Chapter Twenty-five
" شكراً للوجع "
الوجع ينعش الذاكرة و يوقظ الوجدان
يُحيي فينا الألم وقتها يصبح لذيذ
تصبح نفسك تتوق للألم لتحيي ذكرى
تشانيول : اوه سيهون و بارك تانيا سلما نفسيكما ، أنتما رهن الإعتقال !
أمسك سيهون بعضدي بخشونة و صرخ بوجهي بجنون .
سيهون : ما كل هذا ؟! لا تقولي أنكِ بريئة مجدداً !
وضعت يدي على يده و سُرعان ما بكيت أتوسله أن يصدقني ، أنا في خِضم ما يحدث لا أتحمل منه إتهاماً .
تانيا : أنه يريد أن أسلم نفسي معك ، لستُ مذنبة أرجوك !
هسهس بحقد و أظافره انغمست بلحم ذراعي كما حطمت أسنانه بعضها .
سيهون : لماذا لم تخبريني أنه حي !
صرخت بها جهارة و قهري لا يسعفني في ظرفي هذا .
تانيا : كي تقتله مجدداً !
أفلت يدي بغضب و إلتفت إليهم قائلاً .
سيهون : ماذا سأفعل الآن ؟! كيف سنهرب منهم مجدداً ؟!
هذه مصيبة بحق و سؤال يصعب إجابته ، أنا لا أعلم كيف سنهرب مجدداً من الشرطة ، أسوء ما في الأمر أن أخي يقودهم و أنا التي ظننت أن لا أحد يعلم أنه حي سواي و قِلة آخرين ، أنا كنتُ آخر من يعلم .
تانيا : دعني أسلم نفسي و أنت أهرب .
إلتفت رأسه سريعاً إلي و أمسك بمؤخرة عنقي ليجذبني إليه بعنف ، شهقت بألم عندما قابل وجهي وجهه و راحت دموعي تنعى حزني على حالنا البائس هذا عندما همس بغضب يحدثني .
سيهون : أنا لن أسمح لهم بأن يضعوكِ في السجن و أنا لن أُسجَن ، سنهرب معاً أتفهمين ؟ ثقي بي !
أومأت له سريعاً فإلتفت عني إلى مصيبتنا هذه ، أخرج سلاحه من ( تابلو ) السيارة دون أن يشعروا بحركته الخفيفة و بمهارة شديدة أصطادت رصاصاته عجلات السيارات الأمامية و الرصاص بدأ يُصَب فوق رؤوسنا كالمطر .
عكف السيارة سريعاً و انطلق بها ، الشرطة تلاحقنا و يطلقون النار علينا ، أنا لستُ خائفة من صوت الرصاص و لا من أن يمسكوا بي ، أنا خائفة على سيهون ، إن أمسكوا به سيعدموه فوراً ، الحكم عليه مقضيّ .
فجأة توقفت السيارة بقوة عندما أصابت رصاصات أخي عجلات سيارتنا فشلّتها كاملة و نحن أيضاً بداخلها ، لقد قُضي علينا ، انتهى أمرنا .
سيهون : اللعنة !
صرخ بها بجانبي و ضرب المقود بقوة بينما ينتفس بقوة و ملامحه استشرست ، إزدرئت جوفي عندما لاحظت الشرقة يقتربون راجلون منا و هو يجلس بجانبي بلا حيلة .
فتح بيت الرصاص في المسدس ، هناك رصاصة واحدة فقط فيه ، لن تنقذنا و لن تسعفنا .
تشانيول : أنتما محاصرين ، أستسلما من الأفضل لكما .
سيهون : ترجلي و سلمي نفسكِ !
إلتفتُ سريعاً إليه ، كان ينظر نحو هذه الرصاصة بإنطفاء .
تانيا : و ماذا عنك ؟!
أعاد الرصاصة في مكانها و وضعها في وضع الإستعداد للإطلاق ثم قال بنبرة ميتة ، أشعر أنه فقد الأمل بأن نهرب و بما أنه فقده ، أنا فقدته أيضاً .
سيهون : سلمي نفسكِ يا تانيا !
من بين المرات القليلة التي تحركت شفتيه لتكون من بينهما اسمي ، هذه أكثر المرات إيلاماً ، خرج اسمي من بين شفتيه متألماً .
نظر في عينيّ و على رِحاب جفونه تتجمع قطرات كالتي في عيني ثم همس .
سيهون : هيا !
و معها هبطت تلك الدمعة .
أطعته و ما لي لا أفعل ، لا أملك سوى أن أطيعه و قبل أن أفعل بكّاني بكائه و أخشى أنه الوداع الأخير نالت شفتيه قُبل مغموسة بالحب مني ، أسندت جبيني على جبينه ثم همست باكية .
تانيا : تذكر أنني أحبك و لو أردتني مجدداً سآتيك أركض .
أومئ لي و بيده تحسس بطني ثم تبسم بوهن ، عانقته قليلاً أحتاج أن أطمئن أنه ليس مغادراً دوني ، أننا سنكون معاً و بعد عِناق حميم دفعني لتلبية أمره مجدداً فنفذت .
خرجت من السيارة و استلمني أخي ثم راح يهدد زوجي في الداخل أن يخرج و إلا استخدم طرق عنيفة ، لقد شوهت السيارة و ترفع في وجهه سلاحاً و ما زلت تهدد بالعنف .
خرج سيهون من السيارة يحمل سلاحه بيده فسرعان ما تهافتت عليه أفواه أسلحة الشرطة ، نظر إلى تانيا و في عينيه دموع كثيرة ، تجاهل تحذيرات الشرطة .
تشانيول : ارمي المسدس من يدك و إلا أطلقنا نحوك !
تجاهل ما قاله تشانيول و حذرهم الشديد منه و بلامبالاة لروحه إقترب ليقف أمامي عن بعد لا يزيد عن مِتر واحد ، كنت أنظر إليه و كأن آخر أنفاسي عالقة بجسده .
أنا أعلم جيداً ماذا سيفعل ، لدى سيهون الموت و لا المهانة .
تانيا : سيهون تعلم أن ما ستفعله غير صحيح ، لا تفعل أرجوك !
نظر نحو الشرطة ساخراً ثم رسى عليها مجدداً ليقول .
سيهون : هذا أكثر شيء صحيح قد أفعله !
تانيا : لا !
همست بها بينما تنفي برأسي و أبكي دون شهقات و لا عثرات ، أصبح البكاء يسيراً علي لكثرة ما أمارس طقوسه .
تانيا : لا يا سيهون أرجوك لا !
صرخت بها عندما ارتفع سلاحه ليواري فهوته صدغه ، نظر في عينيّ يودعني و أنا لجزعي صرخت به أحاول منعه .
تانيا : أرجوك لا تفعل هذا ، فكر بي فكر بطفلنا ، نحن سننجو من ذلك لا محالة ، أرجوك يا سيهون !
من خلاف أمسك به أحد و عندما ظهر وجهه اكتشفت أنه كاي و طارت الرصاصة الأخيرة في الهواء .
كاي : أنا آسف لكنني لا أستطيع أن أسمح لك بقتل نفسك ، حياتك أثمن من أن تزهقها !
إلتفت إليه سيهون و دفعه من صدره بغضب ليصرخ .
سيهون : إن ما أزهقتها أنا ، سيزهقونها هم ، ألا تفهم ؟! أفضل أن أموت برصاصة مني على أن تنكسر رقبتي في شِداد حبل المشنقة !
................................................
أغمضتُ عيني و وراتني ظلمة ساعات المساء ، مرت أربعة شهور و ها أنا وحدي هنا بالبريّة ، في النهاية أخي انتصر ، إنتقامي الذي انتصر .
في فجر اليوم ، الثاني عشر من ابريل لهذا العام تم إعدام المجرم الأعظم اوه سيهون شنقاً حتى الموت ، ليس هو فقط من مات ، أنا مُت معه و طفلنا الذي لم ألده بعد !
اليوم أعدموه و اليوم ولِد ، لقد أتم اليوم عامه الثلاثون ، اليوم فقط أصبح زوجي الحبيب ثلاثيني و في أول يوم له مع الثلاثينية أعدموه .
يا تُرى كيف زجوه في السجون و ما كانت أمنيته الأخيرة ، ماذا أطعموه قبل هذا و كيف ذهب و نظر إلى حبل المشنقة بعينيه ، بموته سقطت كل التُهم عنه و انتهى .
سقطت عني أيضاً و انتهيت ، ها أنا أرملة و أم في السابع و العشرون من عمري ، ابني سيعيش يتيماً لكنني سأخبره كم كان والده شجاعاً و مِقداماً ، كما كان رجل قوياً و ذا سلطة و جاه .
كم كان وفياً لحبي و كم أنه أخلص لي لدرجة اصبح فيها مجرماً في الإخلاص و الحب و الوفاء ، و لأنه كان مجرماً في الإخلاص و كنتُ الضحية حان الوقت لأكون أنا المجرمة تلك و هو ضحية إخلاصي .
لن أدعك يوماً حبيبي ، سأهب ابننا الحياة التي منحتها أنت له ثم سأغادر و أعود إليك ، أعدك أنني سأتركه بأيدي أمينة و نحن معاً سنراقبه من الأعلى ، أتراني الآن ؟ أتسمعني أحدثك ؟!
على ماذا سأقتاد و أنت بعيد عني ؟! كيف سأصبر حتى آتيك ، وبخني وقتها و خاصمني إن أردت و لكنني سآتي إليك بقدمي مجدداً و ادخل حياتك رغماً عنك من جديد .
نحن لن ننتهي من بعضنا و لن يفرقنا موت ، سأتبعك إلى موتك و إن ولدت من جديد سأولد معك لأكون لك ، في حياتك ، في موتك ، و في كل حياة لاحقة و سابقة أنا لك و أنت لي و حبنا لن ينتهي أبداً !
اليوم مولدك و في مثل اليوم تزوجنا قبل ثلاث سنوات ، أتذكر ذلك اليوم ؟ لقد قلت لي أنه أفضل يوم في حياتك ليس لأنك ولدت فيه بل لأنك تزوجتني به .
في الصباح الباكر لذاك اليوم ، استيقظت يومها على ضوضاء عالية قادمة من الخارج ، عندما طللتُ من شرفتك كنت بالأسفل تشرف على ترتيبات حفل زواجنا ، كنت في غاية السعادة يومها .
كان ينتباني شعور مزدوج ، قبل أن آتيك كنت مستعدة أن أضحي بجسدي حتى لأنال مبتغاي و انتقم منك ، إرادتي كانت تتلخص بمقتلك على يدي لكن ذلك اليوم ما كنت أريد أن أبيعك جسدي مقابل روحك ، أردت أن أمنحك هدية أخيرة قبل أن أبعدك عني .
ارتديتُ الفستان الأبيض و سرحت شعري كما تريد ، حتى بعد رحيك أنا لم أغير تسريحة شعري فقط لأنك تحبها، انظر للسبب !
تزينتُ لأجلك و حرصت أن أظهر بأجمل ما يكون لتكن سعيد في ذلك اليوم ، حرصت أن يتم الزواج باكراً لأن حتى منتصف الليل كان علي أن أعود إلى مقري و قد أتممت مهمتي .
الحضور كانوا أنا و أنت فقط ، ذلك كان أفخم حفل زواج على الإطلاق ، ليلتها إختبأنا أسفل الستائر و راقصتني ، يومها أنشدت في حياتي أغنية إلى مدى الحياة .
كان صوت عذب كعندليب ينشد أغانيه ببهجة ، ما كنت تعلم يا حياتي أنني يومها كنت أنهيت مدى حياتك ، أنشدت لي ثم راقصتني و بعدها سلمتك نفسي ، حرصت أن تكون سعيداً و راضياً لأنني كنت أودعك .
لا أنسى لقب " زهرتي " كنت دوماً تنعتني بزهرتك ، لطالما كنت زهرتك وحدك تراني يافعة و وحدي أعلم أنني ذابلة .
استدرجتك من بين أحضاني إلى فخي و وقعت فيه للأسف ، يومها كنت أدعو الله ألا تأتي ، لو أنك لم تأتي فقط لما قدرت عليك ، لو أنك ما وثقت بي كثيراً ، لو أنك ما ملكت تلك الثورة النقية عني فقط لما استطعت عليك .
سلبتك مني و في رثائك بكيت حتى عاقبتني تلك الليلة في الغاب ، أتذكر ؟ لقد استخدمت صوتاً لا يعود لك و لثمت وجهك رغم ذلك تعرفت عليك و أنت أنكرت .
ما كنت تعلم و أظنك ما زلت لا تعلم أنني أستطيع تمييزك من دفئك فقط ، من راحتك و عينيك ، لأنني أحبك بحق !
مجدداً ها أنا أعيش على رثائك مجدداً إلا أنني أملك شيئاً منك يعيش داخلي ، يذكرني بك و أحبه لأنه منك ، ربما ستكون أنانية مني أنني سأتركه و اتبعك و لكن تفهمني أرجوك ، أنا قد انهكني التعب ، أحتاجك بحانبي !
دموعي لم تجف و لم يدخل جوفي شيئاً سوى لأجل ابننا ، أنا على هذه الحال منذ شهور ، اصبحت استعجب قدرتي على التألم هكذا و تحمل الألم ، على البكاء و الحزن المرير الذي يلازمني ، كل شيء أصبح مبالغاً فيه .
تشانيول استطاع تبرأتي و أن كل التهم التي وجهت لي قد تورطت بها لأن سيهون اجبرني على ارتباكها ، كانت الطريقة الوحيدة لأنجو ، أن أورطه أكثر .
سيهون لم يكذبني في المحكمة بل وافق على كل التهم التي وجهت له ، ما كانت اوزاري تزيد عليه العقوبة ، مهما زادت تهمه كان الحكم عليه واحد ، الإعدام حتى الموت الذي لا يقبل النقض .
نجحت خطة أخي في تنحيتي عن الإتهام ، وافقت على كل شيء أراد فعله كي أحقق أمنية سيهون ، ألا يعيش طفلنا في السجون ، حُرِمت من عملي و ما كنت سأعود إليه حتى لو طلبوني .
الآن أنا في بوسان رِفقة كاي الذي يحميني فأنا زوجة أخيه المتوفي ، أيضاً معي تشانيول و آيرين ، آيرين في شهرها السابع ، هي كانت حُبلى من أخي عندما كانت لدى سيهون .
آيرين : كفي عن البكاء أرجوكِ ، هيا انهضي عليكِ أن تتحركي قليلاً ، ولادتكِ أصبحت وشيكة و إن بقيتِ على هذه الحال ستكون عسيرة ، أرجوكِ يا تانيا !
فلتكن عسيرة و لتقلع روحي من جذورها و تنفيها خارج جسدي ، أنا بالفعل أريد الرحيل ، لا يبقيني هنا شيء سوى طفلي فقط .
سمعتها تتنهد بغم عندما فشلت عن استمالتي و قليلاً دخلا تشانيول و كاي يحثاني على النهوض ، أنا لا أريد أن أفعل شيء ، دعوني غارقة في ذكرياتي معه فما عدت أملك منه سوى ذكريات .
عندما نال اليأس منهم أن أنهض بإرادتي حملني تشانيول على ذراعيه و أنا لم أقاوم فقط أنا جسد بلا روح ، وضعني على كرسي طاولة الطعام و اطعمني بيده .
أعلم أنهم جميعاً يحترقون بؤساً على حالتي ،أنا على هذه الحالة منذ أن إفترقنا ، فرقتنا كلمة القانون و بسببي قُتِل ، كان يخشى على عنقه أن تكسرها مشنقة الشرطة و هذا ما حدث بالفعل.
أشعر بروحي تحترق ، أود لو أحرقهم جميعاً و أحرق نفسي التي خانته معهم ، في المساء لففت حول جسدي غطاء و خرجتُ انظر للسماء ، أريد أن أراه هو الآن نجمة في هذه السماء المظلمة ، هو بالتأكيد أكثر نجمة مشعة من بينهم .
تانيا : اشتقتُ لك سيهون!
مسحت دموعي أبحث عنه في السماء ، ها أنت ذا حبيبي ، تلك النجمة الكبيرة المضيئة بالتأكيد هذه أنت ، تراقبني الآن صحيح ، تراني أنظر إليك ؟!
سآتي قريباً إلى جانبك لا تقلق حبيبي ، لن ننتهي هكذا ، أنا سأنتهي معك لن أتركك وحيداً قليلاً فقط صبراً و سآتي إليك .
و كأن طفلي أصابته شفقة علي و أراد أن ألتقي بأبيه كما أنا أريد ، أسفل هذه السماء المنيرة بنور والده أخبرني أنه قادم عندما ضربني منبهاً .
أحنيت جذعي لقوة الألم و تمسكت ببطني ، صرخت بوجع عندما شعرت بضربة أخرى تصيب حوضي ، سُرعان ما إلتموا جميعاً حولي يسندونني ، سيهون أنا قادمة إليك .
أخذاني تشانيول و كاي إلى المستشفى ، كنتُ أتألم كثيراً ، بالفعل ألم المخاض شديد ، ها أنا أشعر بنفسي تموت و أنّي لمرحبة .
نُقِلتُ فوراً إلى غرفة التوليد و هناك عُشت أكثر ساعات عمري إيلاماً وحدي دون أن أجده إلى جانبي يواسيني ، صرخت و بكيت و استنجدت أن يخرجوا ابني مني .
صرخت باسمك عزيزي و تخيلتك تقف أمامي ، ربما تعاضد وجع روحي مع وجع جسدي ليواسوني و يجعلوني أراك ، شكراً للوجع الذي ما حرمني أياك في هذه اللحظة .
أغمضتُ عينيّ و ابتسمتُ بين دموعي و شهقاتي و أنفاسي المتعبة عندما سمعت صوت بذرة حبنا يبكي .
" مبارك سيدتي إنه فتى ! "
بكيت عندما وضعوه على صدري ، إنه يشبه والده كثيراً ، ذات العينين و الأنف و الشفتين ، أرجو أن لا تتغير خِلقته بينما يكبر ، أريدك أن تكون نسخة عن أبيك في المظهر ، في المظهر فقط يا بُني .
لا تأخذ شيئاً آخر من أبيك لا إخلاصه و لا حبه ، لا قدره و لا نصيبه ، لا الظلم الذي أتاه و لا مصيره ، لا أريدك أن تشبهه في شيء سوى مظهره .
ستكون رجلاً وسيماً مثل والدك ، ستتهافت الفتيات عليك لأجل صورة ، أمرح و اعبث و كن سعيداً ، خذ حصتك و حصصنا المهضومة يا بُني .
أغمضتُ عينيّ في سكينة ، سكينة أظنها أبدية و أشعلتُ الحنين في أوداجي ، سأبيت الليلة مع طفلي لعلي أشبع أوداج أمومتي قليلاً به قبل أن ألتحق بك حبيبي ، اعذرني على أنانيتي ، فقط هذه الليلة !
نقلوني إلى غرفتي هنا ، كان قد زينها تشانيول و كاي ، باب الغرفة و الغرفة من داخل كلها مستنيرة باللون الأزرق حتى أنا هناك على رأسي طوق أزرق .
سرير صغير أزرق اللون بجانب سريري ، هذه ساعات ما بعد منتصف الليل ، وضعته أيرين في حضني بعدما قبلته ، تشانيول قبل رأسي و قبل ابني ، ظننت أنه سيكرهه لأنه ابن سيهون الذي يمقت .
كاي قبله أيضاً و عانقني مباركاً ، احضروا لي طعام و أكلت منه لأطعم ابني فقط ، ارضعته مني ربما تكون هذه آخر مرة أطعمك فيها يا صغيري ، أرجوك سامحني .
اعفو عن أمك فلقد نال منها الشقاء و ما عادت تطيق صبراً ، بقيت أنا و هو وحدنا هنا بعد أن طلبت من الجميع أن يغادر ، أريد أن أبقى مع ابني أكبر وقت ممكن علّني أشبع منه قبل أن أغادر و اتبع والده .
ضللت أحمله على ذراعي طوال الليل و إن بكى هدهدت عليه أو أرضعته ، لم أنم و لو لثوان ، لِمَ سأنام و أنا اليوم سأنام نومة أبدية لا أستيفاظ بعده .
أصبحت الساعة التاسعة صباحاً ، أنا آسفة يا بني لكن علي الرحيل قبل أن يتبعوني هم و يمنعوني من الذهاب إلى والدك ، لقد اشتقتُ إليه كثيراً .
قبل ذهابي علي قول شيء لذا طلبت من الممرضة ورقة و قلم و هي أحضرتهم لي بعد فينة رغم أن طلبي كان غريب بالنسبة لها لكن نفذته .
" أخي ..
أعلم أنه لربما عندما تقرأ هذه الرسالة أكون قد غادرت هذا العالم ، لا تلمني أرجوك و لا تقول لي أنني تركت خلفي قِطعة لحم صغيرة ضعيفة ، أعلم لكنني أثق بك أنك ستربيه و تحميه كما ستفعل مع ابنك .
تذكر أنه ابن أختك التي مضت في طريقها الذي أرادت ، إن كنتُ تكره والده فانسى أن له أب و أنت تعتني به لكن أرجوك لا تقسو عليه و لا تكرهه .
أنت تعلم أن والده كان رجل مغوار و شجاع لذا قل لابنه هذا ، لا تقل له انني من تسببت بمقتل أبيه لا أريده أن يكرهني و لا تخبره أنه ابن مجرم فلا أريده أن يكره والده .
أجعله يحبنا حتى لو أحتاج الأمر أن تكذب عليه أو لا تخبره عنّا أساساً ، دعه يظنك أباه من لحمه و دمه و أن زوجتك أمه ، هذا آخر ما أطلبه منك ، أن ترعى طفلي .
أرجو منك أن تسميه على اسم ابيه ، أريد أن يكون اسمه سيهون سواء إن قررت أن تنسبه إليك أو تنفي نسبه عنك ، هو اسمه سيهون على اسم ابيه .
سامحني يا أخي و أرجو ألا تكرهني بعد رحيلي ، تذكر أنني فعلت كل هذا و تخليت عن الرجل الذي أحب لأجلك .
أرجو من أن كاي يسامحني ، لقد عذبته و خدعته و استغليت حبه لصالحي ، أخبره أنني أحبه و أن ابن أخيه أمانة لديه .
وداعاً يا رفاق .. "
ما أنهيتها حتى غرقت بدموعي ، أرغب بالمغادرة و بشدة لكن ذلك الطفل الصغير يصعب علي الأمر أكثر مما توقعت .
نظرتُ إليه للمرة الأخيرة و تأكدتُ أنه قد شبع فلن أستطيع أن أطعمه مجدداً ، أنا آسفة يا صغيري أنني أحرمك مني رغم أنني ذقتُ مرارة اليُتم و ضِنك العيش ، أعرفهما جيداً لكنك لن تنتهي مثلي ، لك من يحفظك كما حفظني .
طلبتُ الممرضة و طلبت منها أن تأخذه إلى حضانة الأطفال و بدموع خفية ودعته دون أن أشبع أمومتي به .
مسحت دموعي عندما أخذته و غادرت و قررت أنه الآن أو أبداً ، أوزرت حولي ثوب المرضى و تسللتُ إلى السطح ، أريد أن أموت بأكثر الطرق سهولة لأنني ما عدت أتحمل المزيد من الألم .
مسحت دموعي كي أستطيع رؤية العالم للمرة الأخيرة دون ضباب يشوه بصري ، رفعت رأسي إلى السماء و ابتسمت ، ها أنا قادمة إليك !
أخذت تتوافد الذكريات على رأسي و هو يغني أغنيته المفضلة " إلى مدى الحياة " ، كان يراقصني كلما أنشدها .
تذكرت يوم خرجتُ إليه بالفستان الأبيض أرى لمعة عينيه في صفاء هذه السماء ، كان سعيداً جداً عندما تزوجني .
تذكرت يوم خرجت إليه من زقاق الطريق أطلب منه المساعدة ، كان ذا هيبة و سلطان يوم أخضعهم و جعلهم يقبلون حذائه أمامي .
اذكر يوم اعترف لي بحبه ، كان قد قالها في حرة غضب لغيرته أنني أكلم أحد رجاله ، يومها قبلني رغماً عني أيضاً .
اذكر كل مرة نعتني بها بلقبي المحبب عنده " زهرتي " كان يقولها لي كل يوم كل ساعة و كل دقيقة ، ما كانت هذه الكلمة يُعتاد عليها ، كلما قالها لي كنت أشعر بأن مشاعري تثور علي و تقف في صفه .
كانت أقوى من أحبكِ و كوني معي ، كانت أقوى بكثير لأنها كانت تلم كل مضامين الحب و كلماته ، زهرتي كانت تعني لي أحبكِ و أنتِ حياتي ، كانت كل شيء بالنسبة لي ، ها أنا أدفع عمري لأسمعها مجدداً .
هذا ما يسمونه بتوافد الذكريات ، الإنسان عندما يدركه الموت يضيع عقله إلى الماضي علّ عين الموت غفت عنّا ، لكنني أنا من أتيت أقصده ، ليس هو من آتاني .
أغمضتُ عينيّ و فردتُ ذراعيّ بالهواء ، أريد أن أسقط ، أموت ، و اندثر و وداعاً لحياة ما كان سيهون جزءاً منها ، أنا لا أستحق الحياة من بعده .
داعب الهواء شعري و ضاع ثقله مع الهواء ، بدأت أشعر بالدوار لأن الهواء يرطمني ، يحفزني أن أرمي بنفسي و أنتهي ، كن واثقاً يا ريح أنني لا أحتاج هبوبك لتقتلعني من منبتي ، أنا سأقتلع نفسي من منبتي بنفسي .
تشانيول : تانيا لا تفعلي !
ابتسمت ساخرة ، دائماً تأتي في اللحظة الأخيرة و لا تدعني أنجو لكن هذه المرة لو كبلتوني بحبال و حبستوني بين أربعة حيطان مظلمة أنا سأنجو .
تانيا : ليس اليوم يا أخي !
كاي : أرجوكِ يا تانيا لا تفعلي ، لا تستلمي هكذا ، لا تُيتمي طفلكِ و أنتِ عشتِ يتيمة ، لا توكلي أمره أحد ، لا أحد سيكون عليه أحن منكِ !
لن يردني طفلي ، لقد تحملت فقط لأجله ، قررت أن أوهبه الحياة و أرحل ، الآن لن يردني ، لي حق أن أعيش كما أريد .
تشانيول : تانيا لا تفعلي به كما فعلوا بنا ، لا تظلميه ، ذنبه في عاتقك ، لا يحق لكِ إنهاء حياتك و حياته مرتبطة بكِ !
لن أستمع و لن أعقل و لا أريد منكم وعظاً ، أنا أريد أن أرتاح ، اعتبروها أنانية أنا فقط أريد حقي من الموت و الآن ، أريد زوجي .
تشانيول : أقسم إن رميتِ نفسكِ من هنا أنني سأرمي ابنكِ في دار للأيتام !
...........................................
سلااااام ❤😍
قبل ما انسى لازم تعرفوا التالي ...
سيهون سواء قتل تاو و لا لا ، سواء تورط بمحاولة قتل تشانيول و لا لا ، سيهون محكوم عليه إعدام من قبل ما يلاحقوا تشانيول و يحاول يقتله ، قبل تانيا بكثير ، يعني الي صار مع تاو و تشانيول ما رح يأثر على حكم الإعدام .. تمام ؟ وصلت ؟
شي ثاني كمان ... أنا ما عم حاول أتعس شخصياتي ، بالنهاية هذول شخصياتي أنا ، يعني أنا أحن عليهم منكم😂☻
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِ :
١. سيهون :
١. محاولته لحماية تانيا لآخر رمق و رد فعله حيال تشانيول ؟
٢. محاولته لقتل نفسه ؟
٢. تانيا :
١. حالتها النفسية بعد وفاة سيهون ؟
٢. ذكريات الماضي و الحنين الذي يراودها عليه ؟
٣. محاولتها للإنتحار و هل ستنجح ؟
٢. رأيكم بتطور الأحداث و تأثيرها على الشخصيات ؟
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الوجع ينعش الذاكرة و يوقظ الوجدان
يُحيي فينا الألم وقتها يصبح لذيذ
تصبح نفسك تتوق للألم لتحيي ذكرى
تشانيول : اوه سيهون و بارك تانيا سلما نفسيكما ، أنتما رهن الإعتقال !
أمسك سيهون بعضدي بخشونة و صرخ بوجهي بجنون .
سيهون : ما كل هذا ؟! لا تقولي أنكِ بريئة مجدداً !
وضعت يدي على يده و سُرعان ما بكيت أتوسله أن يصدقني ، أنا في خِضم ما يحدث لا أتحمل منه إتهاماً .
تانيا : أنه يريد أن أسلم نفسي معك ، لستُ مذنبة أرجوك !
هسهس بحقد و أظافره انغمست بلحم ذراعي كما حطمت أسنانه بعضها .
سيهون : لماذا لم تخبريني أنه حي !
صرخت بها جهارة و قهري لا يسعفني في ظرفي هذا .
تانيا : كي تقتله مجدداً !
أفلت يدي بغضب و إلتفت إليهم قائلاً .
سيهون : ماذا سأفعل الآن ؟! كيف سنهرب منهم مجدداً ؟!
هذه مصيبة بحق و سؤال يصعب إجابته ، أنا لا أعلم كيف سنهرب مجدداً من الشرطة ، أسوء ما في الأمر أن أخي يقودهم و أنا التي ظننت أن لا أحد يعلم أنه حي سواي و قِلة آخرين ، أنا كنتُ آخر من يعلم .
تانيا : دعني أسلم نفسي و أنت أهرب .
إلتفت رأسه سريعاً إلي و أمسك بمؤخرة عنقي ليجذبني إليه بعنف ، شهقت بألم عندما قابل وجهي وجهه و راحت دموعي تنعى حزني على حالنا البائس هذا عندما همس بغضب يحدثني .
سيهون : أنا لن أسمح لهم بأن يضعوكِ في السجن و أنا لن أُسجَن ، سنهرب معاً أتفهمين ؟ ثقي بي !
أومأت له سريعاً فإلتفت عني إلى مصيبتنا هذه ، أخرج سلاحه من ( تابلو ) السيارة دون أن يشعروا بحركته الخفيفة و بمهارة شديدة أصطادت رصاصاته عجلات السيارات الأمامية و الرصاص بدأ يُصَب فوق رؤوسنا كالمطر .
عكف السيارة سريعاً و انطلق بها ، الشرطة تلاحقنا و يطلقون النار علينا ، أنا لستُ خائفة من صوت الرصاص و لا من أن يمسكوا بي ، أنا خائفة على سيهون ، إن أمسكوا به سيعدموه فوراً ، الحكم عليه مقضيّ .
فجأة توقفت السيارة بقوة عندما أصابت رصاصات أخي عجلات سيارتنا فشلّتها كاملة و نحن أيضاً بداخلها ، لقد قُضي علينا ، انتهى أمرنا .
سيهون : اللعنة !
صرخ بها بجانبي و ضرب المقود بقوة بينما ينتفس بقوة و ملامحه استشرست ، إزدرئت جوفي عندما لاحظت الشرقة يقتربون راجلون منا و هو يجلس بجانبي بلا حيلة .
فتح بيت الرصاص في المسدس ، هناك رصاصة واحدة فقط فيه ، لن تنقذنا و لن تسعفنا .
تشانيول : أنتما محاصرين ، أستسلما من الأفضل لكما .
سيهون : ترجلي و سلمي نفسكِ !
إلتفتُ سريعاً إليه ، كان ينظر نحو هذه الرصاصة بإنطفاء .
تانيا : و ماذا عنك ؟!
أعاد الرصاصة في مكانها و وضعها في وضع الإستعداد للإطلاق ثم قال بنبرة ميتة ، أشعر أنه فقد الأمل بأن نهرب و بما أنه فقده ، أنا فقدته أيضاً .
سيهون : سلمي نفسكِ يا تانيا !
من بين المرات القليلة التي تحركت شفتيه لتكون من بينهما اسمي ، هذه أكثر المرات إيلاماً ، خرج اسمي من بين شفتيه متألماً .
نظر في عينيّ و على رِحاب جفونه تتجمع قطرات كالتي في عيني ثم همس .
سيهون : هيا !
و معها هبطت تلك الدمعة .
أطعته و ما لي لا أفعل ، لا أملك سوى أن أطيعه و قبل أن أفعل بكّاني بكائه و أخشى أنه الوداع الأخير نالت شفتيه قُبل مغموسة بالحب مني ، أسندت جبيني على جبينه ثم همست باكية .
تانيا : تذكر أنني أحبك و لو أردتني مجدداً سآتيك أركض .
أومئ لي و بيده تحسس بطني ثم تبسم بوهن ، عانقته قليلاً أحتاج أن أطمئن أنه ليس مغادراً دوني ، أننا سنكون معاً و بعد عِناق حميم دفعني لتلبية أمره مجدداً فنفذت .
خرجت من السيارة و استلمني أخي ثم راح يهدد زوجي في الداخل أن يخرج و إلا استخدم طرق عنيفة ، لقد شوهت السيارة و ترفع في وجهه سلاحاً و ما زلت تهدد بالعنف .
خرج سيهون من السيارة يحمل سلاحه بيده فسرعان ما تهافتت عليه أفواه أسلحة الشرطة ، نظر إلى تانيا و في عينيه دموع كثيرة ، تجاهل تحذيرات الشرطة .
تشانيول : ارمي المسدس من يدك و إلا أطلقنا نحوك !
تجاهل ما قاله تشانيول و حذرهم الشديد منه و بلامبالاة لروحه إقترب ليقف أمامي عن بعد لا يزيد عن مِتر واحد ، كنت أنظر إليه و كأن آخر أنفاسي عالقة بجسده .
أنا أعلم جيداً ماذا سيفعل ، لدى سيهون الموت و لا المهانة .
تانيا : سيهون تعلم أن ما ستفعله غير صحيح ، لا تفعل أرجوك !
نظر نحو الشرطة ساخراً ثم رسى عليها مجدداً ليقول .
سيهون : هذا أكثر شيء صحيح قد أفعله !
تانيا : لا !
همست بها بينما تنفي برأسي و أبكي دون شهقات و لا عثرات ، أصبح البكاء يسيراً علي لكثرة ما أمارس طقوسه .
تانيا : لا يا سيهون أرجوك لا !
صرخت بها عندما ارتفع سلاحه ليواري فهوته صدغه ، نظر في عينيّ يودعني و أنا لجزعي صرخت به أحاول منعه .
تانيا : أرجوك لا تفعل هذا ، فكر بي فكر بطفلنا ، نحن سننجو من ذلك لا محالة ، أرجوك يا سيهون !
من خلاف أمسك به أحد و عندما ظهر وجهه اكتشفت أنه كاي و طارت الرصاصة الأخيرة في الهواء .
كاي : أنا آسف لكنني لا أستطيع أن أسمح لك بقتل نفسك ، حياتك أثمن من أن تزهقها !
إلتفت إليه سيهون و دفعه من صدره بغضب ليصرخ .
سيهون : إن ما أزهقتها أنا ، سيزهقونها هم ، ألا تفهم ؟! أفضل أن أموت برصاصة مني على أن تنكسر رقبتي في شِداد حبل المشنقة !
................................................
أغمضتُ عيني و وراتني ظلمة ساعات المساء ، مرت أربعة شهور و ها أنا وحدي هنا بالبريّة ، في النهاية أخي انتصر ، إنتقامي الذي انتصر .
في فجر اليوم ، الثاني عشر من ابريل لهذا العام تم إعدام المجرم الأعظم اوه سيهون شنقاً حتى الموت ، ليس هو فقط من مات ، أنا مُت معه و طفلنا الذي لم ألده بعد !
اليوم أعدموه و اليوم ولِد ، لقد أتم اليوم عامه الثلاثون ، اليوم فقط أصبح زوجي الحبيب ثلاثيني و في أول يوم له مع الثلاثينية أعدموه .
يا تُرى كيف زجوه في السجون و ما كانت أمنيته الأخيرة ، ماذا أطعموه قبل هذا و كيف ذهب و نظر إلى حبل المشنقة بعينيه ، بموته سقطت كل التُهم عنه و انتهى .
سقطت عني أيضاً و انتهيت ، ها أنا أرملة و أم في السابع و العشرون من عمري ، ابني سيعيش يتيماً لكنني سأخبره كم كان والده شجاعاً و مِقداماً ، كما كان رجل قوياً و ذا سلطة و جاه .
كم كان وفياً لحبي و كم أنه أخلص لي لدرجة اصبح فيها مجرماً في الإخلاص و الحب و الوفاء ، و لأنه كان مجرماً في الإخلاص و كنتُ الضحية حان الوقت لأكون أنا المجرمة تلك و هو ضحية إخلاصي .
لن أدعك يوماً حبيبي ، سأهب ابننا الحياة التي منحتها أنت له ثم سأغادر و أعود إليك ، أعدك أنني سأتركه بأيدي أمينة و نحن معاً سنراقبه من الأعلى ، أتراني الآن ؟ أتسمعني أحدثك ؟!
على ماذا سأقتاد و أنت بعيد عني ؟! كيف سأصبر حتى آتيك ، وبخني وقتها و خاصمني إن أردت و لكنني سآتي إليك بقدمي مجدداً و ادخل حياتك رغماً عنك من جديد .
نحن لن ننتهي من بعضنا و لن يفرقنا موت ، سأتبعك إلى موتك و إن ولدت من جديد سأولد معك لأكون لك ، في حياتك ، في موتك ، و في كل حياة لاحقة و سابقة أنا لك و أنت لي و حبنا لن ينتهي أبداً !
اليوم مولدك و في مثل اليوم تزوجنا قبل ثلاث سنوات ، أتذكر ذلك اليوم ؟ لقد قلت لي أنه أفضل يوم في حياتك ليس لأنك ولدت فيه بل لأنك تزوجتني به .
في الصباح الباكر لذاك اليوم ، استيقظت يومها على ضوضاء عالية قادمة من الخارج ، عندما طللتُ من شرفتك كنت بالأسفل تشرف على ترتيبات حفل زواجنا ، كنت في غاية السعادة يومها .
كان ينتباني شعور مزدوج ، قبل أن آتيك كنت مستعدة أن أضحي بجسدي حتى لأنال مبتغاي و انتقم منك ، إرادتي كانت تتلخص بمقتلك على يدي لكن ذلك اليوم ما كنت أريد أن أبيعك جسدي مقابل روحك ، أردت أن أمنحك هدية أخيرة قبل أن أبعدك عني .
ارتديتُ الفستان الأبيض و سرحت شعري كما تريد ، حتى بعد رحيك أنا لم أغير تسريحة شعري فقط لأنك تحبها، انظر للسبب !
تزينتُ لأجلك و حرصت أن أظهر بأجمل ما يكون لتكن سعيد في ذلك اليوم ، حرصت أن يتم الزواج باكراً لأن حتى منتصف الليل كان علي أن أعود إلى مقري و قد أتممت مهمتي .
الحضور كانوا أنا و أنت فقط ، ذلك كان أفخم حفل زواج على الإطلاق ، ليلتها إختبأنا أسفل الستائر و راقصتني ، يومها أنشدت في حياتي أغنية إلى مدى الحياة .
كان صوت عذب كعندليب ينشد أغانيه ببهجة ، ما كنت تعلم يا حياتي أنني يومها كنت أنهيت مدى حياتك ، أنشدت لي ثم راقصتني و بعدها سلمتك نفسي ، حرصت أن تكون سعيداً و راضياً لأنني كنت أودعك .
لا أنسى لقب " زهرتي " كنت دوماً تنعتني بزهرتك ، لطالما كنت زهرتك وحدك تراني يافعة و وحدي أعلم أنني ذابلة .
استدرجتك من بين أحضاني إلى فخي و وقعت فيه للأسف ، يومها كنت أدعو الله ألا تأتي ، لو أنك لم تأتي فقط لما قدرت عليك ، لو أنك ما وثقت بي كثيراً ، لو أنك ما ملكت تلك الثورة النقية عني فقط لما استطعت عليك .
سلبتك مني و في رثائك بكيت حتى عاقبتني تلك الليلة في الغاب ، أتذكر ؟ لقد استخدمت صوتاً لا يعود لك و لثمت وجهك رغم ذلك تعرفت عليك و أنت أنكرت .
ما كنت تعلم و أظنك ما زلت لا تعلم أنني أستطيع تمييزك من دفئك فقط ، من راحتك و عينيك ، لأنني أحبك بحق !
مجدداً ها أنا أعيش على رثائك مجدداً إلا أنني أملك شيئاً منك يعيش داخلي ، يذكرني بك و أحبه لأنه منك ، ربما ستكون أنانية مني أنني سأتركه و اتبعك و لكن تفهمني أرجوك ، أنا قد انهكني التعب ، أحتاجك بحانبي !
دموعي لم تجف و لم يدخل جوفي شيئاً سوى لأجل ابننا ، أنا على هذه الحال منذ شهور ، اصبحت استعجب قدرتي على التألم هكذا و تحمل الألم ، على البكاء و الحزن المرير الذي يلازمني ، كل شيء أصبح مبالغاً فيه .
تشانيول استطاع تبرأتي و أن كل التهم التي وجهت لي قد تورطت بها لأن سيهون اجبرني على ارتباكها ، كانت الطريقة الوحيدة لأنجو ، أن أورطه أكثر .
سيهون لم يكذبني في المحكمة بل وافق على كل التهم التي وجهت له ، ما كانت اوزاري تزيد عليه العقوبة ، مهما زادت تهمه كان الحكم عليه واحد ، الإعدام حتى الموت الذي لا يقبل النقض .
نجحت خطة أخي في تنحيتي عن الإتهام ، وافقت على كل شيء أراد فعله كي أحقق أمنية سيهون ، ألا يعيش طفلنا في السجون ، حُرِمت من عملي و ما كنت سأعود إليه حتى لو طلبوني .
الآن أنا في بوسان رِفقة كاي الذي يحميني فأنا زوجة أخيه المتوفي ، أيضاً معي تشانيول و آيرين ، آيرين في شهرها السابع ، هي كانت حُبلى من أخي عندما كانت لدى سيهون .
آيرين : كفي عن البكاء أرجوكِ ، هيا انهضي عليكِ أن تتحركي قليلاً ، ولادتكِ أصبحت وشيكة و إن بقيتِ على هذه الحال ستكون عسيرة ، أرجوكِ يا تانيا !
فلتكن عسيرة و لتقلع روحي من جذورها و تنفيها خارج جسدي ، أنا بالفعل أريد الرحيل ، لا يبقيني هنا شيء سوى طفلي فقط .
سمعتها تتنهد بغم عندما فشلت عن استمالتي و قليلاً دخلا تشانيول و كاي يحثاني على النهوض ، أنا لا أريد أن أفعل شيء ، دعوني غارقة في ذكرياتي معه فما عدت أملك منه سوى ذكريات .
عندما نال اليأس منهم أن أنهض بإرادتي حملني تشانيول على ذراعيه و أنا لم أقاوم فقط أنا جسد بلا روح ، وضعني على كرسي طاولة الطعام و اطعمني بيده .
أعلم أنهم جميعاً يحترقون بؤساً على حالتي ،أنا على هذه الحالة منذ أن إفترقنا ، فرقتنا كلمة القانون و بسببي قُتِل ، كان يخشى على عنقه أن تكسرها مشنقة الشرطة و هذا ما حدث بالفعل.
أشعر بروحي تحترق ، أود لو أحرقهم جميعاً و أحرق نفسي التي خانته معهم ، في المساء لففت حول جسدي غطاء و خرجتُ انظر للسماء ، أريد أن أراه هو الآن نجمة في هذه السماء المظلمة ، هو بالتأكيد أكثر نجمة مشعة من بينهم .
تانيا : اشتقتُ لك سيهون!
مسحت دموعي أبحث عنه في السماء ، ها أنت ذا حبيبي ، تلك النجمة الكبيرة المضيئة بالتأكيد هذه أنت ، تراقبني الآن صحيح ، تراني أنظر إليك ؟!
سآتي قريباً إلى جانبك لا تقلق حبيبي ، لن ننتهي هكذا ، أنا سأنتهي معك لن أتركك وحيداً قليلاً فقط صبراً و سآتي إليك .
و كأن طفلي أصابته شفقة علي و أراد أن ألتقي بأبيه كما أنا أريد ، أسفل هذه السماء المنيرة بنور والده أخبرني أنه قادم عندما ضربني منبهاً .
أحنيت جذعي لقوة الألم و تمسكت ببطني ، صرخت بوجع عندما شعرت بضربة أخرى تصيب حوضي ، سُرعان ما إلتموا جميعاً حولي يسندونني ، سيهون أنا قادمة إليك .
أخذاني تشانيول و كاي إلى المستشفى ، كنتُ أتألم كثيراً ، بالفعل ألم المخاض شديد ، ها أنا أشعر بنفسي تموت و أنّي لمرحبة .
نُقِلتُ فوراً إلى غرفة التوليد و هناك عُشت أكثر ساعات عمري إيلاماً وحدي دون أن أجده إلى جانبي يواسيني ، صرخت و بكيت و استنجدت أن يخرجوا ابني مني .
صرخت باسمك عزيزي و تخيلتك تقف أمامي ، ربما تعاضد وجع روحي مع وجع جسدي ليواسوني و يجعلوني أراك ، شكراً للوجع الذي ما حرمني أياك في هذه اللحظة .
أغمضتُ عينيّ و ابتسمتُ بين دموعي و شهقاتي و أنفاسي المتعبة عندما سمعت صوت بذرة حبنا يبكي .
" مبارك سيدتي إنه فتى ! "
بكيت عندما وضعوه على صدري ، إنه يشبه والده كثيراً ، ذات العينين و الأنف و الشفتين ، أرجو أن لا تتغير خِلقته بينما يكبر ، أريدك أن تكون نسخة عن أبيك في المظهر ، في المظهر فقط يا بُني .
لا تأخذ شيئاً آخر من أبيك لا إخلاصه و لا حبه ، لا قدره و لا نصيبه ، لا الظلم الذي أتاه و لا مصيره ، لا أريدك أن تشبهه في شيء سوى مظهره .
ستكون رجلاً وسيماً مثل والدك ، ستتهافت الفتيات عليك لأجل صورة ، أمرح و اعبث و كن سعيداً ، خذ حصتك و حصصنا المهضومة يا بُني .
أغمضتُ عينيّ في سكينة ، سكينة أظنها أبدية و أشعلتُ الحنين في أوداجي ، سأبيت الليلة مع طفلي لعلي أشبع أوداج أمومتي قليلاً به قبل أن ألتحق بك حبيبي ، اعذرني على أنانيتي ، فقط هذه الليلة !
نقلوني إلى غرفتي هنا ، كان قد زينها تشانيول و كاي ، باب الغرفة و الغرفة من داخل كلها مستنيرة باللون الأزرق حتى أنا هناك على رأسي طوق أزرق .
سرير صغير أزرق اللون بجانب سريري ، هذه ساعات ما بعد منتصف الليل ، وضعته أيرين في حضني بعدما قبلته ، تشانيول قبل رأسي و قبل ابني ، ظننت أنه سيكرهه لأنه ابن سيهون الذي يمقت .
كاي قبله أيضاً و عانقني مباركاً ، احضروا لي طعام و أكلت منه لأطعم ابني فقط ، ارضعته مني ربما تكون هذه آخر مرة أطعمك فيها يا صغيري ، أرجوك سامحني .
اعفو عن أمك فلقد نال منها الشقاء و ما عادت تطيق صبراً ، بقيت أنا و هو وحدنا هنا بعد أن طلبت من الجميع أن يغادر ، أريد أن أبقى مع ابني أكبر وقت ممكن علّني أشبع منه قبل أن أغادر و اتبع والده .
ضللت أحمله على ذراعي طوال الليل و إن بكى هدهدت عليه أو أرضعته ، لم أنم و لو لثوان ، لِمَ سأنام و أنا اليوم سأنام نومة أبدية لا أستيفاظ بعده .
أصبحت الساعة التاسعة صباحاً ، أنا آسفة يا بني لكن علي الرحيل قبل أن يتبعوني هم و يمنعوني من الذهاب إلى والدك ، لقد اشتقتُ إليه كثيراً .
قبل ذهابي علي قول شيء لذا طلبت من الممرضة ورقة و قلم و هي أحضرتهم لي بعد فينة رغم أن طلبي كان غريب بالنسبة لها لكن نفذته .
" أخي ..
أعلم أنه لربما عندما تقرأ هذه الرسالة أكون قد غادرت هذا العالم ، لا تلمني أرجوك و لا تقول لي أنني تركت خلفي قِطعة لحم صغيرة ضعيفة ، أعلم لكنني أثق بك أنك ستربيه و تحميه كما ستفعل مع ابنك .
تذكر أنه ابن أختك التي مضت في طريقها الذي أرادت ، إن كنتُ تكره والده فانسى أن له أب و أنت تعتني به لكن أرجوك لا تقسو عليه و لا تكرهه .
أنت تعلم أن والده كان رجل مغوار و شجاع لذا قل لابنه هذا ، لا تقل له انني من تسببت بمقتل أبيه لا أريده أن يكرهني و لا تخبره أنه ابن مجرم فلا أريده أن يكره والده .
أجعله يحبنا حتى لو أحتاج الأمر أن تكذب عليه أو لا تخبره عنّا أساساً ، دعه يظنك أباه من لحمه و دمه و أن زوجتك أمه ، هذا آخر ما أطلبه منك ، أن ترعى طفلي .
أرجو منك أن تسميه على اسم ابيه ، أريد أن يكون اسمه سيهون سواء إن قررت أن تنسبه إليك أو تنفي نسبه عنك ، هو اسمه سيهون على اسم ابيه .
سامحني يا أخي و أرجو ألا تكرهني بعد رحيلي ، تذكر أنني فعلت كل هذا و تخليت عن الرجل الذي أحب لأجلك .
أرجو من أن كاي يسامحني ، لقد عذبته و خدعته و استغليت حبه لصالحي ، أخبره أنني أحبه و أن ابن أخيه أمانة لديه .
وداعاً يا رفاق .. "
ما أنهيتها حتى غرقت بدموعي ، أرغب بالمغادرة و بشدة لكن ذلك الطفل الصغير يصعب علي الأمر أكثر مما توقعت .
نظرتُ إليه للمرة الأخيرة و تأكدتُ أنه قد شبع فلن أستطيع أن أطعمه مجدداً ، أنا آسفة يا صغيري أنني أحرمك مني رغم أنني ذقتُ مرارة اليُتم و ضِنك العيش ، أعرفهما جيداً لكنك لن تنتهي مثلي ، لك من يحفظك كما حفظني .
طلبتُ الممرضة و طلبت منها أن تأخذه إلى حضانة الأطفال و بدموع خفية ودعته دون أن أشبع أمومتي به .
مسحت دموعي عندما أخذته و غادرت و قررت أنه الآن أو أبداً ، أوزرت حولي ثوب المرضى و تسللتُ إلى السطح ، أريد أن أموت بأكثر الطرق سهولة لأنني ما عدت أتحمل المزيد من الألم .
مسحت دموعي كي أستطيع رؤية العالم للمرة الأخيرة دون ضباب يشوه بصري ، رفعت رأسي إلى السماء و ابتسمت ، ها أنا قادمة إليك !
أخذت تتوافد الذكريات على رأسي و هو يغني أغنيته المفضلة " إلى مدى الحياة " ، كان يراقصني كلما أنشدها .
تذكرت يوم خرجتُ إليه بالفستان الأبيض أرى لمعة عينيه في صفاء هذه السماء ، كان سعيداً جداً عندما تزوجني .
تذكرت يوم خرجت إليه من زقاق الطريق أطلب منه المساعدة ، كان ذا هيبة و سلطان يوم أخضعهم و جعلهم يقبلون حذائه أمامي .
اذكر يوم اعترف لي بحبه ، كان قد قالها في حرة غضب لغيرته أنني أكلم أحد رجاله ، يومها قبلني رغماً عني أيضاً .
اذكر كل مرة نعتني بها بلقبي المحبب عنده " زهرتي " كان يقولها لي كل يوم كل ساعة و كل دقيقة ، ما كانت هذه الكلمة يُعتاد عليها ، كلما قالها لي كنت أشعر بأن مشاعري تثور علي و تقف في صفه .
كانت أقوى من أحبكِ و كوني معي ، كانت أقوى بكثير لأنها كانت تلم كل مضامين الحب و كلماته ، زهرتي كانت تعني لي أحبكِ و أنتِ حياتي ، كانت كل شيء بالنسبة لي ، ها أنا أدفع عمري لأسمعها مجدداً .
هذا ما يسمونه بتوافد الذكريات ، الإنسان عندما يدركه الموت يضيع عقله إلى الماضي علّ عين الموت غفت عنّا ، لكنني أنا من أتيت أقصده ، ليس هو من آتاني .
أغمضتُ عينيّ و فردتُ ذراعيّ بالهواء ، أريد أن أسقط ، أموت ، و اندثر و وداعاً لحياة ما كان سيهون جزءاً منها ، أنا لا أستحق الحياة من بعده .
داعب الهواء شعري و ضاع ثقله مع الهواء ، بدأت أشعر بالدوار لأن الهواء يرطمني ، يحفزني أن أرمي بنفسي و أنتهي ، كن واثقاً يا ريح أنني لا أحتاج هبوبك لتقتلعني من منبتي ، أنا سأقتلع نفسي من منبتي بنفسي .
تشانيول : تانيا لا تفعلي !
ابتسمت ساخرة ، دائماً تأتي في اللحظة الأخيرة و لا تدعني أنجو لكن هذه المرة لو كبلتوني بحبال و حبستوني بين أربعة حيطان مظلمة أنا سأنجو .
تانيا : ليس اليوم يا أخي !
كاي : أرجوكِ يا تانيا لا تفعلي ، لا تستلمي هكذا ، لا تُيتمي طفلكِ و أنتِ عشتِ يتيمة ، لا توكلي أمره أحد ، لا أحد سيكون عليه أحن منكِ !
لن يردني طفلي ، لقد تحملت فقط لأجله ، قررت أن أوهبه الحياة و أرحل ، الآن لن يردني ، لي حق أن أعيش كما أريد .
تشانيول : تانيا لا تفعلي به كما فعلوا بنا ، لا تظلميه ، ذنبه في عاتقك ، لا يحق لكِ إنهاء حياتك و حياته مرتبطة بكِ !
لن أستمع و لن أعقل و لا أريد منكم وعظاً ، أنا أريد أن أرتاح ، اعتبروها أنانية أنا فقط أريد حقي من الموت و الآن ، أريد زوجي .
تشانيول : أقسم إن رميتِ نفسكِ من هنا أنني سأرمي ابنكِ في دار للأيتام !
...........................................
سلااااام ❤😍
قبل ما انسى لازم تعرفوا التالي ...
سيهون سواء قتل تاو و لا لا ، سواء تورط بمحاولة قتل تشانيول و لا لا ، سيهون محكوم عليه إعدام من قبل ما يلاحقوا تشانيول و يحاول يقتله ، قبل تانيا بكثير ، يعني الي صار مع تاو و تشانيول ما رح يأثر على حكم الإعدام .. تمام ؟ وصلت ؟
شي ثاني كمان ... أنا ما عم حاول أتعس شخصياتي ، بالنهاية هذول شخصياتي أنا ، يعني أنا أحن عليهم منكم😂☻
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِ :
١. سيهون :
١. محاولته لحماية تانيا لآخر رمق و رد فعله حيال تشانيول ؟
٢. محاولته لقتل نفسه ؟
٢. تانيا :
١. حالتها النفسية بعد وفاة سيهون ؟
٢. ذكريات الماضي و الحنين الذي يراودها عليه ؟
٣. محاولتها للإنتحار و هل ستنجح ؟
٢. رأيكم بتطور الأحداث و تأثيرها على الشخصيات ؟
٣. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі