Chapter Eleven
" الركن الشمالي "
و إن قررت أن أجابه كومة مشاعر ، أحرقها و أقف على رمادها ، أجد نفسي تتمرد علي و تقول أن ما حرقته ما كان سوى جثتي !
Sehun's point of view
سحبتها من ذراعها لتقف أمامي و آهاتها تصل مسامعي ، تبكي بقوة و ترتجف ، كان عليكِ أن تدركي عواقب أفعالكِ قبل أن تقترفينها .
سحبتها خلفي بقسوة و شعرت بيدها الحرة على يدي التي تكبل ذراعها تحاول تحرير نفسها بينما تتوسلني ، هذه التوسلات بهذه النبرة و النظرات كانت لتنفعكِ سابقاً لكن ليس الآن .
رميت بها على الكنبة في صالة الجلوس لتتهاوى عليها تتداعى بألم و ضجيج بكائها لوث سمعي .
إقتربت منها و حاصرتها بيني و الكنبة أما هي فرفعت يديها في وجهي تحاول أن تحمي نفسها مني و تتحاشى النظر في عينيّ الغاضبتين .
أنزلت يديها و كبلتهما في حجرها بيدي و بالأخرى قيدت ذقنها أجبرها أن تنظر إلي ، إنها ترتعد بين يدي كالورقة ، إنها هشة جداً فلِمَ جابهتني و لم يجرؤ أحد على فعل ذلك دون أن تصل رقبته رقبتي .
نظرت إلي بعينين تقطر خوفاً مني و الدموع على وجنتيها مسارب ، تحاول أن تستعطفني بنبرة بكائها المكسورة و نظرة الخوف مني في عينيها ، هذا سابقاً ، ليس بعد الآن !
همست من بين أسناني المتراصة ، بدأت أشعر بالألم لكثرة ضغطي على فكيّ لكنني لن أهتم .
سيهون : تعلمين عقوبة خيانتي ماذا ؟!
إرتعدت بين يدي تقاومني و بكائها يرن ، كالمجنونة تقاومني و لم تستطع على زحزتي إنشاً عنها ، أخذت تتوسلني بعد أن أطبقت عليها الخِناق .
آيرين : لا تقتلني يا سيهون ! لا تفعل أنت لا تفهمني !
أشعر أنني أفقد السيطرة على نفسي، شيطاني يحرضني أن أستل سلاحاً و أغرسه في قلبها ، أنا بالكاد أقاوم وسوسته ، الموت شيء بسيط جداً ، عاجلاً أم آجلاً جميعنا سنموت فلِمَ أقتلها ؟
أستطيع أن أقتل روحها و ابقي جسدها حياً ، الروح لا تقتلها رصاصة و لا طعنة ، الروح تقتلها الإهانة و المذلة و التعذيب ، هذه عقوبة تانيا و عقوبة هذه أيضاً .
سيهون : لن أغرس في صدرك سكيناً و لن أطلق الرصاص في رأسك ، أنها متعة دقيقة فقط ، أنا لن أفوت علي متعة تعذيبك و إذلالكِ .
تراجعت عنها فتنفست بعمق ، ليس الروح الغالية بل الدنيا غالية علينا ، جلستُ مقابلها على الطاولة أمام الأريكة و حاصرتها مجدداً ، الآن وقت التحقيق و أني لمجرم من الدرجة الأولى أجيد كيفية التحقيق و مجرياته و أعلم إن كذب المتهم أو صدق .
سيهون : و الآن ، أخبريني سيدة اوه ، من الذي تخونيني معه ؟ و منذ متى ؟ و لماذا ؟
قضمت شفتها و رفعت نظرها إلي مترددة ، ستلقي على مسامعي كذبة .
سأوفر على نفسي الجهد و أياها لذا نهضت سريعاً من مكاني و جذبتها من شعرها أشده بقوة و رنين صراخها يصم آذاني ، هددتها و لا أبالي بمقدار الألم الذي تناله أو كم خصلة سترافق يدي ، تستحق ما أفعله بها .
سيهون : لا تتجرأي أن تكذبي علي ، لسانكِ أقصه ، قولي الحقيقة ، لماذا و متى و مع من ؟!
بكت بقوة و الحروف تكاد لا تخرج من شفتيها و بعد محاولات كثيرة لتنطق قالت كلمة واحدة كانت كافية لأعلم كل شيء .
آيرين : ت. تش.. تشانيول !
دفعتها عني بعيداً و وقفت على قدميّ ، حيُّ يلاحقني ميت يلاحقني ، تخصرت و فكري بعيد ، هذه و تلك ، كلتاهما خانتاني لنفس السبب ، تشانيول ، كرهي له بإزدياد رغم أنه تحت التراب غضروف .
تخصرت أجابه رغبتي المُلِحَّة في قتلها، إنني أود قتلها حقاً ، تشانيول إذن ، سأريكِ أنتِ و تلك و هو في قبره ، سأريكم أجمعين من هو اوه سيهون .
كانت تنزوي على الكنبة و تضم نفسها فوقها كما الجنين يفعل ، نظرت إليها ثم زلفت منها لتزيد في بكائها بينما تحاول الإبتعاد ، إنها محاصرة بيني و الكنبة ، أشعر بعينيّ ساخنتين و صدري ثقيل ، أنا قاتل الليلة أو قاتل .
قلت بنبرة تخافها و تجعلها تفهم أن لا خوفها مني و لا رقتها سوف يردعاني عن أذيتها الآن .
سيهون : تريدين أن تنتقمي مني لأجل تشانيول ؟ ما علاقتكِ به ؟
إزدرئت جوفها تنظر إلي و الدموع تلطخ وجهها لتقول بصوت ضعيف .
آيرين : ليس كما تظن ، إنه ليس كما تظن ، أقسم لك اسمعني !
حاكت في صوتها التوسل و أرجو أن تصدق ، لذا منحتها فرصة أن تحدثني بما في جعبتها .
سيهون : تحدثي !
إزدرئت جوفها مرة ثانية ، هل أنا أسبب الجفاف أم ماذا ؟ تنفست ثم مسحت دموعها تقول .
إيرين : أنه ليس لأجل أن أنتقم لتشانيول منك صدقني بل لأن ما يربطني بتشانيول لا يمكنني تجاوزه .
ما الذي يربطها بتشانيول ؟!
.................................................
Tania's point of view
أوصلني كاي في صباح اليوم إلى قصر العدل و ذهب واجم الوجه ، طول الطريق لم يحدثني بكلمة قط ، فقط اركبي ، اجلسي ، و امشي ، أوامر و أنا علي أنا ألبي .
لقد أصبحت نائبة في قصر العدل بعد آخر قضية حللتها ، إلا أن كل قضاياي بكف و قضية سيهون بكف وحدها ، تلك القضية التي مهما مرت عليها سنين لا أستطيع حلها ، قضية ذات ملف أغلقته لكن صاحبه لا يتب ، يدفعني غصباً أنا أفتحه .
أصر كاي اليوم على إيصالي و قال أنه سيأتي لمرافقتي ، ألقاها على مسامعي أمر و ليس طلب أو خبر ، أعلم أن ما فعله سيهون بنا مؤخراً أشعره بالذل و أنه عالة علي ، لكنه ليس كذلك ، هو رجلي الذي أحب حتى لو ما أحببته كما يجب و يستحق .
فور أن وطأت قدمي مكتبي لحقني تاو يستفسر عمّا حدث و أخبرته إلا أن ما ألقاه على مسامعي كان أكثر وطأة ، لقد أتته أيرين !
تلك الفتاة لم يسبق لي أن رأيتها و لا عرفني تشانيول عليها لكن أعرفها عِز المعرفة من كلامه عنها ، كان كل ما تكلم عنها تسارعت نبضات قلبه و جعلني أتحسسها ، كان يحبها بحق .
بعد وفاته ظننتها نسته و أكملت حياتها دون ذكرياته لكنها كان مخلصة له أكثر مما أتوقع .
تحدثت مع تاو قليلاً بينما نشرب القهوة ثم إلتفتنا إلى العمل ، في منتصف ساعات الدوام أتصل بي كاي و ابلغني إن أردت أن أرافقه لشراء فستان الزفاف أم أن يقتنيه وحده ، أنا حقاً لم أقصد ما فهمه .
هو الآن يجبرني كي أتزوج منه ، أعلم أنه ذا حق و أن فترة خطوبتنا طالت دون داع ، لكنني لا أجيد بي القدرة على خِداعه ، هو يعلم أنني كنت أحب رجل و ما زلت أحبه ، أخبرته أنني لستُ عذراء و أن حبيبي و طأني .
لكن ما لا يعرفه ، أن حبيبي ليس ميتاً و أنه ما زال يطأني ، أشعر أنني أخونه رغم أن الأمر برمته رغماً عني ، لكنني آسفة بحق و ما بيدي سوى أن أعتذر له .
أن يكمل الزواج هذه وحدها مصيبة كبرى ، إن علم سيهون لن يتردد في قتله و قتلي ، لا آبه بروحي لكن روحه تهمني ، كاي بريء من كل الذنوب ، نقي كالثوب الأبيض ، لا أريد أن يتدنس نقائه بشوائبي ، إنني ذات شوائب كثيرة .
حبي لسيهون كان أكبر شائبة ، أكبر جريمة إقترفتها ، ليس بحقي و حقه فقط بل بحق كل روح بريئة قتلها و كل طفل يتمه و كل أم ثكلها ، بحق الشرطة و الشعب أجميعن .
تحدثنا أنا و تاو و تناقشنا حول ملف القضية الذي أعمل عليه مؤخراً ثم تركت الأمر بعهدة تاو للغد عندما أتاني كاي يستعجلني للذهاب .
ركبتُ إلى جانبه و كان بارداً صامتاً كالأموات ، ألقيت التحية و لم يرد بل لم يصرف علي نظرة حتى فقط إنطلق لذا فضلتُ أن أصمت كما يفعل ، تنهدت و ركنت مرفقي إلى النافذة و سندت في راحتي وجنتي .
أسرف كلمة يتيمة أبرد من صباح ذا صقيع يبلغني أننا وصلنا ثم خرج من السيارة و دخل إلى المركز ، هو حتى لم ينتظرني أتبعه .
كاي : إنزلي !
تبعته إلى الداخل على آية ، رأيته يجلس على الكنبة أمام الستارة التي تخفي منصة العروس ، تنهدتُ مجدداً ، أنا حقاً أكره هذه المعاملة الجافة خصوصاً عندما تصدر منه و قد عهدته حنون ذا قلب يتسع الجميع حباً .
إبتسمت للموظفة فور أن أشارت لي بالدخول و على وجهها إبتسامة ، دخلت و جلست بقربه ، إن الجو متوتر بالفعل و أظن أن الموظفة حزرت أن بيننا خِصام .
تجاوزتُ عن كل ذلك و قررت أن إلتفت إلى الفساتين أناقشه رأيي حول كل فستان يُعرَض علينا ، كانت ردوده باردة ، سيء ، جيد ، نعم ، لا ، فقط هكذا .
وقع إختياري على أحد الفساتين و قد رد على سؤالي عن رأيه ب" نعم " فقررت أن أجربه فأنا العروس على آية حال ، العروس البائسة .
إرتديته ثم نظرت إلى نفسي بالمرآة ، إنه جميل ، لا يستحقني ، أومئت للموظفة عندما سألتني إن كنت مستعدة لأجعل العريس يراني ، فُتِحت السِتارة وقتها نظر إلي ، نظر إلي كثيراً و بصمت مُجحِف ، لقد بدأت أشعر بالحرج .
نهض من مكانه و إقترب إلي وقتها ذهبت الموظفة تخبئ ضحكة ، نظرت إليه و هو ينظر إلى الفستان علي ، لا ينظر لي .
وضع كفيه على كتفيّ ثم و بحركة بطيئة أشعلت الخجل فيّ مرر كفيه على ذراعاي حتى وصل كفي فشابك أصابعي بأصابعه ، وقتها فقط نظر إلي ، نظر في عيني .
أشعر أنني أذوب بين يديه أصهر خصوصاً عندما همس لي .
كاي : تبدين في غاية الجمال !
بدا مسحوراً فيّ و إن النظرة في عينيه إليّ أخجلتني .
رفع كفيّ المتشابكين مع كفيه إلى صدره ثم غمرني بقلبة من شفتيه وطأت شفتيّ ، فوراً أغمضت عيناي ، إنني أشعر بقلبي يدق كالطبل و إنيّ لخجِله فظاهر كفه يعلو قلبي و هو يشعر بهذا الصخب في الداخل بلا شك .
بادلته القبلة و لأول مرة لا أتخيله سيهون بل هو كاي في عقلي ، كاي في قلبي ، و كاي من يعاقر شفتيّ الآن ليس سيهون ، وقتها شعرت بالسعادة لأنني و أخيراً قد بدأت أشعر أنني أفقد حبي لسيهون .
لا نكون عادة راضيين عمّا نفقد ، نحزن حزناً شديداً و نعاقر الغياب لننسى و لكنني أول مرة أسُعد لفقداني شيء ، فقداني لحب سيهون ، ربما سأستطيع بعدها أن أحب كاي كما يجب و أضع سيهون خلف القبضان كما كان في نيتي الأولى .
تركته يبادر هذه المرة بفصل القبلة عكس ما أفعل عادة ، ما زلنا نغمض أعيننا و جبيني يسند جبينه ، تنفس على بشرتي فابتسمت لأفتح عينيّ فرأيته يبتسم ، قبل جبيني ثم غادر يستتر على سعادته .
إنني لأول مرة أقبله هو ، لأول مرة أحبه هو ، لأول مرة أدعه يقبلني كما يشاء ، لأول مرة يفصل قبلة هو ، لأول مرة أكون كما يجب علي أن أكون ، هو سعيد و أنا أضاهيه سعادة .
خرجت إليه بعد أن أرتديت ثيابي مجدداً و فور أن نظر إلي إبتسم إبتسامة واسعة ، كاي لطيف و طيب إلى حد أنني أمسح غضبه كله بقلبة ، هو لهذه الدرجة رائع .
فور أن وقفت بجانبه تأبطت ذراعه لينظر إلي بهذه الإبتسامة البشوشة و يقبل رأسي ، حتى عيناه تضحكان ، إبتاع لي الفستان ثم حمله إلى السيارة ، صعدنا إلى السيارة ثم انطلق بطريقه حيث المنزل ، عقدتُ حاجباي و استفهمت .
تانيا : ماذا عن بدلتك ؟! لم تبتع واحدة لك .
تبسم ثم قال لي بهدوء .
كاي : هل تظنيني صبور كما أنتِ لأبتاع بدلتي قبل ثلاثة أيام من موعد الزفاف ؟! لقد إبتعتها منذ زمن .
ضحكت بخفة ثم وضعت يدي فوق يده فشابك أصابعنا معاً .
وصلنا و حمل هو فستاني إلى الشقة ، وضعه في غرفتي ثم خرج إليّ حيث توجهت إلى المطبخ ، الجو بارد و قد غابت الشمس و أفضل ما نفعله الآن أن ننظر إلى حبات المطر ترتطم بزجاج النافذة بينما نحتسي الشوكولاتة الساخنة .
ناولته كوبه و أخذت كوبي ثم دخلنا إلى صالة الجلوس ، جلس هو على الكنبة و أنا وقفت أنظر إليه ، تبسم و أومئ مستفهماً لأشير إلى ذراعيه فازداد إستفاهماً ، كاي بريء جداً ، قلت و أنا إبتسم .
تانيا : افتح ذراعيك لي ، أريد أن أجلس بركنك و صدرك مسندي .
وضع الكوب جانباً ثم فتح ذراعيه مرحباً بالفكرة ، ضحكت بخفة قبل أن أجلس حيث أردت ، أخذت أحتسي من كوبي و أنا انظر للمطر بصمت .
أتاني صوته هادئ يحدثني .
كاي : منذ متى تحبي مراقبة المطر هكذا ؟
تبسمت ثم أجبته .
تانيا : منذ زمن طويل ، كنت أجلس مع تشانيول و نراقبه معاً بصمت .
سرعان ما شعرت بيده أسفل ذقني يحثني لأنظر إليه ، كانت تعابيره مستنكرة عندما قال لي .
كاي : أي تقولين لي الآن أن أصمت ؟!
ضحكت بخفة ثم نفيت برأسي لأقول .
تانيا : لم أقصد ما فهمته !
ضحك هو بخفة ثم إلتفت كلينا إلى النافذة من جديد.
الأجواء دافئة و ساكنة تمام ، صوت الحطب يحترق في المدخنة و صوت قطرات المطر فقط ما أسمعه ، فرغ كوبي من الشوكولاتة و كوب كاي قد فرغ ، بدأت أشعر بالوسن و عندما إلتفت إلى كاي وجدته قد غفى بالفعل .
نهضت بخفة كي لا أوقضه ثم أخذت الكوبين إلى المطبخ و عدت ببطانية سميكة لي و له ، عدت إلى مكاني الدافئ إلى صدره بعد أن دثرت البطانية علينا أستعد لأنام على صدره لأول مرة .
أركض في غابة لا أعرفها و الدماء تملئ فستان زفافي بينما أبكي ، الليل دامس و القمر مُطفئ و أنا وحدي هنا ، أركض و أبكي ثم أتوقف أنظر ليداي و فستاني ، كلي دماء ثم أعاود الركض ، أحاول أن أجد مخرج ، لكن لا شيء يسعفني ، أشعر و كأنني في متاهة .
سمعت صوت ضحكات من خلفي لألتفت حيث الصوت ، إنه سيهون يرتدي سترة جلدية سوداء كالتي إعتاد أن يرتديها عندما يخرج لقتل أحد ، إزدرئت جوفي ، أمهمته قتلي ؟
نظرت إلى يده ، إنها تحوي سكين و لكنها ملوثة بالدماء بالفعل ، إقترب مني و أنا تراجعت خوفاً منه وقتها حدثني بشفاه باسمة و الشر يقدح من عينيه .
سيهون : قتلنا العريس ، الآن دور العروس .
صرخت خائفة منه ابتعد و هو يقترب مني بينما يبتسم كالشياطين ، صرخت بأعلى صوتي عندما غرز السكين بقلبي و يبتسم ثم قال لي .
سيهون : وداعاً زوجتي .
إستفقت سريعاً جالسة في مكاني ، إنني ألهث و كأنني كنتُ في سِباق جري ، تحستُ وجهي ، العرق يملئ جبهتي و دموعي تغرق عيناي و تلطخ وجنتاي ، رفعت يداي إلى مرمى بصري ، إنني أرتجف و جلدي مقشعر ، أنا أخاف من سيهون إلى هذا الحد .
تنهدت و نظرت إلى كاي إنه نائم و بخير ، أرجو أن يبقى بخير دوماً ، نهضت من مكاني لأذهب إلى دورة المياه ، غسلت وجهي ثم نظرت إلى المرأة لأرى وجهه فيها ، إندفعتُ إلى الخلف و الذعر يمشي بي مجرى الدم .
عادت الهلوسات و الكوابيس به من جديد ، وداعاً للنوم و أهلاً بالأرق مجدداً ، خرجت لأعود إلى كاي ، دثرت عليه الغطاء ثم جلست قرب النافذة أنظر للمطر .
يثبتُ لي أنني لا يمكنني أخراجه مني و العيش بسلام ، إن لم أعيش على حبه سأعيش خائفة منه ،أو نفسي من تحاول أثبات ذلك لي ، أي أنني إنحرفت عن الطريق إليه و ها نفسي تعيدني مجدداً إليه غصباً .
تنهدت مجدداً قبل أن أشعر بالهاتف يهتز بجيبي ، إنه متصل ذا رقم غير مألوف ، أجبت ليصلني صوت رجل قَلِق فوراً .
" السيدة بارك تانيا ، شقتكِ تحترق ، الركن الشمالي خصوصاً !"
الركن الشمالي حيث غرفة تشانيول ، لا هذا الشيء الوحيد الذي تبقى لي منه ، لا أعلم كيف فقدت صوابي و أخرجت أنتعل خفي و على شاكلتي هذه إنطلقت بسيارتي و بسرعتها القصوى إلى شقتي .
وصلت إلى هناك لأنزل سريعاً من سيارتي ، لا ضوضاء و لا نار و لا إطفاء ، لا شيء إنما سيهون ، لقد علمت أنه السبب ، تقدمت إلى حارس العمارة الذي يقف أمام بوابتها لأحدثه بغضب .
تانيا : أنت الذي إتصل يخبرني أن الشقة تحترق ! لماذا كذبت علي ؟ أتعلم ما أستطيع فعله بك الآن ؟!
ناولني هاتفه بينما يرتجف بخفة و يطأطأ رأسه ، أخذت هاتفه لأضعه على أذني ، أعلم إنه سيهون و ابتسمت فور أن وصلني صوته ساخراً .
سيهون : تؤ تؤ تؤ ! عار عليكِ يا زوجتي العزيزة أن تستخدمي قوتكِ القضائية ضد رجل مسكين كهذا ، هذه ليست أخلاق زوجتي الفاضلة المخلصة .
أجبته و أنا أنظر للرجل أسخر منه أيضاً ، مما يظهر لي أن الرجل تعرض للتهديد ليكذب علي هكذا كذبة .
تانيا : عار علي و ليس عار عليك يا ذا الأخلاق ؟! أين أنت ؟!
تشردق ساخراً مني ثم أجابني .
سيهون : في الركن الشمالي الذي يحترق .
أعلم أنه لم يقصد الركن الشمالي الذي أتيت إلى هنا كالمجنونة لأجله بل ركن آخر ، يا لي من مجنونة و غبية ، لو كان الركن الذي فهمته لفعل بي كل هذا ؟ ما زلتُ أتوهم أنه يحبني .
أعدت للرجل هاتفه ثم أعتذرت له و استللت المصعد إلى حيث الركن الشمالي يحترق ، دخلت إلى شقتي و قبل أن أذهب إلى حيث أظنه ذهبت إلى المطبخ ، أخذت سكيناً و ذهبت إلى الركن الشمالي ، دخلت إلى غرفة تشانيول ، إن رائحته النقية عالقة هنا أي أن قدم ذا الركن الشمالي لم تطئ الغرفة .
إذن هو بغرفتي ينتظرني لآتي إليه و يغتصبني ، ليست هذه المرة ، سأزف بعد ثلاثة أيام ، يومين و نصف ليلة .
دخلت إلى غرفتي و أضأت الإنارة لآراه يتمدد على سريري بينما يقرأ إحدى كتبي ، عار عليك أن تعبث بأغراض الآخرين ، لقد عبث بي ، حلال عليه أغراضي لكن فليتركني و شأني .
هتفت ساخرة أرحب به .
تانيا : أهلاً بالمجرم الذي لا يتوب ، ماذا تفعل في داري ؟
نظر لي ثم ابتسم و وضع الكتاب جانباً ، نهض على قدميه ليقف أمامي و يقول .
سيهون : أتيتُ لأرى إذا كانت حضرة المدعي العام التي تنوب قضيتي قد أغلقت ملفي أم لا .
...............................................
سلاااااااااااااااام
كيف حالكم كيكاتي ؟! مستعدين للعودة ؟!!
أحلى اشي بكل الموضوع أنو صور سيهون و كاي نزلوا مع بعض 😂 و هون هما أعداء
لنكاتف لدعم إكسو بهذه العودة !
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بسيهون و معاملته لأيرين ؟
٢. رأيكم بأيرين ؟ ما علاقتها بتشانيول ؟
٣. رأيكم بكاي ؟ بروده مع تانيا ؟
٤. رأيكم بتانيا ؟ مشاعرها لكاي التي بدأت تتحرك ؟ مشاعرها لسيهون التي بدأت تنطفأ ؟
٥. عودة الهلوسات و الكوابيس تعني مصيبة ، ما هي المصيبة القادمة ؟
٦. ما المقصد من الركن الشمالي ؟ ماذا ينوي سيهون أن يفعل ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
و إن قررت أن أجابه كومة مشاعر ، أحرقها و أقف على رمادها ، أجد نفسي تتمرد علي و تقول أن ما حرقته ما كان سوى جثتي !
Sehun's point of view
سحبتها من ذراعها لتقف أمامي و آهاتها تصل مسامعي ، تبكي بقوة و ترتجف ، كان عليكِ أن تدركي عواقب أفعالكِ قبل أن تقترفينها .
سحبتها خلفي بقسوة و شعرت بيدها الحرة على يدي التي تكبل ذراعها تحاول تحرير نفسها بينما تتوسلني ، هذه التوسلات بهذه النبرة و النظرات كانت لتنفعكِ سابقاً لكن ليس الآن .
رميت بها على الكنبة في صالة الجلوس لتتهاوى عليها تتداعى بألم و ضجيج بكائها لوث سمعي .
إقتربت منها و حاصرتها بيني و الكنبة أما هي فرفعت يديها في وجهي تحاول أن تحمي نفسها مني و تتحاشى النظر في عينيّ الغاضبتين .
أنزلت يديها و كبلتهما في حجرها بيدي و بالأخرى قيدت ذقنها أجبرها أن تنظر إلي ، إنها ترتعد بين يدي كالورقة ، إنها هشة جداً فلِمَ جابهتني و لم يجرؤ أحد على فعل ذلك دون أن تصل رقبته رقبتي .
نظرت إلي بعينين تقطر خوفاً مني و الدموع على وجنتيها مسارب ، تحاول أن تستعطفني بنبرة بكائها المكسورة و نظرة الخوف مني في عينيها ، هذا سابقاً ، ليس بعد الآن !
همست من بين أسناني المتراصة ، بدأت أشعر بالألم لكثرة ضغطي على فكيّ لكنني لن أهتم .
سيهون : تعلمين عقوبة خيانتي ماذا ؟!
إرتعدت بين يدي تقاومني و بكائها يرن ، كالمجنونة تقاومني و لم تستطع على زحزتي إنشاً عنها ، أخذت تتوسلني بعد أن أطبقت عليها الخِناق .
آيرين : لا تقتلني يا سيهون ! لا تفعل أنت لا تفهمني !
أشعر أنني أفقد السيطرة على نفسي، شيطاني يحرضني أن أستل سلاحاً و أغرسه في قلبها ، أنا بالكاد أقاوم وسوسته ، الموت شيء بسيط جداً ، عاجلاً أم آجلاً جميعنا سنموت فلِمَ أقتلها ؟
أستطيع أن أقتل روحها و ابقي جسدها حياً ، الروح لا تقتلها رصاصة و لا طعنة ، الروح تقتلها الإهانة و المذلة و التعذيب ، هذه عقوبة تانيا و عقوبة هذه أيضاً .
سيهون : لن أغرس في صدرك سكيناً و لن أطلق الرصاص في رأسك ، أنها متعة دقيقة فقط ، أنا لن أفوت علي متعة تعذيبك و إذلالكِ .
تراجعت عنها فتنفست بعمق ، ليس الروح الغالية بل الدنيا غالية علينا ، جلستُ مقابلها على الطاولة أمام الأريكة و حاصرتها مجدداً ، الآن وقت التحقيق و أني لمجرم من الدرجة الأولى أجيد كيفية التحقيق و مجرياته و أعلم إن كذب المتهم أو صدق .
سيهون : و الآن ، أخبريني سيدة اوه ، من الذي تخونيني معه ؟ و منذ متى ؟ و لماذا ؟
قضمت شفتها و رفعت نظرها إلي مترددة ، ستلقي على مسامعي كذبة .
سأوفر على نفسي الجهد و أياها لذا نهضت سريعاً من مكاني و جذبتها من شعرها أشده بقوة و رنين صراخها يصم آذاني ، هددتها و لا أبالي بمقدار الألم الذي تناله أو كم خصلة سترافق يدي ، تستحق ما أفعله بها .
سيهون : لا تتجرأي أن تكذبي علي ، لسانكِ أقصه ، قولي الحقيقة ، لماذا و متى و مع من ؟!
بكت بقوة و الحروف تكاد لا تخرج من شفتيها و بعد محاولات كثيرة لتنطق قالت كلمة واحدة كانت كافية لأعلم كل شيء .
آيرين : ت. تش.. تشانيول !
دفعتها عني بعيداً و وقفت على قدميّ ، حيُّ يلاحقني ميت يلاحقني ، تخصرت و فكري بعيد ، هذه و تلك ، كلتاهما خانتاني لنفس السبب ، تشانيول ، كرهي له بإزدياد رغم أنه تحت التراب غضروف .
تخصرت أجابه رغبتي المُلِحَّة في قتلها، إنني أود قتلها حقاً ، تشانيول إذن ، سأريكِ أنتِ و تلك و هو في قبره ، سأريكم أجمعين من هو اوه سيهون .
كانت تنزوي على الكنبة و تضم نفسها فوقها كما الجنين يفعل ، نظرت إليها ثم زلفت منها لتزيد في بكائها بينما تحاول الإبتعاد ، إنها محاصرة بيني و الكنبة ، أشعر بعينيّ ساخنتين و صدري ثقيل ، أنا قاتل الليلة أو قاتل .
قلت بنبرة تخافها و تجعلها تفهم أن لا خوفها مني و لا رقتها سوف يردعاني عن أذيتها الآن .
سيهون : تريدين أن تنتقمي مني لأجل تشانيول ؟ ما علاقتكِ به ؟
إزدرئت جوفها تنظر إلي و الدموع تلطخ وجهها لتقول بصوت ضعيف .
آيرين : ليس كما تظن ، إنه ليس كما تظن ، أقسم لك اسمعني !
حاكت في صوتها التوسل و أرجو أن تصدق ، لذا منحتها فرصة أن تحدثني بما في جعبتها .
سيهون : تحدثي !
إزدرئت جوفها مرة ثانية ، هل أنا أسبب الجفاف أم ماذا ؟ تنفست ثم مسحت دموعها تقول .
إيرين : أنه ليس لأجل أن أنتقم لتشانيول منك صدقني بل لأن ما يربطني بتشانيول لا يمكنني تجاوزه .
ما الذي يربطها بتشانيول ؟!
.................................................
Tania's point of view
أوصلني كاي في صباح اليوم إلى قصر العدل و ذهب واجم الوجه ، طول الطريق لم يحدثني بكلمة قط ، فقط اركبي ، اجلسي ، و امشي ، أوامر و أنا علي أنا ألبي .
لقد أصبحت نائبة في قصر العدل بعد آخر قضية حللتها ، إلا أن كل قضاياي بكف و قضية سيهون بكف وحدها ، تلك القضية التي مهما مرت عليها سنين لا أستطيع حلها ، قضية ذات ملف أغلقته لكن صاحبه لا يتب ، يدفعني غصباً أنا أفتحه .
أصر كاي اليوم على إيصالي و قال أنه سيأتي لمرافقتي ، ألقاها على مسامعي أمر و ليس طلب أو خبر ، أعلم أن ما فعله سيهون بنا مؤخراً أشعره بالذل و أنه عالة علي ، لكنه ليس كذلك ، هو رجلي الذي أحب حتى لو ما أحببته كما يجب و يستحق .
فور أن وطأت قدمي مكتبي لحقني تاو يستفسر عمّا حدث و أخبرته إلا أن ما ألقاه على مسامعي كان أكثر وطأة ، لقد أتته أيرين !
تلك الفتاة لم يسبق لي أن رأيتها و لا عرفني تشانيول عليها لكن أعرفها عِز المعرفة من كلامه عنها ، كان كل ما تكلم عنها تسارعت نبضات قلبه و جعلني أتحسسها ، كان يحبها بحق .
بعد وفاته ظننتها نسته و أكملت حياتها دون ذكرياته لكنها كان مخلصة له أكثر مما أتوقع .
تحدثت مع تاو قليلاً بينما نشرب القهوة ثم إلتفتنا إلى العمل ، في منتصف ساعات الدوام أتصل بي كاي و ابلغني إن أردت أن أرافقه لشراء فستان الزفاف أم أن يقتنيه وحده ، أنا حقاً لم أقصد ما فهمه .
هو الآن يجبرني كي أتزوج منه ، أعلم أنه ذا حق و أن فترة خطوبتنا طالت دون داع ، لكنني لا أجيد بي القدرة على خِداعه ، هو يعلم أنني كنت أحب رجل و ما زلت أحبه ، أخبرته أنني لستُ عذراء و أن حبيبي و طأني .
لكن ما لا يعرفه ، أن حبيبي ليس ميتاً و أنه ما زال يطأني ، أشعر أنني أخونه رغم أن الأمر برمته رغماً عني ، لكنني آسفة بحق و ما بيدي سوى أن أعتذر له .
أن يكمل الزواج هذه وحدها مصيبة كبرى ، إن علم سيهون لن يتردد في قتله و قتلي ، لا آبه بروحي لكن روحه تهمني ، كاي بريء من كل الذنوب ، نقي كالثوب الأبيض ، لا أريد أن يتدنس نقائه بشوائبي ، إنني ذات شوائب كثيرة .
حبي لسيهون كان أكبر شائبة ، أكبر جريمة إقترفتها ، ليس بحقي و حقه فقط بل بحق كل روح بريئة قتلها و كل طفل يتمه و كل أم ثكلها ، بحق الشرطة و الشعب أجميعن .
تحدثنا أنا و تاو و تناقشنا حول ملف القضية الذي أعمل عليه مؤخراً ثم تركت الأمر بعهدة تاو للغد عندما أتاني كاي يستعجلني للذهاب .
ركبتُ إلى جانبه و كان بارداً صامتاً كالأموات ، ألقيت التحية و لم يرد بل لم يصرف علي نظرة حتى فقط إنطلق لذا فضلتُ أن أصمت كما يفعل ، تنهدت و ركنت مرفقي إلى النافذة و سندت في راحتي وجنتي .
أسرف كلمة يتيمة أبرد من صباح ذا صقيع يبلغني أننا وصلنا ثم خرج من السيارة و دخل إلى المركز ، هو حتى لم ينتظرني أتبعه .
كاي : إنزلي !
تبعته إلى الداخل على آية ، رأيته يجلس على الكنبة أمام الستارة التي تخفي منصة العروس ، تنهدتُ مجدداً ، أنا حقاً أكره هذه المعاملة الجافة خصوصاً عندما تصدر منه و قد عهدته حنون ذا قلب يتسع الجميع حباً .
إبتسمت للموظفة فور أن أشارت لي بالدخول و على وجهها إبتسامة ، دخلت و جلست بقربه ، إن الجو متوتر بالفعل و أظن أن الموظفة حزرت أن بيننا خِصام .
تجاوزتُ عن كل ذلك و قررت أن إلتفت إلى الفساتين أناقشه رأيي حول كل فستان يُعرَض علينا ، كانت ردوده باردة ، سيء ، جيد ، نعم ، لا ، فقط هكذا .
وقع إختياري على أحد الفساتين و قد رد على سؤالي عن رأيه ب" نعم " فقررت أن أجربه فأنا العروس على آية حال ، العروس البائسة .
إرتديته ثم نظرت إلى نفسي بالمرآة ، إنه جميل ، لا يستحقني ، أومئت للموظفة عندما سألتني إن كنت مستعدة لأجعل العريس يراني ، فُتِحت السِتارة وقتها نظر إلي ، نظر إلي كثيراً و بصمت مُجحِف ، لقد بدأت أشعر بالحرج .
نهض من مكانه و إقترب إلي وقتها ذهبت الموظفة تخبئ ضحكة ، نظرت إليه و هو ينظر إلى الفستان علي ، لا ينظر لي .
وضع كفيه على كتفيّ ثم و بحركة بطيئة أشعلت الخجل فيّ مرر كفيه على ذراعاي حتى وصل كفي فشابك أصابعي بأصابعه ، وقتها فقط نظر إلي ، نظر في عيني .
أشعر أنني أذوب بين يديه أصهر خصوصاً عندما همس لي .
كاي : تبدين في غاية الجمال !
بدا مسحوراً فيّ و إن النظرة في عينيه إليّ أخجلتني .
رفع كفيّ المتشابكين مع كفيه إلى صدره ثم غمرني بقلبة من شفتيه وطأت شفتيّ ، فوراً أغمضت عيناي ، إنني أشعر بقلبي يدق كالطبل و إنيّ لخجِله فظاهر كفه يعلو قلبي و هو يشعر بهذا الصخب في الداخل بلا شك .
بادلته القبلة و لأول مرة لا أتخيله سيهون بل هو كاي في عقلي ، كاي في قلبي ، و كاي من يعاقر شفتيّ الآن ليس سيهون ، وقتها شعرت بالسعادة لأنني و أخيراً قد بدأت أشعر أنني أفقد حبي لسيهون .
لا نكون عادة راضيين عمّا نفقد ، نحزن حزناً شديداً و نعاقر الغياب لننسى و لكنني أول مرة أسُعد لفقداني شيء ، فقداني لحب سيهون ، ربما سأستطيع بعدها أن أحب كاي كما يجب و أضع سيهون خلف القبضان كما كان في نيتي الأولى .
تركته يبادر هذه المرة بفصل القبلة عكس ما أفعل عادة ، ما زلنا نغمض أعيننا و جبيني يسند جبينه ، تنفس على بشرتي فابتسمت لأفتح عينيّ فرأيته يبتسم ، قبل جبيني ثم غادر يستتر على سعادته .
إنني لأول مرة أقبله هو ، لأول مرة أحبه هو ، لأول مرة أدعه يقبلني كما يشاء ، لأول مرة يفصل قبلة هو ، لأول مرة أكون كما يجب علي أن أكون ، هو سعيد و أنا أضاهيه سعادة .
خرجت إليه بعد أن أرتديت ثيابي مجدداً و فور أن نظر إلي إبتسم إبتسامة واسعة ، كاي لطيف و طيب إلى حد أنني أمسح غضبه كله بقلبة ، هو لهذه الدرجة رائع .
فور أن وقفت بجانبه تأبطت ذراعه لينظر إلي بهذه الإبتسامة البشوشة و يقبل رأسي ، حتى عيناه تضحكان ، إبتاع لي الفستان ثم حمله إلى السيارة ، صعدنا إلى السيارة ثم انطلق بطريقه حيث المنزل ، عقدتُ حاجباي و استفهمت .
تانيا : ماذا عن بدلتك ؟! لم تبتع واحدة لك .
تبسم ثم قال لي بهدوء .
كاي : هل تظنيني صبور كما أنتِ لأبتاع بدلتي قبل ثلاثة أيام من موعد الزفاف ؟! لقد إبتعتها منذ زمن .
ضحكت بخفة ثم وضعت يدي فوق يده فشابك أصابعنا معاً .
وصلنا و حمل هو فستاني إلى الشقة ، وضعه في غرفتي ثم خرج إليّ حيث توجهت إلى المطبخ ، الجو بارد و قد غابت الشمس و أفضل ما نفعله الآن أن ننظر إلى حبات المطر ترتطم بزجاج النافذة بينما نحتسي الشوكولاتة الساخنة .
ناولته كوبه و أخذت كوبي ثم دخلنا إلى صالة الجلوس ، جلس هو على الكنبة و أنا وقفت أنظر إليه ، تبسم و أومئ مستفهماً لأشير إلى ذراعيه فازداد إستفاهماً ، كاي بريء جداً ، قلت و أنا إبتسم .
تانيا : افتح ذراعيك لي ، أريد أن أجلس بركنك و صدرك مسندي .
وضع الكوب جانباً ثم فتح ذراعيه مرحباً بالفكرة ، ضحكت بخفة قبل أن أجلس حيث أردت ، أخذت أحتسي من كوبي و أنا انظر للمطر بصمت .
أتاني صوته هادئ يحدثني .
كاي : منذ متى تحبي مراقبة المطر هكذا ؟
تبسمت ثم أجبته .
تانيا : منذ زمن طويل ، كنت أجلس مع تشانيول و نراقبه معاً بصمت .
سرعان ما شعرت بيده أسفل ذقني يحثني لأنظر إليه ، كانت تعابيره مستنكرة عندما قال لي .
كاي : أي تقولين لي الآن أن أصمت ؟!
ضحكت بخفة ثم نفيت برأسي لأقول .
تانيا : لم أقصد ما فهمته !
ضحك هو بخفة ثم إلتفت كلينا إلى النافذة من جديد.
الأجواء دافئة و ساكنة تمام ، صوت الحطب يحترق في المدخنة و صوت قطرات المطر فقط ما أسمعه ، فرغ كوبي من الشوكولاتة و كوب كاي قد فرغ ، بدأت أشعر بالوسن و عندما إلتفت إلى كاي وجدته قد غفى بالفعل .
نهضت بخفة كي لا أوقضه ثم أخذت الكوبين إلى المطبخ و عدت ببطانية سميكة لي و له ، عدت إلى مكاني الدافئ إلى صدره بعد أن دثرت البطانية علينا أستعد لأنام على صدره لأول مرة .
أركض في غابة لا أعرفها و الدماء تملئ فستان زفافي بينما أبكي ، الليل دامس و القمر مُطفئ و أنا وحدي هنا ، أركض و أبكي ثم أتوقف أنظر ليداي و فستاني ، كلي دماء ثم أعاود الركض ، أحاول أن أجد مخرج ، لكن لا شيء يسعفني ، أشعر و كأنني في متاهة .
سمعت صوت ضحكات من خلفي لألتفت حيث الصوت ، إنه سيهون يرتدي سترة جلدية سوداء كالتي إعتاد أن يرتديها عندما يخرج لقتل أحد ، إزدرئت جوفي ، أمهمته قتلي ؟
نظرت إلى يده ، إنها تحوي سكين و لكنها ملوثة بالدماء بالفعل ، إقترب مني و أنا تراجعت خوفاً منه وقتها حدثني بشفاه باسمة و الشر يقدح من عينيه .
سيهون : قتلنا العريس ، الآن دور العروس .
صرخت خائفة منه ابتعد و هو يقترب مني بينما يبتسم كالشياطين ، صرخت بأعلى صوتي عندما غرز السكين بقلبي و يبتسم ثم قال لي .
سيهون : وداعاً زوجتي .
إستفقت سريعاً جالسة في مكاني ، إنني ألهث و كأنني كنتُ في سِباق جري ، تحستُ وجهي ، العرق يملئ جبهتي و دموعي تغرق عيناي و تلطخ وجنتاي ، رفعت يداي إلى مرمى بصري ، إنني أرتجف و جلدي مقشعر ، أنا أخاف من سيهون إلى هذا الحد .
تنهدت و نظرت إلى كاي إنه نائم و بخير ، أرجو أن يبقى بخير دوماً ، نهضت من مكاني لأذهب إلى دورة المياه ، غسلت وجهي ثم نظرت إلى المرأة لأرى وجهه فيها ، إندفعتُ إلى الخلف و الذعر يمشي بي مجرى الدم .
عادت الهلوسات و الكوابيس به من جديد ، وداعاً للنوم و أهلاً بالأرق مجدداً ، خرجت لأعود إلى كاي ، دثرت عليه الغطاء ثم جلست قرب النافذة أنظر للمطر .
يثبتُ لي أنني لا يمكنني أخراجه مني و العيش بسلام ، إن لم أعيش على حبه سأعيش خائفة منه ،أو نفسي من تحاول أثبات ذلك لي ، أي أنني إنحرفت عن الطريق إليه و ها نفسي تعيدني مجدداً إليه غصباً .
تنهدت مجدداً قبل أن أشعر بالهاتف يهتز بجيبي ، إنه متصل ذا رقم غير مألوف ، أجبت ليصلني صوت رجل قَلِق فوراً .
" السيدة بارك تانيا ، شقتكِ تحترق ، الركن الشمالي خصوصاً !"
الركن الشمالي حيث غرفة تشانيول ، لا هذا الشيء الوحيد الذي تبقى لي منه ، لا أعلم كيف فقدت صوابي و أخرجت أنتعل خفي و على شاكلتي هذه إنطلقت بسيارتي و بسرعتها القصوى إلى شقتي .
وصلت إلى هناك لأنزل سريعاً من سيارتي ، لا ضوضاء و لا نار و لا إطفاء ، لا شيء إنما سيهون ، لقد علمت أنه السبب ، تقدمت إلى حارس العمارة الذي يقف أمام بوابتها لأحدثه بغضب .
تانيا : أنت الذي إتصل يخبرني أن الشقة تحترق ! لماذا كذبت علي ؟ أتعلم ما أستطيع فعله بك الآن ؟!
ناولني هاتفه بينما يرتجف بخفة و يطأطأ رأسه ، أخذت هاتفه لأضعه على أذني ، أعلم إنه سيهون و ابتسمت فور أن وصلني صوته ساخراً .
سيهون : تؤ تؤ تؤ ! عار عليكِ يا زوجتي العزيزة أن تستخدمي قوتكِ القضائية ضد رجل مسكين كهذا ، هذه ليست أخلاق زوجتي الفاضلة المخلصة .
أجبته و أنا أنظر للرجل أسخر منه أيضاً ، مما يظهر لي أن الرجل تعرض للتهديد ليكذب علي هكذا كذبة .
تانيا : عار علي و ليس عار عليك يا ذا الأخلاق ؟! أين أنت ؟!
تشردق ساخراً مني ثم أجابني .
سيهون : في الركن الشمالي الذي يحترق .
أعلم أنه لم يقصد الركن الشمالي الذي أتيت إلى هنا كالمجنونة لأجله بل ركن آخر ، يا لي من مجنونة و غبية ، لو كان الركن الذي فهمته لفعل بي كل هذا ؟ ما زلتُ أتوهم أنه يحبني .
أعدت للرجل هاتفه ثم أعتذرت له و استللت المصعد إلى حيث الركن الشمالي يحترق ، دخلت إلى شقتي و قبل أن أذهب إلى حيث أظنه ذهبت إلى المطبخ ، أخذت سكيناً و ذهبت إلى الركن الشمالي ، دخلت إلى غرفة تشانيول ، إن رائحته النقية عالقة هنا أي أن قدم ذا الركن الشمالي لم تطئ الغرفة .
إذن هو بغرفتي ينتظرني لآتي إليه و يغتصبني ، ليست هذه المرة ، سأزف بعد ثلاثة أيام ، يومين و نصف ليلة .
دخلت إلى غرفتي و أضأت الإنارة لآراه يتمدد على سريري بينما يقرأ إحدى كتبي ، عار عليك أن تعبث بأغراض الآخرين ، لقد عبث بي ، حلال عليه أغراضي لكن فليتركني و شأني .
هتفت ساخرة أرحب به .
تانيا : أهلاً بالمجرم الذي لا يتوب ، ماذا تفعل في داري ؟
نظر لي ثم ابتسم و وضع الكتاب جانباً ، نهض على قدميه ليقف أمامي و يقول .
سيهون : أتيتُ لأرى إذا كانت حضرة المدعي العام التي تنوب قضيتي قد أغلقت ملفي أم لا .
...............................................
سلاااااااااااااااام
كيف حالكم كيكاتي ؟! مستعدين للعودة ؟!!
أحلى اشي بكل الموضوع أنو صور سيهون و كاي نزلوا مع بعض 😂 و هون هما أعداء
لنكاتف لدعم إكسو بهذه العودة !
البارت القادم بعد 60 فوت و 60 كومنت .
١. رأيكم بسيهون و معاملته لأيرين ؟
٢. رأيكم بأيرين ؟ ما علاقتها بتشانيول ؟
٣. رأيكم بكاي ؟ بروده مع تانيا ؟
٤. رأيكم بتانيا ؟ مشاعرها لكاي التي بدأت تتحرك ؟ مشاعرها لسيهون التي بدأت تنطفأ ؟
٥. عودة الهلوسات و الكوابيس تعني مصيبة ، ما هي المصيبة القادمة ؟
٦. ما المقصد من الركن الشمالي ؟ ماذا ينوي سيهون أن يفعل ؟
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі