Chapter Twenty-six
" وداعاً أيها الحب "
قد يعوضك شعور القلب بحبيب آخر إلا أنه لا يعوضك عن كل حبيب .
الأرض نديّة و رائحة الهواء من تُرابها ، السماء مكتنزة بسحاب أسود ، الرعد يصرخ و المطر ينهمر ، تضيء السماء و تُضلم فجأة ، إنها السماء إن نَعَت فقيداً .
أمام شواهد تُعرِّف عن هضبةٍ صغيرة في الأرض تتقدمها ، إن هذه الهضبة تحوي جسداً يبكون عليه أُناس و يرتدون ثياب مظلمة لملاقاته .
الحب ينام تحت هذه التُربة هانئاً بعدما عذبته الحياة ، فلترقد روحك بسلام و لترحل إلى الجِنان ، هناك عِش كنورس جميل ولد من جديد ، وداعاً أيها الحب !
على تراب القبر طفل ، طفل صغير جداً يُرَتب بضع ورود بلون هذا الحب الذي أنجبه ، طفل صغير أتم عامه الخامس اليوم أتى ينعى فقيد رحل عنه و تركه .
لا يلوم أحد على خساراته الفادحة ، هو صغير لا يفقه لكنه يسأل أين فلان مني ؟! في يوم كهذا يفترض به أن يفتح هدياه ، أن يصفف زينة منزله و أن يختار كعكته .
اليوم يوم ميلاده الخامس في الثاني عشر من أبريل و الذي يصدف أنه يوم ميلاد أبيه ، كان عليه أن يتم الخامس و الثلاثين ربيعاً اليوم لكنه يوم فقد أبيه ، يوم أصبح يتيماً أيضاً .
اليوم هو وحيد ، وحيد جداً كما يقضي كل يوم ، أعلمه خاله العزيز أن الحب مدفون بهذا القبر لكن أبيه يعيش في قلبه و يراقبه من السماء .
أمه تراقبه أيضاً حتى لو كانت عينها غافية ، هما معه ، يراقبانه و لن يتركانه .
تشانيول : سيهون ! هيا يا بطل لنعد !
وضع الصغيرة آخر وردة بيده على القبر ثم تمسك بأصبع خاله و هرول بعيداً ، خرج به خاله من المقبرة و توجه به إلى سيارته ليضعه في الخلف بجانب ابنة خاله - ابنة تشانيول - تانيا .
تانيا : أبي ! ماذا سنفعل الآن ؟!
نظر نحوهما من خلال المرآة الأمامية مبتسماً ثم قال .
تشانيول : سنذهب لنشتري كعكة لأجل ميلاد البطل سيهون ؟!
صاح الطفل بحماسة .
سيهون : بطلٌ كأبي !!
ضحك تشانيول بخفة ثم أومئ له قائلاً .
تشانيول : نعم ، بطل كأبيك !
قاد تشانيول السيارة بالطفلين إلى متجر الحلوى حيث هناك ترجل الطفلين و أمسك بيديهما الرجل ، دخل بهما إلى المتجر لتنحني العاملة مرحبة .
إنخفض تشانيول جالساً القرفصاء أمام الطفل بينما يهندم تلابيب قميصه قائلاً بإبتسامة حنون .
تشانيول : هيا ، اختر قالب الحلوى الذي يعجبك !
تنقل الطفل بين الكعك لمدة طويلة دون أن يتذمر أحد على ذلك حتى رسى إختياره على قالب حلوى على شكل سيارة ، أشار عليه الطفل .
سيهون : هذه الكعكة ، إنها تشبه السيارة التي إبتاعها لي أبي .
إبتاعها له تشانيول ثم عاد به إلى السيارة ، الطفل كان فرحاً سعيداً في هذه اللحظة خِلاف ما شعر به عندما وقف أمام القبر وحده ، كان يشعر بالوحدة .
سيهون : و الآن إلى أين سنذهب يا خالي ؟!
تشانيول : سنذهب لنحتفل !
صاح الأطفال بمرح في الخلف أما تشانيول فابتسم و لكن بألم ، هذا الحال قد طال كثيراً ، أكثر مما يطيق صبراً عليه .
توقفت السيارة أمام المكان المقصود ليترجل سيهون سريعاً و يدخل ، هو ما عاد يحتاج مرشداً يدله على الطريق هنا ، هو إعتاد على هذا المكان ، مكان لا يعرفه طفل صغير لكن هو - سيهون - يعرفه .
دخل الصغير بحماسة يصرخ .
سيهون : خالتي ! جدي ! خالي إشترى لأجلي كعكة جميلة !
ضحكت آيرين بخفة و ربتت على رأسه ثم قالت .
آيرين : اليوم مولدك ، بالتأكيد خالك سيبتاع كعكة لأجلك !
أخفض الطفل رأسه بحزن و همس .
سيهون : لكنه يوم ترحي أيضاً يا خالتي ، أبي و أمي بعيدان عني و أنا وحدي في هذا العالم !
نظرت سريعاً آيرين للرجل الذي دعاه الطفل بجدي و قد طرقت الكلمات مسامع تشانيول بينما يدلف .
هبط تشانيول على ركبتيه أمام الطفل و امسك به برفق من كتفيه ثم تحدث .
تشانيول : لكنني معك ، خالتك آيرين معك ، الصغيرة تانيا معك ، جدك معك ، نحن جميعاً معك و نحبك ، كيف تكون وحدك إذن ؟!
سقطت دموع الطفل لتمشي بهدوء على وجنتيه ، طفل بعمره لا يفهم الحزن بل لا يفهم ما يقوله حتى لكن في قلبه هناك شيء يؤلمه .
سيهون : لو أن أمي و أبي معي كانوا سيغنوني عن الجميع ، أنا يتيم !
خبأ وجهه في كفيه و بكى بصوت خفيض آلم قلوب الجميع حتى أن الجد عيناه إمتلئت بالدموع ، حمله برفق و وضعه على قدمه ليقول .
شوهون : تعلم يا صغير ، أمك و أبوك مكثا عندي فترة من الزمن ، كانت أمك حامل بك في ذلك الوقت ، والدك كان مريض و هي اهتمت به جيداً و عندما أصبح بخير هو اهتم بها كثيراً ، كان يحبك كثيراً .
رفع سيهون رأسه ينظر إلى الجد بعين مليئة بالدموع ، لكنه بفضول استمع له ، يحب أن يخبره أحد عن أمه و أبيه و كيف كانوا معاً ، مسح الجد على رأس الصغير و همس .
شوهون : هما يحبانك للغاية و لكنهما غادرا رغماً عنهما ، رغم ذلك هما يقربانك و يعلمان ما تقوم به و يسمعان ما قلته لذا لا تغضبهما منك ، إنهما يتطلعان إليك ؟! حسناً ؟!
أومئ الصغير و بعينه دمعة فمسحها له الجد ثم همس مبتسماً .
شوهون : إذن هيا ابتسم و لنحتفل بذكرى مولدك !
حمل الصغير الكعكة و أضاء تشانيول له الشموع ثم سار بها إلى المنضدة قرب السرير ، نظر نحو السرير ثم قال قبل أن تنطفئ الشموع .
سيهون : أمنيتي أن تستيقظ أمي من نومها و يكون أبي في الفردوس سعيداً !
قطعت الكعكة آيرين لأجله و أطعمته ثم سمحت له أن يجلس قرب رأس أمه النائمة يفعل ما اعتاد عليه ، يمسح على شعرها و يتأمل وجهها .
سيهون : أمي جميلة !
دوماً ما كان يكرر هذه الكلمات و دوماً ما أجاب نفسه أيضاً عندما يخرج صورة أبيه و يضعها بجانب رأس أمه .
سيهون : و أبي وسيم !
ثم بتفاخر موروث من أبيه و غرور من أمه يقول .
سيهون : أنا إنتاج ثمين !
ثم صوت ضحكات خافتة يكسوها الألم تتردد .
مرت هذه الخمس سنوات على هذا النحو ، الطفل سيهون رباه تشانيول و آيرين بكل حب كما ربيا ابنتهما تانيا ، تشانيول نفذ وصية أخته بالحرف ، اعتنى بابنها و أخبره عن أمه و أبيه .
تقبل تشانيول شوهون في حياته فقط لأجل سيهون الصغير و إلا لما تقبله أبداً لو رصع الأرض تحت قدميه ماساً .
شوهون لو أنه ما أنقذ تانيا من السقوط لكنه انقذها من موت حتمي ثم عاد يقول تانيا تخصني كما تخصك يا تشانيول ، لن تطردني من حياتها و لا من حياتك ، كلاكما أبنائي!
ما اكترثت تانيا يومها بتهديد أخيها لأنها تعلم عِز المعرفة أنه لن يفرط بجزء منها في الميتم مجدداً و هو الأعلم بالحياة كيف تكون بالميتم .
رمت بنفسها من هذا الارتفاع الشاهق لكنها لم ترتطم بالأرض بفضل شوهون الذي وصل ليطمأن صدفة فوجدها تقف على حافة سور السطح تبغي الموت وسيلة لمقابلة حبيبها الذي رحل .
شوهون الذي خاطر بحياته لينقذها و أثبت ولائه لتشانيول بأن نواياه حسنة و لا يريد سوى رؤيتهم سعداء .
كانت صدفة مجيدة من تدابير الله ، أن هذا اليوم يصادف اليوم الذي وصلت فيه شحنة الفرش و الوسادات الجديدة لتزود قسم الشخصيات الهامة في المستشفى .
لم ينتظر منها أن تسقط و يفتفت الأسفلت دماغها ، كان عليه التصرف سريعاً حتى لو تطلب الأمر منه أن يتهور ، ركض الرجل رغم كهولته و اسقط سائق الشاحنة إلى الخارج .
صعد مكانه و بتهور قاد إلى البقعة التي ستسقط فيها و ما إن أوقف الشاحنة حتى شعر بسقوط شيء على مؤخرتها ، خرج سريعاً و هو يسمع صراخ النساء و الرجال على حد سواء .
عندما لم يجد لها أثراً على الأرض تسلق ظهر الشاحنة و هو يتوسل الله بينما يبكي بحرقة أن تكون في الأعلى ، فوق الفرش تماماً .
كانت هناك بالفعل فوق الوسادات و الفرش ، ساكنة لا تتحرك و شعرها يتناثر حولها ، إقترب نحوها بحذر شديد ثم جثى بجانبها ليرفع شعرها عن وجهها ، الدماء تقطر من أنفها و من فمها .
ما كاد يطلب المساعدة حتى كان تشانيول لديه ، حملها سريعاً و أنزلها ثم أخذوها الأطباء ليقدروا سوء حالتها ، أصابتها كسور في قدميها و يديها و صدرها ، أصابها إرتجاج في المخ و نزيف حاد غير أن قلبها توقف أكثر من ثلاث مرات و منذ ذلك اليوم تنام نومتها هذه .
نائمة منذ خمسة أعوام كالأموات تماماً ، دماغها حي و قلبها ينبض لكنها لا تستجيب مهما حاول الأطباء معها ، خضعت لعمليات عديدة دون أن يتوفق الأطباء في مساعدتها .
هي إرادت الذهاب إلى زوجها ، ربما بالفعل ذهبت و بقي جسدها هنا إلا أن تشانيول و العم شوهون لم يستسلما بشأنها أبداً ، أنها ستكون بخير و ستستيقظ يوماً ما .
كبر طفلها دونها ، اعتنى به تشانيول عناية قصوى و عندما أدرك الطفل ما حوله أخبره تشانيول بسن صغير أن أباه قد رحل و أمه مريضة .
سيهون الصغير يبث الأمل في نفوس الكِبار ، أن أمر تانيا لن ينتهي أبداً و ها هو الدليل يسير بينهم ، هذا الطفل الصغير .
إعتاد سيهون الصغير إن يذهب كل يوم ليزور والديه ، والده بباقة الزهور في المقبرة و أمه بباقة أخرى في المستشفى ، هكذا عوَّده تشانيول .
في مرحلة ما ، ما إستطاع تشانيول أن يتحمل تكاليف مكوث تانيا في المستشفى ، كاد أن يبيع بيته و سيارته حتى يدفع مستحقات المستشفى لكن أموال وفيرة ظهرت فجأة مصدرها العم .
رفضها تشانيول رفضاً قاطعاً ، أن هذه أموال اوه سيهون التي كانت يوماً أموال الرجل الذي رباه ، لكن كلمة العم كانت أقوى ، أن هذه أموال اوه سيهون و هو زوجها .
تولى العم أموال سيهون و أملاكه كلها و جرد اعماله من كل الجرائم و قيود الشرطة ثم أخذ بأموال سيهون يتاجر و يربح و يوسع أعماله ، باسم اوه سيهون بنى إمبروطورية جديدة لكنها نظيفة كلياً و لا تشوبها شائبة .
ها هي تركض في ساحات شاسعة ، أرض خضراء كالجنة تبحث عن أحد ما ، ترتدي فستان أبيض و تصرخ بسعادة .
تانيا : سيهون ، حبيبي ، أين أنت ؟! ها قد أتيت لأجلك !
عبست بملامحها و قد أنهكها التعب ، إنها تركض قي هذا البستان منذ وقت طويل جداً لكنها لا تجده ، إستندت بظهرها على جذع شجرة و كتفت ذراعيها إلى صدرها تبحث عنه في الجوار .
إلتفتت إلى الخلف سريعاً عندما سمعت صوت عيدان خشب تُكسَر ، كان يجلس على الأرض يرتدي قميص أبيض و بنطال رمادي ، شعره مرفوع عن جبينه و ملامحه هادئة .
سيهون : تظنين أنني سأستقبلكِ في مكاني ؟!
عقدت حاجبيها مستائة ، هي تبحث عنه منذ زمن طويل و عندما وجدته يرفض رؤيتها بل يرفض أن تعود معه ، وقف على قدميه بهدوء ثم قابلها قائلاً .
سيهون : كم استغرقكِ البحث عني ؟!
إزداد عبوس وجهها إذ أنه يحدثها بهذه النبرة الباردة و كأنه لم يشتق لها طوال هذه السنين .
تانيا : منذ خمسة أعوام .
همهم لها و تقدم خطوة ، أمسك بعضديها و دفعها إليه برفق قائلاً .
سيهون : و بماذا ضحيتِ حتى تأتي هنا ؟!
أراحت كفيها على ذراعيه و همست رغم غرير عينيها ابتسمت .
تانيا : دفعت حياتي ثمناً !
أومئ مجدداً ثم أفلتها فجأة فنظرت إليه فاغرة فاهها بخفة ، لم تتوقع منه إستقبال حفيف لكن هذا البرود قاسي ، قاسٍ بشدة .
سيهون : أعلم أنكِ تحبيني لكن اجيبي عن سؤالي هذا ... ماذا تركتِ خلفكِ عندما أتيتِ ؟!
أخفضت رأسها سريعاً إذ فهمت مقصده ، فجأة فُتِحَت نافذة على العالم البائس الذي كانا فيه و من خلاله رأت نفسها طريحة الفراش و صبي صغير يضع رأسه على صدرها و صوت بكائه يصلها .
انهمر الغرير من عينيها عندما مَس المشهد روحها ، هذا ما تخلت عنه في سبيل أن تأتي إلى هنا و تبقى مع الرجل الذي تحب ، لقد تركت ابنها خلفها رغم طراوة عوده و حاجته الماسّة لها .
سيهون : هذا ما تخليتِ عنه في سبيل مرافقتي ؟!
قالها لائماً أنانيتها و رغبتها على حِساب هذا الطفل الصغير ، أمسك بها من ذراعيها مجدداً و لكن بخشونة و جعلها تلتفت إليه و ملامحها مغمورة بالألم .
سيهون : أنتِ لا تكفي عن خذلاني ، كان عليكِ أن تبقي قوية و تحمي ابني لا أن تتبعيني إلى هنا و هو يبقى وحده .
أفلتها دافعاً أياها عنه بعيداً ثم نبس محذراً بنبرة غاضبة .
سيهون : عودي إليه فوراً و إن فكرتِ أن تعودي مجدداً إلى هنا لن تجديني معكِ أبداً !
فجأة إقترب مجدداً و واجهها قائلاً .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتُ لكِ ؟!
عقدت حاجبيها و هي تبكي بصمت و الألم ينخز صدرها لا تفهم عن أي الذي قاله يقصده بالضبط .
سيهون: احرصي مني إن عُدتُ للحياة من جديد ، سأقتلكِ ببطء تانيا !
انفرجت عيناها بفزع ، لقد انتهى انتقامه و انتقامها ، لقد انتهت قصة الحب ، هما انتهيا حتى .
سيهون : تظنين نفسكِ في النعيم ؟!
هذه ليست الجِنان ؟ إذن أين هي و هو ؟!
سيهون : أتذكرين ماذا قلتِ لي يومها ؟
رمشت بخفة إضطراباً ثم أومأت ليقول .
سيهون : ماذا قلتِ ؟
همست مستنكرة الحال الذي وصلا إليه ، إذ كيف ينتهي بهما الأمر كما البداية .
تانيا : قلتُ سأهرب بعيداً منك إن أنتَ عُدت .
إقترب خطوة و رمقها مهولاً ثم هسهس .
سيهون : إذن اهربي !
رمشت دون فهم ليصرخ بها عالياً .
سيهون : اهربي !
تراجعت سريعاً عندما صرخ تنظر له لا تصدق ما تسمعه أذنيها و مع أزدياد خطورة نظراته خفق قلبها رعبة فإلتفتت تولي قدميها القوة و أخذت تركض بأسرع ما تقدر عليه بعيداً .
بعيداً جداً عن مكانها ثم أخذت الأرض الخضراء تتبدل إلى مكان آخر و كأنها إخترقت عالم آخر حتى انتهى بها الأمر تجد نفسها تقف على حافة سور المستشفى من جديد و صوت أخيها من خلفها يحذر إلا أن صوت آخر سمعته يبكي ، صوت طفلها الصغير .
أدمعت عيناها بحرقة ، عليها أن تعود و أن تحمي هذا الطفل الصغير و تحتضنه إليها ، عليها أن تستفيق ، ستعطيه حقه منها و تأخذ حق أمومتها منه و أيضاً لعل سيهون في مكانه البعيد غفر لها جنونها .
تراجعت عن السور رويداً رويداً ثم أخذت تجري عودة إلى طفلها ، اقتحمت الغرفة التي رأت نفسها بها و هو يحتضنها ، ها هو أمامها ما زال يحتضنها و يبكي على صدرها .
سيهون : أمي أرجوكِ أحتاجكِ استيقظي ، أنا يتيم و وحيد !
وقفت أمام باب الغرفة تنظر إلى هذا الطفل المسكين الذي رمته خلفها و سارت دونه ، كم كانت أنانية عندما تركته وحده ، تستحق أن يتركها سيهون لأجله .
تقدمت لتتحسس رأسه ، تريد أن تضمه لكنها لا تستطيع ، هناك حاجز يفصلها عنه ، هذا الحاجز هو جسدها النائم الذي يحتضنه ، عليها أن تسترد جسدها و تستيقظ كي تعود إلى هذا الطفل .
جلست على طرف السرير و بينما تنظر للطفل أمامها تمددت داخل جسدها و سكنته مجدداً ، بكل عزيمتها و بكل قوتها عليها أن تستيقظ جداً .
تانيا : سأعود لأجلك يا صغيري !
رفع الطفل رأسه سريعاً عندما شعر بأصابع والدته تضغط على أصابع يده ، نظر إلى وجهها يبتسم و قد أنار الأمل ظُلمة قلبه الصغير .
لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لكن كل ما استطاع فعله هو أنه حمل نفسه على قدميه الواهنة و ركض إلى الخارج يصرخ على الطبيب كي يأتيه .
سيهون : أمي أمسكت بيدي !
هذا كل ما استطاع قوله للطبيب بينما يلهث أنفاسه ، سرعان ما ركض الطبيب و خلفه حشد من الممرضين إليها ، إنها لمعجزة أنها تستيقظ بعد كل هذا الممات .
إنه الحب ، الحب فعلاً يصنع المعجزات ، حب الطفل لأمه !
تمسك سيهون الصغير بقدم تشانيول و صاح يبكي فرحاً .
سيهون : أمي أمسكت بي يا خالي ، لقد أمسكتني !
بكى تشانيول مستبشراً و رفع الصغير إلى حضنه .
تشانيول : حمداً لله !
خرج الأطباء بعد فينة فتقدم تشانيول نحوهم سريعاً ، كانوا يبدون مذهولين جداً لكن أعينهم تضحك .
تشانيول : ماذا حدث مع تانيا ؟!
إلتفت الطبيب بإبتسامة واسعة و ربت على كتف تشانيول .
" عجيب ما حدث ! مبارك سلامتها ، لقد استيقظت ! "
نظر الرجل الطويل إلى الطفل بين يديه و الطفل فعل ، كلاهما ينظران لبعضهما و الصدمة تنبثق في وجهيهما ثم صراخ ارتفع و الكبير يحتضن الصغير و يقفز لشدة فرحه .
" لقد استيقظت ! "
وضع تشانيول الطفل أرضاً ما إن إستطاع السيطرة على إنفعاله رغم أن أطرافه ترتجف و قدماه لا تقويان على حمله .
اقتحم الطفل الصغير الغرفة يخلفه تشانيول ، توقف الصغير و شهق بخفة يبكي عندما تحرك رأس أمه و نظرت نحوه ثم ابتسمت له .
تانيا : لقد عدتُ لك يا صغيري !
تقدم الطفل الصغير بخطوات بطيئة لا يصدق ما يراه و ما سمعه ، لكن عيناها ، إبتسامتها ، و صوتها ، كل هذا جديد عليه ، همس الطفل ببراءة يبكي .
سيهون : مرحباً أنا اوه سيهون ، ابنكِ البطل و أنتِ أمي !
بكت تهمس بحرقة بينما تفتح ذراعيها له .
تانيا : اوه سيهون ! تشبهه كثيراً ، تعال إلى هنا !
ركض الطفل نحو ذراعيّ أمه المفتوحة له و صعد السرير سريعاً ثم ارتمى على صدرها يبكي دون صوت مثل أبيه تماماً ، لديه كبرياء لا يُخدَش رغم حداثة سنه !
أما الأم فبكت و احتضنته إلى صدرها بكل قوتها ، هو كان ساكن جداً يشعر بأضلع أمه أخيراً تتحرك و تحتويه .
رفعت وجهه عن صدرها و اخذت تتأمل ملامحه ، عينيه باردة و له استقامة أنف حادة و مستقيمة كوالده ، شفاهه تماماً كشفاه والده ، أنه بالفعل اوه سيهون ، نسخة مصغرة !
إكتنزت وجنتيه بكفيها ثم غمرت وجهها بقُبل كثير ، قبلت وجنتيه ، عينيه ، أنفه ، شفتيه ، جبينه ، كل ما استطاعت الوصول إليه ثم أحتضنته مجدداً و قبلت رأسه و كتفه ثم يديه .
رفعت رأسها أخيراً نحو أخيها الماثل أمام الباب يراقب ما يحدث بملامح حزينة ، ابتسمت بين دموعها و أومأت له أن يأتي فلبّى الدعوة سريعاً و أتاها مهرولاً .
إحتضنها بين يديه بقوة و قبل رأسه بينما يبكي بدموع وفيرة و صوت مكتوم .
تشانيول : أنا آسف ! أرجوكِ سامحيني !
ربتت على ظهره قائلة .
تانيا : لستُ أنا من تطلبه الغفران يا أخي !
أومئ لها و قد فهم مقصدها ، كانت صدمة على العائلة بأجمعها أن تانيا استيقظت أخيراً ، في الصباح التالي أخرجها من المستشفى و اصطحبها إلى منزله ، هناك حيث تجاهلت آيرين ، هي غاضبة من أخيها فكيف بغضبها من آيرين ، إنها حاقدة عليها .
هناك في المساء تجمعت العائلة للترحيب بتانيا بينهم من جديد ، كان الجميع حاضراً لكن بشكل ملفت كاي لم يحضر .
تانيا : أين كاي ؟!
نظر تشانيول إلى آيرين ثم نظر لها مجدداً ليقول بعد تنهيدة .
تشانيول : كاي لم يظهر أبداً خلال الخمسة أعوام .
قبضت حاجبيها بقلق قائلة .
تانيا : لماذا ؟! أين ذهب ؟!
تنهد مجدداً و حرك كتفيه بنفي .
تشانيول : لا أعلم ، لا أحد يعلم !
هذا مقلق جداً ، قبضت حاجبيها بينما تفكر ، ربما بالنهاية قرر أن يتحرر من قيدها و يمضي في طريقه وحده ، هو ليس له شيء هنا و البدء من جديد هو أفضل حل و لكن بعيداً عن هنا .
كان سيهون الصغير يجلس على قدميّ أمه بينما يلعب في سيارته و هي تسرح شعره بأناملها بينما تنظر للعبته .
تذكر ذلك اليوم جيداً ، كانت تظن أنه سيذهب بها إلى الشرطة أو يقتلها و يلقي بجثتها بعيداً لكن عوضاً عن ذلك أخذها إلى الطبيبة ثم ذهبا معاً ليشتريا أغراض لأجل الطفل ، هذه السيارة كانت من ضمن تلك المشتريات .
ابتسمت تانيا بحنين ثم قالت على مسامع ابنها .
تانيا : يومها علم والدك أنني حامل بصبي ، كان سعيد جداً لذا اصطحبني إلى مركز تسوق و اشترى لك كل شيء يلزمك حتى الحفاضات ، كان متحمس جداً لإستقبالك !
إمتلئت عينيها بالدموع بينما تروي لصغيرها ذلك الماضي الجميل الذي كان يوماً ما مُراً ، على الأقل كان حي يرزق .
سيهون : ستخبريني كل شيء عن أبي ، أليس كذلك؟!
أومأت له بإبتسامة ثم قبلت وجنته .
بعد فينة من الوقت قُرِعَ جرس الباب فنهض تشانيول لفتحه ، سمعنّه النساء في الداخل يرحب بأحد ما و عندما دخل الضيف شهقت تانيا .
تانيا : العم بارك !
ابتسم السيد و اقترب ليحتضنها و هي ربتت على ظهره .
شوهون : حمداً لله أنكِ بخير ، كنتُ متأكد بأنك ستستيقظي و تعودي لنا من جديد !
قبّل العم جبينها لتبتسم شاكرة .
تانيا : شكراً لك يا عم لأجل كل شيء فعلته معنا ، لم يكن لدي وقت سابقاً لأفعل !
نفى برأسه قائلاً .
شوهون : هذا أقل ما أفعله لأجلكِ ، هذا واجبي .
نهض سيهون من حِجر والدته ليحتضن العم قائلاً .
سيهون : اشتقتُ لك كثيراً جدي !
استهجنت تانيا اللقب الذي أطلقه صغيرها على العم و بان إستعجابها للأمر على ملامح وجهها ، عندما لمح تشانيول الإستهجان في وجهها قال بتوتر .
تشانيول : لقد إعتاد سيهون البطل أن ينادي العم بارك جدي من باب الإحترام .
استوقفه العم بنبرة هادئة عندما بسط كفه فوق كتف تشانيول قائلاً .
شوهون : لا تضغط على نفسك يا تشانيول ، أظنه الوقت المناسب لتعلم تانيا الحقيقة كاملة !
جال بصرها بينهما تبغي منهما تفسيراً لحديث الألغاز هذا ، حقائق و أسرار ما زالت مختبئة .
تانيا : ما الذي يجب أن أعرفه يا عم ؟!
.....................................
سلااااااااااااااااام
بارت حزين جديد و مليودراما عالية ، أعلم لكن هذه أجواء الرواية ...
أصبحت النهاية وشيكة جداً ، أظن أن فصل واحد أو اثنين فقط ما يفصلونا عن النهاية ، لذا كونوا مساعدين و متأهبين .
فلندعم تشانيول بأغنيته التي ستصدر قريباً و لنصوت لصالح إكسو في بيلبورد .
أيضاً ادعموا مجرم في الإخلاص بكل حب فالنهاية أصبحت وشيكة بالفعل .
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت .
١. كيف استقبلت مشاعركم سيهون الصغير ؟!
٢. رأيكم بالمشهد الإفتتاحي _ بعرف أنو قلوبكم وقفت - ؟!
٣. رأيكم بِحُلم تانيا بسيهون ؟! هناك تلميح قوي جداً ، هل عرفتموه ؟!
٤. رأيكم بالحياة التي مرت و تانيا بغيبوبة ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
قد يعوضك شعور القلب بحبيب آخر إلا أنه لا يعوضك عن كل حبيب .
الأرض نديّة و رائحة الهواء من تُرابها ، السماء مكتنزة بسحاب أسود ، الرعد يصرخ و المطر ينهمر ، تضيء السماء و تُضلم فجأة ، إنها السماء إن نَعَت فقيداً .
أمام شواهد تُعرِّف عن هضبةٍ صغيرة في الأرض تتقدمها ، إن هذه الهضبة تحوي جسداً يبكون عليه أُناس و يرتدون ثياب مظلمة لملاقاته .
الحب ينام تحت هذه التُربة هانئاً بعدما عذبته الحياة ، فلترقد روحك بسلام و لترحل إلى الجِنان ، هناك عِش كنورس جميل ولد من جديد ، وداعاً أيها الحب !
على تراب القبر طفل ، طفل صغير جداً يُرَتب بضع ورود بلون هذا الحب الذي أنجبه ، طفل صغير أتم عامه الخامس اليوم أتى ينعى فقيد رحل عنه و تركه .
لا يلوم أحد على خساراته الفادحة ، هو صغير لا يفقه لكنه يسأل أين فلان مني ؟! في يوم كهذا يفترض به أن يفتح هدياه ، أن يصفف زينة منزله و أن يختار كعكته .
اليوم يوم ميلاده الخامس في الثاني عشر من أبريل و الذي يصدف أنه يوم ميلاد أبيه ، كان عليه أن يتم الخامس و الثلاثين ربيعاً اليوم لكنه يوم فقد أبيه ، يوم أصبح يتيماً أيضاً .
اليوم هو وحيد ، وحيد جداً كما يقضي كل يوم ، أعلمه خاله العزيز أن الحب مدفون بهذا القبر لكن أبيه يعيش في قلبه و يراقبه من السماء .
أمه تراقبه أيضاً حتى لو كانت عينها غافية ، هما معه ، يراقبانه و لن يتركانه .
تشانيول : سيهون ! هيا يا بطل لنعد !
وضع الصغيرة آخر وردة بيده على القبر ثم تمسك بأصبع خاله و هرول بعيداً ، خرج به خاله من المقبرة و توجه به إلى سيارته ليضعه في الخلف بجانب ابنة خاله - ابنة تشانيول - تانيا .
تانيا : أبي ! ماذا سنفعل الآن ؟!
نظر نحوهما من خلال المرآة الأمامية مبتسماً ثم قال .
تشانيول : سنذهب لنشتري كعكة لأجل ميلاد البطل سيهون ؟!
صاح الطفل بحماسة .
سيهون : بطلٌ كأبي !!
ضحك تشانيول بخفة ثم أومئ له قائلاً .
تشانيول : نعم ، بطل كأبيك !
قاد تشانيول السيارة بالطفلين إلى متجر الحلوى حيث هناك ترجل الطفلين و أمسك بيديهما الرجل ، دخل بهما إلى المتجر لتنحني العاملة مرحبة .
إنخفض تشانيول جالساً القرفصاء أمام الطفل بينما يهندم تلابيب قميصه قائلاً بإبتسامة حنون .
تشانيول : هيا ، اختر قالب الحلوى الذي يعجبك !
تنقل الطفل بين الكعك لمدة طويلة دون أن يتذمر أحد على ذلك حتى رسى إختياره على قالب حلوى على شكل سيارة ، أشار عليه الطفل .
سيهون : هذه الكعكة ، إنها تشبه السيارة التي إبتاعها لي أبي .
إبتاعها له تشانيول ثم عاد به إلى السيارة ، الطفل كان فرحاً سعيداً في هذه اللحظة خِلاف ما شعر به عندما وقف أمام القبر وحده ، كان يشعر بالوحدة .
سيهون : و الآن إلى أين سنذهب يا خالي ؟!
تشانيول : سنذهب لنحتفل !
صاح الأطفال بمرح في الخلف أما تشانيول فابتسم و لكن بألم ، هذا الحال قد طال كثيراً ، أكثر مما يطيق صبراً عليه .
توقفت السيارة أمام المكان المقصود ليترجل سيهون سريعاً و يدخل ، هو ما عاد يحتاج مرشداً يدله على الطريق هنا ، هو إعتاد على هذا المكان ، مكان لا يعرفه طفل صغير لكن هو - سيهون - يعرفه .
دخل الصغير بحماسة يصرخ .
سيهون : خالتي ! جدي ! خالي إشترى لأجلي كعكة جميلة !
ضحكت آيرين بخفة و ربتت على رأسه ثم قالت .
آيرين : اليوم مولدك ، بالتأكيد خالك سيبتاع كعكة لأجلك !
أخفض الطفل رأسه بحزن و همس .
سيهون : لكنه يوم ترحي أيضاً يا خالتي ، أبي و أمي بعيدان عني و أنا وحدي في هذا العالم !
نظرت سريعاً آيرين للرجل الذي دعاه الطفل بجدي و قد طرقت الكلمات مسامع تشانيول بينما يدلف .
هبط تشانيول على ركبتيه أمام الطفل و امسك به برفق من كتفيه ثم تحدث .
تشانيول : لكنني معك ، خالتك آيرين معك ، الصغيرة تانيا معك ، جدك معك ، نحن جميعاً معك و نحبك ، كيف تكون وحدك إذن ؟!
سقطت دموع الطفل لتمشي بهدوء على وجنتيه ، طفل بعمره لا يفهم الحزن بل لا يفهم ما يقوله حتى لكن في قلبه هناك شيء يؤلمه .
سيهون : لو أن أمي و أبي معي كانوا سيغنوني عن الجميع ، أنا يتيم !
خبأ وجهه في كفيه و بكى بصوت خفيض آلم قلوب الجميع حتى أن الجد عيناه إمتلئت بالدموع ، حمله برفق و وضعه على قدمه ليقول .
شوهون : تعلم يا صغير ، أمك و أبوك مكثا عندي فترة من الزمن ، كانت أمك حامل بك في ذلك الوقت ، والدك كان مريض و هي اهتمت به جيداً و عندما أصبح بخير هو اهتم بها كثيراً ، كان يحبك كثيراً .
رفع سيهون رأسه ينظر إلى الجد بعين مليئة بالدموع ، لكنه بفضول استمع له ، يحب أن يخبره أحد عن أمه و أبيه و كيف كانوا معاً ، مسح الجد على رأس الصغير و همس .
شوهون : هما يحبانك للغاية و لكنهما غادرا رغماً عنهما ، رغم ذلك هما يقربانك و يعلمان ما تقوم به و يسمعان ما قلته لذا لا تغضبهما منك ، إنهما يتطلعان إليك ؟! حسناً ؟!
أومئ الصغير و بعينه دمعة فمسحها له الجد ثم همس مبتسماً .
شوهون : إذن هيا ابتسم و لنحتفل بذكرى مولدك !
حمل الصغير الكعكة و أضاء تشانيول له الشموع ثم سار بها إلى المنضدة قرب السرير ، نظر نحو السرير ثم قال قبل أن تنطفئ الشموع .
سيهون : أمنيتي أن تستيقظ أمي من نومها و يكون أبي في الفردوس سعيداً !
قطعت الكعكة آيرين لأجله و أطعمته ثم سمحت له أن يجلس قرب رأس أمه النائمة يفعل ما اعتاد عليه ، يمسح على شعرها و يتأمل وجهها .
سيهون : أمي جميلة !
دوماً ما كان يكرر هذه الكلمات و دوماً ما أجاب نفسه أيضاً عندما يخرج صورة أبيه و يضعها بجانب رأس أمه .
سيهون : و أبي وسيم !
ثم بتفاخر موروث من أبيه و غرور من أمه يقول .
سيهون : أنا إنتاج ثمين !
ثم صوت ضحكات خافتة يكسوها الألم تتردد .
مرت هذه الخمس سنوات على هذا النحو ، الطفل سيهون رباه تشانيول و آيرين بكل حب كما ربيا ابنتهما تانيا ، تشانيول نفذ وصية أخته بالحرف ، اعتنى بابنها و أخبره عن أمه و أبيه .
تقبل تشانيول شوهون في حياته فقط لأجل سيهون الصغير و إلا لما تقبله أبداً لو رصع الأرض تحت قدميه ماساً .
شوهون لو أنه ما أنقذ تانيا من السقوط لكنه انقذها من موت حتمي ثم عاد يقول تانيا تخصني كما تخصك يا تشانيول ، لن تطردني من حياتها و لا من حياتك ، كلاكما أبنائي!
ما اكترثت تانيا يومها بتهديد أخيها لأنها تعلم عِز المعرفة أنه لن يفرط بجزء منها في الميتم مجدداً و هو الأعلم بالحياة كيف تكون بالميتم .
رمت بنفسها من هذا الارتفاع الشاهق لكنها لم ترتطم بالأرض بفضل شوهون الذي وصل ليطمأن صدفة فوجدها تقف على حافة سور السطح تبغي الموت وسيلة لمقابلة حبيبها الذي رحل .
شوهون الذي خاطر بحياته لينقذها و أثبت ولائه لتشانيول بأن نواياه حسنة و لا يريد سوى رؤيتهم سعداء .
كانت صدفة مجيدة من تدابير الله ، أن هذا اليوم يصادف اليوم الذي وصلت فيه شحنة الفرش و الوسادات الجديدة لتزود قسم الشخصيات الهامة في المستشفى .
لم ينتظر منها أن تسقط و يفتفت الأسفلت دماغها ، كان عليه التصرف سريعاً حتى لو تطلب الأمر منه أن يتهور ، ركض الرجل رغم كهولته و اسقط سائق الشاحنة إلى الخارج .
صعد مكانه و بتهور قاد إلى البقعة التي ستسقط فيها و ما إن أوقف الشاحنة حتى شعر بسقوط شيء على مؤخرتها ، خرج سريعاً و هو يسمع صراخ النساء و الرجال على حد سواء .
عندما لم يجد لها أثراً على الأرض تسلق ظهر الشاحنة و هو يتوسل الله بينما يبكي بحرقة أن تكون في الأعلى ، فوق الفرش تماماً .
كانت هناك بالفعل فوق الوسادات و الفرش ، ساكنة لا تتحرك و شعرها يتناثر حولها ، إقترب نحوها بحذر شديد ثم جثى بجانبها ليرفع شعرها عن وجهها ، الدماء تقطر من أنفها و من فمها .
ما كاد يطلب المساعدة حتى كان تشانيول لديه ، حملها سريعاً و أنزلها ثم أخذوها الأطباء ليقدروا سوء حالتها ، أصابتها كسور في قدميها و يديها و صدرها ، أصابها إرتجاج في المخ و نزيف حاد غير أن قلبها توقف أكثر من ثلاث مرات و منذ ذلك اليوم تنام نومتها هذه .
نائمة منذ خمسة أعوام كالأموات تماماً ، دماغها حي و قلبها ينبض لكنها لا تستجيب مهما حاول الأطباء معها ، خضعت لعمليات عديدة دون أن يتوفق الأطباء في مساعدتها .
هي إرادت الذهاب إلى زوجها ، ربما بالفعل ذهبت و بقي جسدها هنا إلا أن تشانيول و العم شوهون لم يستسلما بشأنها أبداً ، أنها ستكون بخير و ستستيقظ يوماً ما .
كبر طفلها دونها ، اعتنى به تشانيول عناية قصوى و عندما أدرك الطفل ما حوله أخبره تشانيول بسن صغير أن أباه قد رحل و أمه مريضة .
سيهون الصغير يبث الأمل في نفوس الكِبار ، أن أمر تانيا لن ينتهي أبداً و ها هو الدليل يسير بينهم ، هذا الطفل الصغير .
إعتاد سيهون الصغير إن يذهب كل يوم ليزور والديه ، والده بباقة الزهور في المقبرة و أمه بباقة أخرى في المستشفى ، هكذا عوَّده تشانيول .
في مرحلة ما ، ما إستطاع تشانيول أن يتحمل تكاليف مكوث تانيا في المستشفى ، كاد أن يبيع بيته و سيارته حتى يدفع مستحقات المستشفى لكن أموال وفيرة ظهرت فجأة مصدرها العم .
رفضها تشانيول رفضاً قاطعاً ، أن هذه أموال اوه سيهون التي كانت يوماً أموال الرجل الذي رباه ، لكن كلمة العم كانت أقوى ، أن هذه أموال اوه سيهون و هو زوجها .
تولى العم أموال سيهون و أملاكه كلها و جرد اعماله من كل الجرائم و قيود الشرطة ثم أخذ بأموال سيهون يتاجر و يربح و يوسع أعماله ، باسم اوه سيهون بنى إمبروطورية جديدة لكنها نظيفة كلياً و لا تشوبها شائبة .
ها هي تركض في ساحات شاسعة ، أرض خضراء كالجنة تبحث عن أحد ما ، ترتدي فستان أبيض و تصرخ بسعادة .
تانيا : سيهون ، حبيبي ، أين أنت ؟! ها قد أتيت لأجلك !
عبست بملامحها و قد أنهكها التعب ، إنها تركض قي هذا البستان منذ وقت طويل جداً لكنها لا تجده ، إستندت بظهرها على جذع شجرة و كتفت ذراعيها إلى صدرها تبحث عنه في الجوار .
إلتفتت إلى الخلف سريعاً عندما سمعت صوت عيدان خشب تُكسَر ، كان يجلس على الأرض يرتدي قميص أبيض و بنطال رمادي ، شعره مرفوع عن جبينه و ملامحه هادئة .
سيهون : تظنين أنني سأستقبلكِ في مكاني ؟!
عقدت حاجبيها مستائة ، هي تبحث عنه منذ زمن طويل و عندما وجدته يرفض رؤيتها بل يرفض أن تعود معه ، وقف على قدميه بهدوء ثم قابلها قائلاً .
سيهون : كم استغرقكِ البحث عني ؟!
إزداد عبوس وجهها إذ أنه يحدثها بهذه النبرة الباردة و كأنه لم يشتق لها طوال هذه السنين .
تانيا : منذ خمسة أعوام .
همهم لها و تقدم خطوة ، أمسك بعضديها و دفعها إليه برفق قائلاً .
سيهون : و بماذا ضحيتِ حتى تأتي هنا ؟!
أراحت كفيها على ذراعيه و همست رغم غرير عينيها ابتسمت .
تانيا : دفعت حياتي ثمناً !
أومئ مجدداً ثم أفلتها فجأة فنظرت إليه فاغرة فاهها بخفة ، لم تتوقع منه إستقبال حفيف لكن هذا البرود قاسي ، قاسٍ بشدة .
سيهون : أعلم أنكِ تحبيني لكن اجيبي عن سؤالي هذا ... ماذا تركتِ خلفكِ عندما أتيتِ ؟!
أخفضت رأسها سريعاً إذ فهمت مقصده ، فجأة فُتِحَت نافذة على العالم البائس الذي كانا فيه و من خلاله رأت نفسها طريحة الفراش و صبي صغير يضع رأسه على صدرها و صوت بكائه يصلها .
انهمر الغرير من عينيها عندما مَس المشهد روحها ، هذا ما تخلت عنه في سبيل أن تأتي إلى هنا و تبقى مع الرجل الذي تحب ، لقد تركت ابنها خلفها رغم طراوة عوده و حاجته الماسّة لها .
سيهون : هذا ما تخليتِ عنه في سبيل مرافقتي ؟!
قالها لائماً أنانيتها و رغبتها على حِساب هذا الطفل الصغير ، أمسك بها من ذراعيها مجدداً و لكن بخشونة و جعلها تلتفت إليه و ملامحها مغمورة بالألم .
سيهون : أنتِ لا تكفي عن خذلاني ، كان عليكِ أن تبقي قوية و تحمي ابني لا أن تتبعيني إلى هنا و هو يبقى وحده .
أفلتها دافعاً أياها عنه بعيداً ثم نبس محذراً بنبرة غاضبة .
سيهون : عودي إليه فوراً و إن فكرتِ أن تعودي مجدداً إلى هنا لن تجديني معكِ أبداً !
فجأة إقترب مجدداً و واجهها قائلاً .
سيهون : أتذكرين ماذا قلتُ لكِ ؟!
عقدت حاجبيها و هي تبكي بصمت و الألم ينخز صدرها لا تفهم عن أي الذي قاله يقصده بالضبط .
سيهون: احرصي مني إن عُدتُ للحياة من جديد ، سأقتلكِ ببطء تانيا !
انفرجت عيناها بفزع ، لقد انتهى انتقامه و انتقامها ، لقد انتهت قصة الحب ، هما انتهيا حتى .
سيهون : تظنين نفسكِ في النعيم ؟!
هذه ليست الجِنان ؟ إذن أين هي و هو ؟!
سيهون : أتذكرين ماذا قلتِ لي يومها ؟
رمشت بخفة إضطراباً ثم أومأت ليقول .
سيهون : ماذا قلتِ ؟
همست مستنكرة الحال الذي وصلا إليه ، إذ كيف ينتهي بهما الأمر كما البداية .
تانيا : قلتُ سأهرب بعيداً منك إن أنتَ عُدت .
إقترب خطوة و رمقها مهولاً ثم هسهس .
سيهون : إذن اهربي !
رمشت دون فهم ليصرخ بها عالياً .
سيهون : اهربي !
تراجعت سريعاً عندما صرخ تنظر له لا تصدق ما تسمعه أذنيها و مع أزدياد خطورة نظراته خفق قلبها رعبة فإلتفتت تولي قدميها القوة و أخذت تركض بأسرع ما تقدر عليه بعيداً .
بعيداً جداً عن مكانها ثم أخذت الأرض الخضراء تتبدل إلى مكان آخر و كأنها إخترقت عالم آخر حتى انتهى بها الأمر تجد نفسها تقف على حافة سور المستشفى من جديد و صوت أخيها من خلفها يحذر إلا أن صوت آخر سمعته يبكي ، صوت طفلها الصغير .
أدمعت عيناها بحرقة ، عليها أن تعود و أن تحمي هذا الطفل الصغير و تحتضنه إليها ، عليها أن تستفيق ، ستعطيه حقه منها و تأخذ حق أمومتها منه و أيضاً لعل سيهون في مكانه البعيد غفر لها جنونها .
تراجعت عن السور رويداً رويداً ثم أخذت تجري عودة إلى طفلها ، اقتحمت الغرفة التي رأت نفسها بها و هو يحتضنها ، ها هو أمامها ما زال يحتضنها و يبكي على صدرها .
سيهون : أمي أرجوكِ أحتاجكِ استيقظي ، أنا يتيم و وحيد !
وقفت أمام باب الغرفة تنظر إلى هذا الطفل المسكين الذي رمته خلفها و سارت دونه ، كم كانت أنانية عندما تركته وحده ، تستحق أن يتركها سيهون لأجله .
تقدمت لتتحسس رأسه ، تريد أن تضمه لكنها لا تستطيع ، هناك حاجز يفصلها عنه ، هذا الحاجز هو جسدها النائم الذي يحتضنه ، عليها أن تسترد جسدها و تستيقظ كي تعود إلى هذا الطفل .
جلست على طرف السرير و بينما تنظر للطفل أمامها تمددت داخل جسدها و سكنته مجدداً ، بكل عزيمتها و بكل قوتها عليها أن تستيقظ جداً .
تانيا : سأعود لأجلك يا صغيري !
رفع الطفل رأسه سريعاً عندما شعر بأصابع والدته تضغط على أصابع يده ، نظر إلى وجهها يبتسم و قد أنار الأمل ظُلمة قلبه الصغير .
لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لكن كل ما استطاع فعله هو أنه حمل نفسه على قدميه الواهنة و ركض إلى الخارج يصرخ على الطبيب كي يأتيه .
سيهون : أمي أمسكت بيدي !
هذا كل ما استطاع قوله للطبيب بينما يلهث أنفاسه ، سرعان ما ركض الطبيب و خلفه حشد من الممرضين إليها ، إنها لمعجزة أنها تستيقظ بعد كل هذا الممات .
إنه الحب ، الحب فعلاً يصنع المعجزات ، حب الطفل لأمه !
تمسك سيهون الصغير بقدم تشانيول و صاح يبكي فرحاً .
سيهون : أمي أمسكت بي يا خالي ، لقد أمسكتني !
بكى تشانيول مستبشراً و رفع الصغير إلى حضنه .
تشانيول : حمداً لله !
خرج الأطباء بعد فينة فتقدم تشانيول نحوهم سريعاً ، كانوا يبدون مذهولين جداً لكن أعينهم تضحك .
تشانيول : ماذا حدث مع تانيا ؟!
إلتفت الطبيب بإبتسامة واسعة و ربت على كتف تشانيول .
" عجيب ما حدث ! مبارك سلامتها ، لقد استيقظت ! "
نظر الرجل الطويل إلى الطفل بين يديه و الطفل فعل ، كلاهما ينظران لبعضهما و الصدمة تنبثق في وجهيهما ثم صراخ ارتفع و الكبير يحتضن الصغير و يقفز لشدة فرحه .
" لقد استيقظت ! "
وضع تشانيول الطفل أرضاً ما إن إستطاع السيطرة على إنفعاله رغم أن أطرافه ترتجف و قدماه لا تقويان على حمله .
اقتحم الطفل الصغير الغرفة يخلفه تشانيول ، توقف الصغير و شهق بخفة يبكي عندما تحرك رأس أمه و نظرت نحوه ثم ابتسمت له .
تانيا : لقد عدتُ لك يا صغيري !
تقدم الطفل الصغير بخطوات بطيئة لا يصدق ما يراه و ما سمعه ، لكن عيناها ، إبتسامتها ، و صوتها ، كل هذا جديد عليه ، همس الطفل ببراءة يبكي .
سيهون : مرحباً أنا اوه سيهون ، ابنكِ البطل و أنتِ أمي !
بكت تهمس بحرقة بينما تفتح ذراعيها له .
تانيا : اوه سيهون ! تشبهه كثيراً ، تعال إلى هنا !
ركض الطفل نحو ذراعيّ أمه المفتوحة له و صعد السرير سريعاً ثم ارتمى على صدرها يبكي دون صوت مثل أبيه تماماً ، لديه كبرياء لا يُخدَش رغم حداثة سنه !
أما الأم فبكت و احتضنته إلى صدرها بكل قوتها ، هو كان ساكن جداً يشعر بأضلع أمه أخيراً تتحرك و تحتويه .
رفعت وجهه عن صدرها و اخذت تتأمل ملامحه ، عينيه باردة و له استقامة أنف حادة و مستقيمة كوالده ، شفاهه تماماً كشفاه والده ، أنه بالفعل اوه سيهون ، نسخة مصغرة !
إكتنزت وجنتيه بكفيها ثم غمرت وجهها بقُبل كثير ، قبلت وجنتيه ، عينيه ، أنفه ، شفتيه ، جبينه ، كل ما استطاعت الوصول إليه ثم أحتضنته مجدداً و قبلت رأسه و كتفه ثم يديه .
رفعت رأسها أخيراً نحو أخيها الماثل أمام الباب يراقب ما يحدث بملامح حزينة ، ابتسمت بين دموعها و أومأت له أن يأتي فلبّى الدعوة سريعاً و أتاها مهرولاً .
إحتضنها بين يديه بقوة و قبل رأسه بينما يبكي بدموع وفيرة و صوت مكتوم .
تشانيول : أنا آسف ! أرجوكِ سامحيني !
ربتت على ظهره قائلة .
تانيا : لستُ أنا من تطلبه الغفران يا أخي !
أومئ لها و قد فهم مقصدها ، كانت صدمة على العائلة بأجمعها أن تانيا استيقظت أخيراً ، في الصباح التالي أخرجها من المستشفى و اصطحبها إلى منزله ، هناك حيث تجاهلت آيرين ، هي غاضبة من أخيها فكيف بغضبها من آيرين ، إنها حاقدة عليها .
هناك في المساء تجمعت العائلة للترحيب بتانيا بينهم من جديد ، كان الجميع حاضراً لكن بشكل ملفت كاي لم يحضر .
تانيا : أين كاي ؟!
نظر تشانيول إلى آيرين ثم نظر لها مجدداً ليقول بعد تنهيدة .
تشانيول : كاي لم يظهر أبداً خلال الخمسة أعوام .
قبضت حاجبيها بقلق قائلة .
تانيا : لماذا ؟! أين ذهب ؟!
تنهد مجدداً و حرك كتفيه بنفي .
تشانيول : لا أعلم ، لا أحد يعلم !
هذا مقلق جداً ، قبضت حاجبيها بينما تفكر ، ربما بالنهاية قرر أن يتحرر من قيدها و يمضي في طريقه وحده ، هو ليس له شيء هنا و البدء من جديد هو أفضل حل و لكن بعيداً عن هنا .
كان سيهون الصغير يجلس على قدميّ أمه بينما يلعب في سيارته و هي تسرح شعره بأناملها بينما تنظر للعبته .
تذكر ذلك اليوم جيداً ، كانت تظن أنه سيذهب بها إلى الشرطة أو يقتلها و يلقي بجثتها بعيداً لكن عوضاً عن ذلك أخذها إلى الطبيبة ثم ذهبا معاً ليشتريا أغراض لأجل الطفل ، هذه السيارة كانت من ضمن تلك المشتريات .
ابتسمت تانيا بحنين ثم قالت على مسامع ابنها .
تانيا : يومها علم والدك أنني حامل بصبي ، كان سعيد جداً لذا اصطحبني إلى مركز تسوق و اشترى لك كل شيء يلزمك حتى الحفاضات ، كان متحمس جداً لإستقبالك !
إمتلئت عينيها بالدموع بينما تروي لصغيرها ذلك الماضي الجميل الذي كان يوماً ما مُراً ، على الأقل كان حي يرزق .
سيهون : ستخبريني كل شيء عن أبي ، أليس كذلك؟!
أومأت له بإبتسامة ثم قبلت وجنته .
بعد فينة من الوقت قُرِعَ جرس الباب فنهض تشانيول لفتحه ، سمعنّه النساء في الداخل يرحب بأحد ما و عندما دخل الضيف شهقت تانيا .
تانيا : العم بارك !
ابتسم السيد و اقترب ليحتضنها و هي ربتت على ظهره .
شوهون : حمداً لله أنكِ بخير ، كنتُ متأكد بأنك ستستيقظي و تعودي لنا من جديد !
قبّل العم جبينها لتبتسم شاكرة .
تانيا : شكراً لك يا عم لأجل كل شيء فعلته معنا ، لم يكن لدي وقت سابقاً لأفعل !
نفى برأسه قائلاً .
شوهون : هذا أقل ما أفعله لأجلكِ ، هذا واجبي .
نهض سيهون من حِجر والدته ليحتضن العم قائلاً .
سيهون : اشتقتُ لك كثيراً جدي !
استهجنت تانيا اللقب الذي أطلقه صغيرها على العم و بان إستعجابها للأمر على ملامح وجهها ، عندما لمح تشانيول الإستهجان في وجهها قال بتوتر .
تشانيول : لقد إعتاد سيهون البطل أن ينادي العم بارك جدي من باب الإحترام .
استوقفه العم بنبرة هادئة عندما بسط كفه فوق كتف تشانيول قائلاً .
شوهون : لا تضغط على نفسك يا تشانيول ، أظنه الوقت المناسب لتعلم تانيا الحقيقة كاملة !
جال بصرها بينهما تبغي منهما تفسيراً لحديث الألغاز هذا ، حقائق و أسرار ما زالت مختبئة .
تانيا : ما الذي يجب أن أعرفه يا عم ؟!
.....................................
سلااااااااااااااااام
بارت حزين جديد و مليودراما عالية ، أعلم لكن هذه أجواء الرواية ...
أصبحت النهاية وشيكة جداً ، أظن أن فصل واحد أو اثنين فقط ما يفصلونا عن النهاية ، لذا كونوا مساعدين و متأهبين .
فلندعم تشانيول بأغنيته التي ستصدر قريباً و لنصوت لصالح إكسو في بيلبورد .
أيضاً ادعموا مجرم في الإخلاص بكل حب فالنهاية أصبحت وشيكة بالفعل .
البارت القادم بعد 90 فوت و 90 كومنت .
١. كيف استقبلت مشاعركم سيهون الصغير ؟!
٢. رأيكم بالمشهد الإفتتاحي _ بعرف أنو قلوبكم وقفت - ؟!
٣. رأيكم بِحُلم تانيا بسيهون ؟! هناك تلميح قوي جداً ، هل عرفتموه ؟!
٤. رأيكم بالحياة التي مرت و تانيا بغيبوبة ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі