The End || Chapter Thirty
مجرم في الإخلاص
" نقطة لل... إخلاص!"
عبّد الحب عروقي طريقاً لكِ إلى صمامي
و شرح هواكِ صدري و أكرمني
ثم اوقعتني لإخلاصي لكِ مجرماً
مجدداً و مجدداً!
أيعقل أن كل شيء عاد إلى نقطة البداية؟ و كأنني لم أفعل شيء، و كأن ذلك الحبل لم يلتف على عنقي، أنا رهن الإعتقال مجدداً و أظن أن هذه المرة هي الفاصلة فلا أظن أن بعدها نجاة.
غرف التحقيق! أصبحتُ أكثر علماً بها حتى من حرّاسها، تلك الحيطان المظلمة، هذه الإضاءة الخافتة فقط تضيء الطاولة المكبّل معصميّ إليها، ذلك الحائط أمامي حيث يستطيعون رؤيتي و أنا لا أستطيع و كل ما استطيع سماعه هو صوت المصباح المعلق فوق رأسي يذهب يميناً و يذهب شمالاً.
أسندت رأسي إلى الطاولة و تنهدت، الهم يأكل صدري، أنا لم أترك شيء خلفي و لا حتى أي عمل مهما كان صغير، لقد عام عمي بردم كل شيء، كيف إستطاعوا العثور علي مجدداً و كيف لي ألا أشعر بهم؟!
تركتُ تانيا وحدها خلفي في المنزل، تحتضن طفلنا و تمنعه من رؤية الأصفاد تكبل يدي بينما تبكي بلا قوة.
هي بالتأكيد خائفة الآن علي و أنا و ليس بوسعي أن أطمأنها، أنا على نفسي لستُ مطمئن، فكيف أطمأنها؟
أخشى على نفسي من تلك الأحلام العالية التي بنيتها بكل قدراتي أن تنهار فوقي و تقتلني، كل ما يحدث معي صعب علي تقبله، أنا مللت من كوني مجرماً يسعون على منصب أعلى ثمن رقبتي.
فُتِح الباب فجأة فرفعت رأسي لأرى شرطي يقف قرب الباب، أظنه من يحرسني من الخارج، قال لي بغلاظة.
" المتهم اوه، سيأتي المحقق الآن لتحقيق معك"
يا إلهي! هذا بالفعل ما ينقصني في هذه الحياة، المزيد من الشرطة و المحقيقين، أصبح الوضع لا يطاق، أنا ما عدتُ أستطيع تحمل المزيد.
وجدتُ الشرطي فجأة وقف بإستقامة و ضرب التحية، أظن أن المحقق قد أتى، أكثر فئة أكرهها من الشرطة هم المحققين، أملك أسباب كثيرة لأكرههم.
لكنني اسمع طرقات كعب إمرأة، أيعقل أنها محققة و ليس محقق؟ أرجو هذا فالنساء أكثر ليناً، على الأقل لن تصرخ حتى يحترق وجهها و يقف شعر رأسها.
وقفتُ سريعاً لكني تلك الأصفاد التي تكبلني إلى الطاولة منعتني، إبتسمت هي و كأنها لا تعرفني ثم جلست على الكرسي الذي يقابلني تقرأ ملفي بيدها.
" أنتِ ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت بصرها إلي و تغاضت عن إحتراقي لتقول.
" أحقق معك"
وقفت على قدميها لتدور حولي كما يفعل المحققون، ماذا تظن نفسها فاعلة هذه المرأة، أنا كدتُ أموت قلقاً و هي تلهو بي.
هل يعقل أنها... لا، لا يستحيل!
ليس بعد كل الذي مررنا به!
" مذكور في الشكوى ضدك سيد اوه أنك متزوج منذ قرابة العشر سنوات و لديك طفل صبي يبلغ من العمر خمسة أعوام، أليس كذلك سيد اوه؟"
نظرتُ إليها قابضاً حاجبي و لو أن نظراتي تحرق لأحترقت، إعتادت في زمن سحيق أن تخيفها نظراتي هذه، الآن ابتسمت في وجهي و قالت.
" أجب سيد اوه، لا تعيق التحقيق"
لنرى ما هي غايتكِ سيدة اوه، سأسايرك.
" نعم "
همهمت بينما تدور حولي و ذراعيها معقودين إلى صدرها، أشعر بنفسي صغير أمامها و هي تفرض على هيمينتها و سلطتها هذه، سأحطمها لها لاحقاً لكن بطريقتي يا أنثى.
لكن كيف أستطاعت أن تفعل ذلك؟
كيف عادت إلى رأس عملها؟!
" متزوج من إمرأة عملت كمدعي عام، أليس كذلك؟"
أومأت لها، لا أفهم لماذا تسألني أسئلة تعرف جوابها، اقتربت مني لتستند على الطاولة و تنحني تسند ذراعيها إليها.
" أتحبها؟"
تأفأفت و اشحت بوجهي عنها، أيعقل أنها اعتقلتني لهذا السبب التافه؟!
" إن لم تجيب سأحضر محقق بدين أصلع ليحقق معك؟"
نظرت إليها بغضب و صحت.
" أحبها نعم"
ضربتُ الطاولة بقبضتيّ، لو أنني لستُ مكبل فقط، لكنتُ حطمت لها رأسها هذا.
رغم أني غاضب بشدة إبتسمت بحفاوة نكاية بي ثم همست.
" ما دمت تحبها سيد اوه، لماذا كذبت عليها و تعاونت مع رفاقك ضدها؟ "
ما غايتها من كل هذا؟ أن أبرر؟ لقد فعلت، أن أعتذر؟ في أحلامها.
" لقد أخبرتكِ كيف مضت الأعوام علي، أنا ما كنت أريد تركك و أنتِ تعلمين ذلك"
جلست على طرف الطاولة أمامي و همست تلومني.
" لكنك فعلت اوه سيهون، و أنا ما زلت غاضبة و لن أسامحك بسهولة، لماذا لم تظهر لي بالثانية التي تذكرتني بها؟ الآن دوري لأعاقبك"
أنا لا أعرف هذه المرأة من أين تفكر! صحتُ بها و حقاً أشعر بالدماء كالمُهل في عروقي.
" كنتِ في المستشفى يا غبية!"
إبتسمت لتزيدني إحتراقاً ثم غمزتني هامسة.
" أعلم لكن أرغب في معاقبتك"
لو أنني لست مكبل هكذا لفتكتُ بكِ يا ذات عقل الجوز!
" ضعه حيث أخبرتك "
أمرت الحارس ثم إلتفتت إليه تقول بنبرة تثير إستفزازي.
" إقامة سعيدة لدينا سيد اوه"
ثم خرجت و تركتني مع رجال الأمن الذين ساقوني خارجاً، أظن أنه سيرمى بي في زنزانة، هذه المرأة سأقتلها حقاً يوماً ما.
.....................
سيهون؟
أعلم أنني أرعبته بفعلتي هذه، لكنني أردتُ فعل ذلك بشدة، جميعهم تعاضدوا معاً لمصالحهم و تركوني خارجاً لذا يستحقون ما سأفعله بهم.
لكن سيهون ليس هدفي الرئيس، هدفي الأهم من سيهون الآن هو السيد بارك تشانيول،شقيقي العزيز، سأريه!
رغم أنني خسرتُ منصبي و مكانتي في جهاز الأمن لكنني لم أخسر بعضاً من أصدقاء المهنة، لقد لبوا لي طلبي سريعاً عندما استعدتُ مهنتي لبعض الوقت فقط.
بارك تشانيول سنستمتع يا أخي، لقد وضِعَ تحت التحقيق منذ ساعة، لقد حقق معه عدة رجال بإتهمات باطلة أنا لفقتها، أريد أن أخيفه قليلاً، بالفعل خوفي و خوفه لا يتساويان لكنني لن أنسى أنه أخي بالطبع!
دخلت إليه في غرفة التحقيق، كان يجلس بنفس الطريقة التي كان يجلسها سيهون، قد نال منه التعب و الهم و هو لا يعرف لماذا آتى هنا و يخشى أن أمر سيهون قد كُشِف.
لكن احزر ماذا يا أخي العزيز؟
هذا ليس مركزاً تابع للشرطة، إنه مكان لُفِق على أنه مركز شرطة.
رفع رأسه عندما سمع طرقات كعبي، راقبت عينيه تتسع للمفاجأة.
" تانيا!"
تقدمت إليه بينما استمع إليه يتلو علي تساؤلاته الكثيرة.
" ماذا تفعلين هنا؟ ما الذي يحدث هنا؟ أين نحن؟ أنا أعلم أنه ليس مركز شرطة! أنا أعلم بقعة كل مغفر في المنطقة!"
همهمت بإعجاب ثم صفقت لذكائه.
" إنه مركزي أنا بارك تشانيول"
صمت ينظر لي و بالفعل بدأت أخاف عليه من شدة صدمته، ارتكزت على الطاولة أمامه.
" أتعلم لماذا أحضرتك إلى هنا؟"
نفى برأسه و اتسعت إبتسامتي لأقول.
" لأنتقم منك"
عقد حاجبيه و كاد أن يتكلم كي يدافع عن نفسه، ماذا سيقول؟ كلاماً فارغ، لذا لا اريد أن أستمع.
" لا أريد منك أن تبرر لي فلقد أتيت بك لسبب آخر يحتاج تبريراً طويلاً"
" ماذا تريدين؟"
" أنت قلت أن تاو من ساعدك للنجاة و لكنك لم تقل أين مكثت فترة غيابك، أين كنت يا أخي؟"
كنتُ أعلم أنه سيتوتر و يمتنع عن الرد لذا أنا بنفسي سأرد على سؤالي.
" كنتَ عند العم بارك شوهون"
انكس برأسه ثم أومئ، استقمت أنا و أخذتُ أدور حوله.
" بالمناسبة لماذا كنيته بارك تحديداً أو بالأحرى لماذا كنيتنا نحن بارك؟ نحن أيتام لا نعلم من أنجبنا"
رفع رأسه سريعاً ينظر إلي و كأن روحه معلقة على طرف لساني، استندت على كتفيه و همست قرب أذنه.
" أم أنك تعرف يا أخي؟"
إزدرئ جوفه بأرتياب و حاول مناقشتي لكنني تجاهلته و أكملت سير توقعاتي.
" تانيا، دعيني أقول شيئاً!"
" لو تجاوزت عن كنيتنا، نحن لماذا ندعوه العم شوهون؟"
أرى حبيبات العرق تلمع على جبينه، هو متوتر بقدر ما أنا غاضبة.
" أيعقل أنه عمّنا البيولوجي يا تشانيول؟"
أخبرته بما يجول في خلدي في النهاية.
" نحن الأبناء البيولوجين لبارك تشاهون، أليس كذلك؟"
واجهته بالحقيقة التي لم تخال لي أبداً.
" نحن أبناء الرجل الذي ربى سيهون و أنت قتلته"
هذا هو سِر العداوة بين سيهون و تشانيول، والد ثلاثتنا بارك تشاهون.
" إنتهت اللعبة"
عقدتُ ساعديّ إلى صدري و نظرت إليه ألومه، عيناي تحرقني، كان تقبل الحقيقة أصعب من تلقيها و أصعب مما سيقوله تشانيول الآن.
" لكنني ما زلتُ أحتاج على تفسير وافٍ منك."
لقد علمتُ ذلك من العم شوهون، هو لم يخبرني لكنني شعرت بذلك منذ أن كنّا في منزله قبل خمسة أعوام، شعرت بأن شيء ما يحدث و أنا لا أدري عنه، الآن أريد أن أعلم التكملة.
تنهد هو مهموم ثم رفع رأسه لأجده بوضع ليس أفضل مني، هو يبكي بينما أنا ما زلتُ صامدة أمام قهري.
" كان يعتدي عليها أمامي، يضربها ثم يأتي بإمرأة إلى سريرها أمامها، ما كانت تستطيع قول شيء، تعلمين لماذا؟ لأننا كنا عبئ عليها، أنا و أنتِ."
قبضت حاجبي لا أفهم عما يتحدث فهمس تشانيول صحبة دمعة كُسِرَت على وجنته.
" أتكلم عن أمي، أمنا"
شهقت و تكسرت الرؤية في عينيّ كي تهبط دموع غزيرة دون أن أحرك جفناً، أومئ لي ثم أكمل.
" صوب نحو صدرها و اطلق النار في منتصف قلبها عندما علم أنه- قلبها- مال إلى أخيه، هرب شوهون و هي ماتت، أنتِ على ذراعيّ و أنا شهدتُ على موتها بعينيّ."
أرى جرح خبأه عني جيداً الآن في عينيه، كم كنتُ عمياء عن معاناته.
" أتعرفين ما آلتني عليه الصدمة؟ أن أحملكِ على ذراعي و اهرب، خفتُ علينا منه، أنا فضلت أن نبقى في الميتم حيث أعمل أنا ليلاً نهاراً و بلا أجر على أن نعيش عنده برفاهية لكن ألا نبقى مهضموي الحق، إذ كلما تذكرته تذكرت أمي عندما صعقت صريعة برصاصته."
مسح دموعه بقساوة و تغلغلت نبرته بالحقد، رغم أنه من قتله ما زال حاقداً عليه.
" عندما إشتد عودي قررت أنه الوقت كي آخذ بثأر أمي و كي يدفع ثمن دمائها روحه، وجدته بعدما ثبتُّ قدميّ لدى الشرطة و ما كنتُ مستعجباً أنه رجل خارج عن القانون."
" كانت فرصتي و وقتي لكن سيهون خرج لي من حيث لا أعلم و صدني عنه قائلاً أنه أبيه، علمت وقتها أنني كنت مشروع مجرم لديه و أنه تعمد أن يريني جرائمه، علمت أنه عندما فقدني وجد البديل أو يمكنني القول الضحية، اوه سيهون"
" رأيته بعيداً عن ابنه البديل و قتلته كما قتل أمي لكن باسم القانون، وقتها لاحقني سيهون كي يثأر مني لأبيه"
رفع رأسه إلي أخيراً و همس.
" ما كان يعلم شيء و ما زال لا يعلم"
مسحتُ دموعي ثم تنهدت.
" و لن يعلم يا تشانيول"
اقتربت منه لأفك قيوده ثم أسندته كي يقف، قلتُ بينما ابتسم رغم أنني ابكي بذات الوقت.
" رغم أنني كنت أنوي معاقبتك لأنك أخفيت عني أمر سيهون لكنك لا تهون علي، انظر إلي كم أحبك"
قهقه بخفوت ثم رفع معصميه المحمرين على إثر الأصفاد ساخراً.
" هذا واضح"
قهقهت بخفة و في لحظات صمت أخذت أبكي بينما انظر إليه، هو مسح دموعي ثم ضمني إلى صدره و كما اعتدت عليه منذ صغري هود علي بربتات نالت من رأسي.
تركته يذهب لكنني لم أنتهي بعد، الآن دور كيم كاي العزيز، لذا توجهت حيث هو محجوز و كما وجدت سيهون و تشانيول وجدته لكنه بدى أكثر رعباً، كاي لم يكن في موقف كهذا من قبل على الإطلاق.
أتفهم خوفه لكنني احضرته لنتحدث بود عن الماضي الغير وديّ.
" لماذا لم تظهر خلال الخمسة أعوام الفارطة؟"
ملئ التعجب وجهه عندما هتف باسمي.
" تانيا؟!"
أومأت بخفة ليتنهد، ما كان يتوقع مني أن أفعل شيء كهذا، أنا أعلم ذلك.
" هذه إحدى ألاعيبكِ"
جلستُ أمامه و هو ينظر لي غاضباً، لقد أثرت رعبه لكنه يستحق، اختفى طوال هذه السنين و أثار قلقي، من حقي أن أخيفكَ قليلاً.
" دعنا من هذا، اخبرني الآن كيف كان حالك طوال هذه السنين؟"
قهقه بخفوت ساخراً و نبس.
" ابكي عليكِ، أهذا ما تودين سماعه؟"
وصلني من رده الكثير منها أن قلبه ليس صافٍ اتجاهي.
" ألا بأس معك أنني الآن مع أخيك و لي طفل منه؟"
نفى برأسه باسماً، أرى خلف هذه الإبتسامة روح مجروحة.
" ما عدتِ تمتين لي بصلة"
يقول كلامه بثقة و نسى أنني أعرفه أكثر من نفسه.
" لماذا لا تتزوج إذن؟ دعنا نفرح بك يا رجل"
نظر في عينيّ يستقصدني بكلامه.
" لا يوجد إمرأة على هذه الأرض تستحقني"
تريث ثم قال بنبرة استشعرت بها اللوم.
"أنا إعتزلت النساء و قررت أن أعيش وحدي"
نهضت من مكاني ثم سرت إليه لأفك قيوده.
" لا أحد يستطيع أن يعيش وحيداً و لا حتى أنت يا كاي"
وقف يفرك معصميه و أنا تابعت.
" أتمنى أن تجد تلك المرأة التي تستحقك بحق."
نظر إلي و مجدداً و ضحك ساخراً، سلك طريقه إلى الخارج لكنني أوقفته بصوتي من خلفه فإستدار.
" كاي... أنا أسفة!"
نظر إلي بصمت ثم تنهد ليومئ، مسحتُ دموعي أمامه، يشهد الرب أنني ما أردتُ أن يكون الخاسر في هذه المعركة و لم أعلم أن الأمور ستكون على ما آلت عليه.
إبتسم بخفة ثم عاد أدراجه ليضمني، وقتها انفحرت باكية، أنا لا أريد أن أخسر كاي، أعلم أنني أنانية الآن، لطالما كنت كذلك.
" أنا آسفة على كل ما سببته لك من خسارة، أنا آسفة من كل قلبي، لا أرجو منك أن تسامحني لكن أن تجد سعادتك في مكان ما"
قبل رأسي ثم قال.
" لا بأس، سأجد طريقي أنا الآخر، لا تقلقي"
حدثني بنبرة حنون، هذا كاي الذي أعرفه منذ ثمان سنين، أرجو أن تجد نصف روحك الضائعة قريباً.
........................................................
مرت ثلاثة أيام و ها هي تانيا تمرح مع سيهون الصغير في الحديقة، وقفت تهتم ببعض الورود و ابنها الذي ذهب ليحضر لعبته عاد يصرخ.
" أمي عاد أبي"
وقفت سريعاً تعدل فستانها الناعم و شعرها بينما تبتسم بنعومة، عندما أخذت تتخيل كم سيكون مظهره رث ضحكت بشقاوة.
اقتربت من المدخل تتلصص عليه لكنها لا تجده أمامها، فجأة شعرت بمن يمسك بذراعها و قوة مهولة دفعتها ضد الحائط، بأقل من ثانية وجدت نفسها سجينة بين ذراعيه.
مظهره رث بالفعل و يبدو غاضباً جداً، هي أبقت على فمها مغلق بينما تراقب انفعلاته، وجد نفسه بلا وعي يحك إستقامة أنفه كي يهدأ من انفعاله، هذه العادة إلى جانب بقية عاداته المغرمة بها ترجو من كل قلبها ألا تتغير.
" أنتِ كيف تحبسيني ثلاثة أيام في زنزانة؟"
همست تحك إستقامة أنفها كما يفعل هو، تقلده بقصد تليينه.
" ألم تستمتع بصحبة رفاقك؟ كان معك تشانيول، كاي، شيومين، و العم شوهون، لقد منحتكم وقتاً كافي لإعادة النظر"
إقترب بوجهه إلى وجهها و همس فوق ملامحها.
" لإعادة النظر بماذا؟"
" لإعادة النظر بألا تتفقوا معاً على اوه تانيا سيد اوه سيهون."
ارتفع حاجبه و أومئ ليقول.
" حسابكِ لاحقاً سيدة اوه"
نظر إلى شعري ثم فستاني، أنه فستان بنفسجي، فستان طبق الأصل عن الذي أرتديته في أول مرة رآني به.
غمزني بعبث ثم قبل شفاهي بسطحية سرعان ما شهقت لصدمتي، لقد صفع خصري.
أيها المنحرف!!
......................................
" على المسافرين إلى سويسرا التوجه إلى الطائرة"
إلتفتت رؤوسهم ناحية الصوت، ما زال هناك الكثير من الدموع العالقة في عيونهم، احتضنت تانيا أخاها ثم العم شوهون.
وقفت أمام آيرين التي امتدت يدها بحرج قصد المصافحة، نظرت تانيا إلى يدها ثم صافحتها، ربما قلب سيهون لن يصفى عليها و لكن هي قلبها ما عاد عكراً اتجاهها لكنه ليس بذلك الصفاء أيضاً.
أخذ سيهون بيدها و على ذراعه الأخرى ابنه، تراجعوا قليلاً بينما الآخرين يلوحون لهم، الوداع يؤلم القلب مهما كان.
لِزام عليهم أن يغادروا أرض الوطن لأن الوطن ما عاد يريدهم، لن يكون لهم وطن سوى هذه الأرض لكن مكان بعيد عن عيون الوطم سيكون المأمن الوحيد لهم من شرور أعمالهم.
عينا الطفل الصغير ضلت عالقة بعيني الفتاة الصغيرة، ربما سيهون الصغير ليس مذنباً بشيء لكن تحتم عليه حمل بعض العواقب لأنه إبن لهذين الزوجين.
" الرجاء من المسافرين ربط الأحزمة"
عقدت حزامها و حزام صغيرها ثم سيهون تفقدهما بعدما عقد حِزامه، تلاقت عيونهما فكانت فرصتها لتشتكي.
" قلبي يؤلمني، سأشتاق لكوريا"
تنهد ليومئ ثم قال.
" أنا أشتاق من الآن لكن علينا تحمل عواقب أفعالنا"
أومأت مطأطأة برأسها، الحياة لا تظلم الناس، إن الناس من يظلمون أنفسهم.
" أمي ستبقى تانيا على حبي حتى أعود، أليس كذلك؟"
ابتسمت بخفة و ربتت على شعره لتومئ لكنها كممت الجواب داخلها.
" أشك في ذلك"
رحلة الطائرة من كوريا إلى سويسرا كانت طويلة جداً، ما على هذه العائلة فعل شيء الآن سوى أخذ قسط من الراحة.
كل شيء جاهز بالفعل، لقد اشترى العم شوهون منزلاً و سيارة للعائلة و وضع أموالهم في البنك.
و هنا قرر الزوجان أنهما سيضمان خبراتهما في المجالات الذي يبدعان فيه، الإلكترونيات و الحقوق، لبناء عمل نزيه و نظيف، و الأهم لا يتصارعان فيه بل يتعاونان.
إلا إن بعض الأشياء لا تتغير.
وقفت أمام المرآة تراقب شكلها، بنطال أسود و قميص بلا أكمام، شعرها الأحمر مرفوع في تسريحة ذيل حِصان، و في قدمها تنتعل حذاء أسود بعنق طويلة.
عندما رآها سيهون تأتيه من بعيد أدرك بالفعل أن هذه المرأة لا تتغير، هذا المظهر الذي أوقعه بحبها قديماً و ما زال يفعل.
لكن ما لا يدركه أنه أيضاً لم يتغير، بنطال أسود و قميص بذات اللون، شعره كسواد الليل مرفوع عن جبهته، حاجبيه المستيقمين و عيناه الحادتين، حتى هذه السترة الجلدية التي يرتديها، ما زال اوه سيهون منذ عشر سنوات.
" نبض قلبي لأول مرة لصالحكِ عندما خرجتِ لي هكذا"
تبسمت بخفة بينما تتناول السِلاح عن الطاولة.
" كان قلبي قد نبض لأجلك بالفعل"
إبتسم بخفة و رفع مسدسه ليصيب به الزجاجة في عنقها بالتحديد حيث صوب، نظرت إليه بعدما أصابت الزجاجة التي بجانبها لتقول.
" كم كان من الصعب إيقاعك لي رغم أنك تشهد أن سحري أخّاذ!"
قبل طرف شفتيها قبلة خفيفة ليقول قرب وجهها و شفتيه تلمس شفتيها أثناء حديثه.
" و أنا ساحر أيضاً، أستطيع أن أوقع إمرأة لي بنظرة"
ابتسمت بتحدٍ.
" لكنني لم أقع"
ضرب ذقنها بخفة بطرف سبابته قائلاً.
" لهذا أحببتكِ"
أمسكت بيده التي تتلمس ذقنها ثم قالت.
" لكنني وقعت لك بعدها"
قهقه بخفة.
" لهذا ما زلتُ أحبك"
آتاها من الخلف و أخذ من يدها السلاح ثم وضع بيدها آخر لكنه ليس مجرد مسدس بل سلاح أكبر من البارود الحديث.
ارتعشت يدها لثقله عندما حمله أياها لذا تمسك بيدها و ثبتها كي تصيب الهدف ثم همس بأذنها.
" أنا أثق بكِ"
هذه الكلمة لديها أعظم من أحبكِ لأنها خسرت ثقته يوماً و دفعت ثمناً باهظاً لإسترجاعها أما حبه فلم تخسره يوماً رغم أنه أدعى ذلك.
و لأجل ثقته استجمعت خبرتها و عزمها في هذه الرمية و أطلقت فأصابت هدفها.
إلتفتت إليه تبتسم بسعادة و هو مسح على شعرها بفخر.
" الرماية هواية فقط"
نظر حوله يومئ فعلمت سريعاً أنه يخطط للإيقاع بها لتتراجع سريعاً في وضعية الدفاع، ضحك بخفة ثم همس.
" تعرفينني بشكل يثيرني!"
إبتسمت بخفة تتحضر لهجومه عليها بينما تراقب حركاته الدقيقة بعيني لبؤة حذرة.
فجأة هاجمها بقوة أربكتها كادت أن تسقطها أرضاً... نقطة للأسد.
لكنها لم تسقط و عندما ظن أنها ضعفت باغتته بلكمة خفيفة على بطنه... نقطة للبؤة.
قضم شفاهه بينما يدور و هي تدور معه، أكثر ما يعجبه فيها أنوثتها الإستثنائية.
أمسك بذراعيها بقوة حاصرتها و بلمح البصر كانت أرضاً أسفله... نقطة للأسد.
باغتته بقبلة على شفتيه جعلته ينسى نفسه في تفاصيلها و بنعومة إعتلته لتتسل ذراعها إلى رقبته، رفعت رأسها سريعاً فوجد نفسه قد حُصِر بالفعل... الفوز للبؤة!
" لا تستطيعين إستخدام أساليب ملتوية كهذه مع عدوك"
إبتسمت بخفة لتهمس رغم أنها تعلم الجواب.
" لماذا؟"
شهقت بخفة عندما أمسك بها و صارت أسفل جسده من جديد، إبتسم بعبث ثم همس.
" وقتها ستعود الشرطة للبحث عني"
" وقتها سأتسلل من جديد و أوقعك بحبي"
نقر أنفه بأنفها قائلاً بإنغماس في تلك الكرزتين أسفل أنفها.
" الأموات لا يعودوا إلى الحياة"
قهقهت بخفة ثم استنكرت.
" لحظة من فضلك! كم مرة عدتَ؟"
.................
في صباح يوماً ما، لقد كبر سيهون الصغير و ها هي والدته حاملاً بطفل جديد ثبت أنها فتاة و على ما يقوله سيهون فلقد أتت لتنصره ضد أمها و أخاها.
ركضت إلى صندوق وضع في حديقة المنزل لتفتحه يتبعها ابنها الصغير، سمعت صوت نباح في داخله و عندما فتحته على آخره وجدت به جروين في اللون الأبيض.
هي و ابنها يرتدون ثياب بيضاء أيضاً، حملت إحدى الجروين تضحك بفرح، هذا هو الدليل!
رأت سيهون يدخل من البوابة يحمل حقيبة حاسبه و باليد الأخرى يحمل سترته إلى كتفه، وضعت الجرو و ركضت إليه بينما هو من بعيد يحاول أيقافها.
" لا تركضي! ستؤذي ابنتي يا دبة!"
مزاحه الثقيل على وزنها يغيظها و يستفزها بشدة لكن الآن لن يغيظها شيء بل هي في أوج فرحها.
صرخت بسعادة بينما ترتطم بصدره ثم بحضنه الودود إختبأت.
" لقد نجح المشروع!"
أومئ لها قائلاً.
" ألم نتفق أنني سأحضر لكِ هدية إن نجح المشروع؟ ها قد استطعنا تأسيس عملنا الخاص يا تانيا!"
تعلقت بعنقه تهتف.
" أجمل هدية على الإطلاق!"
لا ينسى سيهون يوم إستطاع النيل منها عن طريق كلب.
غار سيهون البطل ليتعلق بقدم سيهون الزعيم كما أصبح لقبيهما، حمله سيهون على ذراعه و باليد الأخرى أحاط كتفي تانيا.
بانت إبتسامة شقية على شفتيها لتقول.
" أنا أيضاً لدي أخبار جميلة لك"
اتسعت عينيه سريعاً و انزل ابنه ارضاً يتمسك ببطنها قائلاً بقلق.
" ستلدين؟!"
صفعت يده بخفة التي على بطنها البارزة قائلة.
" ألد ماذا أيها العبقري؟! ما زلت في شهري الخامس"
صفع جبينه بخفة.
" اه صحيح نعم نعم! إذن أخبريني ماذا هناك؟!"
نظرت تانيا إلى طفلها و كأنهما متفقين على شيء ليحلق حاحب سيهون بإستهجان، بعض العادات لا تتغير.
صرخت المرأة و طفلها فجأة ليدخل الرجل في حالة صمم لثانية و في الثانية الأخرى في صدمة.
" كاي سيتزوج!"
صاح ليضحكا.
" ماذا؟!!"
يوماً ما كانت مجرد فتاة عادية لكن قلبها لم يكن عادي على الإطلاق، كان أسود لشدة الحقد.
وقفت أمام المرآة و قالت سآخذ بثأري و سارت إلى الرجل الذي سلبها أعز ما تملك -أخيها- كي تسلبه أعز ما يملك -روحه- لكن بدلاً عن روحه أخذت قلبه.
ذهبت بقدميها إليه و أمسكت بقلبه و نهشته بيديها و أسنانها فغدى مقتولاً لكن بقي و سيبقى و إلى الأبد مجرم.
لكن...
مجرم في الإخلاص!
بعض الإجرام لا يكن ضد القانون بل ضد القلوب.
و أخطر الإجرام ما لا يعاقب عليه القانون.
...................................
النهاية
مجرم في الإخلاص
بطولة اوه سيهون
تمت!
سلااااااااااااام❤
مجرم في الإخلاص إنتهت، قمري الثالث قد إكتمل، بالفعل قلبي يؤلمني!
لكن سيهون بايسد لا تحزنوا أبداً، أتعلمون لماذا؟
" سحر حوراء" قااااااادمة!
شكراً لكل من صوت، لكل من علق، لكل من أضافها إلى قوائم قرائته، و لكل من عرفني من خلالها و لكل من قرأ بصمت❤
أنتم بالنسبة لي ثمينون للغاية و لهذا أنا لا أستطيع أن أترككم خلفي، ربما شعرت بالقلق لأن صدى نجاحها لم يصل إلى توقعاتي لكنني أثق بهذا القمر العزيز على قلبي.
لن أشكر اليوم أحداً معيناً منكم، لأنكم جميعاً تستحقون شكراً خالصاً مني و الكلمات لا توفيكم حقوقكم.
إمنحو الفصل الكثير من الحب و امنحوا مجرم في الإخلاص الكثير من الإخلاص.
١.رأيكم بشخصية سيهون منذ البداية حتى النهاية؟
٢.رأيكم بشخصية تانيا منذ البداية حتى النهاية؟
٣.رأيكم بشخصية تشانيول التي بدأت غامضة جداً و انتهت على هذا الحال؟
٤.رأيكم بشخصية كاي التي ما تغير عليها شيء سوى أنها ظُلِمَت كثيراً؟
٥.رأيكم بإنتقام تانيا من سيهون و تشانيول و كاي؟ حياتهم التي توردت لاحقاً؟
٦. رأيكم بآخر سِر قد كُشف الذي حرك هذه الشخصيات للفتك ببعضها البعض؟
٧.رأيكم بالفصل الآخير و كم أنتم مقتنعين في النهاية؟
٨.رأيكم بمجرم في الإخلاص و كم تمنحوها تقييم من عشرة؟
٩.الآن لو خيرتِ على مرتبة تناسبها كم سيكون ترتيب مجرم في الإخلاص و بصدق؟!
١٠. إنتقاداتكم و استفساراتكم؟!
يا رفاق نحن لا ننتهي بل نكتمل❤
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ❤
" نقطة لل... إخلاص!"
عبّد الحب عروقي طريقاً لكِ إلى صمامي
و شرح هواكِ صدري و أكرمني
ثم اوقعتني لإخلاصي لكِ مجرماً
مجدداً و مجدداً!
أيعقل أن كل شيء عاد إلى نقطة البداية؟ و كأنني لم أفعل شيء، و كأن ذلك الحبل لم يلتف على عنقي، أنا رهن الإعتقال مجدداً و أظن أن هذه المرة هي الفاصلة فلا أظن أن بعدها نجاة.
غرف التحقيق! أصبحتُ أكثر علماً بها حتى من حرّاسها، تلك الحيطان المظلمة، هذه الإضاءة الخافتة فقط تضيء الطاولة المكبّل معصميّ إليها، ذلك الحائط أمامي حيث يستطيعون رؤيتي و أنا لا أستطيع و كل ما استطيع سماعه هو صوت المصباح المعلق فوق رأسي يذهب يميناً و يذهب شمالاً.
أسندت رأسي إلى الطاولة و تنهدت، الهم يأكل صدري، أنا لم أترك شيء خلفي و لا حتى أي عمل مهما كان صغير، لقد عام عمي بردم كل شيء، كيف إستطاعوا العثور علي مجدداً و كيف لي ألا أشعر بهم؟!
تركتُ تانيا وحدها خلفي في المنزل، تحتضن طفلنا و تمنعه من رؤية الأصفاد تكبل يدي بينما تبكي بلا قوة.
هي بالتأكيد خائفة الآن علي و أنا و ليس بوسعي أن أطمأنها، أنا على نفسي لستُ مطمئن، فكيف أطمأنها؟
أخشى على نفسي من تلك الأحلام العالية التي بنيتها بكل قدراتي أن تنهار فوقي و تقتلني، كل ما يحدث معي صعب علي تقبله، أنا مللت من كوني مجرماً يسعون على منصب أعلى ثمن رقبتي.
فُتِح الباب فجأة فرفعت رأسي لأرى شرطي يقف قرب الباب، أظنه من يحرسني من الخارج، قال لي بغلاظة.
" المتهم اوه، سيأتي المحقق الآن لتحقيق معك"
يا إلهي! هذا بالفعل ما ينقصني في هذه الحياة، المزيد من الشرطة و المحقيقين، أصبح الوضع لا يطاق، أنا ما عدتُ أستطيع تحمل المزيد.
وجدتُ الشرطي فجأة وقف بإستقامة و ضرب التحية، أظن أن المحقق قد أتى، أكثر فئة أكرهها من الشرطة هم المحققين، أملك أسباب كثيرة لأكرههم.
لكنني اسمع طرقات كعب إمرأة، أيعقل أنها محققة و ليس محقق؟ أرجو هذا فالنساء أكثر ليناً، على الأقل لن تصرخ حتى يحترق وجهها و يقف شعر رأسها.
وقفتُ سريعاً لكني تلك الأصفاد التي تكبلني إلى الطاولة منعتني، إبتسمت هي و كأنها لا تعرفني ثم جلست على الكرسي الذي يقابلني تقرأ ملفي بيدها.
" أنتِ ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت بصرها إلي و تغاضت عن إحتراقي لتقول.
" أحقق معك"
وقفت على قدميها لتدور حولي كما يفعل المحققون، ماذا تظن نفسها فاعلة هذه المرأة، أنا كدتُ أموت قلقاً و هي تلهو بي.
هل يعقل أنها... لا، لا يستحيل!
ليس بعد كل الذي مررنا به!
" مذكور في الشكوى ضدك سيد اوه أنك متزوج منذ قرابة العشر سنوات و لديك طفل صبي يبلغ من العمر خمسة أعوام، أليس كذلك سيد اوه؟"
نظرتُ إليها قابضاً حاجبي و لو أن نظراتي تحرق لأحترقت، إعتادت في زمن سحيق أن تخيفها نظراتي هذه، الآن ابتسمت في وجهي و قالت.
" أجب سيد اوه، لا تعيق التحقيق"
لنرى ما هي غايتكِ سيدة اوه، سأسايرك.
" نعم "
همهمت بينما تدور حولي و ذراعيها معقودين إلى صدرها، أشعر بنفسي صغير أمامها و هي تفرض على هيمينتها و سلطتها هذه، سأحطمها لها لاحقاً لكن بطريقتي يا أنثى.
لكن كيف أستطاعت أن تفعل ذلك؟
كيف عادت إلى رأس عملها؟!
" متزوج من إمرأة عملت كمدعي عام، أليس كذلك؟"
أومأت لها، لا أفهم لماذا تسألني أسئلة تعرف جوابها، اقتربت مني لتستند على الطاولة و تنحني تسند ذراعيها إليها.
" أتحبها؟"
تأفأفت و اشحت بوجهي عنها، أيعقل أنها اعتقلتني لهذا السبب التافه؟!
" إن لم تجيب سأحضر محقق بدين أصلع ليحقق معك؟"
نظرت إليها بغضب و صحت.
" أحبها نعم"
ضربتُ الطاولة بقبضتيّ، لو أنني لستُ مكبل فقط، لكنتُ حطمت لها رأسها هذا.
رغم أني غاضب بشدة إبتسمت بحفاوة نكاية بي ثم همست.
" ما دمت تحبها سيد اوه، لماذا كذبت عليها و تعاونت مع رفاقك ضدها؟ "
ما غايتها من كل هذا؟ أن أبرر؟ لقد فعلت، أن أعتذر؟ في أحلامها.
" لقد أخبرتكِ كيف مضت الأعوام علي، أنا ما كنت أريد تركك و أنتِ تعلمين ذلك"
جلست على طرف الطاولة أمامي و همست تلومني.
" لكنك فعلت اوه سيهون، و أنا ما زلت غاضبة و لن أسامحك بسهولة، لماذا لم تظهر لي بالثانية التي تذكرتني بها؟ الآن دوري لأعاقبك"
أنا لا أعرف هذه المرأة من أين تفكر! صحتُ بها و حقاً أشعر بالدماء كالمُهل في عروقي.
" كنتِ في المستشفى يا غبية!"
إبتسمت لتزيدني إحتراقاً ثم غمزتني هامسة.
" أعلم لكن أرغب في معاقبتك"
لو أنني لست مكبل هكذا لفتكتُ بكِ يا ذات عقل الجوز!
" ضعه حيث أخبرتك "
أمرت الحارس ثم إلتفتت إليه تقول بنبرة تثير إستفزازي.
" إقامة سعيدة لدينا سيد اوه"
ثم خرجت و تركتني مع رجال الأمن الذين ساقوني خارجاً، أظن أنه سيرمى بي في زنزانة، هذه المرأة سأقتلها حقاً يوماً ما.
.....................
سيهون؟
أعلم أنني أرعبته بفعلتي هذه، لكنني أردتُ فعل ذلك بشدة، جميعهم تعاضدوا معاً لمصالحهم و تركوني خارجاً لذا يستحقون ما سأفعله بهم.
لكن سيهون ليس هدفي الرئيس، هدفي الأهم من سيهون الآن هو السيد بارك تشانيول،شقيقي العزيز، سأريه!
رغم أنني خسرتُ منصبي و مكانتي في جهاز الأمن لكنني لم أخسر بعضاً من أصدقاء المهنة، لقد لبوا لي طلبي سريعاً عندما استعدتُ مهنتي لبعض الوقت فقط.
بارك تشانيول سنستمتع يا أخي، لقد وضِعَ تحت التحقيق منذ ساعة، لقد حقق معه عدة رجال بإتهمات باطلة أنا لفقتها، أريد أن أخيفه قليلاً، بالفعل خوفي و خوفه لا يتساويان لكنني لن أنسى أنه أخي بالطبع!
دخلت إليه في غرفة التحقيق، كان يجلس بنفس الطريقة التي كان يجلسها سيهون، قد نال منه التعب و الهم و هو لا يعرف لماذا آتى هنا و يخشى أن أمر سيهون قد كُشِف.
لكن احزر ماذا يا أخي العزيز؟
هذا ليس مركزاً تابع للشرطة، إنه مكان لُفِق على أنه مركز شرطة.
رفع رأسه عندما سمع طرقات كعبي، راقبت عينيه تتسع للمفاجأة.
" تانيا!"
تقدمت إليه بينما استمع إليه يتلو علي تساؤلاته الكثيرة.
" ماذا تفعلين هنا؟ ما الذي يحدث هنا؟ أين نحن؟ أنا أعلم أنه ليس مركز شرطة! أنا أعلم بقعة كل مغفر في المنطقة!"
همهمت بإعجاب ثم صفقت لذكائه.
" إنه مركزي أنا بارك تشانيول"
صمت ينظر لي و بالفعل بدأت أخاف عليه من شدة صدمته، ارتكزت على الطاولة أمامه.
" أتعلم لماذا أحضرتك إلى هنا؟"
نفى برأسه و اتسعت إبتسامتي لأقول.
" لأنتقم منك"
عقد حاجبيه و كاد أن يتكلم كي يدافع عن نفسه، ماذا سيقول؟ كلاماً فارغ، لذا لا اريد أن أستمع.
" لا أريد منك أن تبرر لي فلقد أتيت بك لسبب آخر يحتاج تبريراً طويلاً"
" ماذا تريدين؟"
" أنت قلت أن تاو من ساعدك للنجاة و لكنك لم تقل أين مكثت فترة غيابك، أين كنت يا أخي؟"
كنتُ أعلم أنه سيتوتر و يمتنع عن الرد لذا أنا بنفسي سأرد على سؤالي.
" كنتَ عند العم بارك شوهون"
انكس برأسه ثم أومئ، استقمت أنا و أخذتُ أدور حوله.
" بالمناسبة لماذا كنيته بارك تحديداً أو بالأحرى لماذا كنيتنا نحن بارك؟ نحن أيتام لا نعلم من أنجبنا"
رفع رأسه سريعاً ينظر إلي و كأن روحه معلقة على طرف لساني، استندت على كتفيه و همست قرب أذنه.
" أم أنك تعرف يا أخي؟"
إزدرئ جوفه بأرتياب و حاول مناقشتي لكنني تجاهلته و أكملت سير توقعاتي.
" تانيا، دعيني أقول شيئاً!"
" لو تجاوزت عن كنيتنا، نحن لماذا ندعوه العم شوهون؟"
أرى حبيبات العرق تلمع على جبينه، هو متوتر بقدر ما أنا غاضبة.
" أيعقل أنه عمّنا البيولوجي يا تشانيول؟"
أخبرته بما يجول في خلدي في النهاية.
" نحن الأبناء البيولوجين لبارك تشاهون، أليس كذلك؟"
واجهته بالحقيقة التي لم تخال لي أبداً.
" نحن أبناء الرجل الذي ربى سيهون و أنت قتلته"
هذا هو سِر العداوة بين سيهون و تشانيول، والد ثلاثتنا بارك تشاهون.
" إنتهت اللعبة"
عقدتُ ساعديّ إلى صدري و نظرت إليه ألومه، عيناي تحرقني، كان تقبل الحقيقة أصعب من تلقيها و أصعب مما سيقوله تشانيول الآن.
" لكنني ما زلتُ أحتاج على تفسير وافٍ منك."
لقد علمتُ ذلك من العم شوهون، هو لم يخبرني لكنني شعرت بذلك منذ أن كنّا في منزله قبل خمسة أعوام، شعرت بأن شيء ما يحدث و أنا لا أدري عنه، الآن أريد أن أعلم التكملة.
تنهد هو مهموم ثم رفع رأسه لأجده بوضع ليس أفضل مني، هو يبكي بينما أنا ما زلتُ صامدة أمام قهري.
" كان يعتدي عليها أمامي، يضربها ثم يأتي بإمرأة إلى سريرها أمامها، ما كانت تستطيع قول شيء، تعلمين لماذا؟ لأننا كنا عبئ عليها، أنا و أنتِ."
قبضت حاجبي لا أفهم عما يتحدث فهمس تشانيول صحبة دمعة كُسِرَت على وجنته.
" أتكلم عن أمي، أمنا"
شهقت و تكسرت الرؤية في عينيّ كي تهبط دموع غزيرة دون أن أحرك جفناً، أومئ لي ثم أكمل.
" صوب نحو صدرها و اطلق النار في منتصف قلبها عندما علم أنه- قلبها- مال إلى أخيه، هرب شوهون و هي ماتت، أنتِ على ذراعيّ و أنا شهدتُ على موتها بعينيّ."
أرى جرح خبأه عني جيداً الآن في عينيه، كم كنتُ عمياء عن معاناته.
" أتعرفين ما آلتني عليه الصدمة؟ أن أحملكِ على ذراعي و اهرب، خفتُ علينا منه، أنا فضلت أن نبقى في الميتم حيث أعمل أنا ليلاً نهاراً و بلا أجر على أن نعيش عنده برفاهية لكن ألا نبقى مهضموي الحق، إذ كلما تذكرته تذكرت أمي عندما صعقت صريعة برصاصته."
مسح دموعه بقساوة و تغلغلت نبرته بالحقد، رغم أنه من قتله ما زال حاقداً عليه.
" عندما إشتد عودي قررت أنه الوقت كي آخذ بثأر أمي و كي يدفع ثمن دمائها روحه، وجدته بعدما ثبتُّ قدميّ لدى الشرطة و ما كنتُ مستعجباً أنه رجل خارج عن القانون."
" كانت فرصتي و وقتي لكن سيهون خرج لي من حيث لا أعلم و صدني عنه قائلاً أنه أبيه، علمت وقتها أنني كنت مشروع مجرم لديه و أنه تعمد أن يريني جرائمه، علمت أنه عندما فقدني وجد البديل أو يمكنني القول الضحية، اوه سيهون"
" رأيته بعيداً عن ابنه البديل و قتلته كما قتل أمي لكن باسم القانون، وقتها لاحقني سيهون كي يثأر مني لأبيه"
رفع رأسه إلي أخيراً و همس.
" ما كان يعلم شيء و ما زال لا يعلم"
مسحتُ دموعي ثم تنهدت.
" و لن يعلم يا تشانيول"
اقتربت منه لأفك قيوده ثم أسندته كي يقف، قلتُ بينما ابتسم رغم أنني ابكي بذات الوقت.
" رغم أنني كنت أنوي معاقبتك لأنك أخفيت عني أمر سيهون لكنك لا تهون علي، انظر إلي كم أحبك"
قهقه بخفوت ثم رفع معصميه المحمرين على إثر الأصفاد ساخراً.
" هذا واضح"
قهقهت بخفة و في لحظات صمت أخذت أبكي بينما انظر إليه، هو مسح دموعي ثم ضمني إلى صدره و كما اعتدت عليه منذ صغري هود علي بربتات نالت من رأسي.
تركته يذهب لكنني لم أنتهي بعد، الآن دور كيم كاي العزيز، لذا توجهت حيث هو محجوز و كما وجدت سيهون و تشانيول وجدته لكنه بدى أكثر رعباً، كاي لم يكن في موقف كهذا من قبل على الإطلاق.
أتفهم خوفه لكنني احضرته لنتحدث بود عن الماضي الغير وديّ.
" لماذا لم تظهر خلال الخمسة أعوام الفارطة؟"
ملئ التعجب وجهه عندما هتف باسمي.
" تانيا؟!"
أومأت بخفة ليتنهد، ما كان يتوقع مني أن أفعل شيء كهذا، أنا أعلم ذلك.
" هذه إحدى ألاعيبكِ"
جلستُ أمامه و هو ينظر لي غاضباً، لقد أثرت رعبه لكنه يستحق، اختفى طوال هذه السنين و أثار قلقي، من حقي أن أخيفكَ قليلاً.
" دعنا من هذا، اخبرني الآن كيف كان حالك طوال هذه السنين؟"
قهقه بخفوت ساخراً و نبس.
" ابكي عليكِ، أهذا ما تودين سماعه؟"
وصلني من رده الكثير منها أن قلبه ليس صافٍ اتجاهي.
" ألا بأس معك أنني الآن مع أخيك و لي طفل منه؟"
نفى برأسه باسماً، أرى خلف هذه الإبتسامة روح مجروحة.
" ما عدتِ تمتين لي بصلة"
يقول كلامه بثقة و نسى أنني أعرفه أكثر من نفسه.
" لماذا لا تتزوج إذن؟ دعنا نفرح بك يا رجل"
نظر في عينيّ يستقصدني بكلامه.
" لا يوجد إمرأة على هذه الأرض تستحقني"
تريث ثم قال بنبرة استشعرت بها اللوم.
"أنا إعتزلت النساء و قررت أن أعيش وحدي"
نهضت من مكاني ثم سرت إليه لأفك قيوده.
" لا أحد يستطيع أن يعيش وحيداً و لا حتى أنت يا كاي"
وقف يفرك معصميه و أنا تابعت.
" أتمنى أن تجد تلك المرأة التي تستحقك بحق."
نظر إلي و مجدداً و ضحك ساخراً، سلك طريقه إلى الخارج لكنني أوقفته بصوتي من خلفه فإستدار.
" كاي... أنا أسفة!"
نظر إلي بصمت ثم تنهد ليومئ، مسحتُ دموعي أمامه، يشهد الرب أنني ما أردتُ أن يكون الخاسر في هذه المعركة و لم أعلم أن الأمور ستكون على ما آلت عليه.
إبتسم بخفة ثم عاد أدراجه ليضمني، وقتها انفحرت باكية، أنا لا أريد أن أخسر كاي، أعلم أنني أنانية الآن، لطالما كنت كذلك.
" أنا آسفة على كل ما سببته لك من خسارة، أنا آسفة من كل قلبي، لا أرجو منك أن تسامحني لكن أن تجد سعادتك في مكان ما"
قبل رأسي ثم قال.
" لا بأس، سأجد طريقي أنا الآخر، لا تقلقي"
حدثني بنبرة حنون، هذا كاي الذي أعرفه منذ ثمان سنين، أرجو أن تجد نصف روحك الضائعة قريباً.
........................................................
مرت ثلاثة أيام و ها هي تانيا تمرح مع سيهون الصغير في الحديقة، وقفت تهتم ببعض الورود و ابنها الذي ذهب ليحضر لعبته عاد يصرخ.
" أمي عاد أبي"
وقفت سريعاً تعدل فستانها الناعم و شعرها بينما تبتسم بنعومة، عندما أخذت تتخيل كم سيكون مظهره رث ضحكت بشقاوة.
اقتربت من المدخل تتلصص عليه لكنها لا تجده أمامها، فجأة شعرت بمن يمسك بذراعها و قوة مهولة دفعتها ضد الحائط، بأقل من ثانية وجدت نفسها سجينة بين ذراعيه.
مظهره رث بالفعل و يبدو غاضباً جداً، هي أبقت على فمها مغلق بينما تراقب انفعلاته، وجد نفسه بلا وعي يحك إستقامة أنفه كي يهدأ من انفعاله، هذه العادة إلى جانب بقية عاداته المغرمة بها ترجو من كل قلبها ألا تتغير.
" أنتِ كيف تحبسيني ثلاثة أيام في زنزانة؟"
همست تحك إستقامة أنفها كما يفعل هو، تقلده بقصد تليينه.
" ألم تستمتع بصحبة رفاقك؟ كان معك تشانيول، كاي، شيومين، و العم شوهون، لقد منحتكم وقتاً كافي لإعادة النظر"
إقترب بوجهه إلى وجهها و همس فوق ملامحها.
" لإعادة النظر بماذا؟"
" لإعادة النظر بألا تتفقوا معاً على اوه تانيا سيد اوه سيهون."
ارتفع حاجبه و أومئ ليقول.
" حسابكِ لاحقاً سيدة اوه"
نظر إلى شعري ثم فستاني، أنه فستان بنفسجي، فستان طبق الأصل عن الذي أرتديته في أول مرة رآني به.
غمزني بعبث ثم قبل شفاهي بسطحية سرعان ما شهقت لصدمتي، لقد صفع خصري.
أيها المنحرف!!
......................................
" على المسافرين إلى سويسرا التوجه إلى الطائرة"
إلتفتت رؤوسهم ناحية الصوت، ما زال هناك الكثير من الدموع العالقة في عيونهم، احتضنت تانيا أخاها ثم العم شوهون.
وقفت أمام آيرين التي امتدت يدها بحرج قصد المصافحة، نظرت تانيا إلى يدها ثم صافحتها، ربما قلب سيهون لن يصفى عليها و لكن هي قلبها ما عاد عكراً اتجاهها لكنه ليس بذلك الصفاء أيضاً.
أخذ سيهون بيدها و على ذراعه الأخرى ابنه، تراجعوا قليلاً بينما الآخرين يلوحون لهم، الوداع يؤلم القلب مهما كان.
لِزام عليهم أن يغادروا أرض الوطن لأن الوطن ما عاد يريدهم، لن يكون لهم وطن سوى هذه الأرض لكن مكان بعيد عن عيون الوطم سيكون المأمن الوحيد لهم من شرور أعمالهم.
عينا الطفل الصغير ضلت عالقة بعيني الفتاة الصغيرة، ربما سيهون الصغير ليس مذنباً بشيء لكن تحتم عليه حمل بعض العواقب لأنه إبن لهذين الزوجين.
" الرجاء من المسافرين ربط الأحزمة"
عقدت حزامها و حزام صغيرها ثم سيهون تفقدهما بعدما عقد حِزامه، تلاقت عيونهما فكانت فرصتها لتشتكي.
" قلبي يؤلمني، سأشتاق لكوريا"
تنهد ليومئ ثم قال.
" أنا أشتاق من الآن لكن علينا تحمل عواقب أفعالنا"
أومأت مطأطأة برأسها، الحياة لا تظلم الناس، إن الناس من يظلمون أنفسهم.
" أمي ستبقى تانيا على حبي حتى أعود، أليس كذلك؟"
ابتسمت بخفة و ربتت على شعره لتومئ لكنها كممت الجواب داخلها.
" أشك في ذلك"
رحلة الطائرة من كوريا إلى سويسرا كانت طويلة جداً، ما على هذه العائلة فعل شيء الآن سوى أخذ قسط من الراحة.
كل شيء جاهز بالفعل، لقد اشترى العم شوهون منزلاً و سيارة للعائلة و وضع أموالهم في البنك.
و هنا قرر الزوجان أنهما سيضمان خبراتهما في المجالات الذي يبدعان فيه، الإلكترونيات و الحقوق، لبناء عمل نزيه و نظيف، و الأهم لا يتصارعان فيه بل يتعاونان.
إلا إن بعض الأشياء لا تتغير.
وقفت أمام المرآة تراقب شكلها، بنطال أسود و قميص بلا أكمام، شعرها الأحمر مرفوع في تسريحة ذيل حِصان، و في قدمها تنتعل حذاء أسود بعنق طويلة.
عندما رآها سيهون تأتيه من بعيد أدرك بالفعل أن هذه المرأة لا تتغير، هذا المظهر الذي أوقعه بحبها قديماً و ما زال يفعل.
لكن ما لا يدركه أنه أيضاً لم يتغير، بنطال أسود و قميص بذات اللون، شعره كسواد الليل مرفوع عن جبهته، حاجبيه المستيقمين و عيناه الحادتين، حتى هذه السترة الجلدية التي يرتديها، ما زال اوه سيهون منذ عشر سنوات.
" نبض قلبي لأول مرة لصالحكِ عندما خرجتِ لي هكذا"
تبسمت بخفة بينما تتناول السِلاح عن الطاولة.
" كان قلبي قد نبض لأجلك بالفعل"
إبتسم بخفة و رفع مسدسه ليصيب به الزجاجة في عنقها بالتحديد حيث صوب، نظرت إليه بعدما أصابت الزجاجة التي بجانبها لتقول.
" كم كان من الصعب إيقاعك لي رغم أنك تشهد أن سحري أخّاذ!"
قبل طرف شفتيها قبلة خفيفة ليقول قرب وجهها و شفتيه تلمس شفتيها أثناء حديثه.
" و أنا ساحر أيضاً، أستطيع أن أوقع إمرأة لي بنظرة"
ابتسمت بتحدٍ.
" لكنني لم أقع"
ضرب ذقنها بخفة بطرف سبابته قائلاً.
" لهذا أحببتكِ"
أمسكت بيده التي تتلمس ذقنها ثم قالت.
" لكنني وقعت لك بعدها"
قهقه بخفة.
" لهذا ما زلتُ أحبك"
آتاها من الخلف و أخذ من يدها السلاح ثم وضع بيدها آخر لكنه ليس مجرد مسدس بل سلاح أكبر من البارود الحديث.
ارتعشت يدها لثقله عندما حمله أياها لذا تمسك بيدها و ثبتها كي تصيب الهدف ثم همس بأذنها.
" أنا أثق بكِ"
هذه الكلمة لديها أعظم من أحبكِ لأنها خسرت ثقته يوماً و دفعت ثمناً باهظاً لإسترجاعها أما حبه فلم تخسره يوماً رغم أنه أدعى ذلك.
و لأجل ثقته استجمعت خبرتها و عزمها في هذه الرمية و أطلقت فأصابت هدفها.
إلتفتت إليه تبتسم بسعادة و هو مسح على شعرها بفخر.
" الرماية هواية فقط"
نظر حوله يومئ فعلمت سريعاً أنه يخطط للإيقاع بها لتتراجع سريعاً في وضعية الدفاع، ضحك بخفة ثم همس.
" تعرفينني بشكل يثيرني!"
إبتسمت بخفة تتحضر لهجومه عليها بينما تراقب حركاته الدقيقة بعيني لبؤة حذرة.
فجأة هاجمها بقوة أربكتها كادت أن تسقطها أرضاً... نقطة للأسد.
لكنها لم تسقط و عندما ظن أنها ضعفت باغتته بلكمة خفيفة على بطنه... نقطة للبؤة.
قضم شفاهه بينما يدور و هي تدور معه، أكثر ما يعجبه فيها أنوثتها الإستثنائية.
أمسك بذراعيها بقوة حاصرتها و بلمح البصر كانت أرضاً أسفله... نقطة للأسد.
باغتته بقبلة على شفتيه جعلته ينسى نفسه في تفاصيلها و بنعومة إعتلته لتتسل ذراعها إلى رقبته، رفعت رأسها سريعاً فوجد نفسه قد حُصِر بالفعل... الفوز للبؤة!
" لا تستطيعين إستخدام أساليب ملتوية كهذه مع عدوك"
إبتسمت بخفة لتهمس رغم أنها تعلم الجواب.
" لماذا؟"
شهقت بخفة عندما أمسك بها و صارت أسفل جسده من جديد، إبتسم بعبث ثم همس.
" وقتها ستعود الشرطة للبحث عني"
" وقتها سأتسلل من جديد و أوقعك بحبي"
نقر أنفه بأنفها قائلاً بإنغماس في تلك الكرزتين أسفل أنفها.
" الأموات لا يعودوا إلى الحياة"
قهقهت بخفة ثم استنكرت.
" لحظة من فضلك! كم مرة عدتَ؟"
.................
في صباح يوماً ما، لقد كبر سيهون الصغير و ها هي والدته حاملاً بطفل جديد ثبت أنها فتاة و على ما يقوله سيهون فلقد أتت لتنصره ضد أمها و أخاها.
ركضت إلى صندوق وضع في حديقة المنزل لتفتحه يتبعها ابنها الصغير، سمعت صوت نباح في داخله و عندما فتحته على آخره وجدت به جروين في اللون الأبيض.
هي و ابنها يرتدون ثياب بيضاء أيضاً، حملت إحدى الجروين تضحك بفرح، هذا هو الدليل!
رأت سيهون يدخل من البوابة يحمل حقيبة حاسبه و باليد الأخرى يحمل سترته إلى كتفه، وضعت الجرو و ركضت إليه بينما هو من بعيد يحاول أيقافها.
" لا تركضي! ستؤذي ابنتي يا دبة!"
مزاحه الثقيل على وزنها يغيظها و يستفزها بشدة لكن الآن لن يغيظها شيء بل هي في أوج فرحها.
صرخت بسعادة بينما ترتطم بصدره ثم بحضنه الودود إختبأت.
" لقد نجح المشروع!"
أومئ لها قائلاً.
" ألم نتفق أنني سأحضر لكِ هدية إن نجح المشروع؟ ها قد استطعنا تأسيس عملنا الخاص يا تانيا!"
تعلقت بعنقه تهتف.
" أجمل هدية على الإطلاق!"
لا ينسى سيهون يوم إستطاع النيل منها عن طريق كلب.
غار سيهون البطل ليتعلق بقدم سيهون الزعيم كما أصبح لقبيهما، حمله سيهون على ذراعه و باليد الأخرى أحاط كتفي تانيا.
بانت إبتسامة شقية على شفتيها لتقول.
" أنا أيضاً لدي أخبار جميلة لك"
اتسعت عينيه سريعاً و انزل ابنه ارضاً يتمسك ببطنها قائلاً بقلق.
" ستلدين؟!"
صفعت يده بخفة التي على بطنها البارزة قائلة.
" ألد ماذا أيها العبقري؟! ما زلت في شهري الخامس"
صفع جبينه بخفة.
" اه صحيح نعم نعم! إذن أخبريني ماذا هناك؟!"
نظرت تانيا إلى طفلها و كأنهما متفقين على شيء ليحلق حاحب سيهون بإستهجان، بعض العادات لا تتغير.
صرخت المرأة و طفلها فجأة ليدخل الرجل في حالة صمم لثانية و في الثانية الأخرى في صدمة.
" كاي سيتزوج!"
صاح ليضحكا.
" ماذا؟!!"
يوماً ما كانت مجرد فتاة عادية لكن قلبها لم يكن عادي على الإطلاق، كان أسود لشدة الحقد.
وقفت أمام المرآة و قالت سآخذ بثأري و سارت إلى الرجل الذي سلبها أعز ما تملك -أخيها- كي تسلبه أعز ما يملك -روحه- لكن بدلاً عن روحه أخذت قلبه.
ذهبت بقدميها إليه و أمسكت بقلبه و نهشته بيديها و أسنانها فغدى مقتولاً لكن بقي و سيبقى و إلى الأبد مجرم.
لكن...
مجرم في الإخلاص!
بعض الإجرام لا يكن ضد القانون بل ضد القلوب.
و أخطر الإجرام ما لا يعاقب عليه القانون.
...................................
النهاية
مجرم في الإخلاص
بطولة اوه سيهون
تمت!
سلااااااااااااام❤
مجرم في الإخلاص إنتهت، قمري الثالث قد إكتمل، بالفعل قلبي يؤلمني!
لكن سيهون بايسد لا تحزنوا أبداً، أتعلمون لماذا؟
" سحر حوراء" قااااااادمة!
شكراً لكل من صوت، لكل من علق، لكل من أضافها إلى قوائم قرائته، و لكل من عرفني من خلالها و لكل من قرأ بصمت❤
أنتم بالنسبة لي ثمينون للغاية و لهذا أنا لا أستطيع أن أترككم خلفي، ربما شعرت بالقلق لأن صدى نجاحها لم يصل إلى توقعاتي لكنني أثق بهذا القمر العزيز على قلبي.
لن أشكر اليوم أحداً معيناً منكم، لأنكم جميعاً تستحقون شكراً خالصاً مني و الكلمات لا توفيكم حقوقكم.
إمنحو الفصل الكثير من الحب و امنحوا مجرم في الإخلاص الكثير من الإخلاص.
١.رأيكم بشخصية سيهون منذ البداية حتى النهاية؟
٢.رأيكم بشخصية تانيا منذ البداية حتى النهاية؟
٣.رأيكم بشخصية تشانيول التي بدأت غامضة جداً و انتهت على هذا الحال؟
٤.رأيكم بشخصية كاي التي ما تغير عليها شيء سوى أنها ظُلِمَت كثيراً؟
٥.رأيكم بإنتقام تانيا من سيهون و تشانيول و كاي؟ حياتهم التي توردت لاحقاً؟
٦. رأيكم بآخر سِر قد كُشف الذي حرك هذه الشخصيات للفتك ببعضها البعض؟
٧.رأيكم بالفصل الآخير و كم أنتم مقتنعين في النهاية؟
٨.رأيكم بمجرم في الإخلاص و كم تمنحوها تقييم من عشرة؟
٩.الآن لو خيرتِ على مرتبة تناسبها كم سيكون ترتيب مجرم في الإخلاص و بصدق؟!
١٠. إنتقاداتكم و استفساراتكم؟!
يا رفاق نحن لا ننتهي بل نكتمل❤
دمتم سالمين❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Love ❤
Коментарі