Part One
البداية و النهاية "
لظى يوقد مشاعري ، حمم تحرق صدري ،
و قلبي في الزاوية يكِنّ متألماً
يحترق شوقاً إليك
يا حبيبه
إستندت على الحائط تتنفس بحدة ، أنفاسها متسارعة جداً لسرعتها في الركض منذ الساعات الأخيرة ، تفحصت الطريق خلفها مستندة على الحائط بذراعها بإنهاك ، ثم تقدمت تركض إلى داخل هذا المستودع المهجور ، صوت قطرات المطر التي تهطل بقوة و تضرب السطح المعدني كل ما هو مسموع هناك .
تقدمت إلى الداخل مهرولة بخفة ، صوت دبّاتها على الأرض التي تعلوها بِرَك ماء صغيرة تثير ضجيج في سكون المكان ، تبحث في عيناها لأي أثر عنه ، يدها تحمل مسدساً مثقلاً بالرصاص ، تلفتت حولها و أخذت تتفحص كل زاوية في المخزن .
دخلت آخر ركن مظلم لتجده هناك ، كان يقف بمحاذاة النافذة يراقب الوضع في الخارج حيث صوت تبادل العيارات النارية واضح جداً.
نادت عليه بصوت مرتجف و دمعتها تقف في طرف عينها .
تانيا : سيهون .
إلتفت إلى صوتها سريعاً ، ملامحه انقبضت بمزيج من التعجب و الإستفهام ، فنطق متسآلاً بصوت خفيض .
سيهون : تانيا ! ماذا تفعلين هنا ؟! هذا المكان خطر جداً؟ ! كيف أتيتِ و لما أتيتِ و كيف إستطعتِ اللحاق بي ؟! لقد تركتكِ في المنزل نائمة .
أومئت له برأسٍ منخفض متنهدة بقوة ثم رفعته إليه مجدداً و دموعها قد خطت على وجنتيها ببؤس شديد لتزداد ملامحه إنقباضاً ، إقترب منها بخطوة لكنها رفعت المسدس بوجهها و أردفت بحدة .
تانيا : لا تقترب و إلا أطلقت النار.
وقف مكانه مندهشا ثم أردف بغضب قوي صارخاً عليها .
سيهون : أنتِ ماذا تقولين ؟!
أردفت بصوت قوي فاجئه بشدة عندما تقدم خطوة ؛ فهذه ليست حبيبته الرقيقة التي إعتادها .
تانيا : قِف مكانك و إلا أطلقت النار عليك و رددتُك قتيلاً حالاً .
تقدم منها بخطوات واسعة متجاهلاً كل حرف كريه خرج من بين شفتيها ، صرخت بأعلی صوتها قائلة بفزع ، المسدس بكفيها يرتجف محاكياً إرتجاف كفيها .
تانيا : سأقتلك أقسم أنني لا أمزح .
وقف مكانه ليصرخ عليها بغضب و عروق وجهه و عنقه البارزة نفرت ليصبح وحشاً علی هيئة بشر .
سيهون : قبل ساعات كنتِ تتقلبين بحضني عارية , و الآن ترفعِ مسدساً بوجهي لتقتلِني .
سالت دموعها علی وجنتيها بقوة بينما تردف بصوت باكِ .
تانيا : جعلتك تملكني لأجلي ، لكنّي سأقتلك الآن لأجل شخصين أحدهما أنت .
همست بوهن و ضعف شديدين قائلة .
تانيا : هذا لأجلك , أنا أسفة , أحبك .
أندفع نحوها حتی يأخذ المسدس من بين يديها المرتجفتين لتطلق الرصاصة الأولی فتستقر في صدره من الجهة اليمنی ، وقع أرضاً علی ركبتيه ينظر لها بوجه قد أنقبض لشدة ألمه ، صرخت هي باكية بجنون عندما أطلقت الثانية لتستقر في معدته ، عقد حاجبيه لشدة الألم ثم ضعفت قوة ركبتيه ليفترش الأرض علی ظهره مرتداً .
رمت المسدس جانباً و أقتربت حيث هو بينما تبكِ بنحيب و عويل مزق عروقها النابضة ، جلست علی ركبتيها ثم أنحنت بظهرها إليه لتقبل شفاهه القبلة الأخيرة , رفعت رأسها لتری وجهه مسلوب الحياة قد لُطِخَ بِدُموعِها .
أخر ما يذكره هو وجهها الباكِ , صوت الرصاص الذي أستقر داخل جسده , و قبلتها المفعمة بالمشاعر , همس بضعف قبل أن يغلق عيناه و يغوص في الظلام .
سيهون : أحرصِ مني أن عدتُ للحياة من جديد , سأقتلك ببطء تانيا .
راقبته يغمض عيناه بإستسلام ثم همست بضعف بإيمائة من رأسها .
تانيا : لا تقلق , سأهرب بعيداً منك إن أنت عُدت .
أقتربت منه مجدداً ثم أغمضت عيناها لتقبل أنحاء وجهه و كفها يداعب خصلات شعره الفحمية , إرتفعت عنه لتنظر إليه قليلاً , تودع ملامح وجهه و هيئته أمامها للمرة الأخيرة .
وقفت لتدير ظهرها و تبتعد عنه , دموعها تأبی عن التوقف , سارعت بخطواتها حتی أصبحت ركضاً إلی الخارج بينما تصرخ باكية , لقد قتلت حبها بيدها.
..............................
" بعد مرور عامين "
نظرت إلی المرآة أمامها بشرود , روحها مسلوبة من الحياة , فقط جسدها حاضر , فستانها الذهبي يضيق علی جذعها ليبرز منحنيات جسدها الأنثوية ثم يتسع بشكل كبير من أسفل خصرها علی شكل حلقة واسعة حتی نهايته لتبدو أجمل من أميرات الحكايات .
الجميع سعيد من حولها لأجلها إلا هي , سعيدون بأنها خرجت من قوقعة عزائها الدائم علی روح حبيبها الميّت إلا هي , اليوم خِطبتُها علی شابٍ تحلم بنظرة منه أية فتاة علی وجه الأرض , الشاب الوسيم الذي يعود إلی الطبقة المخملية في المجتمع و أحد أصحاب الأموال في البلاد , الشاب الأسمر المعروف بكيم كاي .
أخذها من يدها صديقها العزيز تاو له , وقفت بجانبه تصطنع إبتسامة أبت أن تخرج سوی صفراء مزيفة , عقد كفيهما معاً مبتسماً بسعادة حقيقة , عندما تری أبتسامته الساحرة تعلو شفتيه بصدق تشعر بشعور جيد , هي تريد أن تمنح هذا الشاب السعادة التي يستحقها , علها شعرت بأهمية وجودها ، علها إستطاعت إسعاده ما دامت لا تستطيع إسعاد نفسها .
تبسمت له أيضاً بصفاء فسحبها خلفه إلى ساحة الرقص و أخذ يراقصها ، همس بأذنها و أنفاسه الساخنة تصطدم ببشرتها .
كاي : تبدين فاتنة .
سيهون : تبدين فاتنة .
إنتفضت بخفة عندما هيئ لها عقلها الباطني ، الذي ما زال عاقلاً مع الحبيب الأول ، صوته الشجي عندما كان يهمس بأذنها بحرارة متغزلاً بمفاتنها .
عقد كاي حاجبيه مستفهماً .
كاي : أنتِ بخير حبي ؟
أومئت له و زيفت إبتسامة قائلة .
تانيا : نعم ، أنا كذلك ، لا تقلق علي .
أومئ لها ثم عاد ليراقصها بينما يقص عليها أحداث حصلت خلف كواليس حفل خطوبتهما فتتصنع رد فعل و هي حقيقة لا تستمع لما يقوله ، هي بعيدة كل البعد عن مكان وجودها الفيزيائي حيث جسدها برفقة كاي .
هي بمكانها الروحاني حيث حبها الميت ، تذكرته عندما راقصها أخر مرة ، كانت في ذات اليوم الذي قتلته به ، لاحظ كاي غرابة تصرفاتها لكنها ابقى صمته حاضراً .
بعد إنتهاء الحفل أعادها كاي إلى منزلها حيث تسكن وحدها ، ثم ودعها بقبلة نالت من وجنتها بلطف ، تبسمت له و أشارت له بالوداع قبل أن تدخل المنزل و تختفي خلف بوابته الصغيرة .
هي تملك شقة واسعة ، هناك ثلاث غرف نوم ، واحدة لها ، واحدة أصبحت فارغة ، و واحدة منذ الأزل فارغة ، تحوي صالة جلوس فارهة و مطبخ مطل عليها بنظام أمريكي ، أيضاً تملك شرفة تطل على النهر مباشرة متصلة بالصالة و مفروشة بطاولة و كرسيين .
أقتربت إلى باب الغرفة التي غدت فارغة ، تحسسته بأناملها بحنين ثم أستندت عليه و أغلقت عيناها ، استنشقت أنفاسها فامتلئ صدرها برائحته المميزة الباقية رغم عِتق السنين عليها ، أثره لن ينطمر أبداً .
تنهدت و ارتفعت عن الباب ثم أخذت خطاها نحو غرفتها ، التي تجاور تلك الفارغة ، دخلت و أغلقت الباب خلفها بهدوء ، دخلت إلى دورة المياة و أخذت حماماً دافئاً .
خرجت بعد وقت تحيط جسدها بمنشفة بيضاء و تجفف شعرها الأحمر بمنشفة بيضاء صغيرة أخرى ، جلست على جانب السرير ثم نظرت إلى الصورة التي تعلو المنضدة التي تجاوره ، مدّت أناملها بإرتجاف و تحسست وجهه في الصورة .
أدمعت عيناها سريعاً فما كان منها سوى صرف نظرها عن تلك الصورة و النهوض لإرتداء ثياب النوم ، عادت بعد دقائق ترتدي ثوب نوم أسود من الساتان قصير و اندست بفراشها تطلب النوم أن يطرق جفنيها .
أغمضت عيناها و سلمت نفسها لمداعبة النوم لجفونها التي إنغلقت ، نامت و لكنها لا تهنئ حتى بنومها ، هو هناك حتى يأتيها في الكوابيس ، تراه يقتلها ، يسفك دمها ثم يشربه ضاحكاً بشر فتستيقظ برعب منه أو تراه يتزوجها يحضنها يقبلها يبتسم لها ، أسطوانة يومية تتكرر .
في الصباح فتحت عيناها ببطء ، لم يكن حلماً سيئاً الذي رأته به الليلة ، هي لا يهمها مدى سوءه فعلياً يكفيها أن تراه كل ليلة ، هذا أعظم شيء حدث لها بحياتها ، إن تَخلَّصَ منه واقعها فما زالت أحلامها عالقة به وحده .
توجهت إلى دورة المياه حتى تستعد للخروج إلى عملها ، إرتدت بنطال جينز و قميص أسود خفيف أعلاه سترة رسمية مع حذاء كلاسيكي ذو كعب صغير ، خرجت من غرفتها ثم خرجت من شقتها بصمت ، الشقة كئيبة جداً ، فرغت عليها و ما عاد الفرح يملئ حياتها بعد تَرَحِها .
أخذت المصعد إلى الطابق الأرضي حيث سيارتها السوداء مركونة هناك ثم أرتدت نظارتها الشمسية ، ركبتها و قادت طريقها نحو مكان عملها .
نزلت من سيارتها حالما وصلت ليأخذها الموظف المسؤول لصفها في ركنها المعتاد ، دخلت لتطرق أقدام الحرس الأرض بتحية عسكرية لها ، إلتفت لها تاو الذي كان يقف مع مجموعة من الزملاء في الممر و تقدم لها حاملاً ملف ما و وجهه باسم .
تاو : تانيا ، تهانينا على إنجازك هذا ، لقد حللنا لغز القضية بفضلك .
أومئت له بصمت و تابعت المسير بينما يجاورها بالمشي تباعاً ، نظر إلى وجهها و تسآل .
تاو : أنتِ بخير ، أليس كذلك ؟
تنهدت هي بعمق فوصله الرد الذي يفهمه جيداً .
دخلت إلى مكتبها و جلست خلف طاولتها ، استندت على ظهر الكرسي و نظرها معلق بالسقف تنظر للاشيء ، تنهد هو أيضاً ثم قال بهدوء .
تاو : أنتِ لا تريدين كاي ، لا يعجبكِ وجود خاتمه في أصبعِك .
لم تنفي و لم تقر هي حتى لم تتحرك و هو يعلم ما بها ، تاو صديقها منذ الثانوية ، تشاركا حلماً واحد مما قوى أوصار ربط الصداقة بينهما ثم ثابرا لتحقيقه بسعادة ، هي عندما وصلت قمته سقط كل ما فيها إلا مرتبتها التي بقت في ترفيع مستمر .
هو يفهمها دون حاجة لها في الكلام ، يفهم لغة عينيها و جسدها ، هو معها أثناء غضبها و سعادتها في فرحها و ترحها هو دوماً بجانبها لذلك هو مقرب لها جداً ، أكمل حديثه لواماً لها ما بباله و بالها معاً .
تاو : لماذا كذبتِ عليه إذن ؟ لماذا أوهمتِه بحب مزيف لا تكنيه له ؟ لماذا قبلتِ به شريك حياتِك ؟ لماذا تخدعينه ؟
حركت شفاهها و أعضاء النطق عندها لتبرر بكلمة واحدة .
تانيا : لإسعاده .
تبسم صديقها بسخرية لاذعة ثم تهكم قائلاً .
تاو : إسعاده ؟! تبنين له السعادة على أساس مغشوش ، ليس من حقِك خداعِه أبداً .
أعتدلت بجلستها سريعاً ثم ضربت المكتب غاضبة بقبضتيها صارخة بوجهه .
تانيا : أنا لا أستطيع إسعاد نفسي فقررت إسعاده ، أين خطئي الذي تلومني عليه ؟
وقف هو غاضباً ثم جهر بحنق استفحل به .
تاو : لا تستطيعِ إسعاده و أنتِ تعيسة ، أفهمِ هذا جيداً .
رفعت نظرها إليه فتغلغلت عيناها بالدموع فما كان منها إلا إلقاء رأسها في حماية ذراعيها عرض الطاولة تبكي بحرقة شديدة و بحزن شديد و كأنها لم تبكِ من قبل أبداً ، هو يعلم هي لن تتخلص من حبها الأول و الأخير ، سيبقى في قلبها ما دام ينبض .
تقدم تاو منها و نفث أنفاسه حزيناً ، جعلها تستقيم ثم أخذها إلى صدره يحتضنها بكل دفئه إليه ، همست هي بين شهقاتها التي تنحر القلوب شفقة .
تانيا : أنا لا أستطيع أن أنساه ، أنا أحبه سأبقى عالقة معه دوماً ، هو حتى عالقاً معي في نومي ، أنا ... أنا مريضة به ، مريضة ، هو حبيبي الميت و أنا عشيقته الخائنة .
مسح على رأسها بحنان ثم أخبرها بصوت دافئ .
تاو : لا تنعتِ نفسِك بالخائنة ، هذا كان واجبِك ، كان عليكِ فعل ذلك لأجله حتى .
وضعت رأسها أسفل رأسه و أغمضت عيناها بهدوء بينما تحاول تنظيم أنفاسها .
رن هاتفها فابتعدت عن صدر تاو قليلاً ، حملت هاتفها الذي يعلو سطح مكتبها و تطلعت إلى اسم المتصل في جهات الإتصال لديها ، إنه كاي ، ردت على الهاتف و وضعته على أذنها مجيبة .
تانيا : أهلاً كاي .
أتاها صوته المرح قائلاً .
كاي : أهلاً حبيبتي ، كنت أريد إعلامِك بأمر ، لقد هاتفني صديقٌ لي و أعلمته أنني قررت الزواج ، فأبدى سعادته لأجلي و أصر على دعوتي و أياكِ إلى مزرعته في إنشتون .
رفعت نظرها إلى تاو الذي ما زال واقفاً مكانه ثم أجابته .
تانيا : حسناً كما تريد ، لكن متى ؟
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : سننطلق في السيارة مساء الغد .
همهمت له كإجابة فتنهد بعمق ثم همس على مسامعها .
كاي : أنا أحبك كثيراً .
رمشت بعيناها عدة مرات بإرتباك ، هذه ليست أول مرة يخبرها فيها أنه يحبها و لكنه كل ما أعترف أرتبكت ، لقد إعتادت على سماع هذه الكلمة بهذا الإحساس من رجل واحد ، فقدته و فقدت نفسها معه .
تانيا : أنا أيضاً .
أغلقت الخط و رفعت نظرها إلى تاو من جديد ، الذي يزجرها بنظرة حادة ، أخفضت نظرها بينما تستمع إليه يهدر خاطياً خارج مكتبها .
تاو : واضبِ على خداعه ، واضبِ على فعل ذلك ، أنا أيضاً ، هه !!
صفق الباب خلفه بقوة فانتفضت مغلقة العينين ، لما لا يفهمها أحد ؟ حتى تاو !
بعد إنتهاء ساعات العمل ، قادت طريقها إلى المنزل من جديد ، وضعت سيارتها في ركنها المخصص في مصف السيارات التابع للعمارة التي تسكنها ، صعدت إلى شقتها بإستخدام المصعد ، دخلت إليها ثم أشعلت الأضواء ، و بهدوء خلعت حذائها و توجهت للجلوس على الكنبة في صالة الجلوس .
فتحت التلفاز تقلب بين القنوات بملل ، ترى كل الوجوه فيه وجهاً واحداً باسماً لها ، لما ترى وجهه في كل الوجوه ؟ لما هو حبه يسيطر عليها هكذا ؟ لما هو كاللعنة التي تكبلتها بأصفاد صدئة حتى بعد رحيله ؟
تمددت على ظهرها ثم وضعت ساعدها فوق عينيها لتغمضهن بهدوء ، اليوم لا تريد فعل شيء سوى النوم ، فقط تريد أن تنام حتى يزورها في منامها ككل ليلة ، تريد رؤيته سريعاً .
ترتدي فستان أبيض صيفي جميل يصل ركبتيها ، شعرها الأسيلي مفرود على ظهرها بنعومة و يتطاير حولها ما إن تحركت ، تهرول ضاحكة في حديقة جميلة يحفوها الزهر و الخُضر .
كانت تركض و صوت ضحكاتها في أذنها مسموعة ، هو كان خلفها يهرول نحوها متوعداً لشفتيها بعقاب لذيذ .
أمسك بها من كتفها و أدارها إليه بينما هي تخرب عليها ضحكاتها لهاثها لأنفاسها ، نظرت إلى عينيه العالقة على شفتيها فابتسمت ثم أحاطت عنقه بدلالٍ قائلة .
تانيا : حبيبي يريد قبلة .
تبسم هو ثم مال برأسه متخذاً زاوية صوب شفتيها ثم قال .
سيهون : ما أريده يتجاوز قبلة من شفتيكِ يا زهرتي .
ضربت كتفه بشقاوة ثم بادرت بتحقيق أمنيته بتقبيله أولاً ، حضن وجهها بين كفيه ثم بادلها بشغف محبب جميل .
إبتعد بعدما نال ما تمنى ، همس مبتسماً و أصابعه تمسد وجنتها بلطف .
سيهون : أحبكِ زهرتي .
وضعت رأسها على صدره ثم همست بحب .
تانيا : أنا أيضاً ، أحبك بشدة .
رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه عندما شعرت بصدره الدافئ اللين برد و تصلب فجأة لتجد وجهه من تلك الليلة ، تبسم جانبياً بشر ثم قال بهمس خطير .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتُ لكِ ؟ احرصِ مني إن عُدتُ للحياة من جديد ، سأقتلك ببطء تانيا .
إبتلعت هي جوفها بتوتر فاتسعت إبتسامته ثم همس .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتِ لي يومها ؟
رمشت بخفة إضطراباً ثم أومئت ليقول .
سيهون : ماذا قلتِ ؟
همست بخوف بينما تنظر إلى وجهه اللامع شراً .
تانيا : قلت سأهرب بعيداً منك إن أنتَ عدت .
همس بتحذير .
سيهون : إذن أهربِ .
رمشت دون فهم ليصرخ بها عالياً .
سيهون : أهربِ .
تراجعت للخلف خطوات مضطربة ثم ألتفت و أخذت تركض في هذا المكان الذي بدء يتحول شيئاً فشيئاً ، لينقلب من تلك الحديقة الجميلة ، إلى ذلك المستودع المهجور حيث مات و ماتت . "
أستيقظت بفزع شاهقة بخوف ، قعدت على الكنبة سريعاً بينما تلهث أنفاسها و كأنها كانت تركض في الواقع كركضها في الأحلام ، مسحت جبينها المتعرق و وجنتيها التي تلطخت بدموعها ، أبعدت شعرها الملتصق بعنقها و وجهها لكثرة تعرقها .
وقفت بإضطراب ثم توجهت إلى مطبخها ، عبئت كوب ماء و شربته على دفعة واحدة ثم وضعته على بار المطبخ ، وقفت بشرود تتذكر وجهه في الحلم ، لم يكن كما أعتادت عليه في أحلامها باسماً أو حتى غاضباً .
تنهدت ثم خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفتها ، دخلت إلى دورة المياه و غسلت وجهها ثم رفعته للمرآة لترى به الشحوب ، خلعث ثيابها ثم وضعت نفسها أسفل مَرش الماء ، أخذت حماماً دافئاً ، أغلقت الماء ثم إلتفتت لتسحب منشفة بيضاء ، لكنها إرتعدت و شهقت بفزع عندما رأته أمامها .
كان يرتدي ذات الثياب التي كان يرتديها في تلك الليلة ، بقع الدماء على قميصه الأبيض تملئه ، رفعت نظرها إلى وجهه بينما ذقنها يرتجف و عيناها زائغة ، تبسم بوجهها ثم همس مقترباً إلى شفتيها .
سيهون : أنتِ قتلتِني سريعاً ، أنا سأقتلكِ ببطء .
عندما قاربت شفتيها أن تنخرط بشفتيه إختفى خياله و بقت وحدها ، نظرت حولها بإرتعاب ، المكان يخلو إلا من أنفاسها ، سترت جسدها بالمنشفة البيضاء ثم خرجت سريعاً ، أرتدت ثوب نوم خفيف ثم تمددت على سريرها ، نظرت إلى السقف ثم همست .
تانيا : ماذا تريد إخباري سيهون ؟ إنني لا أفهمك .
في الصباح التالي ، إرتدت قميص وردي ، بنطال جينز ، و حذاء رياضي أبيض ، أخذت حقيبتها البيضاء على كتفها ، إرتدت سترتها البيضاء و أسدلت شعرها الأحمر على كتفيها ، وضعت مستحضرات تجميل قليلة على وجهها ، كي لا يُفتضح شحوبها في عين كاي .
رن هاتفها بيدها ، كان كاي ، أجابته بهدوء مرحبة .
تانيا : أهلاً كاي .
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : أهلا حبي ، أنا أمام البناية أنتظركِ ، هيا بنا لنصل باكراً .
همهمت له كإجابة ثم همست .
تانيا: حسناً ، دقائق و سأكون بالأسفل .
أغلقت الخط ثم خرجت من غرفتها ثم خرجت من الشقة برمتها و أحكمت إغلاق الباب ، أخذت المصعد إلى الأسفل ، خرجت من بوابة البناية لتبتسم عندما رأته يقف مستنداً إلى سيارته ، عاقداً ساعديه إلى صدره و يقف مُتّكِزاً على قدم ، تبسم أيضاً لها أسفل نظاراته الشمسية .
أقتربت حتى وقفت أمامه ، فتح ذراعيه لها فدخلت في حضنه ، هي لا تحب فعل ذلك لكنه لأجله ، أمسك بكفيها بين كفيه ثم رفع كفها المزين بخاتمه ، قبله بخفة ثم همس .
كاي : تبدين فاتنة جداً .
تبسمت له من جديد ثم إبتعدت عنه لتأخذ مكانها بجانبه في السيارة ، صعد هو أيضاً ثم قاد سيارته مبتدأً رحلتهما الطويلة ، رن هاتفها في حقيبتها لتجيبه إنه تاو .
تانيا : أهلاً تاو .
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
تاو : ذهبتِ مع كاي ؟
همهمت قائلة .
تانيا: نعم أنا برفقته الآن .
صمت قليلاً ثم تحدث بصوت ثقيل .
تاو : حسناً استمتعِ بعطلتِك ، كنت أريد الإطمئنان فقط .
تبسمت قائلة .
تانيا: شكراً لك تاو سأفعل .
وضعت الهاتف في حقيبتها ثم نظرت إلى كاي ذا الوجه المشرق ، فتسآلت عاقدة حاجبيها باسمة .
تانيا: ما بك ؟!
نفى برأسه ثم أجابها بهدوء و نظره معلق على طريقه .
كاي : تاو صديق وفي جداً لا تفرطِ به أبداً .
همهمت ثم نظرت إلى حجرها هامسة .
تانيا : لن أفعل .
....................................................
سلاااااااااام يا رفاق .
أرجوكم رحِبو بروايتي الرابعة بطولة سيهون ، كاي ، و ........... و اسكتِ يا ميرسي و تانيا ، ممكن أن تتخيلِ تانيا إنتِ فلا تكرهوها المسكينة كما تفعلون بجويل .😁
أرجو أن هذه البداية نالت إعجابكم ، و أرجو أن أتوفق في هذه الرواية كالأخريات ، أتمنى أن تعجبكم . ❤
بصراحة هذه الرواية قد آتاني الإلهام لها في خضم حزني الشديد على رحيل جونغهيون ، أي أن لها فترة طويلة من الزمن . 💔
البارت طويل يتكون من ٢٧٠٠+ كلمة فلا تعلقو بأنه قصير أرجوكم 😭
بالتأكيد قد مللتم مني فأنا أحدث لكم منذ ثلاثة أيام متتابعة 😆
طبعاً عليكم شرط تفاعل عليكم تحقيقه حتى أقوم بنشر البارت الذي يليه بعد ستة أيام لا تقلقو الشرط بسيط مقارنة بعددكم .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت .
١. رأيكم بالمشهد الأول ؟ لماذا تانيا قامت بقتل سيهون ؟
٢. رأيكم بهلوستها به و كوابيسها عنه ، أهناك فعلاً تحذيراً خفياً في كوابيسها ؟
٣. رأيكم بعلاقتها مع كاي ؟
٤. رأيكم بعلاقتها مع تاو ؟
٥. أخبرت سيهون أنها ستقلته لأجل شخصين أحدهما هو من الآخر يا ترى ؟
٦. لماذا تعيش في شقتها وحدها ؟ و مع من كانت تتشارك الغرفة ؟ لمن الصورة على منضدة سريرها ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم القادمة؟
طبعاً الأسئلة هي مفاتيح لألغاز الرواية الأولية 😎
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
لظى يوقد مشاعري ، حمم تحرق صدري ،
و قلبي في الزاوية يكِنّ متألماً
يحترق شوقاً إليك
يا حبيبه
إستندت على الحائط تتنفس بحدة ، أنفاسها متسارعة جداً لسرعتها في الركض منذ الساعات الأخيرة ، تفحصت الطريق خلفها مستندة على الحائط بذراعها بإنهاك ، ثم تقدمت تركض إلى داخل هذا المستودع المهجور ، صوت قطرات المطر التي تهطل بقوة و تضرب السطح المعدني كل ما هو مسموع هناك .
تقدمت إلى الداخل مهرولة بخفة ، صوت دبّاتها على الأرض التي تعلوها بِرَك ماء صغيرة تثير ضجيج في سكون المكان ، تبحث في عيناها لأي أثر عنه ، يدها تحمل مسدساً مثقلاً بالرصاص ، تلفتت حولها و أخذت تتفحص كل زاوية في المخزن .
دخلت آخر ركن مظلم لتجده هناك ، كان يقف بمحاذاة النافذة يراقب الوضع في الخارج حيث صوت تبادل العيارات النارية واضح جداً.
نادت عليه بصوت مرتجف و دمعتها تقف في طرف عينها .
تانيا : سيهون .
إلتفت إلى صوتها سريعاً ، ملامحه انقبضت بمزيج من التعجب و الإستفهام ، فنطق متسآلاً بصوت خفيض .
سيهون : تانيا ! ماذا تفعلين هنا ؟! هذا المكان خطر جداً؟ ! كيف أتيتِ و لما أتيتِ و كيف إستطعتِ اللحاق بي ؟! لقد تركتكِ في المنزل نائمة .
أومئت له برأسٍ منخفض متنهدة بقوة ثم رفعته إليه مجدداً و دموعها قد خطت على وجنتيها ببؤس شديد لتزداد ملامحه إنقباضاً ، إقترب منها بخطوة لكنها رفعت المسدس بوجهها و أردفت بحدة .
تانيا : لا تقترب و إلا أطلقت النار.
وقف مكانه مندهشا ثم أردف بغضب قوي صارخاً عليها .
سيهون : أنتِ ماذا تقولين ؟!
أردفت بصوت قوي فاجئه بشدة عندما تقدم خطوة ؛ فهذه ليست حبيبته الرقيقة التي إعتادها .
تانيا : قِف مكانك و إلا أطلقت النار عليك و رددتُك قتيلاً حالاً .
تقدم منها بخطوات واسعة متجاهلاً كل حرف كريه خرج من بين شفتيها ، صرخت بأعلی صوتها قائلة بفزع ، المسدس بكفيها يرتجف محاكياً إرتجاف كفيها .
تانيا : سأقتلك أقسم أنني لا أمزح .
وقف مكانه ليصرخ عليها بغضب و عروق وجهه و عنقه البارزة نفرت ليصبح وحشاً علی هيئة بشر .
سيهون : قبل ساعات كنتِ تتقلبين بحضني عارية , و الآن ترفعِ مسدساً بوجهي لتقتلِني .
سالت دموعها علی وجنتيها بقوة بينما تردف بصوت باكِ .
تانيا : جعلتك تملكني لأجلي ، لكنّي سأقتلك الآن لأجل شخصين أحدهما أنت .
همست بوهن و ضعف شديدين قائلة .
تانيا : هذا لأجلك , أنا أسفة , أحبك .
أندفع نحوها حتی يأخذ المسدس من بين يديها المرتجفتين لتطلق الرصاصة الأولی فتستقر في صدره من الجهة اليمنی ، وقع أرضاً علی ركبتيه ينظر لها بوجه قد أنقبض لشدة ألمه ، صرخت هي باكية بجنون عندما أطلقت الثانية لتستقر في معدته ، عقد حاجبيه لشدة الألم ثم ضعفت قوة ركبتيه ليفترش الأرض علی ظهره مرتداً .
رمت المسدس جانباً و أقتربت حيث هو بينما تبكِ بنحيب و عويل مزق عروقها النابضة ، جلست علی ركبتيها ثم أنحنت بظهرها إليه لتقبل شفاهه القبلة الأخيرة , رفعت رأسها لتری وجهه مسلوب الحياة قد لُطِخَ بِدُموعِها .
أخر ما يذكره هو وجهها الباكِ , صوت الرصاص الذي أستقر داخل جسده , و قبلتها المفعمة بالمشاعر , همس بضعف قبل أن يغلق عيناه و يغوص في الظلام .
سيهون : أحرصِ مني أن عدتُ للحياة من جديد , سأقتلك ببطء تانيا .
راقبته يغمض عيناه بإستسلام ثم همست بضعف بإيمائة من رأسها .
تانيا : لا تقلق , سأهرب بعيداً منك إن أنت عُدت .
أقتربت منه مجدداً ثم أغمضت عيناها لتقبل أنحاء وجهه و كفها يداعب خصلات شعره الفحمية , إرتفعت عنه لتنظر إليه قليلاً , تودع ملامح وجهه و هيئته أمامها للمرة الأخيرة .
وقفت لتدير ظهرها و تبتعد عنه , دموعها تأبی عن التوقف , سارعت بخطواتها حتی أصبحت ركضاً إلی الخارج بينما تصرخ باكية , لقد قتلت حبها بيدها.
..............................
" بعد مرور عامين "
نظرت إلی المرآة أمامها بشرود , روحها مسلوبة من الحياة , فقط جسدها حاضر , فستانها الذهبي يضيق علی جذعها ليبرز منحنيات جسدها الأنثوية ثم يتسع بشكل كبير من أسفل خصرها علی شكل حلقة واسعة حتی نهايته لتبدو أجمل من أميرات الحكايات .
الجميع سعيد من حولها لأجلها إلا هي , سعيدون بأنها خرجت من قوقعة عزائها الدائم علی روح حبيبها الميّت إلا هي , اليوم خِطبتُها علی شابٍ تحلم بنظرة منه أية فتاة علی وجه الأرض , الشاب الوسيم الذي يعود إلی الطبقة المخملية في المجتمع و أحد أصحاب الأموال في البلاد , الشاب الأسمر المعروف بكيم كاي .
أخذها من يدها صديقها العزيز تاو له , وقفت بجانبه تصطنع إبتسامة أبت أن تخرج سوی صفراء مزيفة , عقد كفيهما معاً مبتسماً بسعادة حقيقة , عندما تری أبتسامته الساحرة تعلو شفتيه بصدق تشعر بشعور جيد , هي تريد أن تمنح هذا الشاب السعادة التي يستحقها , علها شعرت بأهمية وجودها ، علها إستطاعت إسعاده ما دامت لا تستطيع إسعاد نفسها .
تبسمت له أيضاً بصفاء فسحبها خلفه إلى ساحة الرقص و أخذ يراقصها ، همس بأذنها و أنفاسه الساخنة تصطدم ببشرتها .
كاي : تبدين فاتنة .
سيهون : تبدين فاتنة .
إنتفضت بخفة عندما هيئ لها عقلها الباطني ، الذي ما زال عاقلاً مع الحبيب الأول ، صوته الشجي عندما كان يهمس بأذنها بحرارة متغزلاً بمفاتنها .
عقد كاي حاجبيه مستفهماً .
كاي : أنتِ بخير حبي ؟
أومئت له و زيفت إبتسامة قائلة .
تانيا : نعم ، أنا كذلك ، لا تقلق علي .
أومئ لها ثم عاد ليراقصها بينما يقص عليها أحداث حصلت خلف كواليس حفل خطوبتهما فتتصنع رد فعل و هي حقيقة لا تستمع لما يقوله ، هي بعيدة كل البعد عن مكان وجودها الفيزيائي حيث جسدها برفقة كاي .
هي بمكانها الروحاني حيث حبها الميت ، تذكرته عندما راقصها أخر مرة ، كانت في ذات اليوم الذي قتلته به ، لاحظ كاي غرابة تصرفاتها لكنها ابقى صمته حاضراً .
بعد إنتهاء الحفل أعادها كاي إلى منزلها حيث تسكن وحدها ، ثم ودعها بقبلة نالت من وجنتها بلطف ، تبسمت له و أشارت له بالوداع قبل أن تدخل المنزل و تختفي خلف بوابته الصغيرة .
هي تملك شقة واسعة ، هناك ثلاث غرف نوم ، واحدة لها ، واحدة أصبحت فارغة ، و واحدة منذ الأزل فارغة ، تحوي صالة جلوس فارهة و مطبخ مطل عليها بنظام أمريكي ، أيضاً تملك شرفة تطل على النهر مباشرة متصلة بالصالة و مفروشة بطاولة و كرسيين .
أقتربت إلى باب الغرفة التي غدت فارغة ، تحسسته بأناملها بحنين ثم أستندت عليه و أغلقت عيناها ، استنشقت أنفاسها فامتلئ صدرها برائحته المميزة الباقية رغم عِتق السنين عليها ، أثره لن ينطمر أبداً .
تنهدت و ارتفعت عن الباب ثم أخذت خطاها نحو غرفتها ، التي تجاور تلك الفارغة ، دخلت و أغلقت الباب خلفها بهدوء ، دخلت إلى دورة المياة و أخذت حماماً دافئاً .
خرجت بعد وقت تحيط جسدها بمنشفة بيضاء و تجفف شعرها الأحمر بمنشفة بيضاء صغيرة أخرى ، جلست على جانب السرير ثم نظرت إلى الصورة التي تعلو المنضدة التي تجاوره ، مدّت أناملها بإرتجاف و تحسست وجهه في الصورة .
أدمعت عيناها سريعاً فما كان منها سوى صرف نظرها عن تلك الصورة و النهوض لإرتداء ثياب النوم ، عادت بعد دقائق ترتدي ثوب نوم أسود من الساتان قصير و اندست بفراشها تطلب النوم أن يطرق جفنيها .
أغمضت عيناها و سلمت نفسها لمداعبة النوم لجفونها التي إنغلقت ، نامت و لكنها لا تهنئ حتى بنومها ، هو هناك حتى يأتيها في الكوابيس ، تراه يقتلها ، يسفك دمها ثم يشربه ضاحكاً بشر فتستيقظ برعب منه أو تراه يتزوجها يحضنها يقبلها يبتسم لها ، أسطوانة يومية تتكرر .
في الصباح فتحت عيناها ببطء ، لم يكن حلماً سيئاً الذي رأته به الليلة ، هي لا يهمها مدى سوءه فعلياً يكفيها أن تراه كل ليلة ، هذا أعظم شيء حدث لها بحياتها ، إن تَخلَّصَ منه واقعها فما زالت أحلامها عالقة به وحده .
توجهت إلى دورة المياه حتى تستعد للخروج إلى عملها ، إرتدت بنطال جينز و قميص أسود خفيف أعلاه سترة رسمية مع حذاء كلاسيكي ذو كعب صغير ، خرجت من غرفتها ثم خرجت من شقتها بصمت ، الشقة كئيبة جداً ، فرغت عليها و ما عاد الفرح يملئ حياتها بعد تَرَحِها .
أخذت المصعد إلى الطابق الأرضي حيث سيارتها السوداء مركونة هناك ثم أرتدت نظارتها الشمسية ، ركبتها و قادت طريقها نحو مكان عملها .
نزلت من سيارتها حالما وصلت ليأخذها الموظف المسؤول لصفها في ركنها المعتاد ، دخلت لتطرق أقدام الحرس الأرض بتحية عسكرية لها ، إلتفت لها تاو الذي كان يقف مع مجموعة من الزملاء في الممر و تقدم لها حاملاً ملف ما و وجهه باسم .
تاو : تانيا ، تهانينا على إنجازك هذا ، لقد حللنا لغز القضية بفضلك .
أومئت له بصمت و تابعت المسير بينما يجاورها بالمشي تباعاً ، نظر إلى وجهها و تسآل .
تاو : أنتِ بخير ، أليس كذلك ؟
تنهدت هي بعمق فوصله الرد الذي يفهمه جيداً .
دخلت إلى مكتبها و جلست خلف طاولتها ، استندت على ظهر الكرسي و نظرها معلق بالسقف تنظر للاشيء ، تنهد هو أيضاً ثم قال بهدوء .
تاو : أنتِ لا تريدين كاي ، لا يعجبكِ وجود خاتمه في أصبعِك .
لم تنفي و لم تقر هي حتى لم تتحرك و هو يعلم ما بها ، تاو صديقها منذ الثانوية ، تشاركا حلماً واحد مما قوى أوصار ربط الصداقة بينهما ثم ثابرا لتحقيقه بسعادة ، هي عندما وصلت قمته سقط كل ما فيها إلا مرتبتها التي بقت في ترفيع مستمر .
هو يفهمها دون حاجة لها في الكلام ، يفهم لغة عينيها و جسدها ، هو معها أثناء غضبها و سعادتها في فرحها و ترحها هو دوماً بجانبها لذلك هو مقرب لها جداً ، أكمل حديثه لواماً لها ما بباله و بالها معاً .
تاو : لماذا كذبتِ عليه إذن ؟ لماذا أوهمتِه بحب مزيف لا تكنيه له ؟ لماذا قبلتِ به شريك حياتِك ؟ لماذا تخدعينه ؟
حركت شفاهها و أعضاء النطق عندها لتبرر بكلمة واحدة .
تانيا : لإسعاده .
تبسم صديقها بسخرية لاذعة ثم تهكم قائلاً .
تاو : إسعاده ؟! تبنين له السعادة على أساس مغشوش ، ليس من حقِك خداعِه أبداً .
أعتدلت بجلستها سريعاً ثم ضربت المكتب غاضبة بقبضتيها صارخة بوجهه .
تانيا : أنا لا أستطيع إسعاد نفسي فقررت إسعاده ، أين خطئي الذي تلومني عليه ؟
وقف هو غاضباً ثم جهر بحنق استفحل به .
تاو : لا تستطيعِ إسعاده و أنتِ تعيسة ، أفهمِ هذا جيداً .
رفعت نظرها إليه فتغلغلت عيناها بالدموع فما كان منها إلا إلقاء رأسها في حماية ذراعيها عرض الطاولة تبكي بحرقة شديدة و بحزن شديد و كأنها لم تبكِ من قبل أبداً ، هو يعلم هي لن تتخلص من حبها الأول و الأخير ، سيبقى في قلبها ما دام ينبض .
تقدم تاو منها و نفث أنفاسه حزيناً ، جعلها تستقيم ثم أخذها إلى صدره يحتضنها بكل دفئه إليه ، همست هي بين شهقاتها التي تنحر القلوب شفقة .
تانيا : أنا لا أستطيع أن أنساه ، أنا أحبه سأبقى عالقة معه دوماً ، هو حتى عالقاً معي في نومي ، أنا ... أنا مريضة به ، مريضة ، هو حبيبي الميت و أنا عشيقته الخائنة .
مسح على رأسها بحنان ثم أخبرها بصوت دافئ .
تاو : لا تنعتِ نفسِك بالخائنة ، هذا كان واجبِك ، كان عليكِ فعل ذلك لأجله حتى .
وضعت رأسها أسفل رأسه و أغمضت عيناها بهدوء بينما تحاول تنظيم أنفاسها .
رن هاتفها فابتعدت عن صدر تاو قليلاً ، حملت هاتفها الذي يعلو سطح مكتبها و تطلعت إلى اسم المتصل في جهات الإتصال لديها ، إنه كاي ، ردت على الهاتف و وضعته على أذنها مجيبة .
تانيا : أهلاً كاي .
أتاها صوته المرح قائلاً .
كاي : أهلاً حبيبتي ، كنت أريد إعلامِك بأمر ، لقد هاتفني صديقٌ لي و أعلمته أنني قررت الزواج ، فأبدى سعادته لأجلي و أصر على دعوتي و أياكِ إلى مزرعته في إنشتون .
رفعت نظرها إلى تاو الذي ما زال واقفاً مكانه ثم أجابته .
تانيا : حسناً كما تريد ، لكن متى ؟
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : سننطلق في السيارة مساء الغد .
همهمت له كإجابة فتنهد بعمق ثم همس على مسامعها .
كاي : أنا أحبك كثيراً .
رمشت بعيناها عدة مرات بإرتباك ، هذه ليست أول مرة يخبرها فيها أنه يحبها و لكنه كل ما أعترف أرتبكت ، لقد إعتادت على سماع هذه الكلمة بهذا الإحساس من رجل واحد ، فقدته و فقدت نفسها معه .
تانيا : أنا أيضاً .
أغلقت الخط و رفعت نظرها إلى تاو من جديد ، الذي يزجرها بنظرة حادة ، أخفضت نظرها بينما تستمع إليه يهدر خاطياً خارج مكتبها .
تاو : واضبِ على خداعه ، واضبِ على فعل ذلك ، أنا أيضاً ، هه !!
صفق الباب خلفه بقوة فانتفضت مغلقة العينين ، لما لا يفهمها أحد ؟ حتى تاو !
بعد إنتهاء ساعات العمل ، قادت طريقها إلى المنزل من جديد ، وضعت سيارتها في ركنها المخصص في مصف السيارات التابع للعمارة التي تسكنها ، صعدت إلى شقتها بإستخدام المصعد ، دخلت إليها ثم أشعلت الأضواء ، و بهدوء خلعت حذائها و توجهت للجلوس على الكنبة في صالة الجلوس .
فتحت التلفاز تقلب بين القنوات بملل ، ترى كل الوجوه فيه وجهاً واحداً باسماً لها ، لما ترى وجهه في كل الوجوه ؟ لما هو حبه يسيطر عليها هكذا ؟ لما هو كاللعنة التي تكبلتها بأصفاد صدئة حتى بعد رحيله ؟
تمددت على ظهرها ثم وضعت ساعدها فوق عينيها لتغمضهن بهدوء ، اليوم لا تريد فعل شيء سوى النوم ، فقط تريد أن تنام حتى يزورها في منامها ككل ليلة ، تريد رؤيته سريعاً .
ترتدي فستان أبيض صيفي جميل يصل ركبتيها ، شعرها الأسيلي مفرود على ظهرها بنعومة و يتطاير حولها ما إن تحركت ، تهرول ضاحكة في حديقة جميلة يحفوها الزهر و الخُضر .
كانت تركض و صوت ضحكاتها في أذنها مسموعة ، هو كان خلفها يهرول نحوها متوعداً لشفتيها بعقاب لذيذ .
أمسك بها من كتفها و أدارها إليه بينما هي تخرب عليها ضحكاتها لهاثها لأنفاسها ، نظرت إلى عينيه العالقة على شفتيها فابتسمت ثم أحاطت عنقه بدلالٍ قائلة .
تانيا : حبيبي يريد قبلة .
تبسم هو ثم مال برأسه متخذاً زاوية صوب شفتيها ثم قال .
سيهون : ما أريده يتجاوز قبلة من شفتيكِ يا زهرتي .
ضربت كتفه بشقاوة ثم بادرت بتحقيق أمنيته بتقبيله أولاً ، حضن وجهها بين كفيه ثم بادلها بشغف محبب جميل .
إبتعد بعدما نال ما تمنى ، همس مبتسماً و أصابعه تمسد وجنتها بلطف .
سيهون : أحبكِ زهرتي .
وضعت رأسها على صدره ثم همست بحب .
تانيا : أنا أيضاً ، أحبك بشدة .
رفعت رأسها لتنظر إلى وجهه عندما شعرت بصدره الدافئ اللين برد و تصلب فجأة لتجد وجهه من تلك الليلة ، تبسم جانبياً بشر ثم قال بهمس خطير .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتُ لكِ ؟ احرصِ مني إن عُدتُ للحياة من جديد ، سأقتلك ببطء تانيا .
إبتلعت هي جوفها بتوتر فاتسعت إبتسامته ثم همس .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتِ لي يومها ؟
رمشت بخفة إضطراباً ثم أومئت ليقول .
سيهون : ماذا قلتِ ؟
همست بخوف بينما تنظر إلى وجهه اللامع شراً .
تانيا : قلت سأهرب بعيداً منك إن أنتَ عدت .
همس بتحذير .
سيهون : إذن أهربِ .
رمشت دون فهم ليصرخ بها عالياً .
سيهون : أهربِ .
تراجعت للخلف خطوات مضطربة ثم ألتفت و أخذت تركض في هذا المكان الذي بدء يتحول شيئاً فشيئاً ، لينقلب من تلك الحديقة الجميلة ، إلى ذلك المستودع المهجور حيث مات و ماتت . "
أستيقظت بفزع شاهقة بخوف ، قعدت على الكنبة سريعاً بينما تلهث أنفاسها و كأنها كانت تركض في الواقع كركضها في الأحلام ، مسحت جبينها المتعرق و وجنتيها التي تلطخت بدموعها ، أبعدت شعرها الملتصق بعنقها و وجهها لكثرة تعرقها .
وقفت بإضطراب ثم توجهت إلى مطبخها ، عبئت كوب ماء و شربته على دفعة واحدة ثم وضعته على بار المطبخ ، وقفت بشرود تتذكر وجهه في الحلم ، لم يكن كما أعتادت عليه في أحلامها باسماً أو حتى غاضباً .
تنهدت ثم خرجت من المطبخ و توجهت إلى غرفتها ، دخلت إلى دورة المياه و غسلت وجهها ثم رفعته للمرآة لترى به الشحوب ، خلعث ثيابها ثم وضعت نفسها أسفل مَرش الماء ، أخذت حماماً دافئاً ، أغلقت الماء ثم إلتفتت لتسحب منشفة بيضاء ، لكنها إرتعدت و شهقت بفزع عندما رأته أمامها .
كان يرتدي ذات الثياب التي كان يرتديها في تلك الليلة ، بقع الدماء على قميصه الأبيض تملئه ، رفعت نظرها إلى وجهه بينما ذقنها يرتجف و عيناها زائغة ، تبسم بوجهها ثم همس مقترباً إلى شفتيها .
سيهون : أنتِ قتلتِني سريعاً ، أنا سأقتلكِ ببطء .
عندما قاربت شفتيها أن تنخرط بشفتيه إختفى خياله و بقت وحدها ، نظرت حولها بإرتعاب ، المكان يخلو إلا من أنفاسها ، سترت جسدها بالمنشفة البيضاء ثم خرجت سريعاً ، أرتدت ثوب نوم خفيف ثم تمددت على سريرها ، نظرت إلى السقف ثم همست .
تانيا : ماذا تريد إخباري سيهون ؟ إنني لا أفهمك .
في الصباح التالي ، إرتدت قميص وردي ، بنطال جينز ، و حذاء رياضي أبيض ، أخذت حقيبتها البيضاء على كتفها ، إرتدت سترتها البيضاء و أسدلت شعرها الأحمر على كتفيها ، وضعت مستحضرات تجميل قليلة على وجهها ، كي لا يُفتضح شحوبها في عين كاي .
رن هاتفها بيدها ، كان كاي ، أجابته بهدوء مرحبة .
تانيا : أهلاً كاي .
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
كاي : أهلا حبي ، أنا أمام البناية أنتظركِ ، هيا بنا لنصل باكراً .
همهمت له كإجابة ثم همست .
تانيا: حسناً ، دقائق و سأكون بالأسفل .
أغلقت الخط ثم خرجت من غرفتها ثم خرجت من الشقة برمتها و أحكمت إغلاق الباب ، أخذت المصعد إلى الأسفل ، خرجت من بوابة البناية لتبتسم عندما رأته يقف مستنداً إلى سيارته ، عاقداً ساعديه إلى صدره و يقف مُتّكِزاً على قدم ، تبسم أيضاً لها أسفل نظاراته الشمسية .
أقتربت حتى وقفت أمامه ، فتح ذراعيه لها فدخلت في حضنه ، هي لا تحب فعل ذلك لكنه لأجله ، أمسك بكفيها بين كفيه ثم رفع كفها المزين بخاتمه ، قبله بخفة ثم همس .
كاي : تبدين فاتنة جداً .
تبسمت له من جديد ثم إبتعدت عنه لتأخذ مكانها بجانبه في السيارة ، صعد هو أيضاً ثم قاد سيارته مبتدأً رحلتهما الطويلة ، رن هاتفها في حقيبتها لتجيبه إنه تاو .
تانيا : أهلاً تاو .
وصلها صوته الهادئ قائلاً .
تاو : ذهبتِ مع كاي ؟
همهمت قائلة .
تانيا: نعم أنا برفقته الآن .
صمت قليلاً ثم تحدث بصوت ثقيل .
تاو : حسناً استمتعِ بعطلتِك ، كنت أريد الإطمئنان فقط .
تبسمت قائلة .
تانيا: شكراً لك تاو سأفعل .
وضعت الهاتف في حقيبتها ثم نظرت إلى كاي ذا الوجه المشرق ، فتسآلت عاقدة حاجبيها باسمة .
تانيا: ما بك ؟!
نفى برأسه ثم أجابها بهدوء و نظره معلق على طريقه .
كاي : تاو صديق وفي جداً لا تفرطِ به أبداً .
همهمت ثم نظرت إلى حجرها هامسة .
تانيا : لن أفعل .
....................................................
سلاااااااااام يا رفاق .
أرجوكم رحِبو بروايتي الرابعة بطولة سيهون ، كاي ، و ........... و اسكتِ يا ميرسي و تانيا ، ممكن أن تتخيلِ تانيا إنتِ فلا تكرهوها المسكينة كما تفعلون بجويل .😁
أرجو أن هذه البداية نالت إعجابكم ، و أرجو أن أتوفق في هذه الرواية كالأخريات ، أتمنى أن تعجبكم . ❤
بصراحة هذه الرواية قد آتاني الإلهام لها في خضم حزني الشديد على رحيل جونغهيون ، أي أن لها فترة طويلة من الزمن . 💔
البارت طويل يتكون من ٢٧٠٠+ كلمة فلا تعلقو بأنه قصير أرجوكم 😭
بالتأكيد قد مللتم مني فأنا أحدث لكم منذ ثلاثة أيام متتابعة 😆
طبعاً عليكم شرط تفاعل عليكم تحقيقه حتى أقوم بنشر البارت الذي يليه بعد ستة أيام لا تقلقو الشرط بسيط مقارنة بعددكم .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت .
١. رأيكم بالمشهد الأول ؟ لماذا تانيا قامت بقتل سيهون ؟
٢. رأيكم بهلوستها به و كوابيسها عنه ، أهناك فعلاً تحذيراً خفياً في كوابيسها ؟
٣. رأيكم بعلاقتها مع كاي ؟
٤. رأيكم بعلاقتها مع تاو ؟
٥. أخبرت سيهون أنها ستقلته لأجل شخصين أحدهما هو من الآخر يا ترى ؟
٦. لماذا تعيش في شقتها وحدها ؟ و مع من كانت تتشارك الغرفة ؟ لمن الصورة على منضدة سريرها ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم القادمة؟
طبعاً الأسئلة هي مفاتيح لألغاز الرواية الأولية 😎
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(11)
Part One
العرض والوصف والاحداث والانسجام والحبكة ممتعة
Відповісти
2018-09-08 19:50:05
1
Part One
اوكى
Відповісти
2018-09-08 19:50:14
1
Part One
ياي فايتنع
Відповісти
2018-09-10 21:26:42
1