Chapter Twenty-one
" الضربة القاضية "
شكلني القلب على هواك
و
شكلني العقل على بُعداك
فلأي طرف أشتكل ؟!
ما كان عسيراً علي إدراك أن الرجل الذي جردته من كل شيء لم يتجرد سوى مني ، يوم فجّر قصر العدل أدركت كم كنتُ غبية بحبي له و كم كانت ظنوني خائبة إذ ظننتُ نفسي أفقدته كل شيء و أنا لم أفقده حتى نفسي .
خطفني ليقص أذرعي و أعجز أن أطوله مجدداً ، غيابي سيسبب فوضى عارمة في قصر العدل إذ أنني البارحة فقط قد أفشيتُ به و اليوم إختفيت .
متأكدة أنه لم يترك أي أدلة عليه بعد جريمته ، أخاف على تشانيول من سيهون ، أرجو ألا يكتشف شأنه ، سيقتله بلا شك و لن يتوانى عن ذلك ، سأفقد أخي من جديد !
لا أعلم ما الوقت الآن و لا كيف الحياة خارجاً إذ أنه منذ أن آتى بي إلى هنا ربطني على هذا السرير و حبسني بهذه الغرفة التي تشبه غرف المستشفيات النفسية .
ما يزيد حقده علي تلك العلامات التي تملئ عنقي ، إفشائي عنه للشرطة بكفّة و تلك العلامات بكفّة أخرى ، أظن أن كفة العلامات ترجح حتى .
هو مهما أدعى و قال أنه يكرهني و يريد أن يقتلني أدرك جيداً أنه مازال يغار علي ليس لأنني المرأة التي يحب و ليس لأنني أحمل طفله فحسب بل لأنني زوجته .
في هذه الغرفة لا يوجد شيء سوى هذا السرير القاسي و تلفاز ، لا أعلم إن كان يعمل حتى أو بالأصح لماذا يضعه هنا ؟!
أنا منهكة أحتاج أن أنهض ، أن أمشي قليلاً ، أنا لا أرجو لنفسي ولادة عسيرة أبداً ، أشعر بأن قدماي تصلبت لوثاقة هذه القيود .
سمعتُ صوت مفتاح يدار بالباب لأنظر ناحيته ، دخل و على وجهه إبتسامة ساخرة ، دون أن يقول شيئاً آتى و جلس بجانبي ثم بجهاز تحكم كان في يده شغل التلفاز .
نظرتُ إليه لا أفهم شيء فأمسك بذقني و أدار وجهي ناحية التلفاز يحثني أن أشاهد ما سيعرضه ، هو لم يضع هذا التلفاز للزينة ، كنتُ متأكدة من ذلك .
إنها أخبار ساعات المساء ، تلك المحطة هي المحطة الإعلامية الوطنية .
" بعد أدلة موثقة و أكيدة الصحة قدمتها المدعي العام بارك تانيا ثبت أن المجرم اوه سيهون ما زال حي و هو المتهم في قضية إنفجار قصر العدل الذي راح ضحيته خمسين قتيل . "
ذُعِرتُ عندما لامست أنفاسه بحرارة بشرتي و صوته تغلغل في أذني .
سيهون : أحسنتِ يا زوجتي العزيزة ، ستمسكين بالمجرم قريباً و تقتليه مجدداً لكن تأكدي هذه المرة أنه مات .
إلتفتُ برأسي لأنظر إلى وجهه و كما ابتسم إبتسمت ثم همست .
تانيا : بالتأكيد لن أخطأ مجدداً ، سأكون أكيدة هذه المرة أن حبل المشنقة نحر عنقه .
إرتفعت يده و ظننته على وشك أن يصفعني مجدداً لكنه تلمس بها شعري و قال .
سيهون : هذه أخبار مساء اليوم ، يا تُرى كيف ستكون الأخبار مساء الغد ؟!
قبضتُ حاجبيّ انظر له لأجد إبتسامته بإتساع ثم نهض و خرج ! ماذا يقصد ؟! هو لم يعرض هذه الأخبار علي ليريني بطولاتي التي أقمتها على حِسابه .
ضعتُ بين أفكاري المتزاحمة في عقلي ، تلك الإبتسامة على وجهه لم تكن مريحة أبداً ، لا أعرف ماذا سيحدث للغد و لكنني متأكدة أن أخي قلق جداً علي ، أرجو ألا يتهور .
في الصباح التالي آتى لي بالإفطار ، تناولته بهدوء كي لا أغيظه برفضي و قبل أن يرحل أوقفته .
تانيا : إنتظر !
إلتفت ينظر إلي ثم قال .
سيهون : ماذا تريدين ؟!
اعرف أنه لن يقبل من أول محاولة لذا أتيته من نقطة ضعفه التي لأجلها يحتفظ بي .
تانيا : دعني أتحرك ، أحتاج أن أمشي ، بقائي هكذا سيقتلني و يقتل الطفل لاحقاً .
تلاقى حاجبيه في نقطة إستنكار .
سيهون : تكذبين علي لأخرجك !
نفيتُ برأسي سريعاً ثم أجبته .
تانيا : أرجوك صدقني ، إسأل طبيب إن أردت !
أومئ بهدوء ، أيعقل أنه إقتنع بهذه السهولة .
سيهون : ستأتي طبيبة و تبقى معكِ ممرضة حتى تلدي ، عندما تأتي سأسألها .
إلتفت مجدداً و كاد أن يرحل لكنه توقف ليقول شيء .
سيهون : ليس لأجلك بل لأجل الطفل ، أنتِ سأقتلكِ بمجرد أن تلدي .
لن ينالك الحب مني عندما تضع المسدس في رأسي ، أشك في ذلك !
أتت الطبيبة بعد وقتاً من غيابه ، أظن ساعتين أو ثلاث ، أنا لا أعرف ما هو الوقت و النافذة بهذه الحجرة مغلقة لذا لا أعلم ما هو الوقت الآن .
دخل بصحبة الطبيبة و الممرضة التي ترافقها و راقب الطبيبة بينما تفحصني ، لم يبدو عليها التعجب للحالة التي وجدتني بها .
إذ رأتني أسيرة مربوطة بسلاسل موثوقة على هذا السرير و لم يهتز لها طرف ، ربما هي معتادة على مشاهد مشابهة ، إعتدلت بالوقوف بعدما إنتهت مني ثم دعت سيدها كما نعتته لحديث يستثنيني بالخارج رغم أنني محوره .
عاد بعد دقائق وحده و أدخل علي الطعام ثم غادر ، أشعر بالوحدة الشديدة ، معاملته اللعينة هذه تفقدني أنسانيتي ، أشعر و كأنني حيوان يُطعَم فقط لينتج .
لم أسأله عن حال الطفل و لا أفتتحت معه حديث كما لم يفعل هو و بعد أن خرج أكل الملل من وعيي لأخلد إلى النوم .
في المساء عاد يحمل معه أوراق كثيرة و ملفات ، يبدو وجهه منعش و على وجهه يقام نصر .
شغل التلفاز ثم جلس بجانبي ، إزدرئتُ جوفي عندما أدركتُ أنه وقت الأخبار ، رفع الصوت على آخره ثم همس بإستمتاع .
سيهون : استمتعي بالمشاهدة !
ذات المذيع من البارحة بذات الملامح الجامدة أعلن .
" بعد أن توصلت المدعية العام إلى أدلة قاطعة الصحة تثبت أن المجرم اوه سيهون حي و أنه متورط بإنفجار قصر العدل ، وصلت اليوم صور و أدلة إضافة إلى تسجيلات كاميرا للمدعية العام تثبت تورطها بالجريمة و جرائم أخرى كثيرة . "
شهقت بقوة و نظرتُ إليه سريعاً فأشار لي أن أتابع الأخبار بصمت ، أنا متورطة بالتفجير ، كيف ذلك؟! توشوش بصري لكثرة الدموع التي تراكمت في جفوني ، لقد قضى علي !
إستعرض البرنامج الإخباري أدلته بينما المذيع يتحدث بالخلفية .
" تبين أن المدعية بارك كانت في علاقة حميمة مع المجرم اوه قبل أن يشاع مقتله قبل ثلاثة أعوام و ثبت أنهما متزوجين بعقد زواج صحيح وصلت صورة عنه للمركز الأمني من طرف مجهول "
يا إلهي ! هكذا قد نُقِض زواجي من كاي ، هذه ليست المصيبة ، إنما أن هذه جريمة يحاسب عليها القانون !
" المدعية بارك تسترت على المجرم اوه و سعت خلف منصب إداري أعلى عندما أكدت أنها قتلت المجرم و لم تستطيع تسليمه للشرطة لأنه كاد أن يقتلها في محاولاتها الحثيثة في إدعائها السابق ، هي أعطته فرصة ليبقى على قيد الحياة و بنفس الوقت نالت ترفيع في منصبها الأمني . "
لقد كانوا مقتنعين بما قلته و أثبته بأدلة ، الآن ينكرون فإذن كيف ذلك ؟!
" صور و تسجيلات كاميرا أثبتت أن المجرم اوه يتردد إلى شقة المدعية العام منذ ست شهور فائتة في ساعات ما بعد منتصف الليل ."
هذه مصيبة أيضاً ، سيشاع عني أنني ساقطة أقيم علاقة مع رجل مجرم رغم أنني متزوجة و بعقد باطل !
" تزوجت المدعية العام من شاب ابن عائلة مرفهة في المجتمع و بليلة زفافها تبين أنها حامل من المجرم اوه إذ أن تردده على شقتها كان ليقيم معها علاقة جسدية . "
يا إلهي ! ها نحن ذا ! كيف علموا بشأن الطفل ؟!
" المدعية العام تأذت مشاعرها و انفجرت غاضبة على المجرم اوه لأن إحدى الضحايا كان صديقها المحقق زي تاو و هذا ما خالف إتفاقها مع المجرم اوه "
إتفاق ماذا ؟! أنا لستُ مجرمة أقتل الأبرياء !
" المدعية بارك مختفية منذ يومين إذ بليلة كشوفاتها لمكتب التحقيق إختفت و قد تبين من كاميرات المراقبة أن سيارة سوداء مضللة هي التي أخذتها من شقة أخرى بأسمها . "
هذا يعني أنني أظهر في عيونهم هاربة عن وجه العدالة و لستُ مختطفة .
إنتقلت الكاميرا إلى رئيسي المدير و قال بصرامة .
" قمنا بسحب المنصب المنسوب لبارك تانيا و هي الآن مطلوبة لتمثل أمام وجه العدالة ، المجرمة متهمة بتضليل الأمن ، التستر على مجرم و التعاون معه ، ايضاً بالزواج من رجل رغم أنها متزوجة ، بمجرد أن نلقي القبض عليها سنزجها بالسجن و و ستخضع للتحقيق ، ستتخذ العدالة مجراها . "
البارحة فقط كانوا يتفاخرون ببطولاتي ، اليوم يرجموني بإتهامات باطلة لا أصل لها من الصحة !
سيهون : إنتهت اللعبة و الأسد إنتصر !
خلال إستماعي لكل هذا كنت أبكي بصمت ، هذه الأدلة قاطعة أي أنني سأسجن مدى الحياة لو أمسكوا بي الشرطة !
إنتشلني من تفكيري عندما جذبني من مؤخرة عنقي إليه و جعلني أنظر في عينيه ، إبتسم بوجهي إبتسامة منتصر ثم همس .
سيهون : بَطُلَ زواجكِ من غيري يا زوجتي العزيزة .
تانيا : أهذا كل ما يهمك ؟
لا أعرف كيف يفكر تارة يدفعني إليه و تارة يدفعني عنه ، في لحظة يقول أنه مسح حبي و في اللحظة التالية يقول أنني له !
أنا متأكدة أنه لا يحبني ، لو كان يحبني لما ورطني بهذه المصيبة ، أنا المخطئة ، أنا من سكت عنه .
حرر عنقي من قبضته ثم قال .
سيهون : ألا ترغبين بمعرفة أدلة الشرطة ضدكِ ؟
نفيت برأسي سريعاً و أردتُ الإبتعاد عنه بقيودي لكنه منعني إذ تمسك بعضدي و دفعني إليه .
أغمضتُ عينيّ عن النظر إليه و ها أنا أبكي كطفلة صغيرة يتيمة و وحيدة .
سيهون : تسجيلات الكاميرا و أنا أصعد إلى شقتكِ ، أخرى بعد ساعات و أنا أنزل ، عقد الزواج ، لقائتنا الخارجية ، كل شيء يدينكِ كما يدينني !
أمسك بذقني و رص أصابعه ليؤلمني ففتحت عيني أنظر إليه و أطلقتُ صوتي ليعبر عن وجعي ، تبسم بشر المجرم الذي فيه و قال متذاكياً .
سيهون : أتظنين أنني لم أحسب يوماً حِساب لتطعنيني مجدداً ؟ كنتِ ستبقين المدعية العام لو ما أوشيتي بي !
ترك ذقني بخشونة و حرر معصمي من الأغلال و حرر قدميّ ثم نهض عن السرير ليقول .
سيهون : اخرجي إن أردتِ ، اذهبي أنا لن أحبسكِ مجدداً .
أين سأذهب ؟ للشرطة حتى يلقوا القبض علي ، الآن يفلتني و هو يعلم أنني لا مكان لي سوى بحوزته ، رفعت نظري إليه أتحسس بطني ، ابني لن يولد بالسجن و لن يعيش فيه !
نظر إلى بطني ثم ابتسم بسخرية و نظر في عينيّ .
سيهون : تستغلين أن ابني بحوزتكِ كي لا أتخلى عنكِ !
أخفضت رأسي ، نعم هذه نيتي ، ما دمت ورطتني و ورطتك لا تتخلى عني الآن أرجوك .
جلس بجانبي مجدداً و رفع وجهي براحته التي إنبسطت على وجنتي ثم قال بينما ينظر في عينيّ .
سيهون : خنتني مجدداً و ها أنا أمنحكِ فرصة مجدداً ، انظري كم أنا كريم معكِ !
كدتُ أن أتحدث لكنه وضع سبابته على شفتيّ يمنعني عن الحديث و أسهب هو .
سيهون : إن أردتِ البقاء لن أمنعكِ ، تعيشين يا زوجتي معي كزوجتي ، أي تصرف يصدر عنكِ تشوبه شائبة أسلمكِ للشرطة بيدي ، موافقة ؟!
أومأت سريعاً ليبتسم بخفة و يقبل زاوية شفتيّ ، حررني من هذه القيود جميعها و خرج و ترك الباب مفتوحاً ، أي أنني أستعدت حريتي فقط في قصره و لقد سلبني أياها خارج أسواره .
نهضتُ عن السرير بضعف و خرجتُ من باب هذه الغرفة اللعينة لأجد نفسي في قصره مجدداً ، مر وقت طويل!
ركضن إلي العاملات يرحبن بي و اللواتي أعرفهن احتضوني ، أنا زوجة الرئيس مجدداً ، رفعت رأسي أنظر إليه ، يقف على أساور الطابق العلوي و ينظر نحوي ، كل ما فعله كان ليعيدني إليه مجدداً .
لقد كلفني حبه لي الكثير و كلفني إنتقامي منه أكثر ، ها قد أصبحتُ مجرمة في نظر القانون مثله ، أصبحنا سواسية أمام القانون .
هل علي أن أستسلم أخيراً و أعيش معه بهدوء و صمت ؟! سجنه و تسلطه يبقى أفضل من سجن الدولة و إتهاماتها .
يا ترى ما الذي حدث مع تشانيول ، بالتأكيد هو يبحث عني بجنون ، أخاف أن يكتشف سيهون أنه حي ، وقتها لن ينفك عن اللحاق به و سيقتله إن طاله ، و إن اكتشفت الدولة أنه حي سيتورط أيضاً و يعتبروه شريكي .
أنا مجبورة على تقبل سيهون كما هو و تقبل علاقتي به ، مجبورة أن أنصاع لأوامره لكن ذلك لن يطول أبداً ، سأقوِّم جذعي و أجد لي وسيلة تخرجني من هذا المأزق ، حتى ذلك الوقت علي أن أطيعه و أتقبله .
بأمر منه تم نقلي إلى الغرفة التي يمكث بها و هنا كانت الصدمة ، سيهون لم يتعافى مني و لن يتعافى مطلقاً !
حالما ولجتُ إلى الغرفة سبقتني رائحة عطري لتلج أنفاسي ، أكان يعطر غرفته بعِطري و يقول أنه لا يحبني ، بالله عليك !
ولجتُ إلى الداخل و داهمني الحنين ، أنها على الترتيب و الأثاث الذي اخترته أنا من قبل ، أغلقتُ الباب خلفي و تدبرتُ مكاني المفضل في هذا القصر ، غرفته .
هذا المكان شهد على حبنا و على إجتماعنا الأول و على قبلتنا الأولى و على كل شيء جميل و نقي حدث بيننا .
تجولت في غرفته الواسعة على راحتي ثم رسيت أمام دولاب الثياب و في قلبي شك أنه ما زال يحتفظ بثيابي التي كان يبتاعها لي .
فتحت الدولاب و ما فاجئني رؤية ثيابي بالداخل ، سيطر علي الشوق لأيامنا الخوالي ، لسيهون الذي يحبني .
كان يبتاع لي كل يوم فستان زاهي و صيفي ، كان يقول لي أنني أبدو جميلة بالفساتين و قد منعني عن إرتداء البنطال ، فقط فساتين و تنانير .
كلما ظهرت له بفستان جديد كان ينعتني بالملاك ، طوال فترة حبنا كان يناديني بِ" زهرتي " ، لِمَ يداهمني الشوق لكل ذكرياتنا المنصرمة ؟!
يبدو أن عاطفتي تحكمني مجدداً و مشاعري تنسيني أفعاله ضدي ، علي أن أتعقل قليلاً .
جلستُ على كنبة منزوية و أرحت ظهري لأرفع يدي و أتحسس بطني براحتي ، ابني يكبر سريعاً إنني بشهري الرابع الآن ، الآن يظهر إن كان فتاة أم فتى .
أذكر يوم تزوجنا ، كان آخر يوماً لنا معاً ، فعلياً قبل أن أقتله بساعات قليلة فقط ، كنتُ على صدره و أصابعه تدغدغ ظهري العاري .
كنتُ أفكر بالتراجع عن قتله و لكن أمام حرارة غضبي لمقتل أخي هان علي حبي و قتلته في ذات اليوم الذي تزوجني منه و أصبحت فيه إمرأته .
لقد تزوجت و ترملت في نفس اليوم ، كان زواجي منه خارج عن خطتي المتفق عليها مع تاو ، أذكر أنني عندما عدت وبخني توبيخاً طويلاً لأنني تزوجتُ مجرم و سلمتُ جسدي له ، لكن تبريراتي الكثيرة و دموعي المريرة جعلته يصمت عن توبيخي و يحتويني بصمت .
كنتُ أغمس وجهي في عنقه أكبح نفسي عن البكاء و هو ظن أنني ألاطفه أو أنني خجولة ، إضطرابي و هلعي ذاك اليوم فاق خجلي .
قبل جبهتي ثم صرف شعري عن واجهة وجهي لينظر إلي كما يحلو له ، قبل أنفي ثم قبل شفاهي قبل مفعمة بالحب و المشاعر و بادلته أياه بأسف عظيم .
همس في نبرة حنون و رنم .
سيهون : أريد أربعة أطفال فتاتين و صبيين .
إبتسمت بخفة وقتها ثم همست .
تانيا : هذا كثير ! يكفي صبي و فتاة .
نفى سريعاً برأسه و رطمني من على صدره إلى السرير ثم إعتلاني سريعاً ليبتسم بشقاوة بينما يمرر أطراف أنامله على عنقي .
سيهون : ليس كثير ، أنتِ زوجة اوه سيهون ، من فضلي عليكِ أنني أكتفيتُ بأربعة أطفال .
ضحكت وقتها ملئ شدقيّ و سقطت دموعي تعزيني فيه قبل أن أقوم بفعلتي ، وقتها أسكتني بقبلة و غمرني بحنانه و حبه من جديد .
ما زالت فيّ تانيا التي يحب ، ما زالت تعيش بي ، ما زال قلبي ينبض على ذكراه و جسدي يرتعش لقربه ، أرجو أن أصمد حتى النهاية و لا تهزمني مشاعري .
لم أعي على الوقت و هو يمر ، كانت ذاكرتي تحيي ذكريات حبنا معاً طوال هذا الوقت ، كان قلبي يقف ليمجد لحظات الحب الغفيرة التي جمعتنا و عقلي ينصر إنتقامي ، أنا خنته و أنا لم أخونه .
شرع الباب بهدوء و دخل منه زوجي إلي ، لربما هذه المرة الأولى التي أعترف فيها أنه زوجي من كل قلبي ، دخل ينزع عنه معطفه بينما ينظر إلي لذا أنا أشحت ببصري عنه و احتوى نظري النافذة .
سيهون : لستِ أسيرة هنا ، إن أردتِ أن تذهبي اذهبي ، أنا لن أتمسك بكِ .
ألم يقل لي أنه سيعاملني كزوجته ، ما الذي تغير ؟!
كنتُ انظر إليه و الإستفسارات تعلو معالم وجهي ، لا تشح علي و لا تمنن ، أنت من ورطني بهذا عليك حفظي الآن .
آتى ليجلس بجانبي و بغرابة أخذ يمسح على شعري كما لو أنني طفلة تطلبه الحنان ، بالنظر إلى وجهه القريب جداً أشعر بأنني أقع له مجدداً .
أعشق وجهه و كيف يبدو ، له هالة من الرجولة الفائقة و الحسن البارز ، تبدو ملامحه باردة لكن صدره أدفئ من فراش ثخين ، دافئ ، و مريح .
ماذا أهذي أنا ؟!
لكن جدياً مشاعري تجدف نحوه و قلبي ينغزني لأنسى ما فعله بي و ما سيفعله ، كما لو أنه سد الضربة التي ضربته أياها فيدعوني إلى حياة جديدة معه أسفل حظر القانون و تشيد الأمن حولنا ب " مطلوب للعدالة " .
أشعر أنني مجرمة بحق ، تعددت الأسباب و الطرق و الوسائل و النتيجة واحدة ، أنا لسيهون و سيهون لي ، مهما حاولنا الإبتعاد هذا هو الوضع الراهن .
ربما حملي يؤثر علي في الوقت الراهن و يهدد إتزان مشاعري لتنجرف إليه، لكنني سأعي لاحقاً أنه أحتفظ بي لأجل ابنه و أنا وافقت لأجل سلامتي .
سأدرك ذلك عندما يأخذ ابني مني و يطلق في رأسي الرصاص كي يرتاح مني أنا المرأة التي أخلص لها و خانته .
أنه حقاً مجرم في الإخلاص!
تزعزعتُ عندما أدركني دفئ أنفاسه من قريب و شعرت بعدها بشفتيه تجول على وجنتيّ ، الآن أدركت أنه ثمل ، سيهون لا يثمل إلا ليهرب من الواقع و لا يدخن السجائر إلا عندما يشعر بنفسه بائس .
تطرق بثمالة بينما يلثم وجهي بشفتيه .
سيهون : لقد اشتقتُ لكِ ، مر وقت طويل منذ أن كنتِ في حضني ، أريدكِ الآن !
دفعته عني بخفة إذ كان دفعه سهل و هو ثمل إلى هذا الحد ، لو كان بوعيه و سمع نفسه يقول لي هذا الكلام بالتأكيد سيقتل نفسه .
نهض بثمالة من مكانه و سلط واجهته علي إذ أخذ يتقدم نحوي و أنا أتراجع حتى أمسك بي من عضدي و جذبني إليه كي أكف عن الهرب ، سرعان ما احتججت كي يتركني .
تانيا : أنت ثمل الآن ، هذا لا يصح !
تبسم بخفة و أمسك بذراعي الأخرى ليجذبني إليه ثم همس .
سيهون : إذن دعيني أجعلك تثملين بي ، هذا عرض لا يقاوم !
مغرور و متفاخر حتى و هو ثمل ، شهقت بخفة عندما لثم عنقي بخفة ثم أغمضتها عندما تعمق بتقبيلي و ازدرئت جوفي عندما لفني بذراعيه بقوة يغرسني فيه و شفتيه تلثم عنقي بجنون .
قلبي ينبض بقوة ، لا تستسلمي يا تانيا ، إن وعى على نفسه في الصباح و وجدني بجانبه كما خُلِقت سيظن أنني أغويته ، قاومي شوقكِ و ادفعيه لا تستسلمي أرجوكِ .
لا إرادياً صحتُ بآه عندما قضم من أديمي ما يشتهيه و وجدت في ثمالته و رغبته بي ضعفه لأدفعه عني و أفر من أمامه إلى الخارج .
لم يتبعني ، تريثتُ قليلاً قبل أن أعود ، أشعر بالتوتر الشديد ، أرجو ألا يصر و يتزمت برأيه ، عدتُ مجدداً و استطلعتُ بعيني بحثاً عنه .
وجدته مغموساً في أغطية السرير و غافياً و لم ينسى أن يترك لي مكاناً بجانبه ، هل أنام بجانبه حقاً ؟! تلك الفكرة وحدها تذهب عني الرشد .
نمتُ على الطرف الشاغر بعد صراع بيني و بيني و انزويت عنه بأقصى أطراف السرير البعيدة ، أرجو ألا يمسني !
غفت عيني إذ أن النوم سريعاً ما يغلبني ، سريعاً ما أشعر بالتعب و الإرهاق و سريعاً ما أشعر بالجوع ، مشاعري مجنونة و أفكاري معطلة .
تجذبني رائحة سيهون و يجذبني شكل وجهه ، أرغب بشدة أن أتحسسه و ألمسه ، أرغب أن أنام على صدره و اشم رائحة عِطره ، أرغب بالتدلل عليه و أن أشاجره و عندما يغضب أتحجج بحملي كي يهدأ .
أرغب أن أمارس الحياة بتفاصيلها الجميلة معه ، لكننا فقط مارسنا الكره ، العِتاب ، و الإنتقام .
في الصباح الباكر صحوت على نقرات أصابع تنول كتفي ، تأفأفت و غمست رأسي بالوسادة و انغمست بنومي من جديد ، لكنني شعرت بالوسادة تقهقه !
الوسادة تضحك ، سيهون !
رفعتُ رأسي سريعاً لأصطدم بوجهه قرب وجهي ، إنني انام على صدره و هو عاري البدن ، نظرت إلى نفسي سريعاً ، ثيابي علي جيد .
نهضت من عليه سريعاً و جلست على السرير و التوتر يأكلني من رأسي لأخمص قدمي ، خصوصاً أنه يضحك بتكتم حتى لا يحرجني ، هو يحرجني بالفعل أكثر .
نهض بصمت لأنظر إلى ظهره بغضب ، دخل إلى الحمام لأتنهد و ارتمي على الفراش مجدداً ، لا أعلم كيف أصبحتُ على صدره .
على حال هادئ و وتيرة أيام متتابعة مرت الكثير من الأيام دون تطور في علاقتنا ، أنا لا أتحدث و لا هو يتحدث ، الصمت يقتلني و لكنني أظن أنه يحيه .
إذ أنه لم ينسى فعلتي به و لكنني بالفعل بدأت أنسى فعلته بي ، اليوم بطني أكثر بروزاً و إزددتُ وزناً ، أرغب في أن أعلم ما جنس الجنين لكنني أعجز عن الحديث معه .
قليلاً ما يتسنى لي أن أبادله بعض الجمل القصيرة فقط ، إنني لا اراه إلا بعدما يبسط الليل جناحه و تحين ساعات النوم ، يأتي لينام بجانبي ثم يغادر و يعود في اليوم التالي لينام فقط .
على نحو ما لقد إعتدتُ على حياتي هنا و لكن قلقي على أخي بأزدياد إذ أنني أدرك جيداً أنه لن يصمت كثيراً و سيرد على سيهون .
أرجو ألا يفعل ، ليس خوفاً على سيهون إنما عليه ، ها قد اصبحت ع مشارف شهري السادس و حياتي ما تغير فيها شيء بعد .
الشرطة تلاحقني ، أنا محبوسة في قصر ، زوجي لا يحدثني و بالتاكيد أخي يبحث عني بجنون ، هذا رائع !
الآن بإستطاعتي أن اتجول بالقصر وحدي دون أية قيود ، أخرج إلى الحديقة اتجول في باحات القصر أتحدث مع الخدم بحرية ، هذا أفضل قليلاً .
تمددتُ على السرير احتضن طفلي بذراعيّ و أغمضتُ عيني ، سرعان ما أفزعني صوت الباب عندما فتح بقسوة و ولج منه سيهون يحدثني .
سيهون : انهضي أرتدي شيء ، سنخرج قليلاً !
كيف نخرج ؟! ماذا إن أمسكوا بي الشرطة ؟ أظن أنه اكتفى مني و استغني عن ابنه ، سيسلمني للشرطة أو يرميني على قارعة الطريق حتى يجدوني بأنفسهم .
أنا خائفة بالفعل و أرجو أن يكون هذا خيالي الواسع فقط .
......................................
سلااااااااااااام
كيفكم غايز ؟!
فعلياً الأحداث بلشت تمشي ناحية النهاية ، معدل عشر فصول أو أقل هي التي تفصلنا عن النهاية .
و لسة الرواية ما وصلت 20k😪
على كل حال شكراً للداعمين و حتى القراء بصمت ، جميعكن حبيباتي ❤
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِ :
١. سيهون :
١. توريطه لتانيا بالجرائم و إفشائه عن كل أفعالها ؟!
٢. معاملته الجافة بعض الأحيان و اللينة في أوقات أخرى ؟
٣. هل سيقتلها بمجرد أن تلد بالفعل ؟!
٢. تانيا :
١. تلقيها للخبر و صدمتها ؟!
٢. تخبط مشاعرها و تقبلها للأمر الواقع ؟!
٣. هل ستتقبل سيهون كزوج اخيراً أم أنها لديها خططها ؟
٢. ماذا سيفعل تشانيول حيال كل ما حدث ؟!
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
شكلني القلب على هواك
و
شكلني العقل على بُعداك
فلأي طرف أشتكل ؟!
ما كان عسيراً علي إدراك أن الرجل الذي جردته من كل شيء لم يتجرد سوى مني ، يوم فجّر قصر العدل أدركت كم كنتُ غبية بحبي له و كم كانت ظنوني خائبة إذ ظننتُ نفسي أفقدته كل شيء و أنا لم أفقده حتى نفسي .
خطفني ليقص أذرعي و أعجز أن أطوله مجدداً ، غيابي سيسبب فوضى عارمة في قصر العدل إذ أنني البارحة فقط قد أفشيتُ به و اليوم إختفيت .
متأكدة أنه لم يترك أي أدلة عليه بعد جريمته ، أخاف على تشانيول من سيهون ، أرجو ألا يكتشف شأنه ، سيقتله بلا شك و لن يتوانى عن ذلك ، سأفقد أخي من جديد !
لا أعلم ما الوقت الآن و لا كيف الحياة خارجاً إذ أنه منذ أن آتى بي إلى هنا ربطني على هذا السرير و حبسني بهذه الغرفة التي تشبه غرف المستشفيات النفسية .
ما يزيد حقده علي تلك العلامات التي تملئ عنقي ، إفشائي عنه للشرطة بكفّة و تلك العلامات بكفّة أخرى ، أظن أن كفة العلامات ترجح حتى .
هو مهما أدعى و قال أنه يكرهني و يريد أن يقتلني أدرك جيداً أنه مازال يغار علي ليس لأنني المرأة التي يحب و ليس لأنني أحمل طفله فحسب بل لأنني زوجته .
في هذه الغرفة لا يوجد شيء سوى هذا السرير القاسي و تلفاز ، لا أعلم إن كان يعمل حتى أو بالأصح لماذا يضعه هنا ؟!
أنا منهكة أحتاج أن أنهض ، أن أمشي قليلاً ، أنا لا أرجو لنفسي ولادة عسيرة أبداً ، أشعر بأن قدماي تصلبت لوثاقة هذه القيود .
سمعتُ صوت مفتاح يدار بالباب لأنظر ناحيته ، دخل و على وجهه إبتسامة ساخرة ، دون أن يقول شيئاً آتى و جلس بجانبي ثم بجهاز تحكم كان في يده شغل التلفاز .
نظرتُ إليه لا أفهم شيء فأمسك بذقني و أدار وجهي ناحية التلفاز يحثني أن أشاهد ما سيعرضه ، هو لم يضع هذا التلفاز للزينة ، كنتُ متأكدة من ذلك .
إنها أخبار ساعات المساء ، تلك المحطة هي المحطة الإعلامية الوطنية .
" بعد أدلة موثقة و أكيدة الصحة قدمتها المدعي العام بارك تانيا ثبت أن المجرم اوه سيهون ما زال حي و هو المتهم في قضية إنفجار قصر العدل الذي راح ضحيته خمسين قتيل . "
ذُعِرتُ عندما لامست أنفاسه بحرارة بشرتي و صوته تغلغل في أذني .
سيهون : أحسنتِ يا زوجتي العزيزة ، ستمسكين بالمجرم قريباً و تقتليه مجدداً لكن تأكدي هذه المرة أنه مات .
إلتفتُ برأسي لأنظر إلى وجهه و كما ابتسم إبتسمت ثم همست .
تانيا : بالتأكيد لن أخطأ مجدداً ، سأكون أكيدة هذه المرة أن حبل المشنقة نحر عنقه .
إرتفعت يده و ظننته على وشك أن يصفعني مجدداً لكنه تلمس بها شعري و قال .
سيهون : هذه أخبار مساء اليوم ، يا تُرى كيف ستكون الأخبار مساء الغد ؟!
قبضتُ حاجبيّ انظر له لأجد إبتسامته بإتساع ثم نهض و خرج ! ماذا يقصد ؟! هو لم يعرض هذه الأخبار علي ليريني بطولاتي التي أقمتها على حِسابه .
ضعتُ بين أفكاري المتزاحمة في عقلي ، تلك الإبتسامة على وجهه لم تكن مريحة أبداً ، لا أعرف ماذا سيحدث للغد و لكنني متأكدة أن أخي قلق جداً علي ، أرجو ألا يتهور .
في الصباح التالي آتى لي بالإفطار ، تناولته بهدوء كي لا أغيظه برفضي و قبل أن يرحل أوقفته .
تانيا : إنتظر !
إلتفت ينظر إلي ثم قال .
سيهون : ماذا تريدين ؟!
اعرف أنه لن يقبل من أول محاولة لذا أتيته من نقطة ضعفه التي لأجلها يحتفظ بي .
تانيا : دعني أتحرك ، أحتاج أن أمشي ، بقائي هكذا سيقتلني و يقتل الطفل لاحقاً .
تلاقى حاجبيه في نقطة إستنكار .
سيهون : تكذبين علي لأخرجك !
نفيتُ برأسي سريعاً ثم أجبته .
تانيا : أرجوك صدقني ، إسأل طبيب إن أردت !
أومئ بهدوء ، أيعقل أنه إقتنع بهذه السهولة .
سيهون : ستأتي طبيبة و تبقى معكِ ممرضة حتى تلدي ، عندما تأتي سأسألها .
إلتفت مجدداً و كاد أن يرحل لكنه توقف ليقول شيء .
سيهون : ليس لأجلك بل لأجل الطفل ، أنتِ سأقتلكِ بمجرد أن تلدي .
لن ينالك الحب مني عندما تضع المسدس في رأسي ، أشك في ذلك !
أتت الطبيبة بعد وقتاً من غيابه ، أظن ساعتين أو ثلاث ، أنا لا أعرف ما هو الوقت و النافذة بهذه الحجرة مغلقة لذا لا أعلم ما هو الوقت الآن .
دخل بصحبة الطبيبة و الممرضة التي ترافقها و راقب الطبيبة بينما تفحصني ، لم يبدو عليها التعجب للحالة التي وجدتني بها .
إذ رأتني أسيرة مربوطة بسلاسل موثوقة على هذا السرير و لم يهتز لها طرف ، ربما هي معتادة على مشاهد مشابهة ، إعتدلت بالوقوف بعدما إنتهت مني ثم دعت سيدها كما نعتته لحديث يستثنيني بالخارج رغم أنني محوره .
عاد بعد دقائق وحده و أدخل علي الطعام ثم غادر ، أشعر بالوحدة الشديدة ، معاملته اللعينة هذه تفقدني أنسانيتي ، أشعر و كأنني حيوان يُطعَم فقط لينتج .
لم أسأله عن حال الطفل و لا أفتتحت معه حديث كما لم يفعل هو و بعد أن خرج أكل الملل من وعيي لأخلد إلى النوم .
في المساء عاد يحمل معه أوراق كثيرة و ملفات ، يبدو وجهه منعش و على وجهه يقام نصر .
شغل التلفاز ثم جلس بجانبي ، إزدرئتُ جوفي عندما أدركتُ أنه وقت الأخبار ، رفع الصوت على آخره ثم همس بإستمتاع .
سيهون : استمتعي بالمشاهدة !
ذات المذيع من البارحة بذات الملامح الجامدة أعلن .
" بعد أن توصلت المدعية العام إلى أدلة قاطعة الصحة تثبت أن المجرم اوه سيهون حي و أنه متورط بإنفجار قصر العدل ، وصلت اليوم صور و أدلة إضافة إلى تسجيلات كاميرا للمدعية العام تثبت تورطها بالجريمة و جرائم أخرى كثيرة . "
شهقت بقوة و نظرتُ إليه سريعاً فأشار لي أن أتابع الأخبار بصمت ، أنا متورطة بالتفجير ، كيف ذلك؟! توشوش بصري لكثرة الدموع التي تراكمت في جفوني ، لقد قضى علي !
إستعرض البرنامج الإخباري أدلته بينما المذيع يتحدث بالخلفية .
" تبين أن المدعية بارك كانت في علاقة حميمة مع المجرم اوه قبل أن يشاع مقتله قبل ثلاثة أعوام و ثبت أنهما متزوجين بعقد زواج صحيح وصلت صورة عنه للمركز الأمني من طرف مجهول "
يا إلهي ! هكذا قد نُقِض زواجي من كاي ، هذه ليست المصيبة ، إنما أن هذه جريمة يحاسب عليها القانون !
" المدعية بارك تسترت على المجرم اوه و سعت خلف منصب إداري أعلى عندما أكدت أنها قتلت المجرم و لم تستطيع تسليمه للشرطة لأنه كاد أن يقتلها في محاولاتها الحثيثة في إدعائها السابق ، هي أعطته فرصة ليبقى على قيد الحياة و بنفس الوقت نالت ترفيع في منصبها الأمني . "
لقد كانوا مقتنعين بما قلته و أثبته بأدلة ، الآن ينكرون فإذن كيف ذلك ؟!
" صور و تسجيلات كاميرا أثبتت أن المجرم اوه يتردد إلى شقة المدعية العام منذ ست شهور فائتة في ساعات ما بعد منتصف الليل ."
هذه مصيبة أيضاً ، سيشاع عني أنني ساقطة أقيم علاقة مع رجل مجرم رغم أنني متزوجة و بعقد باطل !
" تزوجت المدعية العام من شاب ابن عائلة مرفهة في المجتمع و بليلة زفافها تبين أنها حامل من المجرم اوه إذ أن تردده على شقتها كان ليقيم معها علاقة جسدية . "
يا إلهي ! ها نحن ذا ! كيف علموا بشأن الطفل ؟!
" المدعية العام تأذت مشاعرها و انفجرت غاضبة على المجرم اوه لأن إحدى الضحايا كان صديقها المحقق زي تاو و هذا ما خالف إتفاقها مع المجرم اوه "
إتفاق ماذا ؟! أنا لستُ مجرمة أقتل الأبرياء !
" المدعية بارك مختفية منذ يومين إذ بليلة كشوفاتها لمكتب التحقيق إختفت و قد تبين من كاميرات المراقبة أن سيارة سوداء مضللة هي التي أخذتها من شقة أخرى بأسمها . "
هذا يعني أنني أظهر في عيونهم هاربة عن وجه العدالة و لستُ مختطفة .
إنتقلت الكاميرا إلى رئيسي المدير و قال بصرامة .
" قمنا بسحب المنصب المنسوب لبارك تانيا و هي الآن مطلوبة لتمثل أمام وجه العدالة ، المجرمة متهمة بتضليل الأمن ، التستر على مجرم و التعاون معه ، ايضاً بالزواج من رجل رغم أنها متزوجة ، بمجرد أن نلقي القبض عليها سنزجها بالسجن و و ستخضع للتحقيق ، ستتخذ العدالة مجراها . "
البارحة فقط كانوا يتفاخرون ببطولاتي ، اليوم يرجموني بإتهامات باطلة لا أصل لها من الصحة !
سيهون : إنتهت اللعبة و الأسد إنتصر !
خلال إستماعي لكل هذا كنت أبكي بصمت ، هذه الأدلة قاطعة أي أنني سأسجن مدى الحياة لو أمسكوا بي الشرطة !
إنتشلني من تفكيري عندما جذبني من مؤخرة عنقي إليه و جعلني أنظر في عينيه ، إبتسم بوجهي إبتسامة منتصر ثم همس .
سيهون : بَطُلَ زواجكِ من غيري يا زوجتي العزيزة .
تانيا : أهذا كل ما يهمك ؟
لا أعرف كيف يفكر تارة يدفعني إليه و تارة يدفعني عنه ، في لحظة يقول أنه مسح حبي و في اللحظة التالية يقول أنني له !
أنا متأكدة أنه لا يحبني ، لو كان يحبني لما ورطني بهذه المصيبة ، أنا المخطئة ، أنا من سكت عنه .
حرر عنقي من قبضته ثم قال .
سيهون : ألا ترغبين بمعرفة أدلة الشرطة ضدكِ ؟
نفيت برأسي سريعاً و أردتُ الإبتعاد عنه بقيودي لكنه منعني إذ تمسك بعضدي و دفعني إليه .
أغمضتُ عينيّ عن النظر إليه و ها أنا أبكي كطفلة صغيرة يتيمة و وحيدة .
سيهون : تسجيلات الكاميرا و أنا أصعد إلى شقتكِ ، أخرى بعد ساعات و أنا أنزل ، عقد الزواج ، لقائتنا الخارجية ، كل شيء يدينكِ كما يدينني !
أمسك بذقني و رص أصابعه ليؤلمني ففتحت عيني أنظر إليه و أطلقتُ صوتي ليعبر عن وجعي ، تبسم بشر المجرم الذي فيه و قال متذاكياً .
سيهون : أتظنين أنني لم أحسب يوماً حِساب لتطعنيني مجدداً ؟ كنتِ ستبقين المدعية العام لو ما أوشيتي بي !
ترك ذقني بخشونة و حرر معصمي من الأغلال و حرر قدميّ ثم نهض عن السرير ليقول .
سيهون : اخرجي إن أردتِ ، اذهبي أنا لن أحبسكِ مجدداً .
أين سأذهب ؟ للشرطة حتى يلقوا القبض علي ، الآن يفلتني و هو يعلم أنني لا مكان لي سوى بحوزته ، رفعت نظري إليه أتحسس بطني ، ابني لن يولد بالسجن و لن يعيش فيه !
نظر إلى بطني ثم ابتسم بسخرية و نظر في عينيّ .
سيهون : تستغلين أن ابني بحوزتكِ كي لا أتخلى عنكِ !
أخفضت رأسي ، نعم هذه نيتي ، ما دمت ورطتني و ورطتك لا تتخلى عني الآن أرجوك .
جلس بجانبي مجدداً و رفع وجهي براحته التي إنبسطت على وجنتي ثم قال بينما ينظر في عينيّ .
سيهون : خنتني مجدداً و ها أنا أمنحكِ فرصة مجدداً ، انظري كم أنا كريم معكِ !
كدتُ أن أتحدث لكنه وضع سبابته على شفتيّ يمنعني عن الحديث و أسهب هو .
سيهون : إن أردتِ البقاء لن أمنعكِ ، تعيشين يا زوجتي معي كزوجتي ، أي تصرف يصدر عنكِ تشوبه شائبة أسلمكِ للشرطة بيدي ، موافقة ؟!
أومأت سريعاً ليبتسم بخفة و يقبل زاوية شفتيّ ، حررني من هذه القيود جميعها و خرج و ترك الباب مفتوحاً ، أي أنني أستعدت حريتي فقط في قصره و لقد سلبني أياها خارج أسواره .
نهضتُ عن السرير بضعف و خرجتُ من باب هذه الغرفة اللعينة لأجد نفسي في قصره مجدداً ، مر وقت طويل!
ركضن إلي العاملات يرحبن بي و اللواتي أعرفهن احتضوني ، أنا زوجة الرئيس مجدداً ، رفعت رأسي أنظر إليه ، يقف على أساور الطابق العلوي و ينظر نحوي ، كل ما فعله كان ليعيدني إليه مجدداً .
لقد كلفني حبه لي الكثير و كلفني إنتقامي منه أكثر ، ها قد أصبحتُ مجرمة في نظر القانون مثله ، أصبحنا سواسية أمام القانون .
هل علي أن أستسلم أخيراً و أعيش معه بهدوء و صمت ؟! سجنه و تسلطه يبقى أفضل من سجن الدولة و إتهاماتها .
يا ترى ما الذي حدث مع تشانيول ، بالتأكيد هو يبحث عني بجنون ، أخاف أن يكتشف سيهون أنه حي ، وقتها لن ينفك عن اللحاق به و سيقتله إن طاله ، و إن اكتشفت الدولة أنه حي سيتورط أيضاً و يعتبروه شريكي .
أنا مجبورة على تقبل سيهون كما هو و تقبل علاقتي به ، مجبورة أن أنصاع لأوامره لكن ذلك لن يطول أبداً ، سأقوِّم جذعي و أجد لي وسيلة تخرجني من هذا المأزق ، حتى ذلك الوقت علي أن أطيعه و أتقبله .
بأمر منه تم نقلي إلى الغرفة التي يمكث بها و هنا كانت الصدمة ، سيهون لم يتعافى مني و لن يتعافى مطلقاً !
حالما ولجتُ إلى الغرفة سبقتني رائحة عطري لتلج أنفاسي ، أكان يعطر غرفته بعِطري و يقول أنه لا يحبني ، بالله عليك !
ولجتُ إلى الداخل و داهمني الحنين ، أنها على الترتيب و الأثاث الذي اخترته أنا من قبل ، أغلقتُ الباب خلفي و تدبرتُ مكاني المفضل في هذا القصر ، غرفته .
هذا المكان شهد على حبنا و على إجتماعنا الأول و على قبلتنا الأولى و على كل شيء جميل و نقي حدث بيننا .
تجولت في غرفته الواسعة على راحتي ثم رسيت أمام دولاب الثياب و في قلبي شك أنه ما زال يحتفظ بثيابي التي كان يبتاعها لي .
فتحت الدولاب و ما فاجئني رؤية ثيابي بالداخل ، سيطر علي الشوق لأيامنا الخوالي ، لسيهون الذي يحبني .
كان يبتاع لي كل يوم فستان زاهي و صيفي ، كان يقول لي أنني أبدو جميلة بالفساتين و قد منعني عن إرتداء البنطال ، فقط فساتين و تنانير .
كلما ظهرت له بفستان جديد كان ينعتني بالملاك ، طوال فترة حبنا كان يناديني بِ" زهرتي " ، لِمَ يداهمني الشوق لكل ذكرياتنا المنصرمة ؟!
يبدو أن عاطفتي تحكمني مجدداً و مشاعري تنسيني أفعاله ضدي ، علي أن أتعقل قليلاً .
جلستُ على كنبة منزوية و أرحت ظهري لأرفع يدي و أتحسس بطني براحتي ، ابني يكبر سريعاً إنني بشهري الرابع الآن ، الآن يظهر إن كان فتاة أم فتى .
أذكر يوم تزوجنا ، كان آخر يوماً لنا معاً ، فعلياً قبل أن أقتله بساعات قليلة فقط ، كنتُ على صدره و أصابعه تدغدغ ظهري العاري .
كنتُ أفكر بالتراجع عن قتله و لكن أمام حرارة غضبي لمقتل أخي هان علي حبي و قتلته في ذات اليوم الذي تزوجني منه و أصبحت فيه إمرأته .
لقد تزوجت و ترملت في نفس اليوم ، كان زواجي منه خارج عن خطتي المتفق عليها مع تاو ، أذكر أنني عندما عدت وبخني توبيخاً طويلاً لأنني تزوجتُ مجرم و سلمتُ جسدي له ، لكن تبريراتي الكثيرة و دموعي المريرة جعلته يصمت عن توبيخي و يحتويني بصمت .
كنتُ أغمس وجهي في عنقه أكبح نفسي عن البكاء و هو ظن أنني ألاطفه أو أنني خجولة ، إضطرابي و هلعي ذاك اليوم فاق خجلي .
قبل جبهتي ثم صرف شعري عن واجهة وجهي لينظر إلي كما يحلو له ، قبل أنفي ثم قبل شفاهي قبل مفعمة بالحب و المشاعر و بادلته أياه بأسف عظيم .
همس في نبرة حنون و رنم .
سيهون : أريد أربعة أطفال فتاتين و صبيين .
إبتسمت بخفة وقتها ثم همست .
تانيا : هذا كثير ! يكفي صبي و فتاة .
نفى سريعاً برأسه و رطمني من على صدره إلى السرير ثم إعتلاني سريعاً ليبتسم بشقاوة بينما يمرر أطراف أنامله على عنقي .
سيهون : ليس كثير ، أنتِ زوجة اوه سيهون ، من فضلي عليكِ أنني أكتفيتُ بأربعة أطفال .
ضحكت وقتها ملئ شدقيّ و سقطت دموعي تعزيني فيه قبل أن أقوم بفعلتي ، وقتها أسكتني بقبلة و غمرني بحنانه و حبه من جديد .
ما زالت فيّ تانيا التي يحب ، ما زالت تعيش بي ، ما زال قلبي ينبض على ذكراه و جسدي يرتعش لقربه ، أرجو أن أصمد حتى النهاية و لا تهزمني مشاعري .
لم أعي على الوقت و هو يمر ، كانت ذاكرتي تحيي ذكريات حبنا معاً طوال هذا الوقت ، كان قلبي يقف ليمجد لحظات الحب الغفيرة التي جمعتنا و عقلي ينصر إنتقامي ، أنا خنته و أنا لم أخونه .
شرع الباب بهدوء و دخل منه زوجي إلي ، لربما هذه المرة الأولى التي أعترف فيها أنه زوجي من كل قلبي ، دخل ينزع عنه معطفه بينما ينظر إلي لذا أنا أشحت ببصري عنه و احتوى نظري النافذة .
سيهون : لستِ أسيرة هنا ، إن أردتِ أن تذهبي اذهبي ، أنا لن أتمسك بكِ .
ألم يقل لي أنه سيعاملني كزوجته ، ما الذي تغير ؟!
كنتُ انظر إليه و الإستفسارات تعلو معالم وجهي ، لا تشح علي و لا تمنن ، أنت من ورطني بهذا عليك حفظي الآن .
آتى ليجلس بجانبي و بغرابة أخذ يمسح على شعري كما لو أنني طفلة تطلبه الحنان ، بالنظر إلى وجهه القريب جداً أشعر بأنني أقع له مجدداً .
أعشق وجهه و كيف يبدو ، له هالة من الرجولة الفائقة و الحسن البارز ، تبدو ملامحه باردة لكن صدره أدفئ من فراش ثخين ، دافئ ، و مريح .
ماذا أهذي أنا ؟!
لكن جدياً مشاعري تجدف نحوه و قلبي ينغزني لأنسى ما فعله بي و ما سيفعله ، كما لو أنه سد الضربة التي ضربته أياها فيدعوني إلى حياة جديدة معه أسفل حظر القانون و تشيد الأمن حولنا ب " مطلوب للعدالة " .
أشعر أنني مجرمة بحق ، تعددت الأسباب و الطرق و الوسائل و النتيجة واحدة ، أنا لسيهون و سيهون لي ، مهما حاولنا الإبتعاد هذا هو الوضع الراهن .
ربما حملي يؤثر علي في الوقت الراهن و يهدد إتزان مشاعري لتنجرف إليه، لكنني سأعي لاحقاً أنه أحتفظ بي لأجل ابنه و أنا وافقت لأجل سلامتي .
سأدرك ذلك عندما يأخذ ابني مني و يطلق في رأسي الرصاص كي يرتاح مني أنا المرأة التي أخلص لها و خانته .
أنه حقاً مجرم في الإخلاص!
تزعزعتُ عندما أدركني دفئ أنفاسه من قريب و شعرت بعدها بشفتيه تجول على وجنتيّ ، الآن أدركت أنه ثمل ، سيهون لا يثمل إلا ليهرب من الواقع و لا يدخن السجائر إلا عندما يشعر بنفسه بائس .
تطرق بثمالة بينما يلثم وجهي بشفتيه .
سيهون : لقد اشتقتُ لكِ ، مر وقت طويل منذ أن كنتِ في حضني ، أريدكِ الآن !
دفعته عني بخفة إذ كان دفعه سهل و هو ثمل إلى هذا الحد ، لو كان بوعيه و سمع نفسه يقول لي هذا الكلام بالتأكيد سيقتل نفسه .
نهض بثمالة من مكانه و سلط واجهته علي إذ أخذ يتقدم نحوي و أنا أتراجع حتى أمسك بي من عضدي و جذبني إليه كي أكف عن الهرب ، سرعان ما احتججت كي يتركني .
تانيا : أنت ثمل الآن ، هذا لا يصح !
تبسم بخفة و أمسك بذراعي الأخرى ليجذبني إليه ثم همس .
سيهون : إذن دعيني أجعلك تثملين بي ، هذا عرض لا يقاوم !
مغرور و متفاخر حتى و هو ثمل ، شهقت بخفة عندما لثم عنقي بخفة ثم أغمضتها عندما تعمق بتقبيلي و ازدرئت جوفي عندما لفني بذراعيه بقوة يغرسني فيه و شفتيه تلثم عنقي بجنون .
قلبي ينبض بقوة ، لا تستسلمي يا تانيا ، إن وعى على نفسه في الصباح و وجدني بجانبه كما خُلِقت سيظن أنني أغويته ، قاومي شوقكِ و ادفعيه لا تستسلمي أرجوكِ .
لا إرادياً صحتُ بآه عندما قضم من أديمي ما يشتهيه و وجدت في ثمالته و رغبته بي ضعفه لأدفعه عني و أفر من أمامه إلى الخارج .
لم يتبعني ، تريثتُ قليلاً قبل أن أعود ، أشعر بالتوتر الشديد ، أرجو ألا يصر و يتزمت برأيه ، عدتُ مجدداً و استطلعتُ بعيني بحثاً عنه .
وجدته مغموساً في أغطية السرير و غافياً و لم ينسى أن يترك لي مكاناً بجانبه ، هل أنام بجانبه حقاً ؟! تلك الفكرة وحدها تذهب عني الرشد .
نمتُ على الطرف الشاغر بعد صراع بيني و بيني و انزويت عنه بأقصى أطراف السرير البعيدة ، أرجو ألا يمسني !
غفت عيني إذ أن النوم سريعاً ما يغلبني ، سريعاً ما أشعر بالتعب و الإرهاق و سريعاً ما أشعر بالجوع ، مشاعري مجنونة و أفكاري معطلة .
تجذبني رائحة سيهون و يجذبني شكل وجهه ، أرغب بشدة أن أتحسسه و ألمسه ، أرغب أن أنام على صدره و اشم رائحة عِطره ، أرغب بالتدلل عليه و أن أشاجره و عندما يغضب أتحجج بحملي كي يهدأ .
أرغب أن أمارس الحياة بتفاصيلها الجميلة معه ، لكننا فقط مارسنا الكره ، العِتاب ، و الإنتقام .
في الصباح الباكر صحوت على نقرات أصابع تنول كتفي ، تأفأفت و غمست رأسي بالوسادة و انغمست بنومي من جديد ، لكنني شعرت بالوسادة تقهقه !
الوسادة تضحك ، سيهون !
رفعتُ رأسي سريعاً لأصطدم بوجهه قرب وجهي ، إنني انام على صدره و هو عاري البدن ، نظرت إلى نفسي سريعاً ، ثيابي علي جيد .
نهضت من عليه سريعاً و جلست على السرير و التوتر يأكلني من رأسي لأخمص قدمي ، خصوصاً أنه يضحك بتكتم حتى لا يحرجني ، هو يحرجني بالفعل أكثر .
نهض بصمت لأنظر إلى ظهره بغضب ، دخل إلى الحمام لأتنهد و ارتمي على الفراش مجدداً ، لا أعلم كيف أصبحتُ على صدره .
على حال هادئ و وتيرة أيام متتابعة مرت الكثير من الأيام دون تطور في علاقتنا ، أنا لا أتحدث و لا هو يتحدث ، الصمت يقتلني و لكنني أظن أنه يحيه .
إذ أنه لم ينسى فعلتي به و لكنني بالفعل بدأت أنسى فعلته بي ، اليوم بطني أكثر بروزاً و إزددتُ وزناً ، أرغب في أن أعلم ما جنس الجنين لكنني أعجز عن الحديث معه .
قليلاً ما يتسنى لي أن أبادله بعض الجمل القصيرة فقط ، إنني لا اراه إلا بعدما يبسط الليل جناحه و تحين ساعات النوم ، يأتي لينام بجانبي ثم يغادر و يعود في اليوم التالي لينام فقط .
على نحو ما لقد إعتدتُ على حياتي هنا و لكن قلقي على أخي بأزدياد إذ أنني أدرك جيداً أنه لن يصمت كثيراً و سيرد على سيهون .
أرجو ألا يفعل ، ليس خوفاً على سيهون إنما عليه ، ها قد اصبحت ع مشارف شهري السادس و حياتي ما تغير فيها شيء بعد .
الشرطة تلاحقني ، أنا محبوسة في قصر ، زوجي لا يحدثني و بالتاكيد أخي يبحث عني بجنون ، هذا رائع !
الآن بإستطاعتي أن اتجول بالقصر وحدي دون أية قيود ، أخرج إلى الحديقة اتجول في باحات القصر أتحدث مع الخدم بحرية ، هذا أفضل قليلاً .
تمددتُ على السرير احتضن طفلي بذراعيّ و أغمضتُ عيني ، سرعان ما أفزعني صوت الباب عندما فتح بقسوة و ولج منه سيهون يحدثني .
سيهون : انهضي أرتدي شيء ، سنخرج قليلاً !
كيف نخرج ؟! ماذا إن أمسكوا بي الشرطة ؟ أظن أنه اكتفى مني و استغني عن ابنه ، سيسلمني للشرطة أو يرميني على قارعة الطريق حتى يجدوني بأنفسهم .
أنا خائفة بالفعل و أرجو أن يكون هذا خيالي الواسع فقط .
......................................
سلااااااااااااام
كيفكم غايز ؟!
فعلياً الأحداث بلشت تمشي ناحية النهاية ، معدل عشر فصول أو أقل هي التي تفصلنا عن النهاية .
و لسة الرواية ما وصلت 20k😪
على كل حال شكراً للداعمين و حتى القراء بصمت ، جميعكن حبيباتي ❤
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِ :
١. سيهون :
١. توريطه لتانيا بالجرائم و إفشائه عن كل أفعالها ؟!
٢. معاملته الجافة بعض الأحيان و اللينة في أوقات أخرى ؟
٣. هل سيقتلها بمجرد أن تلد بالفعل ؟!
٢. تانيا :
١. تلقيها للخبر و صدمتها ؟!
٢. تخبط مشاعرها و تقبلها للأمر الواقع ؟!
٣. هل ستتقبل سيهون كزوج اخيراً أم أنها لديها خططها ؟
٢. ماذا سيفعل تشانيول حيال كل ما حدث ؟!
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі