Chapter Twenty-seven
" أقامة أجبارية في ربوع الحب "
نحن لن ننتهي من كوننا هذين المجنونين في الحب الذي نحن عليه .
أحبك و تحبني و ليقف العالم من بعدنا
فلتعش يا قلبي هذا الحلم و كأنه حقيقة ، عِش على ذكرى حبيب ولى و مات في كل نبضة تصرخ بها ، اليوم هو حلم مستحيل .
سقطت دموعي على تُراب قبره النديّ رغم أنني وعدته أنني سأكون قوية لأجل ابننا و أنني لن أبكي مهما اشتد وجعي ، لكن عزيزي اعذرني فوجعي أقوى مما أطيق .
مسحت دموعي و دثرتُ شعري حول وجهي ليغطي صدغي عن الرؤية فلا يكتشف أحد أنني أبكي ، وضعتُ تلك الوردة التي إكتنزها بيدي فوق ترابه ، إنها حمراء كحبنا ، بذات الصخب و الجنون .
ابتسمتُ بخفة بينما ألتفت إلى بُني الصغير ، أنه أكثر هدوءاً مني بما أنه أعتاد على القدوم إلى هنا ، جلستُ القرفصاء على قدميّ أمامه لأعبث بشعره .
إلتفت إلي بإبتسامة لكنني رأيت عبرها إنكساره ، قبضتُ ملامحي بقلق لذا تحدث فيما يجوب باله .
سيهون : أمي ، يقال لي أنني أشبه أبي كثيراً و لكنني أرجو شيئاً واحد فقط ، أن أرى كيف يبدو ، هل أنا بالفعل أشبهه ؟
حضنته إلى صدري على حين غرة و بكيت على كتفه دون أن أشعره بذلك .
تانيا : ذات العينين ، ذات الشفتين ، و ذات الأنف .
رفعت ذقني عن كتفه و مسحت دموعي بتستر قبل أن أنظر له لأقول بإبتسامة .
تانيا : أنت تشبهه كثيراً .
ابتسم مرحباً و سعيداً بالأمر ثم احتضنني فجأة ليقول .
سيهون : لقد حُرِمتُ منكما لفترة طويلة و لكنني على الأقل إستعدتكِ أنتِ لذا يا أمي أعدكِ أنني سأحميكِ و أحبكِ كما كان يفعل والدي .
أومأت له و كتمت قهقهتي رغم أنني أرغب بالبكاء ، كلام هذا الطفل الصغير أكبر من عمره ، يريد أن يحبني كما أحبني و حماني أبيه ؟! لا أرجوك ، لا مجال لإثنين من سيهون في حياتي ، يكفيني واحد .
أهناك من يحب كوالدك حتى يا صغيري ؟! والدك إن أحب دمر و إن حمى سخط و إن غضب قتل ، لن يقدر أحد أن يحبني أحد كأبيك و لا أريد ، سأقتل من يحبني مثله ، سأبيده ، سيهون لا مثيل له .
أمسكتُ بيده ثم أنحنيت لأخذ حفنة من تراب الحبيب و وضعته في منديلي ثم غادرنا ، كان تشانيول بسيارته ينتظرنا خارج المقبرة .
صعد سيهون في الإمام و أنا صعدتُ في الخلف أتجاهل تحية تشانيول ، ليس عليه أن يتوقع أي تصرف لين أو جيد مني بعد كل الذي فعله و أخفاه عني ، سمعته يتنهد بأستياء و لكنني ما أصغيت فليحترق بنار ندمه إن ندم حتى .
أخذ بطريقه نحو منزله و لكنني أوقفته عندما قلت .
تانيا : انعطف إلى شقتي أو أنزلني هنا !
أوقف السيارة ليلتفت ناحيتي ، كان ينظر لي عبر المرآة ثم قال رافضاً .
تشانيول : لا يصح و أنتِ بهذه الحالة أن تبقي بالشقة وحدكِ و برفقة طِفل صغير !
فتحت الباب أنوي أن أترجل لكنه استوقني مستسلماً .
تشانيول : حسناً ، حسناً ! لكِ ذلك ، سآخذك إلى شقتكِ !
إلتفتُ أنظر نحوه عبر المرآة التي ينظر من خلالها لي ثم قلت .
تانيا : تذكر أنني ما كنتُ أطيعك إلا لأنني أحترمك و بتلاشي احترامي لك أنا لن أطيعك ، الآن اوصلني إلى هناك أو انزلني هنا و إن أردت أن تأخذ أغراض غرفتك ففعل لأنني سأرميها .
تنهد مجدداً غضبان ثم تابع قيادته بصمت لكن بطريقه إلى شقتي ، ترجلت من سيارته ثم أخذت ابني و تركته خلفي اتجاهله دون أن أودعه حتى .
دخلتُ إلى الشِقة ليجري سيهون في أنحائها ، ضحكت بخفة بينما أراقبه بعينيّ ثم إلتفت لأقيم حال الشقة بعد هذا الغياب الطويل ، إنها كما تركتها ، تحتاج تنظيف فقط .
إنحنيت على ركبتاي أمام صغيري ثم قلت بإبتسامة .
تانيا : ماما عليها أن تنظف منزلنا الجديد ، هل سيساعدني البطل اوه سيهون ؟!
تفاجأتُ به يعانقني بلطف ثم قال .
سيهون : بالتأكيد يا أمي سأساعدك و سأعتني بكِ دوماً ، أنا سعيداً جداً لأني ما عدتُ يتيم الأم !
تلك الكلمات مسّت فؤادي ببؤس حتى أنها أثارت في نفسي مشاعر جياشة تستدعي البكاء و ها هي دموعي ترغب في الصعود .
تانيا : لستَ يتيم بعد الآن ، أنا دوماً معك و سأكون بجانبك !
فك ذراعيه الرقيقتين حول عنقي ثم ابتسم لأمسح له دموعه ، ابني لن يبكي بعد الآن أبداً ، اقترب فجأة و قبل وجنتيّ .
سيهون : إذن هيا يا أمي لنحضر أدوات التنظيف اللازمة من الخارج .
أومأت له لأنهض على قدميّ ثم أخذت بيده لنخرج ، أنا لستُ بحاجة عمل أو أي كان ، سأكرس حياتي لابني بما أن الحياة فقدت ألوانها و بقي بريقه وحده يتوهج في حياتي .
ما عدتُ أريد شيء في هذه الحياة سوى ابني ، أريد أن أحميه و اربيه بعناية فقط ، أما المال فسيعيلنا مال سيهون إلى الأبد بعدما نُقِلَت كل الأملاك للصغير سيهون و أصبحتُ الوصية على ميراثه .
سيبقى اسم اوه سيهون عالياً و سيبرق في سماء النجاح بشرف دون أن يستطيع أحد إسقاطه من جديد .
أوقفتُ سيارة أجرة كي تقلنا إلى أقرب مركز تجاري في المنطقة و عندما وصلنا ترجل ابني بسعادة قائلاً .
سيهون : لطالما شعرتُ بالغيرة عندما أرى بقية الأولاد مع أمهاتهم و أنا لا أملك ، الآن أنا سعيد جداً و أريد أن تشتري لي لعبة .
أمسكت بيده و دخلنا ، تلك الكلمات التي يقولها بعفوية تجرح قلبي .
تانيا : سأشتري لك أجمل لعبة على الإطلاق ، بطلي الصغير أنا سأعوضك عن كل ما فاتك ، موافق ؟!
أومئ لي بسعادة ثم تقدمني يهرول و كي لا أضيع خطواته ركضت خلفه إلتقطه و هو يهرب مني يضحك بمرح .
بدأت رحلة تسوقنا بمحل الألعاب و بحماسة ما زلتُ لم أعتاد عليها وجدته يركض يسبقني إلى الداخل سريعاً ، تبعته ابتسم ، شقاوته جديدة علي ،أظن أنه سيدخل البهجة في حياتي و يمسح كآبتها ، انظر يا سيهون لابنك !
دخلت إلى المركز لتختفي إبتسامتي سريعاً ، أين ذهب ؟! لقد كان لتوه أمامي ! جلتُ المحل التجاري و لم أجده ، وجدت نفسي أصيح بلا وعي و كل عضل في جسدي يرتجف .
تانيا : سيهون !
ركضت في ممرات المحل ابحث عنه بلهفة بينما أنادي عليه ، قلبي كالطبل يدق صدري ، خوت أطرافي و تهالك عزمي لشدة فزعي ، ابني لا أجده مهما بحثت .
بحثت عنه في الجوار و لم أجده حتى بدأت الناس تتجمع حولي .
تانيا : أرني تسجيلات الكاميرا فوراً !
أمرت الرجل الذي يدير المحل بعد أن خرج على فزعي .
" لكن سيدتي ، يجب أن يتم الأمر بمذكرة من الشرطة . "
تانيا : و اللعنة عليك ! أقول لك ابني ضاع و انت تقول مذكرة .
من خلفي آتى رجل ذا رائحة أعرفها و صوت أعرفه .
تشانيول : المدعي العام بارك تشانيول ، أريها تسجيلات الكاميرا !
إلتفتُ إليه ليربت على كتفي .
تشانيول : لا تقلقي ، أنا معكِ سنجده !
ما إلتفتُ إلى كلامه بقدر ما همني أن أجد ابني ، أخذنا الرجل إلى غرفة المراقبة و كانت هناك المفاجأة ، الكاميرات تعطلت .
هذا يعني شيء واحد ، أن ابني لم يتوه عني بل لقد إختطفه أحد ما ، ألن تنتهي هذه الحياة البوليسية الإجرامية ؟! و ما شأن صغيري ؟!
تشانيول : افتح ملف التحقيق و باشروا بالبحث عن الطفل !
أمر رجال الأمن الذي دخلوا ليأدوا له التحية و ينطلقوا كي يباشروا بعملهم .
تانيا : من قد يلجأ إلى إختطاف طفل صغير ؟! من الذي قد يفعل شيء كهذا ؟!
احتضنني تشانيول برفق عندما أخذت أبكي بحرقة على فقدان طفلي .
تشانيول : ربما علم أحد بأمر عودتك من أعداء اوه سيهون فأراد أخذ السداد منك و من ابنه ، أعدائه الأحرار ما زالوا كُثر !
ما كان يجرؤ أحد على الإقتراب مني و هو حيّ ، أبعد موته يجرؤن ؟! كدتُ أنهار لشدة هلعي على طفلي ، أنا للتوّ إستعدته و لتوّه استعادني ، أشعر بقلبي يتمزق و صدري قد ضاق لشدة قلقي ، ما عادت قدمي تستطيع حملي فكدتُ أن أسقط لولا أن أخي تمسك بي سريعاً .
انتهى بي الأمر في منزل تشانيول مجدداً رغماً عن إرادتي ، جلستُ على الأريكة و أتت آيرين تحاول تهدأتي ، أما تشانيول فلقد ذهب و وعدني أنه لن يعود إلا بصحبة طفلي .
إنني أبكي بقدر ما أتألم و أخال أن الجميع يعلم كيف بكاء الأم إن فقدت طفلها ، مرت الدقائق ساعات و مرت الساعات أيام دون أن يصلني خبر عن صغيري .
كلما إتصلت بتشانيول أخبرني أنه لم يجده و ما زال يبحث و على هذه الحال مر أسبوع و أنا أنتحب و أبكي و ما بيدي حيلة سوى أن أنتظر رداً .
وقفت سريعاً عندما سمعت صوت الباب يُفتح و ركضت إلى هناك لأرى تشانيول يدلف .
تانيا : هل عثرت على ابني ؟! هل وجدته ؟!
تنهد مستاءً ثم همس .
تشانيول : ما زلتُ ابحث ، سأغير ثيابي و أخرج مجدداً .
ربت على كتفي ثم تجاوزني و أنا وقفت في محلي منهارة ، أريد ابني فقط ، شعرت بشيء صغير بحجم ابني يحتضن ساقي ، أنها تانيا الصغيرة .
تانيا : عمتي لا تبكي ، سيجدوا أخي و سيعود .
أرجو ذلك من كل قلبي ، ربتت على رأسها ثم حملتها على ذراعي و دخلتُ مجدداً ، جلست و اجلستها على قدمي ثم احتضنتها ، لها رائحة تشبه رائحة ابني .
وصلتني رسالة على هاتفي و بلهفة أجبتها ، أي شيء قد يكون من صغيري .
" اذهبي إلى شقتك وحدك و دون أن تخبري أحد ! "
هكذا كان نص الرسالة ، يبدو أنني المقصودة في إختطاف ابني .
وضعت تانيا جانباً ثم همست أحدثها بحذر .
تانيا : تانيا الجميلة ، لا تخبري أحد أنني خرجت ، أن سألك بابا عني اخبريه أنني في دورة المياه ، حسناً ؟!
أومأت لي فنهضت و خفية خرجت من المنزل ، لم أنسى أن أسرق مفاتيح سيارة أخي السوداء ، هو لن يلاحظ غيابها بما أنه لا يستخدمها ، قدتُ السيارة بسرعة إلى الشقة ، الشوارع فارغة و الليل دامس ، إنها الواحدة بعد منتصف الليل .
بينما أقود بسرعة عالية نسبياً خرجت سيارة أمامي من العدم تقف في منتصف الطريق أمامي مباشرة ، بما أني شرطية سابقاً أدرك جيداً أن هذه ليست تصرفات عبثية بل خبيثة .
قدتُ سيارتي بهدوء نحو السيارة أمامي و قبل أن أمسّها بي توقفت ، أضئت الأضواء الأمامية لكن النوافذ مضللة ، تنهدتُ و تحسستُ السكين التي أخبئها على كاحلي ، أنا لو تبرأت الشرطة مني أنا لن أتبرأ منها .
خرج رجل من العدم يرتدي ثياب سوداء و يضع قناع أسود على وجهه ليقف مستنداً على السيارة و مكتفاً ذراعيه إلى صدره .
قبضت حاجبيّ إذ بدى مألوفاً لي لكنني لم أميزه بعد ، ارتفعت يده بهدوء بينما يواجهني ثم أنزل عن وجهه لِثامه .
شهقت مرعوبة منه ، هذا ربما شبح أو خيال ، لكنه ليس اوه سيهون الرجل الذي احبني و تزوجته .
ارتكز عن إتكائه ثم تقدم خطوة ليبسط كفيه على مقدمة سيارتي ، ارتجفت أناملي التي أمسك بها المقود ، النظرة في عينيه لا ترحم ، الحلم الذي أفاقني لم يكن عبثاً ، هو غاضب مني و يريد أن ينال مني عمّا فعلته .
أعلم جيداً أنه إن أمسك بي لن يحتضنني بل سيعاقبني أشد العقاب لأنني تبعته و تركت ابننا خلفي و الآن الصغير اختفى ، سيضع اللوم علي أنا متأكدة ، عيناه تتحدث و أن أفهم لغتها .
رفع يديه عن مقدمة السيارة و كانت فرصتي لأهرب إذ تراجعت سريعاً بالسيارة حتى أنها أصدرت دخان نافث و صوت احتكاك العجلات بالأسفلت أثار ضجيجاً قوياً في صمت الليل و سكونه هذا .
ضرب الهواء غاضباً ثم ركض كي يركب سيارته و يتبعني ، إذن هذا ليس شبحه و لا خياله ، إنه حقيقي جداً و أنا لا أتوهم !
أدار سيارته نحو سيارتي و قبل أن يحركها ليتبعني أدرتُ عجلتي و قدتُ السيارة بالسرعة القصوى بعيداً عنه ، الشوارع فارغة و هو يتبعني بهذه الحرية ، أنا أكاد أموت خوفاً .
أصبحت أبكي من جديد لا أعرف لماذا بالضبط ، هل فرحاً لأنه حي أم خوفاً لأنه غاضب مني ؟ ما زلتُ أذكر ما قاله لي " احرصي مني إن عدتُ للحياة سأقتلك ببطء تانيا ! " ما زالت كلماته ترن في أسماعي .
تفحصت أثر سيارته من المرآة إن كان يتبعني ، ها هو خلفي و يشير لي بأضواء السيارة أن أصطف على قارعة الطريق ، لن أفعل ، لن أتحمل أن أواجهك ، أنا لا اقدر على مواجهتك !
أرجوك امهل عقلي الوقت لأن يستوعب أنك ما زلت حي ثم دع قلبي يعبر عن شوقه لك ، دعني احتضنك و اقبلك ثم اغضب علي و حاسبني ، لو كان الأمر كذلك لما هربت منك ، أرجوك أجعلني أسقط ببطء .
هو أكثر إصراراً بملاحقتي من تركي اهرب كما أريد ، أرجوك دعني اذهب قليلاً فقط ثم سأعود ، ادرك جيداً أنه إن أمسك بي سينفذ وعيده و يقتلني ببطء مجدداً .
إزدادت سرعته و يكاد يدركني و أنا إزداد ذعري و بلحظة انهياري صرخت أضرب المقود و ابكي بقوة .
تانيا : سيهون ستقتلني ! أرجوك دعني قليلاً !
صرخت بأعلى نوتة أستطيع الوصول لها عندما خرجت سيارته و اصطفت أمام سيارتي ، أمسكت بالمقود بقوة و ضغطت على المكابح قدر ما أستطيع حتى أوقف السيارة .
صوت زعيق العجلات يثير ذعري و حقيقة أنه يقف أمام سيارته بثبات يقابلني دون أن يتزحزح و أنني لربما أدهسه تثير ذعري أكثر ، أرجوك ابتعد !
توقفت السيارة أخيراً و أنا بالفعل قد وصلت لأكثر حالاتي مشقة ، إنني أتنفس بقوة و كأن رئتيّ أنقطعت عن التنفس لفترة طويلة و الآن فقط أتت تعوض و قلبي ينبض بقوة و لا أشك أنه يضخ كل دمي في كل لحظة .
رفعت رأسي عن المقود و نظرت أمامي ابحث عنه ، الآن أرجوك اظهر ، لا تخبرني أنني صدمتك ، أقسم لك أنني أحاولت ألا أفعل و لا تقل أنني كنت أتوهم أو أن شبحك كان يتبعني !
فُتِح باب السيارة من جهتي ثم شعرت بقبضة تخنق ذراعي و بي أُسحَب بخشونة من السيارة ، رطمني بهيكل السيارة و حاصرني بجسده ، ما زلت لم أنظر إلى وجهه .
رفعت رأسي ببطء شديد ناحية وجهه ، شهقتُ بخفة لشدة فرحي عندما رأيت وجهه و تلقائياً رفعتُ يدي أضعها على وجهه ، أتأكد أن هذا هو و ليس خياله .
فور أن لمسته أبعد يدي عن وجهه بخشونة ، على الأقل علمت أنه هو حي و هذا هو بلحمه ، اشتدت يديه غلظة التي على معصمي يقصد إيلامي و أنا راح قلبي يرقص فرحاً لأنه حي و ذعراً لأنه عاد لينتقم من جديد .
سيهون : لماذا فعلتِ هذا؟!
حاولت السيطرة على نفسي ، أقسم أنني حاولت لكنني فشلت مجدداً عندما بكيت أمامه بصخب ليس خوفاً على نفسي منه قدر فرحي لعودته ، أسندت جبهتي على صدره أرجوك لا تدفعني ، دعني أبكي على راحتي .
عندما سكت عني و تركني أبكي على صدره دون أن يصدني أو يضمني طمعتُ بالمزيد منه فوجدتُ نفسي أرفع يديّ أتحسس صدره صعوداً حتى أحيط بها عنقه ، إنه حي و واقعي جداً .
تمسكت به و أرحت أصابعي خلف عنقه ثم جذبته لي كي أستطيع النظر إلى وجهه كما اريد ، عيناه الباردتان ، أنفه الحاد و شفاهه ، كل شيء به كما عهدته ، أنه اوه سيهون بلحمه و شحمه أمامي .
رفعت أناملي و تحسست بها وجهه ، لم أدرك أن أصابعي ترتجف و أن نفسي يضيق لصدمتي ، أشعر بروحي تتلاشى ، أشعر بنفسي تضيع بمتاهة لا أجد لها مدخل من مخرج ، متاهته هو ، متاهة أوه سيهون .
بتهور أو بشوق لا أدري أي منهما الصحيح قبلت وجنتيه ، أنفه ، ذقنه و انتهيت أقبل شفتيه و قد اختلطت قبلاتي مع دموعي ، أرجوك أخبرني أنك اوه سيهون حبيبي و أب ابني .
رغم أنه لم يبادلني أي من أعراض شوقي لكنني ما عارضت ، يكفي أنني أستطيع الشعور به حقيقة أمامي الآن ، تعلقت بعنقه و غمست رأسي في عنقه ، احتضنه أبكي منه و عليه له .
مع مرور الثواني كنت أزداد تمسكاً به و مع مرور الدقائق كانت حرارة بكائي تزداد ، لقد اشتقت له كثيراً لكنه بالنهاية تحرك ، فقط ليدفعني عنه و يجعلني أقف ضد هيكل سيارتي محاصرة بين ذراعيه من جديد بوضعية تجعلني أدرك أن نوبة غضب قادمة .
لا بأس ، اغضب ، اصرخ ، حطم و افعل ما شِئت ، يكفي أنك سمحت لي بإحتضانك ، لمسك ، و تقبيلك ، لو أنك قتلتني الآن أنا راضية .
سيهون : كيف هان عليكِ طفل صغير مني و منكِ أن تتركيه وحده و تتبعيني ؟!
أخفضتُ رأسي لا أقدر على مواجهته لكنه كان مُصِراً إذ أمسك بذقني بأصابعه و بخشونة قاد رأسي للأعلى ، النظرة في عينيه مظلمة و النظر فيهما يثير الرعب .
سيهون : تحدثي !
أغلقت عينيّ و شهقت بتكتم عندما صرخ بي بهذه ، أنا لا أملك تبريراً لأقدمه و مهما كان سيراه بالياً أحتج به ليسقط إتهامه عني و هو بالفعل إتهام نابع من جريمة إقترفتها .
أمسك بوجهي بين راحتيه و رفع وجهي مجدداً ، فتحت عينيّ لأرى في عينيه الدموع تتراكم و بينما يتحدث معي سقطت ، لقد بكى .
سيهون : تعلمين جيداً كم أن اليُتم موحش ، أتبيعين ابننا فقط لأنكِ ضعفتِ ؟!
ترك وجهي ليهمس .
سيهون : هذه ليست تانيا التي وقعت بحبها أبداً !
مسحت دموعي و أردتُ أن أتحدث ، لا لأن أدافع عن نفسي بل لأعتذر و اطلب منه أن يسامحني لكنه سبقني مجدداً عندما وضع سبابته على شفتيّ و قال بغلظة ، أرى الغضب فيه يلف آلامه و هذا بحق خطير .
سيهون : و بما أنكِ أضعف من أن تقاتلي لأجل طفلي ، لا تحلمي برؤيته مجدداً ، أنا أولى به منكِ ، على الأقل لن أتركه خلفي و هو لا يملك غيري .
هو من اختطفه ، سيهون من اختطف ابني ، رفع ذراعيه عن محاصرتي و إلتفت يبتعد عني لكنني لا أستطيع أن يجعله يذهب و لتوّي قد استعدته ، لا أستطيع أن يجعله يذهب و ابني بحوزته يمنعني عنه .
حضنته من دبر و عقدتُ يدايّ حوله ، اسند جبهتي على ظهره و ابكي .
تانيا : أرجوك لا تذهب ، سامح ضعفي ، خبر وفاتك يومها قد فتتني و ضيع مني عقلي ، كنتُ أحوج لك منه، كنت أحتاجك أضعاف حاجته لي ، أرجوك ارحمني ، أنا لا أقوى على المقاومة أكثر !
دون أن يرحمني قلبه فك عقدة يديّ حوله و سار دوني ، لا أرجوك ، ما عدتُ أقوى على المزيد ، صرخت بقوة أوقفه .
تانيا : سيهون ! توقف عن كونك أناني و لو لمرة واحدة و فكر بنا بدل أن تتحرك فقط لدحضي عنك !
عاد سريعاً ليقف أمامي متهجماً لكنني لم أترك له الفرصة ليقول المزيد بل ردعته عندما شوهت المشاعر التي في قلبي فقط لتكون بصيغة يفهمها .
سيهون : مهما حاولت نزعي عنك فأنا وِثاق غليظ سيزداد سُمكاً عليك كلما حاولت فكه !
امسك بذقني فجأة و بقصد إيلامي عنفّ جلدي بأظافره لكنني ما تألمت بل نظرت في عينيه و كل القوة بي ، هسهس غاضب لصراخي إذن اسمع صوت روحي تتوسلك احتضاني إن كرهت صوت صراخي .
سيهون : ماذا تظنين نفسكِ أنتِ ؟! ها؟!
بكل ما أوتيت من جراءة و قوة و بكل ما امتلكت يوماً من ثبات أخجلته بمشاعره و رددت عليه بما ينكره .
تانيا : أنا حبيبتك و زوجتك ، أنا المرأة التي تحب و لأجلها صمدت ، و لها عدت ، و منها أنجبت !
اقتربت إليه بجراءة و نقرت على صدره تماماً فوق قلبه تحديداً حيث هناك قطعة اللحم تنبض بصخب فقط لأجلي و رغماً عنه تتأثر بقربي .
تانيا : مهما أنكرت و صمدت ، أنا المرأة التي لأجلها أصبحت مجرم ! مجرم في الإخلاص!
ضممت سبابتي التي نقرت بها قلبه مع بقية أصابعي على شكل قبضة أشدد عليها لأخفف هول كمّ المشاعر المهوّلة التي أصابتني فجأة و عينيّ ما تزحزت عن عينيه قدر نُتفة ، أرى فيهما ضعفه و قلة حيلته أمام مشاعره هو .
إن ما استسلم لمشاعره الآن سيستلم قريباً و يحتضنني ، كنت كل ما أريده أن يتقبلني ، أن يحويني بين ذراعيه ، أن يعيدني إليه ، كنتُ انتظر إستسلامه بفارغ الصبر ، تريثتُ انتظره أن يفعل و ما انتظرت كثيراً .
أمسك فجأة بوجنتيّ و أمال رأسي بزاوية تناسب شفتيه ثم قبلني لتنهمر دموعي فرحاً ، أخيراً أنا أستعدته ، أحطتُ عنقه و قبلته بشوق كبير و حب وفير .
أسند جبهته على جبهتي و أخذنا نتنفس أنفاس بعضنا .
تانيا : أعدك أنني سأغمرك بحب كثير و لن أبخل عليك بأي مما تريد ، سأمنحك نفسي فقط قل أعطني و سأكون بين يديك ، أنا لا اريد شيئاً سواك و ابني ، أرجوك عد يا سيهون !
كان رده علي أن قبلني مجدداً ، أخذت أبكي بين قبلاته و أخذ يبكي معي ، كلانا نحتاج تربيتة فوق قلوبنا و لا بأس مع الكثير من الأمل .
سيهون : أعطني !
همس بها بصوت أجش و أنا ما ترددت بمقدار ثانية حتى و اعطيته نفسي ، حبي ، و حناني ، ضممته كما أضم ابني ، أحببته كما لم أحب رجل من قبله و لا من بعده ، واسيته كما اواسي نفسي و منحته نفسي مع ثقتي بأنه سيحفظني .
تانيا : أنا أحبك جداً اوه سيهون !
سيهون : و أنا أحبك !
كلمة من اربع حروف دفعت عمري ثمن لسماعها ، لأول مرة يقولها ، يقول لي أنه يحبني ، سيهون لم يعترف لي من قبل أنه يحبني ، سيهون قال أنه يحبني .
سيهون : أنا أحبكِ جداً يا تانيا !
يكاد يغمى علي لفرط فرحي ، كدتُ أن أسقط لكنه تمسك بي فتوسلته أبكي .
تانيا : أرجوك كررها مجدداً ! قل مجدداً أنك تحبني !
أمسك بي فجأة من خصري و رفعني عن الأرض ليحلق جسدي في الهواء و أخذ يدور بي بينما يصرخ ضاحكاً .
سيهون : أنا أحبكِ اوه تانيا ، أحبكِ جداً !
..................................
سلاااااااااام
امسحوا دموعكم و انا امسحهم كمان😇
ايش الهابي ايندنغ الرومانسية هاي ، بس لسة ما خلصنا ، ضلت حلقة واحدة ناقصة ( الأسرار ) لهيك البارت الأخير ربما القادم ربما .
على فكرة بما انو الرواية اجاني الإلهام لها لما توفى جونغهيون ، كان لازم الأثنين يموتوا لكن أنا عدوة النهايات البائسة .
البارت القادم بعد ٩٠ فوت و ٩٠ كومنت .
١ . رأيكم بِ سيهون ؟! اعترافه ؟! غضبه لان تانيا تركت ابنهم ؟!
٢ . كيف سيهون لسة عايش ؟!
٣ رأيكم بتانيا و مشاعرها الجياشة تجاه سيهون ؟!
٤. شو ممكن يكون السر الي غير تانيا على تشانيول ؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
نحن لن ننتهي من كوننا هذين المجنونين في الحب الذي نحن عليه .
أحبك و تحبني و ليقف العالم من بعدنا
فلتعش يا قلبي هذا الحلم و كأنه حقيقة ، عِش على ذكرى حبيب ولى و مات في كل نبضة تصرخ بها ، اليوم هو حلم مستحيل .
سقطت دموعي على تُراب قبره النديّ رغم أنني وعدته أنني سأكون قوية لأجل ابننا و أنني لن أبكي مهما اشتد وجعي ، لكن عزيزي اعذرني فوجعي أقوى مما أطيق .
مسحت دموعي و دثرتُ شعري حول وجهي ليغطي صدغي عن الرؤية فلا يكتشف أحد أنني أبكي ، وضعتُ تلك الوردة التي إكتنزها بيدي فوق ترابه ، إنها حمراء كحبنا ، بذات الصخب و الجنون .
ابتسمتُ بخفة بينما ألتفت إلى بُني الصغير ، أنه أكثر هدوءاً مني بما أنه أعتاد على القدوم إلى هنا ، جلستُ القرفصاء على قدميّ أمامه لأعبث بشعره .
إلتفت إلي بإبتسامة لكنني رأيت عبرها إنكساره ، قبضتُ ملامحي بقلق لذا تحدث فيما يجوب باله .
سيهون : أمي ، يقال لي أنني أشبه أبي كثيراً و لكنني أرجو شيئاً واحد فقط ، أن أرى كيف يبدو ، هل أنا بالفعل أشبهه ؟
حضنته إلى صدري على حين غرة و بكيت على كتفه دون أن أشعره بذلك .
تانيا : ذات العينين ، ذات الشفتين ، و ذات الأنف .
رفعت ذقني عن كتفه و مسحت دموعي بتستر قبل أن أنظر له لأقول بإبتسامة .
تانيا : أنت تشبهه كثيراً .
ابتسم مرحباً و سعيداً بالأمر ثم احتضنني فجأة ليقول .
سيهون : لقد حُرِمتُ منكما لفترة طويلة و لكنني على الأقل إستعدتكِ أنتِ لذا يا أمي أعدكِ أنني سأحميكِ و أحبكِ كما كان يفعل والدي .
أومأت له و كتمت قهقهتي رغم أنني أرغب بالبكاء ، كلام هذا الطفل الصغير أكبر من عمره ، يريد أن يحبني كما أحبني و حماني أبيه ؟! لا أرجوك ، لا مجال لإثنين من سيهون في حياتي ، يكفيني واحد .
أهناك من يحب كوالدك حتى يا صغيري ؟! والدك إن أحب دمر و إن حمى سخط و إن غضب قتل ، لن يقدر أحد أن يحبني أحد كأبيك و لا أريد ، سأقتل من يحبني مثله ، سأبيده ، سيهون لا مثيل له .
أمسكتُ بيده ثم أنحنيت لأخذ حفنة من تراب الحبيب و وضعته في منديلي ثم غادرنا ، كان تشانيول بسيارته ينتظرنا خارج المقبرة .
صعد سيهون في الإمام و أنا صعدتُ في الخلف أتجاهل تحية تشانيول ، ليس عليه أن يتوقع أي تصرف لين أو جيد مني بعد كل الذي فعله و أخفاه عني ، سمعته يتنهد بأستياء و لكنني ما أصغيت فليحترق بنار ندمه إن ندم حتى .
أخذ بطريقه نحو منزله و لكنني أوقفته عندما قلت .
تانيا : انعطف إلى شقتي أو أنزلني هنا !
أوقف السيارة ليلتفت ناحيتي ، كان ينظر لي عبر المرآة ثم قال رافضاً .
تشانيول : لا يصح و أنتِ بهذه الحالة أن تبقي بالشقة وحدكِ و برفقة طِفل صغير !
فتحت الباب أنوي أن أترجل لكنه استوقني مستسلماً .
تشانيول : حسناً ، حسناً ! لكِ ذلك ، سآخذك إلى شقتكِ !
إلتفتُ أنظر نحوه عبر المرآة التي ينظر من خلالها لي ثم قلت .
تانيا : تذكر أنني ما كنتُ أطيعك إلا لأنني أحترمك و بتلاشي احترامي لك أنا لن أطيعك ، الآن اوصلني إلى هناك أو انزلني هنا و إن أردت أن تأخذ أغراض غرفتك ففعل لأنني سأرميها .
تنهد مجدداً غضبان ثم تابع قيادته بصمت لكن بطريقه إلى شقتي ، ترجلت من سيارته ثم أخذت ابني و تركته خلفي اتجاهله دون أن أودعه حتى .
دخلتُ إلى الشِقة ليجري سيهون في أنحائها ، ضحكت بخفة بينما أراقبه بعينيّ ثم إلتفت لأقيم حال الشقة بعد هذا الغياب الطويل ، إنها كما تركتها ، تحتاج تنظيف فقط .
إنحنيت على ركبتاي أمام صغيري ثم قلت بإبتسامة .
تانيا : ماما عليها أن تنظف منزلنا الجديد ، هل سيساعدني البطل اوه سيهون ؟!
تفاجأتُ به يعانقني بلطف ثم قال .
سيهون : بالتأكيد يا أمي سأساعدك و سأعتني بكِ دوماً ، أنا سعيداً جداً لأني ما عدتُ يتيم الأم !
تلك الكلمات مسّت فؤادي ببؤس حتى أنها أثارت في نفسي مشاعر جياشة تستدعي البكاء و ها هي دموعي ترغب في الصعود .
تانيا : لستَ يتيم بعد الآن ، أنا دوماً معك و سأكون بجانبك !
فك ذراعيه الرقيقتين حول عنقي ثم ابتسم لأمسح له دموعه ، ابني لن يبكي بعد الآن أبداً ، اقترب فجأة و قبل وجنتيّ .
سيهون : إذن هيا يا أمي لنحضر أدوات التنظيف اللازمة من الخارج .
أومأت له لأنهض على قدميّ ثم أخذت بيده لنخرج ، أنا لستُ بحاجة عمل أو أي كان ، سأكرس حياتي لابني بما أن الحياة فقدت ألوانها و بقي بريقه وحده يتوهج في حياتي .
ما عدتُ أريد شيء في هذه الحياة سوى ابني ، أريد أن أحميه و اربيه بعناية فقط ، أما المال فسيعيلنا مال سيهون إلى الأبد بعدما نُقِلَت كل الأملاك للصغير سيهون و أصبحتُ الوصية على ميراثه .
سيبقى اسم اوه سيهون عالياً و سيبرق في سماء النجاح بشرف دون أن يستطيع أحد إسقاطه من جديد .
أوقفتُ سيارة أجرة كي تقلنا إلى أقرب مركز تجاري في المنطقة و عندما وصلنا ترجل ابني بسعادة قائلاً .
سيهون : لطالما شعرتُ بالغيرة عندما أرى بقية الأولاد مع أمهاتهم و أنا لا أملك ، الآن أنا سعيد جداً و أريد أن تشتري لي لعبة .
أمسكت بيده و دخلنا ، تلك الكلمات التي يقولها بعفوية تجرح قلبي .
تانيا : سأشتري لك أجمل لعبة على الإطلاق ، بطلي الصغير أنا سأعوضك عن كل ما فاتك ، موافق ؟!
أومئ لي بسعادة ثم تقدمني يهرول و كي لا أضيع خطواته ركضت خلفه إلتقطه و هو يهرب مني يضحك بمرح .
بدأت رحلة تسوقنا بمحل الألعاب و بحماسة ما زلتُ لم أعتاد عليها وجدته يركض يسبقني إلى الداخل سريعاً ، تبعته ابتسم ، شقاوته جديدة علي ،أظن أنه سيدخل البهجة في حياتي و يمسح كآبتها ، انظر يا سيهون لابنك !
دخلت إلى المركز لتختفي إبتسامتي سريعاً ، أين ذهب ؟! لقد كان لتوه أمامي ! جلتُ المحل التجاري و لم أجده ، وجدت نفسي أصيح بلا وعي و كل عضل في جسدي يرتجف .
تانيا : سيهون !
ركضت في ممرات المحل ابحث عنه بلهفة بينما أنادي عليه ، قلبي كالطبل يدق صدري ، خوت أطرافي و تهالك عزمي لشدة فزعي ، ابني لا أجده مهما بحثت .
بحثت عنه في الجوار و لم أجده حتى بدأت الناس تتجمع حولي .
تانيا : أرني تسجيلات الكاميرا فوراً !
أمرت الرجل الذي يدير المحل بعد أن خرج على فزعي .
" لكن سيدتي ، يجب أن يتم الأمر بمذكرة من الشرطة . "
تانيا : و اللعنة عليك ! أقول لك ابني ضاع و انت تقول مذكرة .
من خلفي آتى رجل ذا رائحة أعرفها و صوت أعرفه .
تشانيول : المدعي العام بارك تشانيول ، أريها تسجيلات الكاميرا !
إلتفتُ إليه ليربت على كتفي .
تشانيول : لا تقلقي ، أنا معكِ سنجده !
ما إلتفتُ إلى كلامه بقدر ما همني أن أجد ابني ، أخذنا الرجل إلى غرفة المراقبة و كانت هناك المفاجأة ، الكاميرات تعطلت .
هذا يعني شيء واحد ، أن ابني لم يتوه عني بل لقد إختطفه أحد ما ، ألن تنتهي هذه الحياة البوليسية الإجرامية ؟! و ما شأن صغيري ؟!
تشانيول : افتح ملف التحقيق و باشروا بالبحث عن الطفل !
أمر رجال الأمن الذي دخلوا ليأدوا له التحية و ينطلقوا كي يباشروا بعملهم .
تانيا : من قد يلجأ إلى إختطاف طفل صغير ؟! من الذي قد يفعل شيء كهذا ؟!
احتضنني تشانيول برفق عندما أخذت أبكي بحرقة على فقدان طفلي .
تشانيول : ربما علم أحد بأمر عودتك من أعداء اوه سيهون فأراد أخذ السداد منك و من ابنه ، أعدائه الأحرار ما زالوا كُثر !
ما كان يجرؤ أحد على الإقتراب مني و هو حيّ ، أبعد موته يجرؤن ؟! كدتُ أنهار لشدة هلعي على طفلي ، أنا للتوّ إستعدته و لتوّه استعادني ، أشعر بقلبي يتمزق و صدري قد ضاق لشدة قلقي ، ما عادت قدمي تستطيع حملي فكدتُ أن أسقط لولا أن أخي تمسك بي سريعاً .
انتهى بي الأمر في منزل تشانيول مجدداً رغماً عن إرادتي ، جلستُ على الأريكة و أتت آيرين تحاول تهدأتي ، أما تشانيول فلقد ذهب و وعدني أنه لن يعود إلا بصحبة طفلي .
إنني أبكي بقدر ما أتألم و أخال أن الجميع يعلم كيف بكاء الأم إن فقدت طفلها ، مرت الدقائق ساعات و مرت الساعات أيام دون أن يصلني خبر عن صغيري .
كلما إتصلت بتشانيول أخبرني أنه لم يجده و ما زال يبحث و على هذه الحال مر أسبوع و أنا أنتحب و أبكي و ما بيدي حيلة سوى أن أنتظر رداً .
وقفت سريعاً عندما سمعت صوت الباب يُفتح و ركضت إلى هناك لأرى تشانيول يدلف .
تانيا : هل عثرت على ابني ؟! هل وجدته ؟!
تنهد مستاءً ثم همس .
تشانيول : ما زلتُ ابحث ، سأغير ثيابي و أخرج مجدداً .
ربت على كتفي ثم تجاوزني و أنا وقفت في محلي منهارة ، أريد ابني فقط ، شعرت بشيء صغير بحجم ابني يحتضن ساقي ، أنها تانيا الصغيرة .
تانيا : عمتي لا تبكي ، سيجدوا أخي و سيعود .
أرجو ذلك من كل قلبي ، ربتت على رأسها ثم حملتها على ذراعي و دخلتُ مجدداً ، جلست و اجلستها على قدمي ثم احتضنتها ، لها رائحة تشبه رائحة ابني .
وصلتني رسالة على هاتفي و بلهفة أجبتها ، أي شيء قد يكون من صغيري .
" اذهبي إلى شقتك وحدك و دون أن تخبري أحد ! "
هكذا كان نص الرسالة ، يبدو أنني المقصودة في إختطاف ابني .
وضعت تانيا جانباً ثم همست أحدثها بحذر .
تانيا : تانيا الجميلة ، لا تخبري أحد أنني خرجت ، أن سألك بابا عني اخبريه أنني في دورة المياه ، حسناً ؟!
أومأت لي فنهضت و خفية خرجت من المنزل ، لم أنسى أن أسرق مفاتيح سيارة أخي السوداء ، هو لن يلاحظ غيابها بما أنه لا يستخدمها ، قدتُ السيارة بسرعة إلى الشقة ، الشوارع فارغة و الليل دامس ، إنها الواحدة بعد منتصف الليل .
بينما أقود بسرعة عالية نسبياً خرجت سيارة أمامي من العدم تقف في منتصف الطريق أمامي مباشرة ، بما أني شرطية سابقاً أدرك جيداً أن هذه ليست تصرفات عبثية بل خبيثة .
قدتُ سيارتي بهدوء نحو السيارة أمامي و قبل أن أمسّها بي توقفت ، أضئت الأضواء الأمامية لكن النوافذ مضللة ، تنهدتُ و تحسستُ السكين التي أخبئها على كاحلي ، أنا لو تبرأت الشرطة مني أنا لن أتبرأ منها .
خرج رجل من العدم يرتدي ثياب سوداء و يضع قناع أسود على وجهه ليقف مستنداً على السيارة و مكتفاً ذراعيه إلى صدره .
قبضت حاجبيّ إذ بدى مألوفاً لي لكنني لم أميزه بعد ، ارتفعت يده بهدوء بينما يواجهني ثم أنزل عن وجهه لِثامه .
شهقت مرعوبة منه ، هذا ربما شبح أو خيال ، لكنه ليس اوه سيهون الرجل الذي احبني و تزوجته .
ارتكز عن إتكائه ثم تقدم خطوة ليبسط كفيه على مقدمة سيارتي ، ارتجفت أناملي التي أمسك بها المقود ، النظرة في عينيه لا ترحم ، الحلم الذي أفاقني لم يكن عبثاً ، هو غاضب مني و يريد أن ينال مني عمّا فعلته .
أعلم جيداً أنه إن أمسك بي لن يحتضنني بل سيعاقبني أشد العقاب لأنني تبعته و تركت ابننا خلفي و الآن الصغير اختفى ، سيضع اللوم علي أنا متأكدة ، عيناه تتحدث و أن أفهم لغتها .
رفع يديه عن مقدمة السيارة و كانت فرصتي لأهرب إذ تراجعت سريعاً بالسيارة حتى أنها أصدرت دخان نافث و صوت احتكاك العجلات بالأسفلت أثار ضجيجاً قوياً في صمت الليل و سكونه هذا .
ضرب الهواء غاضباً ثم ركض كي يركب سيارته و يتبعني ، إذن هذا ليس شبحه و لا خياله ، إنه حقيقي جداً و أنا لا أتوهم !
أدار سيارته نحو سيارتي و قبل أن يحركها ليتبعني أدرتُ عجلتي و قدتُ السيارة بالسرعة القصوى بعيداً عنه ، الشوارع فارغة و هو يتبعني بهذه الحرية ، أنا أكاد أموت خوفاً .
أصبحت أبكي من جديد لا أعرف لماذا بالضبط ، هل فرحاً لأنه حي أم خوفاً لأنه غاضب مني ؟ ما زلتُ أذكر ما قاله لي " احرصي مني إن عدتُ للحياة سأقتلك ببطء تانيا ! " ما زالت كلماته ترن في أسماعي .
تفحصت أثر سيارته من المرآة إن كان يتبعني ، ها هو خلفي و يشير لي بأضواء السيارة أن أصطف على قارعة الطريق ، لن أفعل ، لن أتحمل أن أواجهك ، أنا لا اقدر على مواجهتك !
أرجوك امهل عقلي الوقت لأن يستوعب أنك ما زلت حي ثم دع قلبي يعبر عن شوقه لك ، دعني احتضنك و اقبلك ثم اغضب علي و حاسبني ، لو كان الأمر كذلك لما هربت منك ، أرجوك أجعلني أسقط ببطء .
هو أكثر إصراراً بملاحقتي من تركي اهرب كما أريد ، أرجوك دعني اذهب قليلاً فقط ثم سأعود ، ادرك جيداً أنه إن أمسك بي سينفذ وعيده و يقتلني ببطء مجدداً .
إزدادت سرعته و يكاد يدركني و أنا إزداد ذعري و بلحظة انهياري صرخت أضرب المقود و ابكي بقوة .
تانيا : سيهون ستقتلني ! أرجوك دعني قليلاً !
صرخت بأعلى نوتة أستطيع الوصول لها عندما خرجت سيارته و اصطفت أمام سيارتي ، أمسكت بالمقود بقوة و ضغطت على المكابح قدر ما أستطيع حتى أوقف السيارة .
صوت زعيق العجلات يثير ذعري و حقيقة أنه يقف أمام سيارته بثبات يقابلني دون أن يتزحزح و أنني لربما أدهسه تثير ذعري أكثر ، أرجوك ابتعد !
توقفت السيارة أخيراً و أنا بالفعل قد وصلت لأكثر حالاتي مشقة ، إنني أتنفس بقوة و كأن رئتيّ أنقطعت عن التنفس لفترة طويلة و الآن فقط أتت تعوض و قلبي ينبض بقوة و لا أشك أنه يضخ كل دمي في كل لحظة .
رفعت رأسي عن المقود و نظرت أمامي ابحث عنه ، الآن أرجوك اظهر ، لا تخبرني أنني صدمتك ، أقسم لك أنني أحاولت ألا أفعل و لا تقل أنني كنت أتوهم أو أن شبحك كان يتبعني !
فُتِح باب السيارة من جهتي ثم شعرت بقبضة تخنق ذراعي و بي أُسحَب بخشونة من السيارة ، رطمني بهيكل السيارة و حاصرني بجسده ، ما زلت لم أنظر إلى وجهه .
رفعت رأسي ببطء شديد ناحية وجهه ، شهقتُ بخفة لشدة فرحي عندما رأيت وجهه و تلقائياً رفعتُ يدي أضعها على وجهه ، أتأكد أن هذا هو و ليس خياله .
فور أن لمسته أبعد يدي عن وجهه بخشونة ، على الأقل علمت أنه هو حي و هذا هو بلحمه ، اشتدت يديه غلظة التي على معصمي يقصد إيلامي و أنا راح قلبي يرقص فرحاً لأنه حي و ذعراً لأنه عاد لينتقم من جديد .
سيهون : لماذا فعلتِ هذا؟!
حاولت السيطرة على نفسي ، أقسم أنني حاولت لكنني فشلت مجدداً عندما بكيت أمامه بصخب ليس خوفاً على نفسي منه قدر فرحي لعودته ، أسندت جبهتي على صدره أرجوك لا تدفعني ، دعني أبكي على راحتي .
عندما سكت عني و تركني أبكي على صدره دون أن يصدني أو يضمني طمعتُ بالمزيد منه فوجدتُ نفسي أرفع يديّ أتحسس صدره صعوداً حتى أحيط بها عنقه ، إنه حي و واقعي جداً .
تمسكت به و أرحت أصابعي خلف عنقه ثم جذبته لي كي أستطيع النظر إلى وجهه كما اريد ، عيناه الباردتان ، أنفه الحاد و شفاهه ، كل شيء به كما عهدته ، أنه اوه سيهون بلحمه و شحمه أمامي .
رفعت أناملي و تحسست بها وجهه ، لم أدرك أن أصابعي ترتجف و أن نفسي يضيق لصدمتي ، أشعر بروحي تتلاشى ، أشعر بنفسي تضيع بمتاهة لا أجد لها مدخل من مخرج ، متاهته هو ، متاهة أوه سيهون .
بتهور أو بشوق لا أدري أي منهما الصحيح قبلت وجنتيه ، أنفه ، ذقنه و انتهيت أقبل شفتيه و قد اختلطت قبلاتي مع دموعي ، أرجوك أخبرني أنك اوه سيهون حبيبي و أب ابني .
رغم أنه لم يبادلني أي من أعراض شوقي لكنني ما عارضت ، يكفي أنني أستطيع الشعور به حقيقة أمامي الآن ، تعلقت بعنقه و غمست رأسي في عنقه ، احتضنه أبكي منه و عليه له .
مع مرور الثواني كنت أزداد تمسكاً به و مع مرور الدقائق كانت حرارة بكائي تزداد ، لقد اشتقت له كثيراً لكنه بالنهاية تحرك ، فقط ليدفعني عنه و يجعلني أقف ضد هيكل سيارتي محاصرة بين ذراعيه من جديد بوضعية تجعلني أدرك أن نوبة غضب قادمة .
لا بأس ، اغضب ، اصرخ ، حطم و افعل ما شِئت ، يكفي أنك سمحت لي بإحتضانك ، لمسك ، و تقبيلك ، لو أنك قتلتني الآن أنا راضية .
سيهون : كيف هان عليكِ طفل صغير مني و منكِ أن تتركيه وحده و تتبعيني ؟!
أخفضتُ رأسي لا أقدر على مواجهته لكنه كان مُصِراً إذ أمسك بذقني بأصابعه و بخشونة قاد رأسي للأعلى ، النظرة في عينيه مظلمة و النظر فيهما يثير الرعب .
سيهون : تحدثي !
أغلقت عينيّ و شهقت بتكتم عندما صرخ بي بهذه ، أنا لا أملك تبريراً لأقدمه و مهما كان سيراه بالياً أحتج به ليسقط إتهامه عني و هو بالفعل إتهام نابع من جريمة إقترفتها .
أمسك بوجهي بين راحتيه و رفع وجهي مجدداً ، فتحت عينيّ لأرى في عينيه الدموع تتراكم و بينما يتحدث معي سقطت ، لقد بكى .
سيهون : تعلمين جيداً كم أن اليُتم موحش ، أتبيعين ابننا فقط لأنكِ ضعفتِ ؟!
ترك وجهي ليهمس .
سيهون : هذه ليست تانيا التي وقعت بحبها أبداً !
مسحت دموعي و أردتُ أن أتحدث ، لا لأن أدافع عن نفسي بل لأعتذر و اطلب منه أن يسامحني لكنه سبقني مجدداً عندما وضع سبابته على شفتيّ و قال بغلظة ، أرى الغضب فيه يلف آلامه و هذا بحق خطير .
سيهون : و بما أنكِ أضعف من أن تقاتلي لأجل طفلي ، لا تحلمي برؤيته مجدداً ، أنا أولى به منكِ ، على الأقل لن أتركه خلفي و هو لا يملك غيري .
هو من اختطفه ، سيهون من اختطف ابني ، رفع ذراعيه عن محاصرتي و إلتفت يبتعد عني لكنني لا أستطيع أن يجعله يذهب و لتوّي قد استعدته ، لا أستطيع أن يجعله يذهب و ابني بحوزته يمنعني عنه .
حضنته من دبر و عقدتُ يدايّ حوله ، اسند جبهتي على ظهره و ابكي .
تانيا : أرجوك لا تذهب ، سامح ضعفي ، خبر وفاتك يومها قد فتتني و ضيع مني عقلي ، كنتُ أحوج لك منه، كنت أحتاجك أضعاف حاجته لي ، أرجوك ارحمني ، أنا لا أقوى على المقاومة أكثر !
دون أن يرحمني قلبه فك عقدة يديّ حوله و سار دوني ، لا أرجوك ، ما عدتُ أقوى على المزيد ، صرخت بقوة أوقفه .
تانيا : سيهون ! توقف عن كونك أناني و لو لمرة واحدة و فكر بنا بدل أن تتحرك فقط لدحضي عنك !
عاد سريعاً ليقف أمامي متهجماً لكنني لم أترك له الفرصة ليقول المزيد بل ردعته عندما شوهت المشاعر التي في قلبي فقط لتكون بصيغة يفهمها .
سيهون : مهما حاولت نزعي عنك فأنا وِثاق غليظ سيزداد سُمكاً عليك كلما حاولت فكه !
امسك بذقني فجأة و بقصد إيلامي عنفّ جلدي بأظافره لكنني ما تألمت بل نظرت في عينيه و كل القوة بي ، هسهس غاضب لصراخي إذن اسمع صوت روحي تتوسلك احتضاني إن كرهت صوت صراخي .
سيهون : ماذا تظنين نفسكِ أنتِ ؟! ها؟!
بكل ما أوتيت من جراءة و قوة و بكل ما امتلكت يوماً من ثبات أخجلته بمشاعره و رددت عليه بما ينكره .
تانيا : أنا حبيبتك و زوجتك ، أنا المرأة التي تحب و لأجلها صمدت ، و لها عدت ، و منها أنجبت !
اقتربت إليه بجراءة و نقرت على صدره تماماً فوق قلبه تحديداً حيث هناك قطعة اللحم تنبض بصخب فقط لأجلي و رغماً عنه تتأثر بقربي .
تانيا : مهما أنكرت و صمدت ، أنا المرأة التي لأجلها أصبحت مجرم ! مجرم في الإخلاص!
ضممت سبابتي التي نقرت بها قلبه مع بقية أصابعي على شكل قبضة أشدد عليها لأخفف هول كمّ المشاعر المهوّلة التي أصابتني فجأة و عينيّ ما تزحزت عن عينيه قدر نُتفة ، أرى فيهما ضعفه و قلة حيلته أمام مشاعره هو .
إن ما استسلم لمشاعره الآن سيستلم قريباً و يحتضنني ، كنت كل ما أريده أن يتقبلني ، أن يحويني بين ذراعيه ، أن يعيدني إليه ، كنتُ انتظر إستسلامه بفارغ الصبر ، تريثتُ انتظره أن يفعل و ما انتظرت كثيراً .
أمسك فجأة بوجنتيّ و أمال رأسي بزاوية تناسب شفتيه ثم قبلني لتنهمر دموعي فرحاً ، أخيراً أنا أستعدته ، أحطتُ عنقه و قبلته بشوق كبير و حب وفير .
أسند جبهته على جبهتي و أخذنا نتنفس أنفاس بعضنا .
تانيا : أعدك أنني سأغمرك بحب كثير و لن أبخل عليك بأي مما تريد ، سأمنحك نفسي فقط قل أعطني و سأكون بين يديك ، أنا لا اريد شيئاً سواك و ابني ، أرجوك عد يا سيهون !
كان رده علي أن قبلني مجدداً ، أخذت أبكي بين قبلاته و أخذ يبكي معي ، كلانا نحتاج تربيتة فوق قلوبنا و لا بأس مع الكثير من الأمل .
سيهون : أعطني !
همس بها بصوت أجش و أنا ما ترددت بمقدار ثانية حتى و اعطيته نفسي ، حبي ، و حناني ، ضممته كما أضم ابني ، أحببته كما لم أحب رجل من قبله و لا من بعده ، واسيته كما اواسي نفسي و منحته نفسي مع ثقتي بأنه سيحفظني .
تانيا : أنا أحبك جداً اوه سيهون !
سيهون : و أنا أحبك !
كلمة من اربع حروف دفعت عمري ثمن لسماعها ، لأول مرة يقولها ، يقول لي أنه يحبني ، سيهون لم يعترف لي من قبل أنه يحبني ، سيهون قال أنه يحبني .
سيهون : أنا أحبكِ جداً يا تانيا !
يكاد يغمى علي لفرط فرحي ، كدتُ أن أسقط لكنه تمسك بي فتوسلته أبكي .
تانيا : أرجوك كررها مجدداً ! قل مجدداً أنك تحبني !
أمسك بي فجأة من خصري و رفعني عن الأرض ليحلق جسدي في الهواء و أخذ يدور بي بينما يصرخ ضاحكاً .
سيهون : أنا أحبكِ اوه تانيا ، أحبكِ جداً !
..................................
سلاااااااااام
امسحوا دموعكم و انا امسحهم كمان😇
ايش الهابي ايندنغ الرومانسية هاي ، بس لسة ما خلصنا ، ضلت حلقة واحدة ناقصة ( الأسرار ) لهيك البارت الأخير ربما القادم ربما .
على فكرة بما انو الرواية اجاني الإلهام لها لما توفى جونغهيون ، كان لازم الأثنين يموتوا لكن أنا عدوة النهايات البائسة .
البارت القادم بعد ٩٠ فوت و ٩٠ كومنت .
١ . رأيكم بِ سيهون ؟! اعترافه ؟! غضبه لان تانيا تركت ابنهم ؟!
٢ . كيف سيهون لسة عايش ؟!
٣ رأيكم بتانيا و مشاعرها الجياشة تجاه سيهون ؟!
٤. شو ممكن يكون السر الي غير تانيا على تشانيول ؟!
٥.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
Chapter Twenty-seven
هااي ميرسييي اخبريني عندك برنامج اخر كاتب مجرم به لانزله واقراها مره اخرى
ههههه حقا انتي مبدعه ياميرسي
Відповісти
2019-05-04 20:49:25
1