Chapter Seventeen
" حُلم "
أنا و أنت معاً إلتحمنا بعدما شتتنا قلوبنا بيني و بينك
لكن العالم بأسره ضدنا
Tania's point of view
إرتعش السلاح بيدي ، ليس مجدداً ، أنا لا أستطيع قتل الرجل الوحيد الذي أحببته بحق مرة أخرى ، ليست أول مرة أقتل فيها لكني الآن عاجزة تماماً عن الضغط على الزِناد ، ليس خوفاً من سيهون بل عليه .
أنا رغم كل شيء ، ما زلت أحبه، هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها ، أنا أحب سيهون بكل فؤادي و جوارحي ، لقد أوهمت نفسي بأني أحب كاي لكن هذه ليست الحقيقة ، هذا كان وهم ، أنا غارقة في حب سيهون .
سيهون : ألا تستطيعين قتلي ؟! هيا لقد فعلتِها من قبل بالفعل .
أنا لا أستطيع قتل الرجل الوحيد الذي أحبه ، يستحيل ، أخفضت السلاح عنه بيدي المرتعشة و أن دموعي تصب في مقلتيّ و وجهي يرتجف .
تانيا: أنا لا أستطيع قتلك مجدداً .
تبسم هو ساخراً مني و متأكدة أنه يكذبني ثم أخذ السلاح من يدي و شهره علي ، توقعت ذلك ، أنا أقبل أن يقتلني و يكف عني لكنني لا أستطيع قتله .
سيهون : إذاً أنا من سيقتلك .
أخفضت رأسي و أغمضتُ عينيّ بقوة لأهمس .
تانيا : أرجوك افعل و اقتلني ، لا أستطيع البقاء هكذا .
إقترب مني حتى إنني شعرت بأنفاسه على وجهي و بين خصلي المنسابة حول جنبات وجهي ثم همس و رغم أنني أغمض عينيّ ، أشعر أنه يحرق وجهي بنظراته القاسية .
سيهون : لماذا لا تريدين قتلي ؟! لماذا تراجعتِ عن قتلي ؟!
فتحتُ عيني لأنظر له كان يعقد حاجبيه و بعينيه تلك النظرة القاسية التي تكوي صدري بنار حقده .
تانيا : لأنني لا أستطيع أن أفرط بك مجدداً .
رفع حاجباً دون الآخر يطالب تفسير أعمق فأجبته صراحة .
تانيا : أنا أحبك حبي الأول و أضعافه .
إبتعد عني يحط يديه على خصره و يتلفت حولي يحرق الأرض غضباً ثم عاد إلي متجهماً و دفعني نحو الحائط بعنف جعلني أشهق بألم شديد ثم حاصرني بذراعيه و جسده .
سيهون : إن تفوهتِ بالمزيد من الأكاذيب ، رأسكِ سأقطعه لكِ و ادوس عليه بقدمي .
لم أشعر إلا و بدموعي تنساب على وجهي ، هو لم يرفض حبي له فقط بل نهرني عنه و كذبني ، أن ترى نفسك في عيون حبيبك ألد أعدائه و أحقرهم و أنك لا تساوي أهمية جناح بعوضة لديه لهو أمر قاسٍ و مُهين .
شهقت باكية و همست أخبره و ليقطع لي رأسي .
تانيا : شُقَ صَدري و اخلع قلبي عن أوردته ثم مزقه بيدك و انظر فيه ، سترى نفسك فيه ، أنا أحبك سواء أحببت ذلك أم كرهته ، أنا أحبك اوه سيهون ، أحبك جداً .
نظر إلى وجهي ثواني و أنا أبكي أتوسله بنظري أن يصدقني ، لم تلن ملامحه و لو قدر نُتفة ، إلتف و خرج من غرفة أخي ثم الشِقة بأكملها ، أنه يكذبني مجدداً ، إنعمت عينيّ لكثرة ما بكيت و ما ليَّن ذلك في نفسه شيء .
خرجتُ من غرفة أخي و أنا أحاول السيطرة على إنهياري لكنني لا أستطيع ، إستندتُ على الحائط فما عدتُ أستطيع أن أسند نفسي ثم وقعت أرضاً أبكي بكل ذرات الألم التي تنهش صدري .
رفعت رأسي و شهقت فزِعة عندما فُتِحَ الباب بقوة ، نظرت إليه ، لقد عاد مجدداً ، أمسكني من ذراعيّ يكاد يفصمهما و اوقفني بقوة و عنف ، صاح بي بقوة و أنا إزدادت دموعي أنسياباً و ارتفعت شهقاتي .
سيهون : أعيدي ما قلتِه مجدداً !
همست باكية .
تانيا : أنا أحبك سيهون .
ترك ذراعيّ و أمسك بوجهي و صاح غاضباً .
سيهون : أنتِ كاذبة !!
نفيت برأسي و صرختُ به كما يصرخ بي بقلب مكلوم و صدر مذبوح .
تانيا : أتوسل إليك صدقني ! أنا أحبك ، أحبك أنت ، أحبك سيهون أحبك ! أقسم لك إنني أحبك ! أقسم بحياة تشانيول الذي لأجله خنتك إنني أحبك ، أحبك حباً لم يحبه أحد من قبلي و لن يحبه أحد من بعدي !!!
وقف صريعاً أمام إعترافي و أني أقسم له إنني لا أنوي أن أخدعه مجدداً و سأعيش معه على سجيتي العاشقة له ، بقبضة من حديد أمسك بشعري يشد جذوره ثم جذبني إليه بقوة حتى أن أنفي لامس أنفه ، شهقت بألم ثم متفاجئة من فعلته .
سيهون : أأنتِ مسؤولة عمّا قلتيه ؟!
أومئت له سريعاً ، إنني سأدخل أي صِراع معه و سأكن ملاكه الحارس الخفي أنقذه من كل ورطة و أسدد خطاه ، أنا مستعدة أن يضعني بأي إمتحان لأجتازه و أكسب حبه ، أعلم أنني حمقاء لأنني أنصاع إلى مشاعري لكن حبي له أقوى مني .
كنت بترقب لأريه أنني حِمل مسؤولية ما قلته و أنني بكل حرف لفظته صادقة ، أمسك بمؤخرة عنقي و عانقت شفتيه شفتيّ بعناق غير ودي على الإطلاق ، قبلني و كأنه أول مرة يفعل و كأنه صام عني و عن جميع النساء قبلي و بعدي حتى ضمر معدته الجوع و افطر علي أنا ، أنا التي كنت وجبته الدسمة المتكاملة .
سلب مني أنفاسي حتى إحتجّت رئتيّ تطلب الإغاثة ، روحي التي وقعت له منذ أن وقعت ، قلبي الذي أرهقه النبض و حبه و يساومني على تخفيض بمعدل الخفقات لصالح صحته و قِوامه ، عقلي الذي يرفض إنصياع روحي و قلبي و كل شيء بي لهذا الحب و هذا الرجل .
تخليت عن موقف عقلي الذي لا يلين و قررت أن أتبع ما فيه راحتي و سعادتي ، بشوق شديد أحطت عنقه بذراعي و ألصقت نفسي به أطالبه بالمزيد منه ، نقطة للأسد و لبؤته و شبليهما .
قبلته بصدق و حب خالص ، هذه ثاني مرة أن أفعل ، الأولى عندما دعوته إلى لقاء على فراش الحب معي و اليوم فقط قبلته بسجيتي و حقيقتي ، هويتي مقترنة به ، أنا تانيا التي تحب سيهون فقط .
إفترقت شفاهنا بأكثر الطرق بؤساً ، حرام على شفاهنا أن تفترق ، لقد إشتقنا و متنا من البُعد و الفراق و الكفاح الضال ، أنا و هو كقطبي ماغنطيس بقضيب واحد يفرقنا معدن متعادل الشحنة إلا أنه لتوه إنكسر و تجاذبنا تجاذب لا إنفكاك بعده أو تنافر .
أسند جبهته على جبهتي و كفيه يحتضنان وجنتيّ بحنان غاب عني منذ زمن سحيق ، أنفاسه دافئة تتحرش بمسامتي و تدخل بها و أنني بصدر رحب أرجو المزيد ، حرك جبهته على جبهتي و فتحت عيني لأنظر له ، كانت ملامحه شديدة اللين و مفعمة بالحب ، كان على صدد أن يسدد قبلة ثانية لشفاهي ، و هذا ما حدث .
إذ قبل شفتي مجدداً ليس بقسوة و لا بقهر و لا بجنون و لا بشوق بل برفق ، بحب ، بوجع ، و بلين ، هذا سيهون الذي يحبني ، سيهون ما زال يحبني ، بادلته مجدداً و هبطت يداي تمسح على ظهره و ألصق نفسي به غصباً .
لم يصر أن يقطع أنفاسي و لو فعل أنا لن أرفض بالتأكيد ، إنفصل تعانقنا مجدداً و إنني من الآن أطوق للقاء ثالث ، فتحت عيناي التي ثملت و أصابها الوسن بحبه و لمسته ، ملامحه شديدة الوسامة لكنها لينة رغم حدتها ، ناعمة و طرية رغم قسوتها ، مجدداً أنه سيهون الذي يحبني ، أما أنا فلقد وقعت وقعة لا قيام بعدها لكل أشكاله و حالاته .
في شرودي بملامحه التي وقعت لها منذ أن رأيته إحتوى بصري أحد ما يقف قرب الباب ، عقدت حاجبيّ و نظرت نحو الباب لأشهق و اضع يدي على فمي ، إلتفت سيهون ينظر إلى ما انظر إليه أنا بهدوء و بطئ .
هو هادئ جداً و أنا جسدي يرتجف ، إنه كاي شهد على حبي الذي لم تتقطع أوصاله بحبيبي و شهد على خيانتي الدنيئة له و وهمه و وهمي معاً ، إلتفت سيهون ينظر إلي ، أنا ضائعة لا أعرف أي إتجاه أسلك ، طريق زوجي أمام الجميع أم زوجي الحقيقي ، أنا ساقطة بالفعل !
لمحت الخيبة و الغضب يلمع في عينيّ كاي ضدي ، أنا محقوقة أستحق أن يكرهني كره هِتلر لليهود ، له الحق أن يحرقني حية لإنعطافي في مشاعري ، أنا أحب سيهون و لا خيار لي في ذلك لكن كان لدي الخيار بألا أخونه .
ذهب من أمامي و كدت أتبعه إلا أنني فور أن تجاوزت سيهون أمسك بمعصمي لألتفت إليه ، عدل وقفته يواجهني ثم أملى علي يخيرني .
سيهون : إن أردتِ الذهاب خلفه لن أمنعكِ لكن لا عودة لكِ معي و لن أتدخل بشأنكِ الخاص سوى بابني بعد الآن .
إنه يخيرني بين خيارين عسيرين علي ، أنا لا أعلم ما الذي يجب علي فعله ، تابع يطرح خياره الآخر و ازدادت حيرتي .
سيهون : أما إن بقيتِ فأنتِ تختاريني و تمسحين علاقتك به للأبد و ستبقين معي للأبد .
أنا في موقف لا أُحسَد عليه ، واقعة بين خيارين في غاية الصعوبة ، بين رجل وعدته بسعادته سخرت عمري لأجله و رجل آخر تعلق به قلبي و طاوعت جوارحي جميعها قلبي في حبه ، نظرت نحو الباب ثم إلى سيهون ثم كانت إجابتي التي ربما تكن خيبة له .
تانيا : امهلني بعض الوقت من فضلك سيهون ، أنا أحتاج ألا أفكر بنفسي !
إمتعضت ملامحه بغضب ثم نفث أنفاسه و جذبني بخشونة من معصمي إليه ليلصقني بصدره ثم استنكر غاضباً .
سيهون : مجدداً تختارينه عني و تخدعني كلماتكِ اللعينة !
نفيت برأسي سريعاً و أجبته بأول ما دار في ذهني أبرر موقفي له ، لا أريد أن يسيء فهمي هكذا .
تانيا : ليس هكذا ، أنا لم أختاره عليك و لم أختارك عليه ، أنا أطلبك بعض الوقت فقط و لن أطيل عليك بالرد ، أرجوك تفهم موقفي ، الأمر لا يتعلق بي و بك فقط !
نظر إلي غير مقتنعاً كامل قناعته و أنا حاولت إقناعه برمق صادق ما دمنا نتحدث لغة العيون ، أومئ لي موافقاً لأبتسم بخفة سارع بدحض بهجتي عندما قبض على ذراعي يفصمه بأصابعه فامتعضت ملامحي بألم و أفرجت عن آه ألم خرجت من بين شفتيّ .
لم أعد أستعحب مزاجيته و طبعه الحاد ، هو الآن سيتلو علي تهديد بنبرة مرعبة و هذا بالضبط ما حدث إذ نظر في عينيّ و نبس يهددني .
سيهون : إن تجرأتِ أن تخدعيني مرة ثانية فتأكدي أن هذه فرصتكِ الأخيرة التي أمنحكِ أياها بتضيعها تضيعيني و بخداعي من خلالها أقتلك .
نفيت برأسي سريعاً ثم استرسلت .
تانيا : لن أخدعك أبداً ، ثِق بي هذه المرة من فضلك !
أومئ مجدداً ثم ترك ذراعي ليهمس مهدداً بطابع غيرة هو مطبوع عليه .
سيهون : إن مسكِ هذا الرجل سأحرقه و أحرقكِ .
إبتسمت بخفة ثم قلت ساخرة .
تانيا : تعلم أن تهديداتك من فحوى غيرتك لا تخيفيني ، لقد اشتقتُ لرومنسيتك العنيفة هذه !
ضحكت بخفة ثم خرجت أتركه وحده في شقتي و ألتفت إلى شأني ، كاي .
عدتُ إلى الشقة و بنفسي أضمر كل التوقعات لثورة ضدي و إتهامات تدينني ، إنني أتوقع أي شيء منه الآن و هو على حق تماماً ، دخلت إلى الشقة كانت مظلمة و لا أثر له في ظلامها الدامس .
أضأت الأنوار ثم تقدمت إلى الصالة ، كان يجلس على الكنبة التي تعترض منتصف صالة الجلوس وحده ، يرتكز بمرفقيه على ركبتيه و جذعه مائل للأمام و رأسه منكس .
قضمتُ شفاهي بتوتر فبأي عين جراءة سأواجهه و هو قد رآني بأم عينيه أخونه مع رجل آخر ، تقدمتُ إليه بقدمين ترتجف و فور أن وقفت قربه رفع رأسه دون أن ينظر إلي ثم همس غاضباً و ساخراً .
كاي : لماذا عدتِ ؟! هل عرّاكِ على سريره ثم طردكِ و أتيتِ تكملي لعبة المرأة المظلومة معي ؟!
كلامه جارح و أنا ما عدتُ أحتمل جراحي ، وقف هو ثم قابلني لينظر إلي .
كاي : أم أن رجل واحد لا يلبي رغباتك المريضة ؟! إنه والد طفلكِ على حد علمي ، ألم يرضيكِ كفاية لتعودي هنا ؟!
تجمعت الدموع بعينيّ و نبست بقهر أدحض عني إتهاماته القذرة .
تانيا : أنا لستُ عاهرة !
صرخ في وجهي زامنه صفعة منه نالت وجهي و اسقطتني على الكنبة بصوت ألم مكتوم و لكن نُتَف الكرامة لدي قد إندثرت بالفعل .
كاي : بلى ، من تفعل أفعالكِ القذرة فهي عاهرة بأمتياز !
أمسكني من عضدي و جعلني استقيم واقفة أمامه .
كاي : لماذا تزوجتِ مني ؟! لتخدعيني و تذليني لأنني أحببتكِ ؟! ما الذي عاد عليكِ بالفائدة عندما خنتِني ؟! و مع من ؟! مع أخي !
مع أخيه ؟! سيهون أخ كاي ؟! هل بالفعل ما سمعته حقيقي ؟! نظرت إليه مصدومة و ما لي لا أنصدم و لا أنفجع إذ أنا لم أقع بين ناري أي رجلين بل أخوين .
تانيا : كيف أخوك ؟! أنت وحيد والديك ؟!
تشردق بضحكة ساخرة ثم حدثني يستشهد على خيانتي له بما جذب إنتباهي من حديثه .
كاي : ما همكِ شيء سوى أنه أخي و هذا ليس أكثر مما توقعته .
لم يكن مقصدي هذا و لكن أي من كان سمعه كان ليتعجب مثلي أنهم إخوة .
ما عدتُ أريد أن أبرر موقفي له و هو متزمت على رأيه أنني بائعة هوى ، أبيع الهوى بالمتعة ، كل هذا لن يأتي بفائدة لكنني سأذكره فقط بأنني إمرأة ذات قلب يعشق رجل غيره و عقل يمجد علاقتي معه .
تانيا : أردتُ الزواج منك رغم معرفتي بأن الرجل الذي أعشقه حي يرزق ، أردتُ أن أقضي معك ما بقي لي من عمر لأسعدك و لكن إعترض هذا الرجل طريقي مجدداً و اليوم قلبي تمرد علي ، لكنني ما خنتك بالفراش مع رجل آخر ، خانك قلبي .
فلتُّ منه عَضَدي برفق و إلتفتُ عنه بنيتي أن أغادر إلا أن صوته من خلفي أوقفني .
كاي : إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة ؟!
لم ألتفت إليه لأنني ما عدتُ أتحمل النظرة التي يرمقني بها ، يرمقني بقرف و إشمئزاز .
تانيا : لا أظن أنك تريد إمرأة مثلي بعد اليوم .
كاي : ذاهبةٌ إليه ؟
أوقفني سؤاله مجدداً عن التقدم و ثم قال .
كاي : لا رحيل لكِ من منزلي .
إلتفت إليه إذ أنه لا يريدني و بنفس الوقت يريد أن أبقى لديه .
تانيا : ماذا تريد مني ؟!
أمسك بي من عضدي ثم جرّني خلفه إلى داخل غرفتنا و رمى بي بخشونة على السرير و بلحظة كان فوقي يعتليني ، أرجو أنه لا يريد ما أظنه الآن .
كاي: أنتِ زوجتي !
نظرت إليه لا أصدق ما يفعله الآن .
تانيا : ماذا تريد أن تفعل الآن بي ؟!
إبتسم بشفتيه نصف إبتسامة لأول مرة آراها على وجهه ، إبتسامة ما إعتدتُ عليها منه ، بشفتيه كل الشر .
كاي : ألستِ زوجتي ؟! أريد حقي منكِ .
تانيا : لكن هذا ما كان إتفاقنا !
لقد قال لي أنه لن يلمسني طوال فترة حملي ، ما رآه اليوم جعله يفقد بصيرته ، طفلي لا يمكن أن تدخل في جيناته دماء رجلين ، يستحيل لن أقبل .
كاي : أنا من وضع الإتفاق و أنا من يلغيه .
كاي يريد الآن أن يثبت حقه بي و هيمنته علي و هو محق بكل الحق ، لكن ما لا يدركه كاي أو ما لا يعلمه أنني لن أسمح لهذا أن يتم أبداً ، إن كنتُ لا أستطيع الإنتصار على سيهون لأنه من دربني على القتال ، أستطيع نصرة نفسي على كاي .
إقترب بوجهه مني يريد أن يطبع عنقي بقبلاته و أنا لن أسمح بذلك ، دفعته من أكتافه بكل ما إستطعت دفعه عني فابتعد ينظر إلي بغضب لأنبس .
تانيا : هذا غير ممكن يا كاي !
نظر إلي بغضب ثم همس .
كاي : لماذا ممكن مع سيهون و أنا لا ؟ العاهرة تكون عادة للجميع .
أدمعت عينيّ بقهر ، يكفي ذل و إهانة ، رفسته عني ليقع بجانبي يتألم و يلعنني و أنا وجدت وقتي لأنهض و ألوذ بالفرار ، لا يمكن أن أعود إليه .
صعدتُ سيارتي و انطلقت بها إلى شقتي ، إن كان سيهون هناك فسيفهم عودتي بهذه السرعة عودة إليه و أنا ما زلت أخاف سيهون ، أخاف أن يرد لي الخديعة ، أن يطولني منه إنتقام جديد .
إنني غارقة في دماسة الظلام و الشوارع فارغة ، أظن الوقت الآن بعد منتصف الليل ، لستُ خائفة من شيء فلقد واجهت ما هو أصعب و أشد تمكيناً .
إعترضت طريقي سيارة إصطفت على حين فجأة أمام سيارتي ، إنها سوداء ذات طِراز حديث ، ليس لدي وقت لألاعيب الأطفال ، أخذت مسدسي من جيب السيارة و ثبته على خصري ثم هبطت منها أتقدم لهم على قدميّ .
تانيا : أبتعد بسيارتك عن طريقي !
لم أسمع إستجابة منهم لذا أخرجت سلاحي و واريته بيدي ، قد يكون فخ ما يُحاك ضدي .
رفعت سلاحي نحو الزجاج لينزل الشباك و أرى من خلفه السائق ، قبضتُ حاجباي و أنزلتُ السلاح ، إنه تاو !
تنهدتُ ثم تقدمتُ إليه أحدثه .
تانيا : تاو ! ماذا تفعل هنا ؟!
كان ينظر خلفي ينما يحدثني .
تاو : أتينا لإنتشالكِ من إنغماسكِ هذا .
عقدتُ حاجبيّ أستفهم .
تانيا : أتيتم ؟!
كدت أن ألتفت خلفي حيث ينظر تاو لكني ما استطعت إذ تمسك بي رجل من دبر و خنق فمي عن الحديث ، همس تاو بينما أتخبط بين يدي ذاك الرجل .
تاو : أنا آسف ، لكن هذا لمصلحتكِ .
الغريب في الأمر أن رائحة هذا الرجل مألوفة جداً و أميزها جداً ، وضع شيء ذا رائحة كالمحاليل الطبية على انفي فعلمتُ أنهم يريدون تخديري ، حُكِمَ على حياتي أن تبقى هكذا ، دوماً ما أدور في ذات البكوة ، بكوة الخِداع .
..................................................
حل صباح يوم جديد و انصرفت ليلة كانت حافلة بما لا يُفهم ، كل ما يحدث بالنسبة للجميع حلم .
حلم بالنسبة لسيهون أن المرأة التي يحبها إستسلمت له و استسلم لها إستسلامه هذا ، كان عجيب عليه أن الإمرأة التي عاد ليقتلها أوقعته لها مجدداً و وقعت فيه .
حلم بالنسبة لكاي أن رأى المرأة التي يحبها و تزوجها و قد بنى معها أحلام شبابية كثيرة أبصر في عينيه خيانتها له و رأى كل أحلامه المتعلقة بها تنهدم أمام عينيه و ليس بيده حيلة لأن يرد الرد المناسب .
حلم بالنسبة لتانيا أن يخضع سيهون لصدق شعورها و حبها له ، أمر مهما ألحت على تصديقه مسبقاً كانت تكذبه بنفسها عند أول عارض .
كان بالنسبة لها حلم أن كاي شهد وقوعها في مَغزِل الحب مع رجل غيره و حلم بالنسبة لها ثورته عليها و كلامه السام ضدها ، كل هذا بدى كالحلم بالنسبة لها .
أما الآن فهي لا تدرك حقيقة أم حلم ما اقترفه تاو بحقها ، هو انقلب عليها قلبة عدو متستر بزي الحُسن و زيفه ، شيء لم تتوقعه من تاو أبداً ، قال أنهم أتوا لينشلوها من مستنقعها فيه ، من كان حليفه بخيانتها ؟!
فتحت عينيها على ضوء شمس الظهيرة التي تتسرب من لفحات الهواء لستائر النافذة الكبيرة ، كان النسيم يداعب شعرها برفق و أشعة الشمس كلمسات ملاك صغير تدب على وجهها و تداعب بشرتها .
أبصرت ما حولها ، إنها بغرفة جميلة نسبياً لا تشبه غرف المخطوفين و المعزولين عن العالم بحكم القوة و الغصب ، تحركت من معقلها و توقعت أن تكن مقيدة كما يحدث عادة للحالات التي يتم إختطافها لكنها ليست كذلك .
توجهت نحو باب الغرفة لتفتحه بحرص و كان أيضاً مفتوحاً ، هي خُطِفَت بالفعل لكن يبدو أنها ليست مأسورة هنا ، أطلت برأسها من الباب بحرص تنظر إلى الخارج ، البيت يبدو طبيعي جداً حتى أن رائحة الطعام تفوح فيه ، لا يبدو أن معتقل لأسر مخطوفين .
خرجت من الغرفة تتلفت حولها بحرص و أظافرها مغروسة بلحم كفها ، جاهدت لأن لا تشعر أحد بحركتها و هي متدربة على الإفلات بنفسها بالمآزق ، لكن ما لا تعلمه أن محقق فذّ سابق هو من تسير بمنزله هكذا .
كان يراها من بعيد بينما يتكئ على إطار باب ما خلفها و يتابع حركتها بإبتسامة ودودة على شفتيه ، أساليبها بالكر و الفر تبدلت ، تبدو عليها المهارة و أنها لم تصبح ذات شأن بقصر العدل من فراغ .
أخذت من على منضدة مركونة بزاوية ما مزهرية صغيرة تحيى بها زهرة وحيدة أعدمتها عندما أخرجها من مياهه و ألقتها بعيداً ، تقدمت تسخدم هذه المزهرية الصغيرة سلاح و دخلت إلى المطبخ من حيث الرائحة تنبعث و حركة بسيطة هناك تحدث .
هو تبع أثرها يراقب ما ترمي إليه و هي تقدمت بخفة طائر حريص أو لبؤة تود إفتراس غزالة و سنحت لها الفرصة عندما رأت إمرأة بالداخل تقطع الخضار إلى بار المطبخ و ظهرها له .
تقدمت تانيا سريعاً و دون أن تشعر المرأة و وضعت سكين إنتشلتها سراً من بار المطبخ و وضعته على عنقها ، أوقعت السيدة ما بيدها خوفاً و خصوصاً عندما سمعت تهديد تانيا يطول أذنيها .
تانيا : إن تحركتِ إنشاً واحد سأقطع لكِ عنقكِ !
تنفست الفتاة بذعر و أغمضت عيناها بقوة لتهمس .
آيرين : تانيا هذه أنا آيرين !
أدارت تانيا وجه الفتاة لها و كانت بالفعل آيرين لتحررها و الفتاة وضعت يدها المرتجفة على عنقها خوفاً .
عقدت تانيا حاجبيها بغضب و راحت تحدث آيرين بنبرة قوية .
تانيا : آيرين ؟! ما الذي تفعلينه هنا و مع من أنتِ ؟! بسببك لا أنفك أتورط بغضب سيهون ، يظن أن بيننا إتفاق ، مع من أنتِ و لماذا تاو خطفني و أين أنا ؟!
صمتت آيرين عن الرد و أشاحت ببصرها عنها لا تعلم إن كانت تستطيع قول شيء أم لا ، لكن صوت غليظ آتى من ظهر تانيا جعل منابت الشعر في رأسها تقف و عيناها إتسعت ، نوبة قلبية قد تصيبها الآن .
" هي معي أنا و أنا من اختطفتكِ . "
..................................................
سلااااااااااااام يا مخلصاتي
جزئية سيهون و تانيا المفضلة عندي ..... أخيراً اجتمعوا و احممم 😈
كيفكم ؟! اتمنى انكم بخير ، اشتقتلكم 😭..
بالمناسبة أكبر سِر بالرواية رح ينكشف بالبارت القادم ..
البارت القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت .
١. رأيكم بسيهون ؟! رفضه لحب تاتيا بالبداية ثم استسلامه لها ؟!
٢. رأيكم بكاي ؟! كلامه السام ضد تانيا و حالته ؟!
٣ . رأيكم بتانيا ؟! خضوعها لحب سيهون و اعترافها المفحم له ؟!
٤. رأيكم بتاو ؟! لماذا خطفها ؟! و من معه ؟! و لماذا آيرين هناك ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أنا و أنت معاً إلتحمنا بعدما شتتنا قلوبنا بيني و بينك
لكن العالم بأسره ضدنا
Tania's point of view
إرتعش السلاح بيدي ، ليس مجدداً ، أنا لا أستطيع قتل الرجل الوحيد الذي أحببته بحق مرة أخرى ، ليست أول مرة أقتل فيها لكني الآن عاجزة تماماً عن الضغط على الزِناد ، ليس خوفاً من سيهون بل عليه .
أنا رغم كل شيء ، ما زلت أحبه، هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها ، أنا أحب سيهون بكل فؤادي و جوارحي ، لقد أوهمت نفسي بأني أحب كاي لكن هذه ليست الحقيقة ، هذا كان وهم ، أنا غارقة في حب سيهون .
سيهون : ألا تستطيعين قتلي ؟! هيا لقد فعلتِها من قبل بالفعل .
أنا لا أستطيع قتل الرجل الوحيد الذي أحبه ، يستحيل ، أخفضت السلاح عنه بيدي المرتعشة و أن دموعي تصب في مقلتيّ و وجهي يرتجف .
تانيا: أنا لا أستطيع قتلك مجدداً .
تبسم هو ساخراً مني و متأكدة أنه يكذبني ثم أخذ السلاح من يدي و شهره علي ، توقعت ذلك ، أنا أقبل أن يقتلني و يكف عني لكنني لا أستطيع قتله .
سيهون : إذاً أنا من سيقتلك .
أخفضت رأسي و أغمضتُ عينيّ بقوة لأهمس .
تانيا : أرجوك افعل و اقتلني ، لا أستطيع البقاء هكذا .
إقترب مني حتى إنني شعرت بأنفاسه على وجهي و بين خصلي المنسابة حول جنبات وجهي ثم همس و رغم أنني أغمض عينيّ ، أشعر أنه يحرق وجهي بنظراته القاسية .
سيهون : لماذا لا تريدين قتلي ؟! لماذا تراجعتِ عن قتلي ؟!
فتحتُ عيني لأنظر له كان يعقد حاجبيه و بعينيه تلك النظرة القاسية التي تكوي صدري بنار حقده .
تانيا : لأنني لا أستطيع أن أفرط بك مجدداً .
رفع حاجباً دون الآخر يطالب تفسير أعمق فأجبته صراحة .
تانيا : أنا أحبك حبي الأول و أضعافه .
إبتعد عني يحط يديه على خصره و يتلفت حولي يحرق الأرض غضباً ثم عاد إلي متجهماً و دفعني نحو الحائط بعنف جعلني أشهق بألم شديد ثم حاصرني بذراعيه و جسده .
سيهون : إن تفوهتِ بالمزيد من الأكاذيب ، رأسكِ سأقطعه لكِ و ادوس عليه بقدمي .
لم أشعر إلا و بدموعي تنساب على وجهي ، هو لم يرفض حبي له فقط بل نهرني عنه و كذبني ، أن ترى نفسك في عيون حبيبك ألد أعدائه و أحقرهم و أنك لا تساوي أهمية جناح بعوضة لديه لهو أمر قاسٍ و مُهين .
شهقت باكية و همست أخبره و ليقطع لي رأسي .
تانيا : شُقَ صَدري و اخلع قلبي عن أوردته ثم مزقه بيدك و انظر فيه ، سترى نفسك فيه ، أنا أحبك سواء أحببت ذلك أم كرهته ، أنا أحبك اوه سيهون ، أحبك جداً .
نظر إلى وجهي ثواني و أنا أبكي أتوسله بنظري أن يصدقني ، لم تلن ملامحه و لو قدر نُتفة ، إلتف و خرج من غرفة أخي ثم الشِقة بأكملها ، أنه يكذبني مجدداً ، إنعمت عينيّ لكثرة ما بكيت و ما ليَّن ذلك في نفسه شيء .
خرجتُ من غرفة أخي و أنا أحاول السيطرة على إنهياري لكنني لا أستطيع ، إستندتُ على الحائط فما عدتُ أستطيع أن أسند نفسي ثم وقعت أرضاً أبكي بكل ذرات الألم التي تنهش صدري .
رفعت رأسي و شهقت فزِعة عندما فُتِحَ الباب بقوة ، نظرت إليه ، لقد عاد مجدداً ، أمسكني من ذراعيّ يكاد يفصمهما و اوقفني بقوة و عنف ، صاح بي بقوة و أنا إزدادت دموعي أنسياباً و ارتفعت شهقاتي .
سيهون : أعيدي ما قلتِه مجدداً !
همست باكية .
تانيا : أنا أحبك سيهون .
ترك ذراعيّ و أمسك بوجهي و صاح غاضباً .
سيهون : أنتِ كاذبة !!
نفيت برأسي و صرختُ به كما يصرخ بي بقلب مكلوم و صدر مذبوح .
تانيا : أتوسل إليك صدقني ! أنا أحبك ، أحبك أنت ، أحبك سيهون أحبك ! أقسم لك إنني أحبك ! أقسم بحياة تشانيول الذي لأجله خنتك إنني أحبك ، أحبك حباً لم يحبه أحد من قبلي و لن يحبه أحد من بعدي !!!
وقف صريعاً أمام إعترافي و أني أقسم له إنني لا أنوي أن أخدعه مجدداً و سأعيش معه على سجيتي العاشقة له ، بقبضة من حديد أمسك بشعري يشد جذوره ثم جذبني إليه بقوة حتى أن أنفي لامس أنفه ، شهقت بألم ثم متفاجئة من فعلته .
سيهون : أأنتِ مسؤولة عمّا قلتيه ؟!
أومئت له سريعاً ، إنني سأدخل أي صِراع معه و سأكن ملاكه الحارس الخفي أنقذه من كل ورطة و أسدد خطاه ، أنا مستعدة أن يضعني بأي إمتحان لأجتازه و أكسب حبه ، أعلم أنني حمقاء لأنني أنصاع إلى مشاعري لكن حبي له أقوى مني .
كنت بترقب لأريه أنني حِمل مسؤولية ما قلته و أنني بكل حرف لفظته صادقة ، أمسك بمؤخرة عنقي و عانقت شفتيه شفتيّ بعناق غير ودي على الإطلاق ، قبلني و كأنه أول مرة يفعل و كأنه صام عني و عن جميع النساء قبلي و بعدي حتى ضمر معدته الجوع و افطر علي أنا ، أنا التي كنت وجبته الدسمة المتكاملة .
سلب مني أنفاسي حتى إحتجّت رئتيّ تطلب الإغاثة ، روحي التي وقعت له منذ أن وقعت ، قلبي الذي أرهقه النبض و حبه و يساومني على تخفيض بمعدل الخفقات لصالح صحته و قِوامه ، عقلي الذي يرفض إنصياع روحي و قلبي و كل شيء بي لهذا الحب و هذا الرجل .
تخليت عن موقف عقلي الذي لا يلين و قررت أن أتبع ما فيه راحتي و سعادتي ، بشوق شديد أحطت عنقه بذراعي و ألصقت نفسي به أطالبه بالمزيد منه ، نقطة للأسد و لبؤته و شبليهما .
قبلته بصدق و حب خالص ، هذه ثاني مرة أن أفعل ، الأولى عندما دعوته إلى لقاء على فراش الحب معي و اليوم فقط قبلته بسجيتي و حقيقتي ، هويتي مقترنة به ، أنا تانيا التي تحب سيهون فقط .
إفترقت شفاهنا بأكثر الطرق بؤساً ، حرام على شفاهنا أن تفترق ، لقد إشتقنا و متنا من البُعد و الفراق و الكفاح الضال ، أنا و هو كقطبي ماغنطيس بقضيب واحد يفرقنا معدن متعادل الشحنة إلا أنه لتوه إنكسر و تجاذبنا تجاذب لا إنفكاك بعده أو تنافر .
أسند جبهته على جبهتي و كفيه يحتضنان وجنتيّ بحنان غاب عني منذ زمن سحيق ، أنفاسه دافئة تتحرش بمسامتي و تدخل بها و أنني بصدر رحب أرجو المزيد ، حرك جبهته على جبهتي و فتحت عيني لأنظر له ، كانت ملامحه شديدة اللين و مفعمة بالحب ، كان على صدد أن يسدد قبلة ثانية لشفاهي ، و هذا ما حدث .
إذ قبل شفتي مجدداً ليس بقسوة و لا بقهر و لا بجنون و لا بشوق بل برفق ، بحب ، بوجع ، و بلين ، هذا سيهون الذي يحبني ، سيهون ما زال يحبني ، بادلته مجدداً و هبطت يداي تمسح على ظهره و ألصق نفسي به غصباً .
لم يصر أن يقطع أنفاسي و لو فعل أنا لن أرفض بالتأكيد ، إنفصل تعانقنا مجدداً و إنني من الآن أطوق للقاء ثالث ، فتحت عيناي التي ثملت و أصابها الوسن بحبه و لمسته ، ملامحه شديدة الوسامة لكنها لينة رغم حدتها ، ناعمة و طرية رغم قسوتها ، مجدداً أنه سيهون الذي يحبني ، أما أنا فلقد وقعت وقعة لا قيام بعدها لكل أشكاله و حالاته .
في شرودي بملامحه التي وقعت لها منذ أن رأيته إحتوى بصري أحد ما يقف قرب الباب ، عقدت حاجبيّ و نظرت نحو الباب لأشهق و اضع يدي على فمي ، إلتفت سيهون ينظر إلى ما انظر إليه أنا بهدوء و بطئ .
هو هادئ جداً و أنا جسدي يرتجف ، إنه كاي شهد على حبي الذي لم تتقطع أوصاله بحبيبي و شهد على خيانتي الدنيئة له و وهمه و وهمي معاً ، إلتفت سيهون ينظر إلي ، أنا ضائعة لا أعرف أي إتجاه أسلك ، طريق زوجي أمام الجميع أم زوجي الحقيقي ، أنا ساقطة بالفعل !
لمحت الخيبة و الغضب يلمع في عينيّ كاي ضدي ، أنا محقوقة أستحق أن يكرهني كره هِتلر لليهود ، له الحق أن يحرقني حية لإنعطافي في مشاعري ، أنا أحب سيهون و لا خيار لي في ذلك لكن كان لدي الخيار بألا أخونه .
ذهب من أمامي و كدت أتبعه إلا أنني فور أن تجاوزت سيهون أمسك بمعصمي لألتفت إليه ، عدل وقفته يواجهني ثم أملى علي يخيرني .
سيهون : إن أردتِ الذهاب خلفه لن أمنعكِ لكن لا عودة لكِ معي و لن أتدخل بشأنكِ الخاص سوى بابني بعد الآن .
إنه يخيرني بين خيارين عسيرين علي ، أنا لا أعلم ما الذي يجب علي فعله ، تابع يطرح خياره الآخر و ازدادت حيرتي .
سيهون : أما إن بقيتِ فأنتِ تختاريني و تمسحين علاقتك به للأبد و ستبقين معي للأبد .
أنا في موقف لا أُحسَد عليه ، واقعة بين خيارين في غاية الصعوبة ، بين رجل وعدته بسعادته سخرت عمري لأجله و رجل آخر تعلق به قلبي و طاوعت جوارحي جميعها قلبي في حبه ، نظرت نحو الباب ثم إلى سيهون ثم كانت إجابتي التي ربما تكن خيبة له .
تانيا : امهلني بعض الوقت من فضلك سيهون ، أنا أحتاج ألا أفكر بنفسي !
إمتعضت ملامحه بغضب ثم نفث أنفاسه و جذبني بخشونة من معصمي إليه ليلصقني بصدره ثم استنكر غاضباً .
سيهون : مجدداً تختارينه عني و تخدعني كلماتكِ اللعينة !
نفيت برأسي سريعاً و أجبته بأول ما دار في ذهني أبرر موقفي له ، لا أريد أن يسيء فهمي هكذا .
تانيا : ليس هكذا ، أنا لم أختاره عليك و لم أختارك عليه ، أنا أطلبك بعض الوقت فقط و لن أطيل عليك بالرد ، أرجوك تفهم موقفي ، الأمر لا يتعلق بي و بك فقط !
نظر إلي غير مقتنعاً كامل قناعته و أنا حاولت إقناعه برمق صادق ما دمنا نتحدث لغة العيون ، أومئ لي موافقاً لأبتسم بخفة سارع بدحض بهجتي عندما قبض على ذراعي يفصمه بأصابعه فامتعضت ملامحي بألم و أفرجت عن آه ألم خرجت من بين شفتيّ .
لم أعد أستعحب مزاجيته و طبعه الحاد ، هو الآن سيتلو علي تهديد بنبرة مرعبة و هذا بالضبط ما حدث إذ نظر في عينيّ و نبس يهددني .
سيهون : إن تجرأتِ أن تخدعيني مرة ثانية فتأكدي أن هذه فرصتكِ الأخيرة التي أمنحكِ أياها بتضيعها تضيعيني و بخداعي من خلالها أقتلك .
نفيت برأسي سريعاً ثم استرسلت .
تانيا : لن أخدعك أبداً ، ثِق بي هذه المرة من فضلك !
أومئ مجدداً ثم ترك ذراعي ليهمس مهدداً بطابع غيرة هو مطبوع عليه .
سيهون : إن مسكِ هذا الرجل سأحرقه و أحرقكِ .
إبتسمت بخفة ثم قلت ساخرة .
تانيا : تعلم أن تهديداتك من فحوى غيرتك لا تخيفيني ، لقد اشتقتُ لرومنسيتك العنيفة هذه !
ضحكت بخفة ثم خرجت أتركه وحده في شقتي و ألتفت إلى شأني ، كاي .
عدتُ إلى الشقة و بنفسي أضمر كل التوقعات لثورة ضدي و إتهامات تدينني ، إنني أتوقع أي شيء منه الآن و هو على حق تماماً ، دخلت إلى الشقة كانت مظلمة و لا أثر له في ظلامها الدامس .
أضأت الأنوار ثم تقدمت إلى الصالة ، كان يجلس على الكنبة التي تعترض منتصف صالة الجلوس وحده ، يرتكز بمرفقيه على ركبتيه و جذعه مائل للأمام و رأسه منكس .
قضمتُ شفاهي بتوتر فبأي عين جراءة سأواجهه و هو قد رآني بأم عينيه أخونه مع رجل آخر ، تقدمتُ إليه بقدمين ترتجف و فور أن وقفت قربه رفع رأسه دون أن ينظر إلي ثم همس غاضباً و ساخراً .
كاي : لماذا عدتِ ؟! هل عرّاكِ على سريره ثم طردكِ و أتيتِ تكملي لعبة المرأة المظلومة معي ؟!
كلامه جارح و أنا ما عدتُ أحتمل جراحي ، وقف هو ثم قابلني لينظر إلي .
كاي : أم أن رجل واحد لا يلبي رغباتك المريضة ؟! إنه والد طفلكِ على حد علمي ، ألم يرضيكِ كفاية لتعودي هنا ؟!
تجمعت الدموع بعينيّ و نبست بقهر أدحض عني إتهاماته القذرة .
تانيا : أنا لستُ عاهرة !
صرخ في وجهي زامنه صفعة منه نالت وجهي و اسقطتني على الكنبة بصوت ألم مكتوم و لكن نُتَف الكرامة لدي قد إندثرت بالفعل .
كاي : بلى ، من تفعل أفعالكِ القذرة فهي عاهرة بأمتياز !
أمسكني من عضدي و جعلني استقيم واقفة أمامه .
كاي : لماذا تزوجتِ مني ؟! لتخدعيني و تذليني لأنني أحببتكِ ؟! ما الذي عاد عليكِ بالفائدة عندما خنتِني ؟! و مع من ؟! مع أخي !
مع أخيه ؟! سيهون أخ كاي ؟! هل بالفعل ما سمعته حقيقي ؟! نظرت إليه مصدومة و ما لي لا أنصدم و لا أنفجع إذ أنا لم أقع بين ناري أي رجلين بل أخوين .
تانيا : كيف أخوك ؟! أنت وحيد والديك ؟!
تشردق بضحكة ساخرة ثم حدثني يستشهد على خيانتي له بما جذب إنتباهي من حديثه .
كاي : ما همكِ شيء سوى أنه أخي و هذا ليس أكثر مما توقعته .
لم يكن مقصدي هذا و لكن أي من كان سمعه كان ليتعجب مثلي أنهم إخوة .
ما عدتُ أريد أن أبرر موقفي له و هو متزمت على رأيه أنني بائعة هوى ، أبيع الهوى بالمتعة ، كل هذا لن يأتي بفائدة لكنني سأذكره فقط بأنني إمرأة ذات قلب يعشق رجل غيره و عقل يمجد علاقتي معه .
تانيا : أردتُ الزواج منك رغم معرفتي بأن الرجل الذي أعشقه حي يرزق ، أردتُ أن أقضي معك ما بقي لي من عمر لأسعدك و لكن إعترض هذا الرجل طريقي مجدداً و اليوم قلبي تمرد علي ، لكنني ما خنتك بالفراش مع رجل آخر ، خانك قلبي .
فلتُّ منه عَضَدي برفق و إلتفتُ عنه بنيتي أن أغادر إلا أن صوته من خلفي أوقفني .
كاي : إلى أين تظنين نفسكِ ذاهبة ؟!
لم ألتفت إليه لأنني ما عدتُ أتحمل النظرة التي يرمقني بها ، يرمقني بقرف و إشمئزاز .
تانيا : لا أظن أنك تريد إمرأة مثلي بعد اليوم .
كاي : ذاهبةٌ إليه ؟
أوقفني سؤاله مجدداً عن التقدم و ثم قال .
كاي : لا رحيل لكِ من منزلي .
إلتفت إليه إذ أنه لا يريدني و بنفس الوقت يريد أن أبقى لديه .
تانيا : ماذا تريد مني ؟!
أمسك بي من عضدي ثم جرّني خلفه إلى داخل غرفتنا و رمى بي بخشونة على السرير و بلحظة كان فوقي يعتليني ، أرجو أنه لا يريد ما أظنه الآن .
كاي: أنتِ زوجتي !
نظرت إليه لا أصدق ما يفعله الآن .
تانيا : ماذا تريد أن تفعل الآن بي ؟!
إبتسم بشفتيه نصف إبتسامة لأول مرة آراها على وجهه ، إبتسامة ما إعتدتُ عليها منه ، بشفتيه كل الشر .
كاي : ألستِ زوجتي ؟! أريد حقي منكِ .
تانيا : لكن هذا ما كان إتفاقنا !
لقد قال لي أنه لن يلمسني طوال فترة حملي ، ما رآه اليوم جعله يفقد بصيرته ، طفلي لا يمكن أن تدخل في جيناته دماء رجلين ، يستحيل لن أقبل .
كاي : أنا من وضع الإتفاق و أنا من يلغيه .
كاي يريد الآن أن يثبت حقه بي و هيمنته علي و هو محق بكل الحق ، لكن ما لا يدركه كاي أو ما لا يعلمه أنني لن أسمح لهذا أن يتم أبداً ، إن كنتُ لا أستطيع الإنتصار على سيهون لأنه من دربني على القتال ، أستطيع نصرة نفسي على كاي .
إقترب بوجهه مني يريد أن يطبع عنقي بقبلاته و أنا لن أسمح بذلك ، دفعته من أكتافه بكل ما إستطعت دفعه عني فابتعد ينظر إلي بغضب لأنبس .
تانيا : هذا غير ممكن يا كاي !
نظر إلي بغضب ثم همس .
كاي : لماذا ممكن مع سيهون و أنا لا ؟ العاهرة تكون عادة للجميع .
أدمعت عينيّ بقهر ، يكفي ذل و إهانة ، رفسته عني ليقع بجانبي يتألم و يلعنني و أنا وجدت وقتي لأنهض و ألوذ بالفرار ، لا يمكن أن أعود إليه .
صعدتُ سيارتي و انطلقت بها إلى شقتي ، إن كان سيهون هناك فسيفهم عودتي بهذه السرعة عودة إليه و أنا ما زلت أخاف سيهون ، أخاف أن يرد لي الخديعة ، أن يطولني منه إنتقام جديد .
إنني غارقة في دماسة الظلام و الشوارع فارغة ، أظن الوقت الآن بعد منتصف الليل ، لستُ خائفة من شيء فلقد واجهت ما هو أصعب و أشد تمكيناً .
إعترضت طريقي سيارة إصطفت على حين فجأة أمام سيارتي ، إنها سوداء ذات طِراز حديث ، ليس لدي وقت لألاعيب الأطفال ، أخذت مسدسي من جيب السيارة و ثبته على خصري ثم هبطت منها أتقدم لهم على قدميّ .
تانيا : أبتعد بسيارتك عن طريقي !
لم أسمع إستجابة منهم لذا أخرجت سلاحي و واريته بيدي ، قد يكون فخ ما يُحاك ضدي .
رفعت سلاحي نحو الزجاج لينزل الشباك و أرى من خلفه السائق ، قبضتُ حاجباي و أنزلتُ السلاح ، إنه تاو !
تنهدتُ ثم تقدمتُ إليه أحدثه .
تانيا : تاو ! ماذا تفعل هنا ؟!
كان ينظر خلفي ينما يحدثني .
تاو : أتينا لإنتشالكِ من إنغماسكِ هذا .
عقدتُ حاجبيّ أستفهم .
تانيا : أتيتم ؟!
كدت أن ألتفت خلفي حيث ينظر تاو لكني ما استطعت إذ تمسك بي رجل من دبر و خنق فمي عن الحديث ، همس تاو بينما أتخبط بين يدي ذاك الرجل .
تاو : أنا آسف ، لكن هذا لمصلحتكِ .
الغريب في الأمر أن رائحة هذا الرجل مألوفة جداً و أميزها جداً ، وضع شيء ذا رائحة كالمحاليل الطبية على انفي فعلمتُ أنهم يريدون تخديري ، حُكِمَ على حياتي أن تبقى هكذا ، دوماً ما أدور في ذات البكوة ، بكوة الخِداع .
..................................................
حل صباح يوم جديد و انصرفت ليلة كانت حافلة بما لا يُفهم ، كل ما يحدث بالنسبة للجميع حلم .
حلم بالنسبة لسيهون أن المرأة التي يحبها إستسلمت له و استسلم لها إستسلامه هذا ، كان عجيب عليه أن الإمرأة التي عاد ليقتلها أوقعته لها مجدداً و وقعت فيه .
حلم بالنسبة لكاي أن رأى المرأة التي يحبها و تزوجها و قد بنى معها أحلام شبابية كثيرة أبصر في عينيه خيانتها له و رأى كل أحلامه المتعلقة بها تنهدم أمام عينيه و ليس بيده حيلة لأن يرد الرد المناسب .
حلم بالنسبة لتانيا أن يخضع سيهون لصدق شعورها و حبها له ، أمر مهما ألحت على تصديقه مسبقاً كانت تكذبه بنفسها عند أول عارض .
كان بالنسبة لها حلم أن كاي شهد وقوعها في مَغزِل الحب مع رجل غيره و حلم بالنسبة لها ثورته عليها و كلامه السام ضدها ، كل هذا بدى كالحلم بالنسبة لها .
أما الآن فهي لا تدرك حقيقة أم حلم ما اقترفه تاو بحقها ، هو انقلب عليها قلبة عدو متستر بزي الحُسن و زيفه ، شيء لم تتوقعه من تاو أبداً ، قال أنهم أتوا لينشلوها من مستنقعها فيه ، من كان حليفه بخيانتها ؟!
فتحت عينيها على ضوء شمس الظهيرة التي تتسرب من لفحات الهواء لستائر النافذة الكبيرة ، كان النسيم يداعب شعرها برفق و أشعة الشمس كلمسات ملاك صغير تدب على وجهها و تداعب بشرتها .
أبصرت ما حولها ، إنها بغرفة جميلة نسبياً لا تشبه غرف المخطوفين و المعزولين عن العالم بحكم القوة و الغصب ، تحركت من معقلها و توقعت أن تكن مقيدة كما يحدث عادة للحالات التي يتم إختطافها لكنها ليست كذلك .
توجهت نحو باب الغرفة لتفتحه بحرص و كان أيضاً مفتوحاً ، هي خُطِفَت بالفعل لكن يبدو أنها ليست مأسورة هنا ، أطلت برأسها من الباب بحرص تنظر إلى الخارج ، البيت يبدو طبيعي جداً حتى أن رائحة الطعام تفوح فيه ، لا يبدو أن معتقل لأسر مخطوفين .
خرجت من الغرفة تتلفت حولها بحرص و أظافرها مغروسة بلحم كفها ، جاهدت لأن لا تشعر أحد بحركتها و هي متدربة على الإفلات بنفسها بالمآزق ، لكن ما لا تعلمه أن محقق فذّ سابق هو من تسير بمنزله هكذا .
كان يراها من بعيد بينما يتكئ على إطار باب ما خلفها و يتابع حركتها بإبتسامة ودودة على شفتيه ، أساليبها بالكر و الفر تبدلت ، تبدو عليها المهارة و أنها لم تصبح ذات شأن بقصر العدل من فراغ .
أخذت من على منضدة مركونة بزاوية ما مزهرية صغيرة تحيى بها زهرة وحيدة أعدمتها عندما أخرجها من مياهه و ألقتها بعيداً ، تقدمت تسخدم هذه المزهرية الصغيرة سلاح و دخلت إلى المطبخ من حيث الرائحة تنبعث و حركة بسيطة هناك تحدث .
هو تبع أثرها يراقب ما ترمي إليه و هي تقدمت بخفة طائر حريص أو لبؤة تود إفتراس غزالة و سنحت لها الفرصة عندما رأت إمرأة بالداخل تقطع الخضار إلى بار المطبخ و ظهرها له .
تقدمت تانيا سريعاً و دون أن تشعر المرأة و وضعت سكين إنتشلتها سراً من بار المطبخ و وضعته على عنقها ، أوقعت السيدة ما بيدها خوفاً و خصوصاً عندما سمعت تهديد تانيا يطول أذنيها .
تانيا : إن تحركتِ إنشاً واحد سأقطع لكِ عنقكِ !
تنفست الفتاة بذعر و أغمضت عيناها بقوة لتهمس .
آيرين : تانيا هذه أنا آيرين !
أدارت تانيا وجه الفتاة لها و كانت بالفعل آيرين لتحررها و الفتاة وضعت يدها المرتجفة على عنقها خوفاً .
عقدت تانيا حاجبيها بغضب و راحت تحدث آيرين بنبرة قوية .
تانيا : آيرين ؟! ما الذي تفعلينه هنا و مع من أنتِ ؟! بسببك لا أنفك أتورط بغضب سيهون ، يظن أن بيننا إتفاق ، مع من أنتِ و لماذا تاو خطفني و أين أنا ؟!
صمتت آيرين عن الرد و أشاحت ببصرها عنها لا تعلم إن كانت تستطيع قول شيء أم لا ، لكن صوت غليظ آتى من ظهر تانيا جعل منابت الشعر في رأسها تقف و عيناها إتسعت ، نوبة قلبية قد تصيبها الآن .
" هي معي أنا و أنا من اختطفتكِ . "
..................................................
سلااااااااااااام يا مخلصاتي
جزئية سيهون و تانيا المفضلة عندي ..... أخيراً اجتمعوا و احممم 😈
كيفكم ؟! اتمنى انكم بخير ، اشتقتلكم 😭..
بالمناسبة أكبر سِر بالرواية رح ينكشف بالبارت القادم ..
البارت القادم بعد 70 فوت و 70 كومنت .
١. رأيكم بسيهون ؟! رفضه لحب تاتيا بالبداية ثم استسلامه لها ؟!
٢. رأيكم بكاي ؟! كلامه السام ضد تانيا و حالته ؟!
٣ . رأيكم بتانيا ؟! خضوعها لحب سيهون و اعترافها المفحم له ؟!
٤. رأيكم بتاو ؟! لماذا خطفها ؟! و من معه ؟! و لماذا آيرين هناك ؟!
٥. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі