Part Five
"عاد لينتقم "
علقم يمتزج بدمي يسممني ، عيناكَ تضطرم بالحقد إلي حبيبتك ، عشقيتك ، خليلتك ، إنعتني بما شئت ، يوماً ما كنت كل عالمك ، يوماً ما قد قُتِل على فحوى ذكرانا الأليمة .
عادت تانيا بصحبة كاي إلى موقع تخيمهم ، كان قد لاحظ شيومين أن لا ماء في خيمهم و لولا وجود هذا البيت الصغير قرب الحقل لإضطر أن يعود أدراجه إلى مزرعته ليحضر الماء ، إلا أن كاي قد تطوع بأن يذهب لهذا المنزل و قد طلبت تانيا أن يصطحبها معه .
طوال طريق العودة لم تكن تفكر بشيء سواه ، كم هو قريب و بعيد بنفس الوقت ، هي تشعر كما لو أن العالم الذي يسكنه لا تسكنه ، هي بالفعل لا تسكنه فعالمه مكون منه ، زوجته ، و منزلهما ، كم يؤلمها أن تُنعت إمرأة أخرى بزوجته .
تبسمت بزيف بوجه شيومين و سارة اللذان أستقبلاهما ثم دخلت خيمتها فوراً و قررت عدم الخروج إحتجاجاً بالتوعك ، حاول كاي أن يخرجها ليجلسو معاً في الخارج إلا أنها أصرت على أن لا تخرج فما كان من كاي سوى أن يستسلم و يبقى خارجاً .
لقد مر الكثير من الوقت بالفعل ، رفعت معصمها إلى عينيها ، إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل ، دخل كاي إلى الخيمة ثم تمدد بجانبها و زفر أنفاسه ، أغلق عينيه و نام ببساطة ، هو أيضاً ملّ ، ملّ أن يكون المتعاطف المتفهم بهذه العلاقة ، ملّ أن يعطي فقط دون أن يأخذ و لو حتى بسمة صادقة ، لا يريد شيء كثير ، القليل من الحب يكفيه .
نظرت هي إليه و قد أخذ يتنفس على وتيرة هادئة بطيئة ، نادت بإسمه همساً لكنه لم يجيب ، لقد نام بالفعل فقد قرر أن يأخذ دور اللامبالي عساها شعرت به .
قعدت هي على البطانية التي تفترشها ثم تنهدت ، أخذت من حقيبتها و شاحاً سميكاً وضعته على أكتافها ثم خرجت من الخيمة ، نفثت أنفاسها لتتكون كبخار أخذ يتلاشى مع الهواء ، هذا البخار يشبهها .
مشت بقدميها إلى حيث لا تدري ، لا تعلم إلى أين ستمشي أو لمتى ستمشي ، فقط تمشي بين الأحراش ، تود لو تخرج كل ما بها بنسمات الليل و حفيف الشجر ، تشعر أن هناك ثِقلاً كبيراً على صدرها لا تستطيع تفريغه بشيء ، ثقل كالغيرة تماماً أو ربما شيء أكبر من ذلك .
أغلقت عيناها ثم تنفست بعمق تلك الأنفاس النقية التي لا تشوبها شائبة أبداً ، فتحت عيناها بخفة بعد أن زفرت تلك الأنفاس ببطء شديد ، شهقت حالما فتحتها ، وجه ملثم لا يظهر منه سوى عينيه ، عيناه كحد السيف كالنار المشتعلة .
تلك العينان لشخص واحد ، سيهون ، همست هي بإضطراب تتحرك للخلف و هو يتقدم كلما تأخرت بنفس تلك الخطوات البطيئة التي تخطوها .
تانيا : كيف ستنتقم ، سيهون ؟
مالت عيناه أسفل ذلك القناع فعلمت أنه يبتسم بشر ، إزدرئت جوفها لتقول بإرتجاف .
تانيا : الآن وضعنا إختلف ، أنت لديك زوجة و أنا لدي خطيبي و ما عاد شيء يربطنا .
هو لم يبدي أي رد فعل عما تقوله بل مال برأسه للجانب و مثل أنه لا يفهم عما تتحدث بتلك النظرة في عينيه ، نفى برأسه لها ثم همس .
سيهون : لا أدري ماذا تقولين يا مغفلة ، أنا أريد جسدك فقط و لا أعلم من أنتِ .
توسعت عيناها بفزع ، تقسم أن هذه العينين لسيهون لكن هذا ليس صوت سيهون أبداً ، لا تعلم أيهما تصدق عيناها أم أذنيها ، لم يمنحها الفرصة لتقرر أيهم تصدق عندما باشر بسحبها بعنف ، ودت أن تصرخ لكنه أطبق على فاهها بكفه بقوة ، كف على فمها يخرسها و ذراعه تحيط خصرها تشل حركتها .
تنفست بحدة ، صدرها يرتفع و ينخفض بفزع ، أهي الآن قد تتعرض للإغتصاب ؟ فكرت بفزع ، لا ! هذا لن يحدث ، الضعيفات يتعرضن للإغتصاب ، هي ليست ضعيفة ، الضابط الأولى في الشرطة ليست ضعيفة أبداً ، تنفست بقوة ثم صرخت أسفل كفه تقاومه بقوة .
ضربته بمرفقيها على صدره بقوة لأن يتركها و قدميها تتخبطان بالهواء ، تراجع خطوة للخلف عندما ضرب أحد مرفقيها أثر الجرح في صدره الذي تسببت به له ، تراجع يتألم و يضع راحته فوق محل الإصابة ثم لا يعرف كيف نالت منه عندما أحاطت بعنقه قدميها و ضربته بالأرض بحركة بهلوانية تجيدها بإحتراف ، تبسم أسفل قناعه ، هي ما زالت قوية كما عهدها ، موته لم يسلبها قوتها بل منحها قوة أكثر كما توقع تماماً .
جلست على صدره بثوران ، تحاول السيطرة على حركته ، وضعت يدها على القناع الذي على وجهه تود إزالته إلا أنه أخيراً إستوعب أنها ستكتشف من هو و يبدأ الكر و الفر من جديد ، أمسك بمعصميها و دفعها عنه لتقع بجانبه فصرخت بإعتراض و غضب ، إعتلاها بسرعة و قيد ذراعيها فوق رأسها ، قيد قدميها بقدميه ، هي فعلياً لا تستطيع أن تتحرك أبداً .
أغمضت عيناها متفجعة عندما تلامست شفاههما ، بكت بقوة عندما أخذ يقبلها بشراسة ، تباً لضابط الشرطة الأولى ، أنها أضعف مما توقعت ، توالت الدموع في الخروج من مقلتيها كالدرر ، كاي ! توسلت الله أن يبعثه لها ، هذه ليست جريمة بحقها وحدها بل بحق كاي أيضاً .
أخذت تنتفض بقوة بين يديه تحاول الفرار من بين يديه عندما فرغ من شفتيها و أنخفض يقبل عنقها ، هي تعلم إن ما إستطاعت تخليص نفسها منه سيفرغ من كل جزء منها ، أستطاعت تخليص قدمها من قيده فعكفتها و ضربت معدته بركبتها ليتأوه بألم و يقع بجانبها ، نهضت هي سريعاً رغم أن قلبها في صدرها ينتفض .
ما خطت سوى خطوة واحدة حتى شعرت بأصابعه تلف قدمها ، جر قدمها إليه فوقعت أرضاً على وجهها ، إعتلاها مجدداً بسرعة و صفع وجنتها بسبابته فقط ، تحلحلت كل مقاومتها و تناثرت مع قوتها في الريح فما وجدت سوى لسانها وسيلة .
تانيا : أنت لا تعلم على من تعتدي ، أنا بارك تانيا ضابطة في الشرطة إن مسستني أقسم أن مصيرك لن يكون سوى حبل المشنقة و سأكون من ينفذ بحقك الحكم .
توسعت عيناه يمثل الرعب ثم نفى برأسه هامساً .
سيهون : لا لا لا أنا خائف !
سرعان ما بانت إبتسامة على شفتيه ما فتئت ترتفع أكثر و أكثر ، الحقد لمع في عينيه ثم إنقض بمخالبه عليها ينهشها كأسد إصطاد غزالة .
هي أسفله تصرخ بقوة و تبكي لا تستطيع الفرار ، لم يستطيع أي رجل أن يهزمها أبداً و لا حتى كاي ، هي مُدربة على الفنون القتالية بإحترافية ، لم يستطيع أحد أبداً هزيمتها سوى مُدرِبها ، الذي لم يكن سوى سيهون .
فتحت عيناها بتوسع و سكنت عن الحركة بينما تشعر بتلك اليدين المألوفتين تعبث بثيابها و تبعدها ، تلك الرائحة ، الأنفاس ، اللمسات ، و العينان كلها لسيهون ، فقط الصوت ليس له ، أنه مجرم عالمي محترف ، هو فقط من يستطيع فعل شيء كهذا .
صرخت باكية بقوة بينما تشعر بنفسها عارية تماماً و لا يسترها و لو قشة .
تانيا : سيهون توقف عن فعل هذا أتوسل إليك ، إنتقم مني بطريقة أخرى ، أرجوك ليس لأجلي أنا مخطوبة أرجوك .
صرخت الصرخة و علوها عندما حدث و أخذها كلها ، توقفت عن الصراخ و المقاومة و حتى الكلام ، لقد فعل فعلته و انتهى فما فائدة الصراخ ، أنها تبكي بصمت ، قلبها في الداخل يتقطع إلى أجزاء صغيرة ، اللعنة عليها لو أنها لم تولد أبداً ، لو أنها إستمعت لقلبها في يوماً ما ، لو إختارت الحب على الواجب ، لو نست الأمر فقط و توقفت عن التفكير بحق ثأرها ، لو لو لو ، لكن ما عادت تنفع الرجوى و لا التوسلات .
أغمضت عيناها تبكي عندما نهض عنها و انتهى منها ، شعرت بأنفاسه قرب وجهها فشدت الوثاق على جفنيها تستمع إليه يقول .
سيهون : بشري خطيبكِ حسناً ؟
إبتعد عنها ، ما زالت تبكي بصمت و تختنق بغصة ، سمعت صوت دهسه لحشاش الأرض حتى إبتعد و أختفى الصوت .
فتحت عيناها لتبكي بقوة ، نهضت ببطء و أخذت تتلفت حولها ، أي الطرق تؤدي للمخيم من جديد ، لو أنها ماتت مخنوقة هناك لكان أفضل ، كاي ، يا للهول ، هو كل ما يشغل بالها ، لا يهمها أنه إغتصبها بقدر ما يهمها أنه فعل و هي لرجل غيره لكاي ، لِمَ أختار تلك الطريقة دون الكثير من الطرق ؟
عادت للمخيم تخطو كل خطوة غصباً ، عادت للمخيم و دخلت تلك الخيمة مجدداً ، كاي يعلم أنها ليست عذراء و لكنه لن يقبل أن تُمس من رجل آخر و هي مقررة له ، لربما ينهرها و بأسوء الأحوال يتركها ، هي لا تستطيع إخباره ستسكت عن الأمر ، لكنها لن تستكت عما حدث بها .
تمدتت على جنبها أقصى الخيمة تخشى أن تمس كاي فيتلوث برجسها و هو أنقى الرجال ، أغمضت عيناها الدموع تنساب و لا قدرة لها على التحكم فيهم ، هي لا تريد أن تتحكم بهم حتى ، عل هذه الدموع بردت قلبها قليلاً أو خففت ألمه ، سيهون و كاي ، رجلاً تحبه و يبغضها و رجلاً يحبها و تحترمه ، كلاهما غالٍ ، لكن بعد فعلة الأول ، تدابيرها ستختلف ، ستثأر لنفسها و لكاي ، لن تصمت .
بزغ الفجر و لم تغمض عينيها حتى ، تنهدت لتنهض و تخرج من الخيمة ، تفاجئت بوجود شيومين في الخارج ، إقتربت نحوه لتهمس .
تانيا : صباح الخير ، ما زال الوقت باكراً .
إلتفت إليها ليبتسم ثم قال .
شيومين : صباح الخير ، تعلمين ، أصحاب الحقول يستيقظون باكراً و أنا منهم .
لا يسعها تحريك عضلات وجهها لتكوين إبتسامة حتى لو كانت مزيفة ، لا يسعها هي فقط أومأت لتتابع .
تانيا : و أين زوجتك ؟
أشار للخيمة بعينيه ثم قال .
شيومين : نائمة في الداخل ، هي متعبة قليلاً ، تركتها ترتاح .
أومأت مجدداً ثم وقفت تنظر إليه يلم معدات التخييم و يضعها في صندوق شاحنته ، أخرجت هاتفها من جيبها عندما رن في الداخل ، رفعته إلى وجهها ، إنه تاو ، أجابت ليصلها صوته فوراً .
تاو : آنسة تانيا ، ألن تعودي للعمل ؟ أفتقدكِ يا أنانية .
لا تعرف كيف أستطاعت تحريك عضلات وجهها و رسم إبتسامة بائسة على شفتيها ، همست و قد إمتلئت عيناها بالدموع من جديد ، تقول و يكاد القول يخنقها .
تانيا: تاو ، أنت لا تعلم كم أنا بحاجتك ، أنا أحتاج أن أكلمك ، أنت الوحيد الذي سيفهمني .
وصلها صوته القلق يهذي الجهل بأمرها .
تاو : ماذا حدث معك ؟ أخبريني فوراً .
همست هي بينما تبكي و قد إبتعدت مسبقاً عن محل وجود شيومين ، قليلاً فقط لا يسعها الإبتعاد أكثر ، لا تجرؤ أن تفعل .
تانيا : سأخبرك بكل شيء عندما أعود للمدينة اليوم ، تعال إلى شقتي الليلة ، لا أستطيع أن أحدثك بالأمر على الهاتف ، و لا أريد أن يتسمع علينا أحد .
أجابها سريعاً .
تاو : حسناً ، حسناً ، الليلة سآتي لكِ ، سيكون كل شيء بخير ، لا تقلقي .
أومأت هي ثم همست و دموعها سيول على وجنتيها .
تانيا: لن أقلق ، سيكون كل شيء بخير ، نعم !
أغلقت هي ثم تنفست بعمق ، مسحت دموعها ثم عادت ، زلفت من قوارير المياه ، تلك القارورة أتت بها من لديه ، ركلتها بقدمها لتنسكب المياه التي بها على الأرض ، شهق شيومين بخفة ينظر لها ليقول .
شيومين : لماذا فعلتِ هكذا ؟
همست بينما تنظر للقارورة .
تانيا : ما عدنا نحتاج المياه التي كانت بها .
تنهد شيومين ليتبرطم بإنزعاج .
شيومين : هذا إسراف في الماء ، حقاً لا أحد يقدر قيمتها سوى المزارعون أمثالي .
تنهدت تانيا بينما تنظر له بطرف عينها ، ألم يجد سوى تخصص هندسة الزراعة ليدرسها ؟ كان ليبرع في شيء آخر ، أفعاله و أقواله تجعل الناس يظنوه مزارعاً بالفعل ، إنه ربما يحب نبتاته و حوض مائه أكثر من زوجته ، من يدري .
خرج كاي من الخيمة بينما يمدد ذراعيه في الهواء نظر إليها ليحرك شفتاه دون صوت يبتسم .
كاي : صباح الخير .
ردت هي ب" صباح النور " دون أن ترد إبتسامته ، لا تقوى على تزييفها حتى .
أعدو عدتهم للعودة ، صعد الجميع في الشاحنة و إنطلقت بطريق العودة إلى منزل شيومين ، كانت تجلس تانيا بين سارة و كاي و شيومين يقود ، نظرت هي إلى كاي الذي ينظر إلى خارج النافذة بشرود ، أخفضت بصرها و تنهدت ، تشعر إنها تخونه ، تود لو تموت قبل أن يتهمها بهكذا تهمة أو ينسب لها فعلاً شنيعاً كهذا بالفعل هي لم ترتكبه .
وصلت الشاحنة إلى مزرعة شيومين ، كاي و تانيا ودعا الأخيرين و قررا العودة فوراً إلى المدينة ، ودعو بعضهم بود ثم إبتدأت رحلة كاي و تانيا إلى المدينة من جديد ، كانت تانيا تجلس بجاور مقعد السائق الذي يجلس عليه كاي ، فتحت النافذة قليلاً لتدع الهواء يذرف شعرها يميناً و يساراً .
نظر لها كاي نظرة سريعة ثم أعاد بصره إلى النافذة لكنه سرعان ما عاد ينظر لها بأعين متوسعة ، صف السيارة بقوة على قارعة الطريق لتثير ضجيجاً قوياً .
نظرت تانيا إلى كاي الذي بدى متهجماً ، هي لأول مرة في حياته تراه غاضباً ، إزدرئت جوفها عندما زلف منها بجسده ، أمسك بتلابيب قميصها ثم شقه إلى صدرها بقوة لم تأخذ منه لحظة ، نظرت إليه بأعين متوسعة و قد أخذ صدرها يعلو و يهبط على وتيرة سريعة، همس بينما ينظر إلى جلدها المكشوف .
كاي : ما هذا الذي على جسدك ؟
همست بغباء .
تانيا : ماذا ؟
أيعقل أنه خلف علامات على جلدها ؟ و لِمَ لا يفعل ؟ اللعنة ! كيف ستخرج من هذا المأزق الآن ؟ صرخ بوجهها بقوة جعلتها تغمض عينيها بفزع ، هذا ليس كاي ، إنما نسخة مرعبة عنه .
كاي : علامات الحب على عنقِك !
إستنكرت فما بيدها سوى أن تنجو بالكذب حتى لو كان حبله قصير ، لا خيار آخر .
تانيا : عن ماذا تتحدث ؟ أي علامات حب ؟
شغل كاميرة هاتفه لتعكس صورتها و ترى نفسها بنفسها ليقول بتهجم .
كاي : تستغبيني ؟ هذا ، ما هذا ؟
نظرت إلى صورتها على الهاتف ، هناك أكثر من واحدة في عنقها ، عليها أن تجد حلاً و بسرعة .
تانيا : كاي ، أنا لا أعلم ، كنا بالبرية ، لربما حشرة كبيرة قرصت عنقي ، لا أعلم .
تنهد بغضب بينما ينظر غي عينيها ، عيناها بريئتان تخبرها أنها لم تقم باللعب من خلف ظهره و هي كانت بالفعل كذلك ، أدار محرك السيارة قائلاً بنبرة هادئة و قد فتر غضبه منها .
كاي : عالجيها عندما نصل .
أومئت هي و في داخلها لا تصدق أن كذبتها قد إنطليت عليه ، ما كان أمامها حل آخر سوى أن تكذب .
أوصلها إلى شقتها ثم عاد أدراجه لمنزله حيث أمه تستعجله في الوصول لتراه ، دخلت إلى شقتها المظلمة الصامتة كما إعتادتها ، أضاءتها ثم إنصرفت إلى غرفتها ، قبل أن تصلها صاقها الحنين لتفتح باب الغرفة المجاورة و تندس بها ، جلست على السرير تتحسسه و الشوق في قلبها يشتعل لكل ذكرى تنبثق في ذاكرتها عنه .
تمددت على سرير و أخذت تنظر إلى خارج النافذة ، سقطت دمعة من عينيها و هي تتذكر ضحكاته ، حركاته ، دفئه و حنانه ، كان بالنسبة لها جميع الشخوص ، جميع الأمكنة ، و جميع الأزمنة ، كل من غيره كان مجرد عابر طريق في سُبل حياتها ، يأتي ، يترك أثر و يذهب مجدداً ، إلا أنه فعل نفس الشيء أيضاً و عبر سبيلها .
مسحت دمعتها الفارّة بينما تنظر إلى نجوم السماء ، إحداهن كانت بارزة أكثر من الأخريات فابتسمت و أشارت لها لتقول .
تانيا : بالتأكيد أنت هذه النجمة ، لطالما أخبرتني أنك نجم مُشع و لكنك سقطت ثم أرتفعت في سماء العالم ، ليتك أخذتني معك .
أغمضت عيناها تتذكر ملامح وجهه التي أقسمت أنها لن تنساها أبداً ، عيناه الواسعة ، وجنتاه المكتزنة و شفتاه الباسمة ، جسده الطويل الممشوق ، تذكرت أيام المدرسة فجأة لطالما كانت مِرسال مكاتيب الحب له ، كان يرفض بتعجرف و يتبختر بغرور ، كان دوماً يقول أنه لن تحصل عليه إمرأة إلا إن أرضت ذوقه بالكامل فهو إن وجدها لن يتركها أبداً .
عندما وجدها تركها و ترك كل من في الأرض و ارتحل إلى السماء يسكنها كنجمة مشعة ، تنهدت و نهضت عن سريره لتعود إلى غرفتها ، حالما دخلتها إشتمت رائحة تعلمها جيداً بل تحفظها عن ظهر قلب و تميزها من بين كل الروائح ، رائحته الثقيلة التي بقدر ما أحبتها سابقاً كرهتها اليوم ، لكن لماذا رائحته عالقة هنا ؟ أيعقل أنه آتى هنا ؟
عقدت حاجبيها بينما تبحث في الجوار عن أثر ثانٍ له في الجوار إلا أنها لم تجد ، قررت أن تتجاهل الأمر و تأخذ حماماً دافئاً لتزيل رجسِه عن جسدِها الذي لوثه بآثامه و آثامها معاً ، أدارت الصنبور و وقفت أسفل المرش لتنزل الماء على رأسها دافئة ، نظرت إلى جسدها بألم ، إنها ليست فقط علامة على عنقها بل على كل إنشٍ يكون جسدها أثر خلّفه .
إمتلئت عيناها بالدموع مجدداً لِمَ فعل هكذا ؟ أهكذا ينتقم ؟ لِمَ مَس ذلك الوتر الحساس فيها وقطعه ؟ هي تعلم جيداً أنه لم ينتقم هكذا ، إنها فقط البداية ، مجرم اوه سيهون لا ينتقم بالعبث ، هو لم يأخذ منها شيء الليلة الماضية فلقد أخذه مسبقاً ، هو فقط يريدها ذليلة في عين زوجها المستقبلي ، هي تعلم أن هذه البداية فقط ، فقط البداية .
أغلقت الصنبور لتخرج من أسفل المرش ، لفت جسدها بمنشفة بيضاء ثم خرجت إلى دولابها ؛ أخذت منه فستان أزرق اللون يصل إلى كعبي قدميها لتغطي تلك العلامات ، صففت شعرها ثم خرجت من غرفتها عندما سمعت صوت رنين الجرس .
فتحت الباب ثم شهقت بخفة عندما وجدت نفسها بين ذراعي تاو الذي يعانقها بقوة ، ضربت كتفه بخفة تقول و قد شعرت بأن عظامها قد إختلطت معاً .
تانيا : خنقتني يا رجل !
ضحك هو ليبتعد و يبعثر شعرها ثم دخل لتزجره بنظرة حاقدة بينما تعيد ترتيب شعرها ، أغلقت الباب ثم دخلت و قد وجدته في المطبخ يحضر القهوة ، إستندت هي على الحائط و عقدت ساعديها إلى صدرها تقول .
تانيا : طلبتك أن تأتي لأكلمك لا لتحضر القهوة .
رد عليها قائلاً .
تاو : عزيزتي ، صوتكِ كان ذابلاً عندما حدثتيني و الآن سأحضر لنا القهوة لتسترخي و تخبريني بما حدث معكِ .
..................................
سلاااااااااااااااااااااااااااااااام
من زماااااان ما حدثت بعرف بس كنت بمر بفترة إمتحانات عصيبة و فترة السُبات الي بعد الإمتحانات .
ما رح أتأخر عليكم بتحديثات القادمة حتى الإمتحانات النهائية 💔
ورد شائك لسة البارت بكتب في و حاقد عاشق بنشرو بكرا إنشالله ، هانت 💔
مبروك لسيهون يا قلبي ❤ مش بس أفضل ماكني أفضل رجل في العالم ❤❤❤
مبروك لكاي كمان ❤ أوسم فنان و أكثر من هيك ❤
تجهزو للكومباك💔💔💔
اه حبيت اوضح شغلة إنتقام سيهون مش الإغتصاب أبداً رح تعرفو شو بعدين .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت ❤
١. رأيكم بتجاهل كاي لتانيا ؟
٢. رأيكم بغضب كاي عندما رأى علامات الحب على عنق تانيا ؟
٣. رأيكم بتصرف سيهون ؟
٤. ماذا تتوقعون أن تكون خطوته القادمة ؟
٥. رأيكم بتانيا وردة فعلها على فعلة سيهون ؟
٦. ماذا سيحدث بينها و بين تاو ؟
٧. من تتوقعون أن يكون الراحل الذي تكلمت عنه ؟ و ما صلته بها ؟
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
علقم يمتزج بدمي يسممني ، عيناكَ تضطرم بالحقد إلي حبيبتك ، عشقيتك ، خليلتك ، إنعتني بما شئت ، يوماً ما كنت كل عالمك ، يوماً ما قد قُتِل على فحوى ذكرانا الأليمة .
عادت تانيا بصحبة كاي إلى موقع تخيمهم ، كان قد لاحظ شيومين أن لا ماء في خيمهم و لولا وجود هذا البيت الصغير قرب الحقل لإضطر أن يعود أدراجه إلى مزرعته ليحضر الماء ، إلا أن كاي قد تطوع بأن يذهب لهذا المنزل و قد طلبت تانيا أن يصطحبها معه .
طوال طريق العودة لم تكن تفكر بشيء سواه ، كم هو قريب و بعيد بنفس الوقت ، هي تشعر كما لو أن العالم الذي يسكنه لا تسكنه ، هي بالفعل لا تسكنه فعالمه مكون منه ، زوجته ، و منزلهما ، كم يؤلمها أن تُنعت إمرأة أخرى بزوجته .
تبسمت بزيف بوجه شيومين و سارة اللذان أستقبلاهما ثم دخلت خيمتها فوراً و قررت عدم الخروج إحتجاجاً بالتوعك ، حاول كاي أن يخرجها ليجلسو معاً في الخارج إلا أنها أصرت على أن لا تخرج فما كان من كاي سوى أن يستسلم و يبقى خارجاً .
لقد مر الكثير من الوقت بالفعل ، رفعت معصمها إلى عينيها ، إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل ، دخل كاي إلى الخيمة ثم تمدد بجانبها و زفر أنفاسه ، أغلق عينيه و نام ببساطة ، هو أيضاً ملّ ، ملّ أن يكون المتعاطف المتفهم بهذه العلاقة ، ملّ أن يعطي فقط دون أن يأخذ و لو حتى بسمة صادقة ، لا يريد شيء كثير ، القليل من الحب يكفيه .
نظرت هي إليه و قد أخذ يتنفس على وتيرة هادئة بطيئة ، نادت بإسمه همساً لكنه لم يجيب ، لقد نام بالفعل فقد قرر أن يأخذ دور اللامبالي عساها شعرت به .
قعدت هي على البطانية التي تفترشها ثم تنهدت ، أخذت من حقيبتها و شاحاً سميكاً وضعته على أكتافها ثم خرجت من الخيمة ، نفثت أنفاسها لتتكون كبخار أخذ يتلاشى مع الهواء ، هذا البخار يشبهها .
مشت بقدميها إلى حيث لا تدري ، لا تعلم إلى أين ستمشي أو لمتى ستمشي ، فقط تمشي بين الأحراش ، تود لو تخرج كل ما بها بنسمات الليل و حفيف الشجر ، تشعر أن هناك ثِقلاً كبيراً على صدرها لا تستطيع تفريغه بشيء ، ثقل كالغيرة تماماً أو ربما شيء أكبر من ذلك .
أغلقت عيناها ثم تنفست بعمق تلك الأنفاس النقية التي لا تشوبها شائبة أبداً ، فتحت عيناها بخفة بعد أن زفرت تلك الأنفاس ببطء شديد ، شهقت حالما فتحتها ، وجه ملثم لا يظهر منه سوى عينيه ، عيناه كحد السيف كالنار المشتعلة .
تلك العينان لشخص واحد ، سيهون ، همست هي بإضطراب تتحرك للخلف و هو يتقدم كلما تأخرت بنفس تلك الخطوات البطيئة التي تخطوها .
تانيا : كيف ستنتقم ، سيهون ؟
مالت عيناه أسفل ذلك القناع فعلمت أنه يبتسم بشر ، إزدرئت جوفها لتقول بإرتجاف .
تانيا : الآن وضعنا إختلف ، أنت لديك زوجة و أنا لدي خطيبي و ما عاد شيء يربطنا .
هو لم يبدي أي رد فعل عما تقوله بل مال برأسه للجانب و مثل أنه لا يفهم عما تتحدث بتلك النظرة في عينيه ، نفى برأسه لها ثم همس .
سيهون : لا أدري ماذا تقولين يا مغفلة ، أنا أريد جسدك فقط و لا أعلم من أنتِ .
توسعت عيناها بفزع ، تقسم أن هذه العينين لسيهون لكن هذا ليس صوت سيهون أبداً ، لا تعلم أيهما تصدق عيناها أم أذنيها ، لم يمنحها الفرصة لتقرر أيهم تصدق عندما باشر بسحبها بعنف ، ودت أن تصرخ لكنه أطبق على فاهها بكفه بقوة ، كف على فمها يخرسها و ذراعه تحيط خصرها تشل حركتها .
تنفست بحدة ، صدرها يرتفع و ينخفض بفزع ، أهي الآن قد تتعرض للإغتصاب ؟ فكرت بفزع ، لا ! هذا لن يحدث ، الضعيفات يتعرضن للإغتصاب ، هي ليست ضعيفة ، الضابط الأولى في الشرطة ليست ضعيفة أبداً ، تنفست بقوة ثم صرخت أسفل كفه تقاومه بقوة .
ضربته بمرفقيها على صدره بقوة لأن يتركها و قدميها تتخبطان بالهواء ، تراجع خطوة للخلف عندما ضرب أحد مرفقيها أثر الجرح في صدره الذي تسببت به له ، تراجع يتألم و يضع راحته فوق محل الإصابة ثم لا يعرف كيف نالت منه عندما أحاطت بعنقه قدميها و ضربته بالأرض بحركة بهلوانية تجيدها بإحتراف ، تبسم أسفل قناعه ، هي ما زالت قوية كما عهدها ، موته لم يسلبها قوتها بل منحها قوة أكثر كما توقع تماماً .
جلست على صدره بثوران ، تحاول السيطرة على حركته ، وضعت يدها على القناع الذي على وجهه تود إزالته إلا أنه أخيراً إستوعب أنها ستكتشف من هو و يبدأ الكر و الفر من جديد ، أمسك بمعصميها و دفعها عنه لتقع بجانبه فصرخت بإعتراض و غضب ، إعتلاها بسرعة و قيد ذراعيها فوق رأسها ، قيد قدميها بقدميه ، هي فعلياً لا تستطيع أن تتحرك أبداً .
أغمضت عيناها متفجعة عندما تلامست شفاههما ، بكت بقوة عندما أخذ يقبلها بشراسة ، تباً لضابط الشرطة الأولى ، أنها أضعف مما توقعت ، توالت الدموع في الخروج من مقلتيها كالدرر ، كاي ! توسلت الله أن يبعثه لها ، هذه ليست جريمة بحقها وحدها بل بحق كاي أيضاً .
أخذت تنتفض بقوة بين يديه تحاول الفرار من بين يديه عندما فرغ من شفتيها و أنخفض يقبل عنقها ، هي تعلم إن ما إستطاعت تخليص نفسها منه سيفرغ من كل جزء منها ، أستطاعت تخليص قدمها من قيده فعكفتها و ضربت معدته بركبتها ليتأوه بألم و يقع بجانبها ، نهضت هي سريعاً رغم أن قلبها في صدرها ينتفض .
ما خطت سوى خطوة واحدة حتى شعرت بأصابعه تلف قدمها ، جر قدمها إليه فوقعت أرضاً على وجهها ، إعتلاها مجدداً بسرعة و صفع وجنتها بسبابته فقط ، تحلحلت كل مقاومتها و تناثرت مع قوتها في الريح فما وجدت سوى لسانها وسيلة .
تانيا : أنت لا تعلم على من تعتدي ، أنا بارك تانيا ضابطة في الشرطة إن مسستني أقسم أن مصيرك لن يكون سوى حبل المشنقة و سأكون من ينفذ بحقك الحكم .
توسعت عيناه يمثل الرعب ثم نفى برأسه هامساً .
سيهون : لا لا لا أنا خائف !
سرعان ما بانت إبتسامة على شفتيه ما فتئت ترتفع أكثر و أكثر ، الحقد لمع في عينيه ثم إنقض بمخالبه عليها ينهشها كأسد إصطاد غزالة .
هي أسفله تصرخ بقوة و تبكي لا تستطيع الفرار ، لم يستطيع أي رجل أن يهزمها أبداً و لا حتى كاي ، هي مُدربة على الفنون القتالية بإحترافية ، لم يستطيع أحد أبداً هزيمتها سوى مُدرِبها ، الذي لم يكن سوى سيهون .
فتحت عيناها بتوسع و سكنت عن الحركة بينما تشعر بتلك اليدين المألوفتين تعبث بثيابها و تبعدها ، تلك الرائحة ، الأنفاس ، اللمسات ، و العينان كلها لسيهون ، فقط الصوت ليس له ، أنه مجرم عالمي محترف ، هو فقط من يستطيع فعل شيء كهذا .
صرخت باكية بقوة بينما تشعر بنفسها عارية تماماً و لا يسترها و لو قشة .
تانيا : سيهون توقف عن فعل هذا أتوسل إليك ، إنتقم مني بطريقة أخرى ، أرجوك ليس لأجلي أنا مخطوبة أرجوك .
صرخت الصرخة و علوها عندما حدث و أخذها كلها ، توقفت عن الصراخ و المقاومة و حتى الكلام ، لقد فعل فعلته و انتهى فما فائدة الصراخ ، أنها تبكي بصمت ، قلبها في الداخل يتقطع إلى أجزاء صغيرة ، اللعنة عليها لو أنها لم تولد أبداً ، لو أنها إستمعت لقلبها في يوماً ما ، لو إختارت الحب على الواجب ، لو نست الأمر فقط و توقفت عن التفكير بحق ثأرها ، لو لو لو ، لكن ما عادت تنفع الرجوى و لا التوسلات .
أغمضت عيناها تبكي عندما نهض عنها و انتهى منها ، شعرت بأنفاسه قرب وجهها فشدت الوثاق على جفنيها تستمع إليه يقول .
سيهون : بشري خطيبكِ حسناً ؟
إبتعد عنها ، ما زالت تبكي بصمت و تختنق بغصة ، سمعت صوت دهسه لحشاش الأرض حتى إبتعد و أختفى الصوت .
فتحت عيناها لتبكي بقوة ، نهضت ببطء و أخذت تتلفت حولها ، أي الطرق تؤدي للمخيم من جديد ، لو أنها ماتت مخنوقة هناك لكان أفضل ، كاي ، يا للهول ، هو كل ما يشغل بالها ، لا يهمها أنه إغتصبها بقدر ما يهمها أنه فعل و هي لرجل غيره لكاي ، لِمَ أختار تلك الطريقة دون الكثير من الطرق ؟
عادت للمخيم تخطو كل خطوة غصباً ، عادت للمخيم و دخلت تلك الخيمة مجدداً ، كاي يعلم أنها ليست عذراء و لكنه لن يقبل أن تُمس من رجل آخر و هي مقررة له ، لربما ينهرها و بأسوء الأحوال يتركها ، هي لا تستطيع إخباره ستسكت عن الأمر ، لكنها لن تستكت عما حدث بها .
تمدتت على جنبها أقصى الخيمة تخشى أن تمس كاي فيتلوث برجسها و هو أنقى الرجال ، أغمضت عيناها الدموع تنساب و لا قدرة لها على التحكم فيهم ، هي لا تريد أن تتحكم بهم حتى ، عل هذه الدموع بردت قلبها قليلاً أو خففت ألمه ، سيهون و كاي ، رجلاً تحبه و يبغضها و رجلاً يحبها و تحترمه ، كلاهما غالٍ ، لكن بعد فعلة الأول ، تدابيرها ستختلف ، ستثأر لنفسها و لكاي ، لن تصمت .
بزغ الفجر و لم تغمض عينيها حتى ، تنهدت لتنهض و تخرج من الخيمة ، تفاجئت بوجود شيومين في الخارج ، إقتربت نحوه لتهمس .
تانيا : صباح الخير ، ما زال الوقت باكراً .
إلتفت إليها ليبتسم ثم قال .
شيومين : صباح الخير ، تعلمين ، أصحاب الحقول يستيقظون باكراً و أنا منهم .
لا يسعها تحريك عضلات وجهها لتكوين إبتسامة حتى لو كانت مزيفة ، لا يسعها هي فقط أومأت لتتابع .
تانيا : و أين زوجتك ؟
أشار للخيمة بعينيه ثم قال .
شيومين : نائمة في الداخل ، هي متعبة قليلاً ، تركتها ترتاح .
أومأت مجدداً ثم وقفت تنظر إليه يلم معدات التخييم و يضعها في صندوق شاحنته ، أخرجت هاتفها من جيبها عندما رن في الداخل ، رفعته إلى وجهها ، إنه تاو ، أجابت ليصلها صوته فوراً .
تاو : آنسة تانيا ، ألن تعودي للعمل ؟ أفتقدكِ يا أنانية .
لا تعرف كيف أستطاعت تحريك عضلات وجهها و رسم إبتسامة بائسة على شفتيها ، همست و قد إمتلئت عيناها بالدموع من جديد ، تقول و يكاد القول يخنقها .
تانيا: تاو ، أنت لا تعلم كم أنا بحاجتك ، أنا أحتاج أن أكلمك ، أنت الوحيد الذي سيفهمني .
وصلها صوته القلق يهذي الجهل بأمرها .
تاو : ماذا حدث معك ؟ أخبريني فوراً .
همست هي بينما تبكي و قد إبتعدت مسبقاً عن محل وجود شيومين ، قليلاً فقط لا يسعها الإبتعاد أكثر ، لا تجرؤ أن تفعل .
تانيا : سأخبرك بكل شيء عندما أعود للمدينة اليوم ، تعال إلى شقتي الليلة ، لا أستطيع أن أحدثك بالأمر على الهاتف ، و لا أريد أن يتسمع علينا أحد .
أجابها سريعاً .
تاو : حسناً ، حسناً ، الليلة سآتي لكِ ، سيكون كل شيء بخير ، لا تقلقي .
أومأت هي ثم همست و دموعها سيول على وجنتيها .
تانيا: لن أقلق ، سيكون كل شيء بخير ، نعم !
أغلقت هي ثم تنفست بعمق ، مسحت دموعها ثم عادت ، زلفت من قوارير المياه ، تلك القارورة أتت بها من لديه ، ركلتها بقدمها لتنسكب المياه التي بها على الأرض ، شهق شيومين بخفة ينظر لها ليقول .
شيومين : لماذا فعلتِ هكذا ؟
همست بينما تنظر للقارورة .
تانيا : ما عدنا نحتاج المياه التي كانت بها .
تنهد شيومين ليتبرطم بإنزعاج .
شيومين : هذا إسراف في الماء ، حقاً لا أحد يقدر قيمتها سوى المزارعون أمثالي .
تنهدت تانيا بينما تنظر له بطرف عينها ، ألم يجد سوى تخصص هندسة الزراعة ليدرسها ؟ كان ليبرع في شيء آخر ، أفعاله و أقواله تجعل الناس يظنوه مزارعاً بالفعل ، إنه ربما يحب نبتاته و حوض مائه أكثر من زوجته ، من يدري .
خرج كاي من الخيمة بينما يمدد ذراعيه في الهواء نظر إليها ليحرك شفتاه دون صوت يبتسم .
كاي : صباح الخير .
ردت هي ب" صباح النور " دون أن ترد إبتسامته ، لا تقوى على تزييفها حتى .
أعدو عدتهم للعودة ، صعد الجميع في الشاحنة و إنطلقت بطريق العودة إلى منزل شيومين ، كانت تجلس تانيا بين سارة و كاي و شيومين يقود ، نظرت هي إلى كاي الذي ينظر إلى خارج النافذة بشرود ، أخفضت بصرها و تنهدت ، تشعر إنها تخونه ، تود لو تموت قبل أن يتهمها بهكذا تهمة أو ينسب لها فعلاً شنيعاً كهذا بالفعل هي لم ترتكبه .
وصلت الشاحنة إلى مزرعة شيومين ، كاي و تانيا ودعا الأخيرين و قررا العودة فوراً إلى المدينة ، ودعو بعضهم بود ثم إبتدأت رحلة كاي و تانيا إلى المدينة من جديد ، كانت تانيا تجلس بجاور مقعد السائق الذي يجلس عليه كاي ، فتحت النافذة قليلاً لتدع الهواء يذرف شعرها يميناً و يساراً .
نظر لها كاي نظرة سريعة ثم أعاد بصره إلى النافذة لكنه سرعان ما عاد ينظر لها بأعين متوسعة ، صف السيارة بقوة على قارعة الطريق لتثير ضجيجاً قوياً .
نظرت تانيا إلى كاي الذي بدى متهجماً ، هي لأول مرة في حياته تراه غاضباً ، إزدرئت جوفها عندما زلف منها بجسده ، أمسك بتلابيب قميصها ثم شقه إلى صدرها بقوة لم تأخذ منه لحظة ، نظرت إليه بأعين متوسعة و قد أخذ صدرها يعلو و يهبط على وتيرة سريعة، همس بينما ينظر إلى جلدها المكشوف .
كاي : ما هذا الذي على جسدك ؟
همست بغباء .
تانيا : ماذا ؟
أيعقل أنه خلف علامات على جلدها ؟ و لِمَ لا يفعل ؟ اللعنة ! كيف ستخرج من هذا المأزق الآن ؟ صرخ بوجهها بقوة جعلتها تغمض عينيها بفزع ، هذا ليس كاي ، إنما نسخة مرعبة عنه .
كاي : علامات الحب على عنقِك !
إستنكرت فما بيدها سوى أن تنجو بالكذب حتى لو كان حبله قصير ، لا خيار آخر .
تانيا : عن ماذا تتحدث ؟ أي علامات حب ؟
شغل كاميرة هاتفه لتعكس صورتها و ترى نفسها بنفسها ليقول بتهجم .
كاي : تستغبيني ؟ هذا ، ما هذا ؟
نظرت إلى صورتها على الهاتف ، هناك أكثر من واحدة في عنقها ، عليها أن تجد حلاً و بسرعة .
تانيا : كاي ، أنا لا أعلم ، كنا بالبرية ، لربما حشرة كبيرة قرصت عنقي ، لا أعلم .
تنهد بغضب بينما ينظر غي عينيها ، عيناها بريئتان تخبرها أنها لم تقم باللعب من خلف ظهره و هي كانت بالفعل كذلك ، أدار محرك السيارة قائلاً بنبرة هادئة و قد فتر غضبه منها .
كاي : عالجيها عندما نصل .
أومئت هي و في داخلها لا تصدق أن كذبتها قد إنطليت عليه ، ما كان أمامها حل آخر سوى أن تكذب .
أوصلها إلى شقتها ثم عاد أدراجه لمنزله حيث أمه تستعجله في الوصول لتراه ، دخلت إلى شقتها المظلمة الصامتة كما إعتادتها ، أضاءتها ثم إنصرفت إلى غرفتها ، قبل أن تصلها صاقها الحنين لتفتح باب الغرفة المجاورة و تندس بها ، جلست على السرير تتحسسه و الشوق في قلبها يشتعل لكل ذكرى تنبثق في ذاكرتها عنه .
تمددت على سرير و أخذت تنظر إلى خارج النافذة ، سقطت دمعة من عينيها و هي تتذكر ضحكاته ، حركاته ، دفئه و حنانه ، كان بالنسبة لها جميع الشخوص ، جميع الأمكنة ، و جميع الأزمنة ، كل من غيره كان مجرد عابر طريق في سُبل حياتها ، يأتي ، يترك أثر و يذهب مجدداً ، إلا أنه فعل نفس الشيء أيضاً و عبر سبيلها .
مسحت دمعتها الفارّة بينما تنظر إلى نجوم السماء ، إحداهن كانت بارزة أكثر من الأخريات فابتسمت و أشارت لها لتقول .
تانيا : بالتأكيد أنت هذه النجمة ، لطالما أخبرتني أنك نجم مُشع و لكنك سقطت ثم أرتفعت في سماء العالم ، ليتك أخذتني معك .
أغمضت عيناها تتذكر ملامح وجهه التي أقسمت أنها لن تنساها أبداً ، عيناه الواسعة ، وجنتاه المكتزنة و شفتاه الباسمة ، جسده الطويل الممشوق ، تذكرت أيام المدرسة فجأة لطالما كانت مِرسال مكاتيب الحب له ، كان يرفض بتعجرف و يتبختر بغرور ، كان دوماً يقول أنه لن تحصل عليه إمرأة إلا إن أرضت ذوقه بالكامل فهو إن وجدها لن يتركها أبداً .
عندما وجدها تركها و ترك كل من في الأرض و ارتحل إلى السماء يسكنها كنجمة مشعة ، تنهدت و نهضت عن سريره لتعود إلى غرفتها ، حالما دخلتها إشتمت رائحة تعلمها جيداً بل تحفظها عن ظهر قلب و تميزها من بين كل الروائح ، رائحته الثقيلة التي بقدر ما أحبتها سابقاً كرهتها اليوم ، لكن لماذا رائحته عالقة هنا ؟ أيعقل أنه آتى هنا ؟
عقدت حاجبيها بينما تبحث في الجوار عن أثر ثانٍ له في الجوار إلا أنها لم تجد ، قررت أن تتجاهل الأمر و تأخذ حماماً دافئاً لتزيل رجسِه عن جسدِها الذي لوثه بآثامه و آثامها معاً ، أدارت الصنبور و وقفت أسفل المرش لتنزل الماء على رأسها دافئة ، نظرت إلى جسدها بألم ، إنها ليست فقط علامة على عنقها بل على كل إنشٍ يكون جسدها أثر خلّفه .
إمتلئت عيناها بالدموع مجدداً لِمَ فعل هكذا ؟ أهكذا ينتقم ؟ لِمَ مَس ذلك الوتر الحساس فيها وقطعه ؟ هي تعلم جيداً أنه لم ينتقم هكذا ، إنها فقط البداية ، مجرم اوه سيهون لا ينتقم بالعبث ، هو لم يأخذ منها شيء الليلة الماضية فلقد أخذه مسبقاً ، هو فقط يريدها ذليلة في عين زوجها المستقبلي ، هي تعلم أن هذه البداية فقط ، فقط البداية .
أغلقت الصنبور لتخرج من أسفل المرش ، لفت جسدها بمنشفة بيضاء ثم خرجت إلى دولابها ؛ أخذت منه فستان أزرق اللون يصل إلى كعبي قدميها لتغطي تلك العلامات ، صففت شعرها ثم خرجت من غرفتها عندما سمعت صوت رنين الجرس .
فتحت الباب ثم شهقت بخفة عندما وجدت نفسها بين ذراعي تاو الذي يعانقها بقوة ، ضربت كتفه بخفة تقول و قد شعرت بأن عظامها قد إختلطت معاً .
تانيا : خنقتني يا رجل !
ضحك هو ليبتعد و يبعثر شعرها ثم دخل لتزجره بنظرة حاقدة بينما تعيد ترتيب شعرها ، أغلقت الباب ثم دخلت و قد وجدته في المطبخ يحضر القهوة ، إستندت هي على الحائط و عقدت ساعديها إلى صدرها تقول .
تانيا : طلبتك أن تأتي لأكلمك لا لتحضر القهوة .
رد عليها قائلاً .
تاو : عزيزتي ، صوتكِ كان ذابلاً عندما حدثتيني و الآن سأحضر لنا القهوة لتسترخي و تخبريني بما حدث معكِ .
..................................
سلاااااااااااااااااااااااااااااااام
من زماااااان ما حدثت بعرف بس كنت بمر بفترة إمتحانات عصيبة و فترة السُبات الي بعد الإمتحانات .
ما رح أتأخر عليكم بتحديثات القادمة حتى الإمتحانات النهائية 💔
ورد شائك لسة البارت بكتب في و حاقد عاشق بنشرو بكرا إنشالله ، هانت 💔
مبروك لسيهون يا قلبي ❤ مش بس أفضل ماكني أفضل رجل في العالم ❤❤❤
مبروك لكاي كمان ❤ أوسم فنان و أكثر من هيك ❤
تجهزو للكومباك💔💔💔
اه حبيت اوضح شغلة إنتقام سيهون مش الإغتصاب أبداً رح تعرفو شو بعدين .
البارت القادم بعد ٤٠ فوت و ٤٠ كومنت ❤
١. رأيكم بتجاهل كاي لتانيا ؟
٢. رأيكم بغضب كاي عندما رأى علامات الحب على عنق تانيا ؟
٣. رأيكم بتصرف سيهون ؟
٤. ماذا تتوقعون أن تكون خطوته القادمة ؟
٥. رأيكم بتانيا وردة فعلها على فعلة سيهون ؟
٦. ماذا سيحدث بينها و بين تاو ؟
٧. من تتوقعون أن يكون الراحل الذي تكلمت عنه ؟ و ما صلته بها ؟
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
Part Five
البارت ممتع
Відповісти
2018-09-12 20:44:27
1
Part Five
تانيا مش عارفة هل مسكينة ولا لا /والمفروض تخبر كاى
Відповісти
2018-09-12 20:49:56
1
Part Five
سيهون ممكن يكون ظالم او مظلوم مش عرفة وجنونه دليل عن ان بينهم قصة كبيرة
Відповісти
2018-09-12 20:50:54
1