Chapter Twenty-four
" يوم بكينا "
همساتكِ تراودني
و أنفاسكِ تدفئني
لمساتكِ تخبرني
أن السعادة طور سأعيشه معكِ مجدداً !
رفرفات رموشها و إحمرار وجنتيها تجعلني لا أفكر بشيء سوى أن أقبلها بالفعل ، دون أن أفكر للحظة أردتُ أن أتجاوز الماضي و أجتمع معها مجدداً ، ربما أخاطر للمرة الثالثة و لكنها أوضحت صِدق نواياها بإنقاذي و أنا كأخرق في الحب سأمنحها ثقتي مجدداً .
كانت تستطيع الخروج للشرطة و أن تقول أنني خطفتها ، هي فقط أطاعتني و عندما نال مني الضعف لم تتركني وحدي ، أنا شاكر لها .
كادت أن تنهض عندما أطلتُ النظر إليها دون أن أفعل شيء ، لقد أحرجتها لذا تمسكت بها و رفعت إحدى يديّ أسيرها على ظهرها حتى أرحتها على مؤخرة عنقها و جذبتها لي .
كادت أن تتكلم و لكنني وضعت سبابتي على شفتيها و ركنت جبينها على جبيني ، أشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهي بتوتر حتى أنني استطيع سماع ضربات قلبها .
سيهون : لا تقولي شيء ، هذه اللحظة لنا !
قبلت سبابتي التي على شفتيها و سُرعان ما سحبته و استبدلته بشفتيّ أقبلها و تقبلني ، نحن بحاجة أن نلتحم مجدداً ، أنا مشتاق لها و هي أيضاً مشتاقة لي ، كل ما حدث وجِدَ ليفرقنا لكن الآن وقت اجتماعنا .
أرحت رأسي على الوسادة و صخب أنفاسها يطئ سمعي ، لملمتُ خصل شعرها الشاردة خلف أذنها و رحتُ أرسم لوحتي في مضامين عقلي ، لقد اشتقت أن أتمعن بملامحها .
أحتضنتُ وجنتاها بكفي و طبعتُ قبلة على جبهتها ، أنا ما زلت أحبها ، أنا كنتُ ساخطاً عليها فقط ، فلأعترف بذلك الآن .
حررتها من قيدي فأقامت جذعها تنظر إلي بإرتباك و خصوصاً أن إبتسامة تعلو شفتي و أرمقها بنظرة أعلم جيداً أنها تخجلها .
تانيا : حضرت لك ثياب نظيفة أخذتها من العم ، سأساعدك بإرتدائها و من ثم سنغادر !
انسحبت من أمامي نحو تلك الحقيبة و أخرجت منها الثياب المقصودة و عادت إلي ، جلست بجانبي ثم انحنت لتتمسك بكتفيّ تحاول رفعي ، أنها أرق من أن تستطيع حملي ، تمسكت بيدها على كتفيّ و حضنتها بكفي ثم قومت جذعي جالساً ببطئ .
كتفي يؤلمني و أظن أن ملامح الألم ظهرت على وجهي فسرعان ما تمسكت بي و أخذت تستفهم بقلق .
تانيا : هل أنت بخير ؟ كتفك يؤلمك ؟!
أومأت لها فنهضت و عادت سريعاً بحبوب دواء و كوب ماء ، تناولته بينما أنا طفل صغير تحت نظراتها القلقة و لمساتها الحنون .
تانيا : سيزول الألم لا تقلق !
تنهدتُ بقوة أنفث ألمي خارجاً ثم نظرتُ في عينيها ، كانت مشغولة عني بقميصي الذي تخلعه عني ، جردتني منه ثم نهضت لتجلس خلفي ، عندما شعرتُ بألم طفيف علمتُ أنها تبدل على جرحي .
تانيا : سأحرص ألا أؤلمك ، لا تقلق !
بدلت على جرحي و بدلت لي ثيابي حتى إنها سرحت لي شعري ثم ساعدتني لأنهض .
تانيا : إن أردت أن تكلم الرجل الذي أنقذنا ، لا أعلم كيف و لكنه يعلم عنا الكثير ، علينا أن نكون حذرين .
ربتُّ على شعرها ثم همست .
سيهون : لا تقلقي ، سيكون كل شيء بخير .
أومأت لي بإبتسامة خجول و لحتى لا أقع بغرام ضحكة عينيها خرجت أبحث عن هذا الرجل ، دخلت إحدى الغرف ابحث فيها عنه .
استوقفتني الصورة المعلقة على الحائط ، ماذا تفعل هذه الصورة هنا ، هذه صورة أبي الذي رعاني !
" كان يحبك كثيراً لدرجة أنه حاول قتلي لأجلك"
إلتفتُ إليه سريعاً ، هو نظر نحوي بإبتسامة ثم جاور مكان وقوفي ينظر نحو الصورة .
" كنتُ أحاول أن أنهاه عن أعماله الممنوعة خصوصاً عندما علمتُ أنه ورث ابنه اليتيم ملكه ، ليس لأنني أطمع به لقد عرض علي الشراكة و رفضت لكنني كنت خائفاً عليك من هذا الميراث و ها أنت ذا مُصاب و فار من الشرطة محكوم عليك بالإعدام . "
أمسكتُ به من تلابيب قميصه ثائراً ، ظننتُ أنه يعرف عنا ما يعرفه الجميع و لكنه يعلم الكثير عني أنا تحديداً ، بعض الأمور لا يعرفها أحد سواي .
سيهون : أنت إلى أي درجة تعرفني ؟! من أنت ؟!
" أهدأ ! لو كنتُ أنوي إيذائك لما تبعت تانيا لإنقاذك في الأدغال ! "
أفلته بقوة و تجوازت عن وخز كتفي ليتراجع عدة خطوات للخلف .
سيهون : تحدث من أنت ؟!
" أنا بارك شوهون شقيق بارك تشاهون ، الرجل الذي رعاك و رباك !"
لم أستوعب ما قاله ، لقد تشوش ذهني و هضم الإنكار وعيي و ثباتي ، إنني لا أفهم إطلاقاً ما يحدث ، اذكر عندما سألت أبي عن أخيه قال لي أنه تخلى عنه .
سيهون : و لماذا سأصدقك ؟!
تنهد الرجل ثم توجه نحو دولاب مركون في زاوية الغرفة ثم عاد يحمل صندوقاً .
" هذه هويتي و هذا جواز سفري ، هذه صور تجمعنا و لو أردت أن تتأكد من صِحتها أنا لا أمانع . "
أخذتها من يده أتفحصها ، أنها حقيقة و لا يبدو أن هناك شيء مزيف ، رفعت رأسي لأنظر له ثم قلت .
سيهون : ماذا تريد مني أنت ؟!
" لا شيء ، أريد منك أن تحافظ على تانيا ، فهي قُرة عيني و ألا تَمِسها بضرر ، يكفي أنك قتلت شقيقها . "
هذا الرجل يغيظني بحق ، تانيا بماذا تهمه .
سيهون : ما شأنك أنت بتانيا ؟!
" تشانيول لم يقتل والدك عبثاً ، ليس لأجل ملفات الشرطة فقط ، تانيا لا تعلم بشيء لا تحاول إستجوابها ، السِر مدفون مع تشانيول. "
أنا لا أفهم شيء و اللعنة ، ما شأن تشانيول بالأمر الآن ، حتى بموته لم أرتح منه ، ربتَّ على كتفي ثم ابتسم مجدداً ليقول.
" لا تظن أنني سأعاديك ، أنت قرة عيني أيضاً و أعلم أنك جئت في البداية تطلب الرحيل لكن لن اسمح لك بالذهاب ، أنت مريض و زوجتك حامل و الشرطة لا تنام حتى تمسك بكما . "
سيهون : و أنا لن أبقى حتى يقبضوا علي و يعدموني و زوجتي تلد بالسجن و ابني يعش داخله .
أومأ لي ثم اقترب نحوي ليربت على كتفي ثم قال .
" و أنا هنا لأقدم لك العون ، ما رأيك أن تأخذها و تسافرون خارجاً ؟! "
هذا أنا ما أفكر به لكن علي فعل شيء قبل أن اغادر هذه البلاد ، هناك مهمة أخيرة لم تتم بعد ، مهمتي الأخيرة و بعدها انهي اوه سيهون المجرم و نخرج من حدود آسيا بأكملها .
سيهون : سأخرج لكن يلزم علي فعل شيء ما قبل ذلك .
" تحتاج عوني ؟! "
نظرتُ نحوه أتفحص ملامحه ، أبحث عن ملامح خبيثة أسفل وجهه ، أنا لن أثق به لكن سأجعله يساعدني .
سيهون : نعم ، أريد أن استضيف أحد ما هنا ، سأعلق حسابي معه ثم سنخرج .
" هل أستطيع أن أعلم من هو ؟ "
نظرتُ تحو الباب اتأكد أن تانيا بعيدة ثم قلت .
سيهون : ستعلم من هو عندما تحضره لي إلى هنا .
خرجتُ عائداً إلى الغرفة التي أشغلها أنا و تانيا ، كانت تجلس على السرير و تحني جذعها تحتضن بطنها ، ركضتُ نحوها دون وعي عندما رأيتها بهذه الحالة .
سيهون : ما بكِ ؟! أتتألمين ؟! هل ستلدي ؟!
رفعت رأسها تنظر إلى وجهي ، رغم أن الألم يرسم ملامحها إلا أنها ضحكت ثم قالت .
تانيا : ألد ماذا يا سيهون ؟! ما زال الوقت باكراً على ميلادي ، إنني في شهري الخامس فقط !
هذا يعني أنه بقي للطفل أربعة شهور حتى يأتي ، جيد لأننا حالياً لسنا على قدر أن نعتني به ، فليبقى في الداخل كما يشاء .
أسندتُ رأسها إلى كتفي ثم رفعتُ يدي لأسرح بها شعرها .
سيهون : أتشتهين شيء ؟!
رفعت رأسها لتنظر إلى وجهي دون أن تزحزحه عن كتفي ، ابتسمت بحب و همست .
تانيا : اشتهي حبك ، أتعطيني اياه ؟!
عيناها تضحكان و في عينيها بريق لا ينطفئ ، لقد اشتقتُ لرؤية الفرح يغزو عينيها و يقيم على جروح روحها حرباً ، أدرك جيداً أنها مجروحة مثلي .
دغدغتُ بأطراف أناملي فكها ثم طبعت قبلة على جانب شفتيها .
سيهون : نعم ، أعطيكِ حبي من جديد !
تكاثفت الدموع في عينيها و خبأت ذلك البريق ، إنسابت على وجنتيها بهدوء و قبل أن أطلبها تفسيراً إنهارت تحتضنني بقوة و تبكي على كتفي بصوت عالٍ .
هناك دموع تتكاثف في جفوني أنا الآخر ، أدرك جيداً أنني بفعلتي هذه حررتها من ظلام غضبي و نفيت انتقامي من دار فكري، أنا بالفعل انتقمت .
كلانا متساوين الآن ، أنا ألحقتُ بها الأذى و هي أذتني ، أما حان الوقت لنا لنجتمع معاً تحت اسم المشاعر النقية ؟ حان وقت أن نصفح عن بعضنا .
رفعتُ يدي أمسح على شعرها و أقبل رأسها أراضيها ثم ابتسمت بوهن رغم أن الدموع عالقة بعيني ، لم يخيل لي يوماً ما أن بعد كل شيء عِشناه ضد بعضنا أننا سنكون معاً هكذا .
لقد قتلتُ أخيها و هي قتلتني ، أفشت عني للشرطة و ورطها معهم أيضاً ، تزوجت رجلاً آخر رغم أنها زوجتي ، أنا اغتصبتها و جعلتها حاملاً بطفلي ، وعدتني بالحب مجدداً ثم هربت قتلت لها بالمقابل صديقها العزيز ، نحن متساوين جداً بشكل مأساويّ و في غاية الإجرام .
.........................................
" أصبحت أمانتك هنا . "
ممتاز ، ها قد أتت ضحيتي الأخيرة و آخر مهمة أقوم بها .
سيهون : أين هو ؟!
" في غرفة الخردة بمؤخرة المنزل "
دلني إلى هناك ثم انصرف ، تأكدتُ أن الباب محكم الإغلاق و أن كلانا محبوسين هنا و إنه لن يبرأ مني حتى أتم مهمتي .
مربوط على كرسي في منتصف هذه الغرفة ، تشبه كثيراً الغرفة التي حبسته فيها مسبقاً في مكاني ، الزمن يكرر نفسه و الآن حان وقت التفسير .
أزلت هذا الكيس عن رأسه ، رفع رأسه بترنح ليواجهني .
سيهون : اووه ! من لكمك يا عزيزي ؟!
أسفرت شفتيه النازفة عن ضحكة هازئة ليهمس بضعف .
كاي : اووه ! اللقيط هنا مجدداً ، كيف حال زوجتي معك ؟!
زوجته اللعين ! هذه زوجتي أنا ، نالت وجنته لكمة قوية جعلته يبصق الدماء من فمه و يبتسم بأسنان مطلية بالأحمر القاني .
سيهون : هذه المرأة زوجتي أنا و عقدك عليها باطل بإثبات عقدي أنا عليها .
أومئ بترنح ثم قال .
كاي : أعلم ، أردتُ أن أختبر قوة لكمتك .
بان الحزن في عينيه عندما استرسل يحدثني .
كاي : كيف حالك و كيف حالها ؟! أرجو أنكما بخير ، يبدو أنك بخير ما دمت تستطيع لكمي بهذه القوة .
حككت مقدمة انفي و ضحكتُ بسخرية لسؤاله ، يدعي الإهتمام الآن كي ينجو من الموت على يدي .
سيهون : أتعلم ما الذي آتى بك إلى هنا ؟
أومئ برأسه ثم تنهد ليضحك فجأة .
كاي : التي يفترض بها أن تكون أمي عرضت عليك ملايين الدولارات مقابل أن تبعث روحي للبرزخ !
عقدتُ حاجبي و رمقته بإستهجان ، كيف يعرف ذلك بل الأدهى لماذا لم يفعل شيء ليهرب .
كاي : تدور في رأسك أسئلة منطقية ك " لماذا لم أخبر عنها الشرطة ؟"
وقفت انتظر منه جواباً ، وقتها رفع رأسه مجدداً و رمقني بعيني ليهمس و الدموع قد إنسابت من مقلتيه .
كاي : أردتُ رؤيتك رغم أنك قد تقتلني !
سيهون : و لماذا قد تريد رؤيتي ؟ ألستُ الرجل الذي أخذ منك حبيبتك ، ألستُ أنا من تُلملِم ما بقي خلفه ؟
أومئ برأسه مجدداً و ضحك ساخراً .
كاي : نعم بالفعل ، لكن دوماً ما عفوت عنك في حساباتي و تركتُ سِجلك نظيف لدي .
حديثه المبهم هذا يحتاج جلسة طويلة يفسر لي فيها ما مقصده من حديثه ، أتيت بكرسي كالذي هو مربوط عليه و وضعته قبالته ، فلنتحدث كأي رجلين لطيفين الآن .
سيهون : لم يسبق لي أن قتلتُ أحداً بريئاً من الإسباقيات المقننة لذا ما قتلتك إلا أنك تملك إسباقيات في حساباتي الخاصة ، لو أردت أن تعيش أريد أن أعلم كل شيء .
رمقني بنظرة غريبة ثم أفصح بما ألجمني .
كاي : ببساطة ، أمي تريد قتلي إنتقاماً من أبي و مني لأنها ترى أنني السبب في فقدان طفلها البِكر .
تبسم ساخراً ثم نبس .
كاي : رمته في فناء الميتم ثم أخذت تلومني على خسارته .
أيعقل أن هذا الطفل و لو بالصدفة يكون ...
كاي : هذا الطفل كبر و اشتد عوده ليصبح قناص شهير صرفت أمي لأجله المال ليقتل أخيه .
توقف عقلي عن العمل بمجرد أنه أشار لي بحديثه ، يقول أن هذا الطفل كبر ليصبح أنا ، نحن أخوة !
رفع رأسه و رمقني بنظراته مجدداً و شفاهه تبتسم ببؤس .
كاي : في الحقيقة هي أمي ، و لكنها تعاملني و كأنها زوجة أبي .
عقلي توقف عن الأستيعاب و كل ما يدور به هو إشارات إستفهام لأسئلة كثيرة أنا عاجز عن حلها .
كاي : أنت أخي منها ، أبي إلتقط أمك من الملهى بعدما رمتك في الميتم ، أنت ابن زبون لديها يدعى اوه ، على هذا الأساس أنت اوه .
لم يكن في بالي يوماً فضول لأعرف الساقطان اللذان أنجباني ، أردتُ لو عرفتهما أن أقتلهما فقط و إن ما علمت سيكن ذلك لصالحهم .
كاي : حملتني أمي بعد شهرين فقط من ميلادك و كرهتني جداً إذ ظنت أن أبي سيفرط بي للميتم ، وقتها أبي تزوجها فكرهتني أكثر لأنني حصلت على حياة مرفهة بينما أنت ربتك المياتم ثم الطرقات .
في صمتي المجحف و ذهول أسماعي سكنت و رحت أسمع فقط لكنني لا أستطيع أن أفهم ، لهذا كان يدعوني باللقيط و ما زال لأنه يعلم بالحقيقة أنني شقيقه من أب مجهول .
دخل العم فجأة و توجه ناحية كاي ليحثه على إجابته بسؤال جعل إستهجاني يزيد .
" أنت أيها الشاب ، اخبرني ما هو اسم أمك ؟! "
نظر إليه كاي بإستهجان لتدخله رغم ذلك أجاب .
كاي : بارك هيومين !
شهق الرجل بقوة و كاد أن يسقط أرضاً لولا أنه تمسك ببرميل يجاوره قبل أن أصله .
" هذه أختي ! "
ما الذي يحدث بحق الله ؟!
صرخت عليه مستنكراً جهارة أن يرتدع .
سيهون : ماذا تقول أنت ؟!
لكنني ما زدته سوى بؤساً و أخذ يبكي و قد جلس أرضاً القرفصاء و وجهه في كفيه .
" أنها أختي ، لقد هربت منذ أعوام طويلة عندما علمنا بأنها حامل من رجل كان ينافس أخي أي عدوه ، تعهد أخي بقتلها لو وجدها و قتل الرجل الذي يكون أباك . "
أصابتي رعشة و ارتجفت عظامي ، أنا لا أستطيع الثبات أمام كل ما يحدث ، أنا أصبحت بحاجة لأن أترك كل شيء خلفي و آخذ زوجتي و أرحل عن هنا .
لا أريد أحد و لا أريد أحد أن يريدني ، طوال هذه السنين و أنا مخدوع من الجميع و أظن أنني ذكي و قادر عليهم بعقلي فقط ، أنا أحتاج فقط أن أرحل عنهم أو أن أبيدهم جميعاً .
سيهون : أعده يا عم من حيث أخذته و احضر ما اتفقنا عليه .
أومئ لي ثم تنهد مستاءً ، لا يحق لأحد أن يشعر بالظلم و الخديعة و أنا موجود ، لا يوجد أحد ظُلِم بقدري و لا خُدِع بقدري ، عشت طول حياتي مظلوم و مخدوع ، لكن الآن أنا قد مللت حقاً .
خرجتُ بينما العم يفكه ، لن أعتبر هذا أخي و لا هذا خالي ، أنا ما زلتُ ذلك اليتيم الذي أصبح مجرماً فيما بعد ، لن أعترف بهم الآن ، لستُ بحاجة أحد .
كاي : توقف !
سكنتُ مكاني عندما صرخ بهذه من خلفي ، اسمع صوت حذائه يطرق الأرض ثم أدارني من كتفي إليه بقسوة ، كان يبكي بجهارة عندما صرخ يضرب صدري بقوة .
كاي : قلتُ لك أنت أخي ، لن أدعك الآن تذهب و تعطيني ظهرك اوه سيهون !
تبسمتُ ساخراً و حككتُ إستقامة أنفي لعلّي أهدأ ، اوه سيهون ! أخيه !
سيهون : كما كبرتُ وحدي سأكمل وحدي ، أنا لا أريدك و أنت لستَ أخي !
ظننتُ أنه سيبتعد عني أو يجرحه كلامي فينصرف لكنه تمسك بي إذ احتضنني بقوة و أخذ يبكي بخشونة ، يربت على رأسي و كتفي ، لا أعلم ما أصابني لكن هذا الدفئ و الشعور الغريب الذي يخالجني قد أوجعني .
قلبي يؤلمني و الحرقة أصابت عينيّ إنني أوشك على البكاء أنا الرجل الذي لا يبكي و لا يتأثر مهما أصابه الضُر و مهما تمكن فيه الألم ، لِمَ الآن حفنة مشاعر لعينة و دفء غريب يبكيني ؟!
لا أستطيع أن أتقبله كما تقبلني أخ ، لا أستطيع أن أجعله يدخل حياتي و يصبح جزءاً منها حتى لو تغاضيت عن علاقته بتانيا ، أنا لا أستطيع تقبل هذه العلاقة ، لا أستطيع تقبل إمتلاك عائلة أكون فيها الابن .
مسحت دموعي خفية ثم دفعته عني و خرجت ، صممت أذناي عن رجائه و مناه بأن أقبله .
خرجت لأرى تانيا تقف أمام الباب و من دموعها علمت أنها استمعت لكل شيء ، إقتربت مني حتى وقفت أمامي بالضبط لا يفصل بيننا شيء .
وقفت على أطراف أصابعها حتى تستطيع النظر إلى وجهي كما تريد ثم رفعت أنامله لتجفف دموعي برفق ، أغمضتُ عينيّ و أنا أشعر بلمساتها الحنون على وجنتيّ و عينيّ تراضيني .
أصبحت أرغب بالبكاء أكثر ، بسطت كفها على مؤخرة عنقي و جذبتني إليها برقة ثم شعرت بشفتيها على عينيّ تقبلني بلطف شديد و كأنني فقاعة ناعمة إن لمستها ستختفي .
فتحتُ عيني أنظر لها ، كانت تبكي علي ربما ، أنا متعب أحتاجها بشدة ، أحتاج أن أرتاح من كل شيء و ابقى معها فقط بعيداً عن الجميع ، لا أريد أن اكتشف المزيد من الأسرار ، أريد أن أبقى هكذا .
ضمتني إليها و في كنفها بكيت ، خبأت وجهي بين خصلات شعرها و في تجويف عنقها و رأت مني ضعفي عندما اهتز جسدي ببكاء و دموعي بللت عنقها .
أحتاج منها فقط أن تربت علي و تخبرني أن كل شيء سيكون بخير و أننا معاً سنتجاوز كل هذا و هذا ما فعلته ، احتجتُ منها أن تواسيني و طمأنني و لم تبخل علي عندما همست لي برقة .
تانيا : كل شيء سيكون على ما يُرام ، الحياة التي ستجمعنا معاً بعد كل هذا ستكون رائعة ، أعدك أنني سأكون معك الأفضل و أحبك كثيراً يا سيهون .
تحركت قليلاً و لكنني بقيت متشبثاً بها ، أعلم أنها رأت كاي الآن أو ربما هو وقف ليراها .
كاي : تانيا ، كيف حالك ؟!
كدتُ أن استقم و انهره عن الحديث معها لكنها ثبتتني بكلتا ذراعيها تضمني ثم قالت تحدث كاي بينما أصابعها تسرح شعري .
تانيا: بخير يا كاي ، أرجو أنك بخير أيضاً .
و هي تضمني سحبتني معها إلى الداخل مجدداً و تركت خلفنا كاي ينظر إلينا و نحن نبتعد ، يوماً كنتُ انظر إليها و هي معه رغم أنها زوجتي أي أنني أحق بها منه ، عجلة الأيام دوارة .
دخلنا إلى غرفتنا و اجلستني على السرير تظن أن جرح كتفي ما زال يؤلم ، انظري في قلبي سترين جهنم تحترق فيه ، تخيلي ألم صدري فقط !
جلست بجانبي و غمست أصابعها مجدداً في شعري ، نفثتُ أنفاسي عل تلك الحمم التي تتصاعد في صدري أن تخمد و تنطفي ثم أسندتُ رأسي على كتفها و كما تفعل مؤخراً هي احتوتني بكرم .
اشتقتُ لهذا السلام الذي يلف روحي عندما تكون بجواري ، غضبت منها كثيراً ، أثارت غيظي و حقدي لأصبح حقد أسود لو رطمها لأحترقت ، أنا أحب الرجل الذي كنتُ عليه معها و أكره الرجل الذي أنا عليه برحيلها .
لقد إكتشفتُ أن سعادة روحي تكمن فيها ، أنا بحق و بصدق أحبها جداً ، أنا أحب تانيا جداً و أعلم أنها تبادلني الشعور .
أرى أنه ليس منطقي أن نعود أحباب بكل ما فعلناه ببعضنا ، نحن كنا بحرب ضارية طحنا فيها بعضنا ، سددنا لبعضنا ضربات قاتلة ، لا أدري كيف سامحتها على خيانتي و لا أدري كيف سامحتني على موت صديقها ، كل ما يحدث ليس منطقي .
.....................................
حزمت بقية أغراضنا و آتى العم بالمال الذي أوصاه سيهون بإحضاره ، لقد جهز لنا جوازات سفر و بطاقات شخصية مزورة حتى نستطيع الخروج ، سنذهب إلى إيطاليا و نستقر هناك ، أقدامنا لن تدوس ثرى الديار مجدداً .
نظرتُ إليه كيف ينام ، الأمس بكى يتستر على دموعه كي لا يطعن رجولته و كبريائه أمامي فوجدت أن التربيت عليه افضل مواسة و حيلة قد أمارسها عليه كي يهدأ .
نام على كتفي لكثرة ما طعن التعب جسده و حيله ثم انتهى به الأمر و بي ينام على صدري ، أنها السادسة صباحاً و نحن في الثامنة يجب أن نكون في المطار .
ما عدنا نريد شيئاً من هنا ، هو بخير و فعل آخر ما يريده ، أن يخطف كاي ، فعل و اكتشف أنه أخيه ، كانت صدمة عظيمة جداً على مسامعي ، كرهتُ نفسي أكثر عندما سمعت بهذا ، أنا لستُ زوجة لرجلين فحسب بل لأخوين .
ودعني كاي بنظرة حزينة و ودعته بنظرة شاكرة خفية عن سيهون ، هو يستحق مني أن أحترمه و أعزه ، هو غالٍ على قلبي رغم خِلافاتنا ، يصعب علي أن أستوعبها لكنه سيكن أخي بما أنه أخ زوجي .
جلستُ قرب سيهون و بهدهدة أيقظته و بصوت هادئ ناديته .
تانيا: سيهون ، هيا انهض علينا الرحيل !
فتح عينيه ثم نظر نحوي بصمت قليلاً ، ابتسمت لتعابيره الجاهلة ، هو دوماً لا يذكر شيء فور أن يستيقظ يحتاج ثلاث ثوانٍ ليدرك .
أومئ لي ثم نهض من على السرير ، غير ثيابه ثم تعاون مع العم في حمل أغراضنا و غادرنا ، ودعنا العم بحميمة أجهل أسبابها ثم استقللنا سيارتنا للرحيل .
أخذ يقود سيهون السيارة بهدوء تام ، حاجبيه مقضوبين و ملامحه حادة ، أعلم أنه يتألم لمغادرة أرض الوطن ، سواء كنت شرطي أم مجرم تعز عليك بلدك و هذا ما يحدث لي أنا أيضاً .
قطعنا طريق الغابة نحو المطار ، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى قطعت طريقنا و وقفت أمام سيارتنا سيارة مصفحة تابعة للدولة .
خرج منها بعد فينة ظابط يرتدي سترته الواقية و يصوب نحونا بمسدسه ، نظر إلي سيهون سريعاً و حاجبيه معقودين ، يا إلهي ! هذا أخي تشانيول !
...............................................
سلاااااااااام
كان لازم ينزل البارت مبارح الصبح بس للأسف ما قدرت لأنو كثيييييير تعبانة بعد الرحلة الطويلة إلى سفوح الأردن البعيدة😎
غير هيك مداومة طوال الاسبوع هذا و القادم و عندي امتحان مهم فلازم تعذروني شوي بس رح أحاول و بكل قدرتي أني ما أتأخر عليكم أبداً .
إذا لاحظته ، الأحداث بلشت تخمد و الأسرار بلشت تنكشف هذا يعني أنو النهاية صارت على الأبواب ، ما بعرف كم بارت ضل تحديداً بس مش كثير .
آخر جزء من هذا الفصل رح يغير كثير في الأبطال و على أساسه ح تنتهي الرواية لذا النهاية سواء كانت سعيدة أو حزينة مش مضمونة أبداً .
شكراً إلكم يا رفاق على دعمكم و حبكم ، أنا في نقطة ما ظننت أنو مجرم في الإخلاص فشلت فشل ذريع و لكن اكتشفت اني غلطانة ، ما دامت متأثرة فيها لو قارئة وحدة إذاً هي نجحت .❤
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِسيهون ؟!
١. مشاعره تجاه كاي ؟
٢. مشاعره تجاه تانيا ؟
٣.الحقائق الي اكتشفها من كاي و العم ؟
٢. رأيكم بتانيا ؟!
١.رغبتها للعودة مع سيهون و مشاعرها إله ؟
٢. ماذا ستكون ردة فعلها حول تشانيول و ظهوره المفاجئ؟
٣. رأيكم بكاي ؟
١. كلامه لسيهون ؟
٢. مشاعره لتانيا ؟
٣.وجعه مع والدته ؟
٤. رأيكم بالعم و الاسرار الي كشفها ؟
٥. لماذا العم مهتم بأمر تانيا كثيراً ؟ كيف يعرف تشانيول و أسبابه الخفية لقتل بارك تشاهون والد سيهون ؟
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
همساتكِ تراودني
و أنفاسكِ تدفئني
لمساتكِ تخبرني
أن السعادة طور سأعيشه معكِ مجدداً !
رفرفات رموشها و إحمرار وجنتيها تجعلني لا أفكر بشيء سوى أن أقبلها بالفعل ، دون أن أفكر للحظة أردتُ أن أتجاوز الماضي و أجتمع معها مجدداً ، ربما أخاطر للمرة الثالثة و لكنها أوضحت صِدق نواياها بإنقاذي و أنا كأخرق في الحب سأمنحها ثقتي مجدداً .
كانت تستطيع الخروج للشرطة و أن تقول أنني خطفتها ، هي فقط أطاعتني و عندما نال مني الضعف لم تتركني وحدي ، أنا شاكر لها .
كادت أن تنهض عندما أطلتُ النظر إليها دون أن أفعل شيء ، لقد أحرجتها لذا تمسكت بها و رفعت إحدى يديّ أسيرها على ظهرها حتى أرحتها على مؤخرة عنقها و جذبتها لي .
كادت أن تتكلم و لكنني وضعت سبابتي على شفتيها و ركنت جبينها على جبيني ، أشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهي بتوتر حتى أنني استطيع سماع ضربات قلبها .
سيهون : لا تقولي شيء ، هذه اللحظة لنا !
قبلت سبابتي التي على شفتيها و سُرعان ما سحبته و استبدلته بشفتيّ أقبلها و تقبلني ، نحن بحاجة أن نلتحم مجدداً ، أنا مشتاق لها و هي أيضاً مشتاقة لي ، كل ما حدث وجِدَ ليفرقنا لكن الآن وقت اجتماعنا .
أرحت رأسي على الوسادة و صخب أنفاسها يطئ سمعي ، لملمتُ خصل شعرها الشاردة خلف أذنها و رحتُ أرسم لوحتي في مضامين عقلي ، لقد اشتقت أن أتمعن بملامحها .
أحتضنتُ وجنتاها بكفي و طبعتُ قبلة على جبهتها ، أنا ما زلت أحبها ، أنا كنتُ ساخطاً عليها فقط ، فلأعترف بذلك الآن .
حررتها من قيدي فأقامت جذعها تنظر إلي بإرتباك و خصوصاً أن إبتسامة تعلو شفتي و أرمقها بنظرة أعلم جيداً أنها تخجلها .
تانيا : حضرت لك ثياب نظيفة أخذتها من العم ، سأساعدك بإرتدائها و من ثم سنغادر !
انسحبت من أمامي نحو تلك الحقيبة و أخرجت منها الثياب المقصودة و عادت إلي ، جلست بجانبي ثم انحنت لتتمسك بكتفيّ تحاول رفعي ، أنها أرق من أن تستطيع حملي ، تمسكت بيدها على كتفيّ و حضنتها بكفي ثم قومت جذعي جالساً ببطئ .
كتفي يؤلمني و أظن أن ملامح الألم ظهرت على وجهي فسرعان ما تمسكت بي و أخذت تستفهم بقلق .
تانيا : هل أنت بخير ؟ كتفك يؤلمك ؟!
أومأت لها فنهضت و عادت سريعاً بحبوب دواء و كوب ماء ، تناولته بينما أنا طفل صغير تحت نظراتها القلقة و لمساتها الحنون .
تانيا : سيزول الألم لا تقلق !
تنهدتُ بقوة أنفث ألمي خارجاً ثم نظرتُ في عينيها ، كانت مشغولة عني بقميصي الذي تخلعه عني ، جردتني منه ثم نهضت لتجلس خلفي ، عندما شعرتُ بألم طفيف علمتُ أنها تبدل على جرحي .
تانيا : سأحرص ألا أؤلمك ، لا تقلق !
بدلت على جرحي و بدلت لي ثيابي حتى إنها سرحت لي شعري ثم ساعدتني لأنهض .
تانيا : إن أردت أن تكلم الرجل الذي أنقذنا ، لا أعلم كيف و لكنه يعلم عنا الكثير ، علينا أن نكون حذرين .
ربتُّ على شعرها ثم همست .
سيهون : لا تقلقي ، سيكون كل شيء بخير .
أومأت لي بإبتسامة خجول و لحتى لا أقع بغرام ضحكة عينيها خرجت أبحث عن هذا الرجل ، دخلت إحدى الغرف ابحث فيها عنه .
استوقفتني الصورة المعلقة على الحائط ، ماذا تفعل هذه الصورة هنا ، هذه صورة أبي الذي رعاني !
" كان يحبك كثيراً لدرجة أنه حاول قتلي لأجلك"
إلتفتُ إليه سريعاً ، هو نظر نحوي بإبتسامة ثم جاور مكان وقوفي ينظر نحو الصورة .
" كنتُ أحاول أن أنهاه عن أعماله الممنوعة خصوصاً عندما علمتُ أنه ورث ابنه اليتيم ملكه ، ليس لأنني أطمع به لقد عرض علي الشراكة و رفضت لكنني كنت خائفاً عليك من هذا الميراث و ها أنت ذا مُصاب و فار من الشرطة محكوم عليك بالإعدام . "
أمسكتُ به من تلابيب قميصه ثائراً ، ظننتُ أنه يعرف عنا ما يعرفه الجميع و لكنه يعلم الكثير عني أنا تحديداً ، بعض الأمور لا يعرفها أحد سواي .
سيهون : أنت إلى أي درجة تعرفني ؟! من أنت ؟!
" أهدأ ! لو كنتُ أنوي إيذائك لما تبعت تانيا لإنقاذك في الأدغال ! "
أفلته بقوة و تجوازت عن وخز كتفي ليتراجع عدة خطوات للخلف .
سيهون : تحدث من أنت ؟!
" أنا بارك شوهون شقيق بارك تشاهون ، الرجل الذي رعاك و رباك !"
لم أستوعب ما قاله ، لقد تشوش ذهني و هضم الإنكار وعيي و ثباتي ، إنني لا أفهم إطلاقاً ما يحدث ، اذكر عندما سألت أبي عن أخيه قال لي أنه تخلى عنه .
سيهون : و لماذا سأصدقك ؟!
تنهد الرجل ثم توجه نحو دولاب مركون في زاوية الغرفة ثم عاد يحمل صندوقاً .
" هذه هويتي و هذا جواز سفري ، هذه صور تجمعنا و لو أردت أن تتأكد من صِحتها أنا لا أمانع . "
أخذتها من يده أتفحصها ، أنها حقيقة و لا يبدو أن هناك شيء مزيف ، رفعت رأسي لأنظر له ثم قلت .
سيهون : ماذا تريد مني أنت ؟!
" لا شيء ، أريد منك أن تحافظ على تانيا ، فهي قُرة عيني و ألا تَمِسها بضرر ، يكفي أنك قتلت شقيقها . "
هذا الرجل يغيظني بحق ، تانيا بماذا تهمه .
سيهون : ما شأنك أنت بتانيا ؟!
" تشانيول لم يقتل والدك عبثاً ، ليس لأجل ملفات الشرطة فقط ، تانيا لا تعلم بشيء لا تحاول إستجوابها ، السِر مدفون مع تشانيول. "
أنا لا أفهم شيء و اللعنة ، ما شأن تشانيول بالأمر الآن ، حتى بموته لم أرتح منه ، ربتَّ على كتفي ثم ابتسم مجدداً ليقول.
" لا تظن أنني سأعاديك ، أنت قرة عيني أيضاً و أعلم أنك جئت في البداية تطلب الرحيل لكن لن اسمح لك بالذهاب ، أنت مريض و زوجتك حامل و الشرطة لا تنام حتى تمسك بكما . "
سيهون : و أنا لن أبقى حتى يقبضوا علي و يعدموني و زوجتي تلد بالسجن و ابني يعش داخله .
أومأ لي ثم اقترب نحوي ليربت على كتفي ثم قال .
" و أنا هنا لأقدم لك العون ، ما رأيك أن تأخذها و تسافرون خارجاً ؟! "
هذا أنا ما أفكر به لكن علي فعل شيء قبل أن اغادر هذه البلاد ، هناك مهمة أخيرة لم تتم بعد ، مهمتي الأخيرة و بعدها انهي اوه سيهون المجرم و نخرج من حدود آسيا بأكملها .
سيهون : سأخرج لكن يلزم علي فعل شيء ما قبل ذلك .
" تحتاج عوني ؟! "
نظرتُ نحوه أتفحص ملامحه ، أبحث عن ملامح خبيثة أسفل وجهه ، أنا لن أثق به لكن سأجعله يساعدني .
سيهون : نعم ، أريد أن استضيف أحد ما هنا ، سأعلق حسابي معه ثم سنخرج .
" هل أستطيع أن أعلم من هو ؟ "
نظرتُ تحو الباب اتأكد أن تانيا بعيدة ثم قلت .
سيهون : ستعلم من هو عندما تحضره لي إلى هنا .
خرجتُ عائداً إلى الغرفة التي أشغلها أنا و تانيا ، كانت تجلس على السرير و تحني جذعها تحتضن بطنها ، ركضتُ نحوها دون وعي عندما رأيتها بهذه الحالة .
سيهون : ما بكِ ؟! أتتألمين ؟! هل ستلدي ؟!
رفعت رأسها تنظر إلى وجهي ، رغم أن الألم يرسم ملامحها إلا أنها ضحكت ثم قالت .
تانيا : ألد ماذا يا سيهون ؟! ما زال الوقت باكراً على ميلادي ، إنني في شهري الخامس فقط !
هذا يعني أنه بقي للطفل أربعة شهور حتى يأتي ، جيد لأننا حالياً لسنا على قدر أن نعتني به ، فليبقى في الداخل كما يشاء .
أسندتُ رأسها إلى كتفي ثم رفعتُ يدي لأسرح بها شعرها .
سيهون : أتشتهين شيء ؟!
رفعت رأسها لتنظر إلى وجهي دون أن تزحزحه عن كتفي ، ابتسمت بحب و همست .
تانيا : اشتهي حبك ، أتعطيني اياه ؟!
عيناها تضحكان و في عينيها بريق لا ينطفئ ، لقد اشتقتُ لرؤية الفرح يغزو عينيها و يقيم على جروح روحها حرباً ، أدرك جيداً أنها مجروحة مثلي .
دغدغتُ بأطراف أناملي فكها ثم طبعت قبلة على جانب شفتيها .
سيهون : نعم ، أعطيكِ حبي من جديد !
تكاثفت الدموع في عينيها و خبأت ذلك البريق ، إنسابت على وجنتيها بهدوء و قبل أن أطلبها تفسيراً إنهارت تحتضنني بقوة و تبكي على كتفي بصوت عالٍ .
هناك دموع تتكاثف في جفوني أنا الآخر ، أدرك جيداً أنني بفعلتي هذه حررتها من ظلام غضبي و نفيت انتقامي من دار فكري، أنا بالفعل انتقمت .
كلانا متساوين الآن ، أنا ألحقتُ بها الأذى و هي أذتني ، أما حان الوقت لنا لنجتمع معاً تحت اسم المشاعر النقية ؟ حان وقت أن نصفح عن بعضنا .
رفعتُ يدي أمسح على شعرها و أقبل رأسها أراضيها ثم ابتسمت بوهن رغم أن الدموع عالقة بعيني ، لم يخيل لي يوماً ما أن بعد كل شيء عِشناه ضد بعضنا أننا سنكون معاً هكذا .
لقد قتلتُ أخيها و هي قتلتني ، أفشت عني للشرطة و ورطها معهم أيضاً ، تزوجت رجلاً آخر رغم أنها زوجتي ، أنا اغتصبتها و جعلتها حاملاً بطفلي ، وعدتني بالحب مجدداً ثم هربت قتلت لها بالمقابل صديقها العزيز ، نحن متساوين جداً بشكل مأساويّ و في غاية الإجرام .
.........................................
" أصبحت أمانتك هنا . "
ممتاز ، ها قد أتت ضحيتي الأخيرة و آخر مهمة أقوم بها .
سيهون : أين هو ؟!
" في غرفة الخردة بمؤخرة المنزل "
دلني إلى هناك ثم انصرف ، تأكدتُ أن الباب محكم الإغلاق و أن كلانا محبوسين هنا و إنه لن يبرأ مني حتى أتم مهمتي .
مربوط على كرسي في منتصف هذه الغرفة ، تشبه كثيراً الغرفة التي حبسته فيها مسبقاً في مكاني ، الزمن يكرر نفسه و الآن حان وقت التفسير .
أزلت هذا الكيس عن رأسه ، رفع رأسه بترنح ليواجهني .
سيهون : اووه ! من لكمك يا عزيزي ؟!
أسفرت شفتيه النازفة عن ضحكة هازئة ليهمس بضعف .
كاي : اووه ! اللقيط هنا مجدداً ، كيف حال زوجتي معك ؟!
زوجته اللعين ! هذه زوجتي أنا ، نالت وجنته لكمة قوية جعلته يبصق الدماء من فمه و يبتسم بأسنان مطلية بالأحمر القاني .
سيهون : هذه المرأة زوجتي أنا و عقدك عليها باطل بإثبات عقدي أنا عليها .
أومئ بترنح ثم قال .
كاي : أعلم ، أردتُ أن أختبر قوة لكمتك .
بان الحزن في عينيه عندما استرسل يحدثني .
كاي : كيف حالك و كيف حالها ؟! أرجو أنكما بخير ، يبدو أنك بخير ما دمت تستطيع لكمي بهذه القوة .
حككت مقدمة انفي و ضحكتُ بسخرية لسؤاله ، يدعي الإهتمام الآن كي ينجو من الموت على يدي .
سيهون : أتعلم ما الذي آتى بك إلى هنا ؟
أومئ برأسه ثم تنهد ليضحك فجأة .
كاي : التي يفترض بها أن تكون أمي عرضت عليك ملايين الدولارات مقابل أن تبعث روحي للبرزخ !
عقدتُ حاجبي و رمقته بإستهجان ، كيف يعرف ذلك بل الأدهى لماذا لم يفعل شيء ليهرب .
كاي : تدور في رأسك أسئلة منطقية ك " لماذا لم أخبر عنها الشرطة ؟"
وقفت انتظر منه جواباً ، وقتها رفع رأسه مجدداً و رمقني بعيني ليهمس و الدموع قد إنسابت من مقلتيه .
كاي : أردتُ رؤيتك رغم أنك قد تقتلني !
سيهون : و لماذا قد تريد رؤيتي ؟ ألستُ الرجل الذي أخذ منك حبيبتك ، ألستُ أنا من تُلملِم ما بقي خلفه ؟
أومئ برأسه مجدداً و ضحك ساخراً .
كاي : نعم بالفعل ، لكن دوماً ما عفوت عنك في حساباتي و تركتُ سِجلك نظيف لدي .
حديثه المبهم هذا يحتاج جلسة طويلة يفسر لي فيها ما مقصده من حديثه ، أتيت بكرسي كالذي هو مربوط عليه و وضعته قبالته ، فلنتحدث كأي رجلين لطيفين الآن .
سيهون : لم يسبق لي أن قتلتُ أحداً بريئاً من الإسباقيات المقننة لذا ما قتلتك إلا أنك تملك إسباقيات في حساباتي الخاصة ، لو أردت أن تعيش أريد أن أعلم كل شيء .
رمقني بنظرة غريبة ثم أفصح بما ألجمني .
كاي : ببساطة ، أمي تريد قتلي إنتقاماً من أبي و مني لأنها ترى أنني السبب في فقدان طفلها البِكر .
تبسم ساخراً ثم نبس .
كاي : رمته في فناء الميتم ثم أخذت تلومني على خسارته .
أيعقل أن هذا الطفل و لو بالصدفة يكون ...
كاي : هذا الطفل كبر و اشتد عوده ليصبح قناص شهير صرفت أمي لأجله المال ليقتل أخيه .
توقف عقلي عن العمل بمجرد أنه أشار لي بحديثه ، يقول أن هذا الطفل كبر ليصبح أنا ، نحن أخوة !
رفع رأسه و رمقني بنظراته مجدداً و شفاهه تبتسم ببؤس .
كاي : في الحقيقة هي أمي ، و لكنها تعاملني و كأنها زوجة أبي .
عقلي توقف عن الأستيعاب و كل ما يدور به هو إشارات إستفهام لأسئلة كثيرة أنا عاجز عن حلها .
كاي : أنت أخي منها ، أبي إلتقط أمك من الملهى بعدما رمتك في الميتم ، أنت ابن زبون لديها يدعى اوه ، على هذا الأساس أنت اوه .
لم يكن في بالي يوماً فضول لأعرف الساقطان اللذان أنجباني ، أردتُ لو عرفتهما أن أقتلهما فقط و إن ما علمت سيكن ذلك لصالحهم .
كاي : حملتني أمي بعد شهرين فقط من ميلادك و كرهتني جداً إذ ظنت أن أبي سيفرط بي للميتم ، وقتها أبي تزوجها فكرهتني أكثر لأنني حصلت على حياة مرفهة بينما أنت ربتك المياتم ثم الطرقات .
في صمتي المجحف و ذهول أسماعي سكنت و رحت أسمع فقط لكنني لا أستطيع أن أفهم ، لهذا كان يدعوني باللقيط و ما زال لأنه يعلم بالحقيقة أنني شقيقه من أب مجهول .
دخل العم فجأة و توجه ناحية كاي ليحثه على إجابته بسؤال جعل إستهجاني يزيد .
" أنت أيها الشاب ، اخبرني ما هو اسم أمك ؟! "
نظر إليه كاي بإستهجان لتدخله رغم ذلك أجاب .
كاي : بارك هيومين !
شهق الرجل بقوة و كاد أن يسقط أرضاً لولا أنه تمسك ببرميل يجاوره قبل أن أصله .
" هذه أختي ! "
ما الذي يحدث بحق الله ؟!
صرخت عليه مستنكراً جهارة أن يرتدع .
سيهون : ماذا تقول أنت ؟!
لكنني ما زدته سوى بؤساً و أخذ يبكي و قد جلس أرضاً القرفصاء و وجهه في كفيه .
" أنها أختي ، لقد هربت منذ أعوام طويلة عندما علمنا بأنها حامل من رجل كان ينافس أخي أي عدوه ، تعهد أخي بقتلها لو وجدها و قتل الرجل الذي يكون أباك . "
أصابتي رعشة و ارتجفت عظامي ، أنا لا أستطيع الثبات أمام كل ما يحدث ، أنا أصبحت بحاجة لأن أترك كل شيء خلفي و آخذ زوجتي و أرحل عن هنا .
لا أريد أحد و لا أريد أحد أن يريدني ، طوال هذه السنين و أنا مخدوع من الجميع و أظن أنني ذكي و قادر عليهم بعقلي فقط ، أنا أحتاج فقط أن أرحل عنهم أو أن أبيدهم جميعاً .
سيهون : أعده يا عم من حيث أخذته و احضر ما اتفقنا عليه .
أومئ لي ثم تنهد مستاءً ، لا يحق لأحد أن يشعر بالظلم و الخديعة و أنا موجود ، لا يوجد أحد ظُلِم بقدري و لا خُدِع بقدري ، عشت طول حياتي مظلوم و مخدوع ، لكن الآن أنا قد مللت حقاً .
خرجتُ بينما العم يفكه ، لن أعتبر هذا أخي و لا هذا خالي ، أنا ما زلتُ ذلك اليتيم الذي أصبح مجرماً فيما بعد ، لن أعترف بهم الآن ، لستُ بحاجة أحد .
كاي : توقف !
سكنتُ مكاني عندما صرخ بهذه من خلفي ، اسمع صوت حذائه يطرق الأرض ثم أدارني من كتفي إليه بقسوة ، كان يبكي بجهارة عندما صرخ يضرب صدري بقوة .
كاي : قلتُ لك أنت أخي ، لن أدعك الآن تذهب و تعطيني ظهرك اوه سيهون !
تبسمتُ ساخراً و حككتُ إستقامة أنفي لعلّي أهدأ ، اوه سيهون ! أخيه !
سيهون : كما كبرتُ وحدي سأكمل وحدي ، أنا لا أريدك و أنت لستَ أخي !
ظننتُ أنه سيبتعد عني أو يجرحه كلامي فينصرف لكنه تمسك بي إذ احتضنني بقوة و أخذ يبكي بخشونة ، يربت على رأسي و كتفي ، لا أعلم ما أصابني لكن هذا الدفئ و الشعور الغريب الذي يخالجني قد أوجعني .
قلبي يؤلمني و الحرقة أصابت عينيّ إنني أوشك على البكاء أنا الرجل الذي لا يبكي و لا يتأثر مهما أصابه الضُر و مهما تمكن فيه الألم ، لِمَ الآن حفنة مشاعر لعينة و دفء غريب يبكيني ؟!
لا أستطيع أن أتقبله كما تقبلني أخ ، لا أستطيع أن أجعله يدخل حياتي و يصبح جزءاً منها حتى لو تغاضيت عن علاقته بتانيا ، أنا لا أستطيع تقبل هذه العلاقة ، لا أستطيع تقبل إمتلاك عائلة أكون فيها الابن .
مسحت دموعي خفية ثم دفعته عني و خرجت ، صممت أذناي عن رجائه و مناه بأن أقبله .
خرجت لأرى تانيا تقف أمام الباب و من دموعها علمت أنها استمعت لكل شيء ، إقتربت مني حتى وقفت أمامي بالضبط لا يفصل بيننا شيء .
وقفت على أطراف أصابعها حتى تستطيع النظر إلى وجهي كما تريد ثم رفعت أنامله لتجفف دموعي برفق ، أغمضتُ عينيّ و أنا أشعر بلمساتها الحنون على وجنتيّ و عينيّ تراضيني .
أصبحت أرغب بالبكاء أكثر ، بسطت كفها على مؤخرة عنقي و جذبتني إليها برقة ثم شعرت بشفتيها على عينيّ تقبلني بلطف شديد و كأنني فقاعة ناعمة إن لمستها ستختفي .
فتحتُ عيني أنظر لها ، كانت تبكي علي ربما ، أنا متعب أحتاجها بشدة ، أحتاج أن أرتاح من كل شيء و ابقى معها فقط بعيداً عن الجميع ، لا أريد أن اكتشف المزيد من الأسرار ، أريد أن أبقى هكذا .
ضمتني إليها و في كنفها بكيت ، خبأت وجهي بين خصلات شعرها و في تجويف عنقها و رأت مني ضعفي عندما اهتز جسدي ببكاء و دموعي بللت عنقها .
أحتاج منها فقط أن تربت علي و تخبرني أن كل شيء سيكون بخير و أننا معاً سنتجاوز كل هذا و هذا ما فعلته ، احتجتُ منها أن تواسيني و طمأنني و لم تبخل علي عندما همست لي برقة .
تانيا : كل شيء سيكون على ما يُرام ، الحياة التي ستجمعنا معاً بعد كل هذا ستكون رائعة ، أعدك أنني سأكون معك الأفضل و أحبك كثيراً يا سيهون .
تحركت قليلاً و لكنني بقيت متشبثاً بها ، أعلم أنها رأت كاي الآن أو ربما هو وقف ليراها .
كاي : تانيا ، كيف حالك ؟!
كدتُ أن استقم و انهره عن الحديث معها لكنها ثبتتني بكلتا ذراعيها تضمني ثم قالت تحدث كاي بينما أصابعها تسرح شعري .
تانيا: بخير يا كاي ، أرجو أنك بخير أيضاً .
و هي تضمني سحبتني معها إلى الداخل مجدداً و تركت خلفنا كاي ينظر إلينا و نحن نبتعد ، يوماً كنتُ انظر إليها و هي معه رغم أنها زوجتي أي أنني أحق بها منه ، عجلة الأيام دوارة .
دخلنا إلى غرفتنا و اجلستني على السرير تظن أن جرح كتفي ما زال يؤلم ، انظري في قلبي سترين جهنم تحترق فيه ، تخيلي ألم صدري فقط !
جلست بجانبي و غمست أصابعها مجدداً في شعري ، نفثتُ أنفاسي عل تلك الحمم التي تتصاعد في صدري أن تخمد و تنطفي ثم أسندتُ رأسي على كتفها و كما تفعل مؤخراً هي احتوتني بكرم .
اشتقتُ لهذا السلام الذي يلف روحي عندما تكون بجواري ، غضبت منها كثيراً ، أثارت غيظي و حقدي لأصبح حقد أسود لو رطمها لأحترقت ، أنا أحب الرجل الذي كنتُ عليه معها و أكره الرجل الذي أنا عليه برحيلها .
لقد إكتشفتُ أن سعادة روحي تكمن فيها ، أنا بحق و بصدق أحبها جداً ، أنا أحب تانيا جداً و أعلم أنها تبادلني الشعور .
أرى أنه ليس منطقي أن نعود أحباب بكل ما فعلناه ببعضنا ، نحن كنا بحرب ضارية طحنا فيها بعضنا ، سددنا لبعضنا ضربات قاتلة ، لا أدري كيف سامحتها على خيانتي و لا أدري كيف سامحتني على موت صديقها ، كل ما يحدث ليس منطقي .
.....................................
حزمت بقية أغراضنا و آتى العم بالمال الذي أوصاه سيهون بإحضاره ، لقد جهز لنا جوازات سفر و بطاقات شخصية مزورة حتى نستطيع الخروج ، سنذهب إلى إيطاليا و نستقر هناك ، أقدامنا لن تدوس ثرى الديار مجدداً .
نظرتُ إليه كيف ينام ، الأمس بكى يتستر على دموعه كي لا يطعن رجولته و كبريائه أمامي فوجدت أن التربيت عليه افضل مواسة و حيلة قد أمارسها عليه كي يهدأ .
نام على كتفي لكثرة ما طعن التعب جسده و حيله ثم انتهى به الأمر و بي ينام على صدري ، أنها السادسة صباحاً و نحن في الثامنة يجب أن نكون في المطار .
ما عدنا نريد شيئاً من هنا ، هو بخير و فعل آخر ما يريده ، أن يخطف كاي ، فعل و اكتشف أنه أخيه ، كانت صدمة عظيمة جداً على مسامعي ، كرهتُ نفسي أكثر عندما سمعت بهذا ، أنا لستُ زوجة لرجلين فحسب بل لأخوين .
ودعني كاي بنظرة حزينة و ودعته بنظرة شاكرة خفية عن سيهون ، هو يستحق مني أن أحترمه و أعزه ، هو غالٍ على قلبي رغم خِلافاتنا ، يصعب علي أن أستوعبها لكنه سيكن أخي بما أنه أخ زوجي .
جلستُ قرب سيهون و بهدهدة أيقظته و بصوت هادئ ناديته .
تانيا: سيهون ، هيا انهض علينا الرحيل !
فتح عينيه ثم نظر نحوي بصمت قليلاً ، ابتسمت لتعابيره الجاهلة ، هو دوماً لا يذكر شيء فور أن يستيقظ يحتاج ثلاث ثوانٍ ليدرك .
أومئ لي ثم نهض من على السرير ، غير ثيابه ثم تعاون مع العم في حمل أغراضنا و غادرنا ، ودعنا العم بحميمة أجهل أسبابها ثم استقللنا سيارتنا للرحيل .
أخذ يقود سيهون السيارة بهدوء تام ، حاجبيه مقضوبين و ملامحه حادة ، أعلم أنه يتألم لمغادرة أرض الوطن ، سواء كنت شرطي أم مجرم تعز عليك بلدك و هذا ما يحدث لي أنا أيضاً .
قطعنا طريق الغابة نحو المطار ، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى قطعت طريقنا و وقفت أمام سيارتنا سيارة مصفحة تابعة للدولة .
خرج منها بعد فينة ظابط يرتدي سترته الواقية و يصوب نحونا بمسدسه ، نظر إلي سيهون سريعاً و حاجبيه معقودين ، يا إلهي ! هذا أخي تشانيول !
...............................................
سلاااااااااام
كان لازم ينزل البارت مبارح الصبح بس للأسف ما قدرت لأنو كثيييييير تعبانة بعد الرحلة الطويلة إلى سفوح الأردن البعيدة😎
غير هيك مداومة طوال الاسبوع هذا و القادم و عندي امتحان مهم فلازم تعذروني شوي بس رح أحاول و بكل قدرتي أني ما أتأخر عليكم أبداً .
إذا لاحظته ، الأحداث بلشت تخمد و الأسرار بلشت تنكشف هذا يعني أنو النهاية صارت على الأبواب ، ما بعرف كم بارت ضل تحديداً بس مش كثير .
آخر جزء من هذا الفصل رح يغير كثير في الأبطال و على أساسه ح تنتهي الرواية لذا النهاية سواء كانت سعيدة أو حزينة مش مضمونة أبداً .
شكراً إلكم يا رفاق على دعمكم و حبكم ، أنا في نقطة ما ظننت أنو مجرم في الإخلاص فشلت فشل ذريع و لكن اكتشفت اني غلطانة ، ما دامت متأثرة فيها لو قارئة وحدة إذاً هي نجحت .❤
البارت القادم بعد 80 فوت و 80 كومنت .
١. رأيكم بِسيهون ؟!
١. مشاعره تجاه كاي ؟
٢. مشاعره تجاه تانيا ؟
٣.الحقائق الي اكتشفها من كاي و العم ؟
٢. رأيكم بتانيا ؟!
١.رغبتها للعودة مع سيهون و مشاعرها إله ؟
٢. ماذا ستكون ردة فعلها حول تشانيول و ظهوره المفاجئ؟
٣. رأيكم بكاي ؟
١. كلامه لسيهون ؟
٢. مشاعره لتانيا ؟
٣.وجعه مع والدته ؟
٤. رأيكم بالعم و الاسرار الي كشفها ؟
٥. لماذا العم مهتم بأمر تانيا كثيراً ؟ كيف يعرف تشانيول و أسبابه الخفية لقتل بارك تشاهون والد سيهون ؟
٦.رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі