Chapter Fourteen
" صراع الرجال "
إن حرب الكرامة بين الرجال أكبر من أي حب وجِد بين رجل و امرأة !
لم يوفر كاي الوقت لسيهون الذي لم يفهم أي مما قاله و هو غارق في نواحه المتصدع هذا ، إرتفع رأس كاي و نظر إلى سيهون ثم صرخ به بكل ما فيه من ألم و تصدع ، ألم الخيانة و تصدع الكيان أمام الحقائق .
كاي : حتى على هذه نافستني ! حتى على إمرأتي نازعتني ! اترك لي الشيء اليسير فقط ! اترك لي شيء ! لِمَ علي دوماً أن ألمم ما خلفته خلفك ؟! و أنا كالأحمق لا أعلم أن ما بقي لي ليس سوى مخلفات ، مخلفاتك !
صمت قليلاً ليطلق آه رافقتها دموع كثيرة و نفس أستله رافقه ألف طعنة حيث كل ما طب الهواء فيه ترك طعنة .
كاي : ظننتها نصيبي ، و للمرة المليون و طوال حياتي أُصعَق أنها حتى هي مخلفاتك ، رميت لي ما فاض عن حاجتك و أنا كالأحمق ألملم بسعادة .
وقف على قدمين هزيلتين أضعفتهما الهموم و أرهقهما الحزن فلا هن قادرات على الأستقامة و لا على حمله عليهما ، إن الجسد إن تتداعى فيه عضواً تداعت بقية الأعضاء لمناصرتها ، و هنا قلبه يتداعى ألماً و يبكي دماً ، الحب أخترقه بسيفه و هو كان أكثر رواده فأتت بقية أعضائه تربت عليه بتربيتة و كلمتين مواساة و ارتحلت على شاكلتها .
لا تدرك أنها تهزم صاحب الجسد ، أنها تقتله بسهم مغموس في الضعف و اللاحيلة و لكنه تعاضد مع إرادته على الوقوف رغماً عن أنف أعضاء جسده و وقف وقفة مجروح مكلوم و محزون ثم تمسك بتلابيب قميص خصمه الحبيب و صرخ كاذباً .
كاي : أنا و اللعنة أكرهك و اكرهني معك ! اكرهك لأنك أناني تلتهم كل شيء و اكرهني لأنني لستُ سوى تابع مسير خلفك دون أن يشدني وعيي على حقيقتي هذه !
في خضم إنهيار كاي ، سيهون لا يعي أي شيء مما يقوله ، مخلفات و تابع ماذا ؟! هو حتى لا يعرفه سوى لعلاقته بتانيا و كاي لن يقدم لها توضيحات و سيبقى ما قاله بالنسبة له طلاسم إن ما حللها بجد تبقى عَسِرة القراءة ، و لهذا الحال صمت و رحب دون وعي بضربات كاي على جسده القوي .
تنفس كاي بصعوبة ثم رفع سبابته إلى وجه سيهون و طالعه بعينين تحترق لحمرتها ، لا للغضب و لا للحزن و لا للألم بل لخليط لكل ما سبق كون في نفسه شعور جديد لم يحسه من قبل .
كما لو أنه زهرة جميلة و يانعة قطفتها فتاة في حيرتها لتختار بين " يحبني و لا يحبني " و مع كل خيار تقطف جزء من روح الزهرة و لا تدرك أنها تزهق روحها ، و مهما كانت النتيجة يحبها أو لا يحبها ، يكون مصير الزهرة واحد ، أن تلوك في يد الفتاة حتى تخرج روحها لباريها ثم ترمي جثتها أرضاً جاهزة للدهس دون أن تدرك أنها عذبت روح ثم قتلتها ثم ما كرمت جثة صاحبها و بقت محتارة بين يحبها و لا يحبها .
كاي : اسمع ما سأقوله جيداً ، لأول مرة أنا سأقبل بمخلفاتك و أجددها و أشكلها على يدي من جديد لتناسبني ثم إبقيها لدي كما لو أنها لم تكن لك يوماً و لا شيء لك عندي من الآن أخبرك !
بحقد جرجره لأول مرة ضد قلبه و قُطَف المشاعر داخله ، ثار عليها و دجّ ما لا يلين على اللسان و لأول مرة كان لسانه قاصٍ و بإدراك و وعي كامل .
كاي: تانيا لي ، بكل ما يعود عليها و تملكه هي لي ، و أنت خارج اللعبة ، إنتهى !
فهم سيهون أخيراً مقصده الأخير " بكل ما يعود عليها " يقصد الطفل ، أي أن الرجل الماثل أمامه و يدعي أنه يلملم مخلفاته و هو تابع له دون وعي ، يريد طفله ، طفله الذي من صلبه هو يريد هذا الرجل أمامه نسبه له أو إزهاق روحه و هذا ما لن يسمح به سيهون أبداً .
بعد أن صمت طويلاً و شهد إنهدام خصمه الذي يراه ضعيف تأكد أن أوصاره أقوى مما يظن و الأهم أنه لن ينفي عنه جزء منه حتى لو كان من خائنة لذا هذى سيهون غاضباً .
سيهون : مخلفاتي إحتفظ بها و أفعل بها ما شئت لكن الطفل لي أنا ، و عندما يولد سأنسبه لي أنا فهو ابني أنا و ليس ابنك ، أما إن تعرّضت أمام حياته فستجدني بالمرصاد أمامك ، الطفل خط أحمر ، غير ذلك فافعل ما شئت أنا لا أهتم .
ما زال كاي ثائر بل و يطالعه بحقد غائر في عينيه ، مشوش الرؤية و مقبوض الصدر ، أنّى لهذا الرجل أن يطالب بالمزيد و هو أخذ ما يفوق حصته ، إنه يريد حصة الأسد من نصيب طائر .
كاي : الطفل لن يعود إليك ، سأنسبه إلي ، بما أنني والده الشرعي و زوج أمه ، لا أقبل أن يكون مثلك حتى لو كان منك ، طفل غير شرعي !
سددت كلمات كاي سهاماً ذات أطراف مدببة مسمومة إن إخترقت شيء طعنته ثم مزقته ثم أحرقته و هذا ما حدث تماماً لسيهون حيث أصابه سُم الحروف و حلله فمزقته الحقيقة ثم ثار غاضباً و انحرق .
صرخ بكل ما فيه من قوة و قد تمكن من لكم كاي ثم تثبيته من تلابيب قميصه واقفاً .
سيهون : أنت إلى أي مدى تعرفني ؟!
تبسم كاي بشفتيه إبتسامة هازئة ساخرة و قد رأى أن سيهون يحترق أمامه ، نفض قبضتيه عن قميصه ثم همس .
كاي : أكثر مما تعرف نفسك ، أيها اللقيط !
بعدها خرج دون أن يزيد حرفاً و ترك خلفه رجل وقف كالصنم لا روح فيه ، هذا الرجل ليس عدوه في تانيا و لا منافس عليها بل على شتى الشخوص الأشياء منافس و عدو ، رغم ذلك يحبه .
رغم الحب الذي لم و لن يفصح عنه و ليموت سيهون في حيرته لن يخبره و يعلم أن لا أحد يملك الجرأة لأن يخبره و الذين يعرفون قلائل .
شعر بنشوة الإنتقام عندما لمح الحيرة و الضياع تطوف في عينيه ، سيهون آذاه بكل الطرق الممكنة و المتيسرة و المتعسرة ، رغم أن ذلك دون إدراك إلا و أن نشوة النصر ملئته و هو يفضي عليه بآخر ما قاله قبل رحيله ، أنّى له أن ينتصر عليه و لو بشيء صغير ، ضعيف المرء عندما يدرك أن غيره يعرف عنه أكثر منه .
ما بين كاي و سيهون جبل عظيم ، كاي ابن العائلة الراقية ذات الطبقة المخملية ، ذا المال و الجاه و النسب ، و سيهون ابن الميتم ، ربته الشوارع فالعصابات فالجرائم حتى ترأسها ، ذا المال المغسول و الجاه المعزول و النسب المجروم .
ما بين ابن العائلة الراقية و اللقيط هناك الجبل ، إلا أن أساس هذا الجبل ملغوم ، إن أنفجر اللغم انهد الجبل و تلاقيا ، هذا اللغم الطفل هذا ما يدركه سيهون و ما يدركه كاي أن اللغم تانيا ، و ما لا يدركه كلاهما أن اللغم حقيقةً هو تشانيول فقط .
عاد كاي أدراجه إلى شقته حيث وجب عليه أن يحظى بليلة عمره و هو قد صرح لتوه أنها له ، لكنه لم يعنيها أبداً ، هو مخذول إتجاهها ، لا يريدها بدوافع كثيرة ، أولهما أنها أحبت الرجل الخطأ و هو أحب المرأة الخطأ ، كل هذا برمته خطأ .
دخل إلى الشقة ، كانت ساكنة جداً و كأن روحاً لا تسكنها ، طاف في أركانها و ارتسى أخيراً أمام النافذة و بالتحديد ببصره على الكنبة التي تطل عليها ، حيث كانت هي غافية و الدموع قد تركت أثراً على عينيها ، غافية بفستان الزفاف .
تنهد و نظر إليها و عقله قد غاص بالكثير ، يشفع لها أنها لا تعلم صِلة اوه سيهون به ، يشفع لها عندها بأن صمتها سينجيه ، رغم كثرة ما شفع قلبه عن أفعالها إلا أن عقلها بدد و رفض قبول الشفاعة و رفض منح الرحمة .
ما فعلته ليس بالقليل ، لم يكن عليها أن تصمت عن الأمر حتى لو كان وطأته على مسامعه ثقيلة ، ربما لو فعلت لأستباح لها عذراً ، أنه أجبرها إنها حادثة إغتصاب و ليست خيانة لكنه لا يستطيع أن يبرأها من الجُرم فلقد خدعته و صنعت لكلاهما ثوباً وحدها إرتدته .
إن هلاك أي علاقة بالنسبة له يبدأ بكذبة حتى لو كانت بيضاء ، حلوة ، و شهية ، مهما إستطابت لن تتغير طبيعتها - كونها كذبة - الكذب حبل نجاة طويل لكن مصيره في النهاية أن ينقطع كما إنقطع حبلها الآن .
تنهد بخفة ثم خرج من تفكيره ليناديها بصوت بارد و قاسي ، أثلجها رغم أن المكان دافئ .
كاي : تانيا ، استيقظي ، اذهبي بدلي ملابسك ثم اخلدي للنوم !
قعدت على الكنبة دون أن تنظر إليه ثم أومأت برأس مُخفض ، خزي ما تشعر به و عار و قد تعرت الحقائق أمامه ، و هي لا ترى نفسها في عينيه سوى إمرأة رخيصة باعت نفسها لأجل المتعة ، و هي ترى نفسها محفوفة بالقذارة إن لم تكن القذارة نفسها في عينيه .
نهضت بخفة عن الكنبة و مشت بخطوات ميتة إلى الغرفة التي وجب عليهم أن يجتمعون بها ، وقفت أمام الباب و ترددت بالدخول إلا أن صوته من خلفها حدثها .
كاي : ادخلي ، ستنامين هناك !
أومأت ثم دخلت دون أن تروي عطش فضولها عن أين سينام و ماذا سيفعل و ما حكمه عليها أي ما مصيرها في المستقبل ، دخلت إلى دورة المياه و انتزعت الفستان غصباً من عليها ، تقتل نفسها و لا تطلب منه العون في هذا الشأن ، ليس بعيد أنه سيظنها تستدرجه إليها .
دخلت أسفل مرش الماء ثم بكت قلبها لا دموعها ، بكت دماء قلبها ، سيهون قادر على أن يهدم حياتها بلحظة ، كان سهل عليه جداً أن يفعل ، لم تفكر بأن بالمرتين الذي اعتدى فيهما على جسدها كان هدفه من الثانية تحديداً لا المتعة كما ظنت بل أن تحمل بطفله .
نظرت إلى معدتها حيث طفلاً بريئاً من ذنوبها و ذنوب والده ينمو ، الشفقة عليه و والده مجرم و والدته رخيصة قذرة حتى في عين نفسها هي ، جُرم بحق الطفل أن يكون له والدين كوالديه ، مسحت على معدتها التي لم تبرز بعد و شعور جميل جديد طاف في قلبها فابتسمت بين شهقاتها المتتالية - شعور الأمومة -.
خرجت لترتدي منامة وردية ثم خرجت من الغرفة ، كان قد جلس مكانها و ينظر إلى النافذة و عقله ليس معه في الوقت الراهن ، إنه جسد فقط هناك .
إقتربت إلى حيث يجلس ثم بتوتر بادٍ على هيئتها و وجهها قالت .
تانيا: تستطيع إستخدام دورة المياه إن أردت .
صمت و لم يرد عليها بل تنهد و أغلق عينيه لتتابع و الدموع تتحرش بعينيها مجدداً .
تانيا : من فضلك دعني أبقى لديك شهر ثم سأغادر و لن ترى وجهي ، إن ذهبت في الفترة هذه سيظنون الناس أن بي عطب عِفة !
رفع بصره ينظر إليه و كيان إبتسامة تشكل ببطئ شديد حتى إرتفع شدقيه بإبتسامة عريضة ثم راح يقهقه بكل ما فيه من ألم ، أتحمل أن يحبها لعامين دون أن تبادله ليتركها تذهب في النهاية ؟! عطب عِفة ! هي أكثر إمرأة معطوبة من هذه الناحية .
هي تعرض عليه من أسفل الكلمات أن يدثر تعبه و شقائه للحصول عليها و يتخلى عنها و أحلامه المتعلقة بها ، تخبره بطريقة لم تقصدها إلا أنه فهمها إنها ليست مقدرة له و أن المجرم اللقيط أحق بها منه .
ضحك و ضحك و ضحك قهراً حتى بزغت الدموع في مقلتيه ، وقتها نظر لها و كل الحقد الذي تكوم في داخله فجره فيها عندما نظر إليها تلك النظرة القاسية بزوج أعين أحمر و كأن الدم سُفِك ثم صُب فيهما ، الحق معه أن يغضب و يحقد و يصرخ في الجميع ألماً ، أن ينتقم و يثأر و يخرب ، لكن لا يحق له أن يكون ضحية غضبه .
وقف على قدميه ثم تقدم منها خطوة أسرفتها متراجعة بمثيلتها توتراً منه ، بدى بطريقة ما هُيئت لها أنه يكن عليها مهما مرت عليه الصِعاب ، الجَلد بقدر ما برد عليه حقنه خفيةً بنار إن خرجت منه ستحرق الجميع و هي أول ضحايا هذه النار .
الآن هذا ليس صراعاً على الحب و قلب إمرأة فقط فهو خاسر بهذه الحرب ، إنه صراع الرجال ، صراع بين رجلين متكافئين الفرص على هدف واحد أحدهما فقط من سيظفر به ، صراع كهذا لهو شرس و مخيف .
الخطوة التي أسرفتها متراجعة عنه إنتهت قدراتها عندما استل ذراعها و جذبها خلفه إلى غرفة النوم ، دفعها على السرير ثم إعتلاها و دثرها عليه مجدداً عندما حاولت النهوض لتحيطها غمامة حمراء اللون - شعرها - كشلال عسل فريد المذاق و كم بدت في عينيه شهية تلك اللحظة .
إلا أنه في هذه اللحظة لا يفكر سوى بما قالته له و أن قطعت لحم تنضج داخلها و لا تخصه ، قبض على معصميها و ثبتهما على الملائة بجانب رأسها ليقول بصوت أجفاها غضبه و أحرق فؤادها .
كاي : الطلاق مني أبعد إليكِ من السماء السابعة ، أنتِ أصبحتِ لي و ستبقين لي و ستموتين لي .
قبض حاجبيه عندما بكت بحرارة و ابتسمت أثناء ذلك لتهمس مستنكرة .
تانيا : أتريدني رغم كل أفعالي ؟!
أجابها ببرود شديد و عيناه تخترق عيناها .
كاي : نعم ، لكن لا تحلمي كثيراً ، ليس لأجلك بل لأنكِ حصاد حرب رجلين فقط .
لا تفهم كيف يجب عليها أن تكون رد فعلها حيال ما قاله ، أتسعد لأنه لن يتخلى عنها أم أتحزن لأنه أبقاها ليثبت قدراته و قوته لا للحب ؟ حيال ذلك ، أبقت فمها مغلق و لم ترد بشيء بل صرفت وجهها عنه و أغمضت عيناها .
شعرت به ينهض من عليها ثم غادر السرير برمته ، فتحت عيناها لتنظر حيث وقف أمام النافذة ينظر للخارج و كفيه في جيوب بنطاله ، أعلمها بما في جعبته بنبرة باردة و قاسية .
كاي : سنبقى منفصلين فيما بيننا و مجتمعين أمام الناس حتى تلدي الطفل ، الطفل سأنسبه إليّ ، أنا سأكون والده ، بعدها ستكونين زوجتي فعلاً أيضاً ، أنتِ ستبقين معي و لي .
إلتفت إليها ليكمل و عيناه تحرقها .
كاي : خلال فترة ما بقي من حياتكِ سأكون أب صالح لأبنك و زوجاً صالح لكِ أمام الناس ، لكن الواقع عكس ذلك تماماً ، هناك حربي التي سأشنها عليكِ أيضاً .
جلست على السرير و لم تنظر إليه بل أخفضت رأسها إلى حجرها و أنساب شعرها حول وجهها يخفيه ، كانت تبكي بهدوء دون صوت فقط بدموع بطيئة و هادئة لا تفتعل جلبة .
و هي على هذه الحالة إلتقطت آخر ما قاله قبل أن يخرج إلى صالة الجلوس من جديد .
كاي : لم و لن أنسى أنكِ خدعتيني ، ستدفعين الثمن غالياً و الطفل سيكون خارج اللعبة فلا ذنب لروح طاهرة برجسكِ .
فور أن أطبق الباب بكت قلبها خارجاً ، إرتفعت قدميها إلى صدرها و حطت رأسها على ركبتيها ، حضنت قدميها بذراع و بالأخرى أخذت تحضن جنينها ، على الأقل الطفل لن يمسه سوء و هي ليست بمستغنية عنه ، رغماً عن أنف الجميع .
في الصباح الباكر ، شعرت بكفه يدفعها بخشونة حتى تستفيق و صوته يملئ جنبات رأسها .
كاي : أنتِ ! انهضي و بدلي ملابسِك ، هيا عائلتي ابلغوني أننا مدعون على الإفطار لديهم .
فتحت عينيها بخفة ثم نظرت إليه لتومئ فخرج ، هي لم تنم سوى بعد بزوغ الفجر لكثرة ما بكت و فكرت ، تناولت هاتفها من على المنضدة ، إنها السابعة صباحاً أي حصلت على ساعتين نوم فقط ، بداية موفقة !
نهضت إلى دورة المياه ثم خرجت ترتدي فستان أسود يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل ، يضيق من عند جذعها ليرز تفاصيل خصرها بنعومة ثم يتسع من أسفل الخصر ، سرحت شعرها الأحمر و تركته حر على كتفيها ثم إرتدت كعباً عالياً يناسب فستانها .
نظرت إلى خاتم الزواج في بنصرها الأيسر ، تحسسته بخفة ثم أفرجت عن تنهيدة حارة خرجت من جوفها ، ربما هي ذهبت إلى وكر الضبع دون أن تعلم ، ليس ربما بل فعلت و الآن هي سجينة لدى زوجها الذي كان حد صباح الأمس يعشقها و أمسى يكرهها .
تهديده ما زال يرن بأذنها ، لقد شعرت بأنه يتعاطف مع سيهون رغم أنه لم يفصح بشيء صراحة ، هو هددها بأنه سيهدم كل ما بنته على كتفيهما - هو و سيهون - لا تفهم لماذا يهتم لأمر سيهون و يريد أن ينتقم منها لسيهون أيضاً و ليس له وحده .
خرجت من الغرفة بعدما إرتفع صوته يستعجلها ، صرف عليها نظرة باردة ثم أشار لها أن تتأخره و هو تقدمها إلى الخارج ، صعدت بجانبه ثم انطلق بصمت إلى القصر ، إنه يوم الأثنين أي يوم عطلة و بالعادة يقضي كاي هذين اليومين مع عائلته ، ليس حباً فيهم بل لأن قانون العائلة هكذا يسير و هي أصبحت ضمن العائلة .
حال وصولهما إلى قصر عائلته حصلت على تباريك مجاملة و باردة من عائلته ، هي بنظرهم لا تناسبهم و بدورها لن تجبرهم عليها و لا بأس .
بعد أن تناولوا الإفطار معاً ، قُدِمَت لهم القهوة و هم قد جلسوا في حديقة القصر الخلفية ، همست السيدة كيم لأبنها .
السيدة كيم: أرجو أن عروسك عفيفة يا ولدي ، أقصد أن الشوارع ربتها و ربما باعت ما هو غالٍ عليها لتطعم نفسها أيام التشرد .
سقط فنجان القهوة من يد تانيا و وقع أرضاً و عيناها عالقة على الفنجان الذي سقط ، تنظر إليه و لا تراه بل أنها ترى كم الجروح التي نالها قلبها فما عادت تميز إن كان قلب أم قطعة لحم دامية .
رد كاي كان عنيفاً جداً إذ إنتشل عِضد تانيا و صرخ بأمه غاضباً .
كاي : كيف تقولين هذا عن زوجتي ؟ أتظني أنكِ أفضل من غيركِ لأنكِ تملكين المال ؟ هذه المرأة التي تنعتيها بالمشردة أفضل منكِ ، على الأقل هي لم تبيعني جسدها على عقد الزواج لأجل المال كما فعلتِ أنتِ مع أبي ! تذكري من كنتِ قبل أن ينتشلكِ أبي من المستنقع الذي كنتِ فيه !
صوت صفعة رنّ على خد كاي ثم شهقة خرجت من فم تانيا و هي ترى زوجها ثابت على شاكلة الصفعة ، لم يقل أي شيء آخر بل سحب زوجته إليه و خرج ، كان خروجه هذا تصريحاً بأن قدمه لن تلج هذا المكان مجدداً .
..............................................
سلااااااااااااااااااااااااام
قايز محتاجة تدعولي ، بكرا و بعد بكرا عندي إمتحانات 😭💔
أتمنى أنو البارت عجبكم ، هذا البارت مفخخ بالألغاز ، لمحت لكثير أشياء ، قدرتوا تعرفوا أشي ؟!
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بكلام كاي مع سيهون ؟
١. مخلفات ؟!
٢. تابع ؟!
٣. لقيط ابن الشوارع ؟!
٤. تشانيول ؟!
٢. رغم إن كاي إكتشف بالفعل قصة تانيا و سيهون إلا أنه أظهر تعاطف لسيهون أمام تانيا ، لماذا برأيكم ؟!
٣. كيف سينتقم كاي من تانيا ؟! و هل سيعيش الطفل ؟!
٤. رأيكم بأم كاي و كلامها عن تانيا ؟! و رد كاي ؟! * رد كاي كثير مهم بلشوا يا محقق كونان *
٥. رأيكم بموقف سيهون من كاي ؟ صدمته لأن كاي يعلم الكثير عنه ؟!
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
إن حرب الكرامة بين الرجال أكبر من أي حب وجِد بين رجل و امرأة !
لم يوفر كاي الوقت لسيهون الذي لم يفهم أي مما قاله و هو غارق في نواحه المتصدع هذا ، إرتفع رأس كاي و نظر إلى سيهون ثم صرخ به بكل ما فيه من ألم و تصدع ، ألم الخيانة و تصدع الكيان أمام الحقائق .
كاي : حتى على هذه نافستني ! حتى على إمرأتي نازعتني ! اترك لي الشيء اليسير فقط ! اترك لي شيء ! لِمَ علي دوماً أن ألمم ما خلفته خلفك ؟! و أنا كالأحمق لا أعلم أن ما بقي لي ليس سوى مخلفات ، مخلفاتك !
صمت قليلاً ليطلق آه رافقتها دموع كثيرة و نفس أستله رافقه ألف طعنة حيث كل ما طب الهواء فيه ترك طعنة .
كاي : ظننتها نصيبي ، و للمرة المليون و طوال حياتي أُصعَق أنها حتى هي مخلفاتك ، رميت لي ما فاض عن حاجتك و أنا كالأحمق ألملم بسعادة .
وقف على قدمين هزيلتين أضعفتهما الهموم و أرهقهما الحزن فلا هن قادرات على الأستقامة و لا على حمله عليهما ، إن الجسد إن تتداعى فيه عضواً تداعت بقية الأعضاء لمناصرتها ، و هنا قلبه يتداعى ألماً و يبكي دماً ، الحب أخترقه بسيفه و هو كان أكثر رواده فأتت بقية أعضائه تربت عليه بتربيتة و كلمتين مواساة و ارتحلت على شاكلتها .
لا تدرك أنها تهزم صاحب الجسد ، أنها تقتله بسهم مغموس في الضعف و اللاحيلة و لكنه تعاضد مع إرادته على الوقوف رغماً عن أنف أعضاء جسده و وقف وقفة مجروح مكلوم و محزون ثم تمسك بتلابيب قميص خصمه الحبيب و صرخ كاذباً .
كاي : أنا و اللعنة أكرهك و اكرهني معك ! اكرهك لأنك أناني تلتهم كل شيء و اكرهني لأنني لستُ سوى تابع مسير خلفك دون أن يشدني وعيي على حقيقتي هذه !
في خضم إنهيار كاي ، سيهون لا يعي أي شيء مما يقوله ، مخلفات و تابع ماذا ؟! هو حتى لا يعرفه سوى لعلاقته بتانيا و كاي لن يقدم لها توضيحات و سيبقى ما قاله بالنسبة له طلاسم إن ما حللها بجد تبقى عَسِرة القراءة ، و لهذا الحال صمت و رحب دون وعي بضربات كاي على جسده القوي .
تنفس كاي بصعوبة ثم رفع سبابته إلى وجه سيهون و طالعه بعينين تحترق لحمرتها ، لا للغضب و لا للحزن و لا للألم بل لخليط لكل ما سبق كون في نفسه شعور جديد لم يحسه من قبل .
كما لو أنه زهرة جميلة و يانعة قطفتها فتاة في حيرتها لتختار بين " يحبني و لا يحبني " و مع كل خيار تقطف جزء من روح الزهرة و لا تدرك أنها تزهق روحها ، و مهما كانت النتيجة يحبها أو لا يحبها ، يكون مصير الزهرة واحد ، أن تلوك في يد الفتاة حتى تخرج روحها لباريها ثم ترمي جثتها أرضاً جاهزة للدهس دون أن تدرك أنها عذبت روح ثم قتلتها ثم ما كرمت جثة صاحبها و بقت محتارة بين يحبها و لا يحبها .
كاي : اسمع ما سأقوله جيداً ، لأول مرة أنا سأقبل بمخلفاتك و أجددها و أشكلها على يدي من جديد لتناسبني ثم إبقيها لدي كما لو أنها لم تكن لك يوماً و لا شيء لك عندي من الآن أخبرك !
بحقد جرجره لأول مرة ضد قلبه و قُطَف المشاعر داخله ، ثار عليها و دجّ ما لا يلين على اللسان و لأول مرة كان لسانه قاصٍ و بإدراك و وعي كامل .
كاي: تانيا لي ، بكل ما يعود عليها و تملكه هي لي ، و أنت خارج اللعبة ، إنتهى !
فهم سيهون أخيراً مقصده الأخير " بكل ما يعود عليها " يقصد الطفل ، أي أن الرجل الماثل أمامه و يدعي أنه يلملم مخلفاته و هو تابع له دون وعي ، يريد طفله ، طفله الذي من صلبه هو يريد هذا الرجل أمامه نسبه له أو إزهاق روحه و هذا ما لن يسمح به سيهون أبداً .
بعد أن صمت طويلاً و شهد إنهدام خصمه الذي يراه ضعيف تأكد أن أوصاره أقوى مما يظن و الأهم أنه لن ينفي عنه جزء منه حتى لو كان من خائنة لذا هذى سيهون غاضباً .
سيهون : مخلفاتي إحتفظ بها و أفعل بها ما شئت لكن الطفل لي أنا ، و عندما يولد سأنسبه لي أنا فهو ابني أنا و ليس ابنك ، أما إن تعرّضت أمام حياته فستجدني بالمرصاد أمامك ، الطفل خط أحمر ، غير ذلك فافعل ما شئت أنا لا أهتم .
ما زال كاي ثائر بل و يطالعه بحقد غائر في عينيه ، مشوش الرؤية و مقبوض الصدر ، أنّى لهذا الرجل أن يطالب بالمزيد و هو أخذ ما يفوق حصته ، إنه يريد حصة الأسد من نصيب طائر .
كاي : الطفل لن يعود إليك ، سأنسبه إلي ، بما أنني والده الشرعي و زوج أمه ، لا أقبل أن يكون مثلك حتى لو كان منك ، طفل غير شرعي !
سددت كلمات كاي سهاماً ذات أطراف مدببة مسمومة إن إخترقت شيء طعنته ثم مزقته ثم أحرقته و هذا ما حدث تماماً لسيهون حيث أصابه سُم الحروف و حلله فمزقته الحقيقة ثم ثار غاضباً و انحرق .
صرخ بكل ما فيه من قوة و قد تمكن من لكم كاي ثم تثبيته من تلابيب قميصه واقفاً .
سيهون : أنت إلى أي مدى تعرفني ؟!
تبسم كاي بشفتيه إبتسامة هازئة ساخرة و قد رأى أن سيهون يحترق أمامه ، نفض قبضتيه عن قميصه ثم همس .
كاي : أكثر مما تعرف نفسك ، أيها اللقيط !
بعدها خرج دون أن يزيد حرفاً و ترك خلفه رجل وقف كالصنم لا روح فيه ، هذا الرجل ليس عدوه في تانيا و لا منافس عليها بل على شتى الشخوص الأشياء منافس و عدو ، رغم ذلك يحبه .
رغم الحب الذي لم و لن يفصح عنه و ليموت سيهون في حيرته لن يخبره و يعلم أن لا أحد يملك الجرأة لأن يخبره و الذين يعرفون قلائل .
شعر بنشوة الإنتقام عندما لمح الحيرة و الضياع تطوف في عينيه ، سيهون آذاه بكل الطرق الممكنة و المتيسرة و المتعسرة ، رغم أن ذلك دون إدراك إلا و أن نشوة النصر ملئته و هو يفضي عليه بآخر ما قاله قبل رحيله ، أنّى له أن ينتصر عليه و لو بشيء صغير ، ضعيف المرء عندما يدرك أن غيره يعرف عنه أكثر منه .
ما بين كاي و سيهون جبل عظيم ، كاي ابن العائلة الراقية ذات الطبقة المخملية ، ذا المال و الجاه و النسب ، و سيهون ابن الميتم ، ربته الشوارع فالعصابات فالجرائم حتى ترأسها ، ذا المال المغسول و الجاه المعزول و النسب المجروم .
ما بين ابن العائلة الراقية و اللقيط هناك الجبل ، إلا أن أساس هذا الجبل ملغوم ، إن أنفجر اللغم انهد الجبل و تلاقيا ، هذا اللغم الطفل هذا ما يدركه سيهون و ما يدركه كاي أن اللغم تانيا ، و ما لا يدركه كلاهما أن اللغم حقيقةً هو تشانيول فقط .
عاد كاي أدراجه إلى شقته حيث وجب عليه أن يحظى بليلة عمره و هو قد صرح لتوه أنها له ، لكنه لم يعنيها أبداً ، هو مخذول إتجاهها ، لا يريدها بدوافع كثيرة ، أولهما أنها أحبت الرجل الخطأ و هو أحب المرأة الخطأ ، كل هذا برمته خطأ .
دخل إلى الشقة ، كانت ساكنة جداً و كأن روحاً لا تسكنها ، طاف في أركانها و ارتسى أخيراً أمام النافذة و بالتحديد ببصره على الكنبة التي تطل عليها ، حيث كانت هي غافية و الدموع قد تركت أثراً على عينيها ، غافية بفستان الزفاف .
تنهد و نظر إليها و عقله قد غاص بالكثير ، يشفع لها أنها لا تعلم صِلة اوه سيهون به ، يشفع لها عندها بأن صمتها سينجيه ، رغم كثرة ما شفع قلبه عن أفعالها إلا أن عقلها بدد و رفض قبول الشفاعة و رفض منح الرحمة .
ما فعلته ليس بالقليل ، لم يكن عليها أن تصمت عن الأمر حتى لو كان وطأته على مسامعه ثقيلة ، ربما لو فعلت لأستباح لها عذراً ، أنه أجبرها إنها حادثة إغتصاب و ليست خيانة لكنه لا يستطيع أن يبرأها من الجُرم فلقد خدعته و صنعت لكلاهما ثوباً وحدها إرتدته .
إن هلاك أي علاقة بالنسبة له يبدأ بكذبة حتى لو كانت بيضاء ، حلوة ، و شهية ، مهما إستطابت لن تتغير طبيعتها - كونها كذبة - الكذب حبل نجاة طويل لكن مصيره في النهاية أن ينقطع كما إنقطع حبلها الآن .
تنهد بخفة ثم خرج من تفكيره ليناديها بصوت بارد و قاسي ، أثلجها رغم أن المكان دافئ .
كاي : تانيا ، استيقظي ، اذهبي بدلي ملابسك ثم اخلدي للنوم !
قعدت على الكنبة دون أن تنظر إليه ثم أومأت برأس مُخفض ، خزي ما تشعر به و عار و قد تعرت الحقائق أمامه ، و هي لا ترى نفسها في عينيه سوى إمرأة رخيصة باعت نفسها لأجل المتعة ، و هي ترى نفسها محفوفة بالقذارة إن لم تكن القذارة نفسها في عينيه .
نهضت بخفة عن الكنبة و مشت بخطوات ميتة إلى الغرفة التي وجب عليهم أن يجتمعون بها ، وقفت أمام الباب و ترددت بالدخول إلا أن صوته من خلفها حدثها .
كاي : ادخلي ، ستنامين هناك !
أومأت ثم دخلت دون أن تروي عطش فضولها عن أين سينام و ماذا سيفعل و ما حكمه عليها أي ما مصيرها في المستقبل ، دخلت إلى دورة المياه و انتزعت الفستان غصباً من عليها ، تقتل نفسها و لا تطلب منه العون في هذا الشأن ، ليس بعيد أنه سيظنها تستدرجه إليها .
دخلت أسفل مرش الماء ثم بكت قلبها لا دموعها ، بكت دماء قلبها ، سيهون قادر على أن يهدم حياتها بلحظة ، كان سهل عليه جداً أن يفعل ، لم تفكر بأن بالمرتين الذي اعتدى فيهما على جسدها كان هدفه من الثانية تحديداً لا المتعة كما ظنت بل أن تحمل بطفله .
نظرت إلى معدتها حيث طفلاً بريئاً من ذنوبها و ذنوب والده ينمو ، الشفقة عليه و والده مجرم و والدته رخيصة قذرة حتى في عين نفسها هي ، جُرم بحق الطفل أن يكون له والدين كوالديه ، مسحت على معدتها التي لم تبرز بعد و شعور جميل جديد طاف في قلبها فابتسمت بين شهقاتها المتتالية - شعور الأمومة -.
خرجت لترتدي منامة وردية ثم خرجت من الغرفة ، كان قد جلس مكانها و ينظر إلى النافذة و عقله ليس معه في الوقت الراهن ، إنه جسد فقط هناك .
إقتربت إلى حيث يجلس ثم بتوتر بادٍ على هيئتها و وجهها قالت .
تانيا: تستطيع إستخدام دورة المياه إن أردت .
صمت و لم يرد عليها بل تنهد و أغلق عينيه لتتابع و الدموع تتحرش بعينيها مجدداً .
تانيا : من فضلك دعني أبقى لديك شهر ثم سأغادر و لن ترى وجهي ، إن ذهبت في الفترة هذه سيظنون الناس أن بي عطب عِفة !
رفع بصره ينظر إليه و كيان إبتسامة تشكل ببطئ شديد حتى إرتفع شدقيه بإبتسامة عريضة ثم راح يقهقه بكل ما فيه من ألم ، أتحمل أن يحبها لعامين دون أن تبادله ليتركها تذهب في النهاية ؟! عطب عِفة ! هي أكثر إمرأة معطوبة من هذه الناحية .
هي تعرض عليه من أسفل الكلمات أن يدثر تعبه و شقائه للحصول عليها و يتخلى عنها و أحلامه المتعلقة بها ، تخبره بطريقة لم تقصدها إلا أنه فهمها إنها ليست مقدرة له و أن المجرم اللقيط أحق بها منه .
ضحك و ضحك و ضحك قهراً حتى بزغت الدموع في مقلتيه ، وقتها نظر لها و كل الحقد الذي تكوم في داخله فجره فيها عندما نظر إليها تلك النظرة القاسية بزوج أعين أحمر و كأن الدم سُفِك ثم صُب فيهما ، الحق معه أن يغضب و يحقد و يصرخ في الجميع ألماً ، أن ينتقم و يثأر و يخرب ، لكن لا يحق له أن يكون ضحية غضبه .
وقف على قدميه ثم تقدم منها خطوة أسرفتها متراجعة بمثيلتها توتراً منه ، بدى بطريقة ما هُيئت لها أنه يكن عليها مهما مرت عليه الصِعاب ، الجَلد بقدر ما برد عليه حقنه خفيةً بنار إن خرجت منه ستحرق الجميع و هي أول ضحايا هذه النار .
الآن هذا ليس صراعاً على الحب و قلب إمرأة فقط فهو خاسر بهذه الحرب ، إنه صراع الرجال ، صراع بين رجلين متكافئين الفرص على هدف واحد أحدهما فقط من سيظفر به ، صراع كهذا لهو شرس و مخيف .
الخطوة التي أسرفتها متراجعة عنه إنتهت قدراتها عندما استل ذراعها و جذبها خلفه إلى غرفة النوم ، دفعها على السرير ثم إعتلاها و دثرها عليه مجدداً عندما حاولت النهوض لتحيطها غمامة حمراء اللون - شعرها - كشلال عسل فريد المذاق و كم بدت في عينيه شهية تلك اللحظة .
إلا أنه في هذه اللحظة لا يفكر سوى بما قالته له و أن قطعت لحم تنضج داخلها و لا تخصه ، قبض على معصميها و ثبتهما على الملائة بجانب رأسها ليقول بصوت أجفاها غضبه و أحرق فؤادها .
كاي : الطلاق مني أبعد إليكِ من السماء السابعة ، أنتِ أصبحتِ لي و ستبقين لي و ستموتين لي .
قبض حاجبيه عندما بكت بحرارة و ابتسمت أثناء ذلك لتهمس مستنكرة .
تانيا : أتريدني رغم كل أفعالي ؟!
أجابها ببرود شديد و عيناه تخترق عيناها .
كاي : نعم ، لكن لا تحلمي كثيراً ، ليس لأجلك بل لأنكِ حصاد حرب رجلين فقط .
لا تفهم كيف يجب عليها أن تكون رد فعلها حيال ما قاله ، أتسعد لأنه لن يتخلى عنها أم أتحزن لأنه أبقاها ليثبت قدراته و قوته لا للحب ؟ حيال ذلك ، أبقت فمها مغلق و لم ترد بشيء بل صرفت وجهها عنه و أغمضت عيناها .
شعرت به ينهض من عليها ثم غادر السرير برمته ، فتحت عيناها لتنظر حيث وقف أمام النافذة ينظر للخارج و كفيه في جيوب بنطاله ، أعلمها بما في جعبته بنبرة باردة و قاسية .
كاي : سنبقى منفصلين فيما بيننا و مجتمعين أمام الناس حتى تلدي الطفل ، الطفل سأنسبه إليّ ، أنا سأكون والده ، بعدها ستكونين زوجتي فعلاً أيضاً ، أنتِ ستبقين معي و لي .
إلتفت إليها ليكمل و عيناه تحرقها .
كاي : خلال فترة ما بقي من حياتكِ سأكون أب صالح لأبنك و زوجاً صالح لكِ أمام الناس ، لكن الواقع عكس ذلك تماماً ، هناك حربي التي سأشنها عليكِ أيضاً .
جلست على السرير و لم تنظر إليه بل أخفضت رأسها إلى حجرها و أنساب شعرها حول وجهها يخفيه ، كانت تبكي بهدوء دون صوت فقط بدموع بطيئة و هادئة لا تفتعل جلبة .
و هي على هذه الحالة إلتقطت آخر ما قاله قبل أن يخرج إلى صالة الجلوس من جديد .
كاي : لم و لن أنسى أنكِ خدعتيني ، ستدفعين الثمن غالياً و الطفل سيكون خارج اللعبة فلا ذنب لروح طاهرة برجسكِ .
فور أن أطبق الباب بكت قلبها خارجاً ، إرتفعت قدميها إلى صدرها و حطت رأسها على ركبتيها ، حضنت قدميها بذراع و بالأخرى أخذت تحضن جنينها ، على الأقل الطفل لن يمسه سوء و هي ليست بمستغنية عنه ، رغماً عن أنف الجميع .
في الصباح الباكر ، شعرت بكفه يدفعها بخشونة حتى تستفيق و صوته يملئ جنبات رأسها .
كاي : أنتِ ! انهضي و بدلي ملابسِك ، هيا عائلتي ابلغوني أننا مدعون على الإفطار لديهم .
فتحت عينيها بخفة ثم نظرت إليه لتومئ فخرج ، هي لم تنم سوى بعد بزوغ الفجر لكثرة ما بكت و فكرت ، تناولت هاتفها من على المنضدة ، إنها السابعة صباحاً أي حصلت على ساعتين نوم فقط ، بداية موفقة !
نهضت إلى دورة المياه ثم خرجت ترتدي فستان أسود يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل ، يضيق من عند جذعها ليرز تفاصيل خصرها بنعومة ثم يتسع من أسفل الخصر ، سرحت شعرها الأحمر و تركته حر على كتفيها ثم إرتدت كعباً عالياً يناسب فستانها .
نظرت إلى خاتم الزواج في بنصرها الأيسر ، تحسسته بخفة ثم أفرجت عن تنهيدة حارة خرجت من جوفها ، ربما هي ذهبت إلى وكر الضبع دون أن تعلم ، ليس ربما بل فعلت و الآن هي سجينة لدى زوجها الذي كان حد صباح الأمس يعشقها و أمسى يكرهها .
تهديده ما زال يرن بأذنها ، لقد شعرت بأنه يتعاطف مع سيهون رغم أنه لم يفصح بشيء صراحة ، هو هددها بأنه سيهدم كل ما بنته على كتفيهما - هو و سيهون - لا تفهم لماذا يهتم لأمر سيهون و يريد أن ينتقم منها لسيهون أيضاً و ليس له وحده .
خرجت من الغرفة بعدما إرتفع صوته يستعجلها ، صرف عليها نظرة باردة ثم أشار لها أن تتأخره و هو تقدمها إلى الخارج ، صعدت بجانبه ثم انطلق بصمت إلى القصر ، إنه يوم الأثنين أي يوم عطلة و بالعادة يقضي كاي هذين اليومين مع عائلته ، ليس حباً فيهم بل لأن قانون العائلة هكذا يسير و هي أصبحت ضمن العائلة .
حال وصولهما إلى قصر عائلته حصلت على تباريك مجاملة و باردة من عائلته ، هي بنظرهم لا تناسبهم و بدورها لن تجبرهم عليها و لا بأس .
بعد أن تناولوا الإفطار معاً ، قُدِمَت لهم القهوة و هم قد جلسوا في حديقة القصر الخلفية ، همست السيدة كيم لأبنها .
السيدة كيم: أرجو أن عروسك عفيفة يا ولدي ، أقصد أن الشوارع ربتها و ربما باعت ما هو غالٍ عليها لتطعم نفسها أيام التشرد .
سقط فنجان القهوة من يد تانيا و وقع أرضاً و عيناها عالقة على الفنجان الذي سقط ، تنظر إليه و لا تراه بل أنها ترى كم الجروح التي نالها قلبها فما عادت تميز إن كان قلب أم قطعة لحم دامية .
رد كاي كان عنيفاً جداً إذ إنتشل عِضد تانيا و صرخ بأمه غاضباً .
كاي : كيف تقولين هذا عن زوجتي ؟ أتظني أنكِ أفضل من غيركِ لأنكِ تملكين المال ؟ هذه المرأة التي تنعتيها بالمشردة أفضل منكِ ، على الأقل هي لم تبيعني جسدها على عقد الزواج لأجل المال كما فعلتِ أنتِ مع أبي ! تذكري من كنتِ قبل أن ينتشلكِ أبي من المستنقع الذي كنتِ فيه !
صوت صفعة رنّ على خد كاي ثم شهقة خرجت من فم تانيا و هي ترى زوجها ثابت على شاكلة الصفعة ، لم يقل أي شيء آخر بل سحب زوجته إليه و خرج ، كان خروجه هذا تصريحاً بأن قدمه لن تلج هذا المكان مجدداً .
..............................................
سلااااااااااااااااااااااااام
قايز محتاجة تدعولي ، بكرا و بعد بكرا عندي إمتحانات 😭💔
أتمنى أنو البارت عجبكم ، هذا البارت مفخخ بالألغاز ، لمحت لكثير أشياء ، قدرتوا تعرفوا أشي ؟!
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بكلام كاي مع سيهون ؟
١. مخلفات ؟!
٢. تابع ؟!
٣. لقيط ابن الشوارع ؟!
٤. تشانيول ؟!
٢. رغم إن كاي إكتشف بالفعل قصة تانيا و سيهون إلا أنه أظهر تعاطف لسيهون أمام تانيا ، لماذا برأيكم ؟!
٣. كيف سينتقم كاي من تانيا ؟! و هل سيعيش الطفل ؟!
٤. رأيكم بأم كاي و كلامها عن تانيا ؟! و رد كاي ؟! * رد كاي كثير مهم بلشوا يا محقق كونان *
٥. رأيكم بموقف سيهون من كاي ؟ صدمته لأن كاي يعلم الكثير عنه ؟!
٦. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі