Chapter Ten .
كانَت إيڤ تستمِع إلى چيد بينمَا يتحدَث بِصمتٍ ، لم يكُن غريبًا عليها معرفة أنَّ والِدتها خائِنة لكِن كانَ صعبًا عليها التأكُّـد من ذلك أمام چيد وريك ، الشعور بِالحرج الشديد سيطرَ عليها بِدرجة لم تبكِ !
- لِمَ لا تتحدَثينَ سيدة روز ؟
الأخرى إستمعَت بِصدمة ، لم تتوقَع أن يَكشِفها ابن عشيقِها الأكبر ، كانَ يجِب عليها الدفاع عن نفسِها حتى وإن كانَت كاذِبة فـإن العادات تأمـر بِذلك
= مَن قالَ لكَ ذلك ؟ أنتَ كاذِب!
إنفجرَ چيد ضاحِكًا وقالَ
- آه ، أنتِ حقًا وقِحة!!! لازِلتِ تدافعينَ؟
= إن كانَ إثبات برائَتي أمام ابنتي وقاحة إذن أنا وقِحة!
ضغطَ چيد على فكِه إلى أن ظهرَت عظامِه دليلًا على غضبِه ، نهضَ من مكانِه متوجهًـا إليها بِسرعة
- أنتِ حقًا وقِحة جِدًا ، حقيرة ، كاذِبة ، مُنافِقة!! ألَم يُخبركِ أبي أنَّـني أكرَه تِلكَ الصفات ؟
تدخلَ ريك هامسًا لِأخيه
= چيد يَكفـ..
- إنتظِر ريك!!
أمرَ أخيه ورمقَ روز بِنظراتٍ مُـستحقِرة
- ابنتكِ تِلكَ التي تتحدَثينَ عنها بِكل وقاحة ، أنتِ لا تعرفينَ عنها شيئًا! ابنتكِ التي تُحاوِلين بِمكرٍ إخفاء حقيقتكِ عنها أنا مُتأكِد أنَّـها كانَت تعرِف بِالفِعل أنَّـكِ خائِنة!!
= أنتَ لستَ وصيًا عليها!
- إذًا مَن يكون الوصي ؟ أنتِ ؟ إن كنتِ أنتِ ، لِمَ بقيتِ الليل لدينا مراتٍ عديدة ؟ هل يقوم الوصي بِهذه الأشياء ؟!
أضافَ بِغضبٍ
- بِربكِ روز ، أي أُم لن تغضَب على ابنتِها عِندما تدخل وتجِد أنَّـها كانَت تجلِس مع رجلينِ ؟ حتى إن كانوا أصدقاءَها ؟
- ألا تعتقدينَ أنَّـكِ وقِحة بعدَ كل هذا ؟
سكتَت الخائِنة بينمَا تُراقِب وجه إيڤ الخالي من التعابير نِهائيًا وصدرَها الذي يعلو ويهبِط علامة على ضيق تنفسِها ، سَـتستخدِم آخر كارت لها ، نطقَت الوقِحة
= هل رُبَّـما تعرِف إيڤ بِما فعلتَه قبل ثماني سنوات ؟
توسَّعت أعين كل الحاضرين خصوصًا إيريك الذي قررَ أنَّـه لن يسمَح لها بِمعرفة كل ذلك في يومٍ واحِد ، سَيندَم على ما سَيفعلَه لكِن لا بأسَ إن كانَ ذلك لِمصلحتِها في النهاية ، صحيح ؟!
إمتدَت يدُه تُمسِك بيدِها بينمَا يُغمِض عينيه بِقوة كي لا يرى تِلكَ الأعراض تُهاجِمها أمامَه بل وهو المُتسبِب بها
لكِن .. لِمَ لا يحدُث شيء ؟
ضغطَ على يدِها بِشكلٍ أقوى فَوجدَها تضغَط هي الأخرى علي يدِه وكأنَّـها تستنجِد به مِما يحدُث ، وضعَ تساؤلاتِه جانِبًا وقررَ إمساك يدِها بِصمتٍ !
- ما عِلاقة إيڤ بِما إرتكبتَه أنا ؟! أتبحثينَ عن أي سببٍ ؟
نظرَت روز إلى إيڤ التي تُطالِعها بِعجز وقالَت
= إيڤ .. ابنتي!
هبطَت دموعَها بِغزارة فجأة فَـمسحَتها بِسرعة وبِقوة قائِلة
- كنتُ أتمنى أن تُحادِثيني بِتلكَ النبرة الحنونة منذُ زمن لكنَّكِ دائِـمًا كنتِ مُنشغِلة بِأشياء أخرى!
عادَت تبكي مرة أخرى
- أ..أنا حتى لا أستطِيع كرهَكِ!!!
= أرجوكِ لا تكرهيـ..
- لكنِّي سَأحاوِل !
أفلتَت يد إيريك وغادرَت إلى غرفتِها .
كانَ السبَب لا يستدعِي البكاء إذ أنَّـها كانَت تعرِف بِالفِعل عن الأمر ومعرفة هوية الشخص لن تهُم ! كانَ الأمر أكبَر من ذلك . نسيَت أن تبكي في المواقِف الصعبة التي كانَت تستحِق ذلك ، تجاوَزت كل الأمور الشاقة إعتقادًا أنَّ كل شيء سَيصبِح بِخير ، تجاوَزت كل ما لم يكُن عليها تجاوزه ثُمَّ إنفجرَت لِسببٍ تافِه لا يُـذكَر!
لو يتوقَف الزمن في تِلكَ اللحظة فقط! وتعود بِه إلى الخلف منذُ ثماني سنوات تقريبًا ؛ لم تكُن لِـتحزَن على إهمال والِدتها لها ، لم تكُن لِـتتراهَن مع ليكس مُجددًا ، ولم تكُن لِتخرج إلى ذلك الشارِع الذي حذرَتها منه والِدتها في المرات القليلة التي تحدثَت معها . لو عادَ بها الزمن كانَت لِتتخلى عن مساعَدة ذلك الشخص ، كانَت لِتترُكه واقِعًـا على الأرض وتمضي في طريق عودتِها دونَ أن تلتفِت له ، كانَت مُشكلتها مِن البداية هي السذاجة!
طرق خفيف على الباب تبعَه دخول چيد ويبدو عليه الحرَج أغلقَ الباب خلفَه وجلسَ على الكرسي القريب منها
= إيڤ أنا حقًا آسف! لم أُفكِر وإنفعلت مرة واحِدة ..
لم ترُد مِما جعلَه يقترِب بِكرسيه أكثَر
= ألَن تقولي شيئًا ؟ أي شيء!
- أنا لستُ غاضِبة منكَ! لا تقلق .
= لكنَّكِ لا تتحدَثينَ كيفَ لا أقلَق ؟
إعتدَلت كي تُقابِل وجهه وألقَت عليه سؤالَها
- ماذا حدث منذُ ثماني سنوات ؟
توترَت نظراتُ چيد ونظرَ إلى الأرض وقالَ بِأسى
= لا شيء يخُصكِ حقًا إيڤ! أخطاء الماضي تُلاحِقني فقط .
- ما هي تِلكَ الأخطاء ؟
= سَتكرهينَني إن أخبرتُـكِ .
- لا تحكُـم على أفعالي مُسبَقًا .
= لكنَّكِ سَتفعلين! القليلون مِمن أخبرتُهم فعلوا .
- إذن أنتَ لن تُخبِرني.
نظرَ في عينيها بِعمق وكأنَّـه يترجَاها أن تتوقَف
= لن أفعل لكِن رُبَّـما يومًا ما سَأخبِركِ .
ونهضَ خارِجًا من غرفتِها قبلَ أن يُدلي بِكل شيء أمامَها ، كانَ ذلك الأمر نقطَة ضعفِه ، كيفَ يحكي شخص شيئًا يُرهِقه دونَ أن يُفكِـر في النتائِج؟
••••
الثالِثة فجرًا ، غرفة إيڤ
طرقَ الباب وفي يدِه طبق يوجَد به طعام لها ، فتحَ الباب! بِالتأكيد هي لا تُبدِل ملابِسها أو شيءٍ كهذا . نظرَ بِنصف عين إلى الغرفة يتفحَصها ودخلَ عِندما رأى جسدَها الصغير يتوسَط السرير ، إقتربَ جالِسًا على طرفِ سريرِها وهزَّ قدمَها كما فعلَت معه
- إيڤ! هل أنتِ نائِمة ؟
حركَت قدمَها وضربَته في بطنِه
= نعم أنا نائِمة في الواقِع! ما الذي أتى بِك في هذا الوقت ؟
سألَته وهي تعتدِل وتجلِس ، قالَ
- ألستِ جائِعة ؟ لم تُكمِـلي طعامَكِ لِذا ..
قاطَعته
= ألستَ أنتَ أيضًا جائِع ؟
- لا لستُ جائِع .
أخذَت منه الطبَق وبدأَت تأكل بِبطيءٍ إلى أن قالَت وهي تضَع الطبق جانِبًا
= أتريد التحدُّث عن الأمر ؟
- أشعُر أنَّـه يجِب على أحدٍ آخر سؤال كلينا!!
ضحكَت وضحكَ هو الآخر ثُمَّ قال
- هل تحدَث معكِ چيد ؟
= لازِلت لا أفهَم ما الذي يُخفيه عني ! لِمَ لا تُخبِرني أنت؟
- هل تُريدينَ رؤية اسمي في صفحة الوفيات غدًا ؟
= هل الأمر بِتلكَ الخطورة ؟
- رُبَّما هو كذلك! بِالإضافة إلى أنَّني مُتأكِد أن چيد سَيخبركِ!
= سألتَه عِدة مرات ولم يُجِـبني .
- الموضوع حساس بِالنسبة له ، لا يعرِفه أحد سوى أنا ووالِدي .
همهمَت ثُم عمَّ صمت آخر فصلَه ريك
- بِالمناسَبة خرجَت والِدتكِ .
= حقًا ؟
- نعم ، وغدًا عطلة!
نَظرَت له بِعدم فَهم وقالَت
= لم أفهم!!
- أعني ما رأيكِ بِفعل أي شيءٍ مسلي ؟
= هل أنتَ طفل ؟ ماذا سَنفعَل في الثالِثة فجرًا ؟
إقتربَ من وجهِها كثيرًا ثُـمَّ همسَ بِجانِب أذنِها
- أستطيع أن أريكِ أنَّـني بالِغ ..
وأكملَ جملتَه أمام شفتيها
- جِدًا!
إبتلَعت ريقَها بِسرعة قائِلة بِأكثر نبرات الثبات التي تمتلِكها
= إبتعِد!!
لم يبتعِد! إقترَب أكثَر ووضعَ أنفَه بِقرب شعرِها و قالَ
- بِماذا تغسلينَ شعركِ؟
كانَ قربُه مُستفِزًا جِدًا ، تكاد تُجزِم أنَّ عطرَه قد إلتصَق بها
= سَأستعمِل دماءَك إن لم تبتعِد!
ضحكَ إيريك وقد لاحظَت تِلكَ الخطوط اللطيفة بِجانِب عينيه وإبتعدَ فورًا وإتجَه نحو الباب . قالَ بِنبرة لعوبة
- إيڤ . هل يُمكِنني النوم بِجانبكِ الليلة فقط ؟
أومأَت فَسار عائِدًا حيث سريرِها لكنَّـه توقَف حينَ سمعَ
= كَـجثة بِالطبع!!
- لـ..لا بأس .. سأكون مُستيقِـظًا إن إحتجتِ شيئًا !
أغلقَ الباب خلفَه وإبتسمَت إيڤ لِظلِه الهادِئ ، كُل شيء يُحيط به مُـميز ، أحادِيثه التافِهة والبالِغة أوقاتًا كثيرة ، نظراتِه الغاضِبة التي تتحوَّل إلى أخرى لطيفة في نفس الثانية ، حتى ملابِسه لطيفَة و رجوليَّـة جِدًا في نفس الوقت . كيفَ يقدِر على فعل ذلك ؟!
••••
بعدَ أسبوع
لا يوجَد غير منزِل بَاركر الذي يصدُر منه صوت ، چيد بينمَا يروي فضائِح أخيه ، و ريك الذي يَمنعه ويعجَز عن ذلك ، و إيڤ وفوكس وهما ساقِطان على الأرض عاجزان عن الحركة مِن فرط الضحك !
أنهى چيد ما بدأَه ثُمَّ قالَ بِمنتهى الجِدية موجِـهًا حديثَه لِإيڤ التي لاتزَال تُحاوِل نسيان ما قالَه چيد كي لا يغضَب إيريك
= إيڤ ، ما رأيكِ بِالخروج معًا غدًا ؟!
نطقَ فوكس مُـتحمِسًا
- رائِع!! چيد لِنذهَـ..
= لقد قلتُ إيڤ! أنا وهي وفقط!
راقبَ چيد بِخـبثٍ ملامِح ريك التي تتحوَّل تدريجيًا إلى الغضب وبدأت يداه بِالإرتعاش لا إراديًا كما يحدُث كُلما أغضبَه شيء ما ، لم يتحدَث وذلكَ أسوأ لو تعلَمون .
لم تخفَ تِلكَ الأشياء على كل الحاضِرين خصوصًا إيڤ! قالَت مُـحاوِلة إخماد تِلكَ النيران بِجانِبها
- چيد يمزَح ، تعرِفه !
= لم أكُـن أمزَح ، أنا جاد .
أغمضَت عينيها بينمَا تهمِس هي وفوكس في وقتٍ واحِد
- اللعنة!
إبتسمَ إيريك في النهاية وقالَ
= أرسِل لي المَكان ، سَأقوم بِتوصيلِها بِنفسي .
- لا ، لا داعٍ! سآتي لأخذِها .
= هذا أفضَل!!
نظرَ إيريك إلى فوكس وقالَ مُغيرًا الحديث
= فوكس ، أخبِر أبي أن يدفَع لي إشتراك Netflix لِمدة كبيرة .
- ولِمَ سَأخبِره أنا ؟! ألستَ ابنه ؟
= لكنَّكَ تذهَب هناك أكثَر مني .
تذكرَت إيڤ شيئًا مُهمًـا!!! المرة الأولى التي إلتقى بِها فوكس و والِدتها ، أكانَ يعرِف مُسبَـقًا؟!
= فوكس ، هل كنتَ تعرِف بِأمر والِدتي ؟!
باغَته السؤال فجأة ، نظرَ إلى چيد الذي أشارَ له بِإخبارِها
- نعم .
= ولم تُخبِرني ؟ أو تُخبِر ريك ؟
- مـ..ماذا سَأقول ؟ الأمر مُحرِج جِدًا!
= كانَ عليكَ إخباري على الأقل .
- حسنًا آسف .
تذكرَت فجأة سِر أسئِلة والِدتها لِـإيريك ، ومعرفة چيد بِـاسم والِـدتها ، و طريقتِه المُستفِزة في الحديث معَها قبلَ أن يكشِفها أمامَ الجميع . لقد كانَ كل شيءٍ واضِح لكنَّـها لم تنتبِه!
- إذًا إيڤ ، متى سَتكونينَ جاهِزة ؟
عادَ چيد إلى موضوعِه الأساسي ، قالَت بِِتردد
= الـسابِعة؟ الثامِـنة؟ لا أعرِف!
ردَّ إيريك بِبرود
- أعتقِد السابِعة جيد! لكِن قُم بِإعادتَها مُبكِرًا!! تعرِف .. المدرسة .. الدراسة .. الإمتحانات .. التخرُّج و تِلكَ الأمور !
ضحكَ چيد عاليًا وقالَ
= لا تقلَق أيُّـها الأب البديل! لن نتأخَر .
صارعَ إيريك رغبتَه في تركِ إيڤ والصعود إلى الأعلى لكنَّـه بقى كي لا تقول أنَّـه مثلًا غاضِب أو شيء كهذا ! لكِن هو ؟ هو ليسَ غاضِبًا أبدًا!!!!
رحلَ چيد بعد مدة وبقى فوكس معهم ، قالَ له إيريك
- ألن ترحَل؟
= لِمَ تريدَني أن أرحَل؟ أخشى أنَّـكَ تُخفي شيئًا! ٠
- لـ..ماذا سَـأُخفي شيئًا!! إرحل فَحسب هيا .
= لن أرحَل ! بِالمناسَبة أينَ إيڤ ؟
- بِالطبع تكتُب في مذكِرتها اللعينة أنَّ چيد سَـيخرُج معها!!
= لِمَ أنتَ غاضِب إذن؟
- لستُ غاضِب!!
جلسَ بِجانِبه وضيَّـق عينيه
= أنتَ كذلك! هل أنتَ كذلك لأنَّ إيڤ سَتخرُج مع چيد ؟
- بِـ.. بِالطبع لا !!
ثم ضربَه قائِلًا
- أنت !! إرحل هيا إرحل!!!
••••
اليوم التالي في المَدرسة
لم تُزعِجها ليكس وهو شيء غريب جِدًا جِدًا!! قابَلت فوكس في فترة الراحة ، جرى إليها قائِلًا
- لِمَ أنتِ هنا ؟ أليسَ مِن المُفترَض أن تستعدي لِلخروج مع چيد؟
= وهل سَأستعِد قبلَها بِـكل هذا ؟
حكَّ رقبتَه موافِقًا ، سألَته
- أينَ إيريك؟
= لقد إتصلَ به والِده وإستأذنَ وذهبَ إليه!
- والِده؟ لِمَ؟ هذا غريب!
= حسنًا ليسَ غريب كليًا لكِنَّـه مريب أيضًا!
- ألا تعرِف السبب ؟
= يُمكِـنكِ سؤالَه عِندما تجدينَه .
- الجميع يحمِل أسرارًا !!! لم أسأل أحدًا منكم سؤالًا واحِدًا وأجابَني!
قهقه فوكس وأردفَ
= لكِن تِلكَ المرة أنا حقًا لا أعرِف .
- حسنًا سَأذهَب .
مشَت حتى مُنتصف الردهة لكن توقفَت بِسبب نداءِه
- ماذا تريد ؟
إقتربَ قليلًا ووضعَ يدَه على خدِها بِبطيءٍ فَانتفضَت مُبتعِدة بينمَا تسعَل بِقوة وأحدثَت يدُه علامات خفيفة حمراء ، نظرَ إلى ما يحدُث بِلا ملامِح ثم إعتذرَ منها عدة مرات وهو يُساعِدها في أخذ الدواء وتركَها عائِدًا إلى فصلِه . همسَ وهو يُراقِبها من بعيد تُعاني تِلكَ الأعراض مُجددًا
= لِمَ قالَ چيد أنَّـها تعافَت؟
بعدَ إنتهاء اليوم في المدرسة هاتفَت إيڤ إيريك كثيرًا لكن هاتِفه كانَ مُغلَقًـا وفوكس كالعادة لا يعرِف وإن عرفَ لن يُخبِرها ، في الطريق إتصلَ بها والِدها . لم تكُن تعرِف هل يعرِف ما حدث أم لا ؟ قررَت إلتزام الصمت
- كيفَ حالَك بَاركر ؟
= بِخير وأنتِ ؟
- جيدة جِدًا!
= بِالمناسَبة أنا قادِم غدًا .
- غـ..غدًا؟
= أجل غدًا! هل .. يوجَد شيء؟
- آ..آه ، حسنًا .. في الحقيقة ..
= عليَّ الذهاب الآن ، إيڤ سَـأُحادِثكِ لاحقًا!!!
أغلقَ المُكالمة عِندما كانَت على وشك إخبارِه ، إتصلَت بِـإيريك مرة أخرى لكِن .. لا رد !
أسرعَت إلى المنزِل وعِندما وصلَت كانَ الباب مفتوحًا ، دخلَت بِسرعة بينمَا تُنادي عليه ، بحثَت في المَطبَخ ، غرفة المَعيشة ، غرفتِها لَعلَه يبحَث في أغراضِها ثانيًة ، في النهاية صعدَت إلى غرفتِه لِتجِد بابَها مفتوحًا هو الآخر ، دخلَت بينمَا تُنادي عليه بِصوتٍ مُنخفِض . وجدَته يجلِس على السرير وظهره لها تنهدَت بِراحة بينمَا تتوجَه إليه
- أينَ كُنت؟ بحثتُ عنكَ في المنزِل كله !!
لم يرُد عليها ، ذهبَت لِتقف في وجهه
- إيريك ، هل أنتَ بِخير ؟
فوجِئت به ينظُر إليها بينمَا ملامِحه باهِتة جِدًا! لم يكن إيريك كما كانَ من قبل ، كانَ في حالة يُرثى لها!! عينيه مُنتفختين أثر بكاءٍ شديد ، إنقبضَ قلبُـها من رؤيتِه هكذا
- مـ..ماذا حدث ؟ لِمَ أنتَ هكذا ؟
جلسَت بِجانِبه وقد إستعدَت لِلبكاء
- أخبِرني ريك ما الذي حدث ؟
توقفَت دموعه ونهضَ متوجِهًا إلى الدولاب أخرجَ تِلكَ السترة الغريبة ، عادَ إليها بينمَا يرتدي السترة بِإهمال وأمسكَ معصمَها كي تقِف ، نظرَ بِعينين حزينتين إليها وتكلمَ أخيرًا
= فقط عانِقيني!
لم تتردَد بينمَا تُعانِقه بِقوة وهو فقط يُغمِض عينيه مُكمِلًـا بُكاءَه ، تذكرَ أنَّـه أمسكَ بيدِها ولم تتألَم فَبادلَها العِناق حتى إختفَت بينَ ذراعيِه
- أ..أنا لا أتألم!
قالَتها بِصدمة وهي تبتعِد عنه لكنَّـها لم تنتظِر إجابتَه
- هذا لا يهم ، ما الذي حدث؟
= كيفَ لا يهم ؟ أنتِ تعافَيتي !
- لن نتحدَث حتى تُخبِرني ما بِك .
رمى بِجسده على السرير بِضعف
= تذكرتُ شيئًا من الماضي .
- ما هو ؟
= سَأُخبركِ حينَ تعودينَ من موعدكِ غير المهم من چيد!
- كيفَ تتحوَّل هكذا ؟ ألم تكُن تبكي؟
= لا تسألي إيڤ!
- لن أسأَل عن أي شيء بعدَ الآن !!
سارَت مُبتعِدة عنه وأردفَت
- لكن تأكَد سيد ستِيفنسون أنَّـني سَأسأل عن كل شيء خاص بك!!
أمضَت الساعات المُتبقيَة في غرفتِها وخرجَت حينَ قاربَ چيد على الوصول . لازالَ ريك في غرفتِه يتصنَّع النوم ، جلسَت على الأريكة بِملل تنتظِر وصول چيد حينَ وجدَت إيريك قادِمًـا نحوها
= أريني ماذا ترتدين !
- لِماذا!؟
= فقط أريني !
توجهَت إلى مقبس الإضاءة وقامَت بِزيادة وضوح الضوء .
ملابِس عادية جِدًا ، بنطلون واسِع ، حذاء رياضي ، لا تضَع مساحيق التجميل ، هذا جيد ! ينقُصها فقط شيء واحِد!
= هذا بِالضبط ما كنت سَأنصحكِ به!
- هل هو جيد ؟
= چيد يحِب تِلكَ الأشياء جِدًا!!
- حقًا؟
= سَيُخبِركِ بِنفسه!
قامَ بِربط شعرِها بِإحتراف
- لِمَ .. لِماذا تفعل ذلك ؟
= چـ..چيد يُحب الشعر هكذا!!
نظرَ لها طويلًا وكأنَّـه يحفَظ ملامِحها ، وكأنَّـه لن يراها مرًة أخرى!
••••
بعد ساعة أمام مبنى يبدو عليه الثراء
- لكِن .. چيد لِمَ نحن هنا ؟
= لأنَّـني أحتاج إلى إخبارِك بِشيء هام .
- حـ..حسنًا .
بدأت تشعُر بِالقلق بينمَا يصعدا معًا إلى الطابِق الخامِس تقريبًا ، لاحظَ هو ذلك فقال
= لا تقلقي لن أختطفكِ أو شيء كهذا!
إبتسمَت بينمَا تمنَّـت لو أنَّـها إستمعَت إلى ريك ولم تأتِ
= بِالمناسَبة ، هل هذا ذوق إيريك ؟
تحدَث مُشيرًا إلى ملابِسها
- نعم !
تحدَث ضاحِكًا
= كما توقعت!
فتحَ شقة كانَت موجودة في ذلك الطابِق ، دخلَ وإنتظرَ خطواتِها المتردِدة أن تفعَل المثل
= لِمَ أنتِ خائِفة إيڤ؟ لا تقلقي عشرة دقائِق فقط ولن نتقابَل مُجددًا!
توسَّعت عيناها وقالَت وهي تُغلِق الباب وراءَها
- لِمَ؟
= لِأنَّـكِ سَتبتعدين عني ما إن أُخبِرك!
- لِماذا سَأفعل؟
= قبلَ آخر مُحادثة بيننا أريد أن أقول لكِ أنَّ إيريك قد إختارَ لكِ كل ما أكرهه! لكنِّي لستُ مُتفاجِئ .
سارَ نحو أريكة ما وبدأ يحكي
= لم تكُن المرة الأولى التي أراكِ بها في منزلكِ إيڤ! كانَت منذُ ثماني سنوات!
- مـ..ماذا؟ كـ..كيف؟
= إنَّ من عاداتي أن أشربَ كثيرًا! مُتأكِد أن فوكس أو ريك حذروكِ من ذلك ، في تِلكَ الليلة كنتُ أنظُر من الشرفة ..
ضغطَ على شفتيه بينمَا يستعِد لِسرد أسوأ واقِعة في حياتِه
= كانَت توجَد فتاة صغيرة تمشي أمام منزلي ، راقبُتها جيدًا حتى توقفَت عند سيارتي ، نظرَت وراءَها ولاحظتُ وقتَها ذلكَ الشاب الواقِع على الأرض ، ترددَت وأكملَت طريقَها مُبتعِدة ..
أخذَ نفسًا عميقًا وأردفَ
= تساءَلت في نفسي ' أينَ هي براءَة الأطفال ؟ ' لِأنَّـني رأيتُها تبتعِد وترفُض مساعدته ، لكِن تجمَّدت حينَ وجدتُها تعود مُسرِعة إليه وتُلقي تِلكَ الحلوى بيدِها بعيدًا حيثُ سيارتي !
= لا أحتاج إلى القول أنَّـكِ كُنتِ تِلكَ الطفلة صحيح ؟
كانَت دموعها تتسابَق على النزول حينَ أكملَ مُتجاهِلًا كل ذلك
= لقد رأيتُه بينمَا يبتسِم لكِ ، إنَّـني حتى لا أتذكَر أنَّني رأيتُ شيئًا بِذلك الوضوح من قبل!
= لِكن حينمَا سارعتُ أقدامي الثملة ووصلت ، كانَ كل شيء قد حدثَ بِالفعل!! لم أحادِثكِ ولم أستطع حتى توصيلكِ للمشفى! لم يتبقَ منكِ سوى دماء و قِطعة مَارشيملو .
= حتى الآن ، أنتِ الشئ الأول والأخير الذي أتذكَره بينمَا أثمَل! لم أتذكَر شيئًا من قبل في تِلكَ الحالة .
مسحَت دموعَها غير المُنتهية وقالَت
- مَن هو ؟ أخبِرني مَن هو ؟!!
= لكنكِ قد أصلحتيني إيڤ! لقد فعلتِ كل ما لم تقدِر أي عقيدة على فعلِه!
- أسألَك مَن هو ؟!
= لقد قتلتَه!
= و سُجِنت خمسة سنوات!
- لِمَ لا تتحدَثينَ سيدة روز ؟
الأخرى إستمعَت بِصدمة ، لم تتوقَع أن يَكشِفها ابن عشيقِها الأكبر ، كانَ يجِب عليها الدفاع عن نفسِها حتى وإن كانَت كاذِبة فـإن العادات تأمـر بِذلك
= مَن قالَ لكَ ذلك ؟ أنتَ كاذِب!
إنفجرَ چيد ضاحِكًا وقالَ
- آه ، أنتِ حقًا وقِحة!!! لازِلتِ تدافعينَ؟
= إن كانَ إثبات برائَتي أمام ابنتي وقاحة إذن أنا وقِحة!
ضغطَ چيد على فكِه إلى أن ظهرَت عظامِه دليلًا على غضبِه ، نهضَ من مكانِه متوجهًـا إليها بِسرعة
- أنتِ حقًا وقِحة جِدًا ، حقيرة ، كاذِبة ، مُنافِقة!! ألَم يُخبركِ أبي أنَّـني أكرَه تِلكَ الصفات ؟
تدخلَ ريك هامسًا لِأخيه
= چيد يَكفـ..
- إنتظِر ريك!!
أمرَ أخيه ورمقَ روز بِنظراتٍ مُـستحقِرة
- ابنتكِ تِلكَ التي تتحدَثينَ عنها بِكل وقاحة ، أنتِ لا تعرفينَ عنها شيئًا! ابنتكِ التي تُحاوِلين بِمكرٍ إخفاء حقيقتكِ عنها أنا مُتأكِد أنَّـها كانَت تعرِف بِالفِعل أنَّـكِ خائِنة!!
= أنتَ لستَ وصيًا عليها!
- إذًا مَن يكون الوصي ؟ أنتِ ؟ إن كنتِ أنتِ ، لِمَ بقيتِ الليل لدينا مراتٍ عديدة ؟ هل يقوم الوصي بِهذه الأشياء ؟!
أضافَ بِغضبٍ
- بِربكِ روز ، أي أُم لن تغضَب على ابنتِها عِندما تدخل وتجِد أنَّـها كانَت تجلِس مع رجلينِ ؟ حتى إن كانوا أصدقاءَها ؟
- ألا تعتقدينَ أنَّـكِ وقِحة بعدَ كل هذا ؟
سكتَت الخائِنة بينمَا تُراقِب وجه إيڤ الخالي من التعابير نِهائيًا وصدرَها الذي يعلو ويهبِط علامة على ضيق تنفسِها ، سَـتستخدِم آخر كارت لها ، نطقَت الوقِحة
= هل رُبَّـما تعرِف إيڤ بِما فعلتَه قبل ثماني سنوات ؟
توسَّعت أعين كل الحاضرين خصوصًا إيريك الذي قررَ أنَّـه لن يسمَح لها بِمعرفة كل ذلك في يومٍ واحِد ، سَيندَم على ما سَيفعلَه لكِن لا بأسَ إن كانَ ذلك لِمصلحتِها في النهاية ، صحيح ؟!
إمتدَت يدُه تُمسِك بيدِها بينمَا يُغمِض عينيه بِقوة كي لا يرى تِلكَ الأعراض تُهاجِمها أمامَه بل وهو المُتسبِب بها
لكِن .. لِمَ لا يحدُث شيء ؟
ضغطَ على يدِها بِشكلٍ أقوى فَوجدَها تضغَط هي الأخرى علي يدِه وكأنَّـها تستنجِد به مِما يحدُث ، وضعَ تساؤلاتِه جانِبًا وقررَ إمساك يدِها بِصمتٍ !
- ما عِلاقة إيڤ بِما إرتكبتَه أنا ؟! أتبحثينَ عن أي سببٍ ؟
نظرَت روز إلى إيڤ التي تُطالِعها بِعجز وقالَت
= إيڤ .. ابنتي!
هبطَت دموعَها بِغزارة فجأة فَـمسحَتها بِسرعة وبِقوة قائِلة
- كنتُ أتمنى أن تُحادِثيني بِتلكَ النبرة الحنونة منذُ زمن لكنَّكِ دائِـمًا كنتِ مُنشغِلة بِأشياء أخرى!
عادَت تبكي مرة أخرى
- أ..أنا حتى لا أستطِيع كرهَكِ!!!
= أرجوكِ لا تكرهيـ..
- لكنِّي سَأحاوِل !
أفلتَت يد إيريك وغادرَت إلى غرفتِها .
كانَ السبَب لا يستدعِي البكاء إذ أنَّـها كانَت تعرِف بِالفِعل عن الأمر ومعرفة هوية الشخص لن تهُم ! كانَ الأمر أكبَر من ذلك . نسيَت أن تبكي في المواقِف الصعبة التي كانَت تستحِق ذلك ، تجاوَزت كل الأمور الشاقة إعتقادًا أنَّ كل شيء سَيصبِح بِخير ، تجاوَزت كل ما لم يكُن عليها تجاوزه ثُمَّ إنفجرَت لِسببٍ تافِه لا يُـذكَر!
لو يتوقَف الزمن في تِلكَ اللحظة فقط! وتعود بِه إلى الخلف منذُ ثماني سنوات تقريبًا ؛ لم تكُن لِـتحزَن على إهمال والِدتها لها ، لم تكُن لِـتتراهَن مع ليكس مُجددًا ، ولم تكُن لِتخرج إلى ذلك الشارِع الذي حذرَتها منه والِدتها في المرات القليلة التي تحدثَت معها . لو عادَ بها الزمن كانَت لِتتخلى عن مساعَدة ذلك الشخص ، كانَت لِتترُكه واقِعًـا على الأرض وتمضي في طريق عودتِها دونَ أن تلتفِت له ، كانَت مُشكلتها مِن البداية هي السذاجة!
طرق خفيف على الباب تبعَه دخول چيد ويبدو عليه الحرَج أغلقَ الباب خلفَه وجلسَ على الكرسي القريب منها
= إيڤ أنا حقًا آسف! لم أُفكِر وإنفعلت مرة واحِدة ..
لم ترُد مِما جعلَه يقترِب بِكرسيه أكثَر
= ألَن تقولي شيئًا ؟ أي شيء!
- أنا لستُ غاضِبة منكَ! لا تقلق .
= لكنَّكِ لا تتحدَثينَ كيفَ لا أقلَق ؟
إعتدَلت كي تُقابِل وجهه وألقَت عليه سؤالَها
- ماذا حدث منذُ ثماني سنوات ؟
توترَت نظراتُ چيد ونظرَ إلى الأرض وقالَ بِأسى
= لا شيء يخُصكِ حقًا إيڤ! أخطاء الماضي تُلاحِقني فقط .
- ما هي تِلكَ الأخطاء ؟
= سَتكرهينَني إن أخبرتُـكِ .
- لا تحكُـم على أفعالي مُسبَقًا .
= لكنَّكِ سَتفعلين! القليلون مِمن أخبرتُهم فعلوا .
- إذن أنتَ لن تُخبِرني.
نظرَ في عينيها بِعمق وكأنَّـه يترجَاها أن تتوقَف
= لن أفعل لكِن رُبَّـما يومًا ما سَأخبِركِ .
ونهضَ خارِجًا من غرفتِها قبلَ أن يُدلي بِكل شيء أمامَها ، كانَ ذلك الأمر نقطَة ضعفِه ، كيفَ يحكي شخص شيئًا يُرهِقه دونَ أن يُفكِـر في النتائِج؟
••••
الثالِثة فجرًا ، غرفة إيڤ
طرقَ الباب وفي يدِه طبق يوجَد به طعام لها ، فتحَ الباب! بِالتأكيد هي لا تُبدِل ملابِسها أو شيءٍ كهذا . نظرَ بِنصف عين إلى الغرفة يتفحَصها ودخلَ عِندما رأى جسدَها الصغير يتوسَط السرير ، إقتربَ جالِسًا على طرفِ سريرِها وهزَّ قدمَها كما فعلَت معه
- إيڤ! هل أنتِ نائِمة ؟
حركَت قدمَها وضربَته في بطنِه
= نعم أنا نائِمة في الواقِع! ما الذي أتى بِك في هذا الوقت ؟
سألَته وهي تعتدِل وتجلِس ، قالَ
- ألستِ جائِعة ؟ لم تُكمِـلي طعامَكِ لِذا ..
قاطَعته
= ألستَ أنتَ أيضًا جائِع ؟
- لا لستُ جائِع .
أخذَت منه الطبَق وبدأَت تأكل بِبطيءٍ إلى أن قالَت وهي تضَع الطبق جانِبًا
= أتريد التحدُّث عن الأمر ؟
- أشعُر أنَّـه يجِب على أحدٍ آخر سؤال كلينا!!
ضحكَت وضحكَ هو الآخر ثُمَّ قال
- هل تحدَث معكِ چيد ؟
= لازِلت لا أفهَم ما الذي يُخفيه عني ! لِمَ لا تُخبِرني أنت؟
- هل تُريدينَ رؤية اسمي في صفحة الوفيات غدًا ؟
= هل الأمر بِتلكَ الخطورة ؟
- رُبَّما هو كذلك! بِالإضافة إلى أنَّني مُتأكِد أن چيد سَيخبركِ!
= سألتَه عِدة مرات ولم يُجِـبني .
- الموضوع حساس بِالنسبة له ، لا يعرِفه أحد سوى أنا ووالِدي .
همهمَت ثُم عمَّ صمت آخر فصلَه ريك
- بِالمناسَبة خرجَت والِدتكِ .
= حقًا ؟
- نعم ، وغدًا عطلة!
نَظرَت له بِعدم فَهم وقالَت
= لم أفهم!!
- أعني ما رأيكِ بِفعل أي شيءٍ مسلي ؟
= هل أنتَ طفل ؟ ماذا سَنفعَل في الثالِثة فجرًا ؟
إقتربَ من وجهِها كثيرًا ثُـمَّ همسَ بِجانِب أذنِها
- أستطيع أن أريكِ أنَّـني بالِغ ..
وأكملَ جملتَه أمام شفتيها
- جِدًا!
إبتلَعت ريقَها بِسرعة قائِلة بِأكثر نبرات الثبات التي تمتلِكها
= إبتعِد!!
لم يبتعِد! إقترَب أكثَر ووضعَ أنفَه بِقرب شعرِها و قالَ
- بِماذا تغسلينَ شعركِ؟
كانَ قربُه مُستفِزًا جِدًا ، تكاد تُجزِم أنَّ عطرَه قد إلتصَق بها
= سَأستعمِل دماءَك إن لم تبتعِد!
ضحكَ إيريك وقد لاحظَت تِلكَ الخطوط اللطيفة بِجانِب عينيه وإبتعدَ فورًا وإتجَه نحو الباب . قالَ بِنبرة لعوبة
- إيڤ . هل يُمكِنني النوم بِجانبكِ الليلة فقط ؟
أومأَت فَسار عائِدًا حيث سريرِها لكنَّـه توقَف حينَ سمعَ
= كَـجثة بِالطبع!!
- لـ..لا بأس .. سأكون مُستيقِـظًا إن إحتجتِ شيئًا !
أغلقَ الباب خلفَه وإبتسمَت إيڤ لِظلِه الهادِئ ، كُل شيء يُحيط به مُـميز ، أحادِيثه التافِهة والبالِغة أوقاتًا كثيرة ، نظراتِه الغاضِبة التي تتحوَّل إلى أخرى لطيفة في نفس الثانية ، حتى ملابِسه لطيفَة و رجوليَّـة جِدًا في نفس الوقت . كيفَ يقدِر على فعل ذلك ؟!
••••
بعدَ أسبوع
لا يوجَد غير منزِل بَاركر الذي يصدُر منه صوت ، چيد بينمَا يروي فضائِح أخيه ، و ريك الذي يَمنعه ويعجَز عن ذلك ، و إيڤ وفوكس وهما ساقِطان على الأرض عاجزان عن الحركة مِن فرط الضحك !
أنهى چيد ما بدأَه ثُمَّ قالَ بِمنتهى الجِدية موجِـهًا حديثَه لِإيڤ التي لاتزَال تُحاوِل نسيان ما قالَه چيد كي لا يغضَب إيريك
= إيڤ ، ما رأيكِ بِالخروج معًا غدًا ؟!
نطقَ فوكس مُـتحمِسًا
- رائِع!! چيد لِنذهَـ..
= لقد قلتُ إيڤ! أنا وهي وفقط!
راقبَ چيد بِخـبثٍ ملامِح ريك التي تتحوَّل تدريجيًا إلى الغضب وبدأت يداه بِالإرتعاش لا إراديًا كما يحدُث كُلما أغضبَه شيء ما ، لم يتحدَث وذلكَ أسوأ لو تعلَمون .
لم تخفَ تِلكَ الأشياء على كل الحاضِرين خصوصًا إيڤ! قالَت مُـحاوِلة إخماد تِلكَ النيران بِجانِبها
- چيد يمزَح ، تعرِفه !
= لم أكُـن أمزَح ، أنا جاد .
أغمضَت عينيها بينمَا تهمِس هي وفوكس في وقتٍ واحِد
- اللعنة!
إبتسمَ إيريك في النهاية وقالَ
= أرسِل لي المَكان ، سَأقوم بِتوصيلِها بِنفسي .
- لا ، لا داعٍ! سآتي لأخذِها .
= هذا أفضَل!!
نظرَ إيريك إلى فوكس وقالَ مُغيرًا الحديث
= فوكس ، أخبِر أبي أن يدفَع لي إشتراك Netflix لِمدة كبيرة .
- ولِمَ سَأخبِره أنا ؟! ألستَ ابنه ؟
= لكنَّكَ تذهَب هناك أكثَر مني .
تذكرَت إيڤ شيئًا مُهمًـا!!! المرة الأولى التي إلتقى بِها فوكس و والِدتها ، أكانَ يعرِف مُسبَـقًا؟!
= فوكس ، هل كنتَ تعرِف بِأمر والِدتي ؟!
باغَته السؤال فجأة ، نظرَ إلى چيد الذي أشارَ له بِإخبارِها
- نعم .
= ولم تُخبِرني ؟ أو تُخبِر ريك ؟
- مـ..ماذا سَأقول ؟ الأمر مُحرِج جِدًا!
= كانَ عليكَ إخباري على الأقل .
- حسنًا آسف .
تذكرَت فجأة سِر أسئِلة والِدتها لِـإيريك ، ومعرفة چيد بِـاسم والِـدتها ، و طريقتِه المُستفِزة في الحديث معَها قبلَ أن يكشِفها أمامَ الجميع . لقد كانَ كل شيءٍ واضِح لكنَّـها لم تنتبِه!
- إذًا إيڤ ، متى سَتكونينَ جاهِزة ؟
عادَ چيد إلى موضوعِه الأساسي ، قالَت بِِتردد
= الـسابِعة؟ الثامِـنة؟ لا أعرِف!
ردَّ إيريك بِبرود
- أعتقِد السابِعة جيد! لكِن قُم بِإعادتَها مُبكِرًا!! تعرِف .. المدرسة .. الدراسة .. الإمتحانات .. التخرُّج و تِلكَ الأمور !
ضحكَ چيد عاليًا وقالَ
= لا تقلَق أيُّـها الأب البديل! لن نتأخَر .
صارعَ إيريك رغبتَه في تركِ إيڤ والصعود إلى الأعلى لكنَّـه بقى كي لا تقول أنَّـه مثلًا غاضِب أو شيء كهذا ! لكِن هو ؟ هو ليسَ غاضِبًا أبدًا!!!!
رحلَ چيد بعد مدة وبقى فوكس معهم ، قالَ له إيريك
- ألن ترحَل؟
= لِمَ تريدَني أن أرحَل؟ أخشى أنَّـكَ تُخفي شيئًا! ٠
- لـ..ماذا سَـأُخفي شيئًا!! إرحل فَحسب هيا .
= لن أرحَل ! بِالمناسَبة أينَ إيڤ ؟
- بِالطبع تكتُب في مذكِرتها اللعينة أنَّ چيد سَـيخرُج معها!!
= لِمَ أنتَ غاضِب إذن؟
- لستُ غاضِب!!
جلسَ بِجانِبه وضيَّـق عينيه
= أنتَ كذلك! هل أنتَ كذلك لأنَّ إيڤ سَتخرُج مع چيد ؟
- بِـ.. بِالطبع لا !!
ثم ضربَه قائِلًا
- أنت !! إرحل هيا إرحل!!!
••••
اليوم التالي في المَدرسة
لم تُزعِجها ليكس وهو شيء غريب جِدًا جِدًا!! قابَلت فوكس في فترة الراحة ، جرى إليها قائِلًا
- لِمَ أنتِ هنا ؟ أليسَ مِن المُفترَض أن تستعدي لِلخروج مع چيد؟
= وهل سَأستعِد قبلَها بِـكل هذا ؟
حكَّ رقبتَه موافِقًا ، سألَته
- أينَ إيريك؟
= لقد إتصلَ به والِده وإستأذنَ وذهبَ إليه!
- والِده؟ لِمَ؟ هذا غريب!
= حسنًا ليسَ غريب كليًا لكِنَّـه مريب أيضًا!
- ألا تعرِف السبب ؟
= يُمكِـنكِ سؤالَه عِندما تجدينَه .
- الجميع يحمِل أسرارًا !!! لم أسأل أحدًا منكم سؤالًا واحِدًا وأجابَني!
قهقه فوكس وأردفَ
= لكِن تِلكَ المرة أنا حقًا لا أعرِف .
- حسنًا سَأذهَب .
مشَت حتى مُنتصف الردهة لكن توقفَت بِسبب نداءِه
- ماذا تريد ؟
إقتربَ قليلًا ووضعَ يدَه على خدِها بِبطيءٍ فَانتفضَت مُبتعِدة بينمَا تسعَل بِقوة وأحدثَت يدُه علامات خفيفة حمراء ، نظرَ إلى ما يحدُث بِلا ملامِح ثم إعتذرَ منها عدة مرات وهو يُساعِدها في أخذ الدواء وتركَها عائِدًا إلى فصلِه . همسَ وهو يُراقِبها من بعيد تُعاني تِلكَ الأعراض مُجددًا
= لِمَ قالَ چيد أنَّـها تعافَت؟
بعدَ إنتهاء اليوم في المدرسة هاتفَت إيڤ إيريك كثيرًا لكن هاتِفه كانَ مُغلَقًـا وفوكس كالعادة لا يعرِف وإن عرفَ لن يُخبِرها ، في الطريق إتصلَ بها والِدها . لم تكُن تعرِف هل يعرِف ما حدث أم لا ؟ قررَت إلتزام الصمت
- كيفَ حالَك بَاركر ؟
= بِخير وأنتِ ؟
- جيدة جِدًا!
= بِالمناسَبة أنا قادِم غدًا .
- غـ..غدًا؟
= أجل غدًا! هل .. يوجَد شيء؟
- آ..آه ، حسنًا .. في الحقيقة ..
= عليَّ الذهاب الآن ، إيڤ سَـأُحادِثكِ لاحقًا!!!
أغلقَ المُكالمة عِندما كانَت على وشك إخبارِه ، إتصلَت بِـإيريك مرة أخرى لكِن .. لا رد !
أسرعَت إلى المنزِل وعِندما وصلَت كانَ الباب مفتوحًا ، دخلَت بِسرعة بينمَا تُنادي عليه ، بحثَت في المَطبَخ ، غرفة المَعيشة ، غرفتِها لَعلَه يبحَث في أغراضِها ثانيًة ، في النهاية صعدَت إلى غرفتِه لِتجِد بابَها مفتوحًا هو الآخر ، دخلَت بينمَا تُنادي عليه بِصوتٍ مُنخفِض . وجدَته يجلِس على السرير وظهره لها تنهدَت بِراحة بينمَا تتوجَه إليه
- أينَ كُنت؟ بحثتُ عنكَ في المنزِل كله !!
لم يرُد عليها ، ذهبَت لِتقف في وجهه
- إيريك ، هل أنتَ بِخير ؟
فوجِئت به ينظُر إليها بينمَا ملامِحه باهِتة جِدًا! لم يكن إيريك كما كانَ من قبل ، كانَ في حالة يُرثى لها!! عينيه مُنتفختين أثر بكاءٍ شديد ، إنقبضَ قلبُـها من رؤيتِه هكذا
- مـ..ماذا حدث ؟ لِمَ أنتَ هكذا ؟
جلسَت بِجانِبه وقد إستعدَت لِلبكاء
- أخبِرني ريك ما الذي حدث ؟
توقفَت دموعه ونهضَ متوجِهًا إلى الدولاب أخرجَ تِلكَ السترة الغريبة ، عادَ إليها بينمَا يرتدي السترة بِإهمال وأمسكَ معصمَها كي تقِف ، نظرَ بِعينين حزينتين إليها وتكلمَ أخيرًا
= فقط عانِقيني!
لم تتردَد بينمَا تُعانِقه بِقوة وهو فقط يُغمِض عينيه مُكمِلًـا بُكاءَه ، تذكرَ أنَّـه أمسكَ بيدِها ولم تتألَم فَبادلَها العِناق حتى إختفَت بينَ ذراعيِه
- أ..أنا لا أتألم!
قالَتها بِصدمة وهي تبتعِد عنه لكنَّـها لم تنتظِر إجابتَه
- هذا لا يهم ، ما الذي حدث؟
= كيفَ لا يهم ؟ أنتِ تعافَيتي !
- لن نتحدَث حتى تُخبِرني ما بِك .
رمى بِجسده على السرير بِضعف
= تذكرتُ شيئًا من الماضي .
- ما هو ؟
= سَأُخبركِ حينَ تعودينَ من موعدكِ غير المهم من چيد!
- كيفَ تتحوَّل هكذا ؟ ألم تكُن تبكي؟
= لا تسألي إيڤ!
- لن أسأَل عن أي شيء بعدَ الآن !!
سارَت مُبتعِدة عنه وأردفَت
- لكن تأكَد سيد ستِيفنسون أنَّـني سَأسأل عن كل شيء خاص بك!!
أمضَت الساعات المُتبقيَة في غرفتِها وخرجَت حينَ قاربَ چيد على الوصول . لازالَ ريك في غرفتِه يتصنَّع النوم ، جلسَت على الأريكة بِملل تنتظِر وصول چيد حينَ وجدَت إيريك قادِمًـا نحوها
= أريني ماذا ترتدين !
- لِماذا!؟
= فقط أريني !
توجهَت إلى مقبس الإضاءة وقامَت بِزيادة وضوح الضوء .
ملابِس عادية جِدًا ، بنطلون واسِع ، حذاء رياضي ، لا تضَع مساحيق التجميل ، هذا جيد ! ينقُصها فقط شيء واحِد!
= هذا بِالضبط ما كنت سَأنصحكِ به!
- هل هو جيد ؟
= چيد يحِب تِلكَ الأشياء جِدًا!!
- حقًا؟
= سَيُخبِركِ بِنفسه!
قامَ بِربط شعرِها بِإحتراف
- لِمَ .. لِماذا تفعل ذلك ؟
= چـ..چيد يُحب الشعر هكذا!!
نظرَ لها طويلًا وكأنَّـه يحفَظ ملامِحها ، وكأنَّـه لن يراها مرًة أخرى!
••••
بعد ساعة أمام مبنى يبدو عليه الثراء
- لكِن .. چيد لِمَ نحن هنا ؟
= لأنَّـني أحتاج إلى إخبارِك بِشيء هام .
- حـ..حسنًا .
بدأت تشعُر بِالقلق بينمَا يصعدا معًا إلى الطابِق الخامِس تقريبًا ، لاحظَ هو ذلك فقال
= لا تقلقي لن أختطفكِ أو شيء كهذا!
إبتسمَت بينمَا تمنَّـت لو أنَّـها إستمعَت إلى ريك ولم تأتِ
= بِالمناسَبة ، هل هذا ذوق إيريك ؟
تحدَث مُشيرًا إلى ملابِسها
- نعم !
تحدَث ضاحِكًا
= كما توقعت!
فتحَ شقة كانَت موجودة في ذلك الطابِق ، دخلَ وإنتظرَ خطواتِها المتردِدة أن تفعَل المثل
= لِمَ أنتِ خائِفة إيڤ؟ لا تقلقي عشرة دقائِق فقط ولن نتقابَل مُجددًا!
توسَّعت عيناها وقالَت وهي تُغلِق الباب وراءَها
- لِمَ؟
= لِأنَّـكِ سَتبتعدين عني ما إن أُخبِرك!
- لِماذا سَأفعل؟
= قبلَ آخر مُحادثة بيننا أريد أن أقول لكِ أنَّ إيريك قد إختارَ لكِ كل ما أكرهه! لكنِّي لستُ مُتفاجِئ .
سارَ نحو أريكة ما وبدأ يحكي
= لم تكُن المرة الأولى التي أراكِ بها في منزلكِ إيڤ! كانَت منذُ ثماني سنوات!
- مـ..ماذا؟ كـ..كيف؟
= إنَّ من عاداتي أن أشربَ كثيرًا! مُتأكِد أن فوكس أو ريك حذروكِ من ذلك ، في تِلكَ الليلة كنتُ أنظُر من الشرفة ..
ضغطَ على شفتيه بينمَا يستعِد لِسرد أسوأ واقِعة في حياتِه
= كانَت توجَد فتاة صغيرة تمشي أمام منزلي ، راقبُتها جيدًا حتى توقفَت عند سيارتي ، نظرَت وراءَها ولاحظتُ وقتَها ذلكَ الشاب الواقِع على الأرض ، ترددَت وأكملَت طريقَها مُبتعِدة ..
أخذَ نفسًا عميقًا وأردفَ
= تساءَلت في نفسي ' أينَ هي براءَة الأطفال ؟ ' لِأنَّـني رأيتُها تبتعِد وترفُض مساعدته ، لكِن تجمَّدت حينَ وجدتُها تعود مُسرِعة إليه وتُلقي تِلكَ الحلوى بيدِها بعيدًا حيثُ سيارتي !
= لا أحتاج إلى القول أنَّـكِ كُنتِ تِلكَ الطفلة صحيح ؟
كانَت دموعها تتسابَق على النزول حينَ أكملَ مُتجاهِلًا كل ذلك
= لقد رأيتُه بينمَا يبتسِم لكِ ، إنَّـني حتى لا أتذكَر أنَّني رأيتُ شيئًا بِذلك الوضوح من قبل!
= لِكن حينمَا سارعتُ أقدامي الثملة ووصلت ، كانَ كل شيء قد حدثَ بِالفعل!! لم أحادِثكِ ولم أستطع حتى توصيلكِ للمشفى! لم يتبقَ منكِ سوى دماء و قِطعة مَارشيملو .
= حتى الآن ، أنتِ الشئ الأول والأخير الذي أتذكَره بينمَا أثمَل! لم أتذكَر شيئًا من قبل في تِلكَ الحالة .
مسحَت دموعَها غير المُنتهية وقالَت
- مَن هو ؟ أخبِرني مَن هو ؟!!
= لكنكِ قد أصلحتيني إيڤ! لقد فعلتِ كل ما لم تقدِر أي عقيدة على فعلِه!
- أسألَك مَن هو ؟!
= لقد قتلتَه!
= و سُجِنت خمسة سنوات!
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
Chapter Ten .
يحبيبي 🌝🌝🌝
Відповісти
2020-07-29 00:58:15
Подобається