Part Four
" لكلٍ حياته "
لستَ الغريب ،
تلك الرائحة العَبِقة ليست غريبة ،
تلك النظرة في عينيك ليست غريبة
، تلك النبرة ليست غريبة،
تلك الأنفاس الدافئة ليست غريبة ،
تلك الملامح الباردة ليست غريبة،
فأي غريب تدعيه أنت ؟!
أنت كل ما هو ليس غريب ،
خليل الروح لا يغرب .
خرج كاي للتو من لديها ، ذهب ليحضر أوراق الخروج من أجلها ، تركها و تركت هي نفسها لتذهب للغرفة المجاورة روحاً لا جسداً ، هو يكذب ، إنه سيهون ، تعلم ذلك و لا مجال للنكران ، سيهون حي ، هذا الوهم الذي لطالما تمنت أن يصبح حقيقة ، قد حدث و صار حقيقة .
العالم لا يسع ما بداخلها فكيف هي تتسع ؟ حب عمرها في الغرفة المجاورة و هي هنا مع رجل آخر ليس هو لكنه يقدسها حباً ، قلبها هناك و ما تبقى منها هنا ، القلب لرجل و البقية لرجل آخر ، أوليس القلب يطغى على كل البقية ؟
نهضت من على السرير ثم تقدمت بخطوات ثقيلة نحو الشرفة الملحقة بالغرفة ، تقدمت إلى الخارج ثم أستندت بذراعيها على سِوار الشرفة تنظر للأفق البعيد بعينيها الغائمتين بؤساً ، ألن تضحك عيناها أبداً ؟
غزت رائحة ثقيلة قديمة تهواها حد الجنون خليط الهواء بأنفاسها ، سرعان ما أغمضت عيناها و رفعت رأسها إلى السماء تستنشق تلك الرائحة بعمق شديد ، تحاول على قدر سعتها أن تملئ أنفاسها بها حتى تمشي مجرى الدم في عروقها ، كم تهوى تلك الرائحة و صاحبها ، الذي يراقبها بعين مظلمة ساخرة ، تستنشق رائحته من الهواء و كأنه جرعة حياة ، أليست هي من أبادتها أولاً ؟
فتحت عيناها ببطء ثم نظرت نحو الشرفة المجاورة ، تلك الرائحة رائحة سيهون وحده ، نظرت إليه ينظر إليها ، حركت شفتيها باسمه دون صوت ، هو فهم تلك الحركة ، تنظر إليه بلهفة ، تود أن تعانقه ، أن تشتم ذلك العِطر من على عنقه ، تود لو تتوسد صدره العريض ذاك ، تود تقبيل وجهه الوسيم ، تود أن تعود تانيا الذي يحبها ، لكن الزمن الأول الجميل قد ولّى و حل محله كره في قلبه و اشتياق في قلبها ، لا يكفيها إرتواء و لا يكفيه إنتقام .
رغم أن السعير تشتعل داخل اوه سيهون تحرقه إلا أن كيم سيول إصطنع إبتسامة سطحية على شفتيه و أومئ لها بالتحية بطريقة رسمية و كأنه ليس حبيبها أبداً ، هو بالفعل لم يعد هو ، فأي حبيب تناشد ؟
تنهدت على شفا البكاء عندما إستدار و دخل ، يظن أن تلك التصرفات ستجعله غريباً عنها ، أنه يجري بها مجرى الدم إن لا يعلم ، عادت أدراجها بخيبة تمزقها إلى أشلاء ، خرجت من غرفتها فحوائط تلك الغرفة ما عادت تتسعها ، الجدران تقبض على أنفاسها ، مشت في الممر لترى دون قصد سيهون في الغرفة المجاورة يحتضن تلك الفتاة المريضة ، هي تضع رأسها على صدره و تغمض عيناها بينما ذراعيها الرقيقين يلفان خصره الرشيق ، أما هو فيمسد على شعرها و يضع قبلات متفرقة على رأسها و يضمها برفق إلى صدره .
أغمضت عيناها ، تشعر أن قلبها يتقطع إلى أشلاء صغيرة نازفة لا يسعها تجميعها مجدداً و تكوين قلب نابض ، وَجَب أن تكون هي بمكان تلك الفتاة و ليس أي إمرأة تتنفس فوق الأرض غيرها ، لكنه ذنب لا تعلم من ، خَرَت دموعها منهزمة على وجنتيها ، أليس مكانها هناك ؟ فلِمَ خسرته ؟ فتحت عيناها عندما شعرت بيد تحط على كتفها برفق ، إنه كاي .
تبسم بوجهها بذلك الصفاء المعتادة عليه ثم قال لها .
كاي : هيا ، جهزي نفسِك ، سنخرج من هنا .
أومأت له بهدوء ثم مسحت وجنتيها من على الدموع و أستدارت له لتبتسم بكذب ، عقد ملامحه بقلق ليردف .
كاي : أكنتِ تبكين ؟
نفت برأسها سريعاً لتقول .
تانيا : لا لا ، الأمر أن غبار هبّ مع الهواء إلى الغرفة و دخل عينيّ ، إختنقت و خرجت من الغرفة ، لا تقلق أنا بخير .
تهجم وجهه ثم إستدار يتمتم بغضب .
كاي : هذه مستشفى رديئة ، كيف لهم أن يتركوا النوافذ مفتوحة عند المرضى ؟!
تمسكت بذراعه سريعاً بينما تتوسله الهدوء .
تانيا : لا لا ، أرجوك إهدء ، أنا من فتح النافذة و خرجت إلى الشُرفة ، لا شأن لهم .
إلتفت إليها ثم تخصر بتهكم عما فعلته بنفسها كذباً فطأطأت رأسها و همست .
تانيا : لا تغضب مني ، أنا أسفة .
تنهد ليلفها بذراعيه يحتظنها إلى صدره ، إستندت على صدره ثم أخذها إلى داخل غرفتها مجدداً بينما يمسح على ذراعها برفق ، و في الخلف ؛ أسد يراقب بل يتفرس ، أسد بعقل ماكر شرير و خبيث يراقب بهدوء شديد ، إن مات اوه سيهون فالمجرم الذي بداخله ما زال حياً .
خرجت من المستشفى بصحبة كاي الذي يتمسك بها و كأنها طفلة يخاف عليها أن تضيع منه و تضل الطريق ، ساعدها في أن تصعد الشاحنة التي تركها شيومين لهما ثم صعد خلف المقود ليقوده منطلقاً في طريق العودة إلى المزرعة .
تسآلت تانيا بينما تنظر لكاي .
تانيا : كيف عاد شيومين و زوجته للمنزل ؟ أخشى أنني أثقلت عليهما .
نفى برأسه سريعاً ليقول بإبتسامة .
كاي : لا تقلقي عزيزتي ، لم يحدث شيء مما تظنيه ، لقد بقيا معنا حتى تأكدا أنكِ بخير ثم أخذ شيومين سيارة أجرة و عاد ، هو مُصر أن نخرج للتخيم قبل أن نعود غداً للمدينة حتى أنه تأكد بنفسه أنكِ تستطيعين الذهاب من الطبيب .
أومأت و قد ظهرت إبتسامة خفيفة على شفتيها ، همست بهدوء .
تانيا : كنت سأخبرك ذات شيء ، وددت أن نخيم أيضاً .
نظر لها بعينيه الباسمتين فتنهدت بينما تنظر فيهما ، وجهه الباسم هذا لا يستحق أن يحزن أبداً أو أن يخذل ، أخفضت رأسها إلى حِجرها بائسة ، تخاف أن تخذله بإندفاع عاطفي أحمق قد ترتكبه ، ستحرص أن لا تفعل فالحاضر كاي فقط .
بمبادرة إستعجبها أخذت كفه القريب و شابكت أناملها بأنامله ، نظر إليها بإبتسامة و داخل معدته صيصان حمراء ترقص بشغف .
حتى لو سيهون حي ، حتى لو كانت هي ميتة ، عاهدت نفسها أن تُبقي وجه كاي باسماً ، أن تمنحه كل ما تستطيع منها ، تتمنى لو أنها تقدر أن تمنحه كلها ، ترجو أن تستطيع فعل ذلك في يوم ما ، ترجو أن يكون قريب .
تنهدت بينما تنظر إلى وجهه بشرود ، لا تعلم كم مر من الوقت فقط هي تنظر إلى وجه ذاك الأسمر بشرود بينما هو يقود ، توقفت الشاحنة ثم إلتفت بوجهه إليها ، هذا الوجه ليس أسمر بل شاحب ، سيهون ! شهقت بقوة فابتسم بشر شيطاني في وجهها أرعبها .
شعرت بوخز من سبابة بجانب رأسها ثم صوت دافئ إلا أنه منزعج يقول .
كاي : ليست مزحة ظريفة !
إنه كاي ، رمشت بعينيها ، من الجيد أنه يظن شهقتها مزحة و إلا لفرض عليها إقامة إجبارية في مستشفى المجانين .
نفت برأسها ثم إصطنعت إبتسامة لتقول .
تانيا : بلى ظريفة ، تعجبني أنت المنزعج مني ، أهوى إزعاجك .
صفع مؤخرة رأسها بخفة يمازحها و قد زيف وجه غاضباً .
كاي : أنتِ فتاة مشاغبة يستهويكِ إزعاجي و أنا يستهويني معاقبتِك .
تأوهات عالياً بإنزعاج كاذب بينما تحك مؤخرة رأسها لتردف بقوة .
تانيا : لسنا في المدرسة لتعاقبني ، أنا لا أخضع عزيزي .
رفع حاجبه مستهجناً و كم بدى وسيماً بهذه الحركة ، أما هي فاتسعت إبتسامتها بتحدٍ سافر ، زلف من مقعدها لكنها بقت شامخة بهذه القوة ، أمسك بيديها بقوة و قيدهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه ، همست هي بإستنكار .
تانيا: ماذا تفعل ؟
غمز لها بعينيه ثم همس بعبث .
كاي : سأعاقبكِ .
رفعت حاجبيها رفضاً ثم همست بحذر .
تانيا: كاي ليس هنا ، سيرانا أحد إن أنت قبلتني .
شخر بسخرية ثم همس .
كاي : هل قلت أنني سأقبلك ؟!
إبتلعت جوفها بخجل و تحركت تقاوم قيد كفه على معصميها المكبلين متذمرة ، وضع سبابته على شفتيه ثم همس يصمتها بِ" اششش" ، همس بغموض .
كاي : القبلة لا تكون عقاب بل جائزة لذا ...
وضع يده على خصرها لتتنفس بإضطراب ، عيناه تتفرسها بجراءة ، يبدو أن العقاب أكبر بكثير من مجرد قبلة ، نظرت إلى موضع يده ثم رفعت رأسها تنظر إلى عينيه ، نفت برأسها أن لا يعاقبها هكذا .
إنتفضت كالملسوعة تصرخ بقوة بين ضحكات مقطعة تخنقنها عندما أخذ يدغدها بيده ، تتلوى بين يديه بقوة تحاول الفرار لكنها لا تستطيع ، صرخت تتوسله أن يتوقف عندما ترك معصميها و أخذ يدغدها بكلتا يديه .
تانيا : كاي ، توقف أتوسل إليك .
تنفست بقوة و أخذ صدرها يعلو و يهبط بينما يرتج كلما أفرجت عن قهقهة صغيرة بعد أن حررها ، نحبت بإبتسامة واسعة .
تانيا: مجنون كدت أن تقتلني .
قفز من على مقعده إلى الأرض بينما يضحك بخفة ثم إلتفت إلى بابها ، فتحه ليقول بإبتسامة واسعة .
كاي : هيا وصلنا ، إنزلي ، شيومين و سارة ينتظرانا هنا .
فركت كفيها بلطف ثم رفعت إليه نظرات لطيفة لتقول بنعومة و دلال مؤذٍ .
تانيا : أهون عليك يا قلبي أن أقفز من هنا يا رَجُلي و قدمي مصابة يا حبيبي ؟!
أحكم أمساكها من خصرها ثم أنزلها إلى ما بين يديه ليقول بصوت مستهجن .
كاي : من أين لكِ هذا الدلال و اللطف ؟! تغريني جداً و هذا خطير ، لا أضمن سلامتِك حتى .
شخرت بسخرية بينما تتعلق بعنقه و هو يتقدم نحو موقع التخييم حاملها .
تانيا : لا تفخر ! لا أخافك عزيزي .
وضعها على الأرض فوق بطانية ثقيلة و بجوار سارة التي تقرأ كتاب قائلاً .
كاي : لسانكِ يحتاج للبتر .
همست هي بعدما غمزته بعبث .
تانيا: أبتره لي عزيزي .
تبسم كاي ليرد عليها .
كاي : وجب علي فعل ذلك ، سأبتره لكِ .
إنتفظت تانيا عندما رُفِعَت سكينة بوجهها فألتفت لسارة التي تشير إليها بهذه السكينة بينما تهمس بإستعجاب .
سارة : أهكذا تتغازلان ؟ بمفاهيم العنف ؟ أيعجبكِ لو بتر لسانِك ؟
قلبت تانيا عينيها بوجه الأخرى لتقول .
تانيا: تلك المفاهيم العنيفة ما زلتِ صغيرة لتفهمينها ، لذا أصمتي و أبعدي هذه السكينة عن وجهي .
زفرت سارة بلامبالاة ثم تابعت تقشير بعض التفاح في السلة فالسيد شيومين لا يقبل أن يأكلها بقشرها إلا أن تكون مقشرة و بعناية .
نهضت تانيا إلى كاي الذي أوشك تقريباً على الإنتهاء من نصب الخيمة ، همست بينما تراه يثبت المناصب في الأرض .
تانيا : هل أنتهيت ؟ هل ستبني خيمة أخرى ؟
وقف ثم ضرب كفيه ببعضهما حتى يبعد التراب عنهما و أجاب .
كاي : إن كنتِ تريدين خيمة أخرى فتفضلي انصبي واحدة لنرى مهاراتك .
نظرت إليه بتوتر ثم قالت .
تانيا : أهذا يعني أننا سنام معاً في هذه الخيمة ؟
أومئ لها يراقب ردة فعلها ، هي نظرت حولها بخجل ثم أومأت بإضطراب .
تانيا : حسناً لكن كن مؤدباً .
تبسم بزاوية شفتيه ثم غمز بعبث ليقول بهمس مثير ، إنه كيم كاي فعلاً .
كاي : بل سأنحرف .
إنصرف من أمامها إلى شيومين الذي يوقد النار ببعض الحطب و يجهز جلسة حولها لأربعتهم ، تخصرت هي بغل بينما تراه يبتعد ثم تبسمت بخفة و أنصرفت لسارة تساعدها .
........................................
في مكان آخر ، إصطف سيهون بسيارته البسيطة أمام منزل صغير ذا حديقة جميلة و بسيطة ، إرتجل من خلف كرسيه ثم إلتف إلى باب المقعد الثاني ، فتح الباب ثم أخذ بيد آيرين لينزلها بحرص و حذر .
سيهون : على مهلِك ، حتى لا تتأذي .
أخذ بيدها لتنزل من السيارة ثم حملها بلطف على ذراعيه ، تعلقت هي برقبته جيداً بينما هم يسيرون نحو داخل المنزل ، وضعها على الكنبة الطويلة في صالة الجلوس ثم آتى ببطانية و وضعها عليها لتدفئها جيداً ، جلس على الكنبة التي تجاورها فابتسمت هامسة .
آيرين : شكراً لك سيهون .
نظر إليها ليقول بنبرة هادئة .
سيهون : تشكريني على ماذا ؟ أنتِ زوجتي .
إتسعت إبتسامتها بينما تنظر إليه بصمت ، نهض هو ليعدل البطانية عليها ثم إنسحب للأعلى قائلاً .
سيهون : سأستحم و أعود لكِ .
دخل إلى دورة المياه ثم خلع ثيابه ليدخل أسفل مَرَش الماء ، أغمض عينيه عندما رفع وجهه ليضرب الماء وجهه بلطف ، أخفضه ليفتحهما و قد إختلفتا كلياً ، لقد أصبحتا جمراً موقد على جمر ، الماء البارد لا يبرد النار المتأججة في صدره و لا حتى نُتفة .
صرّ أسنانه بينما ينظر إلى جسده ، علامة شرخ في صدره و أخرى تعلو عضلات معدته ، كله بسببها ، خسر كل شيء لأن يقف مجدداً على قدميه ، أهم أمر جعله يعود قوياً أن يعود قوياً ، ما كان في نيته أبداً أن يثأر منها إحتراماً للحب الذي جمعه بها و أخلص إليه بكل ما أوتي من قوة ، لكنها اليوم أججت رغبة في صدره أن يقتلها ، مشاعره نحوها لا يفهمها لكنه يفهم أنه يريد الإنتقام منها لنفسه ، هذا أكثر ما يفهمه الآن ، يريد أن ينتقم .
ربما مشاعره نحوها فَتَرَت أو ربما لا يكن لها مشاعر الحب بعد الآن ، إن كان كذلك فعلاً ، فلِمَ هو مخلص لحبها إلى هذا الحد ؟ هو رجل متزوج من فتاة بديعة الجمال الآن ، تلك الفتاة التي قبلت به رغم عيوبه الكثيرة و هويته المزورة ، هو يحاول بقدر إستطاعته أن يقدم لها كل ما تحتاجه من إهتمام فهي تستحق .
لكن تلك الفتاة ما زالت تشغل عقله ليلاً نهاراً ، هو ذا قلب مفعم بالحب و الكره لها ، يتمنى لو يسفك دمها بين يديه ثم يرتشفه بقدح ذهبي أعلى سفوح الجبل بينما يرى جسدها يتدحرج إلى قاع الوادي ، و أخرى يتمنى لو أن يضمها بين ذراعيه بقوة حتى تخطلت عظامها ثم يرممها كلوحة فنية معلقة على حائط غرفته لا تستهوي نظر أحد سِواه ، هو فقط و بكل بساطة ، مجرم في الإخلاص .
خرج من دورة المياه يلف منشفة حول حوضه ، خرج يبحث عن ثياب مناسبة لكنه عجز فرفع صوته يستنجد آيرين التي تتمدد بالأسفل .
سيهون : آيرين ، ماذا أرتدي ؟ لا يسعني أن أختار ما يناسبني .
ضحكت هي بخفة ثم نظرت لشرفة الطابق العلوي حيث يقف تحدثه .
آيرين : خذ البيجامة الرمادية تجدها في الصف الثالث .
أومئ لها ثم عاد إلى غرفته ، وجد البيجامة بالفعل لكنه أرتدى البنطال فقط و حمل القميص بيده إلى الأسفل كما عادته .
رمى القميص على الكنبة بإهمال فتنهدت هي تقول .
آيرين : هذه العادة لن تتوقف عنها سيد اوه سيهون .
دق قلبها بعنف عندما ضحك بخفة إهتزت لأجلها تلك التفاحة في عنقه ، صرفت نظرها عن جسده لتنظر إلى التلفاز أمامها بتوتر .
لاحظ ذلك في عينيه اللتين أصبحتا يعرفانها بالقدر الكافي الذي يكشف عما يدور في خلدها ، إرتدى هو قميصه لتشعر بالراحة نحوه ، نظرة الإعجاب نحوه في عينيها تلمع بتوهج ، لا يحب هذا اللمعان فقد خانه مسبقاً .
جلس بصمت ينظر إلى ما تنظر إليه في التلفاز ، كلاهما لا يدرك ماهية العرض التلفازي هذا ، كل منهما مشغول في عرض عقله ، قطع الصمت سعلات متتالية منها جعلته يقف سريعاً و يزلف منها بكأس من الماء ، تناولته من يده لتشربه دفعة واحدة .
أزالت الكأس عن شفتيها لتشهق بخفة عندما قابلت وجهه من قاب قوس ، تنهدت تبث أنفاسها فوق تلك الملامح الحادة الباردة ، نظرت في عينيه التي تنظر في عينيها ، زلفت منه ثم وضعت شفتيها أعلى شفتيه ، لا تعلم لِمَ فعلت ذلك إلا أن في داخلها إحساس يحرضها ، أغمضت عيناها عندما فعل ثم أخذت تقبله بشغف رغم أنه لا يبادلها .
فرغت من شفتيه فرفعت رأسها تنظر إليه ، ما زال يغمض عينيه ، استغلت سكوته عن أفعالها فزلفت من عنقه تقبله ، همس هو بإنغماس و لو أدرك ما قال لقص لسانه قبل أن يفعل .
سيهون : تانيا !
فتح عينيه عندما أدرك ما قال و هي قد تراجعت عنه تنظر إلى وجهه بخيبة ، حاولت أن تنهض لتهرب منه خلف أي باب لكنه أمسك بها من كتفيها و أجلسها ليقول معتذراً .
سيهون : أنا آسف آيرين ، أنا حقاً آسف لا تحزني مني ، لم أدرك ماذا قلت ، لو سمحتِ لا تذهبي .
هي فعلياً لا تحاول الذهاب لإنها غضبت منه أو ما شابه هي لم تغضب حتى إنما حزينة ليس منه بل من نفسها ، هي تريد الهرب لتخبئ نفسها الحرجة عن عينيه ، هي تشعر بالحرج ، ليست حزينة منه ، آيرين تحبه منذ أن رأته أول مرة و هو قَبِلَ الزواج منها رغم أمرها الجلل و وضعها الصعب ، حبها بقي يكبر كل يوم في قلبها ، كلما كان يقترب منها قلبها كان يدق بعنف حتى طفلها الذي كان يسكن رحمها كان يشاكس في الداخل كلما إقترب منها .
هي تحبه و ما في الأمر شك و هو يعلم ، لكنه لا يبادلها نفس الشعور ، هو يحبها نعم لكن ليس كإمرأة يشاركها حياته الخاصة و يمنحها قلبه إنما كصديقة مقربة جداً و هي تعلم ذلك ، تعلم أن تانيا ما زالت تستحوذ على عقله رغم أنها خانته و حاولت قتله لكنها لا تعلم إن كان يحبها أم يكرهها ، فكلما ذكرها تكلم عنها بأبشع السوء و كلما إقتربت منه بحميمية ناداها بإسمها .
تنهدت هي و نظرت إلى وجهه الحاد .
آيرين : لستُ كذلك لا تقلق ، أنا الآسفة ، تجاوزت حدودي معك ، أنا أعتذر ، ما كان علي إتباع رغبتي و تقبيلك ، أنا أسفة .
وضع سبابته على شفتيها قائلاً بهدوء بينما يقبض حاجبيه بخفة .
سيهون : اششش ، لا تقولي هكذا ، أنا زوجك و هذا حقك ، أنا الأسف ، أشعر بالتشوش .
قاطع حديثهم المحرج طرق على الباب، إستقام سيهون و توجه للباب ليفتحه ، قبض حاجبيه بوجه هذا الشاب ، لقد رأى هذا الشاب الأسمر لكن أين ؟ إبتسم الشاب بتهذيب قبل أن يتكلم .
كاي : نعتذر عن إزعاجكم لكن وددت طلب مساعدة بسيطة .
أومئ له سيهون أي يكمل فتابع .
كاي : إن كنت لا تمانع بملئ قرورتنا بالماء .
نفى سيهون برأسه ثم أجابه .
سيهون : بالتأكيد لا بأس ، أعطني أياها لأملئها .
ناوله كاي القارورة ثم إلتفت ينادي على تلك التي يصطحبها و تمشي خلفه ببطء .
كاي : هيا يا تانيا !
هنا تصنم سيهون ينظر لكاي ثم إلى تلك الفتاة التي ظهرت من خلفه .
رفعت بصرها إليه لتتوسع عيناها و تشهق بخفوت ، نبض قلبه بعنف و شعر بدمه يغلي في عروقه ، إبتسم إليها ببرود مزيف ثم دخل ليعبئ القاروة ، وضع القارورة أسفل الماء يعبئها بينما يفكر بتلك التي بالخارج .
أما هي فلا تستطيع إستنشاق نفس واحد ، قلبها في صدرها يؤلمها و عقلها قد توقف عن العمل ، هذا سيهون أي أن هذا بيته ، عاد لهما لتنظر إليه ، ليتها تستطيع أن تكتفي من النظر إليه ، لا تقدر ، إنخفض نظرها إلى عنقه الملوث بإحمر شفاه ، لِمَ أصبحت رؤيتها ضبابية ؟ أهي على مشارف البكاء ؟ سمعت صوت من الداخل يناديه ب" سيول" و هو أجاب بأنه قادم .
استماحه كاي عذراً ثم إنصرف برفقة تانيا التي ترتجف ، همس كاي بشغب دون أن يدرك أن التي بين يديه تكاد تحترق .
كاي : أرأيتِ عنقه ؟ يبدو أننا قطعنا عليه أمراً هاماً .
وضعت هي كفيها على وجهها ، لا تريد أن تسمع أكثر أو ترى شيئاً ، همست بإختناق بينما تجفف دموعها سراً .
تانيا : كاي ، لا شأن لنا بالأخرين لو سمحت .
......................................................
سلااااااااااااااام
من زمان ما حدثت هون فكل التركيز على ورد شائك.
مبارك لإكسو مجدداً ، ثالث إنجاز عالمي لنفس الأغنية ، الفخر الفخر 👑😎
نزلت تشويقة لورد شائك بس شكلو ما حدا شافها 😁
البارت مكون من ٢٧٠٠+ كلمة .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و كومنت.
١. رأيكم بتجاهل سيهون لتانيا و إدعائه أنه شخص آخر تماماً أمامها ؟
٢. رأيكم بسيهون و آيرين ككوبل ؟ يا ترى شو صاير مع آيرين ؟ رأيكم بإهتمام سيهون فيها ؟
٣. رأيكم بكاي و تانيا مع بعض ؟ رأيكم بعقاب كاي ؟
٤. رأيكم بحالة سيهون و تانيا ؟ كيف رح تتطور علاقة كل منهم مع حاضره ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
LOVE❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
لستَ الغريب ،
تلك الرائحة العَبِقة ليست غريبة ،
تلك النظرة في عينيك ليست غريبة
، تلك النبرة ليست غريبة،
تلك الأنفاس الدافئة ليست غريبة ،
تلك الملامح الباردة ليست غريبة،
فأي غريب تدعيه أنت ؟!
أنت كل ما هو ليس غريب ،
خليل الروح لا يغرب .
خرج كاي للتو من لديها ، ذهب ليحضر أوراق الخروج من أجلها ، تركها و تركت هي نفسها لتذهب للغرفة المجاورة روحاً لا جسداً ، هو يكذب ، إنه سيهون ، تعلم ذلك و لا مجال للنكران ، سيهون حي ، هذا الوهم الذي لطالما تمنت أن يصبح حقيقة ، قد حدث و صار حقيقة .
العالم لا يسع ما بداخلها فكيف هي تتسع ؟ حب عمرها في الغرفة المجاورة و هي هنا مع رجل آخر ليس هو لكنه يقدسها حباً ، قلبها هناك و ما تبقى منها هنا ، القلب لرجل و البقية لرجل آخر ، أوليس القلب يطغى على كل البقية ؟
نهضت من على السرير ثم تقدمت بخطوات ثقيلة نحو الشرفة الملحقة بالغرفة ، تقدمت إلى الخارج ثم أستندت بذراعيها على سِوار الشرفة تنظر للأفق البعيد بعينيها الغائمتين بؤساً ، ألن تضحك عيناها أبداً ؟
غزت رائحة ثقيلة قديمة تهواها حد الجنون خليط الهواء بأنفاسها ، سرعان ما أغمضت عيناها و رفعت رأسها إلى السماء تستنشق تلك الرائحة بعمق شديد ، تحاول على قدر سعتها أن تملئ أنفاسها بها حتى تمشي مجرى الدم في عروقها ، كم تهوى تلك الرائحة و صاحبها ، الذي يراقبها بعين مظلمة ساخرة ، تستنشق رائحته من الهواء و كأنه جرعة حياة ، أليست هي من أبادتها أولاً ؟
فتحت عيناها ببطء ثم نظرت نحو الشرفة المجاورة ، تلك الرائحة رائحة سيهون وحده ، نظرت إليه ينظر إليها ، حركت شفتيها باسمه دون صوت ، هو فهم تلك الحركة ، تنظر إليه بلهفة ، تود أن تعانقه ، أن تشتم ذلك العِطر من على عنقه ، تود لو تتوسد صدره العريض ذاك ، تود تقبيل وجهه الوسيم ، تود أن تعود تانيا الذي يحبها ، لكن الزمن الأول الجميل قد ولّى و حل محله كره في قلبه و اشتياق في قلبها ، لا يكفيها إرتواء و لا يكفيه إنتقام .
رغم أن السعير تشتعل داخل اوه سيهون تحرقه إلا أن كيم سيول إصطنع إبتسامة سطحية على شفتيه و أومئ لها بالتحية بطريقة رسمية و كأنه ليس حبيبها أبداً ، هو بالفعل لم يعد هو ، فأي حبيب تناشد ؟
تنهدت على شفا البكاء عندما إستدار و دخل ، يظن أن تلك التصرفات ستجعله غريباً عنها ، أنه يجري بها مجرى الدم إن لا يعلم ، عادت أدراجها بخيبة تمزقها إلى أشلاء ، خرجت من غرفتها فحوائط تلك الغرفة ما عادت تتسعها ، الجدران تقبض على أنفاسها ، مشت في الممر لترى دون قصد سيهون في الغرفة المجاورة يحتضن تلك الفتاة المريضة ، هي تضع رأسها على صدره و تغمض عيناها بينما ذراعيها الرقيقين يلفان خصره الرشيق ، أما هو فيمسد على شعرها و يضع قبلات متفرقة على رأسها و يضمها برفق إلى صدره .
أغمضت عيناها ، تشعر أن قلبها يتقطع إلى أشلاء صغيرة نازفة لا يسعها تجميعها مجدداً و تكوين قلب نابض ، وَجَب أن تكون هي بمكان تلك الفتاة و ليس أي إمرأة تتنفس فوق الأرض غيرها ، لكنه ذنب لا تعلم من ، خَرَت دموعها منهزمة على وجنتيها ، أليس مكانها هناك ؟ فلِمَ خسرته ؟ فتحت عيناها عندما شعرت بيد تحط على كتفها برفق ، إنه كاي .
تبسم بوجهها بذلك الصفاء المعتادة عليه ثم قال لها .
كاي : هيا ، جهزي نفسِك ، سنخرج من هنا .
أومأت له بهدوء ثم مسحت وجنتيها من على الدموع و أستدارت له لتبتسم بكذب ، عقد ملامحه بقلق ليردف .
كاي : أكنتِ تبكين ؟
نفت برأسها سريعاً لتقول .
تانيا : لا لا ، الأمر أن غبار هبّ مع الهواء إلى الغرفة و دخل عينيّ ، إختنقت و خرجت من الغرفة ، لا تقلق أنا بخير .
تهجم وجهه ثم إستدار يتمتم بغضب .
كاي : هذه مستشفى رديئة ، كيف لهم أن يتركوا النوافذ مفتوحة عند المرضى ؟!
تمسكت بذراعه سريعاً بينما تتوسله الهدوء .
تانيا : لا لا ، أرجوك إهدء ، أنا من فتح النافذة و خرجت إلى الشُرفة ، لا شأن لهم .
إلتفت إليها ثم تخصر بتهكم عما فعلته بنفسها كذباً فطأطأت رأسها و همست .
تانيا : لا تغضب مني ، أنا أسفة .
تنهد ليلفها بذراعيه يحتظنها إلى صدره ، إستندت على صدره ثم أخذها إلى داخل غرفتها مجدداً بينما يمسح على ذراعها برفق ، و في الخلف ؛ أسد يراقب بل يتفرس ، أسد بعقل ماكر شرير و خبيث يراقب بهدوء شديد ، إن مات اوه سيهون فالمجرم الذي بداخله ما زال حياً .
خرجت من المستشفى بصحبة كاي الذي يتمسك بها و كأنها طفلة يخاف عليها أن تضيع منه و تضل الطريق ، ساعدها في أن تصعد الشاحنة التي تركها شيومين لهما ثم صعد خلف المقود ليقوده منطلقاً في طريق العودة إلى المزرعة .
تسآلت تانيا بينما تنظر لكاي .
تانيا : كيف عاد شيومين و زوجته للمنزل ؟ أخشى أنني أثقلت عليهما .
نفى برأسه سريعاً ليقول بإبتسامة .
كاي : لا تقلقي عزيزتي ، لم يحدث شيء مما تظنيه ، لقد بقيا معنا حتى تأكدا أنكِ بخير ثم أخذ شيومين سيارة أجرة و عاد ، هو مُصر أن نخرج للتخيم قبل أن نعود غداً للمدينة حتى أنه تأكد بنفسه أنكِ تستطيعين الذهاب من الطبيب .
أومأت و قد ظهرت إبتسامة خفيفة على شفتيها ، همست بهدوء .
تانيا : كنت سأخبرك ذات شيء ، وددت أن نخيم أيضاً .
نظر لها بعينيه الباسمتين فتنهدت بينما تنظر فيهما ، وجهه الباسم هذا لا يستحق أن يحزن أبداً أو أن يخذل ، أخفضت رأسها إلى حِجرها بائسة ، تخاف أن تخذله بإندفاع عاطفي أحمق قد ترتكبه ، ستحرص أن لا تفعل فالحاضر كاي فقط .
بمبادرة إستعجبها أخذت كفه القريب و شابكت أناملها بأنامله ، نظر إليها بإبتسامة و داخل معدته صيصان حمراء ترقص بشغف .
حتى لو سيهون حي ، حتى لو كانت هي ميتة ، عاهدت نفسها أن تُبقي وجه كاي باسماً ، أن تمنحه كل ما تستطيع منها ، تتمنى لو أنها تقدر أن تمنحه كلها ، ترجو أن تستطيع فعل ذلك في يوم ما ، ترجو أن يكون قريب .
تنهدت بينما تنظر إلى وجهه بشرود ، لا تعلم كم مر من الوقت فقط هي تنظر إلى وجه ذاك الأسمر بشرود بينما هو يقود ، توقفت الشاحنة ثم إلتفت بوجهه إليها ، هذا الوجه ليس أسمر بل شاحب ، سيهون ! شهقت بقوة فابتسم بشر شيطاني في وجهها أرعبها .
شعرت بوخز من سبابة بجانب رأسها ثم صوت دافئ إلا أنه منزعج يقول .
كاي : ليست مزحة ظريفة !
إنه كاي ، رمشت بعينيها ، من الجيد أنه يظن شهقتها مزحة و إلا لفرض عليها إقامة إجبارية في مستشفى المجانين .
نفت برأسها ثم إصطنعت إبتسامة لتقول .
تانيا : بلى ظريفة ، تعجبني أنت المنزعج مني ، أهوى إزعاجك .
صفع مؤخرة رأسها بخفة يمازحها و قد زيف وجه غاضباً .
كاي : أنتِ فتاة مشاغبة يستهويكِ إزعاجي و أنا يستهويني معاقبتِك .
تأوهات عالياً بإنزعاج كاذب بينما تحك مؤخرة رأسها لتردف بقوة .
تانيا : لسنا في المدرسة لتعاقبني ، أنا لا أخضع عزيزي .
رفع حاجبه مستهجناً و كم بدى وسيماً بهذه الحركة ، أما هي فاتسعت إبتسامتها بتحدٍ سافر ، زلف من مقعدها لكنها بقت شامخة بهذه القوة ، أمسك بيديها بقوة و قيدهما خلف ظهرها بيد واحدة من يديه ، همست هي بإستنكار .
تانيا: ماذا تفعل ؟
غمز لها بعينيه ثم همس بعبث .
كاي : سأعاقبكِ .
رفعت حاجبيها رفضاً ثم همست بحذر .
تانيا: كاي ليس هنا ، سيرانا أحد إن أنت قبلتني .
شخر بسخرية ثم همس .
كاي : هل قلت أنني سأقبلك ؟!
إبتلعت جوفها بخجل و تحركت تقاوم قيد كفه على معصميها المكبلين متذمرة ، وضع سبابته على شفتيه ثم همس يصمتها بِ" اششش" ، همس بغموض .
كاي : القبلة لا تكون عقاب بل جائزة لذا ...
وضع يده على خصرها لتتنفس بإضطراب ، عيناه تتفرسها بجراءة ، يبدو أن العقاب أكبر بكثير من مجرد قبلة ، نظرت إلى موضع يده ثم رفعت رأسها تنظر إلى عينيه ، نفت برأسها أن لا يعاقبها هكذا .
إنتفضت كالملسوعة تصرخ بقوة بين ضحكات مقطعة تخنقنها عندما أخذ يدغدها بيده ، تتلوى بين يديه بقوة تحاول الفرار لكنها لا تستطيع ، صرخت تتوسله أن يتوقف عندما ترك معصميها و أخذ يدغدها بكلتا يديه .
تانيا : كاي ، توقف أتوسل إليك .
تنفست بقوة و أخذ صدرها يعلو و يهبط بينما يرتج كلما أفرجت عن قهقهة صغيرة بعد أن حررها ، نحبت بإبتسامة واسعة .
تانيا: مجنون كدت أن تقتلني .
قفز من على مقعده إلى الأرض بينما يضحك بخفة ثم إلتفت إلى بابها ، فتحه ليقول بإبتسامة واسعة .
كاي : هيا وصلنا ، إنزلي ، شيومين و سارة ينتظرانا هنا .
فركت كفيها بلطف ثم رفعت إليه نظرات لطيفة لتقول بنعومة و دلال مؤذٍ .
تانيا : أهون عليك يا قلبي أن أقفز من هنا يا رَجُلي و قدمي مصابة يا حبيبي ؟!
أحكم أمساكها من خصرها ثم أنزلها إلى ما بين يديه ليقول بصوت مستهجن .
كاي : من أين لكِ هذا الدلال و اللطف ؟! تغريني جداً و هذا خطير ، لا أضمن سلامتِك حتى .
شخرت بسخرية بينما تتعلق بعنقه و هو يتقدم نحو موقع التخييم حاملها .
تانيا : لا تفخر ! لا أخافك عزيزي .
وضعها على الأرض فوق بطانية ثقيلة و بجوار سارة التي تقرأ كتاب قائلاً .
كاي : لسانكِ يحتاج للبتر .
همست هي بعدما غمزته بعبث .
تانيا: أبتره لي عزيزي .
تبسم كاي ليرد عليها .
كاي : وجب علي فعل ذلك ، سأبتره لكِ .
إنتفظت تانيا عندما رُفِعَت سكينة بوجهها فألتفت لسارة التي تشير إليها بهذه السكينة بينما تهمس بإستعجاب .
سارة : أهكذا تتغازلان ؟ بمفاهيم العنف ؟ أيعجبكِ لو بتر لسانِك ؟
قلبت تانيا عينيها بوجه الأخرى لتقول .
تانيا: تلك المفاهيم العنيفة ما زلتِ صغيرة لتفهمينها ، لذا أصمتي و أبعدي هذه السكينة عن وجهي .
زفرت سارة بلامبالاة ثم تابعت تقشير بعض التفاح في السلة فالسيد شيومين لا يقبل أن يأكلها بقشرها إلا أن تكون مقشرة و بعناية .
نهضت تانيا إلى كاي الذي أوشك تقريباً على الإنتهاء من نصب الخيمة ، همست بينما تراه يثبت المناصب في الأرض .
تانيا : هل أنتهيت ؟ هل ستبني خيمة أخرى ؟
وقف ثم ضرب كفيه ببعضهما حتى يبعد التراب عنهما و أجاب .
كاي : إن كنتِ تريدين خيمة أخرى فتفضلي انصبي واحدة لنرى مهاراتك .
نظرت إليه بتوتر ثم قالت .
تانيا : أهذا يعني أننا سنام معاً في هذه الخيمة ؟
أومئ لها يراقب ردة فعلها ، هي نظرت حولها بخجل ثم أومأت بإضطراب .
تانيا : حسناً لكن كن مؤدباً .
تبسم بزاوية شفتيه ثم غمز بعبث ليقول بهمس مثير ، إنه كيم كاي فعلاً .
كاي : بل سأنحرف .
إنصرف من أمامها إلى شيومين الذي يوقد النار ببعض الحطب و يجهز جلسة حولها لأربعتهم ، تخصرت هي بغل بينما تراه يبتعد ثم تبسمت بخفة و أنصرفت لسارة تساعدها .
........................................
في مكان آخر ، إصطف سيهون بسيارته البسيطة أمام منزل صغير ذا حديقة جميلة و بسيطة ، إرتجل من خلف كرسيه ثم إلتف إلى باب المقعد الثاني ، فتح الباب ثم أخذ بيد آيرين لينزلها بحرص و حذر .
سيهون : على مهلِك ، حتى لا تتأذي .
أخذ بيدها لتنزل من السيارة ثم حملها بلطف على ذراعيه ، تعلقت هي برقبته جيداً بينما هم يسيرون نحو داخل المنزل ، وضعها على الكنبة الطويلة في صالة الجلوس ثم آتى ببطانية و وضعها عليها لتدفئها جيداً ، جلس على الكنبة التي تجاورها فابتسمت هامسة .
آيرين : شكراً لك سيهون .
نظر إليها ليقول بنبرة هادئة .
سيهون : تشكريني على ماذا ؟ أنتِ زوجتي .
إتسعت إبتسامتها بينما تنظر إليه بصمت ، نهض هو ليعدل البطانية عليها ثم إنسحب للأعلى قائلاً .
سيهون : سأستحم و أعود لكِ .
دخل إلى دورة المياه ثم خلع ثيابه ليدخل أسفل مَرَش الماء ، أغمض عينيه عندما رفع وجهه ليضرب الماء وجهه بلطف ، أخفضه ليفتحهما و قد إختلفتا كلياً ، لقد أصبحتا جمراً موقد على جمر ، الماء البارد لا يبرد النار المتأججة في صدره و لا حتى نُتفة .
صرّ أسنانه بينما ينظر إلى جسده ، علامة شرخ في صدره و أخرى تعلو عضلات معدته ، كله بسببها ، خسر كل شيء لأن يقف مجدداً على قدميه ، أهم أمر جعله يعود قوياً أن يعود قوياً ، ما كان في نيته أبداً أن يثأر منها إحتراماً للحب الذي جمعه بها و أخلص إليه بكل ما أوتي من قوة ، لكنها اليوم أججت رغبة في صدره أن يقتلها ، مشاعره نحوها لا يفهمها لكنه يفهم أنه يريد الإنتقام منها لنفسه ، هذا أكثر ما يفهمه الآن ، يريد أن ينتقم .
ربما مشاعره نحوها فَتَرَت أو ربما لا يكن لها مشاعر الحب بعد الآن ، إن كان كذلك فعلاً ، فلِمَ هو مخلص لحبها إلى هذا الحد ؟ هو رجل متزوج من فتاة بديعة الجمال الآن ، تلك الفتاة التي قبلت به رغم عيوبه الكثيرة و هويته المزورة ، هو يحاول بقدر إستطاعته أن يقدم لها كل ما تحتاجه من إهتمام فهي تستحق .
لكن تلك الفتاة ما زالت تشغل عقله ليلاً نهاراً ، هو ذا قلب مفعم بالحب و الكره لها ، يتمنى لو يسفك دمها بين يديه ثم يرتشفه بقدح ذهبي أعلى سفوح الجبل بينما يرى جسدها يتدحرج إلى قاع الوادي ، و أخرى يتمنى لو أن يضمها بين ذراعيه بقوة حتى تخطلت عظامها ثم يرممها كلوحة فنية معلقة على حائط غرفته لا تستهوي نظر أحد سِواه ، هو فقط و بكل بساطة ، مجرم في الإخلاص .
خرج من دورة المياه يلف منشفة حول حوضه ، خرج يبحث عن ثياب مناسبة لكنه عجز فرفع صوته يستنجد آيرين التي تتمدد بالأسفل .
سيهون : آيرين ، ماذا أرتدي ؟ لا يسعني أن أختار ما يناسبني .
ضحكت هي بخفة ثم نظرت لشرفة الطابق العلوي حيث يقف تحدثه .
آيرين : خذ البيجامة الرمادية تجدها في الصف الثالث .
أومئ لها ثم عاد إلى غرفته ، وجد البيجامة بالفعل لكنه أرتدى البنطال فقط و حمل القميص بيده إلى الأسفل كما عادته .
رمى القميص على الكنبة بإهمال فتنهدت هي تقول .
آيرين : هذه العادة لن تتوقف عنها سيد اوه سيهون .
دق قلبها بعنف عندما ضحك بخفة إهتزت لأجلها تلك التفاحة في عنقه ، صرفت نظرها عن جسده لتنظر إلى التلفاز أمامها بتوتر .
لاحظ ذلك في عينيه اللتين أصبحتا يعرفانها بالقدر الكافي الذي يكشف عما يدور في خلدها ، إرتدى هو قميصه لتشعر بالراحة نحوه ، نظرة الإعجاب نحوه في عينيها تلمع بتوهج ، لا يحب هذا اللمعان فقد خانه مسبقاً .
جلس بصمت ينظر إلى ما تنظر إليه في التلفاز ، كلاهما لا يدرك ماهية العرض التلفازي هذا ، كل منهما مشغول في عرض عقله ، قطع الصمت سعلات متتالية منها جعلته يقف سريعاً و يزلف منها بكأس من الماء ، تناولته من يده لتشربه دفعة واحدة .
أزالت الكأس عن شفتيها لتشهق بخفة عندما قابلت وجهه من قاب قوس ، تنهدت تبث أنفاسها فوق تلك الملامح الحادة الباردة ، نظرت في عينيه التي تنظر في عينيها ، زلفت منه ثم وضعت شفتيها أعلى شفتيه ، لا تعلم لِمَ فعلت ذلك إلا أن في داخلها إحساس يحرضها ، أغمضت عيناها عندما فعل ثم أخذت تقبله بشغف رغم أنه لا يبادلها .
فرغت من شفتيه فرفعت رأسها تنظر إليه ، ما زال يغمض عينيه ، استغلت سكوته عن أفعالها فزلفت من عنقه تقبله ، همس هو بإنغماس و لو أدرك ما قال لقص لسانه قبل أن يفعل .
سيهون : تانيا !
فتح عينيه عندما أدرك ما قال و هي قد تراجعت عنه تنظر إلى وجهه بخيبة ، حاولت أن تنهض لتهرب منه خلف أي باب لكنه أمسك بها من كتفيها و أجلسها ليقول معتذراً .
سيهون : أنا آسف آيرين ، أنا حقاً آسف لا تحزني مني ، لم أدرك ماذا قلت ، لو سمحتِ لا تذهبي .
هي فعلياً لا تحاول الذهاب لإنها غضبت منه أو ما شابه هي لم تغضب حتى إنما حزينة ليس منه بل من نفسها ، هي تريد الهرب لتخبئ نفسها الحرجة عن عينيه ، هي تشعر بالحرج ، ليست حزينة منه ، آيرين تحبه منذ أن رأته أول مرة و هو قَبِلَ الزواج منها رغم أمرها الجلل و وضعها الصعب ، حبها بقي يكبر كل يوم في قلبها ، كلما كان يقترب منها قلبها كان يدق بعنف حتى طفلها الذي كان يسكن رحمها كان يشاكس في الداخل كلما إقترب منها .
هي تحبه و ما في الأمر شك و هو يعلم ، لكنه لا يبادلها نفس الشعور ، هو يحبها نعم لكن ليس كإمرأة يشاركها حياته الخاصة و يمنحها قلبه إنما كصديقة مقربة جداً و هي تعلم ذلك ، تعلم أن تانيا ما زالت تستحوذ على عقله رغم أنها خانته و حاولت قتله لكنها لا تعلم إن كان يحبها أم يكرهها ، فكلما ذكرها تكلم عنها بأبشع السوء و كلما إقتربت منه بحميمية ناداها بإسمها .
تنهدت هي و نظرت إلى وجهه الحاد .
آيرين : لستُ كذلك لا تقلق ، أنا الآسفة ، تجاوزت حدودي معك ، أنا أعتذر ، ما كان علي إتباع رغبتي و تقبيلك ، أنا أسفة .
وضع سبابته على شفتيها قائلاً بهدوء بينما يقبض حاجبيه بخفة .
سيهون : اششش ، لا تقولي هكذا ، أنا زوجك و هذا حقك ، أنا الأسف ، أشعر بالتشوش .
قاطع حديثهم المحرج طرق على الباب، إستقام سيهون و توجه للباب ليفتحه ، قبض حاجبيه بوجه هذا الشاب ، لقد رأى هذا الشاب الأسمر لكن أين ؟ إبتسم الشاب بتهذيب قبل أن يتكلم .
كاي : نعتذر عن إزعاجكم لكن وددت طلب مساعدة بسيطة .
أومئ له سيهون أي يكمل فتابع .
كاي : إن كنت لا تمانع بملئ قرورتنا بالماء .
نفى سيهون برأسه ثم أجابه .
سيهون : بالتأكيد لا بأس ، أعطني أياها لأملئها .
ناوله كاي القارورة ثم إلتفت ينادي على تلك التي يصطحبها و تمشي خلفه ببطء .
كاي : هيا يا تانيا !
هنا تصنم سيهون ينظر لكاي ثم إلى تلك الفتاة التي ظهرت من خلفه .
رفعت بصرها إليه لتتوسع عيناها و تشهق بخفوت ، نبض قلبه بعنف و شعر بدمه يغلي في عروقه ، إبتسم إليها ببرود مزيف ثم دخل ليعبئ القاروة ، وضع القارورة أسفل الماء يعبئها بينما يفكر بتلك التي بالخارج .
أما هي فلا تستطيع إستنشاق نفس واحد ، قلبها في صدرها يؤلمها و عقلها قد توقف عن العمل ، هذا سيهون أي أن هذا بيته ، عاد لهما لتنظر إليه ، ليتها تستطيع أن تكتفي من النظر إليه ، لا تقدر ، إنخفض نظرها إلى عنقه الملوث بإحمر شفاه ، لِمَ أصبحت رؤيتها ضبابية ؟ أهي على مشارف البكاء ؟ سمعت صوت من الداخل يناديه ب" سيول" و هو أجاب بأنه قادم .
استماحه كاي عذراً ثم إنصرف برفقة تانيا التي ترتجف ، همس كاي بشغب دون أن يدرك أن التي بين يديه تكاد تحترق .
كاي : أرأيتِ عنقه ؟ يبدو أننا قطعنا عليه أمراً هاماً .
وضعت هي كفيها على وجهها ، لا تريد أن تسمع أكثر أو ترى شيئاً ، همست بإختناق بينما تجفف دموعها سراً .
تانيا : كاي ، لا شأن لنا بالأخرين لو سمحت .
......................................................
سلااااااااااااااام
من زمان ما حدثت هون فكل التركيز على ورد شائك.
مبارك لإكسو مجدداً ، ثالث إنجاز عالمي لنفس الأغنية ، الفخر الفخر 👑😎
نزلت تشويقة لورد شائك بس شكلو ما حدا شافها 😁
البارت مكون من ٢٧٠٠+ كلمة .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و كومنت.
١. رأيكم بتجاهل سيهون لتانيا و إدعائه أنه شخص آخر تماماً أمامها ؟
٢. رأيكم بسيهون و آيرين ككوبل ؟ يا ترى شو صاير مع آيرين ؟ رأيكم بإهتمام سيهون فيها ؟
٣. رأيكم بكاي و تانيا مع بعض ؟ رأيكم بعقاب كاي ؟
٤. رأيكم بحالة سيهون و تانيا ؟ كيف رح تتطور علاقة كل منهم مع حاضره ؟
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم سالمين ❤
LOVE❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
Part Four
البارت حلو لكن كلما اقرا بارت فقط اريد ان ابكي اقسم لكن لااعرف لماذا
Відповісти
2018-09-10 21:45:46
1
Part Four
البارت تحفة
Відповісти
2018-09-12 20:44:11
Подобається