Chapter Thirteen
" تعري "
أنا و أنت أصبحنا عاريين على فراش الحقيقة نمارس الكذب و الخداع و بيدي لو أنني ما جاورتك المكان .
في ظل الظروف الحاصلة و الحاسمة ، ما كانت تستطيع أن تفكر كيف تجاوز كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة و وصل إليها ، تفكيرها كان قابع في بقعة واحدة أن هذا الفرح سينقلب ترح إن ما فعلت ما يريده .
لا تدرك تحصيل تنفيذ أمره و لا رغبة لها أن تدرك في هذه اللحظة ، ما يهمها ألا تموت هذه الأرواح أجمع فكلهم يستحقون الحياة و وحدها تستحق الموت في خضم مكائده اللعينة و التي رغم أنها تعرفه لكنها لا تستطيع توقع مكائده .
أعطت الهاتف لآيرين و أومأت لها أنها ستنفذ ما يريد ، أخذت آيرين الهاتف من يدها و على ملامحها إعتذار و أسف فهي الأخرى ما بيدها شيء و تعلم أن كمية مستحضرات التجميل التي تضعها على وجهها تخفي ما لا يسر أحد و خصوصاً أنه إتهمها أنها من دفعت آيرين عليه لمكيدة ترميه خلف القبضان .
زلفت إلى كاي بخطوات أقرب ما يقال لها ميتة ، ميتة في الحياة ، مقتولة في سفح ربوعها ، يافعة و لكنها ذابلة ، أنه الموت في الحياة ، حينما لا تكن مخيراً بل مجبراً .
حينما تكن راغب في النواقض و لا تستطيع أن تنال أي منهما ، أن تكون لديك أحلام بسيطة قادر على تحقيقها الجميع سِواك ، وقتها أنت ميت في الحياة .
كما هي الآن ميتة في الحياة ، دوماً ما الحياة تسييرها إجباراً و لا تمنحها الخيار ، فلسفة الخيار الحر لا تنطبق على الجميع و على كل الظروف ، أحياناً يكن مجبراً أخاك لا بطل ، أحياناً يكن مجبراً أخاك لا شرير .
الحياة ليست دوماً في تضاد بين الخير و الشر ، لأن كلا العنصرين يجتمعا بشخص واحد ، كل بشري منقسم لنصفين ، نصف ملاك و نصف شيطان ، و المثالية حلماً لا يُدرَك .
كانت تقف مع كاي و زملائه في العمل ، كان عليها أن تمهد للمشهد قبل أن تمثله إذ أخذت تترنح و تتمسك بجبهتها بينما تطلب العون من كاي فسريعاً ما عضدها و احتواها يسألها عمّا فيها ، فيها كل الظلام ليتك لو تعلم .
تداعت لثواني ثم أسلبت جسدها قواها ليتهاوى ، لولا أن كاي تمسك بها لتلاقت مع الأرض في إنجذاب أليم ، في داخلها كانت تعتذر و تتوسل الغفران ، لا تعلم لماذا تفعل هذا و لكنها تحفظ حياته هو خصيصاً على الأقل .
هرع كاي و فُسِد الزفاف ، إلتقطها بين يديه كالفراشة و شعرها المسرح تسفله طرحة و يعلوه تاج أخذت خصلاته تلوح مع الهواء كالغمام و أذيال فستانها تسحب خلفه كما لو أنها أجنحة لا أذيال .
وضعها في سيارته و انطلق إلى المستشفى ، كان أصم أبكم ، لم يستمع لأحد و لم يقل لأحد شيء بل هرع يسعفها و هي ترى حالته تأكدت أنه يحبها أكثر مما فعل سيهون عندما كان حبه لها في ريعانه .
إنها تكسره الآن و لكن ما باليد حيلة ، جلجلة قلقه و هرعه في الطرقات ثم بممرات المستشفى جعل قلبها ينزف الدماء بصمت ، تبكي دون دموع ، تنزف دون دم ، تموت دون إنتشال روح ، إنه مجدداً الموت في الحياة .
في غرفة الطوارئ أكملت تمثليتها حتى خرج الأطباء و بقت وحدها ، فقط في تلك اللحظة فتحت عيناها و أخرجت كل الدماء التي نزفها قلبها على شاكلة دموع نزفتها عينيها و كم كانت حزينة .
حتى يوم زفافها لم تهنئ به و لم تستطع إسعاد زوجها به و هو هدفها في الحياة و ما يرسخ بقائها في الحياة ، ما يشد أوتاد روحها في الدنيا كاي و أسعاده ، أهذا حلم كالمثالية لا يمكن أداركه ؟! ألا تستطيع إسعاد كاي على الاقل ؟!
هذا كل ما تريد من هذه الحياة فقط ، إسعاده ، و لكنها لا تكف عن صفعها بماضيها الذي يتمثل بقطعة من قلبها كلما قاربت على تثبيت أوتادها ، أدركت أن أكبر عدو قد تملكه يوماً حبيباً قد ملكته سابقاً .
دخل كاي و خلفه الطبيب ، فور أن رآها هرع إليها يحتضن كفيها و يقبل وجهها خوفاً عليها و الدموع عالقة بين جفنيه ، أخذت تربت عليه أنها بخير و لا بأس بها ، ربما أنها تعرضت للبرد فقط .
عندما هودت على كاي بتلك إعترض الطبيب ما قالته و قطع عليهما اللهفة و الشوق حيث قال .
" لا سيدتي ، لم يغمى عليكِ بسبب الإرهاق و التعب بل لسبب آخر . "
إرتفع كاي عنها و نظر إلى الطبيب ، الإبتسامة التي تعلو وجه الطبيب لا تريحها ، كشرت تنظر إلى كاي ثم لطبيب مجدداً بحيرة فاسترسل الطبيب و على شفتيه إبتسامة .
" يبدو عليكما أنكما مشاغبين ، لذا ما انتظرتم أن توثق علاقتكما و عندما وثقت كما أرى سيدتي بفستان الزفاف سأزف إليكما خبراً آخر سيفرحكما ، مبارك عليكما الطفل ، سيدتي أنتِ حامل . "
شهقت و نظرت إلى كاي سريعاً و إزدرئت جوفها ، كاي استوقف الطبيب سريعاً قبل أن يغادر و قال مدهوشاً .
كاي : إنتظر أيها الطبيب ! أتقول أنها حامل ؟! هناك خطأ في الفحوصات بالتأكيد .
نفى الطبيب برأسه و ابتسم ليربت على كتف كاي ثم قال .
" لا يا بني ، الفحص شديد الدقة ، نحن نؤدي عملنا على أكمل وجه ، لا تقلق، الكثير من الشباب يخوضون في العلاقات عميقاً قبل أن توثق ، الشباب جامحون ."
غادر الطبيب و طعن قلب كاي طعنة لا تشفى و لا تعالج و لا تضمد و صعقت تانيا صعقة أودت بعقلها و أثلجت جسدها ، هي حامل من سيهون ، هو طلب أن تمثل مشهد إغماء لتكشف أمامه و يتهمها بالخيانة ، هو يعلم أنها حامل ، لكن علامات الحمل لم تظهر عليها ، إنها طبيعية جداً .
نظرت إلى كاي عندما سمعت صوت شردقة ساخرة إنفرجت من بين شفتيه ثم كرر ما قاله الطبيب بينما ينظر بعيداً عنها .
كاي : الشباب جامحون !
إزدرئت جوفها ، كيف ستبرر له الآن ، إلتفت إليها وقتها شهقت بخفة فعينيه تضج بالدم و الدموع معاً و بشرته السمراء الفاتنة قد تعرقت لكثرة ما كتم من غيظ في خِضم ثوانٍ من الصمت .
سألها بنبرة حاقدة بذات الوقت ميتة و منطفأة ، هو لا يشك بها بل إنه على يقين أنها خانته .
كاي : مع من كنتِ جامحة يا إمرأتي؟!
قضمت شفاهها و صمتت عن الرد بينما تنظر إليه و الدموع تتجمع في مقلتيها فصرخ بها ملئ حنجرته غاضباً آسفا ، وقتها شهقت و انتفضت بخفة و الدموع انسابت على وجنتيها .
كاي : ابن من هذا ؟!
لا تعلم كيف ترد ، لا تعلم كيف يجب عليها أن تتصرف بهذا الموقف ، الحيرة ، الخوف ، و القلق ينتشلوها من نفسها إلى الضياع ، عندما طال صمتها و انتظاره إنتشلها من ذراعها و أقام جذعها ثم جرها خلفه في ممرات المستشفى بعنف .
رمى بها في سيارته بقوة و انطلق صامتاً إلى المنزل حيث هناك يستطيع التحقيق معها على طريقتها - طريقة الشرطة - و لا يمانع بإستخدام أي وسيلة لتتكلم .
هذه الليلة وجب عليها أن تكون ليلة سعادته لا تعاسته ، ليلة ينعمان فيها بالدفئ في الحب لا ليلة للغضب و كشف الأسرار و الفضائح ، إنها زوجته الآن و يستطيع فعل اي شيء و لن يستطيع أحد فعل اي شيء ضده ، في نفسها كررت " هذا كثير يا سيهون ! " .
Tania's point of view
عندما أنظر لصورة وجهي في عينيه أشعر بأنني وضيعة ، أشعر بأنني خائفة عشقته و من خلفه استللت خِنجراً و غمسته في السُم ثم غرسته في ظهره ثم راقبته يموت و أنا إبتسم و نشوة إنتصار مقرفة و قذرة تحتلني ، لكنني لست كذلك !
الليلة سأتعرى ، سأتعرى من كل سِتر خبأته عنه و سأكشف له كل حقائقي أمامه و ادثرها أمامي ثم أرى نفسي بعينيه تسقط أكثر ، مجبرة أن أفعل و أتخلى عن مشاعري لسيهون فهو من تخلى عني الآن ، و لكن في تخليّ هذا سأفقد أشياء كثيرة لم و لن أرغب في التخلي عنها سأخسرها ، منها منصبي و قبل كل شيء هو .
عندما توقفت السيارة لم أنتظر منه أن يخرج و يجرني خلفه و كأنني دابّة يقود طريقها ، خرجت بنفسي ثم تقدمت أمامه و سبقته إلى الشقة حيث يفترض أن تكون عشنا الزوجي أو قفصنا الذهبي لكنها ستكون سجني الأبدي إن ما تخلى عني أو حلمي السرمدي إن تخلى و بكلتا الحالتين أنا معذبة .
سمعته يطبق الباب بكل قوته فشزرت بكتفيّ خوفاً منه رغماً عني ، ما شعرت بعدها إلا و قبضته تنتشل ذراعي لألتف إليه و أرى الدموع عالقة بين جفنيه .
قال لي مخذولاً و نبرته قطعت قلبي إلى أشلاء صغيرة .
كاي : ما دمتِ لا تحبيني و لا ترديني لماذا جعلتيني أعلق بكِ رغم أنكِ تعلمين أنني لا أستطيع إنتشال نفسي منكِ مجدداً ؟!
أنزلت رأسي ، لا أريد أن أبصر نظرات اللوم في عينيه تحرقني ، لكنه رفع ذقني لأنظر إليه يريد أن يشعرني بالذنب ، أنا لا أشعر بالذنب فقط بل أتآكل بصمت لكثرة آثامي رغم أنني و بصدق وقعت بها ببرائة .
استرسل يستنكر قسوة قلبي و جحوده عليه .
كاي : ألهذا الحد أنا لا أعني لكِ شيء ؟! لدرجة أن تكوني بأحضان رجل آخر و توهميني بإدعائات حب كاذبة و أنا الأحمق الذي جرت المياه من أسفل قدميه صدقتكِ !
نفيت برأسي و أنسابت الدموع من عينيّ بهدوء ، مهما بلغت معصيتي لكنها ليست لهذا الحد ، إتهماته تفوق قدراتي ، أنا لست هكذا .
تانيا : لا تحكم علي دون أن تسمعني من فضلك ؟!
ما علق على ما قلته فاسترسلت و اقسم أنني صادقة .
تانيا : أنا أحبك، ربما لم أحبك كما ينبغي و لكنني أحبك .
رفع كفه إلى فمي يخرسني عن تكرار هذه الكلمة ، كان يتوق لأن يسمعها تنبلج من بين شفتيّ ، الآن يشعر بالقرف لأنني قلتها ، لا سامحك الله يا سيهون عمّا تفعله بي .
كاي : لا تكرري هذه الكلمة ! يكفيكِ كذباً و استغبائي .
أخفضت رأسي ، عار علي أن أنظر إليه و أنا متهمة بوصمة عار دنسة في عينيه ، استطرد بنبرة تجمد لها جسدي ، لم يسبق له أن أستخدم نبرة باردة معي كهذه .
كاي : الآن ستخبريني بكل ما أجهله دون أن تنقصي حرفاً و لا تزيدي ، كوني صادقة معي لحديث واحد على الأقل !
كنت أخفي عنك الكثير أنا لا أنكر ، لكن ما كنت أكذب عليك لأخدعك ، إن فعلت كنت لأحميك و بغير ذلك كنت دوماً صادقة معك ، أومأت له بإيجاب أنني موافقة و سأبرر له موقفي بكل صدق ، سأذكر ما لي و ما علي ثم فليدرس أحكامه و ليطلق علي الحكم الذي يراه عادلاً بحقي و لن أستئنف .
بدأت مرتبكة و انتهيت منتظرة رد فعله ، أخبرته منذ أن دُفِعتُ إلى سيهون حتى مكالمة اليوم في الزفاف ، كلما أخبرته عن أمر إزداد إستهجانه و كان في أوج ثورته قبل أن أخبره عن اسمه و كيف عرفته قبلي ، أقصد كيف كانت حياته قبلي ، حينها صمت صمتاً بليغاً بلغني منه أن ساخط علي بقدر أن هوية سيهون فاجئته .
لم بنبس بحرف منذ أن توقفت عن الكلام ، منذ ساعة و أنا أتكلم و لي خمسة عشر دقيقة صامتة و هو صامت لم ينبس بحرف حتى ، أريد أن يقول شيء ، أن يفعل شيء ، لا أن يبقى جامداً كاللوح أمام كل ما عرفه عني .
وضعت كفي على كفه فانتزع كفه من أسفل يدي فوراً قبل أن يقول .
كاي : اطلعيني عليه مجدداً ، كيف يبدو شكله ؟ و كم عمره ؟! و منذ متى بدأ تاريخه الإجرامي ؟!
أومئت له ثم همست و مشاعري لا أفهمها ، لا يحق لي أن أشعر بالخذلان أليس كذلك ؟!
تانيا : اوه سيهون ، إنه على مشارف الثلاثين الآن ، لقد بدأت تسجل الشرطة عليه منذ أن كان في الثانية و العشرين من عمره ، بدأ صغيراً و جرائمه كانت تكبر معه كلما كبر أكثر .
لقد بقي صامتاً و كل حرف أفرج عنه كان فضوله يلتهمه بجوع لمعرفته ، ألأنه الرجل الذي يتضاد معه علي ؟! أم لأنه اوه سيهون فحسب ؟!
تانيا : إنه طويل ، يفوقك طولاً لكنه أرفع منك قليلاً رغم ذلك جسده عظيم و مفتول يجعل الجميع يهابه ، بشرته شاحبة و تقاسيم وجهه حادة جداً ، يبدو بارداً و كارهاً للجميع ، هكذا ظننته أول ما رأيته و كرهته لحقدي عليه .
رفع آخيراً نظره إليّ ثم قال بصوت هادئ .
كاي : أتملكين صورة له ؟ أريد رؤيته .
نفيت برأسي لأقول .
تانيا : لا أملك واحدة ، أنت قد رأيته بالفعل مسبقاً .
قبض حاجبيه ليقول لي .
كاي : متى كان ذلك ؟!
نسيت أن أخبره عن هذا الأمر فها أنا أنبهه عليه من جديد .
تانيا : هو الذي قادك إلي يوم خطفني.
إنعكفا حاجبيه و ألتقيا في نقطة واحدة إلا أنه قال بعدها .
كاي : كان الظلام دامس و كنت أتلوى خوفاً عليكِ منه .
تبسم ساخراً بعدما قال هذا ، أي أنني لا أستحق خوفه علي ، لا أستحق أن يذرف علي نتفة مشاعر فما بالك بحفنة جعلته يتلوى ، إنني أنكسر ، أنه مستغني عني ، أرى غيابي في عينيه حاضراً .
ما حاولت أن ألمسه مجدداً أخاف من يدفعني بعيداً عنه مجدداً ، لكن هذا لن يجعل لساني أخرس ، أريد أن اسمعه يحكمني و أود لو ينصفني لأنني لا أملك حق الإستئناف .
تانيا : ألن تعلق على الأمر ؟! ماذا عني كاي ؟!
رفع رأسه و نظر إليّ فرأيت فيهما الجحيم تحرقني ، تراجعت إلى الخلف لكنه أمسك بمؤخرة عنقي بل قبض عليها ، أكاد أن أختنق ، همس بحقد و أنفاسه الحارة تحرق وجهي و نظراته تثقبني و لا أستطيع أن أخيط نفسي .
كاي : أنتِ هنا الأحقر و الأقذر ! تظنين أن حبي لكِ سيشفع لكِ عندي ؟! أنتِ خذلتني و خنتني و كذبتِ علي ، أتظنين أنني سأضمك من أجل مشاعر سخيفة أكنها لكِ و أنتِ قد أستغلتيها لمغافلتي ؟!
جذبني إليه أكثر و فح يقتلني بكلماته و أنيّ لميتة قبل أن ينفذ .
كاي : أنتِ لكِ حساب عسير معي ، سأهدم كل ما بنيتيه على أكتافي و كتفيه ، سأحطم كل أحلامكِ الوردية بينما تراقبين مشلولة ، لا قادرة على زحزحتي و لا قادرة على البكاء !
إبتعد عني و إلتفت ليخرج إلا إنني تمسكت بجوانب سترته بكل قوتي أبكي لأقوفه و يسمعني .
تانيا : هذا كثير ، توقف أرجوك اسمعني ، أنت لا تفهمني !
دفعني عنه لأقع أرضاً و أنا أتوسله ليسمعني .
أي كان في مكاني سيفعل ما فعلته بكل تأكيد ، أنا كنت حاقدة و غاضبة جداً من سيهون ، ما فعله بي لا يستهان به ، رغم ذلك ؛ أنا بيدي قتلته لأجله و ليس لأجل إنتقامي ، لو سلمته للشرطة لردوه ذليلاً ككلب متشرد و عذبوه على أفعاله قبل أن يعدموه شنقاً .
أن يذهب الإنسان إلى موته و هو لا يعرف أنه مدركه أسهل من أن يذهب إليه بقدميه و لا قدرة له عن تغيير مساره ، لو أنني إنتقمت منه بالفعل لسلمته للشرطة و لراقبت جسده معلق بحبل المشنقة و لتلذذت بإنتقامي .
ما منعني عنه سوى حبي له ، لقد أطلقت عليه و خرجت و قلت مات و أخذ رجاله جثته و أي من هذا لم يحدث ، لقد جعلت الشرطة تغادر تلك الليلة دون أن يعقبوا عليه ، في داخلي تمنيت لو ينجو رغم إستحالة الأمر و نجى ، هو الآن حي يرزق لأنني منحته الفرصة ليعيش .
أنا لا أبرر أفعالي و لا أقول أنني لست مذنبة ، كان قلبي مكسوراً و يحترق على فراق أخي الذي قتله دون أن يرف جفنه ، كنتُ ثائرة على روح تشانيول و هو كان كل ما لدي في هذه الدنيا ، لقد ترعرعنا و كبرنا معاً في الميتم بعد أن تخلت عائلتنا عنا .
و عندما بلغ أخي سن الرشد أخرجوه و أخذني معه ، لقد رعرعتنا بعدها الأزقة و الشوارع و كنا نتخذ المدرسة التي كنت أدرس بها مكان للنوم حتى أستطاع هو النهوض على قدميه رغم حداثة سنه و جبرني معه ثم آتى سيهون و كسرني بإقتلاعه عني ، أخي إرتحل إلى دارٍ أخرى و السبب هو ، ألا أنتقم ؟!
رغم أنني بعد الإنتقام قلبي لا إرتاح و دوماً مكسور لكنني ثأرت لأخي و لترقد روحه بسلام و لأحترق أنا في هذه الدنيا على يد سيهون الذي حان دوره في الثأر و كاي الذي خنته حتى آتيه و أرقد معه ، إشتقت لك يا أخي فلتأخذني إليك .
.................................................
لكمٌ و ركلٌ ناله الباب بكل قوة من الذي يضربه بهذه القوة ، فُزِعَت أيرين في الداخل إلا أن سيهون أشار لها ألا تتحرك من مكانها في الصالة و امتثلت لأمره ، نهض على قدميه و ذهب ليفتح الباب ليجد أمامه شاب أسمر طويل لا يفوقه طولاً و وسيم .
تبسم سيهون و قبل أن تكتمل إبتسامته سقطت على وجهه لكمة زحزحته إلى الخلف و جعلت كاي يدخل و يغلق الباب خلفه ، نظر إليه سيهون و أكمل مراسم تشكيل إبتسامته ليصرخ به كاي بكل قوته .
كاي : أنت كيم سيول ؟!
سخر سيهون ليهمس .
سيهون : ماذا ؟ هل أفشت لك العروس عن خيانتها ؟! اوه يا إلهي لم أكن أتوقع ذلك !!!
تمسك كاي بعنق سيهون و همس و قد إرتفعت الدموع إلى مقلتيه .
كاي : ألست اوه سيهون أيضاً ؟!
أومئ له سيهون مجدداً و فور أن فعل نالت وجنته لكمة مجدداً ليصرخ غاضب و تأهب لصراع رجلين يا قاتل يا مقتول لكن الدموع التي إنسابت على وجنتي كاي و عندما رمى نفسه جالساً أرضاً أمامه يصرخ و النار تحترق في صدره .
كاي : لماذا لم تخبرني ؟! لماذا يا اوه سيهون ؟! كل ما حدث لي منذ أن ولدتُ حتى هذه اللحظة كان بسببك أيها الحقير !
......................................
سلاااااااااااااام
*ترفع راسها من بين الكتب * كيفكم ؟ اشتقتلكم ؟ هاا بارت جهنمي و لا لا ؟
شكراً عالتفاعل على البارت السابق ، أخيراً الرواية صار عليها تفاعل شكراً لكم .
بكرا MBC جاهزين للجلطة الثالثة ؟😍
أتمنى البارت نال إستحسانكم و حبيت أعلق أنو مجرم ما رح تكون طويلة كثير ، يعني ما بعرف كم بارت بالزبط بس ما رح يتعدوا الخمسين .
البارت القادم بعد 60 فوت و كومنت.
١. رأيكم بخطة سيهون ؟! خبر الحمل ؟!
٢. رأيكم بردة فعل تانيا ؟ و كيف ما عرفت مسبقاً إنها حامل ؟!
٣. رأيكم بردة فعل كاي ؟! تهديده لتانيا و انهياره ببيت سيهون ؟!
٤. لماذا ذهب إلى بيت سيهون ؟! و ماذا قصد بآخر ما قاله ؟!
٥. رأيكم بدافع تانيا للإنتقام من سيهون رغم ذبك مهدتله فرصة ليعيش ؟!
٦. تشانيول أخو تانيا و كثير منكم حزرها و صحييييييح . لكن لماذا قتله سيهون ؟!
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
أنا و أنت أصبحنا عاريين على فراش الحقيقة نمارس الكذب و الخداع و بيدي لو أنني ما جاورتك المكان .
في ظل الظروف الحاصلة و الحاسمة ، ما كانت تستطيع أن تفكر كيف تجاوز كل هذه الإجراءات الأمنية المشددة و وصل إليها ، تفكيرها كان قابع في بقعة واحدة أن هذا الفرح سينقلب ترح إن ما فعلت ما يريده .
لا تدرك تحصيل تنفيذ أمره و لا رغبة لها أن تدرك في هذه اللحظة ، ما يهمها ألا تموت هذه الأرواح أجمع فكلهم يستحقون الحياة و وحدها تستحق الموت في خضم مكائده اللعينة و التي رغم أنها تعرفه لكنها لا تستطيع توقع مكائده .
أعطت الهاتف لآيرين و أومأت لها أنها ستنفذ ما يريد ، أخذت آيرين الهاتف من يدها و على ملامحها إعتذار و أسف فهي الأخرى ما بيدها شيء و تعلم أن كمية مستحضرات التجميل التي تضعها على وجهها تخفي ما لا يسر أحد و خصوصاً أنه إتهمها أنها من دفعت آيرين عليه لمكيدة ترميه خلف القبضان .
زلفت إلى كاي بخطوات أقرب ما يقال لها ميتة ، ميتة في الحياة ، مقتولة في سفح ربوعها ، يافعة و لكنها ذابلة ، أنه الموت في الحياة ، حينما لا تكن مخيراً بل مجبراً .
حينما تكن راغب في النواقض و لا تستطيع أن تنال أي منهما ، أن تكون لديك أحلام بسيطة قادر على تحقيقها الجميع سِواك ، وقتها أنت ميت في الحياة .
كما هي الآن ميتة في الحياة ، دوماً ما الحياة تسييرها إجباراً و لا تمنحها الخيار ، فلسفة الخيار الحر لا تنطبق على الجميع و على كل الظروف ، أحياناً يكن مجبراً أخاك لا بطل ، أحياناً يكن مجبراً أخاك لا شرير .
الحياة ليست دوماً في تضاد بين الخير و الشر ، لأن كلا العنصرين يجتمعا بشخص واحد ، كل بشري منقسم لنصفين ، نصف ملاك و نصف شيطان ، و المثالية حلماً لا يُدرَك .
كانت تقف مع كاي و زملائه في العمل ، كان عليها أن تمهد للمشهد قبل أن تمثله إذ أخذت تترنح و تتمسك بجبهتها بينما تطلب العون من كاي فسريعاً ما عضدها و احتواها يسألها عمّا فيها ، فيها كل الظلام ليتك لو تعلم .
تداعت لثواني ثم أسلبت جسدها قواها ليتهاوى ، لولا أن كاي تمسك بها لتلاقت مع الأرض في إنجذاب أليم ، في داخلها كانت تعتذر و تتوسل الغفران ، لا تعلم لماذا تفعل هذا و لكنها تحفظ حياته هو خصيصاً على الأقل .
هرع كاي و فُسِد الزفاف ، إلتقطها بين يديه كالفراشة و شعرها المسرح تسفله طرحة و يعلوه تاج أخذت خصلاته تلوح مع الهواء كالغمام و أذيال فستانها تسحب خلفه كما لو أنها أجنحة لا أذيال .
وضعها في سيارته و انطلق إلى المستشفى ، كان أصم أبكم ، لم يستمع لأحد و لم يقل لأحد شيء بل هرع يسعفها و هي ترى حالته تأكدت أنه يحبها أكثر مما فعل سيهون عندما كان حبه لها في ريعانه .
إنها تكسره الآن و لكن ما باليد حيلة ، جلجلة قلقه و هرعه في الطرقات ثم بممرات المستشفى جعل قلبها ينزف الدماء بصمت ، تبكي دون دموع ، تنزف دون دم ، تموت دون إنتشال روح ، إنه مجدداً الموت في الحياة .
في غرفة الطوارئ أكملت تمثليتها حتى خرج الأطباء و بقت وحدها ، فقط في تلك اللحظة فتحت عيناها و أخرجت كل الدماء التي نزفها قلبها على شاكلة دموع نزفتها عينيها و كم كانت حزينة .
حتى يوم زفافها لم تهنئ به و لم تستطع إسعاد زوجها به و هو هدفها في الحياة و ما يرسخ بقائها في الحياة ، ما يشد أوتاد روحها في الدنيا كاي و أسعاده ، أهذا حلم كالمثالية لا يمكن أداركه ؟! ألا تستطيع إسعاد كاي على الاقل ؟!
هذا كل ما تريد من هذه الحياة فقط ، إسعاده ، و لكنها لا تكف عن صفعها بماضيها الذي يتمثل بقطعة من قلبها كلما قاربت على تثبيت أوتادها ، أدركت أن أكبر عدو قد تملكه يوماً حبيباً قد ملكته سابقاً .
دخل كاي و خلفه الطبيب ، فور أن رآها هرع إليها يحتضن كفيها و يقبل وجهها خوفاً عليها و الدموع عالقة بين جفنيه ، أخذت تربت عليه أنها بخير و لا بأس بها ، ربما أنها تعرضت للبرد فقط .
عندما هودت على كاي بتلك إعترض الطبيب ما قالته و قطع عليهما اللهفة و الشوق حيث قال .
" لا سيدتي ، لم يغمى عليكِ بسبب الإرهاق و التعب بل لسبب آخر . "
إرتفع كاي عنها و نظر إلى الطبيب ، الإبتسامة التي تعلو وجه الطبيب لا تريحها ، كشرت تنظر إلى كاي ثم لطبيب مجدداً بحيرة فاسترسل الطبيب و على شفتيه إبتسامة .
" يبدو عليكما أنكما مشاغبين ، لذا ما انتظرتم أن توثق علاقتكما و عندما وثقت كما أرى سيدتي بفستان الزفاف سأزف إليكما خبراً آخر سيفرحكما ، مبارك عليكما الطفل ، سيدتي أنتِ حامل . "
شهقت و نظرت إلى كاي سريعاً و إزدرئت جوفها ، كاي استوقف الطبيب سريعاً قبل أن يغادر و قال مدهوشاً .
كاي : إنتظر أيها الطبيب ! أتقول أنها حامل ؟! هناك خطأ في الفحوصات بالتأكيد .
نفى الطبيب برأسه و ابتسم ليربت على كتف كاي ثم قال .
" لا يا بني ، الفحص شديد الدقة ، نحن نؤدي عملنا على أكمل وجه ، لا تقلق، الكثير من الشباب يخوضون في العلاقات عميقاً قبل أن توثق ، الشباب جامحون ."
غادر الطبيب و طعن قلب كاي طعنة لا تشفى و لا تعالج و لا تضمد و صعقت تانيا صعقة أودت بعقلها و أثلجت جسدها ، هي حامل من سيهون ، هو طلب أن تمثل مشهد إغماء لتكشف أمامه و يتهمها بالخيانة ، هو يعلم أنها حامل ، لكن علامات الحمل لم تظهر عليها ، إنها طبيعية جداً .
نظرت إلى كاي عندما سمعت صوت شردقة ساخرة إنفرجت من بين شفتيه ثم كرر ما قاله الطبيب بينما ينظر بعيداً عنها .
كاي : الشباب جامحون !
إزدرئت جوفها ، كيف ستبرر له الآن ، إلتفت إليها وقتها شهقت بخفة فعينيه تضج بالدم و الدموع معاً و بشرته السمراء الفاتنة قد تعرقت لكثرة ما كتم من غيظ في خِضم ثوانٍ من الصمت .
سألها بنبرة حاقدة بذات الوقت ميتة و منطفأة ، هو لا يشك بها بل إنه على يقين أنها خانته .
كاي : مع من كنتِ جامحة يا إمرأتي؟!
قضمت شفاهها و صمتت عن الرد بينما تنظر إليه و الدموع تتجمع في مقلتيها فصرخ بها ملئ حنجرته غاضباً آسفا ، وقتها شهقت و انتفضت بخفة و الدموع انسابت على وجنتيها .
كاي : ابن من هذا ؟!
لا تعلم كيف ترد ، لا تعلم كيف يجب عليها أن تتصرف بهذا الموقف ، الحيرة ، الخوف ، و القلق ينتشلوها من نفسها إلى الضياع ، عندما طال صمتها و انتظاره إنتشلها من ذراعها و أقام جذعها ثم جرها خلفه في ممرات المستشفى بعنف .
رمى بها في سيارته بقوة و انطلق صامتاً إلى المنزل حيث هناك يستطيع التحقيق معها على طريقتها - طريقة الشرطة - و لا يمانع بإستخدام أي وسيلة لتتكلم .
هذه الليلة وجب عليها أن تكون ليلة سعادته لا تعاسته ، ليلة ينعمان فيها بالدفئ في الحب لا ليلة للغضب و كشف الأسرار و الفضائح ، إنها زوجته الآن و يستطيع فعل اي شيء و لن يستطيع أحد فعل اي شيء ضده ، في نفسها كررت " هذا كثير يا سيهون ! " .
Tania's point of view
عندما أنظر لصورة وجهي في عينيه أشعر بأنني وضيعة ، أشعر بأنني خائفة عشقته و من خلفه استللت خِنجراً و غمسته في السُم ثم غرسته في ظهره ثم راقبته يموت و أنا إبتسم و نشوة إنتصار مقرفة و قذرة تحتلني ، لكنني لست كذلك !
الليلة سأتعرى ، سأتعرى من كل سِتر خبأته عنه و سأكشف له كل حقائقي أمامه و ادثرها أمامي ثم أرى نفسي بعينيه تسقط أكثر ، مجبرة أن أفعل و أتخلى عن مشاعري لسيهون فهو من تخلى عني الآن ، و لكن في تخليّ هذا سأفقد أشياء كثيرة لم و لن أرغب في التخلي عنها سأخسرها ، منها منصبي و قبل كل شيء هو .
عندما توقفت السيارة لم أنتظر منه أن يخرج و يجرني خلفه و كأنني دابّة يقود طريقها ، خرجت بنفسي ثم تقدمت أمامه و سبقته إلى الشقة حيث يفترض أن تكون عشنا الزوجي أو قفصنا الذهبي لكنها ستكون سجني الأبدي إن ما تخلى عني أو حلمي السرمدي إن تخلى و بكلتا الحالتين أنا معذبة .
سمعته يطبق الباب بكل قوته فشزرت بكتفيّ خوفاً منه رغماً عني ، ما شعرت بعدها إلا و قبضته تنتشل ذراعي لألتف إليه و أرى الدموع عالقة بين جفنيه .
قال لي مخذولاً و نبرته قطعت قلبي إلى أشلاء صغيرة .
كاي : ما دمتِ لا تحبيني و لا ترديني لماذا جعلتيني أعلق بكِ رغم أنكِ تعلمين أنني لا أستطيع إنتشال نفسي منكِ مجدداً ؟!
أنزلت رأسي ، لا أريد أن أبصر نظرات اللوم في عينيه تحرقني ، لكنه رفع ذقني لأنظر إليه يريد أن يشعرني بالذنب ، أنا لا أشعر بالذنب فقط بل أتآكل بصمت لكثرة آثامي رغم أنني و بصدق وقعت بها ببرائة .
استرسل يستنكر قسوة قلبي و جحوده عليه .
كاي : ألهذا الحد أنا لا أعني لكِ شيء ؟! لدرجة أن تكوني بأحضان رجل آخر و توهميني بإدعائات حب كاذبة و أنا الأحمق الذي جرت المياه من أسفل قدميه صدقتكِ !
نفيت برأسي و أنسابت الدموع من عينيّ بهدوء ، مهما بلغت معصيتي لكنها ليست لهذا الحد ، إتهماته تفوق قدراتي ، أنا لست هكذا .
تانيا : لا تحكم علي دون أن تسمعني من فضلك ؟!
ما علق على ما قلته فاسترسلت و اقسم أنني صادقة .
تانيا : أنا أحبك، ربما لم أحبك كما ينبغي و لكنني أحبك .
رفع كفه إلى فمي يخرسني عن تكرار هذه الكلمة ، كان يتوق لأن يسمعها تنبلج من بين شفتيّ ، الآن يشعر بالقرف لأنني قلتها ، لا سامحك الله يا سيهون عمّا تفعله بي .
كاي : لا تكرري هذه الكلمة ! يكفيكِ كذباً و استغبائي .
أخفضت رأسي ، عار علي أن أنظر إليه و أنا متهمة بوصمة عار دنسة في عينيه ، استطرد بنبرة تجمد لها جسدي ، لم يسبق له أن أستخدم نبرة باردة معي كهذه .
كاي : الآن ستخبريني بكل ما أجهله دون أن تنقصي حرفاً و لا تزيدي ، كوني صادقة معي لحديث واحد على الأقل !
كنت أخفي عنك الكثير أنا لا أنكر ، لكن ما كنت أكذب عليك لأخدعك ، إن فعلت كنت لأحميك و بغير ذلك كنت دوماً صادقة معك ، أومأت له بإيجاب أنني موافقة و سأبرر له موقفي بكل صدق ، سأذكر ما لي و ما علي ثم فليدرس أحكامه و ليطلق علي الحكم الذي يراه عادلاً بحقي و لن أستئنف .
بدأت مرتبكة و انتهيت منتظرة رد فعله ، أخبرته منذ أن دُفِعتُ إلى سيهون حتى مكالمة اليوم في الزفاف ، كلما أخبرته عن أمر إزداد إستهجانه و كان في أوج ثورته قبل أن أخبره عن اسمه و كيف عرفته قبلي ، أقصد كيف كانت حياته قبلي ، حينها صمت صمتاً بليغاً بلغني منه أن ساخط علي بقدر أن هوية سيهون فاجئته .
لم بنبس بحرف منذ أن توقفت عن الكلام ، منذ ساعة و أنا أتكلم و لي خمسة عشر دقيقة صامتة و هو صامت لم ينبس بحرف حتى ، أريد أن يقول شيء ، أن يفعل شيء ، لا أن يبقى جامداً كاللوح أمام كل ما عرفه عني .
وضعت كفي على كفه فانتزع كفه من أسفل يدي فوراً قبل أن يقول .
كاي : اطلعيني عليه مجدداً ، كيف يبدو شكله ؟ و كم عمره ؟! و منذ متى بدأ تاريخه الإجرامي ؟!
أومئت له ثم همست و مشاعري لا أفهمها ، لا يحق لي أن أشعر بالخذلان أليس كذلك ؟!
تانيا : اوه سيهون ، إنه على مشارف الثلاثين الآن ، لقد بدأت تسجل الشرطة عليه منذ أن كان في الثانية و العشرين من عمره ، بدأ صغيراً و جرائمه كانت تكبر معه كلما كبر أكثر .
لقد بقي صامتاً و كل حرف أفرج عنه كان فضوله يلتهمه بجوع لمعرفته ، ألأنه الرجل الذي يتضاد معه علي ؟! أم لأنه اوه سيهون فحسب ؟!
تانيا : إنه طويل ، يفوقك طولاً لكنه أرفع منك قليلاً رغم ذلك جسده عظيم و مفتول يجعل الجميع يهابه ، بشرته شاحبة و تقاسيم وجهه حادة جداً ، يبدو بارداً و كارهاً للجميع ، هكذا ظننته أول ما رأيته و كرهته لحقدي عليه .
رفع آخيراً نظره إليّ ثم قال بصوت هادئ .
كاي : أتملكين صورة له ؟ أريد رؤيته .
نفيت برأسي لأقول .
تانيا : لا أملك واحدة ، أنت قد رأيته بالفعل مسبقاً .
قبض حاجبيه ليقول لي .
كاي : متى كان ذلك ؟!
نسيت أن أخبره عن هذا الأمر فها أنا أنبهه عليه من جديد .
تانيا : هو الذي قادك إلي يوم خطفني.
إنعكفا حاجبيه و ألتقيا في نقطة واحدة إلا أنه قال بعدها .
كاي : كان الظلام دامس و كنت أتلوى خوفاً عليكِ منه .
تبسم ساخراً بعدما قال هذا ، أي أنني لا أستحق خوفه علي ، لا أستحق أن يذرف علي نتفة مشاعر فما بالك بحفنة جعلته يتلوى ، إنني أنكسر ، أنه مستغني عني ، أرى غيابي في عينيه حاضراً .
ما حاولت أن ألمسه مجدداً أخاف من يدفعني بعيداً عنه مجدداً ، لكن هذا لن يجعل لساني أخرس ، أريد أن اسمعه يحكمني و أود لو ينصفني لأنني لا أملك حق الإستئناف .
تانيا : ألن تعلق على الأمر ؟! ماذا عني كاي ؟!
رفع رأسه و نظر إليّ فرأيت فيهما الجحيم تحرقني ، تراجعت إلى الخلف لكنه أمسك بمؤخرة عنقي بل قبض عليها ، أكاد أن أختنق ، همس بحقد و أنفاسه الحارة تحرق وجهي و نظراته تثقبني و لا أستطيع أن أخيط نفسي .
كاي : أنتِ هنا الأحقر و الأقذر ! تظنين أن حبي لكِ سيشفع لكِ عندي ؟! أنتِ خذلتني و خنتني و كذبتِ علي ، أتظنين أنني سأضمك من أجل مشاعر سخيفة أكنها لكِ و أنتِ قد أستغلتيها لمغافلتي ؟!
جذبني إليه أكثر و فح يقتلني بكلماته و أنيّ لميتة قبل أن ينفذ .
كاي : أنتِ لكِ حساب عسير معي ، سأهدم كل ما بنيتيه على أكتافي و كتفيه ، سأحطم كل أحلامكِ الوردية بينما تراقبين مشلولة ، لا قادرة على زحزحتي و لا قادرة على البكاء !
إبتعد عني و إلتفت ليخرج إلا إنني تمسكت بجوانب سترته بكل قوتي أبكي لأقوفه و يسمعني .
تانيا : هذا كثير ، توقف أرجوك اسمعني ، أنت لا تفهمني !
دفعني عنه لأقع أرضاً و أنا أتوسله ليسمعني .
أي كان في مكاني سيفعل ما فعلته بكل تأكيد ، أنا كنت حاقدة و غاضبة جداً من سيهون ، ما فعله بي لا يستهان به ، رغم ذلك ؛ أنا بيدي قتلته لأجله و ليس لأجل إنتقامي ، لو سلمته للشرطة لردوه ذليلاً ككلب متشرد و عذبوه على أفعاله قبل أن يعدموه شنقاً .
أن يذهب الإنسان إلى موته و هو لا يعرف أنه مدركه أسهل من أن يذهب إليه بقدميه و لا قدرة له عن تغيير مساره ، لو أنني إنتقمت منه بالفعل لسلمته للشرطة و لراقبت جسده معلق بحبل المشنقة و لتلذذت بإنتقامي .
ما منعني عنه سوى حبي له ، لقد أطلقت عليه و خرجت و قلت مات و أخذ رجاله جثته و أي من هذا لم يحدث ، لقد جعلت الشرطة تغادر تلك الليلة دون أن يعقبوا عليه ، في داخلي تمنيت لو ينجو رغم إستحالة الأمر و نجى ، هو الآن حي يرزق لأنني منحته الفرصة ليعيش .
أنا لا أبرر أفعالي و لا أقول أنني لست مذنبة ، كان قلبي مكسوراً و يحترق على فراق أخي الذي قتله دون أن يرف جفنه ، كنتُ ثائرة على روح تشانيول و هو كان كل ما لدي في هذه الدنيا ، لقد ترعرعنا و كبرنا معاً في الميتم بعد أن تخلت عائلتنا عنا .
و عندما بلغ أخي سن الرشد أخرجوه و أخذني معه ، لقد رعرعتنا بعدها الأزقة و الشوارع و كنا نتخذ المدرسة التي كنت أدرس بها مكان للنوم حتى أستطاع هو النهوض على قدميه رغم حداثة سنه و جبرني معه ثم آتى سيهون و كسرني بإقتلاعه عني ، أخي إرتحل إلى دارٍ أخرى و السبب هو ، ألا أنتقم ؟!
رغم أنني بعد الإنتقام قلبي لا إرتاح و دوماً مكسور لكنني ثأرت لأخي و لترقد روحه بسلام و لأحترق أنا في هذه الدنيا على يد سيهون الذي حان دوره في الثأر و كاي الذي خنته حتى آتيه و أرقد معه ، إشتقت لك يا أخي فلتأخذني إليك .
.................................................
لكمٌ و ركلٌ ناله الباب بكل قوة من الذي يضربه بهذه القوة ، فُزِعَت أيرين في الداخل إلا أن سيهون أشار لها ألا تتحرك من مكانها في الصالة و امتثلت لأمره ، نهض على قدميه و ذهب ليفتح الباب ليجد أمامه شاب أسمر طويل لا يفوقه طولاً و وسيم .
تبسم سيهون و قبل أن تكتمل إبتسامته سقطت على وجهه لكمة زحزحته إلى الخلف و جعلت كاي يدخل و يغلق الباب خلفه ، نظر إليه سيهون و أكمل مراسم تشكيل إبتسامته ليصرخ به كاي بكل قوته .
كاي : أنت كيم سيول ؟!
سخر سيهون ليهمس .
سيهون : ماذا ؟ هل أفشت لك العروس عن خيانتها ؟! اوه يا إلهي لم أكن أتوقع ذلك !!!
تمسك كاي بعنق سيهون و همس و قد إرتفعت الدموع إلى مقلتيه .
كاي : ألست اوه سيهون أيضاً ؟!
أومئ له سيهون مجدداً و فور أن فعل نالت وجنته لكمة مجدداً ليصرخ غاضب و تأهب لصراع رجلين يا قاتل يا مقتول لكن الدموع التي إنسابت على وجنتي كاي و عندما رمى نفسه جالساً أرضاً أمامه يصرخ و النار تحترق في صدره .
كاي : لماذا لم تخبرني ؟! لماذا يا اوه سيهون ؟! كل ما حدث لي منذ أن ولدتُ حتى هذه اللحظة كان بسببك أيها الحقير !
......................................
سلاااااااااااااام
*ترفع راسها من بين الكتب * كيفكم ؟ اشتقتلكم ؟ هاا بارت جهنمي و لا لا ؟
شكراً عالتفاعل على البارت السابق ، أخيراً الرواية صار عليها تفاعل شكراً لكم .
بكرا MBC جاهزين للجلطة الثالثة ؟😍
أتمنى البارت نال إستحسانكم و حبيت أعلق أنو مجرم ما رح تكون طويلة كثير ، يعني ما بعرف كم بارت بالزبط بس ما رح يتعدوا الخمسين .
البارت القادم بعد 60 فوت و كومنت.
١. رأيكم بخطة سيهون ؟! خبر الحمل ؟!
٢. رأيكم بردة فعل تانيا ؟ و كيف ما عرفت مسبقاً إنها حامل ؟!
٣. رأيكم بردة فعل كاي ؟! تهديده لتانيا و انهياره ببيت سيهون ؟!
٤. لماذا ذهب إلى بيت سيهون ؟! و ماذا قصد بآخر ما قاله ؟!
٥. رأيكم بدافع تانيا للإنتقام من سيهون رغم ذبك مهدتله فرصة ليعيش ؟!
٦. تشانيول أخو تانيا و كثير منكم حزرها و صحييييييح . لكن لماذا قتله سيهون ؟!
٧. رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم؟!
دمتم سالمين ❤
Love ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
Коментарі