Chapter Eighteen .
- إذن .. أنتَ لا تعرِف مكانَـه ؟
إستفسرَ فوكس من چيد الجالِس على الأريكة .
= أخبرتكَ لم أتصِل به منذُ يومين !
توقفَت إيڤ عن البُكاء لحظة تسألَـه
- هل هذا يَعني أنَّــك لم تكُن تحتاج إليه في العمل؟
= أي عمل ؟ إنَّـه يتهرَب منها بِكل السبل! أيضًـا ..
حَـثه فوكس على الإكمال
- أيضًا ماذا ؟
= هو .. إنتقلَ من منزلِـنا منذُ ثلاث سنوات ولا أعرِف أينَ منزلـه الآخر.
جلسَ فوكس على الأريكة ، لقد كانَ يخدعَهم تمامًا!!
عادَ فوكس يسألَـه مرة أخرى
- ألا تعرِف مكانًـا قد يكون ذهبَ إليه ؟
= أتعتقِد إن كنتُ أعرِف سَـآتي وأجلِس معكم وأخي الصغير مَفقود؟
أطلقَ فوكس ضحكة ساخِرة وأردفَ
- وكأنَّـكَ تهتم!
= فوكس ، أُقسم إن لم تتوقَف سأكسَر عنقك!!!
نظرَ فوكس إلى الجهة الأخرى دونَ قول كلمة ، حاولَت إيڤ الإتصال به مرة أخرى لكِـن هاتِفه لايزال مُغلقـًا ثم دخلَت إلى غرفتِها دون الإلتفات لهم على الرغم أنَّـها إشتاقَت للحديث مع چيد .
- چيد ، أنا أعرِف أنَّـك تعرِف مكانَـه ، قُـل ما عندك!
= بِربك إن كنتُ أعرِف لِمَ سآتي كل ذلك الطريق من لَندن إلى هنا ؟ أنا حقًا لا أعرِف.
زفرَ فوكس بِتعب بينمَا يأخُذ مكانَه بِجانِب چيد على الأريكة وهمسَ بِصوتٍ مسموعٍ له
- إن لم يعُد ، إيڤ ..
= سَتتأذى!
أومأَ له وحاولَ التفكير في مكانٍ قد يكون به ، هو ليسَ من هواة المَلاهي الليلة أو تِلكَ الأماكن ، ولا يوجَد لديه أصدقاء هنا أو في لَندن .. أيُعقَـل أنَّـه تاجِر ممنوعات؟ أو .. رئيس عصابة ؟ إن مُجرد التفكير في كَـم السيناريوهات التي يختلِقها عقل فوكس شيء مُـرعِب.
- فوكس .. أنتَ هنا! أينَ إيڤ؟
إلتفَـتا الاثنان إلى مَصدر الصوت ، ثوانٍ حتى إستطاعَ فوكس تدارُك ملامِح الشخص الماثِل أمامَه ..
= آه ، أ..أهلًا سيد بَاركر ..
- سـ..سـيد؟ لِمَ أنتَ غريب هكذا؟
ضحكَ بَاركر عاليًا ثُـمَّ نظرَ إلى چيد
- لِمَ هو هنا ؟ وأينَ إيڤ ؟
إنَّـها حاليًا كارِثة ، والِد إيڤ لا يعرِف شيئًـا عن عودة إيريك ولا عن رحيلِه مرة أخرى ، إبتلعَ فوكس ريقَـه مُستعِدًا لأي توبيخٍ يتعرَض له .. لِمَ لا تنشَـق الأرض وتبتلِـعه؟
= هـ..هذا .. إيڤ في الداخِل!
تجاوزَ الجزء الذي وجبَ عليه إشباع فضول بَاركر حولَ سبب تواجد چيد ، شعرَ بِالراحة حين رأى ظهرَه يبتعِد ذاهِـبًا إلى غرفتِها حيثُ أشارَ .
أمسكَ فوكس كتف چيد ساحِـبًا إياه نحو الباب
- لِمَ تفعَل ذلك؟ لن أرحَل حتى يعود إيريـ..
= هل تُريد موتي؟ من الأفضَل ألَّـا يعرِف عن وجود إيريك من الأساس!! والآن .. إرحل!
مررَ چيد يدَه على شعرِه بِغضبٍ ، هو يعرِف بل هو مُتأكِد أنَّ وجودَه مُزعِـجـًا بِالنسبة لِوالِدها .
- حسنًا لكِن ما إن تعرِف عنه شيئًا أخبِرني وإلا ..
= أعرِف أعرِف ، هيا إرحل!
نزعَ چيد كتفَـه من يد فوكس وخرجَ من الباب بعدَما رمقَـه بِنظرة قاتِلة . توجَه فوكس نحو غرفة المعيشة .. يجِب عليه ترتيبها حتى لا يـشُك بَاركر في أي شيء!
خرجَت إيڤ من الغرفة بِصحبة والِدها ولاتزال ملامِح الصدمة تعتلي وجهَـها بِشكلٍ مَلحوظ ، وجهَ بَاركر السؤال إلى فوكس
- أينَ ذهبَ چيد ؟
= إلى منزلِه!
أجابَ فوكس بِسرعة متوترًا ، أومأَ بَاركر ثـم ألقى نظرة على ملابِسه
- مِن أين جاءَت تِلكَ السترة؟
= إنَّـها لي ، لَكِني راحِل الآن لذا إرتديتَها . إلى اللقاء !
أسرعَ فوكس إلى الخارِج و ثوانٍ حتى سمعَـا صوت إغلاق الباب ، أدارَ وجهَه إلى إيڤ التي لم تتحدَث منذُ دخلَ إلى غرفتِها
- ما بِكما؟
= ما بِنا؟
- إيڤ أنا أسألكِ .. ما بِكما؟
= آه ، ذلك؟ فـ...فقط فوكس يتصرَف على طبيعتِه ، تعرِف!
- يبدو أن التخرُّج أثرَ عليكما . على كلٍ ، أيُـمكنكِ تحضير أي طعامٍ لي ؟
= بـ..بـالطبع.
دخلَت إلى المَطبَخ ، تِلكَ الحالة المُـرثى لها منذُ كانَ إيريك هنا صباحًا ، ألقَت نظرة سريعة على المَطبَخ قبلَ أن تقَع عيناها على بَقايا السجائِر الخاصة بِـإيريك ، نظرَت إلى الخارِج كي تتأكَد أنَّ والِدها ليسَ خلفَها كَنوع من أنواع محاولة مَعرفة سبب تصرُّفها على نحوٍ غريب هي وفوكس! فوكس!!!!!!
= لِمَ هربتَ أيُّـها الجبان! عُـد الآن .
- آسف إيڤ، لا أستطيع!
= مـ..ما الذي تقولَـه؟
نظرَت إلى الخارِج مرة أخرى تطمئِن على الوضع بِقلق
= فوكس، يجب أن تعود ! أنا .. لا أعرِف ماذا أفعَل إن جاءَ إيريك فجأة!! ألستَ صديقي؟
- حسنًا عِندما يتعلَق الأمر بِوالدكِ فَـيمكنكِ إعتباري لستُ كذلك.
= فوكس ، لا تمزَح أرجوك .
- أنا لا أمزَح! تخيلي ما إن يعرِف والِدكِ بِـمعرفتي أن إيريك هنا وأنَّـني تركتكِ تُقابلينَـه بَل وأيضًا بقى في منزلكِ ، سَـيقتلني إيڤ!
= لِتذهَب إلى الجحيم!
- أتمنى رؤيتكِ هناك!
أغلقَت المُكالمة وضغطَت على شفتيِها بِقوة حتى نزفَت تقريبًا ، والِدها حرفيًا يكرَه إيريك!
= فقط .. إبقى مَفقودًا قليلًا أكثَر!
يا لها مِن أمنية غريبة!!
أعدَت الطعام تحتَ مراقبة والِدها لِتصرفاتِها الغريبة ، كل دقيقة كانَت تنظُر نحو الباب وتتمنى لو أنَّـه لا يأتي الآن لكِن .. لِمَ أتى والِدها فجأة ؟
= أنتَ لم تُـخبرني بِـمجئيكَ هذه المَرة.
جلسَ على الطاوِلة وقالَ
- في الحقيقة كنتُ أنوي الإحتفال بِـتخرجكِ معكِ .
= حقًا؟
- نعم ، لكنـي لم أستطِع أن آتي لِذا كنتُ أشعر بِالأسف قليلًا.
= لا بأس ، ذهبتُ مع فوكس لِمقابلة بعض الأصدقاء.
وضعَت الطبق أمامَ والِدها لكِنه رفعَ أمامَها سيجارة سائِلًا
- هل .. هذه لِبعض الأصدقاء أيضًا ؟
اللعنة ، مِن أين جاءَ بها ؟
= آ..آه هذه ؟ نعم! نعم، هي لِـروبرت.
قالَت أول اسم ظهرَ في عقلِها
- حقًا؟ هل هو صديق فوكس أيضًا؟ هل جاءَ إلى هنا؟
= نعم . أبي ، لِمَ لا تأكل وتذهَب للنوم ؟ حسنًا؟
خرجَت من المَطبَخ نظرَت إلى الباب بِخوف ، تشعُر أن الباب سَيفتَح في أي لحظة و ، مُفاجأة ، إيريك هنا!!!
تأكدَت أن ذلكَ فقط من تخيلاتِها وأن البابَ لن يُفتَح.
- إيڤ ، سَأذهَب إلى النوم . هل أنتِ بِخير؟
= نعم ، نعم ، بِخير .
- لا توقظِيني ، لم أنَـم منذُ فترة .
أومأَت له وسارَت في طريقِها لِغرفتِها بينمَا تتصِل به لكِن هاتِفه لايزال مُغلقًـا . أرسلَت له العديد من الرسائِل تُخبره أن والِدها هنا وألَّا يُصدر أصواتًـا ، نظرَت في الساعة وجدتَها الثانية بعدَ منتصَـف الليل لِـتستسلِم إلى النوم بِـهواجِس مرعِبة بِأن والِدها سَيكشِف أمرَها .
لم تستطِع النوم ، أمسكَت هاتِفها مُجددًا ولم تجِد ردًا منه والساعة الخامِسة صباحًا الآن ، خرجَت من الغرفة وكانَ كل شيء في المنزِل كما تركَته مِما يدل على أنَّـه لم يأتِ بعد!
= متى أصبَـحت مُعطلًا؟
خاطبَت السخان بينمَا كانَت في طريقِها إلى الإستحمام ، صعدَت إلى الحمام الخاص بِالغرفة الأخرى , غرفة إيريك , ولِحسن الحظ كانَ السخان هُناك ليسَ مُعطلًا . أنهَت الإستحمام سريعًا وإرتدَت ملابِسها في الحمام ، صرخَت من المنظَر
- أعتقِد أن لديكِ رغبة كبيرة في رؤيتي عاري الصدر!
همسَ إيريك بينمَا يضَع يدَه على فمِها ثم إتجهَ لِغلق الباب بِالمفتاح وعادَ إليها وهي كل تركيزِها على عضلاتِه لكنَّـها تغاضَت عن ذلك قائِلة
= أينَ كنت؟ أنتَ تكذِب لم تكُن مع چيد!
- كـ..كيفَ عرفتِ؟ أ..أعني ، ماذا ؟ لا كنتُ معه!
= كاذِب! چيد كانَ هنا وفوكس و والِـ.. أنت!!! هل رآكَ والِدي ؟
- لا تقلقي ، فوكس وضعَ أوراقًـا كثيرة بِالإيطالية محتواها أنَّـني مَيت إن عرفَ والِدكِ بأمري!
= إ..إيطالية؟
- لا بد أنَّـه عرفَ بِأمر زيارتي هُناك منذُ فترة .
= سَتخبرني بِكل شيء! لكِن ليسَ الآن .
حاولَت قدر الإمكان عدم النظرِ إليه كثيرًا كي لا يُلاحِظ ذلك ، توجهَت إلى الباب حينَ سمعَت صوتَ والِدها
- إيڤ، هل أنتِ هنا؟ هل كل شيء بِخير ؟
إقتربَ إيريك بِخفة مُهدِئـًا إياها وأشارَ لها أن تتحدَث بِراحة ، خرجَ صوتها متوتِرًا نتيجة إنتظار والِدها لِإجابة و إيريك المُقترِب منها جدًا
= نـ.. نعم ، أجل ، لا تقلق .
- لِماذا لستِ بِغرفتكِ؟
حاولَ والِدها فتح الباب لكنِّـه كانَ موصدًا
- لِماذا أغلقتِ الباب ؟ إيڤ ، بِجديَّة ماذا تفعلينَ؟
زادَ توترها كثيرًا وضغطَت على شفتيها بِقوة وقالَت فجأة
= لقد تعطلَ السخان في الأسفل لِذا أخذتُ حمامـًا هنا .
- حسنًا ، إفتحي الباب !
راقبَ إيريك ملامِحها وهي متوتِرة وخائِفة وصُدمَ حينَ قالَت
= أبي ، لِمَ لا تذهَب إلى النوم ؟ أنا عارية كثيرًا الآن!
عارية كثيرًا؟ هل هذا حتى وصف؟
حاولَ إيريك السيطرة على ضحكاتِـه وكتمِـها ، دقائِق حتى قالَ والِدها
- حسنًا ، ليلة سعيدة!
سمعَا صوت خطواتِه تبتعِد وبعدَها إغلاق باب غرفتِه لِتزفر بِراحة بينمَا تنظُر إلى ذلك القريب جدًا منها وصوتُ أنفاسِه يصل إليها
= لِـ.. لِمَ لا تبتعِد؟
- أنا أعرِف أنَّـكِ غاضِبة مني .
تجنَّـبت النظر إلى عينيه فَوقع نظرَها على سلسلة تذكرَت للتو أنَّـه كان يرتديها منذُ جاءَ تقريبًا ، أرادَت لمسَها إلا أنَّـه إبتعدَ بِسرعة وإرتدى قميصًا رائِعًا يُشبِـهه .
- هيا ، تعالِ!
همسَ بها بينمَا يستلقي على السرير ويُشير إليها أن تأتي بِجانِبه
= لِمَ سَآتي؟ أعطِني المُفتاح كي أذهَب إلى غرفتي.
- حسنًا ، ها هو!
رفعَ المُفتاح في الهواء فَاتجهَت نحوه تسحَبه لكنَّـها ما إن أمسكَته حتى أمسكَ هو الآخر بيدِها جاعِلًا منها تستلقي بِجانبه
- أنتِ عارية كثيرًا الآن ، لا يُمكنني السماح لكِ بِالخروج!
ضحكَت عِندما أعادَ عليها ما قالَته ، كانَت تضحَك ، ألقى نظرة سريعة على كل شيء حولَهما ، كل شيء ثابِت ، الـلوحات ، الدولاب ، الأزهار في أركان الغرفة ، الشباك ، حتى ملابِسـه المُعلقة بِإهمال ، كانَ كل شيء في مكانِه عدا قلبه!!
- لم تبتعدينَ هكذا؟ إقتربي قليلًا!
= لا ، لن أفعـ..
- لازالَت رائِحتكِ نفسها !
شعرَت بِالإضطراب ما إن أحسَت بِوجهه بينَ خصلات شعرها ، و يديه التي تُحاصِران خصرِها بِإحكام ، وجدَت نفسَها تستسلِم لِذلك الوضع ، أعجبَها كثيرًا ، رُبَّـما سَينسى ذلك أيضًا أو يعتذِر بِبساطة ، بِمناسبة الإعتذار هل كانَ يقصِد القُبلة حينَ ذكرَ أنَّـه يعرِف أنَّـها غاضِبة منه؟
- نعم ، كنتُ أقصِدها!
يا إلهي! هل يقرأ الأفكار ؟
- لا ، لم أقرأ أفكارِك!!
إستدارَت إليه بِوجه مُتعجِب وقالَت
= أشعر بِالرعب الآن!
- لِمَ؟
= ألَم تعرِف ما كنتُ أفكِر به منذُ لحظات؟
- فيمَ كنتِ تفكرين؟
= أنتَ تعرِف!
قربَّـها أكثَر منه حتى أصبحَت تشعُر بِرائِحة العطر الذي يضعَه ، همسَ
- لا أعرِف . أخبِريني!
= إنسى الأمر ، نام! هيا!
- إيڤ ، ما الذي تُفكرينَ به بينمَا أنتِ قريبة جدًا مني .. هكذا؟
= كيفية الهروب من هنا الآن! حالًا!
إبتسمَ بينمَا يُمرِر يدَه على وجنتِها وهمسَ غالِـقًا عينيه
- هذا لا يتناسَب مع أفكاري بتاتًا! أنتِ بريئـة جدًا .
حينَ شعرَت أنَّـه ذهبَ في النوم بِعمق ، أرادَت معرفة سِر هذه السلسلة ، إمتدَت يدَها بِصعوبة كي تُخرِجها من عنقِه إلَّا أن يدَه كانَت أسرَع ، فتحَ عينيه فجأة هامِسًا
- أصبحتِ شقية جدًا ، إيڤ!
= لِمَ تتصرَف هكذا؟!! أخفتَني!! تُشبِـه مصاصين الدِماء.
- حقًا؟
أمسكَ معصمَها حيثُ يوجَد الشريان الذي يتغذى منه مصاص الدِماء ، تصنَّـع أنَّـه حقًا يتغذى عليها ، توترَت حينَ لامسَت شفتاه يدَها ، ضغطَت على شفتيها بِقوة حينَ وجدَته يُحاصِرها على السرير
- أنا حقًا جائِع جدًا الآن!
إبتلعَت ريقَها وهي تراه يقترِب من رقبتِها يُقبِلها ، أبعدَته بِقوة حتى لا تتعرَض لِنفس الموقِف السابِق ، نظرَ إليها
- لا إعتذارات هذه المرة ، أنا مُتأكِد جدًا مِما أفعلَه!
= ألَن تتراجَع هذه المرة أيضًا؟
سقطَ جزء من السلسلة لم ينتبِه إليها إيريك لكِنـها إنتبهَت جيدًا إليها ، كانَ عليها توقع ذلك!!
- لن أفعَل! ليسَ وكأنَّـني تراجعَتُ عن قُبلة الصَباح!
إقتربَ دافِنـًا رأسه في رقبتِها مرة أخرى
- كيفَ يُمكِن لِـقربكِ أن يكون بِذلكَ اللطف؟
جرحَت شفتيها مرة أخرى عِندما شعرَت به يضَع قبلة أخرى على رقبتِها ، عادَ ينظُر إليها وكأنَّـه أصبحَ ثملًا فجأة
- قطرات الدماء على شفتيكِ تُثيرني! وأنا أكرَم من أن آمركِ بِمسحِها بِنفسك..
قبلَ أن يُـقبلها كانَت هي أول مَن فعل ، لم تخجَل , يا قادرة , كل شيء بها يُطالِبها ألَّا تبتعِد ، وكل شيء به يُخبرها بِإشتياقِه إليها . بدايًـة من تدخينـه ، تِلكَ الخطوط الرفيعة حولَ عينيه ، وتِلك الهالات السوداء المُحيطة بهما ، تذكرِه لِرائِحـتها ، نهايًـة إلى سلسلتِـه التي حُـفر عليها اسمها بِاللغة الإسكندنافية التي سبقَ وعلمَها إياها منذُ ستة سنوات ، حينَ كانَ كل شيء بِخير .
إستسلمَت للنوم بِجانِبـه ، كانَ مختلِفًا تِلكَ الليلة ، لم تستطِع النوم مرة أخرى ، كانَت تلمِس شفتيها كل حين كي تتأكد من واقعية الأمر ، لقد أخذَ شفتيها في عالمٍ آخر ، ويا ليتَ كل العوالِم كَخاصتِه!
نهضَت متوجِهة إلى الشباك كي تغلِقه إذ أن الشمسَ تُزعِجها ، وقعَت عينيها على أوراقٍ ما ، نظرَت إليه بِسرعة وهي تتذكَر أنَّـه لم يُخبرها أينَ ذهب!! الوقِح!!
أخذَت الأوراق التي تبينَ بعدَ عدة صفحات أنَّـها فحوصات طبية باسمه .. متى أجراهـا؟ تفحصَـتها بِعناية وهي لا تفقَه شيئًا بها ، وصلَت إلى الصفحة الأخيرة حيثُ كُـتبَ بِخطٍ عريض " التلخيص "
التشخيص النهائي : سـرطان رئة .
- ما الذي تفعلينَه؟
إستفسرَ فوكس من چيد الجالِس على الأريكة .
= أخبرتكَ لم أتصِل به منذُ يومين !
توقفَت إيڤ عن البُكاء لحظة تسألَـه
- هل هذا يَعني أنَّــك لم تكُن تحتاج إليه في العمل؟
= أي عمل ؟ إنَّـه يتهرَب منها بِكل السبل! أيضًـا ..
حَـثه فوكس على الإكمال
- أيضًا ماذا ؟
= هو .. إنتقلَ من منزلِـنا منذُ ثلاث سنوات ولا أعرِف أينَ منزلـه الآخر.
جلسَ فوكس على الأريكة ، لقد كانَ يخدعَهم تمامًا!!
عادَ فوكس يسألَـه مرة أخرى
- ألا تعرِف مكانًـا قد يكون ذهبَ إليه ؟
= أتعتقِد إن كنتُ أعرِف سَـآتي وأجلِس معكم وأخي الصغير مَفقود؟
أطلقَ فوكس ضحكة ساخِرة وأردفَ
- وكأنَّـكَ تهتم!
= فوكس ، أُقسم إن لم تتوقَف سأكسَر عنقك!!!
نظرَ فوكس إلى الجهة الأخرى دونَ قول كلمة ، حاولَت إيڤ الإتصال به مرة أخرى لكِـن هاتِفه لايزال مُغلقـًا ثم دخلَت إلى غرفتِها دون الإلتفات لهم على الرغم أنَّـها إشتاقَت للحديث مع چيد .
- چيد ، أنا أعرِف أنَّـك تعرِف مكانَـه ، قُـل ما عندك!
= بِربك إن كنتُ أعرِف لِمَ سآتي كل ذلك الطريق من لَندن إلى هنا ؟ أنا حقًا لا أعرِف.
زفرَ فوكس بِتعب بينمَا يأخُذ مكانَه بِجانِب چيد على الأريكة وهمسَ بِصوتٍ مسموعٍ له
- إن لم يعُد ، إيڤ ..
= سَتتأذى!
أومأَ له وحاولَ التفكير في مكانٍ قد يكون به ، هو ليسَ من هواة المَلاهي الليلة أو تِلكَ الأماكن ، ولا يوجَد لديه أصدقاء هنا أو في لَندن .. أيُعقَـل أنَّـه تاجِر ممنوعات؟ أو .. رئيس عصابة ؟ إن مُجرد التفكير في كَـم السيناريوهات التي يختلِقها عقل فوكس شيء مُـرعِب.
- فوكس .. أنتَ هنا! أينَ إيڤ؟
إلتفَـتا الاثنان إلى مَصدر الصوت ، ثوانٍ حتى إستطاعَ فوكس تدارُك ملامِح الشخص الماثِل أمامَه ..
= آه ، أ..أهلًا سيد بَاركر ..
- سـ..سـيد؟ لِمَ أنتَ غريب هكذا؟
ضحكَ بَاركر عاليًا ثُـمَّ نظرَ إلى چيد
- لِمَ هو هنا ؟ وأينَ إيڤ ؟
إنَّـها حاليًا كارِثة ، والِد إيڤ لا يعرِف شيئًـا عن عودة إيريك ولا عن رحيلِه مرة أخرى ، إبتلعَ فوكس ريقَـه مُستعِدًا لأي توبيخٍ يتعرَض له .. لِمَ لا تنشَـق الأرض وتبتلِـعه؟
= هـ..هذا .. إيڤ في الداخِل!
تجاوزَ الجزء الذي وجبَ عليه إشباع فضول بَاركر حولَ سبب تواجد چيد ، شعرَ بِالراحة حين رأى ظهرَه يبتعِد ذاهِـبًا إلى غرفتِها حيثُ أشارَ .
أمسكَ فوكس كتف چيد ساحِـبًا إياه نحو الباب
- لِمَ تفعَل ذلك؟ لن أرحَل حتى يعود إيريـ..
= هل تُريد موتي؟ من الأفضَل ألَّـا يعرِف عن وجود إيريك من الأساس!! والآن .. إرحل!
مررَ چيد يدَه على شعرِه بِغضبٍ ، هو يعرِف بل هو مُتأكِد أنَّ وجودَه مُزعِـجـًا بِالنسبة لِوالِدها .
- حسنًا لكِن ما إن تعرِف عنه شيئًا أخبِرني وإلا ..
= أعرِف أعرِف ، هيا إرحل!
نزعَ چيد كتفَـه من يد فوكس وخرجَ من الباب بعدَما رمقَـه بِنظرة قاتِلة . توجَه فوكس نحو غرفة المعيشة .. يجِب عليه ترتيبها حتى لا يـشُك بَاركر في أي شيء!
خرجَت إيڤ من الغرفة بِصحبة والِدها ولاتزال ملامِح الصدمة تعتلي وجهَـها بِشكلٍ مَلحوظ ، وجهَ بَاركر السؤال إلى فوكس
- أينَ ذهبَ چيد ؟
= إلى منزلِه!
أجابَ فوكس بِسرعة متوترًا ، أومأَ بَاركر ثـم ألقى نظرة على ملابِسه
- مِن أين جاءَت تِلكَ السترة؟
= إنَّـها لي ، لَكِني راحِل الآن لذا إرتديتَها . إلى اللقاء !
أسرعَ فوكس إلى الخارِج و ثوانٍ حتى سمعَـا صوت إغلاق الباب ، أدارَ وجهَه إلى إيڤ التي لم تتحدَث منذُ دخلَ إلى غرفتِها
- ما بِكما؟
= ما بِنا؟
- إيڤ أنا أسألكِ .. ما بِكما؟
= آه ، ذلك؟ فـ...فقط فوكس يتصرَف على طبيعتِه ، تعرِف!
- يبدو أن التخرُّج أثرَ عليكما . على كلٍ ، أيُـمكنكِ تحضير أي طعامٍ لي ؟
= بـ..بـالطبع.
دخلَت إلى المَطبَخ ، تِلكَ الحالة المُـرثى لها منذُ كانَ إيريك هنا صباحًا ، ألقَت نظرة سريعة على المَطبَخ قبلَ أن تقَع عيناها على بَقايا السجائِر الخاصة بِـإيريك ، نظرَت إلى الخارِج كي تتأكَد أنَّ والِدها ليسَ خلفَها كَنوع من أنواع محاولة مَعرفة سبب تصرُّفها على نحوٍ غريب هي وفوكس! فوكس!!!!!!
= لِمَ هربتَ أيُّـها الجبان! عُـد الآن .
- آسف إيڤ، لا أستطيع!
= مـ..ما الذي تقولَـه؟
نظرَت إلى الخارِج مرة أخرى تطمئِن على الوضع بِقلق
= فوكس، يجب أن تعود ! أنا .. لا أعرِف ماذا أفعَل إن جاءَ إيريك فجأة!! ألستَ صديقي؟
- حسنًا عِندما يتعلَق الأمر بِوالدكِ فَـيمكنكِ إعتباري لستُ كذلك.
= فوكس ، لا تمزَح أرجوك .
- أنا لا أمزَح! تخيلي ما إن يعرِف والِدكِ بِـمعرفتي أن إيريك هنا وأنَّـني تركتكِ تُقابلينَـه بَل وأيضًا بقى في منزلكِ ، سَـيقتلني إيڤ!
= لِتذهَب إلى الجحيم!
- أتمنى رؤيتكِ هناك!
أغلقَت المُكالمة وضغطَت على شفتيِها بِقوة حتى نزفَت تقريبًا ، والِدها حرفيًا يكرَه إيريك!
= فقط .. إبقى مَفقودًا قليلًا أكثَر!
يا لها مِن أمنية غريبة!!
أعدَت الطعام تحتَ مراقبة والِدها لِتصرفاتِها الغريبة ، كل دقيقة كانَت تنظُر نحو الباب وتتمنى لو أنَّـه لا يأتي الآن لكِن .. لِمَ أتى والِدها فجأة ؟
= أنتَ لم تُـخبرني بِـمجئيكَ هذه المَرة.
جلسَ على الطاوِلة وقالَ
- في الحقيقة كنتُ أنوي الإحتفال بِـتخرجكِ معكِ .
= حقًا؟
- نعم ، لكنـي لم أستطِع أن آتي لِذا كنتُ أشعر بِالأسف قليلًا.
= لا بأس ، ذهبتُ مع فوكس لِمقابلة بعض الأصدقاء.
وضعَت الطبق أمامَ والِدها لكِنه رفعَ أمامَها سيجارة سائِلًا
- هل .. هذه لِبعض الأصدقاء أيضًا ؟
اللعنة ، مِن أين جاءَ بها ؟
= آ..آه هذه ؟ نعم! نعم، هي لِـروبرت.
قالَت أول اسم ظهرَ في عقلِها
- حقًا؟ هل هو صديق فوكس أيضًا؟ هل جاءَ إلى هنا؟
= نعم . أبي ، لِمَ لا تأكل وتذهَب للنوم ؟ حسنًا؟
خرجَت من المَطبَخ نظرَت إلى الباب بِخوف ، تشعُر أن الباب سَيفتَح في أي لحظة و ، مُفاجأة ، إيريك هنا!!!
تأكدَت أن ذلكَ فقط من تخيلاتِها وأن البابَ لن يُفتَح.
- إيڤ ، سَأذهَب إلى النوم . هل أنتِ بِخير؟
= نعم ، نعم ، بِخير .
- لا توقظِيني ، لم أنَـم منذُ فترة .
أومأَت له وسارَت في طريقِها لِغرفتِها بينمَا تتصِل به لكِن هاتِفه لايزال مُغلقًـا . أرسلَت له العديد من الرسائِل تُخبره أن والِدها هنا وألَّا يُصدر أصواتًـا ، نظرَت في الساعة وجدتَها الثانية بعدَ منتصَـف الليل لِـتستسلِم إلى النوم بِـهواجِس مرعِبة بِأن والِدها سَيكشِف أمرَها .
لم تستطِع النوم ، أمسكَت هاتِفها مُجددًا ولم تجِد ردًا منه والساعة الخامِسة صباحًا الآن ، خرجَت من الغرفة وكانَ كل شيء في المنزِل كما تركَته مِما يدل على أنَّـه لم يأتِ بعد!
= متى أصبَـحت مُعطلًا؟
خاطبَت السخان بينمَا كانَت في طريقِها إلى الإستحمام ، صعدَت إلى الحمام الخاص بِالغرفة الأخرى , غرفة إيريك , ولِحسن الحظ كانَ السخان هُناك ليسَ مُعطلًا . أنهَت الإستحمام سريعًا وإرتدَت ملابِسها في الحمام ، صرخَت من المنظَر
- أعتقِد أن لديكِ رغبة كبيرة في رؤيتي عاري الصدر!
همسَ إيريك بينمَا يضَع يدَه على فمِها ثم إتجهَ لِغلق الباب بِالمفتاح وعادَ إليها وهي كل تركيزِها على عضلاتِه لكنَّـها تغاضَت عن ذلك قائِلة
= أينَ كنت؟ أنتَ تكذِب لم تكُن مع چيد!
- كـ..كيفَ عرفتِ؟ أ..أعني ، ماذا ؟ لا كنتُ معه!
= كاذِب! چيد كانَ هنا وفوكس و والِـ.. أنت!!! هل رآكَ والِدي ؟
- لا تقلقي ، فوكس وضعَ أوراقًـا كثيرة بِالإيطالية محتواها أنَّـني مَيت إن عرفَ والِدكِ بأمري!
= إ..إيطالية؟
- لا بد أنَّـه عرفَ بِأمر زيارتي هُناك منذُ فترة .
= سَتخبرني بِكل شيء! لكِن ليسَ الآن .
حاولَت قدر الإمكان عدم النظرِ إليه كثيرًا كي لا يُلاحِظ ذلك ، توجهَت إلى الباب حينَ سمعَت صوتَ والِدها
- إيڤ، هل أنتِ هنا؟ هل كل شيء بِخير ؟
إقتربَ إيريك بِخفة مُهدِئـًا إياها وأشارَ لها أن تتحدَث بِراحة ، خرجَ صوتها متوتِرًا نتيجة إنتظار والِدها لِإجابة و إيريك المُقترِب منها جدًا
= نـ.. نعم ، أجل ، لا تقلق .
- لِماذا لستِ بِغرفتكِ؟
حاولَ والِدها فتح الباب لكنِّـه كانَ موصدًا
- لِماذا أغلقتِ الباب ؟ إيڤ ، بِجديَّة ماذا تفعلينَ؟
زادَ توترها كثيرًا وضغطَت على شفتيها بِقوة وقالَت فجأة
= لقد تعطلَ السخان في الأسفل لِذا أخذتُ حمامـًا هنا .
- حسنًا ، إفتحي الباب !
راقبَ إيريك ملامِحها وهي متوتِرة وخائِفة وصُدمَ حينَ قالَت
= أبي ، لِمَ لا تذهَب إلى النوم ؟ أنا عارية كثيرًا الآن!
عارية كثيرًا؟ هل هذا حتى وصف؟
حاولَ إيريك السيطرة على ضحكاتِـه وكتمِـها ، دقائِق حتى قالَ والِدها
- حسنًا ، ليلة سعيدة!
سمعَا صوت خطواتِه تبتعِد وبعدَها إغلاق باب غرفتِه لِتزفر بِراحة بينمَا تنظُر إلى ذلك القريب جدًا منها وصوتُ أنفاسِه يصل إليها
= لِـ.. لِمَ لا تبتعِد؟
- أنا أعرِف أنَّـكِ غاضِبة مني .
تجنَّـبت النظر إلى عينيه فَوقع نظرَها على سلسلة تذكرَت للتو أنَّـه كان يرتديها منذُ جاءَ تقريبًا ، أرادَت لمسَها إلا أنَّـه إبتعدَ بِسرعة وإرتدى قميصًا رائِعًا يُشبِـهه .
- هيا ، تعالِ!
همسَ بها بينمَا يستلقي على السرير ويُشير إليها أن تأتي بِجانِبه
= لِمَ سَآتي؟ أعطِني المُفتاح كي أذهَب إلى غرفتي.
- حسنًا ، ها هو!
رفعَ المُفتاح في الهواء فَاتجهَت نحوه تسحَبه لكنَّـها ما إن أمسكَته حتى أمسكَ هو الآخر بيدِها جاعِلًا منها تستلقي بِجانبه
- أنتِ عارية كثيرًا الآن ، لا يُمكنني السماح لكِ بِالخروج!
ضحكَت عِندما أعادَ عليها ما قالَته ، كانَت تضحَك ، ألقى نظرة سريعة على كل شيء حولَهما ، كل شيء ثابِت ، الـلوحات ، الدولاب ، الأزهار في أركان الغرفة ، الشباك ، حتى ملابِسـه المُعلقة بِإهمال ، كانَ كل شيء في مكانِه عدا قلبه!!
- لم تبتعدينَ هكذا؟ إقتربي قليلًا!
= لا ، لن أفعـ..
- لازالَت رائِحتكِ نفسها !
شعرَت بِالإضطراب ما إن أحسَت بِوجهه بينَ خصلات شعرها ، و يديه التي تُحاصِران خصرِها بِإحكام ، وجدَت نفسَها تستسلِم لِذلك الوضع ، أعجبَها كثيرًا ، رُبَّـما سَينسى ذلك أيضًا أو يعتذِر بِبساطة ، بِمناسبة الإعتذار هل كانَ يقصِد القُبلة حينَ ذكرَ أنَّـه يعرِف أنَّـها غاضِبة منه؟
- نعم ، كنتُ أقصِدها!
يا إلهي! هل يقرأ الأفكار ؟
- لا ، لم أقرأ أفكارِك!!
إستدارَت إليه بِوجه مُتعجِب وقالَت
= أشعر بِالرعب الآن!
- لِمَ؟
= ألَم تعرِف ما كنتُ أفكِر به منذُ لحظات؟
- فيمَ كنتِ تفكرين؟
= أنتَ تعرِف!
قربَّـها أكثَر منه حتى أصبحَت تشعُر بِرائِحة العطر الذي يضعَه ، همسَ
- لا أعرِف . أخبِريني!
= إنسى الأمر ، نام! هيا!
- إيڤ ، ما الذي تُفكرينَ به بينمَا أنتِ قريبة جدًا مني .. هكذا؟
= كيفية الهروب من هنا الآن! حالًا!
إبتسمَ بينمَا يُمرِر يدَه على وجنتِها وهمسَ غالِـقًا عينيه
- هذا لا يتناسَب مع أفكاري بتاتًا! أنتِ بريئـة جدًا .
حينَ شعرَت أنَّـه ذهبَ في النوم بِعمق ، أرادَت معرفة سِر هذه السلسلة ، إمتدَت يدَها بِصعوبة كي تُخرِجها من عنقِه إلَّا أن يدَه كانَت أسرَع ، فتحَ عينيه فجأة هامِسًا
- أصبحتِ شقية جدًا ، إيڤ!
= لِمَ تتصرَف هكذا؟!! أخفتَني!! تُشبِـه مصاصين الدِماء.
- حقًا؟
أمسكَ معصمَها حيثُ يوجَد الشريان الذي يتغذى منه مصاص الدِماء ، تصنَّـع أنَّـه حقًا يتغذى عليها ، توترَت حينَ لامسَت شفتاه يدَها ، ضغطَت على شفتيها بِقوة حينَ وجدَته يُحاصِرها على السرير
- أنا حقًا جائِع جدًا الآن!
إبتلعَت ريقَها وهي تراه يقترِب من رقبتِها يُقبِلها ، أبعدَته بِقوة حتى لا تتعرَض لِنفس الموقِف السابِق ، نظرَ إليها
- لا إعتذارات هذه المرة ، أنا مُتأكِد جدًا مِما أفعلَه!
= ألَن تتراجَع هذه المرة أيضًا؟
سقطَ جزء من السلسلة لم ينتبِه إليها إيريك لكِنـها إنتبهَت جيدًا إليها ، كانَ عليها توقع ذلك!!
- لن أفعَل! ليسَ وكأنَّـني تراجعَتُ عن قُبلة الصَباح!
إقتربَ دافِنـًا رأسه في رقبتِها مرة أخرى
- كيفَ يُمكِن لِـقربكِ أن يكون بِذلكَ اللطف؟
جرحَت شفتيها مرة أخرى عِندما شعرَت به يضَع قبلة أخرى على رقبتِها ، عادَ ينظُر إليها وكأنَّـه أصبحَ ثملًا فجأة
- قطرات الدماء على شفتيكِ تُثيرني! وأنا أكرَم من أن آمركِ بِمسحِها بِنفسك..
قبلَ أن يُـقبلها كانَت هي أول مَن فعل ، لم تخجَل , يا قادرة , كل شيء بها يُطالِبها ألَّا تبتعِد ، وكل شيء به يُخبرها بِإشتياقِه إليها . بدايًـة من تدخينـه ، تِلكَ الخطوط الرفيعة حولَ عينيه ، وتِلك الهالات السوداء المُحيطة بهما ، تذكرِه لِرائِحـتها ، نهايًـة إلى سلسلتِـه التي حُـفر عليها اسمها بِاللغة الإسكندنافية التي سبقَ وعلمَها إياها منذُ ستة سنوات ، حينَ كانَ كل شيء بِخير .
إستسلمَت للنوم بِجانِبـه ، كانَ مختلِفًا تِلكَ الليلة ، لم تستطِع النوم مرة أخرى ، كانَت تلمِس شفتيها كل حين كي تتأكد من واقعية الأمر ، لقد أخذَ شفتيها في عالمٍ آخر ، ويا ليتَ كل العوالِم كَخاصتِه!
نهضَت متوجِهة إلى الشباك كي تغلِقه إذ أن الشمسَ تُزعِجها ، وقعَت عينيها على أوراقٍ ما ، نظرَت إليه بِسرعة وهي تتذكَر أنَّـه لم يُخبرها أينَ ذهب!! الوقِح!!
أخذَت الأوراق التي تبينَ بعدَ عدة صفحات أنَّـها فحوصات طبية باسمه .. متى أجراهـا؟ تفحصَـتها بِعناية وهي لا تفقَه شيئًا بها ، وصلَت إلى الصفحة الأخيرة حيثُ كُـتبَ بِخطٍ عريض " التلخيص "
التشخيص النهائي : سـرطان رئة .
- ما الذي تفعلينَه؟
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
Chapter Eighteen .
سرطان ايه يعنيا؟؟ 😭😭
Відповісти
2020-08-07 09:13:32
1
Chapter Eighteen .
وتفققققق !!!!! ريكي حبيبي 💔💔💔💔
Відповісти
2020-08-09 10:32:30
1