Chapter Ten
" جنس الساقطات "
أتراني حمل هزيمة ثانية و الأولى إنتشلت حبالي ؟
فتحت باب المنزل بالمفتاح الذي يحويه جيبها ثم دخلت إلى منزلها الصغير ، كانت تنظر إلى الأرض و تتنهد بخفة بين الفينة و الأخرى ، أضائت أضواء المنزل ثم دخلت إلى صالة الجلوس .
شهقت بخفة و وضعت يدها على قلبها عندما رأت سيهون الذي يقف أمام النافذة عاقداً حاجبيه و كفيه في جيوب بنطاله ، تبسمت بتوتر و زلفت إليه ، كيف عليها أن تبرر له غيابها عن المنزل دون إعلامه .
هو ليس من النوع المتملك نحوها ، فلا بأس أن تذهب و تخرج كما تريد لكن جعلها تعتاد أن تخبره إلى أين ذاهبة و متى ستعود كي لا يشعر بالقلق عليها ، لكن اليوم خرجت دون أن تحاول إخباره حتى ، لا تنكر أنها عندما تُخطئ التصرف ترى منه وجه قاسٍ رغم أنه لم يؤذيها من قبل أبداً .
همست بالتحية بصوت ضئيل ، لسان ثقيل ، و إبتسامة متوترة .
أيرين : مرحباً !
لم يرد عليها لتقضم شفتها و تشيح عنه ببصرها إلا أنه سألها لتعود النظر إلى ظهره الذي يمنحه أياها .
سيهون : أين كنتِ ؟
همهمت بخفة ، تشعر أنها ستذوب بقدر ما هي متوترة .
أيرين : لدى أمي ، هي مريضة ، لذا ذهبت لأزورها و نسيت أخبرك أنني خرجت .
تبسم بخفة ثم زفر أنفاسه ساخراً ، إلتفت إليها ثم واجهها قائلاً بإستنكار ساخِر .
سيهون : حقاً ؟! كانت بخير عندما ذهبت أسألها عنكِ و قالت لي أنكِ لستِ لديها ، هل مرضت بعدها ؟!
أشاحت نظرها عنه بتوتر و قبضت على أطراف فستانها بأصابعها ، أغمضت عينيها و ابتلعت جوفها عندما شعرت به يقترب ثم قضمت شفتها عندما شعرت بأنفاسه الساخنة ترتطم بوجهها .
همس هو بعدها بصوت غليظ تخافه عندما يستخدمه .
سيهون : أين كنتِ يا آيرين ؟
شهقت بخفة عندما قبض على ذراعها فقد إمتنعت عن الرد .
فتحت عيناها سريعاً و نظرت إليه متوترة ثم سمعته يقول .
سيهون : لآخر مرة أسألك قبل أن تري مني وجهاً ستكرهينه ، أين كنتِ ؟
تجرجر قلبها على أذيال من الخوف ثم وجدت لسانها يبعثر الحروف في فمها دون أن يفهم شيء .
أيرين : كنتُ لدى صديقة .
رفع حاجبه مستنكراً و ساخراً لتقول .
أيرين : صديق .
أشار لها بحاجب مرفوع و عين غاضبة على السُلم أي أن تصعد فولته ظهرها و صعدت سريعاً ترتجف ، لم يسبق أن إستخدم ضدها العنف لكنها من الكلمات و الملامح فقط يثير رعبها .
جلست على السرير ثم وضعت يدها على قلبها و أغمضت عيناها تهدأ نفسها ، بكت و هي تحاول أن تهدأ ، الماضي نُصب عيناها و الحاضر يطبق على صدرها و المستقبل يقتلها .
أما هو في الأسفل فتوجه ليتمدد على الكنبة التي سيجعلها سريره الليلة ، وضع معصمه فوق عينيه ثم تنهد و أغمض عينيه ، كل يوم يقضيه في حياته هذه يوم طويل متعب .
...................................
Tania's point of view
البارحة كان يوماً عصيب على كاي و عليّ خصيصاً فبعد أن تركني سيهون كاي أصبح يريد تبرير ، عندما استيقظنا و وجدنا أنفسنا بشقته حدثتي ببرود أنه علينا أن ننتقل إلى مكان أكثر آماناً ، لكنني لا أستطيع أن أترك شقتي رغم ذلك ، طالما هي ما بقي لي من تشانيول فلن أتخلى عنها .
لكنه كان أكثر مني إصراراً و أقوى مني صلابة ، كان يعاملني ببرود بحت ، هو حتى لم يسألني عنه شيء نقيض ما توقعته تماماً ، هو أمرني أن أنتقل برفقته إلى شقة سيستأجرها أو يشتريها لا أعلم ، المهم أنه فرض علي بالإلزام أن أبقى معه و لا أعصيه و إلا ما كان ودوداً معي .
أنا ببساطة حتى لو سألني عن سيهون لن أستطيع منحه جواباً صادق ، سأدبر كذبة تنطلي عليه و أستر نفسي بها حتى أجد حلاً لحرارة إنتقام سيهون التي يلسعني بها دون رحمة ، لا أصدق أنه ذات الرجل الذي كان يقدس الأرض التي أدوسها يوماً .
معه حق لا أنكر ، لكن فقط لِمَ لا يفعل ما فعلته و ننتهي ؟ على الأقل ألا يأتي بما بقي لي من أحباب ، موقفي و موقعي يقيدانني أكثر مما يمنحاني القوة .
أخاف من كاي الآن ، أدرك أنه يحبني و لن يؤذيني ، هو ليس كسيهون ، أخاف أن يراني خائنة و خصوصاً أن سيهون وطأني مرتين من بعد إرتباطي به ، أخاف أن يكتشف الأمر فكيف سأبرر ، هل سيصدقني إن أخبرته أن هذا كان ضد إرادتي ؟ هل سيصدقني إن علم أن ذلك الرجل حبيبي السابق ؟
التفكير كل ما يشغلني الآن ، كل ما أحاول أن أجد حلاً ينغلق بابه قبل أن أقطع منتصف طريقه ، الآن أنا عاجزة عن التخطيط و إتخاذ خطوة .
أنا خائفة من سيهون و خطوته القادمة كثيراً ، أنا أخاف أن يُدفّعَني بقاء كاي حياً ، لا أريد أن أصبح نُزلاً لشهواته بعد أن كان كله لي ، أكثر ما يؤلمني أنه إستغنى عن قلبه الذي أسكنه ، أخاف عقلانيته و لاقلبيته .
إنه عندما يخطط يخطط و عندما يأمر قلبه أن يتوقف يتوقف ، لقد أخبرني سابقاً عندما كنت معه أن أكثر ما يكرهه الخذلان و أن عقوبته لديه هي الأشد و أنا خذلته بل لم يخذله أحد كما فعلت .
الآن أنا مع كاي في شقتنا الجديدة و أشعر به سيملي علي شيء لا خيار لي فيه ، أي أنه سيأمرني لأفعل شيء و بصفتي خطيبته علي أن أنفذ ، أخاف أن يكون أمراً أكبر من قدرتي على التنفيذ .
أنا أحب كاي بصدق و لا أريد أن أخسره ، ربما لا أحبه كما أحب سيهون لكنني حقاً لا أريد أن أفرط به أو أن أكسر قلبه ، أنا لا أريد أن أخذله ، أن أكذب عليه بحقيقة سيهون هي وحدها خذلان رغم أنني مجبورة ، لكن ما بيدي حيلة ، لا أستطيع أن أخبره بالحقيقة .
جلس أمامي ثم نظر لي نظرة جعلتني أشعر بالحر رغم أن الجو بارد ، أنا خائفة من إستجواب لا أستطيع تجاوزه أو أمر لا أستطيع تنفيذه ، الرحمة بي يا الله !
همس يخفي خلف نبرته الهادئة غضباً ، معه حق إنني أشعر به .
كاي : حضرة الشرطية بارك تانيا ، هل لي أن أعلم من هو المجرم الذي كنا رهن حوزته الأمس من فضلك ؟
طأطأت رأسي ، تلك النبرة الباردة الساخرة في صوته أثلجتني بعد أن حرقتني ، أشعر بنفسي ضئيلة حقيرة ، النملة ذات منفعة أكثر مني ، على الأقل هي تجلب قوت العام لمملكتها ، أنا لا أجلب سوى المتاعب لنفسي و لمن هم حولي .
أنا آسفة كاي ، لا أستطيع سوى أن أكذب و أراوغ ، الحقيقة ستقتلك و أنا أريدك حي حتى لو على حساب كرامتي و مشاعرك ، مجدداً أنا آسفة .
تانيا : مجرم أطارده بفريقي .
أومئ لي بطريقة يعلمني فيها أنه يكذبني فلما مجرم أطارده يفترض به أن يكرهني كاد أن يهشمني و يهشمه عندما حاولت ضمه ، كان حديث و لقاء وديّ بالأمس بحق .
و على ذات منوال نبرته الجارحة في الحديث تابع يستفسر .
كاي : و هل لي أن أحصل على معلومات أكثر عن هذا المجرم الذي تطاردينه حضرة الرئيسة ؟
أنا آسفة كاي مجدداً ، أعلم أن ما سيقوله سيؤذيك لكن على الأقل لن يجرحك ، لن تشعر بحرارة طعنة تخترق ظهرك .
تانيا : عذراً منك كاي ، لكن رغم ما حدث و تفهمي لموقفك إلا أن ملفات الشرطة تبقى حِكر و سر للشرطة فقط .
لم أكن أتوقع منه تفهم أو أي كان ، أعلم أنه مجروح يكذبني و الآن وقت ثورته ، لقد هب واقفاً و قلب الطاولة التي تحيل بيننا يصرخ علي بقوة جعلتني أجفل و لأول مرة أخاف منه .
كاي : تظنيني لعبة بين يديكِ أنتِ ؟! أنا حقاً ذقتُ ذِرعاً من كل شيء !
هذه وقت ثورته ، وقت أن يبوح بكل ما في نفسه ، وقت أن أواجه أخطائي و أواجهه و أواجه نفسي و ماضيّ .
....................................
Kai's point of view
الحق أنني إكتفيت ، كل شيء في حياتي ، كل الشخوص ، كل الظروف تجلب لي التعاسة لا غير ، أمي في المنزل التي لا تتوقف عن إلقاء ذنب على عاتقي أنا بريء منه ، أبي الذي لا يتوقف عن مشاحنتي ، و هنا هي .
هي لا تحبني ، لا تريدني ، لكني كالأحمق أهتم و ما زلتُ أريدها ، رغم أنني أعلم أن قلبها سيبقى معلق بحبيبها الميت إلا أن روحي معلقة بها .
منذ أن ذهبنا إلى المخيم لدى شيومين و عدنا ، هل حدثتني ؟ هل جربت أن تسأل عني ؟ على الأقل فلتظهري إهتماماً مزيف بي يُلمِع صورتكِ المُغبرة في نظري .
لطالما النساء هن من طلبن الإهتمام ، لطالما كنّ جنس حوا كريمات في العطاء ، كثيرات في الإهتمام ، و لطالما كنّا الجنس البخيل لمنح أي شيء ، لماذا شذت القاعدة عندما أخذت مكاني في صف المحبين ؟
لا تدرك كم أن هذا يجرح شعوري و أنا كالأبلة أتصل بتاو كل صباح لأطمئن عليها و كل ما أسأله إن سألت عني ينفي قطعاً ، هو بطريقة غير مباشرة يخبرني أن أنقطع عنها لصالحي ضدها ، أعلم أنه محق لكنني لا أستطيع الإبتعاد .
و الآن رغم كل ما حدث و أفعالها التي لا تُغفر ضدي ، عندما إتصل بي أحد يخبرني أنها ليست بخير هرعت كالمجنون إليها .
كم شعرت بالذل ! لقد ذهبت لأكون رجلها الحامي الذي سينقذها من ما هي فيه ليحول الأمر لأصبح نقطة ضعفها التي تتوسل بإذلال لكي لا أمُسَح ، ذهبت لأكون من ينقذها لا أن أكون الوسيلة لترضخ .
شعرت أنني لست رجلاً و هي ترجو ذلك الحقير ليبقيني حياً ، كنتُ فضلتُ الموت على أن تتوسل لأجل حياتي و أنا مربوط في الزاوية لا أستطيع فعل شيء .
و عندما أسألها عن السبب الذي حدث تقول ملفات شرطة ، ألستُ ذا قدر بالنسبة لها لهذا الحد ؟! أي قلب قاسٍ تملكه لتطيح بي بلا رحمة هكذا ، لقد بدأت أسخط عليها بالفعل .
أنا أريد أن أعلم ، ليس بدافع الفضول بل لأستطيع حمايتها لو حدث أمر كهذا مجدداً ، لأثبت لنفسي أنني رجل و أستطيع حماية إمرأتي ، لأن أثبت لها أنني لستُ نقطعة ضعفها بل أنني حاميها .
لقد جفلت و لمحت الذعر في عينيها عندما قلبت الطاولة رأساً على عقب ، هي من تجعلتي أتخلى عن كوني رجلاً لأصبح ذلك الحقير المستعد أن يؤذيها ليعلم حقيقة ما تخفيه ، اليوم أو أبداً ، الآن و هنا سأعلم كل شيء و أقدم على الخطوة الأكبر .
كاي : قلتُ لكِ تحدثي يا فتاة ! أقسم أنني لن أبقى لطيف إذا حافظتِ على شفتيكِ مغلقتين ، من هذا الذي إختطفنا ؟!
وجدتها تومئ لي سريعاً بإيجاب أي أنها ستخبرني ثم همست تحاول تهدأتي .
تانيا : حسناً سأخبرك ، إهدأ من فضلك !
نفثت أنفاسي و نظرت لها ساخطاً ، لطالما كرهت هذه المعاملة ، أكره أن أخيفها ، أن أستخدم قوتي كرجل ضدها ، لكنني لستُ آسفاً الآن ، هي من أجبرتني على إتخاذ هذا الأسلوب وسيلة لتتكلم .
أحنت رأسها قليلاً ثم قالت بنبرة هادئة لا تشبهها حتى في هدوئها .
تانيا : هو مجرم ألاحقه منذ عدة سنوات ، كلما إقتربت من حبل لألفه حول عنقه يقطعه قبل أن أمسكه ، هذا كل ما أستطيع إخبارك به .
رفعت رأسها إلي و نظرت في عيني ، نظرت في عينيها بعمق ، عيونها لا تكذب لكن لسانها للتو قال كلاماً ناقص ، حتى لو كانت لا تريد إخباري أو أن ما قالته الحقيقة الكاملة التي تعرفها إلا أن هذا ليس بكافٍ ، مهنة الشرطة هذه سأجعلها تتركها فور أن تطئ قدمها بيتي كزوجتي ، لذا الآن و فوراً سأحدد كل ما بقي عالق .
إقتربت لأجلس بجانبها ، إلتفتت برأسها لتنظر إلي ثم بحنين لا أفهمه عانقتني ، هذا دوماً ما أشعر به تكنه لي ، حنين غير مفهوم ، و لا مرة شعرت بها حقاً تحبني و تريدني رجل لها ، إنما الحنين الذي لا أفهمه فقط .
قالت و أنفاسها الساخنة ترتطم بعنقي ، أكثر الرجال مِنعة و قوة تقتله إمرأة بنعومة أنفاسها فما بالك بلمساتها ؟ أنا أريدها بعيدة عن جمع الشرطة ، أريدها آمنة معي و تحت حمايتي ، أرعاها و أدللها .
رفعت كفي إلى شعرها لأمسح عليه .
كاي : لقد طالت فترة خطوبتنا ، أظن أن علينا أن نتقدم بخطوة جديدة .
و كأن عقرب لسعها عندما طلبت منها الزواج بشكل غير مباشر لكنني أعيّ أنها تفهمني .
إبتعدت عني و انزوت في أبعد مكان عني فوق الكنبة ، نظرتها ليست رافضة بل خائفة ، لماذا تخاف مني و أنا أحن عليها من كل من سبقوني إليها في حياتها ، ألا يكفيها أنني أحبها لتكون مطمئنة ، قالت و عيناها تزوغ عني ، هل أبدو مخيفاً إلى هذا الحد ، أم أن الحِدة في عينيّ أخافتها مني و ما زالت قائمة ؟
تانيا : أنت تستبق الأمور سريعاً ، لستُ على عجلة من أمري على الزواج !
بطريقة غير مباشرة رفضتني ، لكننا بالفعل مخطوبين ، هي أذت مشاعري لتوها ، أذتني !
كاي : أي عجلة أنا الذي عليها ؟ لقد إتفقنا مسبقاً أن زواجنا سيقام بعد ثلاثة شهور من خطوبتنا ، لقد مرت الثلاثة شهور بالفعل و أنا أنتظركِ تتجهزين ، تانيا لا مزيد من الكلام ، زواجنا لن يؤجل لأي سبب كان ، سيقام في موعده أي بعد أسبوعين من الآن !
وقفت هي تنفي بكفيها و رأسها معاً ، إننى أرى الدموع تتوقف خلف جفنيها ،ألا تريدني إلى هذا الحد ؟ قالت و الدموع في عيناها و غصة تختبئ في حلقها قد غيرت صوتها .
تانيا : من فضلك ليس الآن ، أنا أحتاج بعض الوقت بعد ، لم أجهز شيء و لست مستعدة كما أن عملي يضغط علي من فضلك أصبر علي قليلاً .
أكره أن أقول ذلك لكنني الآن ثائر ، تجهيزات و إستعدادت ماذا ؟ كل ما تحتاجه فقط فستان الزفاف و أنا سأهتم بالباقي ، لا أجد في كلامها حجة لرفضي سوى أنها لا تريدني ، أن بقيت هنا أكثر سنخوض في جدال عميق و أخاف على كلينا الخسائر .
وقفت على قدمي و رمقتها بقوة ، لا تغرينك القوة في عيني ، لقد كسرتِ لي قلبي .
كاي : إما أن يحدث في موعده يا تانيا أو أنه لن يحدث أبداً ، لكِ الخيار الآن .
خرجت و قلبي يتأرجح ، أشعر بنفسي تنزلق في الهاوية .
Sehun's point of view
في صباح جديد ، كنت قد خرجت من الغرفة أبحث عن أيرين في الجوار ، نزلتُ السُلم إلى الطابق الأرضي لأجدها تقف هناك في الزواية تمنحني ظهرها و أظنها تتكلم على الهاتف .
مجرم مثلي يستطيع أن يعلم أنها مرتبكة و تفعل شيء ما من دون علمي ، أرجو ألا تكون تخونني ، هذه المرة لن أتحمل بحق ، لن أتحمل خيانة جديدة ، أقسم أنني سأنهار هذه المرة بحق .
إقتربت إليها من خلفها بخطوات خفيفة لا تشعر بها و تلصصت السمع لما تقوله ، أنها تجري مكالمة هاتفية .
أيرين : ما زال هنا في المنزل ، البارحة تأخر حتى عاد ، لقد أتى بعدما ذهبت ، كنا على وشك نشب شجار بيننا بعدها ذهب و لم يعد حتى صبيحة اليوم .
أنها تقدم تقارير عمّا أفعله ، متى آتي و متى أخرج و ماذا أفعل ، خيانة ثانية بحقي و من إمرأة ، هذا درس ثانٍ لي ألا أثق بابنة حواء مجدداً .
كلهن كاذبات ، مخادعات ، و ساقطات مهما كنّ بريئات ، أشرفهن عاهرة و أصدقهن خائنة ، أنا وقعت في ذات الفخ مرتين ، هذه المرة لن أنتظرها أن تطعنني بظهري سأقتلها قبل أن تفعل .
أغلقت الهاتف و إلتفت إلي لتشهق و تضع يدها على قلبها و قد وقع هاتفها من يدها ، نظرت إلي بإرتبكاء ثم ابتسمت بتوتر ، أكره هذه الإبتسامة التي تبدو فيها بريئة و هي بالحق رأس أفعى .
همست بصوت ضئيل .
أيرين : لقد أخفتني !
سأخيفكِ أكثر ، إنحنت لتتناول هاتفها و قبل أن تستقيم بظهرها أطلقت آه متألمة عندما أحكمت قبضتي حول شعرها و شددته بقوة .
صرخت عندما إستقامت أمامي و نظرت إلي بعيون مرتجفة ، همست و الحروف تتقطع في فمها .
أيرين : ماذا حدث ؟
أكثر ما أكرهه الكذب أولاً و التملق ثانياً ، سأمنحها الجواب بطريقة ستعتاد عليها منذ اليوم ، صفعة نالتها وجنتها أسقطتها أرضاً تصرخ بألم ، أشعر بالخدر بكفي فما بالي بوجنتها .
لقد تحطمت و أنا لا أشقق عليها بل إنها البداية فقط ، بيدها فتحت على نفسها أبواب جهنم ، ما من شخص دخل جحيمي و خرج حي ، أنا سأريهم و أريها .
أمسكت بعضدها و رفعتها مجدداً لتقف أمامي ، عيناها دامعة و محل أصابعي قد ترك علامة على وجنتها ، هذه البداية فقط ، رفعت يدها و وضعتها على وجنتها ، إنها ترتجف خوفاً مني ، ما دمتِ تخافين مني لماذا خنتِني ؟
همست و البكاء يقف عائق في حلقها .
أيرين : لِمَ ضربتني ؟
لم يسبق لي إن رفعت يدي عليها أبداً ، مهما غضبت و مهما تجادلنا كنتُ دائماً أحاول أن أكون ودوداً من أجلها ، كنت أريد حقاً أن أكون الرجل الذي سيعوضها عن كل ما فاتها من سعادة و كل ما نالت من حزن و تعاسة .
لطالما كنت كريماً معها و أكرمتها إلا أنها كانت تنتحل شخصية الطيبة و هي ليئمة ، ليئمة جداً لدرجة أنها نكرت عطفي عليها ، النساء لا يستحقن المعاملة الطيبة ، إن دستَ عليها أطاعتك و أن رفعتها فوق رأسك تمردت عليك .
جوابي كان بصفعة ثانية نالت من نفس الوجنة التي تورمت ، سقطت سقطتها الأولى و صرخت صرختها الأولى ، اليوم سيكون طويلاً بلا حدود .
حظكِ يا تانيا الذي أسعفكِ و أشغلني عنكِ اليوم ، اليوم و ليلته سيكون طويلاً جداً و في صباح الغد ربما أخرج هذه جثة من لدي و سأتفرغ للعينة الثانية .
تقدمت لها و كانت تزحف إلى الخلف ، حركات لا نفع منها لأجل الدفاع عن النفس ، ما دمتِ تعلمين أنكِ ضعيفة بحضرتي و أرى الخوف يأكل عينيكِ ، تخونيني لماذا ؟
..............................................
سلااااااااااااااااام
و الله مشتاااااااقة لكم .... اعذروني على السحبة الطويلة و افهموني ... أنا في سنتي الأخيرة في الجامعة و الضغط علي كبير ، إمتحانات ، تقارير ، أبحاث ، عروض ، غير التسجيل و مرمرة المالية و الدراسة و التلاخيص ووووووووووو....... إلى نهاية ٢٠١٩ هيك الحالة ...
من هذا البارت رح أعلن أنو الأسرار رح تبلش تنكشف و الأحداث تطور بشكل غير مسبوق و المشاعر تتلخبط و كلو يصير خبيصة ...
رغم أنو شرط البارت الفائت ما تحقق و لكن أنا في مزاج جيد كفاية لأحدث لذا نزلتلكم البارت و أتمنى تدعموه ...
البارت القادم بعد ٥٠ فوت و ٥٠ كومنت ...
١. رأيكم بأسلوب pov ؟ حاسة حالي أفضل في و بعبر عن مشاعر الأبطال أفضل لأني بتقمص شخصياتهم أحسن من رؤية الراوي .
٢. رأيكم بتانيا ؟ مشاعرها تجاه كاي ؟ رفضها لطلبات كاي ؟
٣. رأيكم بكاي - أنا حزنت علي -؟ مشاعره تجاه تانيا ؟ موقفه من أفعالها ؟
٤. ما هو التطور القادم في علاقة تانيا و كاي ؟
٥. رأيكم بآيرين ؟ مع من كانت تتحدث و ما هدفها ؟ رأيكم بردة فعلها لما شافت سيهون ؟
٦. رأيكم بسيهون ؟ إنفعاله على أيرين ؟ حديثه عن النساء * أنا آسفة بس النص إحتاج أنو أكتب هيك * ؟
٧. ماذا سيفعل سيهون بآيرين و هل ستخبره عن أمرها ؟ و ما هو التطور القادم في علاقتهما ؟
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟.
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أتراني حمل هزيمة ثانية و الأولى إنتشلت حبالي ؟
فتحت باب المنزل بالمفتاح الذي يحويه جيبها ثم دخلت إلى منزلها الصغير ، كانت تنظر إلى الأرض و تتنهد بخفة بين الفينة و الأخرى ، أضائت أضواء المنزل ثم دخلت إلى صالة الجلوس .
شهقت بخفة و وضعت يدها على قلبها عندما رأت سيهون الذي يقف أمام النافذة عاقداً حاجبيه و كفيه في جيوب بنطاله ، تبسمت بتوتر و زلفت إليه ، كيف عليها أن تبرر له غيابها عن المنزل دون إعلامه .
هو ليس من النوع المتملك نحوها ، فلا بأس أن تذهب و تخرج كما تريد لكن جعلها تعتاد أن تخبره إلى أين ذاهبة و متى ستعود كي لا يشعر بالقلق عليها ، لكن اليوم خرجت دون أن تحاول إخباره حتى ، لا تنكر أنها عندما تُخطئ التصرف ترى منه وجه قاسٍ رغم أنه لم يؤذيها من قبل أبداً .
همست بالتحية بصوت ضئيل ، لسان ثقيل ، و إبتسامة متوترة .
أيرين : مرحباً !
لم يرد عليها لتقضم شفتها و تشيح عنه ببصرها إلا أنه سألها لتعود النظر إلى ظهره الذي يمنحه أياها .
سيهون : أين كنتِ ؟
همهمت بخفة ، تشعر أنها ستذوب بقدر ما هي متوترة .
أيرين : لدى أمي ، هي مريضة ، لذا ذهبت لأزورها و نسيت أخبرك أنني خرجت .
تبسم بخفة ثم زفر أنفاسه ساخراً ، إلتفت إليها ثم واجهها قائلاً بإستنكار ساخِر .
سيهون : حقاً ؟! كانت بخير عندما ذهبت أسألها عنكِ و قالت لي أنكِ لستِ لديها ، هل مرضت بعدها ؟!
أشاحت نظرها عنه بتوتر و قبضت على أطراف فستانها بأصابعها ، أغمضت عينيها و ابتلعت جوفها عندما شعرت به يقترب ثم قضمت شفتها عندما شعرت بأنفاسه الساخنة ترتطم بوجهها .
همس هو بعدها بصوت غليظ تخافه عندما يستخدمه .
سيهون : أين كنتِ يا آيرين ؟
شهقت بخفة عندما قبض على ذراعها فقد إمتنعت عن الرد .
فتحت عيناها سريعاً و نظرت إليه متوترة ثم سمعته يقول .
سيهون : لآخر مرة أسألك قبل أن تري مني وجهاً ستكرهينه ، أين كنتِ ؟
تجرجر قلبها على أذيال من الخوف ثم وجدت لسانها يبعثر الحروف في فمها دون أن يفهم شيء .
أيرين : كنتُ لدى صديقة .
رفع حاجبه مستنكراً و ساخراً لتقول .
أيرين : صديق .
أشار لها بحاجب مرفوع و عين غاضبة على السُلم أي أن تصعد فولته ظهرها و صعدت سريعاً ترتجف ، لم يسبق أن إستخدم ضدها العنف لكنها من الكلمات و الملامح فقط يثير رعبها .
جلست على السرير ثم وضعت يدها على قلبها و أغمضت عيناها تهدأ نفسها ، بكت و هي تحاول أن تهدأ ، الماضي نُصب عيناها و الحاضر يطبق على صدرها و المستقبل يقتلها .
أما هو في الأسفل فتوجه ليتمدد على الكنبة التي سيجعلها سريره الليلة ، وضع معصمه فوق عينيه ثم تنهد و أغمض عينيه ، كل يوم يقضيه في حياته هذه يوم طويل متعب .
...................................
Tania's point of view
البارحة كان يوماً عصيب على كاي و عليّ خصيصاً فبعد أن تركني سيهون كاي أصبح يريد تبرير ، عندما استيقظنا و وجدنا أنفسنا بشقته حدثتي ببرود أنه علينا أن ننتقل إلى مكان أكثر آماناً ، لكنني لا أستطيع أن أترك شقتي رغم ذلك ، طالما هي ما بقي لي من تشانيول فلن أتخلى عنها .
لكنه كان أكثر مني إصراراً و أقوى مني صلابة ، كان يعاملني ببرود بحت ، هو حتى لم يسألني عنه شيء نقيض ما توقعته تماماً ، هو أمرني أن أنتقل برفقته إلى شقة سيستأجرها أو يشتريها لا أعلم ، المهم أنه فرض علي بالإلزام أن أبقى معه و لا أعصيه و إلا ما كان ودوداً معي .
أنا ببساطة حتى لو سألني عن سيهون لن أستطيع منحه جواباً صادق ، سأدبر كذبة تنطلي عليه و أستر نفسي بها حتى أجد حلاً لحرارة إنتقام سيهون التي يلسعني بها دون رحمة ، لا أصدق أنه ذات الرجل الذي كان يقدس الأرض التي أدوسها يوماً .
معه حق لا أنكر ، لكن فقط لِمَ لا يفعل ما فعلته و ننتهي ؟ على الأقل ألا يأتي بما بقي لي من أحباب ، موقفي و موقعي يقيدانني أكثر مما يمنحاني القوة .
أخاف من كاي الآن ، أدرك أنه يحبني و لن يؤذيني ، هو ليس كسيهون ، أخاف أن يراني خائنة و خصوصاً أن سيهون وطأني مرتين من بعد إرتباطي به ، أخاف أن يكتشف الأمر فكيف سأبرر ، هل سيصدقني إن أخبرته أن هذا كان ضد إرادتي ؟ هل سيصدقني إن علم أن ذلك الرجل حبيبي السابق ؟
التفكير كل ما يشغلني الآن ، كل ما أحاول أن أجد حلاً ينغلق بابه قبل أن أقطع منتصف طريقه ، الآن أنا عاجزة عن التخطيط و إتخاذ خطوة .
أنا خائفة من سيهون و خطوته القادمة كثيراً ، أنا أخاف أن يُدفّعَني بقاء كاي حياً ، لا أريد أن أصبح نُزلاً لشهواته بعد أن كان كله لي ، أكثر ما يؤلمني أنه إستغنى عن قلبه الذي أسكنه ، أخاف عقلانيته و لاقلبيته .
إنه عندما يخطط يخطط و عندما يأمر قلبه أن يتوقف يتوقف ، لقد أخبرني سابقاً عندما كنت معه أن أكثر ما يكرهه الخذلان و أن عقوبته لديه هي الأشد و أنا خذلته بل لم يخذله أحد كما فعلت .
الآن أنا مع كاي في شقتنا الجديدة و أشعر به سيملي علي شيء لا خيار لي فيه ، أي أنه سيأمرني لأفعل شيء و بصفتي خطيبته علي أن أنفذ ، أخاف أن يكون أمراً أكبر من قدرتي على التنفيذ .
أنا أحب كاي بصدق و لا أريد أن أخسره ، ربما لا أحبه كما أحب سيهون لكنني حقاً لا أريد أن أفرط به أو أن أكسر قلبه ، أنا لا أريد أن أخذله ، أن أكذب عليه بحقيقة سيهون هي وحدها خذلان رغم أنني مجبورة ، لكن ما بيدي حيلة ، لا أستطيع أن أخبره بالحقيقة .
جلس أمامي ثم نظر لي نظرة جعلتني أشعر بالحر رغم أن الجو بارد ، أنا خائفة من إستجواب لا أستطيع تجاوزه أو أمر لا أستطيع تنفيذه ، الرحمة بي يا الله !
همس يخفي خلف نبرته الهادئة غضباً ، معه حق إنني أشعر به .
كاي : حضرة الشرطية بارك تانيا ، هل لي أن أعلم من هو المجرم الذي كنا رهن حوزته الأمس من فضلك ؟
طأطأت رأسي ، تلك النبرة الباردة الساخرة في صوته أثلجتني بعد أن حرقتني ، أشعر بنفسي ضئيلة حقيرة ، النملة ذات منفعة أكثر مني ، على الأقل هي تجلب قوت العام لمملكتها ، أنا لا أجلب سوى المتاعب لنفسي و لمن هم حولي .
أنا آسفة كاي ، لا أستطيع سوى أن أكذب و أراوغ ، الحقيقة ستقتلك و أنا أريدك حي حتى لو على حساب كرامتي و مشاعرك ، مجدداً أنا آسفة .
تانيا : مجرم أطارده بفريقي .
أومئ لي بطريقة يعلمني فيها أنه يكذبني فلما مجرم أطارده يفترض به أن يكرهني كاد أن يهشمني و يهشمه عندما حاولت ضمه ، كان حديث و لقاء وديّ بالأمس بحق .
و على ذات منوال نبرته الجارحة في الحديث تابع يستفسر .
كاي : و هل لي أن أحصل على معلومات أكثر عن هذا المجرم الذي تطاردينه حضرة الرئيسة ؟
أنا آسفة كاي مجدداً ، أعلم أن ما سيقوله سيؤذيك لكن على الأقل لن يجرحك ، لن تشعر بحرارة طعنة تخترق ظهرك .
تانيا : عذراً منك كاي ، لكن رغم ما حدث و تفهمي لموقفك إلا أن ملفات الشرطة تبقى حِكر و سر للشرطة فقط .
لم أكن أتوقع منه تفهم أو أي كان ، أعلم أنه مجروح يكذبني و الآن وقت ثورته ، لقد هب واقفاً و قلب الطاولة التي تحيل بيننا يصرخ علي بقوة جعلتني أجفل و لأول مرة أخاف منه .
كاي : تظنيني لعبة بين يديكِ أنتِ ؟! أنا حقاً ذقتُ ذِرعاً من كل شيء !
هذه وقت ثورته ، وقت أن يبوح بكل ما في نفسه ، وقت أن أواجه أخطائي و أواجهه و أواجه نفسي و ماضيّ .
....................................
Kai's point of view
الحق أنني إكتفيت ، كل شيء في حياتي ، كل الشخوص ، كل الظروف تجلب لي التعاسة لا غير ، أمي في المنزل التي لا تتوقف عن إلقاء ذنب على عاتقي أنا بريء منه ، أبي الذي لا يتوقف عن مشاحنتي ، و هنا هي .
هي لا تحبني ، لا تريدني ، لكني كالأحمق أهتم و ما زلتُ أريدها ، رغم أنني أعلم أن قلبها سيبقى معلق بحبيبها الميت إلا أن روحي معلقة بها .
منذ أن ذهبنا إلى المخيم لدى شيومين و عدنا ، هل حدثتني ؟ هل جربت أن تسأل عني ؟ على الأقل فلتظهري إهتماماً مزيف بي يُلمِع صورتكِ المُغبرة في نظري .
لطالما النساء هن من طلبن الإهتمام ، لطالما كنّ جنس حوا كريمات في العطاء ، كثيرات في الإهتمام ، و لطالما كنّا الجنس البخيل لمنح أي شيء ، لماذا شذت القاعدة عندما أخذت مكاني في صف المحبين ؟
لا تدرك كم أن هذا يجرح شعوري و أنا كالأبلة أتصل بتاو كل صباح لأطمئن عليها و كل ما أسأله إن سألت عني ينفي قطعاً ، هو بطريقة غير مباشرة يخبرني أن أنقطع عنها لصالحي ضدها ، أعلم أنه محق لكنني لا أستطيع الإبتعاد .
و الآن رغم كل ما حدث و أفعالها التي لا تُغفر ضدي ، عندما إتصل بي أحد يخبرني أنها ليست بخير هرعت كالمجنون إليها .
كم شعرت بالذل ! لقد ذهبت لأكون رجلها الحامي الذي سينقذها من ما هي فيه ليحول الأمر لأصبح نقطة ضعفها التي تتوسل بإذلال لكي لا أمُسَح ، ذهبت لأكون من ينقذها لا أن أكون الوسيلة لترضخ .
شعرت أنني لست رجلاً و هي ترجو ذلك الحقير ليبقيني حياً ، كنتُ فضلتُ الموت على أن تتوسل لأجل حياتي و أنا مربوط في الزاوية لا أستطيع فعل شيء .
و عندما أسألها عن السبب الذي حدث تقول ملفات شرطة ، ألستُ ذا قدر بالنسبة لها لهذا الحد ؟! أي قلب قاسٍ تملكه لتطيح بي بلا رحمة هكذا ، لقد بدأت أسخط عليها بالفعل .
أنا أريد أن أعلم ، ليس بدافع الفضول بل لأستطيع حمايتها لو حدث أمر كهذا مجدداً ، لأثبت لنفسي أنني رجل و أستطيع حماية إمرأتي ، لأن أثبت لها أنني لستُ نقطعة ضعفها بل أنني حاميها .
لقد جفلت و لمحت الذعر في عينيها عندما قلبت الطاولة رأساً على عقب ، هي من تجعلتي أتخلى عن كوني رجلاً لأصبح ذلك الحقير المستعد أن يؤذيها ليعلم حقيقة ما تخفيه ، اليوم أو أبداً ، الآن و هنا سأعلم كل شيء و أقدم على الخطوة الأكبر .
كاي : قلتُ لكِ تحدثي يا فتاة ! أقسم أنني لن أبقى لطيف إذا حافظتِ على شفتيكِ مغلقتين ، من هذا الذي إختطفنا ؟!
وجدتها تومئ لي سريعاً بإيجاب أي أنها ستخبرني ثم همست تحاول تهدأتي .
تانيا : حسناً سأخبرك ، إهدأ من فضلك !
نفثت أنفاسي و نظرت لها ساخطاً ، لطالما كرهت هذه المعاملة ، أكره أن أخيفها ، أن أستخدم قوتي كرجل ضدها ، لكنني لستُ آسفاً الآن ، هي من أجبرتني على إتخاذ هذا الأسلوب وسيلة لتتكلم .
أحنت رأسها قليلاً ثم قالت بنبرة هادئة لا تشبهها حتى في هدوئها .
تانيا : هو مجرم ألاحقه منذ عدة سنوات ، كلما إقتربت من حبل لألفه حول عنقه يقطعه قبل أن أمسكه ، هذا كل ما أستطيع إخبارك به .
رفعت رأسها إلي و نظرت في عيني ، نظرت في عينيها بعمق ، عيونها لا تكذب لكن لسانها للتو قال كلاماً ناقص ، حتى لو كانت لا تريد إخباري أو أن ما قالته الحقيقة الكاملة التي تعرفها إلا أن هذا ليس بكافٍ ، مهنة الشرطة هذه سأجعلها تتركها فور أن تطئ قدمها بيتي كزوجتي ، لذا الآن و فوراً سأحدد كل ما بقي عالق .
إقتربت لأجلس بجانبها ، إلتفتت برأسها لتنظر إلي ثم بحنين لا أفهمه عانقتني ، هذا دوماً ما أشعر به تكنه لي ، حنين غير مفهوم ، و لا مرة شعرت بها حقاً تحبني و تريدني رجل لها ، إنما الحنين الذي لا أفهمه فقط .
قالت و أنفاسها الساخنة ترتطم بعنقي ، أكثر الرجال مِنعة و قوة تقتله إمرأة بنعومة أنفاسها فما بالك بلمساتها ؟ أنا أريدها بعيدة عن جمع الشرطة ، أريدها آمنة معي و تحت حمايتي ، أرعاها و أدللها .
رفعت كفي إلى شعرها لأمسح عليه .
كاي : لقد طالت فترة خطوبتنا ، أظن أن علينا أن نتقدم بخطوة جديدة .
و كأن عقرب لسعها عندما طلبت منها الزواج بشكل غير مباشر لكنني أعيّ أنها تفهمني .
إبتعدت عني و انزوت في أبعد مكان عني فوق الكنبة ، نظرتها ليست رافضة بل خائفة ، لماذا تخاف مني و أنا أحن عليها من كل من سبقوني إليها في حياتها ، ألا يكفيها أنني أحبها لتكون مطمئنة ، قالت و عيناها تزوغ عني ، هل أبدو مخيفاً إلى هذا الحد ، أم أن الحِدة في عينيّ أخافتها مني و ما زالت قائمة ؟
تانيا : أنت تستبق الأمور سريعاً ، لستُ على عجلة من أمري على الزواج !
بطريقة غير مباشرة رفضتني ، لكننا بالفعل مخطوبين ، هي أذت مشاعري لتوها ، أذتني !
كاي : أي عجلة أنا الذي عليها ؟ لقد إتفقنا مسبقاً أن زواجنا سيقام بعد ثلاثة شهور من خطوبتنا ، لقد مرت الثلاثة شهور بالفعل و أنا أنتظركِ تتجهزين ، تانيا لا مزيد من الكلام ، زواجنا لن يؤجل لأي سبب كان ، سيقام في موعده أي بعد أسبوعين من الآن !
وقفت هي تنفي بكفيها و رأسها معاً ، إننى أرى الدموع تتوقف خلف جفنيها ،ألا تريدني إلى هذا الحد ؟ قالت و الدموع في عيناها و غصة تختبئ في حلقها قد غيرت صوتها .
تانيا : من فضلك ليس الآن ، أنا أحتاج بعض الوقت بعد ، لم أجهز شيء و لست مستعدة كما أن عملي يضغط علي من فضلك أصبر علي قليلاً .
أكره أن أقول ذلك لكنني الآن ثائر ، تجهيزات و إستعدادت ماذا ؟ كل ما تحتاجه فقط فستان الزفاف و أنا سأهتم بالباقي ، لا أجد في كلامها حجة لرفضي سوى أنها لا تريدني ، أن بقيت هنا أكثر سنخوض في جدال عميق و أخاف على كلينا الخسائر .
وقفت على قدمي و رمقتها بقوة ، لا تغرينك القوة في عيني ، لقد كسرتِ لي قلبي .
كاي : إما أن يحدث في موعده يا تانيا أو أنه لن يحدث أبداً ، لكِ الخيار الآن .
خرجت و قلبي يتأرجح ، أشعر بنفسي تنزلق في الهاوية .
Sehun's point of view
في صباح جديد ، كنت قد خرجت من الغرفة أبحث عن أيرين في الجوار ، نزلتُ السُلم إلى الطابق الأرضي لأجدها تقف هناك في الزواية تمنحني ظهرها و أظنها تتكلم على الهاتف .
مجرم مثلي يستطيع أن يعلم أنها مرتبكة و تفعل شيء ما من دون علمي ، أرجو ألا تكون تخونني ، هذه المرة لن أتحمل بحق ، لن أتحمل خيانة جديدة ، أقسم أنني سأنهار هذه المرة بحق .
إقتربت إليها من خلفها بخطوات خفيفة لا تشعر بها و تلصصت السمع لما تقوله ، أنها تجري مكالمة هاتفية .
أيرين : ما زال هنا في المنزل ، البارحة تأخر حتى عاد ، لقد أتى بعدما ذهبت ، كنا على وشك نشب شجار بيننا بعدها ذهب و لم يعد حتى صبيحة اليوم .
أنها تقدم تقارير عمّا أفعله ، متى آتي و متى أخرج و ماذا أفعل ، خيانة ثانية بحقي و من إمرأة ، هذا درس ثانٍ لي ألا أثق بابنة حواء مجدداً .
كلهن كاذبات ، مخادعات ، و ساقطات مهما كنّ بريئات ، أشرفهن عاهرة و أصدقهن خائنة ، أنا وقعت في ذات الفخ مرتين ، هذه المرة لن أنتظرها أن تطعنني بظهري سأقتلها قبل أن تفعل .
أغلقت الهاتف و إلتفت إلي لتشهق و تضع يدها على قلبها و قد وقع هاتفها من يدها ، نظرت إلي بإرتبكاء ثم ابتسمت بتوتر ، أكره هذه الإبتسامة التي تبدو فيها بريئة و هي بالحق رأس أفعى .
همست بصوت ضئيل .
أيرين : لقد أخفتني !
سأخيفكِ أكثر ، إنحنت لتتناول هاتفها و قبل أن تستقيم بظهرها أطلقت آه متألمة عندما أحكمت قبضتي حول شعرها و شددته بقوة .
صرخت عندما إستقامت أمامي و نظرت إلي بعيون مرتجفة ، همست و الحروف تتقطع في فمها .
أيرين : ماذا حدث ؟
أكثر ما أكرهه الكذب أولاً و التملق ثانياً ، سأمنحها الجواب بطريقة ستعتاد عليها منذ اليوم ، صفعة نالتها وجنتها أسقطتها أرضاً تصرخ بألم ، أشعر بالخدر بكفي فما بالي بوجنتها .
لقد تحطمت و أنا لا أشقق عليها بل إنها البداية فقط ، بيدها فتحت على نفسها أبواب جهنم ، ما من شخص دخل جحيمي و خرج حي ، أنا سأريهم و أريها .
أمسكت بعضدها و رفعتها مجدداً لتقف أمامي ، عيناها دامعة و محل أصابعي قد ترك علامة على وجنتها ، هذه البداية فقط ، رفعت يدها و وضعتها على وجنتها ، إنها ترتجف خوفاً مني ، ما دمتِ تخافين مني لماذا خنتِني ؟
همست و البكاء يقف عائق في حلقها .
أيرين : لِمَ ضربتني ؟
لم يسبق لي إن رفعت يدي عليها أبداً ، مهما غضبت و مهما تجادلنا كنتُ دائماً أحاول أن أكون ودوداً من أجلها ، كنت أريد حقاً أن أكون الرجل الذي سيعوضها عن كل ما فاتها من سعادة و كل ما نالت من حزن و تعاسة .
لطالما كنت كريماً معها و أكرمتها إلا أنها كانت تنتحل شخصية الطيبة و هي ليئمة ، ليئمة جداً لدرجة أنها نكرت عطفي عليها ، النساء لا يستحقن المعاملة الطيبة ، إن دستَ عليها أطاعتك و أن رفعتها فوق رأسك تمردت عليك .
جوابي كان بصفعة ثانية نالت من نفس الوجنة التي تورمت ، سقطت سقطتها الأولى و صرخت صرختها الأولى ، اليوم سيكون طويلاً بلا حدود .
حظكِ يا تانيا الذي أسعفكِ و أشغلني عنكِ اليوم ، اليوم و ليلته سيكون طويلاً جداً و في صباح الغد ربما أخرج هذه جثة من لدي و سأتفرغ للعينة الثانية .
تقدمت لها و كانت تزحف إلى الخلف ، حركات لا نفع منها لأجل الدفاع عن النفس ، ما دمتِ تعلمين أنكِ ضعيفة بحضرتي و أرى الخوف يأكل عينيكِ ، تخونيني لماذا ؟
..............................................
سلااااااااااااااااام
و الله مشتاااااااقة لكم .... اعذروني على السحبة الطويلة و افهموني ... أنا في سنتي الأخيرة في الجامعة و الضغط علي كبير ، إمتحانات ، تقارير ، أبحاث ، عروض ، غير التسجيل و مرمرة المالية و الدراسة و التلاخيص ووووووووووو....... إلى نهاية ٢٠١٩ هيك الحالة ...
من هذا البارت رح أعلن أنو الأسرار رح تبلش تنكشف و الأحداث تطور بشكل غير مسبوق و المشاعر تتلخبط و كلو يصير خبيصة ...
رغم أنو شرط البارت الفائت ما تحقق و لكن أنا في مزاج جيد كفاية لأحدث لذا نزلتلكم البارت و أتمنى تدعموه ...
البارت القادم بعد ٥٠ فوت و ٥٠ كومنت ...
١. رأيكم بأسلوب pov ؟ حاسة حالي أفضل في و بعبر عن مشاعر الأبطال أفضل لأني بتقمص شخصياتهم أحسن من رؤية الراوي .
٢. رأيكم بتانيا ؟ مشاعرها تجاه كاي ؟ رفضها لطلبات كاي ؟
٣. رأيكم بكاي - أنا حزنت علي -؟ مشاعره تجاه تانيا ؟ موقفه من أفعالها ؟
٤. ما هو التطور القادم في علاقة تانيا و كاي ؟
٥. رأيكم بآيرين ؟ مع من كانت تتحدث و ما هدفها ؟ رأيكم بردة فعلها لما شافت سيهون ؟
٦. رأيكم بسيهون ؟ إنفعاله على أيرين ؟ حديثه عن النساء * أنا آسفة بس النص إحتاج أنو أكتب هيك * ؟
٧. ماذا سيفعل سيهون بآيرين و هل ستخبره عن أمرها ؟ و ما هو التطور القادم في علاقتهما ؟
٨. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟.
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі