The awesome end.
- بِجديَّة چيد ، عن أي زِفاف تتحدَث؟
= زفافكَ أنت و إيڤ!
- بِربك هل سَتزوِجنا بالقوة ؟
= أي قوة ؟ وكأنَّـكَ لا تريد ذلك!!!
بدأ يبتسِم بِتوتر حينَ أدركَ أن چيد بِالفعل مُدرك لِما يُريده ، هذا الـ چيد رائِع!
- حسنًا ، هل حادثـتها في الأمر ؟ لم أرَها منذُ يوم حفلة الشواء .
جلسَ چيد على سريرِه وقد زفرَ بِملل
= آه ، لا تُذكرني! لا تعرِف كَم كَلفـني ذلك الأمر من عُلب الشوكولاته!
توسَّعت إبتسامة ريك وأردفَ مُترقبًا الإجابة
- هذا يعني أنَّـها وأخيرًا وافقَت؟
= عزيزي ، إنَّـها تختار الفُستان الآن!
تركَ چيد الآخر يقفِز سعيدًا على سريرِه ، أوشكَ أن يُحذره عدة مرات من خطورة ذلك على رئتـه لكنَّـه تراجعَ ؛ فَالـسعادة في عينيـه كانَت أكبَر ، أعمَق ، أروع مِن أن تُفسدها نصائح طبيبٍ مُحق!
فَرحة چيد بِزواج ذلك الثُنائي المُراهق كما يُحب تسميتـه كانَت غريبة . فَـلو رآه أحدهم لَقال أنَّـه زواجـه وليسَ أخاه! كانَت مُجرد رؤية ريك سعيدًا تبعَث في نفسـه السعادة بِطريقٍة تـجعله يُوقن آلاف المرات بِأن ذلك القابِع في الغُرفة المُجاورة ليسَ سوى ابنه ..
- لِمَ تقفينَ هكذا؟ إنَّـكِ مُرعبة،بيري!!
= أقِف هكذا؟! كيفَ هكذا؟ لا أفَهم! ما بـها وقفـ...
عانقَها مُحاوطًا خصرَها بِقوة وقد وجدَت رأسـه مكانًا عند كتفِها
- أنا سعيد جدًا وأشعُر أنَّـه عليَّ مُشاركتكِ تِلكَ السعادة!
.
.
.
.
قبلَ الزفاف بِـيوم واحِد ..
إيڤ ، منذُ أعطاها چيد عِدة فساتين إشتراها لها من الخارِج وهي مُرتبكة رغمَ أنَّـها أكثر من يُريد ذلك الزواج ، لكن ، الفكرة ذاتِـها توتِرها! اللعنة!!!! لا يُمكنها حتى الإتصال بـريك فَهو سَيجعلها متوتِرة أكثر وهو في الحقيقة مُتوتر أكثَر منها ، فوكس! أينَ ذلك الوقح في تِلكَ المواقِف؟
طرقٌ تحـفظه ظهر قلب تسمـعه على الباب ..
= أيُّـها الوقِح! أينَ كنتَ؟
- فقط أُريد تذكيركِ أنَّ زفافي غدًا!
= نسيت ذلك ، حسنًا يُمكنـ..
- لكنَّـي سأبقى معكِ قليلًا!
عانقـته بِقوة مُـردِفة
= أنتَ أفضل صديق، فوكس . أعنيها حقًا!
- تعرفين الرجال لا يـصبحون عاطفيين فجأة قبلَ الزواج مـثلكـن وچيد أخبرنـي أن آتي إليـ..
= وقِح ، إذن لم تأتي من نفسكَ؟
- حسنًا في الواقِع أجل.
ضربـته بِعنف خفيف قبل أن تسحبـه إلى الداخِل بِالقوة وبعدَها هربَ هو إلى المَطبَخ ، حيثُ مكانـهما الأول ، فتحَ الأدراج بحثًـا عن كوبـه الذي تركـه هنا
- أينَ كُـوبي، إيڤ؟
= كسرتـه ، يُمكنكَ إستخدام آخر..
أومأَ بِملل واضِعًا مياهًـا تغلي ثم قالَ
- تعرفين ، لم أعتَد بعد أنَّـكِ إمرأة على وشكِ الزواج.. فَـچيد كانَ يتذمَر من كمية الشوكولاته التي إشتراها لكِ كي ترتدي فُستانًـا في زفافـكِ..
لم تـكن تستمِع إليه وهو ما أدركـه سريعًا لِذا جلسَ على الكرسي بِجانبها وتحدَّث
- إذن ، ماذا؟ لِمَ أنتِ متوترة هكذا!؟
= أخبرتكَ سابِقًا ، ماذا إن لم أكـن زوجة جيدة ؟ زوجة! يا إلهي لم أتوقَع قولـها يومًا حتى!!!
إبتسمَ مُقربًـا كُرسيها منه وقد عزمَ أن يُزيد ثقتها بـنفسها
- انظُري إيڤ ، أنتِ رائِـعة عمومًا ، بـإختلاف المُسميات أنتِ لاتزالينَ إيڤ ، صديقتـنا ، وحبيبة ريك مؤخرًا منذُ سنوات ، أنتِ إيڤ! فقط كوني على طبيعـتكِ وهذا كافٍ بِالفعل!
= حقًا؟ إذن الأمر لا يَستدعي كل هذا،صحيح؟
أومأَ فَأكملَت
= أنتَ مُحق ، هو فقط يوم واحِد لكن، فوكس أنا أكرَه التواجد أمام غُرباء كثـيرين!!!!
- هذا زفافكِ وليسَ حفل التخرُّج!
= ماذا عنكَ؟ لِمَ من بين كل الأيام تختار نفسَ يومي؟
- أليسَ رائِعًا؟
= أبدًا، إنَّـه مُخيف أكثر حتى!
- لِماذا؟؟؟
= كنتُ أريدكَ أن تلتصِق بي كَعادتكَ خاصًة في هذا اليوم..
- سَأكون موجودًا أيضًا،لا تقلقي.
= دعكَ مني ، ماذا عنكَ؟ هل أنتَ متوتِر؟
وجهَ أنظاره نحو الفراغ مُستنِدًا بِرأسـه على الطاوِلة
- بِدرجة لن تتخيلـيها حتى .
= ماذا عن حديثكَ بِشأن الرجال وأنَّـهم لا يتوترون؟
- وهل قُلت أنَّـني رجل؟ لم أفعَل مُطلقًا!
رفعـت رأسه وأمسكَت كتفيـه مُركزة في عينيه
= انظر، فوكس . أنتَ أيضًا رائِع جدًا ، لولا أنَّـكَ تُحبها لم أكن لِأعطيها إياكَ أبدًا .. أبدًا! لِذا يجب عليكَ الثقة بِنفسكَ أكثر، حسنًا؟
- يا إلهي, إيڤ، مُشكلتي الحقيقيَّـة تكمُن فيمـا بعدَ الزفاف . حينَ يرحَل الجميع ونذهَب إلى منزلـنا ، اللعنة ، كيفَ سَأتصرَف؟
تركَت كتفيـه مُلقية رأسها على الطاوِلة وهي تنظُر إليه بِـيأس
= هذا ما كنتُ على وشكِ سؤالكَ عنه، أنا أيضًا لا أعرِف..
- كنتُ عازِبًـا رائِـعًا ، ما الذي حدثَ لِحياتي؟
= لِنهرب!
- لكنَّـكِ تُحبينَ ريك ، وأنا أُحب إيلينا! لِنشاهد Top Gun ..
= إنتظِر ماذا؟ ما العلاقة؟
- لا أعرِف .
= ما رأيك بِأن أُريـكَ الفُستان؟ لكن لن تُخبر ريك!
- فكرة جيدة .
= حسنًا إنتظِر هنا.
راقَ له عرضُـها كثيرًا منذُ أنَّـه لن يَكون مُتفرغًا لـيراه غدًا ، عدة دقائـق وخرجَت له
- رائِـ..ـع!
بسيطٌ مـثلها ولا يحتوي على الكثير من النـقوش ، يُظهر أنوثتـها التي كثيرًا ما تُـخفيها داخِل ملابِسها الواسِعة أو ملابِس فوكس على الأغلب ، ولا يحتوي على تِلكَ الطبقات التي تجعلـه مُنتفخًـا من الأسفل ، بدَت رائـعة حقًا ..
- إيڤ ، لم أتوقَع يومًا أن تكوني بـهذا الجمال!
= أرجو أن تُحافظ على صحتكَ الجسديَّـة فـزفافكَ غدًا ..
- حـ.. حسنًا لكنَّكِ حقًا تبدينَ رائِـعة!!
= نعم ، قالَ چيد لي هذا أيضًا .
إنتبهَت إلى الفُستان تـقوم بِتعديله حينَ قالَ فوكس على حين غرة
- أنا سعيد من أجلكِ! يا إلهي ، هل سَأبكي؟
بدأَ بِمسح دموعًـا وهمية فَاقتربَت منه مُعانقة إياه بِقوة ؛ فوكس ، الوالِد الثاني لها ..
= تذكَر فوكس ، لم أكـن لـأكون هنا اليوم إن لم يكن أنت! إن لم تكن بِجانبي دائِمًا.
.
.
.
.
الجميع مَشغول ..
الجميع سَعيد ..
الجميع بـدون إستثناء أحد!
كانَ چيد الوحيد الـمُتفرِغ نسبيًـا هذا اليوم ، اليوم بـأكملـه كانَ من إعدادِه ؛ فَهو أخيرًا سَيستطيع التعبير عن إمتنانـه وحبـه لهم جميعًا..
دخلَ غرفـة ريك الذي كانَ على وشكِ الإنتهاء بِالفعل ، مشاعِر مُـتضاربة قادتـه حيثُ هو الآن ، أمامَ أخيه يُعدل من هيئـته الرائِعة
- هنيئًـا لكَ، ريك!
لم ينظُر في عينيه بينمَا يتحدَث ، وهي عادة لطيفة بِالنسبة لِچيد البارِد ظاهِرًا
= شكرًا لكَ، أخي..
- عـلامَ تشكـرني أيُّـها الوغد؟ إيڤ تنتظِر بِالأسفل ..
كيفَ لِمعرفتـه بِهذا الأمر أن تُحدِث به كل تِلكَ المشاعِر؟ ما الذي سَيحدُث حينَ يراها؟ سَيكون هالِك لا مَحالة..
- ألن تأتي ؟
سألـه چيد وقد لاحظَ شرودَه بينمَا يبتسِم بِبلاهة
= خلفكَ تمامًا!!
دقائِق ..
هي فقط دقائِق تفصلـه عن لقاء حبيبتـه ..
- ريك ، نحتاجَك بِالأسفل!!
كانَت تِلك بيري ، غريب! مِن المُفترَض أنَّـها مع إيڤ تضَع لها مُستحضرات التجميل ..
= لن أضـعه قلتُ لكِ بالفِعل!!
كانَ ذلكَ صوتها المُتذمِر يحفظـه عن ظهر قلب.
دخلَ الغرفة لِيقابله وجهَها ، لم يرَها لِمدة يومين أو أكثر ، كانَ إشتياقـه لها أكبَر من أن يجعلـه يُلاحظ فُستانِها ، أسرعَ يُعانقها بِقوة وقد أخلَت بيري الغُرفة مُغلقة إياها بِخفة ، إبتعدَ عنها بِحيث يرى روعتـها ، إبتسمَ بِرضا بينمَا يقول
- أنتِ مُثيرة، إيڤ! أعنـ..
قاطعَته واضِعة يدِها على فمِه
= توقَف عن هذه الكلمات!!!
حاوطَ خصرَها ، إقتربَ من أذنِها
- لكنَّكِ مُثيرة ، لِمَ سَأكذب؟
إبتعدَت عنه خجِلة فَقامَ بِتغيير الموضوع
- إذن ، ما المُشكلة؟
= أحمر الشفاه هو المُشكلة!
- هل هو ؟ أعطِني سَأضعـه لكِ.
سحبـه منها وجلسَ أمامـها على الكرسي ، أمسكَ ذقنـها بِخفة ووضعَ قليلًا منه على شفتيها ؛ إذ أنَّـه يعرِف كرهـها لِمستحضرات التجميل
- هل أنتِ طفلة؟ لِمَ فعلتِ ذلك؟
سألَ مُستنكرًا حين أزالَت أحمر الشفاه بأسنانِها
= صدقني ،حركة تِلقائية!
لكن الحركة التِلقائية تِلكَ إستمرَت قُرابة العشر دقائِق..
- بِربكِ إيڤ! سَنتأخَر!!!!!
= تبدو وسيمًا اليوم..
ما الذي حدث؟
لِمَ هو مُشتت الآن؟
- شـ..شكرًا لكِ ، الآن، دعيني أضـعه لكِ!
أومأَت مُوافِـقة فَابتسمَ مـتوترًا ، وضعَ القليل على شفتِـها السفلى وقبلَ أن تتحرَك شفتُـها الأخرى كي تبتلِـعه كَحمقاء .. كانَت شفتـا إيريك مُلتصِقة بِخاصتِها آخذًا إياها لِعالمٍ خاصٍ بهما ، وحدَهما ، وكَم تُحب العالَم الذي يأخذها إليه..
كانَ مُشتاقًا لها ، لِأحاديثها اللانهائية ، وضحكاتِـها العالية ، عبوسِها اللطيف وكل شيءٍ بها ..
= أنتَ مُنحرف..
- لِمَ؟ على كلٍ أُفضلكِ بدون أحمر الشفاه ذلك..
= وقِح..
همسَت بها حينَ إبتعدَ عنها وقد وضعَ قُبلة خفيفة أخرى بِجانب شفتيـها
- أُحبكِ أيضًا!!
أجابَها بينمَا يبتعِد وقد سُـدَّ إشتياقـه إليها أخيرًا!!
.
.
.
.
في ساحة منزل ريك قد إجتمعَ الجميع ..
وبِالجميع أقصِد :
چيد وبِجانبه بيري كَالعادة يتشاجران والجميع يعرِف أن خلفَ هذا الشِجار قِصة حب ..
فوكس و ريك يستعِدان لِلرقصة التي أعدَّها چيد خصيصًا لِلثنائي المُراهِق الذي يُحب ..
على مسافة مُناسبة تقِف إيڤ بعدَ أن إستقرَ رأيها على عدم وضع أحمر الشفاه كما فضَّـل ريك وبِجانبها إيلينا ترتدي فُستانًـا يُشبه خاصـة إيڤ لكنَّـه لا يبدو بِنفس الروعة عليها ، الاثنتان تنظران في نفس الاتجاه ؛ حيثُ الصديقان منذُ الطفولة ..
دقائِق وبدأ ريك وفوكس يسيران بِإتجاههما ، كانَ نظرُ ريك مُعلقًا عليها وحدَها وفوكس أيضًا إلا أنَّـه وفي وسطِ تحديقاتـِه بها ألقى نظرة سريعة على إيڤ وبِقدر سرعتِها إلا أنَّها كانَت كافية لِيشبع فضولـه نحو مظهَر صديقتِه الوحيدة! أليسَ الأصدقاء هُـم الأفضل ؟
كانَت الرقصة على وشكِ البدءِ حينَ ظهرَ چيد من العدم راغِـبًا في إلقاءِ كلمة ، يعرِف تمامًا أنَّـها طريقة قديمة جدًا ؛ إذ أن الأغلبية الآن يتجهوا إلى الكتابة فَهي أسهل وبعيدًا عن الأنظار لكنَّـه أرادَ ذلك .. أن يقول كلمة إلى أخيه ، فوكس ، إيڤ في يومٍ كهذا .. أحبَّ أن يفعله ..
- الوقِح ، كما أصبحَ الجميع يعرفكَ الآن ..
ضحكَ في نهاية الجُملة لِتتلاقا أنظار فوكس وإيڤ فورًا وتعتلي شفتيهـما نفس الإبتسامة
- لا أعرِف ماذا أقول لكَ فوكس ، أنا حقًا أعتبركَ صديقًا حقيقيًا لي وليسَ لِإيريك فقط! لَطالما إعتمدَ أخي عليكَ ، لَطالما كنتَ الوحيد الذي يُـحبه بعدَ والِدتنا ، كنتَ مُختلفًا وكم أحبَّ هو ذلك ..
أخذَ نفسًا عميقًا زفرَه مـكمِلًا
- على الأغلب لم يُخبرك بِهذا من قبل لكنَّـه يُحبك كثيرًا وهذا سببٌ كافٍ لِأحبك أنا الآخر ، لم أتوقَع أن أكونَ رسميًا هكذا خصوصًا معكَ أنتَ فوكس لكن .. أتمنى لكَ زواجًا سعيدًا بِرفقة كاثرينـ.. إيلينا ..
وضعَ كفـه على وجهِه مُـتصنِعًا مسحَ عرقـه الوهمي لكنَّـه ضحكَ بِصمت لِإدراكـه خطأه لِاسمها لِلمرة المليون ، أكملَ
- إيڤ ، فتاة المَارشميلو!
ضحكَ إيريك بِقوة وفوكس أيضًا لكن نظراتـها المُرعبة لهما أوقفتـهم
- بِالنسبة لكِ أنا حقًا لا أعرِف ما أقوله عنكِ ، أنتِ لاتزالينَ تِلكَ الطفلة في نظري ، لم أستطِع يومًـا تخيُّـلكِ إمرأة ناضِجة ، أعنيها .. لم أستطِع!
إبتسمَ رغمًا عنه وهو ينظُر إليها بِلطفٍ
- لكنِّي في النهاية فعلـت.
حينَ كنتِ مع أخي في أسوأ أيامِـه ، حينَ إنتظرتيه بضع سنوات بِنفس ذاتِ الإشتياق وبنفس مِقدار الحب ، حينَ كنتِ بِرغم المرض أو قسوة الجو تُهاتفيني كي أقوم بِتوصيلكِ إليه ليلًا بعدَ أن تُدبر لكِ بيري موعدًا معه ..
بِالتحدُّث عن بيري نظرَ إليها مُبتسمًا
- شكرًا لكِ بيري أنتِ الأخرى ، كنتُ أطمئِن على أخي بِرفقتكِ و .. وبـ..بـرفقة إيڤ أيضًا بِالطبع!!
إبتسمَت بيري له وقد تناسَت كلماتِه بِشأن مدى قُبح مظهرِها في يومٍ كهذا .
- و .. أخيرًا ..
لم يتبقَ سوى ريك ، تلاقَت أعين الأخين حينَ أردفَ چيد
- لِندعو جميعًا لِريك ، جرو إيلينا!
صُدمَ الآخر وقد تعالَت أصوات الضحكاتِ حوله ، أكملَ چيد بِجديَّة هذه المرة
- لَطالما كُـنا قريبين جدًا ريك ، جدًا! لم نبتعِد سوى تِلكَ الفترة التي تعرِف متى كانَت .
تهجَّـمت ملامِح ريك حينَ تذكرَ ، تِلكَ الفترة ، حينَ سُـجنَ
- لكنَّـنا وسَأتحدث عن نفسي على الأقل .. لم أعتبِر أنَّـنا إبتعدنـا يومًا ، حينَ عرفتُ من فوكس أنَّـكَ قد انتقلتَ من منزلنا كنتُ خائِفًا عليكَ ..
بدأَ شبحَ إبتسامة لطيفة يرتسِم على شفتي ريك حينَ نبسَ چيد
- لكنِّي وحينَ قابلتُ إيڤ، اللطيفة كما أُحب تسميتَها، و والِدها الذي أصبحَ بِطريقٍة ما صديقي، لم أعد خائِفًا! كانَت على الرغم من إنطوائِيتها و غرابتِها تستطيع إقناع سمكة بالتنفُّـس خارج الماء!! لِذا تركتُكَ معها ؛ فَهي الوحيدة التي أحبَّـتكَ حقًا!
إرتفعَ صوت ريك مُستنكرًا
= أكل الحديث عن إيڤ؟
لم يهتم بِالحضور ، برغم المسافة بينهما إلا أنَّـه أرادَ معرفة ما سَيقوله أخاه الأكبر عنه
- لا، لكنِّي لا أعرِف كيف أصِف حُبي لكَ! على الأغلب لم أفعل من قبل سوى بِضع مرات لكن وبما أنَّـه يوم إستثنائي سَأحاول ..
ذكريات كثيرة كانَ بها الأخوان معًا، مواقِف عابِرة لكن چيد يتذكرَها بِقوة! كل الأحاديث سَتنتهي بِـكَم أن چيد يُحبه كثيرًا جدًا وإن كانَ في بعض الأوقات يُظهر العكس لكنَّـه يُحبه وسَيفعل لِآخر يومٍ في حياتِه .
- أنا سعيد بِكونكَ هنا اليوم سَتتزوج من الفتاة التي تُحبها، سعيد بِأنَّـكَ ظللـتَ قويًـا حينَ كان يُمكنكَ الإستسلام سريعًا، سعيد بِكونكَ أخي الذي أُحب!
آه.. ريك حقًا من الصعب قول ذلك مراتٍ كثيرة لكنِّي حينَ أُريد وصف حُبي لكَ ينتهي الأمر بِكلمة واحِدة فقط قُلتها كثيرًا!
= أنا أيضًا، چيد.. أُحبكَ كثيرًا!
همسَ ريك لكن إيڤ إستطاعَت سماعـه جيدًا فَأمسكَت بيدِه تُشابِك أصابِعهما بِبعض فَنظر لها مُبتسمًا ..
كانَ ريك سعيدًا، ولـعلَّه أكثر الأيام سعادًة بالنسبة له .
كان يظُن أنَّ آخر أيامـه بِرفقتهم هي يومَ قامَ بِالجراحة لِذا فَأي حدثَ جمعـه بهم بعدَها كانَ له تأثيرًا رائِعًا في قلبه ..
- سَتكون الكلمة الأخيرة لكَ أيضًا، ريك..
أفاقَ من شرودِه على هدوء صوتِ چيد
- أُريدكَ فقط أن تعرِف أنَّـني هنا حتى وإن كنتُ بعيدًا عنكَ بِالفعل، بِجانبكَ وسَأساندكَ ما دُمـتُ على قيدِ الحياة، وأعرِف أنَُّكَ أيضًا هنا من أجلي حينَ أحتاجكَ، هكذا كُـنا .. ولَطالما سَنكون!
إن كنتُ أحتضِر؛ سَتكون الشخص الذي يُنقذني!
وإن كنتَ تغرَق في البحر؛ سَأعطيكَ رئتي كي تعيش بِدون تردُد!! وأنا لا أبدو بُـطوليًا الآن أبدًا..
كانَ عناقًا حارًا بينهما، غالِبًا كانَ الثاني أو الثالِث طوال حياتِهما سويًا لكنَّـه مؤثرًا جدًا.. بكى مُعظم الحضور وأوشكَ ريك أن يبكي لكنَّـه تماسَك .
وسط الحضور الكبير نسبيًا وضعَ شخصٌ يده على كتفِها، نظرَت فَوجدته بَاركر، طالعَها بِحب ظاهِر في عينيه اللتان على وشكِ البكاء، عانقتـه بِقوة، قالَ حينَ إبتعدَت
- أنا سعيد كثيرًا إيڤ، أتمنى أن تكوني كذلك!
هو تمنى؛ لأنَّـه يعرِف السبب الذي قد لا يجعلها سعيدة، هي أيضًا تعرِف لِذا وجهَت نظرَها إلى الخلف حيثُ هي، والِدتها وكَم أخجل من قول أنَّـها أُم، تلاقَت نظراتـهما دقيقة، دقيقة فقط تمنَّـت أن ترى إيڤ خلالها أي علامة حُب..
كانَت القسوة واضِحة في عيون والِدتها، أيجب عليها نسيانـها وحسب؟
جاءَ وقت الرقصة أخيرًا، حاوطَا فوكس وريك حبيبتـيهما بِنفس الطريقة المُتفق عليها مُسبقًا، كانَ ريك وإيڤ مُندمِجان بِطريقٍة رائِعة جدًا وكذلك فوكس وإيلينا، نظرَت إيلينا إلى فوكس بعدَ أن أزالَت عينيها عن ريك وإيڤ وسألتـه
- فوكس، ماذا تعني لكَ إيڤ؟
= صديقتي المُقرَّبة، تعرفينَ ذلك!
- لكنَّكَ كنتَ تنظُر إليها بِطريقٍة مُختلفة، وأنتَ تعرِف ذلك ولا أُفاجئـكَ الآن..
هي تعرِف الإجابة بِالفعل! تُريد سماعَـها منه..
هو لا يُحب الكذب على إيلينا خاصًة..
نظرَ إلى إيڤ وهي تبتسِم بِطريقٍة تَظهر فقط مع ريك، وريك وحدَه!! ثُم عادَ إلى إيلينا مُجيبًا إياها بينمَا قرَّبها أكثر منه
= كانَت .. حُبي الأول!
إبتسامة شبه سعيدة ظهرَت على شفتيه وعادَت به ذاكِرته حيثُ إدراكِه للمرة الأولى بِـحبه لها؛ علَّـه كانَ طفوليًا لكنَّـه يظل حبًـا..
أول مرة، حينَ شعرَ بِالمسئولية تجاهِها بعدَ أن غادرَهما ريك و وعدِهمـا بِالبقاء دائِـمًا معًـا، حينَ كانَ يُـوقظها في الثالِثة فجرًا وتُجاري تفاهتـه، حينَ قطعَـت مسافة طويلة فقط كي تُـطمئِنه بِوجودها، وحينَ كانَت لا تتحدَث سوى معه، وحينَ عانقتـه أول مرة بعدَ شفائِـها، إكتشفَ فجأة أنَّـه يُـحبها لكنَّـه لم يتحلَ يومًا بِالجرأة التي تجعلـه يعترِف؛ فقد كانَت صداقتـهما بِالنسبة له أكبر من أن يُفسدَها اعترافـه حتى ولو كانَ صادِقًا، لم يكُن فوكس أنانيًا..
عكسـه!
عكس ريك الذي كانَ يعرِف ذلك ومُوقنًا منه، منذُ المرة الأولى التي عادَ بها من لندَن حتى ظهور إيلينا المُفاجِئ في حياة فوكس، لاحظَ دائِـمًا تصرفاتـه المُختلفة معها لكنِّـه لم يُعلق، كانَ يرى أنَّـه وإن كانَ يُحبها فَهو يستحِق وهي الأخرى تستحِق لكنَّـه فضَّـل الصمت..
وحينَ أدركَ أن مشاعِر فوكس كانَت من جهة واحِدة؛ سمحَ لِـنفسه ألَّا يُخبرها، لَطالما أحبَّ أن تكون إيڤ له وحدَه ولم يُحب أن تعرِف بِشأن فوكس كيلا تخسـره، رأى في عدة مرات أنَّـها قد تبدو وكأنَّـها أنانيـة منه!! لكنَّـه وإن كانَ الأمر يخصـها فَهي أنانيـة ولا مانِع في ذلك..
= لكنَّـكِ حُـبي الأخير، إيلينا!
إبتسمَت بِحب وعانقتـه بِقوة تزامـنًا مع إنتهاء الرقصة، لم يُلاحظ قدومـها خلفـه سوى حينَ نظرَت إيلينا حيثُ هي فَـإلتفتَ إليها مُنتبهًا
- لِنرقص أنا وأنت!
نظرَ بِسرعة إلى إيلينا التي أومأَت مُبتسمة وإلى ريك الذي وقفَ بِجانب چيد وكأنَّـه بِذلك يُعطيه موافقتـه
= لِنرقص، لكن أليسَ غريبًا؟
سألَ بِـتعجُّـب وهو يسحبـها مُجددًا حيثُ كانَ منذُ دقائـق
- لا، أردتُ فعل ذلك! تعرِف لن أستطيعَ شُكرك بِطريقٍة أخرى..
= لا تحتاجينَ إلى ذلك، إيڤ.
- بلى، أحتاج!
حينَ أطالَ التحديق بها أدركَ أن مشاعِره قد انتهَت وهي الآن صديقتـه المُفضلة والقريبة ..
رُبَّـما ..
رُبَّـما سَيخبرها يومًا!
أنَّـها وفي أحد الأيام كانَت حبـه الأول، وأنَّـه مضى شهورًا متردِدًا في إخبارِها!!
رُبَّـما وحينَ يُخبرها، سَيكون الاثنان على أعتاب الستيـن أو السَبعينَ، جالِسين على طاوِلة تخصـهما في مقهـاهما المُعتاد، تحتسي إيڤ القهوة مُتذمرة من تصرُّفات إيريك المُراهقة، وتنتظِر سماع ما سَيقوله فوكس!
رُبَّـما وحينَ يُخبرها، سَيضحكان سويًا! على أيامٍ لم تعرِف بِشأنِها شيئًـا، يُخبرها بِعدد المرات التي أوشكَ بها أن يعترِف لكنَّـه تراجعَ وتتخيل هي ما كانَ سَيكون إن كانـا مُتزوجين الآن!!
رُبَّـما وحينَ تعرِف هي عدد السنوات التي أخفى بها فوكس ذلك؛ تُـحبه أكثر وتُوقن أن حياتَها كانَت الأفضل بِرفقة إيريك بِرغم ذلك! وسَيكون هو بِالتأكيد قد عاشَ بِرفقة إيلينا سنواتٍ تكفي لِجعله يتأكَد من حبِها ومن مدى مُراهقة حبـه الأول..
رُبَّـما كانَ الحل دائِـمًا في وجود صديقٍ جيد!
لـعلَّـه كانَ يومًا من أجمَـل الأيام، في نهايتهِ اعترفَ چيد لِـبيري أنَّـه يُحبها أمام الـكل وقد كانَ اعترافًا رومانسـيًا للغاية، وشهدَ الجميع على مدى قوة صداقة الثُلاثي أو الرُباعي بِـإضافة چيد!
انتهى سريعًا ولم يكُن طويلًا جدًا أو مُخيفًا كما اعتقدا فوكس وإيڤ، ذهبوا إلى منازِلهم ولم يُعانوا من رَهبة يوم الزِفاف أو أيًـا يكُن..
- أخيرًا..
زفرَ ريك بينمَا يُلقي بِـجسده على سريرِه الذي أصبحَ له وإيڤ الآن
= نعم، أخيرًا..
نظرَ لها وقد بدَّلت ملابِسها إلى أخرى أكثـر راحًـة
- نحنُ الآن مـتزوجون رسميًا!
طالعـته بِـتعجب
= هل لاحظتَ ذلك الآن فقط ؟
في ثوانٍ كانَ يُحدق بِوجهها بينمَا يعتليـها
- لاحظتـه منذُ بعض الوقت لكن إنتظرتُ كي نُصبح وحدَنا ..
إبتسمَت له بِـحب مـصحوبًا بِخجل فَقال
- أعتقِد أنَّـه الوقت الآن!
= أي وقت؟!
- حيثُ أُخبركِ بِأنَّـكِ لطيفة.
= أعرِف هذا مُـسبقًا بِالفعل.
بدا الأمر كَـحلم بِالنسبة له!
منذُ الآن ..
سَيستطيع مُعانقتَـها وقتمـا يُريد، تقبيلَـها كيفمـا يشاء، سَتكون معه يوميًا، سـ..
= لِمَ تُحدق بي هكذا؟
- أتعرفينَ أنَّـكِ جميلة؟
إبتلعَت ريقَها مُردفة
= نـ..نعم أعرِف..
بِـإبهامـه مسحَ على شفتيـها. وفي تِلك اللحظة قد سقطَت قلادتـه كَمرة سابِقة
- أُحبكِ بِـكل القسوة الموجودة في النفس البشريَّـة، لا أستطيع وصف الأمر أدق من ذلك..
ألصقَت شفتيها بِخاصتـه في لحظة حُـب ثائِـرة!
لم تُعطـه فُرصة كي يُفضي كلَّ ما في قلبِه، أرادَ قول الكثير وكالـعادة ينتَهي به الأمر قائِـلًا أشياءً أخرى..
لكن
هذه المرة
تِلكَ الأشياء الأخرى
كانَت
أروَع!♡
- بعد عشرة سنوات -
= سيدة إيڤ، أليِس ابنتكِ لديها ميولٌ دموية كبيرة جدًا!!
- حقًا؟ كيفَ هذا؟ ماذا فعلَت؟
تحدثَ المُدير بعد أن نظرَ إلى الأم التي يبدو عليها الاندهاش
= أخبرَت زميلًـا لها أنَّـه إن لم يتوقَف عن الابتسام بِتلكَ الطريقة لها سَتقتله!!
- يا إلهي..
= توم أيضًا..
- ماذا فعلتَ، توم؟
خاطبَت ابنها الأكبر الجالِس أمامَها فَتحدثَ المُدير
= يستمِر بِالقول أنَّـه سَيحرق مبنى المدرسة لِأنَّـه يكرَه المَجئ!! سيدة إيڤ، يجب عليكِ تربية أبنائِكِ جيدًا..
- بِالطبع، سأفعل!
سحبَت ابنها توم وسألَته ما إن أصبحا خارِج غرفة الإدارة
- أينَ أليِس؟
= ذهبَت إلى المنزِل.
- وتركتها؟ وحدَها؟
= أخبرتني أنَّ فوكس سَيأخذها إلى مكانٍ ما .
- غريب، لم يُخبرني!!
هاتفتـه فَأخبرها أنَّ ألِيس معه وأنَّـه عازِم أن يجعلَها تُحبه كونَها تكرهه بِلا سبب يُذكر.
- انظُر، توم! لن أُعاقبكَ فَأنا أيضًا كرهتُ المدرسة كثيرًا. لكن يجب عليكَ البحث عن أشياءٍ لِتفعلها أو أشخاصٍ لِتصادقـهم! تعرفـ..
= تعرفتُ على والِدكَ وفوكس في المدرسة. أعرِف هذه القصة، أمي! أرجوكِ حفظتَها.
- وقِح!
سبقَها إلى سيارة إيريك فَدخلَ مُعانقًا والِده بِقوة
- لِمَ تترُكني دائِمًا أذهَب لِلمدير وحدي؟
= تعرفينَ كم اشتقتُ لكِ في تِلكَ العشرة دقائِق؟
إقتربَ منها مُقبِّـلًا خدَها بِلطف هامِسًا بِجانب أذنِها كَعادته
= أُريد قُبلة!
حاوطَت خديـه بين يديها وقبَّـلته على خديه مُبتسمة
- لِمَ تتركني أذهب له وحدي؟ لن تهرَب!
= لِنكن صريحين، إيڤ! لقد ورثوا ذلك عنكِ.. لِذا أنتِ المَسئولة .
- أنتَ مُحق أبي، كانَت تُخبر أليِس أمس عن طريقة قتل الأشرار!!
- توم!!! ماذا أخبرتَك عن النميمة؟
قطعَ ذلك صوت إيريك
= حسنًا، توقفا، توقفا!!
قادَ صامِـتًا كالعادة حينَ يجتمِع إيڤ وابنها معه، الخلافات بينهمـا لا تنتهي أبدًا! لا يبدو وكأنَّـها الوالِدة مُطلقًا لكن وبِشكلٍ رائِع خلافاتـهما تُذكره بِخلافاتِـها مع فوكس سابِقًا، ومع أن ' سابِقًا ' لا يزال يحدُث بِـفرق العُمر والأحداث .
على ذكر فوكس، ها هو يراهُ على باب منزِلهم
- أينَ أخذتها، فوكس؟
سألـه ريك بينمَا يُعانـقه بِـوِّد
= حدثَت مُشكلة في المدرسة وطلبَت أليِس أن آتي! بِجديَّة إيڤ ما الذي حدثَ لـابنتكِ؟ تعرفون أنَّـها تكرهني!!!!
- ما هي المُشكلة؟
كانَت إيڤ قد تجاوزتـهم بِالفعل باحِـثًـة عن ابنتها كي تعرِف ما الأمر .
= لا تسأل حتى..
بِإبتسامة أجابـه فوكس فَصمتَ ريك .
حينَ خطى إيريك عِدة خطوات داخِل حديقة المنزِل وجدَ أليِس تُعانـق ما يصِل إليه طولـها فَحملها بِحب
- ماذا حدثَ في المدرسة، صغيرتي؟
= قامَ أحد الأولاد اللـعينين بـالمُزاح حول اسمي ..
تصنَّـع فوكس الإنشغال حينَ لعنَت الطفلة فَالجميع يعرِف أن لا أحد يلعَن غيـ..
= مَن اللعين الذي قامَ بـمُضايقتكِ، أليِس؟
في ثوانٍ ظهرَ چيد من العدم مُـنتشلًا الطفلة من ذِراع إيريك لِتعانقه بِقوة بينمَا يُربت على ظهرِها بِلطف
- مَن هاتفكَ، چيد؟ ما الذي يحدُث!؟
= فوكس قد فعلَ، ماذا ألم تُـردني أن أعرِف؟
- أنا أيضًا لم أعرِف ما الأمر!
جلسَ الجميع في الحديقة وقصَّـت عليهم الطفلة ما حدث وبعدَها ذهبَت إلى الداخِل، وجهَ فوكس سؤالًا إلى إيڤ
- أرأيتِ نتيجة هوسكِ بِمسلسلاتكِ؟
= ماذا؟ لم أفعل شيئًا!!
- بلى، فعلتِ!
= ريك، تحدث أنت! ماذا فعلتُ؟
توجهَـت ثلاثة أزواج من العيون إليه مُـنتظِرة تصريحـه بِأنَّـها المُـخطئة لكن ..
- حسنًا .. هي، ليسَت المُخطئة كليًا..
= هذا فقط إيريك يتصرَف كـإيريك!!
كالعادة لا يعترِف بِأنَّـها تُخطئ!
- لكن ..
عادَت الأنظار تتوجَه إليه مرة أخرى
- أعني، ما الشيء الكبير حقًا في أسماء الأطفال؟؟
تحدثَ فوكس مُدافِعـًا
= لا شيء، فقط زوجتكَ قامَت بتسمية ابنها الأكبر ' توم ' لِأنـها تُحب توم كروز ..
أكملَ چيد
- وقامَت بتسمية الطفلة ' أليِس ' بِسبب حُبها لِـچوني ديب وشخصيته في أليِس في بلاد العجائب..
فَـأردفت هي بِإبتسامة
= وإذا قُـمنا بـنطق الاسمين سويًـا يُصبِـح ' توم أليِـس '، بِربكم أليسَ رائِـعًا؟
- إيڤ، ما الرائِع في أن ناتِج جمع نُطق اسمي طفليكِ يُعطي اسم مُمثل لُـوسيفر؟
بِـإندفاع بررَ فوكس
= إذًا، ماذا عنكَ؟ أيجب عليَّ توضيح ما يعنيه اسم طفلتكَ؟
- لا أرى مُشكلة في أسماء الأطفال أيضًا..
إبتسامة شريرة نمَت على شفتيها، إلى الآن لا تدرِك إيلينا أن اسم ' ميا ' الذي اختاره فوكس بِبراءة ما هو إلا اسم أول عمل قامَت به ' نينا دوبريڤ ' .
جلسَ الجميع معًا فترة الغداء وما بعدَها، جاءَت إيلينا وبيري أيضًا ليُقرر ريك فجأة أنَّـها يجب أن تكون أُمسية رائِعة وعلى الجميع المَبيت معهـم، لا يزال وبعدَ عشرة سنوات يتصرَّف بِعشوائية مُفرطة!
- مَن على الباب، أليِس؟
سألَ فوكس حينَ لاحظَ غياب الطفلة عن الأُمسية المُفاجِئة
= يستمِر بالقول أنَّـه صديقي في الفصل لكنِّي لا أتذكره!! هل تكذِب؟
وجهَـت آخر سؤالِها إلى الطفل أمامَها
- أُقسم أنَّـني بِرفقتكِ في الفصل! كيفَ لا تتذكريني؟
= عادًة لا أهتَم بِتلكَ الأشياء ..
- أ.. أشياء؟
= ماذا تُريد؟
سألته بِإقتضاب غير مُنتبهة إلى أن الجميع يُراقب الوضع، خاصًة فوكس الذي إتخذَ الحائِط مَسندًا له بينمَا إبتسمَ مُتذكرًا موقفًا سابِقًا منذُ سبـعة عشر أعوام، وقفَ چيد بِجانبـه متعمدًا إغاظتـه كَالعادة
- يبدو أن صداقـة جديدة على وشكِ البدء..
حدقَ به وهلـة مُبتسمًا على غير العادة، نظرَ إلى إيڤ وإيريك اللذان بدا وكأنَّـهما تذكرا نفس الموقف نظرًا لأنهم نظرا إليه فجأة وبِشكلٍ غريب لكنَّـه رائِع تعتلي شفتيـهما نفس الإبتسامة، كان ذلك هو الوقت الذي أدركَ فيه الجميع كَم أنَّـهم محظوظون، كانَ ذلك هو تحديدًا الوقت الذي عرفَ الجميع مدى روعة أن تمتلِك عائِـلة ثانية!
من النادِر بل من النادِر جدًا أن تجِد أشخاصًـا رائِعين مثلهم، أشخاص كَـهؤلاء لا يُمكن تواجـدهم بِكثرة في عالـمنا الحالي ..
بدأَ الأمر حينَ فقدَت إيڤ الأمل في استمرار أي علاقة في حياتِها، دَفع فوكس لها في ذلك اليوم، هروب إيريك من منزلـه، البَقاء معها، حُـبها التدريجي المُتأخـر له، صداقتها الأكثر من عظيمة لِـفوكس!
لم تكن لِتفعل أي شيء إن تخلى عنها هو الآخر، إن لم يتواجَد صديقٌ أكثر من جيد في حياتِها البَسيطة، كان الأمر في البداية والنهاية مُتعلقًـا بِالإطمئنان لِوجود شخصٍ ثابِت.
فوكس، چيد، ريك، وإيڤ .. نقيضٌ مُـتماسِك!
وعلى الأغلب هذا سبب بَقاءهم معًا جميعًا إلى الآن وإلى ما بعدَ الآن أيضًا، لم يملِك أيٌ منهم شيئًا مُميزًا لِيقدمه كي تبقى علاقتهم إلى الأبد، لا شيء مُميز مُطلقًـا، لكن كانَ الجميع يبذل وسعـه، كلٌ منهم يُقدم الطبيعي لكن بِحُـب، بِدفئ، بِلا أنانية أو حقد.
وفجأة وبِمقدمات كثيرة سابِقة بِالفعل، هذه هي النهاية..
ارجوك، لا تتسرَع في مُصادقة أي شخص!
ارجوك، احرص على قلبكَ جيدًا!
كَـبطلة روايتنـا، بِالنسبة لها كانَت سنوات الإنتظار وحيدًة تستحِق!
في النهاية، كانَ الإنتظار هو الحل الأمثَل والأكثـر أمانًا!
لم يتوقَع فوكس أنَّ دَفـعهِ لِفتاة غريبة أطوار في يومٍ لا يذكُر حتى تاريخـه سَيكون نفسه اليوم الذي تتكون به صداقتهـما، صداقة قوية لِعشرات السنوات!
لم يكُن چيد يعرِف أنَّـه وبعدَ فُقدانـه لِمعظم علاقاتـه بِسبب لحظة تهوُر سَيعود لِيصبِح كَـأبٍ روحي والصديق الأكبر سنًا لـمجموعة مُراهقين بِعقول أكبر سنًا!
لم يعرِف إيريك أنَّـه سَيجد روحـه الضائِعة في فتاة اقسمَ أنَّـها مُختلة منذُ اليوم الأول، لم يكُن يعرِف أنَّـه سَيقع سريعًا في حُبها، في حُب تصرفاتِها العفوية والجنونيَّـة أحيانًا كثيرة، فتاة بِماضٍ شِبه سيء وليسَت مُتصنعة، لم يتوقَع أن يقبـله أصدقاؤه مرة أخرى بعدَ رحيلٍ دامَ خمسة سنوات، وحينَ فعلوا، حينَ هرعوا إليه مُسرعين حينَ أوشكَ المرض أن ينال منه، حينَ بكى صديقـه لِأجله، وإلتصقَت فتاته به ولم تيأس، حينَ عادَ حُب أخيه ينمو مُجددًا في قلبـه ..
حينَ حدثَ كل ذلك ..
كانَ
هذا
هو
الوقت
الذي ..
= زفافكَ أنت و إيڤ!
- بِربك هل سَتزوِجنا بالقوة ؟
= أي قوة ؟ وكأنَّـكَ لا تريد ذلك!!!
بدأ يبتسِم بِتوتر حينَ أدركَ أن چيد بِالفعل مُدرك لِما يُريده ، هذا الـ چيد رائِع!
- حسنًا ، هل حادثـتها في الأمر ؟ لم أرَها منذُ يوم حفلة الشواء .
جلسَ چيد على سريرِه وقد زفرَ بِملل
= آه ، لا تُذكرني! لا تعرِف كَم كَلفـني ذلك الأمر من عُلب الشوكولاته!
توسَّعت إبتسامة ريك وأردفَ مُترقبًا الإجابة
- هذا يعني أنَّـها وأخيرًا وافقَت؟
= عزيزي ، إنَّـها تختار الفُستان الآن!
تركَ چيد الآخر يقفِز سعيدًا على سريرِه ، أوشكَ أن يُحذره عدة مرات من خطورة ذلك على رئتـه لكنَّـه تراجعَ ؛ فَالـسعادة في عينيـه كانَت أكبَر ، أعمَق ، أروع مِن أن تُفسدها نصائح طبيبٍ مُحق!
فَرحة چيد بِزواج ذلك الثُنائي المُراهق كما يُحب تسميتـه كانَت غريبة . فَـلو رآه أحدهم لَقال أنَّـه زواجـه وليسَ أخاه! كانَت مُجرد رؤية ريك سعيدًا تبعَث في نفسـه السعادة بِطريقٍة تـجعله يُوقن آلاف المرات بِأن ذلك القابِع في الغُرفة المُجاورة ليسَ سوى ابنه ..
- لِمَ تقفينَ هكذا؟ إنَّـكِ مُرعبة،بيري!!
= أقِف هكذا؟! كيفَ هكذا؟ لا أفَهم! ما بـها وقفـ...
عانقَها مُحاوطًا خصرَها بِقوة وقد وجدَت رأسـه مكانًا عند كتفِها
- أنا سعيد جدًا وأشعُر أنَّـه عليَّ مُشاركتكِ تِلكَ السعادة!
.
.
.
.
قبلَ الزفاف بِـيوم واحِد ..
إيڤ ، منذُ أعطاها چيد عِدة فساتين إشتراها لها من الخارِج وهي مُرتبكة رغمَ أنَّـها أكثر من يُريد ذلك الزواج ، لكن ، الفكرة ذاتِـها توتِرها! اللعنة!!!! لا يُمكنها حتى الإتصال بـريك فَهو سَيجعلها متوتِرة أكثر وهو في الحقيقة مُتوتر أكثَر منها ، فوكس! أينَ ذلك الوقح في تِلكَ المواقِف؟
طرقٌ تحـفظه ظهر قلب تسمـعه على الباب ..
= أيُّـها الوقِح! أينَ كنتَ؟
- فقط أُريد تذكيركِ أنَّ زفافي غدًا!
= نسيت ذلك ، حسنًا يُمكنـ..
- لكنَّـي سأبقى معكِ قليلًا!
عانقـته بِقوة مُـردِفة
= أنتَ أفضل صديق، فوكس . أعنيها حقًا!
- تعرفين الرجال لا يـصبحون عاطفيين فجأة قبلَ الزواج مـثلكـن وچيد أخبرنـي أن آتي إليـ..
= وقِح ، إذن لم تأتي من نفسكَ؟
- حسنًا في الواقِع أجل.
ضربـته بِعنف خفيف قبل أن تسحبـه إلى الداخِل بِالقوة وبعدَها هربَ هو إلى المَطبَخ ، حيثُ مكانـهما الأول ، فتحَ الأدراج بحثًـا عن كوبـه الذي تركـه هنا
- أينَ كُـوبي، إيڤ؟
= كسرتـه ، يُمكنكَ إستخدام آخر..
أومأَ بِملل واضِعًا مياهًـا تغلي ثم قالَ
- تعرفين ، لم أعتَد بعد أنَّـكِ إمرأة على وشكِ الزواج.. فَـچيد كانَ يتذمَر من كمية الشوكولاته التي إشتراها لكِ كي ترتدي فُستانًـا في زفافـكِ..
لم تـكن تستمِع إليه وهو ما أدركـه سريعًا لِذا جلسَ على الكرسي بِجانبها وتحدَّث
- إذن ، ماذا؟ لِمَ أنتِ متوترة هكذا!؟
= أخبرتكَ سابِقًا ، ماذا إن لم أكـن زوجة جيدة ؟ زوجة! يا إلهي لم أتوقَع قولـها يومًا حتى!!!
إبتسمَ مُقربًـا كُرسيها منه وقد عزمَ أن يُزيد ثقتها بـنفسها
- انظُري إيڤ ، أنتِ رائِـعة عمومًا ، بـإختلاف المُسميات أنتِ لاتزالينَ إيڤ ، صديقتـنا ، وحبيبة ريك مؤخرًا منذُ سنوات ، أنتِ إيڤ! فقط كوني على طبيعـتكِ وهذا كافٍ بِالفعل!
= حقًا؟ إذن الأمر لا يَستدعي كل هذا،صحيح؟
أومأَ فَأكملَت
= أنتَ مُحق ، هو فقط يوم واحِد لكن، فوكس أنا أكرَه التواجد أمام غُرباء كثـيرين!!!!
- هذا زفافكِ وليسَ حفل التخرُّج!
= ماذا عنكَ؟ لِمَ من بين كل الأيام تختار نفسَ يومي؟
- أليسَ رائِعًا؟
= أبدًا، إنَّـه مُخيف أكثر حتى!
- لِماذا؟؟؟
= كنتُ أريدكَ أن تلتصِق بي كَعادتكَ خاصًة في هذا اليوم..
- سَأكون موجودًا أيضًا،لا تقلقي.
= دعكَ مني ، ماذا عنكَ؟ هل أنتَ متوتِر؟
وجهَ أنظاره نحو الفراغ مُستنِدًا بِرأسـه على الطاوِلة
- بِدرجة لن تتخيلـيها حتى .
= ماذا عن حديثكَ بِشأن الرجال وأنَّـهم لا يتوترون؟
- وهل قُلت أنَّـني رجل؟ لم أفعَل مُطلقًا!
رفعـت رأسه وأمسكَت كتفيـه مُركزة في عينيه
= انظر، فوكس . أنتَ أيضًا رائِع جدًا ، لولا أنَّـكَ تُحبها لم أكن لِأعطيها إياكَ أبدًا .. أبدًا! لِذا يجب عليكَ الثقة بِنفسكَ أكثر، حسنًا؟
- يا إلهي, إيڤ، مُشكلتي الحقيقيَّـة تكمُن فيمـا بعدَ الزفاف . حينَ يرحَل الجميع ونذهَب إلى منزلـنا ، اللعنة ، كيفَ سَأتصرَف؟
تركَت كتفيـه مُلقية رأسها على الطاوِلة وهي تنظُر إليه بِـيأس
= هذا ما كنتُ على وشكِ سؤالكَ عنه، أنا أيضًا لا أعرِف..
- كنتُ عازِبًـا رائِـعًا ، ما الذي حدثَ لِحياتي؟
= لِنهرب!
- لكنَّـكِ تُحبينَ ريك ، وأنا أُحب إيلينا! لِنشاهد Top Gun ..
= إنتظِر ماذا؟ ما العلاقة؟
- لا أعرِف .
= ما رأيك بِأن أُريـكَ الفُستان؟ لكن لن تُخبر ريك!
- فكرة جيدة .
= حسنًا إنتظِر هنا.
راقَ له عرضُـها كثيرًا منذُ أنَّـه لن يَكون مُتفرغًا لـيراه غدًا ، عدة دقائـق وخرجَت له
- رائِـ..ـع!
بسيطٌ مـثلها ولا يحتوي على الكثير من النـقوش ، يُظهر أنوثتـها التي كثيرًا ما تُـخفيها داخِل ملابِسها الواسِعة أو ملابِس فوكس على الأغلب ، ولا يحتوي على تِلكَ الطبقات التي تجعلـه مُنتفخًـا من الأسفل ، بدَت رائـعة حقًا ..
- إيڤ ، لم أتوقَع يومًا أن تكوني بـهذا الجمال!
= أرجو أن تُحافظ على صحتكَ الجسديَّـة فـزفافكَ غدًا ..
- حـ.. حسنًا لكنَّكِ حقًا تبدينَ رائِـعة!!
= نعم ، قالَ چيد لي هذا أيضًا .
إنتبهَت إلى الفُستان تـقوم بِتعديله حينَ قالَ فوكس على حين غرة
- أنا سعيد من أجلكِ! يا إلهي ، هل سَأبكي؟
بدأَ بِمسح دموعًـا وهمية فَاقتربَت منه مُعانقة إياه بِقوة ؛ فوكس ، الوالِد الثاني لها ..
= تذكَر فوكس ، لم أكـن لـأكون هنا اليوم إن لم يكن أنت! إن لم تكن بِجانبي دائِمًا.
.
.
.
.
الجميع مَشغول ..
الجميع سَعيد ..
الجميع بـدون إستثناء أحد!
كانَ چيد الوحيد الـمُتفرِغ نسبيًـا هذا اليوم ، اليوم بـأكملـه كانَ من إعدادِه ؛ فَهو أخيرًا سَيستطيع التعبير عن إمتنانـه وحبـه لهم جميعًا..
دخلَ غرفـة ريك الذي كانَ على وشكِ الإنتهاء بِالفعل ، مشاعِر مُـتضاربة قادتـه حيثُ هو الآن ، أمامَ أخيه يُعدل من هيئـته الرائِعة
- هنيئًـا لكَ، ريك!
لم ينظُر في عينيه بينمَا يتحدَث ، وهي عادة لطيفة بِالنسبة لِچيد البارِد ظاهِرًا
= شكرًا لكَ، أخي..
- عـلامَ تشكـرني أيُّـها الوغد؟ إيڤ تنتظِر بِالأسفل ..
كيفَ لِمعرفتـه بِهذا الأمر أن تُحدِث به كل تِلكَ المشاعِر؟ ما الذي سَيحدُث حينَ يراها؟ سَيكون هالِك لا مَحالة..
- ألن تأتي ؟
سألـه چيد وقد لاحظَ شرودَه بينمَا يبتسِم بِبلاهة
= خلفكَ تمامًا!!
دقائِق ..
هي فقط دقائِق تفصلـه عن لقاء حبيبتـه ..
- ريك ، نحتاجَك بِالأسفل!!
كانَت تِلك بيري ، غريب! مِن المُفترَض أنَّـها مع إيڤ تضَع لها مُستحضرات التجميل ..
= لن أضـعه قلتُ لكِ بالفِعل!!
كانَ ذلكَ صوتها المُتذمِر يحفظـه عن ظهر قلب.
دخلَ الغرفة لِيقابله وجهَها ، لم يرَها لِمدة يومين أو أكثر ، كانَ إشتياقـه لها أكبَر من أن يجعلـه يُلاحظ فُستانِها ، أسرعَ يُعانقها بِقوة وقد أخلَت بيري الغُرفة مُغلقة إياها بِخفة ، إبتعدَ عنها بِحيث يرى روعتـها ، إبتسمَ بِرضا بينمَا يقول
- أنتِ مُثيرة، إيڤ! أعنـ..
قاطعَته واضِعة يدِها على فمِه
= توقَف عن هذه الكلمات!!!
حاوطَ خصرَها ، إقتربَ من أذنِها
- لكنَّكِ مُثيرة ، لِمَ سَأكذب؟
إبتعدَت عنه خجِلة فَقامَ بِتغيير الموضوع
- إذن ، ما المُشكلة؟
= أحمر الشفاه هو المُشكلة!
- هل هو ؟ أعطِني سَأضعـه لكِ.
سحبـه منها وجلسَ أمامـها على الكرسي ، أمسكَ ذقنـها بِخفة ووضعَ قليلًا منه على شفتيها ؛ إذ أنَّـه يعرِف كرهـها لِمستحضرات التجميل
- هل أنتِ طفلة؟ لِمَ فعلتِ ذلك؟
سألَ مُستنكرًا حين أزالَت أحمر الشفاه بأسنانِها
= صدقني ،حركة تِلقائية!
لكن الحركة التِلقائية تِلكَ إستمرَت قُرابة العشر دقائِق..
- بِربكِ إيڤ! سَنتأخَر!!!!!
= تبدو وسيمًا اليوم..
ما الذي حدث؟
لِمَ هو مُشتت الآن؟
- شـ..شكرًا لكِ ، الآن، دعيني أضـعه لكِ!
أومأَت مُوافِـقة فَابتسمَ مـتوترًا ، وضعَ القليل على شفتِـها السفلى وقبلَ أن تتحرَك شفتُـها الأخرى كي تبتلِـعه كَحمقاء .. كانَت شفتـا إيريك مُلتصِقة بِخاصتِها آخذًا إياها لِعالمٍ خاصٍ بهما ، وحدَهما ، وكَم تُحب العالَم الذي يأخذها إليه..
كانَ مُشتاقًا لها ، لِأحاديثها اللانهائية ، وضحكاتِـها العالية ، عبوسِها اللطيف وكل شيءٍ بها ..
= أنتَ مُنحرف..
- لِمَ؟ على كلٍ أُفضلكِ بدون أحمر الشفاه ذلك..
= وقِح..
همسَت بها حينَ إبتعدَ عنها وقد وضعَ قُبلة خفيفة أخرى بِجانب شفتيـها
- أُحبكِ أيضًا!!
أجابَها بينمَا يبتعِد وقد سُـدَّ إشتياقـه إليها أخيرًا!!
.
.
.
.
في ساحة منزل ريك قد إجتمعَ الجميع ..
وبِالجميع أقصِد :
چيد وبِجانبه بيري كَالعادة يتشاجران والجميع يعرِف أن خلفَ هذا الشِجار قِصة حب ..
فوكس و ريك يستعِدان لِلرقصة التي أعدَّها چيد خصيصًا لِلثنائي المُراهِق الذي يُحب ..
على مسافة مُناسبة تقِف إيڤ بعدَ أن إستقرَ رأيها على عدم وضع أحمر الشفاه كما فضَّـل ريك وبِجانبها إيلينا ترتدي فُستانًـا يُشبه خاصـة إيڤ لكنَّـه لا يبدو بِنفس الروعة عليها ، الاثنتان تنظران في نفس الاتجاه ؛ حيثُ الصديقان منذُ الطفولة ..
دقائِق وبدأ ريك وفوكس يسيران بِإتجاههما ، كانَ نظرُ ريك مُعلقًا عليها وحدَها وفوكس أيضًا إلا أنَّـه وفي وسطِ تحديقاتـِه بها ألقى نظرة سريعة على إيڤ وبِقدر سرعتِها إلا أنَّها كانَت كافية لِيشبع فضولـه نحو مظهَر صديقتِه الوحيدة! أليسَ الأصدقاء هُـم الأفضل ؟
كانَت الرقصة على وشكِ البدءِ حينَ ظهرَ چيد من العدم راغِـبًا في إلقاءِ كلمة ، يعرِف تمامًا أنَّـها طريقة قديمة جدًا ؛ إذ أن الأغلبية الآن يتجهوا إلى الكتابة فَهي أسهل وبعيدًا عن الأنظار لكنَّـه أرادَ ذلك .. أن يقول كلمة إلى أخيه ، فوكس ، إيڤ في يومٍ كهذا .. أحبَّ أن يفعله ..
- الوقِح ، كما أصبحَ الجميع يعرفكَ الآن ..
ضحكَ في نهاية الجُملة لِتتلاقا أنظار فوكس وإيڤ فورًا وتعتلي شفتيهـما نفس الإبتسامة
- لا أعرِف ماذا أقول لكَ فوكس ، أنا حقًا أعتبركَ صديقًا حقيقيًا لي وليسَ لِإيريك فقط! لَطالما إعتمدَ أخي عليكَ ، لَطالما كنتَ الوحيد الذي يُـحبه بعدَ والِدتنا ، كنتَ مُختلفًا وكم أحبَّ هو ذلك ..
أخذَ نفسًا عميقًا زفرَه مـكمِلًا
- على الأغلب لم يُخبرك بِهذا من قبل لكنَّـه يُحبك كثيرًا وهذا سببٌ كافٍ لِأحبك أنا الآخر ، لم أتوقَع أن أكونَ رسميًا هكذا خصوصًا معكَ أنتَ فوكس لكن .. أتمنى لكَ زواجًا سعيدًا بِرفقة كاثرينـ.. إيلينا ..
وضعَ كفـه على وجهِه مُـتصنِعًا مسحَ عرقـه الوهمي لكنَّـه ضحكَ بِصمت لِإدراكـه خطأه لِاسمها لِلمرة المليون ، أكملَ
- إيڤ ، فتاة المَارشميلو!
ضحكَ إيريك بِقوة وفوكس أيضًا لكن نظراتـها المُرعبة لهما أوقفتـهم
- بِالنسبة لكِ أنا حقًا لا أعرِف ما أقوله عنكِ ، أنتِ لاتزالينَ تِلكَ الطفلة في نظري ، لم أستطِع يومًـا تخيُّـلكِ إمرأة ناضِجة ، أعنيها .. لم أستطِع!
إبتسمَ رغمًا عنه وهو ينظُر إليها بِلطفٍ
- لكنِّي في النهاية فعلـت.
حينَ كنتِ مع أخي في أسوأ أيامِـه ، حينَ إنتظرتيه بضع سنوات بِنفس ذاتِ الإشتياق وبنفس مِقدار الحب ، حينَ كنتِ بِرغم المرض أو قسوة الجو تُهاتفيني كي أقوم بِتوصيلكِ إليه ليلًا بعدَ أن تُدبر لكِ بيري موعدًا معه ..
بِالتحدُّث عن بيري نظرَ إليها مُبتسمًا
- شكرًا لكِ بيري أنتِ الأخرى ، كنتُ أطمئِن على أخي بِرفقتكِ و .. وبـ..بـرفقة إيڤ أيضًا بِالطبع!!
إبتسمَت بيري له وقد تناسَت كلماتِه بِشأن مدى قُبح مظهرِها في يومٍ كهذا .
- و .. أخيرًا ..
لم يتبقَ سوى ريك ، تلاقَت أعين الأخين حينَ أردفَ چيد
- لِندعو جميعًا لِريك ، جرو إيلينا!
صُدمَ الآخر وقد تعالَت أصوات الضحكاتِ حوله ، أكملَ چيد بِجديَّة هذه المرة
- لَطالما كُـنا قريبين جدًا ريك ، جدًا! لم نبتعِد سوى تِلكَ الفترة التي تعرِف متى كانَت .
تهجَّـمت ملامِح ريك حينَ تذكرَ ، تِلكَ الفترة ، حينَ سُـجنَ
- لكنَّـنا وسَأتحدث عن نفسي على الأقل .. لم أعتبِر أنَّـنا إبتعدنـا يومًا ، حينَ عرفتُ من فوكس أنَّـكَ قد انتقلتَ من منزلنا كنتُ خائِفًا عليكَ ..
بدأَ شبحَ إبتسامة لطيفة يرتسِم على شفتي ريك حينَ نبسَ چيد
- لكنِّي وحينَ قابلتُ إيڤ، اللطيفة كما أُحب تسميتَها، و والِدها الذي أصبحَ بِطريقٍة ما صديقي، لم أعد خائِفًا! كانَت على الرغم من إنطوائِيتها و غرابتِها تستطيع إقناع سمكة بالتنفُّـس خارج الماء!! لِذا تركتُكَ معها ؛ فَهي الوحيدة التي أحبَّـتكَ حقًا!
إرتفعَ صوت ريك مُستنكرًا
= أكل الحديث عن إيڤ؟
لم يهتم بِالحضور ، برغم المسافة بينهما إلا أنَّـه أرادَ معرفة ما سَيقوله أخاه الأكبر عنه
- لا، لكنِّي لا أعرِف كيف أصِف حُبي لكَ! على الأغلب لم أفعل من قبل سوى بِضع مرات لكن وبما أنَّـه يوم إستثنائي سَأحاول ..
ذكريات كثيرة كانَ بها الأخوان معًا، مواقِف عابِرة لكن چيد يتذكرَها بِقوة! كل الأحاديث سَتنتهي بِـكَم أن چيد يُحبه كثيرًا جدًا وإن كانَ في بعض الأوقات يُظهر العكس لكنَّـه يُحبه وسَيفعل لِآخر يومٍ في حياتِه .
- أنا سعيد بِكونكَ هنا اليوم سَتتزوج من الفتاة التي تُحبها، سعيد بِأنَّـكَ ظللـتَ قويًـا حينَ كان يُمكنكَ الإستسلام سريعًا، سعيد بِكونكَ أخي الذي أُحب!
آه.. ريك حقًا من الصعب قول ذلك مراتٍ كثيرة لكنِّي حينَ أُريد وصف حُبي لكَ ينتهي الأمر بِكلمة واحِدة فقط قُلتها كثيرًا!
= أنا أيضًا، چيد.. أُحبكَ كثيرًا!
همسَ ريك لكن إيڤ إستطاعَت سماعـه جيدًا فَأمسكَت بيدِه تُشابِك أصابِعهما بِبعض فَنظر لها مُبتسمًا ..
كانَ ريك سعيدًا، ولـعلَّه أكثر الأيام سعادًة بالنسبة له .
كان يظُن أنَّ آخر أيامـه بِرفقتهم هي يومَ قامَ بِالجراحة لِذا فَأي حدثَ جمعـه بهم بعدَها كانَ له تأثيرًا رائِعًا في قلبه ..
- سَتكون الكلمة الأخيرة لكَ أيضًا، ريك..
أفاقَ من شرودِه على هدوء صوتِ چيد
- أُريدكَ فقط أن تعرِف أنَّـني هنا حتى وإن كنتُ بعيدًا عنكَ بِالفعل، بِجانبكَ وسَأساندكَ ما دُمـتُ على قيدِ الحياة، وأعرِف أنَُّكَ أيضًا هنا من أجلي حينَ أحتاجكَ، هكذا كُـنا .. ولَطالما سَنكون!
إن كنتُ أحتضِر؛ سَتكون الشخص الذي يُنقذني!
وإن كنتَ تغرَق في البحر؛ سَأعطيكَ رئتي كي تعيش بِدون تردُد!! وأنا لا أبدو بُـطوليًا الآن أبدًا..
كانَ عناقًا حارًا بينهما، غالِبًا كانَ الثاني أو الثالِث طوال حياتِهما سويًا لكنَّـه مؤثرًا جدًا.. بكى مُعظم الحضور وأوشكَ ريك أن يبكي لكنَّـه تماسَك .
وسط الحضور الكبير نسبيًا وضعَ شخصٌ يده على كتفِها، نظرَت فَوجدته بَاركر، طالعَها بِحب ظاهِر في عينيه اللتان على وشكِ البكاء، عانقتـه بِقوة، قالَ حينَ إبتعدَت
- أنا سعيد كثيرًا إيڤ، أتمنى أن تكوني كذلك!
هو تمنى؛ لأنَّـه يعرِف السبب الذي قد لا يجعلها سعيدة، هي أيضًا تعرِف لِذا وجهَت نظرَها إلى الخلف حيثُ هي، والِدتها وكَم أخجل من قول أنَّـها أُم، تلاقَت نظراتـهما دقيقة، دقيقة فقط تمنَّـت أن ترى إيڤ خلالها أي علامة حُب..
كانَت القسوة واضِحة في عيون والِدتها، أيجب عليها نسيانـها وحسب؟
جاءَ وقت الرقصة أخيرًا، حاوطَا فوكس وريك حبيبتـيهما بِنفس الطريقة المُتفق عليها مُسبقًا، كانَ ريك وإيڤ مُندمِجان بِطريقٍة رائِعة جدًا وكذلك فوكس وإيلينا، نظرَت إيلينا إلى فوكس بعدَ أن أزالَت عينيها عن ريك وإيڤ وسألتـه
- فوكس، ماذا تعني لكَ إيڤ؟
= صديقتي المُقرَّبة، تعرفينَ ذلك!
- لكنَّكَ كنتَ تنظُر إليها بِطريقٍة مُختلفة، وأنتَ تعرِف ذلك ولا أُفاجئـكَ الآن..
هي تعرِف الإجابة بِالفعل! تُريد سماعَـها منه..
هو لا يُحب الكذب على إيلينا خاصًة..
نظرَ إلى إيڤ وهي تبتسِم بِطريقٍة تَظهر فقط مع ريك، وريك وحدَه!! ثُم عادَ إلى إيلينا مُجيبًا إياها بينمَا قرَّبها أكثر منه
= كانَت .. حُبي الأول!
إبتسامة شبه سعيدة ظهرَت على شفتيه وعادَت به ذاكِرته حيثُ إدراكِه للمرة الأولى بِـحبه لها؛ علَّـه كانَ طفوليًا لكنَّـه يظل حبًـا..
أول مرة، حينَ شعرَ بِالمسئولية تجاهِها بعدَ أن غادرَهما ريك و وعدِهمـا بِالبقاء دائِـمًا معًـا، حينَ كانَ يُـوقظها في الثالِثة فجرًا وتُجاري تفاهتـه، حينَ قطعَـت مسافة طويلة فقط كي تُـطمئِنه بِوجودها، وحينَ كانَت لا تتحدَث سوى معه، وحينَ عانقتـه أول مرة بعدَ شفائِـها، إكتشفَ فجأة أنَّـه يُـحبها لكنَّـه لم يتحلَ يومًا بِالجرأة التي تجعلـه يعترِف؛ فقد كانَت صداقتـهما بِالنسبة له أكبر من أن يُفسدَها اعترافـه حتى ولو كانَ صادِقًا، لم يكُن فوكس أنانيًا..
عكسـه!
عكس ريك الذي كانَ يعرِف ذلك ومُوقنًا منه، منذُ المرة الأولى التي عادَ بها من لندَن حتى ظهور إيلينا المُفاجِئ في حياة فوكس، لاحظَ دائِـمًا تصرفاتـه المُختلفة معها لكنِّـه لم يُعلق، كانَ يرى أنَّـه وإن كانَ يُحبها فَهو يستحِق وهي الأخرى تستحِق لكنَّـه فضَّـل الصمت..
وحينَ أدركَ أن مشاعِر فوكس كانَت من جهة واحِدة؛ سمحَ لِـنفسه ألَّا يُخبرها، لَطالما أحبَّ أن تكون إيڤ له وحدَه ولم يُحب أن تعرِف بِشأن فوكس كيلا تخسـره، رأى في عدة مرات أنَّـها قد تبدو وكأنَّـها أنانيـة منه!! لكنَّـه وإن كانَ الأمر يخصـها فَهي أنانيـة ولا مانِع في ذلك..
= لكنَّـكِ حُـبي الأخير، إيلينا!
إبتسمَت بِحب وعانقتـه بِقوة تزامـنًا مع إنتهاء الرقصة، لم يُلاحظ قدومـها خلفـه سوى حينَ نظرَت إيلينا حيثُ هي فَـإلتفتَ إليها مُنتبهًا
- لِنرقص أنا وأنت!
نظرَ بِسرعة إلى إيلينا التي أومأَت مُبتسمة وإلى ريك الذي وقفَ بِجانب چيد وكأنَّـه بِذلك يُعطيه موافقتـه
= لِنرقص، لكن أليسَ غريبًا؟
سألَ بِـتعجُّـب وهو يسحبـها مُجددًا حيثُ كانَ منذُ دقائـق
- لا، أردتُ فعل ذلك! تعرِف لن أستطيعَ شُكرك بِطريقٍة أخرى..
= لا تحتاجينَ إلى ذلك، إيڤ.
- بلى، أحتاج!
حينَ أطالَ التحديق بها أدركَ أن مشاعِره قد انتهَت وهي الآن صديقتـه المُفضلة والقريبة ..
رُبَّـما ..
رُبَّـما سَيخبرها يومًا!
أنَّـها وفي أحد الأيام كانَت حبـه الأول، وأنَّـه مضى شهورًا متردِدًا في إخبارِها!!
رُبَّـما وحينَ يُخبرها، سَيكون الاثنان على أعتاب الستيـن أو السَبعينَ، جالِسين على طاوِلة تخصـهما في مقهـاهما المُعتاد، تحتسي إيڤ القهوة مُتذمرة من تصرُّفات إيريك المُراهقة، وتنتظِر سماع ما سَيقوله فوكس!
رُبَّـما وحينَ يُخبرها، سَيضحكان سويًا! على أيامٍ لم تعرِف بِشأنِها شيئًـا، يُخبرها بِعدد المرات التي أوشكَ بها أن يعترِف لكنَّـه تراجعَ وتتخيل هي ما كانَ سَيكون إن كانـا مُتزوجين الآن!!
رُبَّـما وحينَ تعرِف هي عدد السنوات التي أخفى بها فوكس ذلك؛ تُـحبه أكثر وتُوقن أن حياتَها كانَت الأفضل بِرفقة إيريك بِرغم ذلك! وسَيكون هو بِالتأكيد قد عاشَ بِرفقة إيلينا سنواتٍ تكفي لِجعله يتأكَد من حبِها ومن مدى مُراهقة حبـه الأول..
رُبَّـما كانَ الحل دائِـمًا في وجود صديقٍ جيد!
لـعلَّـه كانَ يومًا من أجمَـل الأيام، في نهايتهِ اعترفَ چيد لِـبيري أنَّـه يُحبها أمام الـكل وقد كانَ اعترافًا رومانسـيًا للغاية، وشهدَ الجميع على مدى قوة صداقة الثُلاثي أو الرُباعي بِـإضافة چيد!
انتهى سريعًا ولم يكُن طويلًا جدًا أو مُخيفًا كما اعتقدا فوكس وإيڤ، ذهبوا إلى منازِلهم ولم يُعانوا من رَهبة يوم الزِفاف أو أيًـا يكُن..
- أخيرًا..
زفرَ ريك بينمَا يُلقي بِـجسده على سريرِه الذي أصبحَ له وإيڤ الآن
= نعم، أخيرًا..
نظرَ لها وقد بدَّلت ملابِسها إلى أخرى أكثـر راحًـة
- نحنُ الآن مـتزوجون رسميًا!
طالعـته بِـتعجب
= هل لاحظتَ ذلك الآن فقط ؟
في ثوانٍ كانَ يُحدق بِوجهها بينمَا يعتليـها
- لاحظتـه منذُ بعض الوقت لكن إنتظرتُ كي نُصبح وحدَنا ..
إبتسمَت له بِـحب مـصحوبًا بِخجل فَقال
- أعتقِد أنَّـه الوقت الآن!
= أي وقت؟!
- حيثُ أُخبركِ بِأنَّـكِ لطيفة.
= أعرِف هذا مُـسبقًا بِالفعل.
بدا الأمر كَـحلم بِالنسبة له!
منذُ الآن ..
سَيستطيع مُعانقتَـها وقتمـا يُريد، تقبيلَـها كيفمـا يشاء، سَتكون معه يوميًا، سـ..
= لِمَ تُحدق بي هكذا؟
- أتعرفينَ أنَّـكِ جميلة؟
إبتلعَت ريقَها مُردفة
= نـ..نعم أعرِف..
بِـإبهامـه مسحَ على شفتيـها. وفي تِلك اللحظة قد سقطَت قلادتـه كَمرة سابِقة
- أُحبكِ بِـكل القسوة الموجودة في النفس البشريَّـة، لا أستطيع وصف الأمر أدق من ذلك..
ألصقَت شفتيها بِخاصتـه في لحظة حُـب ثائِـرة!
لم تُعطـه فُرصة كي يُفضي كلَّ ما في قلبِه، أرادَ قول الكثير وكالـعادة ينتَهي به الأمر قائِـلًا أشياءً أخرى..
لكن
هذه المرة
تِلكَ الأشياء الأخرى
كانَت
أروَع!♡
- بعد عشرة سنوات -
= سيدة إيڤ، أليِس ابنتكِ لديها ميولٌ دموية كبيرة جدًا!!
- حقًا؟ كيفَ هذا؟ ماذا فعلَت؟
تحدثَ المُدير بعد أن نظرَ إلى الأم التي يبدو عليها الاندهاش
= أخبرَت زميلًـا لها أنَّـه إن لم يتوقَف عن الابتسام بِتلكَ الطريقة لها سَتقتله!!
- يا إلهي..
= توم أيضًا..
- ماذا فعلتَ، توم؟
خاطبَت ابنها الأكبر الجالِس أمامَها فَتحدثَ المُدير
= يستمِر بِالقول أنَّـه سَيحرق مبنى المدرسة لِأنَّـه يكرَه المَجئ!! سيدة إيڤ، يجب عليكِ تربية أبنائِكِ جيدًا..
- بِالطبع، سأفعل!
سحبَت ابنها توم وسألَته ما إن أصبحا خارِج غرفة الإدارة
- أينَ أليِس؟
= ذهبَت إلى المنزِل.
- وتركتها؟ وحدَها؟
= أخبرتني أنَّ فوكس سَيأخذها إلى مكانٍ ما .
- غريب، لم يُخبرني!!
هاتفتـه فَأخبرها أنَّ ألِيس معه وأنَّـه عازِم أن يجعلَها تُحبه كونَها تكرهه بِلا سبب يُذكر.
- انظُر، توم! لن أُعاقبكَ فَأنا أيضًا كرهتُ المدرسة كثيرًا. لكن يجب عليكَ البحث عن أشياءٍ لِتفعلها أو أشخاصٍ لِتصادقـهم! تعرفـ..
= تعرفتُ على والِدكَ وفوكس في المدرسة. أعرِف هذه القصة، أمي! أرجوكِ حفظتَها.
- وقِح!
سبقَها إلى سيارة إيريك فَدخلَ مُعانقًا والِده بِقوة
- لِمَ تترُكني دائِمًا أذهَب لِلمدير وحدي؟
= تعرفينَ كم اشتقتُ لكِ في تِلكَ العشرة دقائِق؟
إقتربَ منها مُقبِّـلًا خدَها بِلطف هامِسًا بِجانب أذنِها كَعادته
= أُريد قُبلة!
حاوطَت خديـه بين يديها وقبَّـلته على خديه مُبتسمة
- لِمَ تتركني أذهب له وحدي؟ لن تهرَب!
= لِنكن صريحين، إيڤ! لقد ورثوا ذلك عنكِ.. لِذا أنتِ المَسئولة .
- أنتَ مُحق أبي، كانَت تُخبر أليِس أمس عن طريقة قتل الأشرار!!
- توم!!! ماذا أخبرتَك عن النميمة؟
قطعَ ذلك صوت إيريك
= حسنًا، توقفا، توقفا!!
قادَ صامِـتًا كالعادة حينَ يجتمِع إيڤ وابنها معه، الخلافات بينهمـا لا تنتهي أبدًا! لا يبدو وكأنَّـها الوالِدة مُطلقًا لكن وبِشكلٍ رائِع خلافاتـهما تُذكره بِخلافاتِـها مع فوكس سابِقًا، ومع أن ' سابِقًا ' لا يزال يحدُث بِـفرق العُمر والأحداث .
على ذكر فوكس، ها هو يراهُ على باب منزِلهم
- أينَ أخذتها، فوكس؟
سألـه ريك بينمَا يُعانـقه بِـوِّد
= حدثَت مُشكلة في المدرسة وطلبَت أليِس أن آتي! بِجديَّة إيڤ ما الذي حدثَ لـابنتكِ؟ تعرفون أنَّـها تكرهني!!!!
- ما هي المُشكلة؟
كانَت إيڤ قد تجاوزتـهم بِالفعل باحِـثًـة عن ابنتها كي تعرِف ما الأمر .
= لا تسأل حتى..
بِإبتسامة أجابـه فوكس فَصمتَ ريك .
حينَ خطى إيريك عِدة خطوات داخِل حديقة المنزِل وجدَ أليِس تُعانـق ما يصِل إليه طولـها فَحملها بِحب
- ماذا حدثَ في المدرسة، صغيرتي؟
= قامَ أحد الأولاد اللـعينين بـالمُزاح حول اسمي ..
تصنَّـع فوكس الإنشغال حينَ لعنَت الطفلة فَالجميع يعرِف أن لا أحد يلعَن غيـ..
= مَن اللعين الذي قامَ بـمُضايقتكِ، أليِس؟
في ثوانٍ ظهرَ چيد من العدم مُـنتشلًا الطفلة من ذِراع إيريك لِتعانقه بِقوة بينمَا يُربت على ظهرِها بِلطف
- مَن هاتفكَ، چيد؟ ما الذي يحدُث!؟
= فوكس قد فعلَ، ماذا ألم تُـردني أن أعرِف؟
- أنا أيضًا لم أعرِف ما الأمر!
جلسَ الجميع في الحديقة وقصَّـت عليهم الطفلة ما حدث وبعدَها ذهبَت إلى الداخِل، وجهَ فوكس سؤالًا إلى إيڤ
- أرأيتِ نتيجة هوسكِ بِمسلسلاتكِ؟
= ماذا؟ لم أفعل شيئًا!!
- بلى، فعلتِ!
= ريك، تحدث أنت! ماذا فعلتُ؟
توجهَـت ثلاثة أزواج من العيون إليه مُـنتظِرة تصريحـه بِأنَّـها المُـخطئة لكن ..
- حسنًا .. هي، ليسَت المُخطئة كليًا..
= هذا فقط إيريك يتصرَف كـإيريك!!
كالعادة لا يعترِف بِأنَّـها تُخطئ!
- لكن ..
عادَت الأنظار تتوجَه إليه مرة أخرى
- أعني، ما الشيء الكبير حقًا في أسماء الأطفال؟؟
تحدثَ فوكس مُدافِعـًا
= لا شيء، فقط زوجتكَ قامَت بتسمية ابنها الأكبر ' توم ' لِأنـها تُحب توم كروز ..
أكملَ چيد
- وقامَت بتسمية الطفلة ' أليِس ' بِسبب حُبها لِـچوني ديب وشخصيته في أليِس في بلاد العجائب..
فَـأردفت هي بِإبتسامة
= وإذا قُـمنا بـنطق الاسمين سويًـا يُصبِـح ' توم أليِـس '، بِربكم أليسَ رائِـعًا؟
- إيڤ، ما الرائِع في أن ناتِج جمع نُطق اسمي طفليكِ يُعطي اسم مُمثل لُـوسيفر؟
بِـإندفاع بررَ فوكس
= إذًا، ماذا عنكَ؟ أيجب عليَّ توضيح ما يعنيه اسم طفلتكَ؟
- لا أرى مُشكلة في أسماء الأطفال أيضًا..
إبتسامة شريرة نمَت على شفتيها، إلى الآن لا تدرِك إيلينا أن اسم ' ميا ' الذي اختاره فوكس بِبراءة ما هو إلا اسم أول عمل قامَت به ' نينا دوبريڤ ' .
جلسَ الجميع معًا فترة الغداء وما بعدَها، جاءَت إيلينا وبيري أيضًا ليُقرر ريك فجأة أنَّـها يجب أن تكون أُمسية رائِعة وعلى الجميع المَبيت معهـم، لا يزال وبعدَ عشرة سنوات يتصرَّف بِعشوائية مُفرطة!
- مَن على الباب، أليِس؟
سألَ فوكس حينَ لاحظَ غياب الطفلة عن الأُمسية المُفاجِئة
= يستمِر بالقول أنَّـه صديقي في الفصل لكنِّي لا أتذكره!! هل تكذِب؟
وجهَـت آخر سؤالِها إلى الطفل أمامَها
- أُقسم أنَّـني بِرفقتكِ في الفصل! كيفَ لا تتذكريني؟
= عادًة لا أهتَم بِتلكَ الأشياء ..
- أ.. أشياء؟
= ماذا تُريد؟
سألته بِإقتضاب غير مُنتبهة إلى أن الجميع يُراقب الوضع، خاصًة فوكس الذي إتخذَ الحائِط مَسندًا له بينمَا إبتسمَ مُتذكرًا موقفًا سابِقًا منذُ سبـعة عشر أعوام، وقفَ چيد بِجانبـه متعمدًا إغاظتـه كَالعادة
- يبدو أن صداقـة جديدة على وشكِ البدء..
حدقَ به وهلـة مُبتسمًا على غير العادة، نظرَ إلى إيڤ وإيريك اللذان بدا وكأنَّـهما تذكرا نفس الموقف نظرًا لأنهم نظرا إليه فجأة وبِشكلٍ غريب لكنَّـه رائِع تعتلي شفتيـهما نفس الإبتسامة، كان ذلك هو الوقت الذي أدركَ فيه الجميع كَم أنَّـهم محظوظون، كانَ ذلك هو تحديدًا الوقت الذي عرفَ الجميع مدى روعة أن تمتلِك عائِـلة ثانية!
من النادِر بل من النادِر جدًا أن تجِد أشخاصًـا رائِعين مثلهم، أشخاص كَـهؤلاء لا يُمكن تواجـدهم بِكثرة في عالـمنا الحالي ..
بدأَ الأمر حينَ فقدَت إيڤ الأمل في استمرار أي علاقة في حياتِها، دَفع فوكس لها في ذلك اليوم، هروب إيريك من منزلـه، البَقاء معها، حُـبها التدريجي المُتأخـر له، صداقتها الأكثر من عظيمة لِـفوكس!
لم تكن لِتفعل أي شيء إن تخلى عنها هو الآخر، إن لم يتواجَد صديقٌ أكثر من جيد في حياتِها البَسيطة، كان الأمر في البداية والنهاية مُتعلقًـا بِالإطمئنان لِوجود شخصٍ ثابِت.
فوكس، چيد، ريك، وإيڤ .. نقيضٌ مُـتماسِك!
وعلى الأغلب هذا سبب بَقاءهم معًا جميعًا إلى الآن وإلى ما بعدَ الآن أيضًا، لم يملِك أيٌ منهم شيئًا مُميزًا لِيقدمه كي تبقى علاقتهم إلى الأبد، لا شيء مُميز مُطلقًـا، لكن كانَ الجميع يبذل وسعـه، كلٌ منهم يُقدم الطبيعي لكن بِحُـب، بِدفئ، بِلا أنانية أو حقد.
وفجأة وبِمقدمات كثيرة سابِقة بِالفعل، هذه هي النهاية..
ارجوك، لا تتسرَع في مُصادقة أي شخص!
ارجوك، احرص على قلبكَ جيدًا!
كَـبطلة روايتنـا، بِالنسبة لها كانَت سنوات الإنتظار وحيدًة تستحِق!
في النهاية، كانَ الإنتظار هو الحل الأمثَل والأكثـر أمانًا!
لم يتوقَع فوكس أنَّ دَفـعهِ لِفتاة غريبة أطوار في يومٍ لا يذكُر حتى تاريخـه سَيكون نفسه اليوم الذي تتكون به صداقتهـما، صداقة قوية لِعشرات السنوات!
لم يكُن چيد يعرِف أنَّـه وبعدَ فُقدانـه لِمعظم علاقاتـه بِسبب لحظة تهوُر سَيعود لِيصبِح كَـأبٍ روحي والصديق الأكبر سنًا لـمجموعة مُراهقين بِعقول أكبر سنًا!
لم يعرِف إيريك أنَّـه سَيجد روحـه الضائِعة في فتاة اقسمَ أنَّـها مُختلة منذُ اليوم الأول، لم يكُن يعرِف أنَّـه سَيقع سريعًا في حُبها، في حُب تصرفاتِها العفوية والجنونيَّـة أحيانًا كثيرة، فتاة بِماضٍ شِبه سيء وليسَت مُتصنعة، لم يتوقَع أن يقبـله أصدقاؤه مرة أخرى بعدَ رحيلٍ دامَ خمسة سنوات، وحينَ فعلوا، حينَ هرعوا إليه مُسرعين حينَ أوشكَ المرض أن ينال منه، حينَ بكى صديقـه لِأجله، وإلتصقَت فتاته به ولم تيأس، حينَ عادَ حُب أخيه ينمو مُجددًا في قلبـه ..
حينَ حدثَ كل ذلك ..
كانَ
هذا
هو
الوقت
الذي ..
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
The awesome end.
اااااا هعيط 😭💙💙💙💙
Відповісти
2020-09-16 18:19:37
1