ظهره بهدوء ، فتحت عيناها لتراه من بعيد ، رأت سيهون ، شعرت به يدحجها بنظرة غاضبة ، لو أستطاع الوصول إليها لردّها قتيلة فوراً بأرضها .
إبتعدت عن كاي سريعاً ليستهجن تصرفاتها الغريبة للمرة الثانية على التوالي لكنها تبسمت بتوتر بينما تسترق النظر خلفه ، لكنه ذهب ، سيهون أختفى مجدداً ، تنهدت ببؤس ، أهي خانته الآن ؟ تشردقت بسخرية ، إنها تخونه منذ زمن ، أخفضت رأسها تنظر للأرض ، بالتأكيد سيعاقبها في حلمها الليلة على فعلتها ، كاي ينظر إليها مدهوشاً كلياً ، ماذا بحق الإله تفعل هذه الفتاة ؟
هذه المرة هو من تبسم بتوتر هامساً لها بهدوء .
كاي : لندخل ؟
أومئت له و هي تمسد ذراعيها فهمس من جديد .
كاي : تشعرين بالبرد ؟
أومئت له من جديد ، لا تعلم لما شعرت بالبرد ينخر عظامها فجأة ، خلع سترته ثم وضعها على كتفيها ، إحتضنها من كتفيها إليه ثم سار بها إلى الداخل مجدداً .
إلتفت كلاهما شاهقين عندما نظرا إلى شيومين و سارا يقبلان بعضهما بشغف ، ضحكا كلاهما بتكتم بينما ينظران لبعضهما ، أشار لها بأن يبتعدا عنها و مد كفه إليها ، عقدت كفها به ثم تبعته يبتعد من جديد لمسافة جيدة .
عادا يتكلمان بصوت عالٍ حتى يلفتا إنتباه هذين المشاغبين ، سرعان ما سمعا أصواتهما تفرقا كل واحد منهما على كرسي بعيد عن الآخر ، إقتربا تانيا و كاي ، يتشابكان الأيدي ، و يصرخان بالحمقات لا يتحدثا .
كاي : أتعلمين أن في أرحام النساء بيضاً رغم ذلك لا يبضن ؟
أومأت له لتقوم بصوت عالي قائلة .
تانيا : أتعلم أن الدجاج له أجنحة رغم ذلك لا يطير ؟
قهقهت سارا عالياً على نكاتهم السمجة و نست أمر خجلها ، إلا أن زوجها كان له رأي آخر حينما زجرهما بعصبية قائلاً .
شيومين : بماذا تتفوهان أيها الأحمقان ، أتظنا أن هذا مضحكاً ؟
إحتج كاي بقوة قائلاً و هو يشير إليه بسبابته .
كاي : لقد فعلنا هذا حتى تسمعا صوتنا و لا نراكما في موضع مُخِل للآداب و نحن ما زلنا صغاراً لا يجب أن تتلوث أفكارنا.
تنحنحت سارا بخجل ثم نهضت و دخلت إلى المنزل بحرج ، تانيا تضحك كما لم تفعل من بعد وفاة الحبيب .
أما شيومين فقد راقب زوجته تدخل إلى المنزل تشتعل خجلاً و على حافة البكاء ، إلتفت إلى كاي بغضب و هدر .
شيومين : أنت صغير و عقلك نظيف ؟! أنت ليس فقط أفكارك ملوثة ، أنت كلك ملوث و تدعي البراءة يا سَمِج ، هكذا تسببت الإحرج لسارا ؟ أنا سأقتلك .
فرّ كاي إلى داخل المنزل بتانيا التي تركض معه و تضحك و في الخلف شيومين الذي لا يتوقف عن تهديدهما ، أدخلها إحدى الغرف و أغلق الباب قبل أن يصله شيومين ، إستند كلاهما على الباب و أخذا يضحكان بتعب .
نظر إليها كاي و همس بإبتسامة هادئة .
كاي : كان هذا ممتع !
بنفس النبرة و النظرة لكن لشخص و بصوت مختلف تهيأ لها .
سيهون : كان هذا ممتع .
إنخفضت ضحكاتها تدريجياً و أبقت على إبتسامة خفيفة ، تنظر إلى وجه سيهون الذي هو بوجه كاي ، تأملته بحب شديد يلمع في عينيها ، رفعت يدها إلى وجهه تتلمس وجنته ثم همست بحنين .
تانيا : أحبك .
تبسم لها سيهون ثم وضع كفه على وجنتها لتنومها داخله ثم همس .
كاي : أنا أحبك أيضاً .
عقدت حاجبيها و نظرت إليه ، هذا كاي ليس سيهون ، لما عليه دوماً أن يأتيها بوجه كاي ؟ لما يفعل ؟ أزالت كفها عن وجه كاي و رفعت رأسها عن كفه فأخفضه إلى جانبه قائلاً بإبتسامة .
كاي : أصبحتِ تقولينها بسهولة لي مؤخراً ، الأمر يعجبني !
تبسمت بزيف قبل أن تجول بنظرها في الغرفة ليستطرد هو مُعلِماً .
كاي : تلك الغرفة لكِ الآن ، ستمكثين بها حتى نعود إلى المدينة .
أومأت له لتقول .
تانيا : ماذا عنك ؟ أين ستمكث ؟
وضع كفيه على كتفيها ثم همس بإبتسامة ودود .
كاي : لا تقلقِ علي ، أنا سأكون في الغرفة المجاورة .
أومئت له بإرتباك لم يلحظه ، أزال هو يديه ثم إلتفت للخارج ، إستدار سريعاً قائلاً .
كاي : تذكرت ، إن أحتجتِ شيء تستطيعين أخباري .
أومأت له ثم غادر بهدوء .
إلتفتت و جلست على السرير ، تمددت عليه و غفت سريعاً ، الإرهاق غلبها هي حتى لا تعلم كيف نامت بهذه السرعة .
في ساعات منتصف الليل ، أصبح وجهها يتعرق و تلتف به يميناً و شمالاً هامسة بخفوت .
تانيا : لا لا !
" صرخت بأعلى صوت تستطيع الوصول إليه حتى استشعرت الدم في حلقها .
تانيا : لا ، لا ، لا !
مقيدة على كرسي خشبي بأحبال غليظة ، كاي على الأرض عند قدميها ينزف و هناك سيهون من يقف أمامه و قدمه فوق بطن كاي ، نظر إليها بغضب ثم قال صاراً على أسنانه .
سيهون : أهذا الذي قتلتيني لأجله ؟ حتى تخونيني معه دون رقابتي ؟ أهذا هو ؟ أيستحق أن تفضليه عليه ؟ أجيبي يا ساقطة .
نفت برأسها تنزف الدمع كما كاي الملقي أرضاً ينزف الدم ، أجابت تتوسله بمرارة .
تانيا : لا يا سيهون صدقني ، كاي ليس له شأن بفعلتي ، أنا المذنبة الوحيدة هنا ، لا شأن له ، دعه يذهب أرجوك ، أرجوك .
ضحك هو بشرٍ ثم أقترب إليها لتتنازع الأنفاس بصدرها ، قبض على فكها بأصابعه يعتصره فأفرجت عن آه موجِعة ، إقترب هو نحو شفتيها ، همس بينما يمسح على شفتها السفلى .
سيهون : أستمتعتِ بقبلته ؟ أحببتيها ؟ رأيتك تبادلينه بشغف ، ألهذه الدرجة كنتِ تَطُوقين لشفتيه ؟
نفت برأسها بينما تبكي لكنه ردعها عن البكاء و جعلها تصرخ ألماً عندما لوى شفتها السفلى بأصابعه حتى نزفت الدماء و هو يصرخ عليها .
سيهون : سأقتلك ببطء ، سأجعلكِ تتمنين الموت و لا تناليه ، سأعذبك ، هذا ثأري .
قبض على شعرها و شده بقوة للخلف ، صرخت بألم و رفعت يداها إلى قبضتيه تحاول تحرير شعرها ، أغمضت عيناها عندما نظر فيهما بحدة قائلاً .
سيهون : أنا لن أتركك و شأنك ، أنا سآتيكِ قريباً ، سأعذبك على يداي ، سأعذبك .
شعرت به يحرك رأسها جنباً من شعرها الذي يشده بإتجاهه ، ثم بشفتيه تعنف شفتيها لا تقبلها بالعون مع أسنانه التي تخلف جروحاً بقضمات آليمة ، تحاول الصراخ فلا يخرج سوى تأوهات في فمه ."
أستيقظت بفزع شاهقة بخوف، فتحت عيناها تلهث أنفاسها بقوة ، دموعها تملئ وجهها ، جسدها يرتجف ، وقفت بإضطراب و توجهت لدورة المياه ، دخلت لتغسل وجهها بالماء ، رفعت نظرها إلى المرآة لتراه خلفها ، شهقت و ألتفت سريعاً للخلف ، لا أحد هنا .
إبتلعت جوفها بتوتر ثم خرجت من دورة المياه ثم الغرفة بأكملها مهرولة ، ذهبت إلى غرفة كاي و أخذت تطرق بابه بقوة و هي تنظر خلفها بخوف ، فتح لها الباب مدهوشاً لتلقي بنفسها على صدره العاري تحتمي به بينما تهمس بفزع .
تانيا : كاي دعني أبقى معك الليلة ، لا تتركني أرجوك ، أنا خائفة .
مسح ملامحه الدهشة عن وجهه ليحل محلها القلق عندما قبض حاجبيه و أردف بقلق .
كاي : أرأيتِ كابوساً ؟
أومئت له سريعاً ، رفع يدها و أخذ يمسد به على شعرها بلطف ، أدخلها غرفته و أجلسها على سريره بلطف ، جلس على ركبتيه أمامها ثم قال برقة .
كاي : لا تخافِ يا عمري ، أنتِ بخير الآن .
أومئت له ببطء فوقف على قدميه ، سحب قميصه من على السرير و أرتداه أمامها ، هي أخفضت رأسها إلى حِجرها بخجل .
تبسم كاي ثم جلس بجانبها و أحاط كتفيها بذراعه ليقول .
كاي : نامِ على سريري و أنا سأنام على الأرض ، حسناً ؟
نفت برأسها و تمسكت بقميصه بقبضتها ثم وضعت رأسها على كتفه قائلة .
تانيا: لا ، لا تتركني ، أريد أن أنام بجانبك لو سمحت .
أومئ لها بإبتسامة رغم الغرابة و الإستهجان اللذان يشعر بهما نحو تصرفاتها الغريبة معه ، لم تكن قريبة منه مسبقاً لهذا الحد و لم تلتجأ إليه مسبقاً أبداً .
كاي : حسناً ، هيا نامِ و سأنام بجانبك .
أومئت له ثم تمددت على السرير بعد أن تركت له مكاناً لينام فيه ، تمدد هو بجانبه ، كلاهما ممدان ينظران إلى السقف بشرود ، أدارت رأسها لتنظر إليه ثم أعادت بصرها إلى السقف .
كلاهما شارداً بما يهمه ، هي تفكر في سيهون ، كوابيسها عنه أصبحت مُريبة ، دوماً يهددها تهديده الأخير ، سيقتلها ببطء ، هي تؤمن بأنه يخبرها بشيء من خلال تلك الكوابيس ، لكنها لا تعلم ماذا يريد ، أروحه تطاردها ؟ نفت برأسها ، لا لا ، هذا يحدث في الخيال فقط ليس بالواقع .
أما هو فيفكر بشأنها ، الكثير من أمرها يستعجبه ، هو يقدرها حق تقديرها و يحبها حباً جماً دون أن يبخل عليها بإظهار مشاعره لها ، يقدم لها كل يوم حفنة من الحب و باقة من الإبتسامات ، أما هي فلا تعطيه شيء يذكر ، أحياناً يشك أنها تحبه و أن العلاقة بينهما هي علاقة حب من طرف واحد ، هو يعلم أن لها حبيب مات ، لكنها أقنعته بأن الزمان كفيل للنسيان و علاجاً لجروح الشوق و الفراق .
اليوم يوم العُجاب ، أقبلته و أحتضنته و أعترفت بحبها ؟! أحقاً فعلت ؟! هو لا يصدق ، أن تصديق أمر كهذا لهو ضرب من الخيال ، هي رفيقته منذ عام و نصف و حبيبته منذ عام ، لم يسبق لها أن تكلمت عن مشاعرها تجاهه ، دوماً هو يتكلم و هي تستمع ، خَلدِه لا ينضب من الأحاديث و خَلدِها خاوياً ، لطالما ظن أنه مشاعرها باردة نحوه ، أو أنها قبلت أن ترتبط به لسبب لا يتعلق بالحب أبداً .
في الصباح الباكر ، أستيقظ كاي من نومه على إثر الضجيج في الخارج ، شعر بثقلٍ على صدره فابتسم ، أنها تنام على صدره بعمق ، وضع أصابعه في شعرها الأحمر ، الناعم ، و الطويل ، وضع خصلها على وجهه يتنفس رائحته الجميلة ، كيف عليه أن يصف شعوره ؟ شعرها وحده قصة لا يستطيع أبدع كتاب الغرام إكمالها .
أما عبقها فرائحة النعيم به ، خليط من النعومة و الرقة أجمل من الورد حتى ، حركت رأسها على صدره و تثائبت بنعاس ، نظرت إلى من ترقد على صدره فابتسم و ابتسمت ، ماذا يقول عن عيناها ، أنفها ، وجنتيها ، و شفتيها ؟ كل ما بها مخلوق بدقة خَلق الخالق ، عيناها كالفنجان ذات رموش طويلة و كثيفة ، أنفها صغير و لطيف ، وجنتيها ورديتان ، أما شفتيها فهما أجمل ما فيها ، فم صغير و شفاه وردية طرية و ممتلئة ، جميلة و بحق الجمال هي إسراف .
أخفضت رأسها ثم رمشت عدة مرات بخجل ، نظرات عيناه الهائمة بها تأكلها أعلاه ، أرتكزت على صدره لتجلس ، جلست بجانبه و قعد من رقوده ، مسح على رأسها بلطفٍ قائلاً بإبتسامة .
كاي : صباح الخير تانيا .
حكت معصمها بتوتر و أجابته بإبتسامة مرتبكة .
تانيا : صباح النور كاي .
نظر كلاهما نحو الباب عندما دُقَ بقوة و أتاهما صوت ثخين مع ضحكات ناعمة من خلفه .
شيومين : أيها المنحرفين لما تناما معاً في نفس الحُجرة ؟ هيا الإفطار جاهز ، تعاليا .
قهقهت سارا من خلف الباب و أجابته بعدما طرقت كتفه بنعومة .
سارا : أخجلتهما يا حبيبي .
نفث أنفاسه بإنزعاج و قال .
شيومين : أنا لا أسمح بحدوث العبث بمنزلي .
رفعت حاجبها بإستنكار و تخصرت أمامه ، لا يسمح بحدوث العبث بمنزله و هو أكبر عابث ، هو فهم تلك الوقفة و النظرة فتبسم بخفة و جلبها إليه من خصرها هامساً بأذنها بشقاوة .
شيومين : فقط أنا و أنتِ نعبث ، لا يحق لإحد أن يعبث غيرنا .
رمشت بخجل ، هو يراقبها بإستمتاع ، همست بسخط .
سارا : منحرف !
أومئ لها ثم قبل عنقها بخفة هامساً هناك بينما شفاهه تلامس جلد رقبتها .
شيومين : أكثرهم إنحرافاً أنا ، تعلمين ؟
دفعته من كتفه عنها ثم سارت بإضطراب مبتعدة عنه ، هو يراقبها من الخلف و همس .
شيومين: أحبكِ .
على طاولة الإفطار حيث يجلس الزوجان جنب إلى جنب مقابل الخطيبين ، أردف شيومين بعدما إبتلع ما في جوفه .
شيومين : لقد فكرت أن نخرج لتخييم في الحقل المجاور ، أن يطل على بحيرة جميلة ، سارا أعجبتها الفكرة فماذا عنكما ؟ ستذهبان معنا .
نظر كاي إلى تانيا ، إن كانت معارضة لكن يبدو على وجهها أنها لا تعارض أو لا تهتم ، أعاد بصره لشيومين و أردف بإبتسامة .
كاي : بالطبع ، لِمَ لا ؟ سيكون هذا ممتعاً .
....................................
سلااااااااااام يا جميلات .
وددت أن أقول كل عامٍ و أنتن بخير ، عيد سعيد و صيام مقبول ، استمتعن بالعطلة و تناولن الكثير من الطعام 😍😍
علمتِ ما هي مفاجئتك أليس كذلك Xiumin_monster أحبك تعلمين ؟
شكراً لكم يا أصدقاء على تفاعلكم على البارت الأول أنا حقاً تفاجئت و شعرت بالفخر بسببكم شكراً لكم أحبكم 😍😍
رقم قياسي لإكسو 0.2 ثانية ، بيعت كل تذاكر حفل Elyxion dot خلال هذا الوقت .
جميع توقعاتكم كانت خاطئة بالنسبة لصديق كاي جميعكم ظن أنه سيهون و أنه بعث كاي لينتقم ، هذه فكرة مستهلكة يا أصدقاء
البارت مكون من ٢٦٠٠+كلمة ، و الله طويل ، طب وسط ، بس مش قصير 😭😭😭.
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت .
١. رأيكم بكوبل شيومين و سارا ؟ غيرة و عبث شيومين ؟ لطف سارا ؟
٢. رأيكم بكاي ؟ إثباته لرجولته ؟ لطفه و مرحه ؟ معاملته مع تانيا ؟
٣. رأيكم بتانيا ؟ نظرتها لسارا ؟ معاملتها لكاي ؟ هوسها بسيهون ؟
٤. رأيكم بطبيعة جنون تانيا و تخيلاتها عن سيهون ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
تكبلني بأغلال صلدة تشلني
حبي لك لن يمت أبداً
لكنني مهووسة بك
ربما أصبح يوماً
مجنونة بسببك
ما حبك ؟
وصلا تانيا و كاي إلى المزرعة تلك في إنشتون ، إنها مزرعة جميلة و بهية الطل ، تتوسط حقول من المزروعات المختلفة ، محاطة بسورٍ مرتفع ، يتوسطها منزلاً من طابقين مزين بأغصان ورقية من الشجيرات .
خرج شاب ذا وجه باسم من المنزل لإستقباله و خطيبته ، خرجت من خلف ذاك الشاب حسناء شديدة الجمال ذات شعر طويل و ملامح وجه ساحرة ، فقط خلابة ، هو كان يتأزر قميص أبيض و بنطال جينز و هي ترتدي فستان أبيض قصير يعلو ركبتيها ، تقدما كلاهما نحو كاي و تانيا ، تعانق الرجلان و تبادلتا الفتاتان النظر بود .
أحاط كل رجل خصر فتاته بذراعه ثم أردف كاي بإبتسامة معرفاً تانيا عليهم .
كاي : تانيا ، هذا الشاب صديقي ، تعرفت عليه منذ زمن طويل ، يدعى شيومين ، كيم شيومين .
نطقت تانيا بلطف تحدثه بإبتسامة خفيفة .
تانيا : تشرفت بمعرفتك سيد شيومين .
أومئ لها قائلاً .
شيومين : أنا أكثر .
نظرت إلى الفتاة بجانبه تنتظر تعريفاً عنها من كاي فقال .
كاي : و هذه المثيرة زوجته ، سارا ، كيم سارا .
خبئت سارا وجهها بكفيها لفرط الخجل بينما شيومين و تانيا زجرانه بنظرة ساخطة ، حذره شيومين قائلاً بينما يستولي على خصر زوجته .
شيومين: لا تقل عنها هكذا أيها الدنيء .
ضحك كاي عالياً عندما زجر شيومين زوجته بغضب فرمقته بعيون القطط خاصتها متمسكنة .
شيومين : و أنتِ أعجبكِ اللقب !!
صمتت ترمقه بتلك النظرات و قد أبرزت شفتيها بحزن مزيف ، فتنهد هو بيأس ، هو للمرة التي لا يذكرها يستسلم أمام حلاوتها ، هتفت هي بمرح عندما هدأت زوجها بتعويذة حلاوتها .
سارا : هيا لندخل ، تفضلو .
دخلا تانيا و كاي ، جلست بجانب كاي ثم أخذت ترمق سارا بغبطة ، تراها تتنقل بخفة كالفراشة من ركن لركن ، تبتسم بصفاء و جمال شديد ، تشبه الملائكة بثوبها ناصع البياض ذاك ، إنتابها شعور بالغبطة ، لِمَ هي ليست مثلها ؟ لِمَ لا تكن سعيدة مثلها ؟ لِمَ لا تكن بخفتها و نقائها ؟ لِمَ ترى أنها شيطاناً فقط ؟
وضعت سارا كأس من العصير الطازج أمام تانيا فتبسمت لها الأخيرة بإمتنان ثم رفعته إلى شفتيها ترتشف منه ، أخذت سارا مكانها بجانب زوجها فأخذ بكفها بين كفيه ، واحد يتمسك بكفها و الآخر يمسد عليه ، نظرت إلى أيديهم المتشابكة بإبتسامة ، إنخرطت بحديث مع الحاضرين حتى تغفل عن آلامها لساعة على الأقل .
في المساء و بعد تناول العشاء الذي ساهمت تانيا في تحضيره مع سارا ، كان أربعتهم يجلسون على كراسي الحديقة في الخارج ، أردف شيومين آذِناً .
شيومين: كاي ، تستطيع أخذ تانيا في جولة حول المزرعة .
ضحك كاي بخفة ثم أردف بمزاح .
كاي : أتظنني بحاجة إلى إذن منك لأفعل ؟ لكن سنذهب الآن لا تقلقلا ، قَبِّلا بعضكما أثناء هذا .
فرّ كاي بتانيا ركضاً من قبضة شيومين التي كادت أن تطيح بكتفه .
وقف بها بعد أن إبتعد عن أنظار شيومين و زوجته ، أخذ يلهث أنفاسه بخفة متخصراً ، تمتمت هي بإبتسامة .
تانيا : مجنون !
نظر إليها كاي ثم ضحك بخفة ، أمسك بيدها من جديد ثم أخذ يتمشى معها في تلك المزرعة الكبيرة ، أخذها بجولة حول المزرعة و عرفها على أركانها جميعها ، هي أبدت إهتمام مزيف لكل ما عرفها عليه ، جلس على الأرض قرب حوض السباحة و وضع قدميه بالحوض و فعلت هي أيضاً بجانبه ، أخذ يلوح بقدميه في الماء لتتطاير قطرات عليه و عليها ، تذمرت هي قائلة .
تانيا : توقف كاي ، لقد تبللت بالماء .
رفع قدميه و ضربهما بقوة على سطح الماء يعاندها ، فتطايرات الكثير من القطرات عليها ، صرخت متذمرة .
تانيا : طفل !
ضحك هو قائلاً بعبث .
كاي : بل أنا رجل ، رَجُلكِ عزيزتي .
نظرت إليه بطرف عينها ساخرة و نظر إليها بتحدٍ قائلاً .
كاي : تريدين إثبات ؟
نفت برأسها و كفيها سريعاً بينما تنظر إليه بإندهاش ، كتم ضحكته ثم استقام واقفاً و انتشلها من ذراعها لتقف فقال .
كاي : لكن أنا أريد أن أثبت لكِ أنني رجُلِك .
نفت هي برأسها بتوتر بينما يسحبها خلفه غصباً .
تانيا : كاي ، إنني أمازحك فقط ، أنت رَجُلي .
أومئ لها بصمت لتردف بفزع بعد أن طالت المسافة بعداً عن بيت المزرعة .
تانيا : إلى أين تأخذني ؟
أجابها بنبرة ذات مغزى .
كاي : إلى أسفل ضوء القمر .
صمتت و هي تسحب من قِبَلِه حتى توقف أسفل بقعة مضيئة ، إلتفت إليها و عقد كفيهما معاً ، رفعت رأسها للسماء لترى القمر الذي ينير السماء يشع و يتوهج بجمال ، تبسمت بينما تشعر بالرياح تداعب شعرها ، أغمضت عيناها و تنفست بعمق .
همس كاي بإبتسامة تزين ثغره الوسيم .
كاي : أعجبكِ ؟
همهمت له كإجابة ثم فتحت عيناها و نظرت له قائلة .
تانيا: شكراً لك .
نفى برأسه بعبث فقبضت حاجبيها مستفهمة ليجيبها .
كاي: ألن تكافئِني ؟
أبتلعت جوفها بتوتر ثم همست .
تانيا : ماذا تريد ؟
أمسك وجنتيها بكفيه ثم مال برأسه صوب شفتيه قائلاً بهمس خفيض .
كاي : هذه .
همس بها قبل أن يدمج شفاههما معاً ، أنتفظت هي بين يديه ، لا تريد أن يلمسها فكيف به أن يقبلها ؟ لكنها لا تستطيع فعل شيء سوى الصمت و القبول .
فصل القبلة لينظر إلى وجهها بصمت ثم إقترب مجدداً نحو شفتيها من الجهة الأخرى ليقبلها من جديد ، هي تصنمت حرفياً ، هي لم ترى وجه كاي ، هي رأت وجهه هو في وجه من يقبلها ، وجه سيهون .
شعورها الآن كشعورها عندما يقبلها ذاك الماضي تماماً ، لا فرق يذكر ، بلهفة إلى سيهون أحاطت عنق كاي ثم أخذت تقبله بقوة و شغف شديدان ، على أنه سيهون ليس كاي أبداً ، كاي استهجن قبلاتها أيضاً رغم سعادته بها ، لكنها لم تفعل شيء كهذا من قبل ، دوماً تحتج بالبرد حتى لا يقبلها ، ماذا حدث الآن ؟
فصلت القبلة ثم عانقت كاي ، وضعت ذقنها على كتفه و يداها تمسدان على ظهره بهدوء ، فتحت عيناها لتراه من بعيد ، رأت سيهون ، شعرت به يدحجها بنظرة غاضبة ، لو أستطاع الوصول إليها لردّها قتيلة فوراً بأرضها .
إبتعدت عن كاي سريعاً ليستهجن تصرفاتها الغريبة للمرة الثانية على التوالي لكنها تبسمت بتوتر بينما تسترق النظر خلفه ، لكنه ذهب ، سيهون أختفى مجدداً ، تنهدت ببؤس ، أهي خانته الآن ؟ تشردقت بسخرية ، إنها تخونه منذ زمن ، أخفضت رأسها تنظر للأرض ، بالتأكيد سيعاقبها في حلمها الليلة على فعلتها ، كاي ينظر إليها مدهوشاً كلياً ، ماذا بحق الإله تفعل هذه الفتاة ؟
هذه المرة هو من تبسم بتوتر هامساً لها بهدوء .
كاي : لندخل ؟
أومئت له و هي تمسد ذراعيها فهمس من جديد .
كاي : تشعرين بالبرد ؟
أومئت له من جديد ، لا تعلم لما شعرت بالبرد ينخر عظامها فجأة ، خلع سترته ثم وضعها على كتفيها ، إحتضنها من كتفيها إليه ثم سار بها إلى الداخل مجدداً .
إلتفت كلاهما شاهقين عندما نظرا إلى شيومين و سارا يقبلان بعضهما بشغف ، ضحكا كلاهما بتكتم بينما ينظران لبعضهما ، أشار لها بأن يبتعدا عنها و مد كفه إليها ، عقدت كفها به ثم تبعته يبتعد من جديد لمسافة جيدة .
عادا يتكلمان بصوت عالٍ حتى يلفتا إنتباه هذين المشاغبين ، سرعان ما سمعا أصواتهما تفرقا كل واحد منهما على كرسي بعيد عن الآخر ، إقتربا تانيا و كاي ، يتشابكان الأيدي ، و يصرخان بالحمقات لا يتحدثا .
كاي : أتعلمين أن في أرحام النساء بيضاً رغم ذلك لا يبضن ؟
أومأت له لتقوم بصوت عالي قائلة .
تانيا : أتعلم أن الدجاج له أجنحة رغم ذلك لا يطير ؟
قهقهت سارا عالياً على نكاتهم السمجة و نست أمر خجلها ، إلا أن زوجها كان له رأي آخر حينما زجرهما بعصبية قائلاً .
شيومين : بماذا تتفوهان أيها الأحمقان ، أتظنا أن هذا مضحكاً ؟
إحتج كاي بقوة قائلاً و هو يشير إليه بسبابته .
كاي : لقد فعلنا هذا حتى تسمعا صوتنا و لا نراكما في موضع مُخِل للآداب و نحن ما زلنا صغاراً لا يجب أن تتلوث أفكارنا.
تنحنحت سارا بخجل ثم نهضت و دخلت إلى المنزل بحرج ، تانيا تضحك كما لم تفعل من بعد وفاة الحبيب .
أما شيومين فقد راقب زوجته تدخل إلى المنزل تشتعل خجلاً و على حافة البكاء ، إلتفت إلى كاي بغضب و هدر .
شيومين : أنت صغير و عقلك نظيف ؟! أنت ليس فقط أفكارك ملوثة ، أنت كلك ملوث و تدعي البراءة يا سَمِج ، هكذا تسببت الإحرج لسارا ؟ أنا سأقتلك .
فرّ كاي إلى داخل المنزل بتانيا التي تركض معه و تضحك و في الخلف شيومين الذي لا يتوقف عن تهديدهما ، أدخلها إحدى الغرف و أغلق الباب قبل أن يصله شيومين ، إستند كلاهما على الباب و أخذا يضحكان بتعب .
نظر إليها كاي و همس بإبتسامة هادئة .
كاي : كان هذا ممتع !
بنفس النبرة و النظرة لكن لشخص و بصوت مختلف تهيأ لها .
سيهون : كان هذا ممتع .
إنخفضت ضحكاتها تدريجياً و أبقت على إبتسامة خفيفة ، تنظر إلى وجه سيهون الذي هو بوجه كاي ، تأملته بحب شديد يلمع في عينيها ، رفعت يدها إلى وجهه تتلمس وجنته ثم همست بحنين .
تانيا : أحبك .
تبسم لها سيهون ثم وضع كفه على وجنتها لتنومها داخله ثم همس .
كاي : أنا أحبك أيضاً .
عقدت حاجبيها و نظرت إليه ، هذا كاي ليس سيهون ، لما عليه دوماً أن يأتيها بوجه كاي ؟ لما يفعل ؟ أزالت كفها عن وجه كاي و رفعت رأسها عن كفه فأخفضه إلى جانبه قائلاً بإبتسامة .
كاي : أصبحتِ تقولينها بسهولة لي مؤخراً ، الأمر يعجبني !
تبسمت بزيف قبل أن تجول بنظرها في الغرفة ليستطرد هو مُعلِماً .
كاي : تلك الغرفة لكِ الآن ، ستمكثين بها حتى نعود إلى المدينة .
أومأت له لتقول .
تانيا : ماذا عنك ؟ أين ستمكث ؟
وضع كفيه على كتفيها ثم همس بإبتسامة ودود .
كاي : لا تقلقِ علي ، أنا سأكون في الغرفة المجاورة .
أومئت له بإرتباك لم يلحظه ، أزال هو يديه ثم إلتفت للخارج ، إستدار سريعاً قائلاً .
كاي : تذكرت ، إن أحتجتِ شيء تستطيعين أخباري .
أومأت له ثم غادر بهدوء .
إلتفتت و جلست على السرير ، تمددت عليه و غفت سريعاً ، الإرهاق غلبها هي حتى لا تعلم كيف نامت بهذه السرعة .
في ساعات منتصف الليل ، أصبح وجهها يتعرق و تلتف به يميناً و شمالاً هامسة بخفوت .
تانيا : لا لا !
" صرخت بأعلى صوت تستطيع الوصول إليه حتى استشعرت الدم في حلقها .
تانيا : لا ، لا ، لا !
مقيدة على كرسي خشبي بأحبال غليظة ، كاي على الأرض عند قدميها ينزف و هناك سيهون من يقف أمامه و قدمه فوق بطن كاي ، نظر إليها بغضب ثم قال صاراً على أسنانه .
سيهون : أهذا الذي قتلتيني لأجله ؟ حتى تخونيني معه دون رقابتي ؟ أهذا هو ؟ أيستحق أن تفضليه عليه ؟ أجيبي يا ساقطة .
نفت برأسها تنزف الدمع كما كاي الملقي أرضاً ينزف الدم ، أجابت تتوسله بمرارة .
تانيا : لا يا سيهون صدقني ، كاي ليس له شأن بفعلتي ، أنا المذنبة الوحيدة هنا ، لا شأن له ، دعه يذهب أرجوك ، أرجوك .
ضحك هو بشرٍ ثم أقترب إليها لتتنازع الأنفاس بصدرها ، قبض على فكها بأصابعه يعتصره فأفرجت عن آه موجِعة ، إقترب هو نحو شفتيها ، همس بينما يمسح على شفتها السفلى .
سيهون : أستمتعتِ بقبلته ؟ أحببتيها ؟ رأيتك تبادلينه بشغف ، ألهذه الدرجة كنتِ تَطُوقين لشفتيه ؟
نفت برأسها بينما تبكي لكنه ردعها عن البكاء و جعلها تصرخ ألماً عندما لوى شفتها السفلى بأصابعه حتى نزفت الدماء و هو يصرخ عليها .
سيهون : سأقتلك ببطء ، سأجعلكِ تتمنين الموت و لا تناليه ، سأعذبك ، هذا ثأري .
قبض على شعرها و شده بقوة للخلف ، صرخت بألم و رفعت يداها إلى قبضتيه تحاول تحرير شعرها ، أغمضت عيناها عندما نظر فيهما بحدة قائلاً .
سيهون : أنا لن أتركك و شأنك ، أنا سآتيكِ قريباً ، سأعذبك على يداي ، سأعذبك .
شعرت به يحرك رأسها جنباً من شعرها الذي يشده بإتجاهه ، ثم بشفتيه تعنف شفتيها لا تقبلها بالعون مع أسنانه التي تخلف جروحاً بقضمات آليمة ، تحاول الصراخ فلا يخرج سوى تأوهات في فمه ."
أستيقظت بفزع شاهقة بخوف، فتحت عيناها تلهث أنفاسها بقوة ، دموعها تملئ وجهها ، جسدها يرتجف ، وقفت بإضطراب و توجهت لدورة المياه ، دخلت لتغسل وجهها بالماء ، رفعت نظرها إلى المرآة لتراه خلفها ، شهقت و ألتفت سريعاً للخلف ، لا أحد هنا .
إبتلعت جوفها بتوتر ثم خرجت من دورة المياه ثم الغرفة بأكملها مهرولة ، ذهبت إلى غرفة كاي و أخذت تطرق بابه بقوة و هي تنظر خلفها بخوف ، فتح لها الباب مدهوشاً لتلقي بنفسها على صدره العاري تحتمي به بينما تهمس بفزع .
تانيا : كاي دعني أبقى معك الليلة ، لا تتركني أرجوك ، أنا خائفة .
مسح ملامحه الدهشة عن وجهه ليحل محلها القلق عندما قبض حاجبيه و أردف بقلق .
كاي : أرأيتِ كابوساً ؟
أومئت له سريعاً ، رفع يدها و أخذ يمسد به على شعرها بلطف ، أدخلها غرفته و أجلسها على سريره بلطف ، جلس على ركبتيه أمامها ثم قال برقة .
كاي : لا تخافِ يا عمري ، أنتِ بخير الآن .
أومئت له ببطء فوقف على قدميه ، سحب قميصه من على السرير و أرتداه أمامها ، هي أخفضت رأسها إلى حِجرها بخجل .
تبسم كاي ثم جلس بجانبها و أحاط كتفيها بذراعه ليقول .
كاي : نامِ على سريري و أنا سأنام على الأرض ، حسناً ؟
نفت برأسها و تمسكت بقميصه بقبضتها ثم وضعت رأسها على كتفه قائلة .
تانيا: لا ، لا تتركني ، أريد أن أنام بجانبك لو سمحت .
أومئ لها بإبتسامة رغم الغرابة و الإستهجان اللذان يشعر بهما نحو تصرفاتها الغريبة معه ، لم تكن قريبة منه مسبقاً لهذا الحد و لم تلتجأ إليه مسبقاً أبداً .
كاي : حسناً ، هيا نامِ و سأنام بجانبك .
أومئت له ثم تمددت على السرير بعد أن تركت له مكاناً لينام فيه ، تمدد هو بجانبه ، كلاهما ممدان ينظران إلى السقف بشرود ، أدارت رأسها لتنظر إليه ثم أعادت بصرها إلى السقف .
كلاهما شارداً بما يهمه ، هي تفكر في سيهون ، كوابيسها عنه أصبحت مُريبة ، دوماً يهددها تهديده الأخير ، سيقتلها ببطء ، هي تؤمن بأنه يخبرها بشيء من خلال تلك الكوابيس ، لكنها لا تعلم ماذا يريد ، أروحه تطاردها ؟ نفت برأسها ، لا لا ، هذا يحدث في الخيال فقط ليس بالواقع .
أما هو فيفكر بشأنها ، الكثير من أمرها يستعجبه ، هو يقدرها حق تقديرها و يحبها حباً جماً دون أن يبخل عليها بإظهار مشاعره لها ، يقدم لها كل يوم حفنة من الحب و باقة من الإبتسامات ، أما هي فلا تعطيه شيء يذكر ، أحياناً يشك أنها تحبه و أن العلاقة بينهما هي علاقة حب من طرف واحد ، هو يعلم أن لها حبيب مات ، لكنها أقنعته بأن الزمان كفيل للنسيان و علاجاً لجروح الشوق و الفراق .
اليوم يوم العُجاب ، أقبلته و أحتضنته و أعترفت بحبها ؟! أحقاً فعلت ؟! هو لا يصدق ، أن تصديق أمر كهذا لهو ضرب من الخيال ، هي رفيقته منذ عام و نصف و حبيبته منذ عام ، لم يسبق لها أن تكلمت عن مشاعرها تجاهه ، دوماً هو يتكلم و هي تستمع ، خَلدِه لا ينضب من الأحاديث و خَلدِها خاوياً ، لطالما ظن أنه مشاعرها باردة نحوه ، أو أنها قبلت أن ترتبط به لسبب لا يتعلق بالحب أبداً .
في الصباح الباكر ، أستيقظ كاي من نومه على إثر الضجيج في الخارج ، شعر بثقلٍ على صدره فابتسم ، أنها تنام على صدره بعمق ، وضع أصابعه في شعرها الأحمر ، الناعم ، و الطويل ، وضع خصلها على وجهه يتنفس رائحته الجميلة ، كيف عليه أن يصف شعوره ؟ شعرها وحده قصة لا يستطيع أبدع كتاب الغرام إكمالها .
أما عبقها فرائحة النعيم به ، خليط من النعومة و الرقة أجمل من الورد حتى ، حركت رأسها على صدره و تثائبت بنعاس ، نظرت إلى من ترقد على صدره فابتسم و ابتسمت ، ماذا يقول عن عيناها ، أنفها ، وجنتيها ، و شفتيها ؟ كل ما بها مخلوق بدقة خَلق الخالق ، عيناها كالفنجان ذات رموش طويلة و كثيفة ، أنفها صغير و لطيف ، وجنتيها ورديتان ، أما شفتيها فهما أجمل ما فيها ، فم صغير و شفاه وردية طرية و ممتلئة ، جميلة و بحق الجمال هي إسراف .
أخفضت رأسها ثم رمشت عدة مرات بخجل ، نظرات عيناه الهائمة بها تأكلها أعلاه ، أرتكزت على صدره لتجلس ، جلست بجانبه و قعد من رقوده ، مسح على رأسها بلطفٍ قائلاً بإبتسامة .
كاي : صباح الخير تانيا .
حكت معصمها بتوتر و أجابته بإبتسامة مرتبكة .
تانيا : صباح النور كاي .
نظر كلاهما نحو الباب عندما دُقَ بقوة و أتاهما صوت ثخين مع ضحكات ناعمة من خلفه .
شيومين : أيها المنحرفين لما تناما معاً في نفس الحُجرة ؟ هيا الإفطار جاهز ، تعاليا .
قهقهت سارا من خلف الباب و أجابته بعدما طرقت كتفه بنعومة .
سارا : أخجلتهما يا حبيبي .
نفث أنفاسه بإنزعاج و قال .
شيومين : أنا لا أسمح بحدوث العبث بمنزلي .
رفعت حاجبها بإستنكار و تخصرت أمامه ، لا يسمح بحدوث العبث بمنزله و هو أكبر عابث ، هو فهم تلك الوقفة و النظرة فتبسم بخفة و جلبها إليه من خصرها هامساً بأذنها بشقاوة .
شيومين : فقط أنا و أنتِ نعبث ، لا يحق لإحد أن يعبث غيرنا .
رمشت بخجل ، هو يراقبها بإستمتاع ، همست بسخط .
سارا : منحرف !
أومئ لها ثم قبل عنقها بخفة هامساً هناك بينما شفاهه تلامس جلد رقبتها .
شيومين : أكثرهم إنحرافاً أنا ، تعلمين ؟
دفعته من كتفه عنها ثم سارت بإضطراب مبتعدة عنه ، هو يراقبها من الخلف و همس .
شيومين: أحبكِ .
على طاولة الإفطار حيث يجلس الزوجان جنب إلى جنب مقابل الخطيبين ، أردف شيومين بعدما إبتلع ما في جوفه .
شيومين : لقد فكرت أن نخرج لتخييم في الحقل المجاور ، أن يطل على بحيرة جميلة ، سارا أعجبتها الفكرة فماذا عنكما ؟ ستذهبان معنا .
نظر كاي إلى تانيا ، إن كانت معارضة لكن يبدو على وجهها أنها لا تعارض أو لا تهتم ، أعاد بصره لشيومين و أردف بإبتسامة .
كاي : بالطبع ، لِمَ لا ؟ سيكون هذا ممتعاً .
....................................
سلااااااااااام يا جميلات .
وددت أن أقول كل عامٍ و أنتن بخير ، عيد سعيد و صيام مقبول ، استمتعن بالعطلة و تناولن الكثير من الطعام 😍😍
علمتِ ما هي مفاجئتك أليس كذلك Xiumin_monster أحبك تعلمين ؟
شكراً لكم يا أصدقاء على تفاعلكم على البارت الأول أنا حقاً تفاجئت و شعرت بالفخر بسببكم شكراً لكم أحبكم 😍😍
رقم قياسي لإكسو 0.2 ثانية ، بيعت كل تذاكر حفل Elyxion dot خلال هذا الوقت .
جميع توقعاتكم كانت خاطئة بالنسبة لصديق كاي جميعكم ظن أنه سيهون و أنه بعث كاي لينتقم ، هذه فكرة مستهلكة يا أصدقاء
البارت مكون من ٢٦٠٠+كلمة ، و الله طويل ، طب وسط ، بس مش قصير 😭😭😭.
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت .
١. رأيكم بكوبل شيومين و سارا ؟ غيرة و عبث شيومين ؟ لطف سارا ؟
٢. رأيكم بكاي ؟ إثباته لرجولته ؟ لطفه و مرحه ؟ معاملته مع تانيا ؟
٣. رأيكم بتانيا ؟ نظرتها لسارا ؟ معاملتها لكاي ؟ هوسها بسيهون ؟
٤. رأيكم بطبيعة جنون تانيا و تخيلاتها عن سيهون ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(7)
Part Two
جنون وتخيلات تنايا دليل انها لسه بتحبه
Відповісти
2018-09-08 19:53:28
1
Part Two
البارت والحبكة والوصف والاحداث وتسلسل الاحداث وتدرجها والانسجام بين الشخصيات بجد ممتاز
Відповісти
2018-09-08 19:55:00
1
Part Two
احسد ساره 😭😭 لالا جذب اتمنى ان تبقوا مع بعض
Відповісти
2018-09-10 21:27:48
1