Intro .
Chapter One .
Chapter Two .
Chapter Three .
Chapter Four .
Chapter Five .
Chapter Six .
Chapter Seven .
Chapter Eight .
Chapter Nine .
Chapter Ten .
Chapter Eleven .
Chapter Twelve.
Chapter Thirteen .
Chapter Fourteen.
Chapter Fifteen.
Chapter Sixteen .
Chapter Seventeen .
Chapter Eighteen .
Chapter Nineteen.
Chapter Twenty .
Chapter Twenty one.
Chapter Twenty Two.
Chapter Twenty Three.
Chapter Twenty Four.
Chapter Twenty Five.
The awesome end.
Chapter Twenty Four.
- ما الذي جاءَ بكَ هنا ؟

تساءَلت وهي ترى جسدَه يستقِر على الأريكة

= ظنـنتُ أن چيد أخبركِ!


تذكرَت ذلك حينَ تفوهَ به لحظتـها ، نظرَت إلى الخارِج لِتجد الجو مُمطِـرًا كـما حذروا في هيئة الأرصاد الجوية ، أغلقَت الباب وإنتبهَت إلى رسائِـلها التي إتخذَت موضِـعًا في أيدي فوكس بِالفِعل


= كما توقعت!!


سخرَ يُلقي الورق بِإهمال جعلَ إيڤ تذهَب و تأخذهم بعيدًا

- ماذا توقعت ، فوكس ؟


أغمضَ عينيه بِإرهاق ، يبدو وكأنَّـه يحمِل شيئًا يُثقله ، تنهدَ وفتحَ عينيه يُراقب السقف بِبلاهة



= المنزل رائِع!

- فوكس ، أسألكَ ، ماذا توقعت؟!!

إلتفتَ ينظر إليها وحينَ ظنت أنَّـه على وشكِ إخبارِها ، قالَ


= هل لديـهِ قهوة ؟

نهضَ غير آبـهًا بِإجابتِها يبحَث عن المَطبَخ والذي وجدَه بِسهولة ، سارَت وراءَه وأقسمَت أن تُبرحـه ضربًا لكن ليسَ الآن

- اللعنة ، فوكس! لِمَ لا تتحدَث ؟

نظرَ إليها بِبرود لم تعهده بهِ قط ، ذلكَ البرود ، وتِلك اللامبالاة الغريبة ، إنشغالـه بِأي شيء عدا أن يُجيبها ، هذه تصرفات تحفظَها عِندما يتعلَق الأمر بِـفوكس


- ما الذي تُخفيه ؟



إقتربَت بِحذر وهي تراه يُثبِت أنظارَه على شيءٍ معين ، لاحظَت إبتلال سترتـه لِلتو وبدأ بِخلعه لِيبقى بِسترة أخرى أسفلَها ، عادَ بِنظره تلقائيًـا إلى ذلك الشئ مرة أخرى ، إهتزَت نظراتِـه وبدأت يده في الإرتعاش لِيسقط باكيًا وتسقط معه ورقة كانَ قد ضغطَ عليها بِقبضتِه منذُ جاء .


لم تستطع فَهم ما يحدُث! نظرَت حيثُ كانَ ينظُر قبل أن ينهار لِتجد أنَّـه كانَ يُطالغ تبغ سجائِره ، جلسَت بِجانبه فَاقتربَ منها يستنِد على كتفِها بِحزن بادٍ في كل دمعة تهبِط ، ربتَت عليه مُـعتقدة أن الأمر فقط بِسبب ما رآه لكنَّـها كانَت غافِلة عن الورقة التي أبعدتها عنها بِإهمال



- فوكس ، إهدأ أرجوك!

رفعَ رأسـه عن كتفِها ونظرَ لها بِأعين أخفتـها الدموع

= أنـ..ـا مُـ..ـمزَق ، إيڤ!

إستطاعَ إخراج كلماتٍ قصيرة إلا أن رؤيتـه بِهذا الشكل آلمت إيڤ أضعافًـا مُـضاعفة كَـأنَّـه قالَ العديد والعديد من الكلمات ، حاوطَت كتفيهِ بيديِها إذ أنَّـه يجلِس بِجانِبها مُـتكورًا على نفسِه يُخفي وجهَـه بينَ رُكبتيـه


- فوكس ، كل شيء سَيكون بِخير ! صدقني !



لا بُد وأنَّـها لم تعرِف بعد ..

نظرَ لها وسطَ دموعـه وقد لاحظَ كبحـها لِدموعها هي الأخرى ، أخذَ نفسًـا عميقًا زافِـرًا إياه وقد قررَ التوقف عن النحيب لِفترة ، إلتفتَ لها فَربتَت على كتفِه بِإبتسامة حزينة ، عانقَها بِقوة ولم تُمانِع كَـمعظم المرات ، لم تتذمَر مُحذرة إياه من جفافـه العاطِفي حتى بِرغم إرتباطـه بِإيلينا بِالفعل ، هذا ما أكدَ له أنَّـها أُخرى تُعاني ، أُخرى تنهار داخليًا بينمَا هي تواسيه


= آسف إيڤ! نسيتُ سؤالكِ عن حالكِ .

- لا بأس أنا بِخير .

= أتركَ لكِ رسالة أيضًا ؟

فاجَئـها سؤالـه الذي قامَ بِتأجيلـه منذُ رؤيتـه لِتلكَ الأوراق فَابتعدَت تنظُر إليه بِشك ، أردفَت




-أكُـنتَ تعـ..



= هل كنتُ سَأبكي هكذا إن كنتُ على علم بِرسالتـه إليكِ ؟



تقدَّم يأخذ تِلك الورقة من خلفِها ، نفس الورقة التي أبعدتها بِإهمال!

= هذه هي . إقرأيها!

أخذتها منه بِترقب ، فردتـها كونـه كانَ مُجعِـدًا إياها بِشكلٍ سئ للغاية لِتتضِح حروفًا عذبتـها منذُ ساعاتٍ ، خطًـا تمنـت لو أنَّـها لم تحفظـه ، لو أنَّـه يـخص غيره!!




'

فوكس ، الوقِح ، كما تضَعـه إيڤ اسمًـا لكَ على هاتِفها ..

كيفَ أقول هذا يا إلهي!!

فوكس ، أنا حقًا أُحبك! سامحيني إيڤ!

أعتقِد أنَّـكَ ذلك الصديق الذي يتمنى الجميع الحصول عليه؟ لولا فقط تذمركَ الدائِم ، نومَك الكثير ، عاطفتكَ التي أحبها .


'



إبتسمَت كونَ ريك ولِأول مرة يُعبر عن حبه لِفوكس ، رغم كل تِلك الظروف إلا أن صداقتـهما لاتزال تُخفف كل ذلك .




'

كنتُ أعتقد أن إمتلاكي صديقًـا سَيعني فقط أن نخرُج ليلًا ونهارًا ، نأكُل سويًـا ، نُشاهِد الأفلام معًا ، ولا بأسَ بِمشاركة بعض الأسرار أحيانًـا! وياللهول كنتُ ساذِجًـا جدًا وقتَها!

لِذا وبعدَ معرفتي بِمعنى إمتلاك لِصديقٍ واحِد حقيقيِّ , والذي هو بِالمصادفة أنتَ , تأكدت أنَّ تِلكَ الأشياء التي إعتقدتَها هي فقط خُرافات!

لم أُدرِك كيفَ أنَّـني أُحبك , ولا تنحرِف بِأفكاركَ بعيدًا , سوى حينَ رحلت . تِلكَ الفترة التي لم تكُن موجودًا بها جعلتني أعرِف مدى أهميتكَ بِالنسبة لي .

'




لاتزال تِلكَ الإبتسامة الغريبة ترتسِم على شفتيها ، على الأقل رسالة فوكس ليسَت كَخاصتِها ، على الأقل لا تحتوي على إيحاءات حزينة بينَ الحروف .. أو هكذا ظنَّـت؟


'

لم تكُن علاقتـنا سطحية ولم تكُن أيضًا عميقة بِالشكل الذي أتخيله إلا وأنَّـني في كل الأحوال وجدتُني أشتاقُ إليكَ ، لِمزاحكَ الثقيل الذي لم أضحَك عليه قَط ، لِذا عُدت إلى نيو چيرسي منذُ أعوام .

كم بدوتَ وسيمًا فوكس!
لاقَت بكَ قيادة السيارات كثيرًا على نحوٍ مُفاجئ!

حينَ أخبرتكَ بِذلكَ لم أكُن أتهرَب كنتُ أعنيها ، سيارتكَ رائِعة بِحق يا رجل!!!!

'




توقفَت عن القراءة تُلقي نظرة على فوكس الذي إجتاحَه الصمت فجأة ، أكملَت




'

أنا مُمتنٌ لكَ فوكس ، على كل شيء! على الأشياء التافِهة حتى!!
مُمتنٌ لكَ إذ جعلتَني أعرِف ما معنى أن تكون صديقًا حقيقيًا وهو ما لم أُتقنه ولن أفعَل!

أنتَ طيبُ القلب ، رائِعٌ ، تلقائيٌ وعفويٌ ، لا تُنافِق ، ولا تُتقِن الكذبَ أيضًا ، لا تُحب المظاهَر ، وفوقَ كل ذلك أنتَ صديقي الذي أفتخِر به ، صديقي الذي إعتنى بِحبيبتي طيلة سِت سنوات بائِسة غابَها شخصٌ أبئس ، صديقي الذي شجعَ حبيبتي أيضًا أن تتعافى ، صديقي والذي بِرغم كل شيء لايزال يُحبني!

'



نظرَت خلف الورقة لِتجده قد كتبَ حروفًـا أخرى وكم أصبحَت تخشى حروفَـه الأخيرة في رسائِله!!

'

لو أنَّـكَ تقرأ ذلكَ الآن وبِطبيعة الأمر سَتفعل إيڤ أيضًا ، فَهذا يَعني أن چيد أعطاكَ إياها ، وهذا أيضًا يَعني أنَّـني وبعد سبعة أشهُر من ذلك العلاج الفاشِل وجدتُ مُـتبرِعًا ..


'



توقفَت عن القراءة تُعيد تهجئة الكلمة

- مُـ..مُتبرِع ؟


تساءَلت بِتعجب فَـأومأَ لها فوكس لِتكمِل وقد إنتابَها شعورٌ سيء


'

لابُد أنَّـكم جميعًا لاحظتوا أنَّ جلساتي قلَّت مؤخرًا و بِـ مؤخرًا أعني خمسة شهور رُبَّـما ، قد فشلَت جميع الأدوية وأنظمة العلاجات المُختلفة في شِفائي فوكس! وقد إنتشرَت تِلك اللعنة في كامِل رئتي ، لِذا إنتظرتُ كي يجد چيد رئة بِمقاس قفصي الصدري وقد وجدَها منذُ شهر تقريبًا ، إن چيد رائِع جدًا في مثل تِلكَ المَهام ، صحيح ؟

هذه نهاية رسالتي أعتقِد ، أُحبكَ مرة أخرى فوكس!

لاتزال هيئتكَ حينَ أخبرتكَ بِالأمر في بدايتِه تُرافقني ، دموعكَ في كل زيارة و عناقكَ الذي إكتشفتُ مؤخرًا أنَّـه لطيف ، لايزال كل شيءٍ يخصكَ في عقلي ؛ لِأنَّـكَ ومرة أخرى صديقي الوحيد الحقيقي! ولا يوجَد أعظَم من أن تمتلِك صديقًا على هيئة طمأنينة!

كُن بِخير ، فوكس! وإعتني بِإيڤ لِأجلي إن لم أنجُ!

صديقك الذي يُحبك

إيريك .

'



قد أخطأَت حينَ إعتقدَت أن فوكس رسالته أقل ألمًا بِالعكس وكالعادة قد حملَ كل شيء وحيدًا ، إستقبلَ الفاجِعة وحدَه ، ولِلمرة التي لا تتذكَر إيڤ رقمَها يُخفي ريك عليها شيئًا مُهمًا .



أعطته الورقة ثُـم نهضَت متوجِهة إلى الخارِج وعادَت بِصحبة مفاتيح سيارته قائِلة بِوجهٍ خالٍ من أي تعابيرٍ تُذكر

- الآن فوكس! لِنذهب الآن!

نهضَ يقِف بينمَا يحاوِل قول جملة مُفيدة

= لن نفعَل ، سَنبقى هنا للصباح!

- ما الذي تعنيه ؟ يجب علينا ذلك!! ما هذا الهُراء الذي تتحدَث به ؟


= أمرني چيد! وهذا في المقام الأول كانَ أمرًا من ريك لِذا دعينا ننتظِر حتى الصباح .

- الصباح؟ حقًا؟ إنَّـه مِن المُمكن وبينما أنتَ تُجادلني في غرفة العمليات! هيا فوكس يجب علينا الذهاب لا أمزَح!!


صرخَت به فَأغمضَ عينيه بِغضبٍ هو الآخر


= إيڤ ، أرجوكِ إهدأي!


- كيفَ أهدأ!؟ أخبرني!!


فورَ أن أنهَت الجملة تقدَّمت تسحَب مفاتيح سيارتـه وتتوجَه نحو الخارِج ، تنهدَ فوكس بِقوة ؛ هو غير قادِر على تحمُّـلها على الأقل الآن!


لحقَها إلى الخارِج بِصمتٍ وقد توقعَت أن يوقِفها لكنَّـه إستندَ على الحائِط بِجوار الباب وكتفَ يديه إلى صدرِه مُـطالِعًا إياها دونَ قول كلمة



= إن كنتِ مُصرة ، إذهبِ هيا!



وضعَت يدها على مقبَض الباب وفتحَته تحتَ نظراتِه الفارِغة إلا من الحُزن


- سَأفعل!


أغلقَت الباب وراءَها وذهبَ هو إلى الأريكة ، جلسَ على طرفِها كما لو أنَّـه ينتظِر شيئًا على وشكِ الحدوث ، مرَّت دقيقة ، اثنتان ، ثلاثة ، رفعَ خمسة أصابِع في الهواء هامِـسًا


= خمسة ، أربعة ، ثلاثة ، اثنان ، ..


طرقٌ خفيف على الباب منعَه من إنهاء العدِّ ، لِيتنهَد بِإنتصار ويتجِه نحو الباب لِيفتحه فَوجدَ إيڤ تقِف بِملامِح غاضِبة منه وألقَت المُفتاح في وجهِه



= ظننتُـكِ سَتذهبين!


لم تُجبه ، هو يعرِف مثلها تمامًا أنَّـها لا تُجيد قيادة السيارات ، ذهبَت إلى شُرفة كانَت موجودة في غرفة المَعيشة ، راقبَت المَطر بِحذر بينمَا تُفكر فيما يحدُث ، وقفَ بِجانبها وهو مُتأكد أنَّـها غاضِبة وحزينة في آنٍ واحد ، لكنَّـهما حتى وإن ذهبـا لن يُشكل ذلك فارِقًـا


= إيڤ ، الأمر مُقلق أعرِف ، لكن لا تقلقي چيد سَـيتصل بنا غدًا كي يُطمأننا .

- ألستَ قلِق على الأقل؟

شعرَ في نبرتِها شيئًا من السُخرية لكنَّـها غاضِبة لِذا سَيتغاضى عن أي شيءٍ تقولَه


= بِالطبع أنا قلِق للغاية ، لكنِّـي سَأفشل في تهدئتكِ إن بكينا نحنُ الاثنان !


- أنا فقط .. لا تهتَم .


= قولي ما عندكِ!

أمرَها بينمَا يُمسك معصمها مانِعًا إياها من المُغادرة


- أنا فقط أشعر وكأنَّـكَ لا تهتَم ، مُستسلِم ، كما لو أنَّـكَ لـ..


إرتخَت قبضة يده على معصمِها ، و إنكمشَت ملامِحه بينمَا يُحاوِل عدم الغضب والإطاحة بها أرضًا ، ضغطَ على أسنانِه بِقوة وهمسَ


= أتعرفينَ شيئًا ؟ أنا حقًا لستُ مهتَم لِذا سَأترككِ هنا!!


خطى نحوَ الباب مُـستعِدًا للِـخروج رغمَ أنَّـه سَيندَم على ذلكَ القرار لكنَّـه خرجَ وتركَها .



زمَّت شفتيها بِقلق ، لم يكن عليها قول ذلك ، لم يكن عليها ذلك بِكل الأحوال ، إنتشلَت سترتَه وفتحَت الباب لِتجده واقِفًا بينمَا يعبَث بِشعره ، قالَت بِتلعثـم


- لـ..لقد نسيتَ هذه!

مدَّت يدها فَأخذها منها قائِلًا


= كنتُ سَأطرق الباب كي آخذها أيضًا .

- حسنًا سَأغلق!

= هيا أغلقي!

لم تُغلق! ولم يستدير كي يذهَب كما يدَّعي!


حدَقا بِبعضهما ثوانٍ قبلَ أن يظهَر شبح إبتسامة على وجهِه وبِطبيعة الأمر لن تستطِع إيڤ كبحَ خاصتِها ..



= إ..إيڤ! هذا يؤلِم إتركيني!!!!

صرخَ بينمَا تُمسك بِأذنه وتشدَّها بِقوة

- هل كنتَ سَتذهَب حقًا؟ سَأقتلكَ وأُرسل بقايا جُثتكَ لِإيلينا!!

= آسف ، آسف ، إتركيني أرجوكِ!!


تركَت أذنـه لِيسرِع بِإحاطة رقبتِها بِذراعه قاصِدًا أن يَخنقَها


= هل تقولينَ أنَّني لا أهتَم؟ ما رأيك بِإرسال بقايا جُثتكِ أنتِ إلى ريك؟

- أيُّـ..ـ..ـها اللـ..ـعيـ..ـن!

ضربَت ذراعه علَّـه يتركها لكنَّـه قهقهَ قائِلًا

= حتى في مواقفٍ كَهذه لاتزالينَ تقومينَ بِلعني؟ أنـ..

ضربَته في معدتِه فَتركها مُجبرًا ساقِطًا على الأرض وقبلَ أن ينهَض قالَت بينمَا تلهَث أثر خنقِه لها


- لِنتوقف! حسنًا؟ آسفة! إنتهينا!!!


ذهبَت إلى الأريكة فَنهض جالِسًا بِجانبها على الجانب الآخر بينما يقوم بِتعديل مظهرِه

- هل سَيتصل چيد ؟ إنتظِر سَأحدثه!

إلتقطَت هاتفـها ودقائِق حتى سمعَت صوت چيد

= مرحبًا ، إيڤ!

- سَأذبحك قريبًا چيد!!!

- چيد؟ مرحبًا؟ مرحبًا؟




سادَ الصمت على الطرف الآخر لِتنزع إيڤ الهاتِف عن أذنها لِتجده قد أغلقَ الخط بِالفِعل!


= ماذا؟

- أغلقَ في وجهي!! سَأريه!

شردَ فوكس قليلًا ثُمَّ قالَ

= سَأنام .

أومأت له وهي تُراقِب ظله يبتعِد عنها سائِرًا في ممر مؤدٍ إلى الغرف ، أخرجَت هاتِفها تبحَث عن رقم بيري ، إتصلَت بها

= مرحبًا ، إيڤ ؟

- أهلًا بيري ، أينَ هو ريك ؟

= ر..ريك يتجهَز من أجل الجِراحة ، أتمنى أنَّـه أخبركِ!

- نعم أخبرني!

= إذًا سَيكون أخبركِ أنَّ موعِدها تقريبًا الآن وتستغرِق وقتًا طويلًا .

- آه ، بِالطبع أخبرني بذلك أيضًا!!

= سَأغلق لأنَّـني سَأرافِقه .

- هل هو مُستيقِظ؟

= لا ، خضعَ لِلتخدير الكُلي .

إذًا ، هو غير قادِر على الشعور بِكامل جسده؟ هذا أفضل!

أغلقَت المُكالمة معها ..
لم يتسنَ لها توديعـه ، ولم يتسنَ لها الحصول على قُبلة شِبه أخيرة منه لكنَّـه بِالتأكيد قد حصلَ على العديد منها ، هذا الوقِح الوسيم!


قصدَت غرفة إيريك فَوجدت فوكس قد إحتلَ السرير بِالفعل مُحتضِـنًا إحدى سُترات إيريك ، لِدقيقة ، شعرَت بِمدى روعة فوكس ، لا تستطيع وصفه بِأكثر من ذلك .

دخلَت الغرفة الأخرى كي تنام وسُرعان ما ذهبَت في نومٍ عميق ..




- اليوم التالي ، العاشِرة صباحًا -



تفحَّصت هاتِفها فور أن إستيقظَت ، مُكالمة من چيد ، مُكالمتان ، هل بِالصدفة حدثَ شيء سئ ؟



- فـ.. إيلينا؟ لِمَ أنتِ هنا ؟


نظرَت إلى القابِعة بِأحضان فوكس تبكي بِحرقة وتتمسَك به بِقوة مِما جعلَ الشكوك تُهاجِم عقل إيڤ القلِق مُسبقًـا .

= ر..ريك مـ..مات!!


نظرَت إلى فوكس الذي لا يُبدي أي تعابير تُذكر ، يُربِت على ظهر إيلينا بِصمتٍ بينمَا يُطالع إيڤ بِفراغ



- ما الذي تتحدثينَ عنه ؟ فوكس ، هل أخبركَ چيد بِذلكَ ؟



علَّها لم تستطِع سماع ما قالَه ؛ إذ أنَّـها إنهارَت أرضًا تبكي بِصوتٍ عالٍ جعلَ من فوكس الإسراع إليها وضمَّها بِحنان .



لقد كانَ يعرِف!

رسالتـه إليها وإلى فوكس تُثبِت ذلك!

وإلا لِمَ كانَ سَيأمر فوكس بِالإهتمام بها لِأجله إن لم ينجُ؟



مرَّت ساعات لكِن شيئًا لا يزال مَفقودًا وغير مَنطقيًا!!

لِمَ هاتِف چيد مُغلَق وبيري أيضًا؟ ولِمَ إيلينا من بين الجميع هي مَن تلقى الخبر أولًا ؟

هدأت قليلًا حينَ أخذَتها الأفكار ، نظرَت إلى فوكس مُجددًا ، لا يبدو حزينًا كما توقعت ، ولا يذرف دمعة واحِدة إحقاقًا لِلصداقة الطويلة بينهما ، هل هو حلم ؟


إنتقلَت بِبصرها إلى إيلينا ، والتي على نحوٍ مُثير لِلريبة ، تبكي أكثر من المتوقع ، بَل أكثر بِكثيرٍ جدًا عن المتوقَع!! لا تبدو كَشخصًا فقدَ صديقًا عرفَه منذُ شهور ، بَل وكأنَّـها تعرفه منذُ سنوات عديدة!


كل ذلك إختفى ، كل تِلك التساؤلات حلَّت أخرى محلـها ، قفزَت التفسيرات إلى عقل إيڤ واحِدًا تِلو الآخر حينَ سمعَت إيلينا تقول

= هل تتذكَر فوكس ؟ لقد كانَ يُحبك!

هو يعرِف ذلك ، لِمَ تقول هذا ؟



= لَطالما أحبَّ الطعام من يدكَ!


حسنًا ، رُبَّـما أطعمَه فوكس ذات مرة ..

= كانَ يُحب الجلوس على رُكبتيك!!!


هذا مُبالغ به نوعًا ما ؟!


= كانَ يجري إليكَ ما إن تدخُل حديقة المنزِل!!

ما اللعنة ؟؟؟


- ما هذا الهُراء ؟


نظرَ فوكس سريعًا إليها وقالَ

= أنتِ لم تحظي بِذكريات معه كما فعلتُ أنا .

- فوكس ، ما الذي تتحدَث عنه ؟

لِلمرة الثانية ، يوجَد شيء غير طبيعي ، غير حقيقي بِما يحدُث !


= لقد كنتُ أتواجَد معه كل يوم ، إيڤ!

- وأينَ كنت أنا ؟

= في المُستشفى مع ريك!

- نفسَه ريك الذي ماتَ منذُ قليل؟


نظرَ حوله بِقلق ، إبتلعَ ريقَه مُبتعِدًا عنها بِأكبر قدر مُمكن ، دقات قلبِه لا تُساعد أبدًا ، قالَ بِصوتٍ يرتعِش تزامنًـا مع صوت إيلينا خلفَها

= أ..ألـ..ـم أُخـ..ـبـ..ـركِ؟

شمرَّت أكمامـها وقالَت بينما تقترِب منه

- هل ودعتَ عائلتكَ اليوم ؟



••••

بعدَ قيادة خمس ساعات إلى نيو چيرسي



توَّلـت إيلينا القيادة إذ أن فوكس لا يقدِر على تحريك أطرافـه ، نظرَت إيڤ إليه في المرآة لِيطالعها بِتوعد ويُلقي بِبصره إلى الطريق .

تحدَّثـت إيلينا

- فوكس ، هل تشعُر أنَّـكَ بخير ؟

كانَت عظام فكه تؤلِمه مما أجبرَه أن يُومئ لها في المرآة وحدَّق في إيڤ بِصمت ، لقد أبرحـته ضربًا بِحق!!


وصلوا المُستشفى فَأسرعت إيڤ بِالدخول قبلهم ، في طريقها إلى باب المشفى صادفَت چيد الذي أمسكَ ذراعها بينما يُكلم يتحدَث مع شخصٍ ما على الهاتِف ، أنهى المُكالمة بِبطيءٍ شديد كي يتسنى له تخيُّـل جميع السيناريوهات التي على وشكِ الحدوث حيثُ أنَّـه تجاهلَ إتصالاتِها بِالكامل



- أينَ هو ريك؟ هل هو بِخير؟ لِمَ تجاهلَت مُكالماتي؟

= على أي سؤال أُجيب أولًا؟

- يُستحسَن جميعهم!

يُحاول بِشتى الطرق أن يظهَر عاديًا فَهو أكبرهم على أية حال ، لكنَّـه قلِق من ردة فعلها تجاهه

= آه ، حسنًا .

= ريك في العِناية المرَكزة ، هو بِخير أعتقِد ، كنتُ أنتظِر خروجـه من الجراحة لِـ..لِذا على الأغلب لم أرى إتصالكِ.

تنهدَت بِإرتياح بينمَا تنزع ذراعها من خاصتـه .

هو .. بِخير!
قد إنتهى ذلك الكابوس المُزعج ، أعتقِد؟



حاولَت إيلينا إسناد فوكس من السيارة وحتى وصلا إلى حيثُ إيڤ وچيد ، رمقَـا بعضهما سريعًا وقد بدأت إيڤ تشعُر بِبعض الذنب تجاهه!

صعدوا إلى العِناية ولم يُسمَح لهم بِالدخول ، كانَ فوكس يخضَع إلى فحصٍ شامِل على عظامـه التي يبدو وأن إيڤ كسرت بعضًا منها ، وقفَ چيد بِجانب إيڤ وقالَ

= ما الذي حدثَ لِفوكس؟

- لا شيء ، أخفى عني شيئًا مُهمًا!!

أردفَت بِجملتها الأخيرة موجِهة حديثها إلى چيد الذي تداركَ ما ترمي إليه فَعاد ينظُر إلى أخيه النائم أثر جِراحة طويلة .

نظرَت إليه ، وكم بدا هادِئًا و وديعًا!

لولا فقط تِلك الأجهزة المُحيطة به من كل اتجاه ، شحوب وجهِه كالعادة ، وملابِس المَشفى التي لَطالما تذمرَ منها ، عدا كل ذلك هو يبدو وأخيرًا بِخير! أو هكذا تمنَّـت؟

- متى سَيستيقِظ ؟

= لا أعرِف ، لكن هو لايزال تحتَ تأثير المُخدِر .

- لِمَ لم تُخبرني ،چيد؟

تنهدَ قبل أن يأخذ نفسًا عميقًا زافِرًا إياه وأردفَ

= أردتُ إخباركِ ، وإخبار فوكس ، لكنَّه رفض!

= لم أُرد أن أحمِل ذلك العِبء وحدي ، كنتُ ولأول مرة خائِفًا ، إيڤ!

إتجهَ يجلِس على مقعد تواجدَ بِجانب الغرفة وأكملَ

= كنتُ خائِفًا أن أفقده فجأة ، كما فقدنا والدتي فجأة ، لكن فُقدانه كانَ لِيكون أصعَب بِكثير !!



ربتَت على ظهرِه وقالَت

- لا بأس ، هو الآن بِخير . سَيستيقِظ ويكون كل شيء على ما يُرام ، لا تقلَق .

أومأ لها بينمَا عادَ يستنِد بِرأسه على الحائط سامِحًا لِبعض النوم أن يتسلَل خِفية إليه مُعتمدًا أن إيڤ هنا مكانه.


حينَ رأت نومَه العميق أيقظته قائِلة

- إذهَب أنت سأبقى أنا وفوكس .

= لـ..لا يُمكنني! سأبقى أيضًا!

- إذهَب ،چيد . سَأبقى أنا وفوكس!!!

بعدَ إصرارِها الكبير ذهبَ إلى منزلـه شاكِرًا إياها في سرِه.

سارَت إلى حيثُ يقبَع مرة أخرى ، لم تُساعدها أقدامها على الدخول إليه ، شعرَت بِشخص وراءها فَالتفَتت لِتجده فوكس .. كانَ .. مظهرَه .. مروعًـا!!

- مـ..ما الذي حدثَ لك ؟

= كما ترين!

رغم صعوبة فَهم ما يخرُج منه إلا أنَّها فهمت تِلك الجملة ، كانَت يده مليئة بِلفافاتٍ بيضاء مما يدل على شيءٍ واحد

- أهي مَكسورة؟

تساءَلت بينما تضع يدها عليها فَابتعدَ متألِـمًا ، في ذلك الوقت شعرَت بالنَدم على ما فعتله

- فوكس ، أنا .. أنا حقًا آسفة .

لكنَّه لم يستمِع إليها ، كانَ ينظُر إلى ليكس القادِمة من بعيد وقد رآها هي الأخرى ضحية أخرى لِإيڤ

- ما الذي تنظُـ.. لِمَ هذه هنا ؟

وقفَت ليكس أمامَ الاثنين وقالَت بِنبرة قلقة لم تعرِف إيڤ هل تتصنَّعها أم هي حقًا كذلك ؟

= فوكس ، هل ريك بِخير ؟

- نـ..نعم هو بِخير لا تقلقي!

= حينَ أخبرني چيد لم أُصدق ، كنتُ معه منذُ فترة لِمَ لم يُخبرني!!؟

- حـ..حدثَ ذلك بِطريقٍة ما ..

أجابَ فوكس بِتوتر من نظرات إيڤ المُرعبة له

= هل استيقَظ؟

- أعتقِـ..

قاطَعته إيڤ

- أعتقِد أنَّـه ليسَ من شأنكِ!


زفرَت ليكس الهواء بِضيق وقالَت


= إيڤ، لولا تحذير چيد لي بعدم إفتعال أي شجار معكِ لم أكن لِأسكت!!

= فوكس ، سأذهَب ، حينَ يستيقِظ أخبرني! وأيضًا ..

نظرَت إلى يدِه وقدمِه المكسورتين وأكملَت

= أتمنى لكَ الشفاء سريعًا ..

غادرَت تحت أنظار إيڤ القاتِلة لها ، تابعَت الآخر بِنظراتِها حتى جلسَ على المقعد فَجلست بِجانبه

- إنَّـني أمقتَها يا إلهي!

= وهي تفعَل المثل!

ردَّ بِإقتضابٍ فَلانَت ملامِحها مرة أخرى مُقتربة منه وتعمَّدت لمس يدِه المَكسورة مُجددًا فَقال

= إنَّـها تؤلِم ، إيڤ! إبتعدي!!!

شعرَت بِالحزن ؛ فَهي المرة الأولى التي يُحدثها فوكس بِتلك الطريقة لكنَّها تستحِق . حاولَت كبح دموعـها ونهضَت مُتجهة تنظُر إلى زجاج غرفة إيريك مرة أخرى وقالَت وقد عرفَ فوكس نبرتـها التي على وشكِ البُكاء

- يـ..يـمكنكَ الذهاب ، سَأبقى.

= لـكن چيد أخبرني أنَّـنا سَنبقى نحنُ الاثنان!

- لا تهتَم له ، سَأهاتِف إيلـ..

قبلَ أن تُكمل كانَت إيلينا تجري في المَمر حتى وصلَت إلى فوكس قائِلة


- عزيزي ، هل أنتَ بِخير الآن ؟

= فقط أشعُر بِالإرهاق ، لا تهتمي!

- هيا لِنذهب إلى المنزِل .

نهضَ معها بينمَا لم ينظُر لِإيڤ نظرة واحِدة وغادرَ دونَ قول حتى كلمة الوداع!! لكنَّـها كانَت تستحِق .


لم تستطِع كبح دموعِها أكثر من ذلك ، دخلَت إليه ضارِبة بِحديث الأطباء الحائِط ، جثَت على رُكبتيـها بِجانب سريرِه وخللَت أصابِع يدها في خاصـته بِقوة وهمسَت

- أرجو ألَّا يطول ذلك ، إستيقِظ سريعًا!!


أراحَت يدها على كفيـهما المُتعانقان وكانَت يدَه دافِئة كعادتِه قديمًا وهو ما يدل على شفائِه أخيرًا ، سرحَت في تخيُّلاتـها وذهبَت في نومٍ عميق لكنَّـه ولأول مرة منذُ فترة هادِئ ، خالٍ من التوقعات السيئة .




= إيڤ ، إيڤ! إستيقظي!!

سمعَت صوتًا يُنادي فَفتحَت عينيها ظنًـا أنَّـه هو لكنَّـه كانَ چيد

= إذهبي للمنزِل اليوم ، هيا! إنَّه مُنتصَف الليل!!

- سـ..

= إذهبي أرجوكِ! لقد أطعتكِ وذهبتُ سابِقًا ، يجب عليكِ ذلك ، هيا!



كانَت تنهَض لكن خانَتها قدماها ، أمسكَ چيد ذارعَها جيدًا

= هل أنتِ جائِعة؟





.
.
.
.




= يبدو أنَّـكِ كنتِ جائِعة حقًا !!

قالَها چيد وهما في مَطعم المَشفى وقد أخذَت طبقَه ولم يُمانِع ، أومأَت مُجيبة إياه فَابتسمَ بِحب ، لم تتغيَر!! لازالَت طفلة الثامنة عشر حتى الآن .

- لِمَ تضحَك؟

خطرَت له فكرة ، قالَ وهمَّ ناهِضًا

= إنتظريني هنا!!



عادَ بعد دقائِق وفي يده علبة ما ، مدَّها إليها فَفتحتها بِسرعة وسُرعان ما إبتسمَت بِإتساع


- ألازِلت تتذكَر؟

= بِالطبع!


- لقد كانَ أنت ، صحيح؟ مَن أرسلَ لي علبًـا مثل تِلك طوال ست سنوات؟


أومأَ فَقالَت وهي تضعَها جانِبًا

= شكرًا لك ، چيد! حقًا!!

- لا تهتمي لِهذه الأمور ..


بعدَ عدة دقائِق سألَها وهي على وشكِ إنهاء المَارشميلو بِالفِعل

- ما الذي حدثَ ؟ أعني .. أنتِ وفوكس؟

تهجَّـمت ملامِحها ، راقبَ بِحرص عسى أن تبكي في أي لحظة وهو ما فعلتـه بعد ثوانٍ من تفكير چيد بِذلك


- لا تبكي ، لم أكُن أقصِد!!!


تعالَت شهقاتـها فَانتقلَ على الكرسي بِجانبها مُربتـًا على ظهرِها بِلطف


= أ..أنـ..ـا أيضًا لم أكُـ..ـن أقصِد!!


- بِربكِ إيڤ! لقد كسرتِ له عظامًـا!!!


طالعَته بِصدمة! ألم يكن عليه مواساتـها بدلًا من ضربِـها بِصراحتـه تلك؟


- أنا آسف ، لم أقصِد!



لكنَّها كانَت تركته بِالفعل وذهبَت ، لحقَها بِسرعة مُحاولًا إيقافِها لكنَّـها رفضَت وأسرعَت بِخطواتِها بِحيث لم يعُد قادِرًا على مُجاراتِها ، توقفَ لاهِـثًا وقررَ العودة إلى أخيه .. سَيعتذِر لاحِقًا!



سارَت في الشارِع مُتجهة إلى منزلِها وهي في الحقيقة في أوقاتٍ كهذه تتمنى لو أنَّـها تتجِه إلى منزلِه لكنَّها , وكما تعتقِد هي , يكرهَـها الآن ..


هل هي أنانية؟ هذا ما سارَت طوال الطريق تُفكر به!!
وقد إجتمعَت كل الدلائِل ضدَها ، هي وبِكل ما تُثبته الحقائِق للأسف أنانية!

دفعَتها أفكارها السوداوية إلى التفكير بِأنَّـها شخصٌ سئ ، يستغِل أصدقاءَه ، لم تُقدم لهم شيئًا بَل فقط قامَت بِإيذائِهم ؛ دفعَت إيريك إلى التدخين بِكثرة حتى أُصيبَ بِمرضٍ هي السبب به ، كسرَت لِفوكس يدًا وقدمًا وعلى الأغلَب لن يُصادِقها مرة أخرى وسَتتركه إيلينا لِأنَّـه أصبحَ عاجِزًا ، حتى چيد سُجنَ خمسة سنوات لِأنَّـه دافعَ عنها لِسببٍ هو أيضّا يجهلَه!! لابد وأن الحظ السئ مُتشبِث بها منذُ الصغر!



كادَت أن تصِل إلى منزلِها لولا أن دموعَها أعاقَت حركتـها ، توقفَت قليلًا تأخُذ أنفاسـها ، كانَ منتصَف الليل بِالفعل ولا يوجَد أحدٌ بِالجوار ، لِمَ .. هي .. تشعُر بِخطواتٍ خفيفة من خلفِها؟


- إيڤ ، هل هذه أنتِ ؟

إنَّـه فوكس ، لِمَ هو هنا الآن ؟

هذا حتى ليسَ طريق منزلـه!!


مسحَت دموعَها بِسرعة مُلتفِتة إليه بِإبتسامة تصنَّـعتها

= آه ، فوكس ، لِـ..ـمَ أنت هنا؟

إقتربَ أكثَر حتى أصبحَ أمامَها وقالَ

- كنتُ أقوم بِتوصيل إيلينا! لِمَ أنتِ هنا؟ لِمَ لستِ مع إيريك؟

= حـ..حدثَ هذا . لا تقلَق إذهَب إلى منزلكَ سَأغادِر أنا .

- إنتظري سَأقوم بِتوصيلِكِ أيضًا .

لم تُعقِب وإكتفَت بِمجاراة خطواتِه البَطيئة أثر إمساكه بِعصا تُساعده على المشي ، سألَها وقد إقتربَا من منزلِها

- هل أنتِ بخير ؟

= نعم ، بِأفضل حال .

إستطاعَ ملاحظة كذبِها لكنَّـه صمتَ بينمَا هي تأكدَت ظنونها حينَ لم يُكذبها كَكل مرة تقول ذلك وهي ليسَت كذلك .


= سَأدخل!!

أخرجَت مفتاحَها ودخلَت ، قبل أن تُغلِق رنَّ هاتِفه أشارَ لها أن تُغلق وفعلَت لكنَّـها وقفَت تستمِع إلى المُكالمة ، فَـفضول الأصدقاء يفوق كل شيء!


- أنا؟ إلتقيتُ بِإيڤ وقمتُ بتوصيلِها .

إنَّـه حتمًا يُحادِث إيلينا .


- لا ، لا تقلقي , إيل!

ثوانٍ وزفرَ بِغضبٍ بينمَا يقول

- إعتقدتُ أنَّـنا إنتهينا من هذا الأمر!! أخبرتكِ ألَّا تتدخلي!!


بينمَا هو لم يستطِع تمالُك غضبه ، قبضَ يدَه غير المُصابة وضربَ بها بابَها وأردفَ

- فقط .. لا تتدخلي!! نحنُ أصدقاء منذُ سنوات سَأختارها حتى وإن كانَ على حسابكِ!


تصنَّمت من الصدمة ، هل هو يقصِدها؟ لكنَّـه يُحب إيلينا جدًا!! إلى أي مدى سَتصل بعدَ هذا ؟

فتحَت الباب لِتجده قد إبتعدَ قليلًا ، نادَت عليه فَالتفتَ لها وهو غاضِب بالكامِل ، ترددَت قبلَ أن تقول

= هل .. تُريد الدخول ؟

أومأَ إيجابًا ودخلَ بعد أن ساعدَته إيڤ في ذلك .


كانـا صامتين وكأنَّـها المرة الأولى التي يتقابلان بها قطَع ذلك الصمت رنين هاتِف فوكس مرة أخرى ، رأى اسم المُتصل وزفرَ بِضيقٍ لكنَّـه أجاب

- مرحبًا!

لو يوجَد إختراع يجعلَها تعرِف ما يقولَه الطرف الآخر!!

- أخبرتكِ إيلينا لا تتدخلي في هذا الأمر خاصًة!!!

لِمَ لا يفتَح مُكبر الصوت ؟؟

- دعينا لا نتشاجَر ، حسنًا؟ أنا أُراعي الظروف التي لديكِ الآن!


بدأت نبرتـه تنخفِض تدريجيًا فَابتسمَت إيڤ على لطافتِه


- آسف أيضًا! أُحبكِ، إيل!

وضعَ هاتِفه على الطاوِلة أمامَهما وقالَ لها

- أتمنى أنَّـكِ لا تحظينَ بِشجاراتِ الأحباءِ تلك .

= ولا مرة أعتقِد!!

- جيد .


سكتَ مرة أخرى فَـفعلت المِثل ، كادَت أن تسألَه مرة أخرى إن كانَت يده تؤلِمه لكنَّـها تراجَعَت .

- إيڤ..

= أجل؟

- أجل؟؟

= ماذا تُريد ، فوكس ؟

- هذه إيڤ صديقتي التي أعرِفها !

ضحكَت بِتكلف ولم تتظُر له

- حسنًا ، يبدو أنَّـه عليَّ الإعتذار لكِ أيضًا ، آسف!


= لِمَ تعتذِر بينمَا أنا من آذيتكَ؟

صرخَت بِغضبٍ طفيف فَضمَّ حاجبيه قائِلًا

- لِمَ تبدينَ على وشكِ البكاء ؟ أنا لم أكن أقصِد!!


نظرَت إلى الفراغ أمامَها وهمَّـت بِالنهوض لولا يده التي أوقفَتها


- توقفي إيڤ! ما بكِ؟

= لا يوجَد شيء .

- إجلسي ، تعرفينَ أنَّـني لن أستطيعَ بيدي المَكسورة ..

= رأيت؟ هذا أيضًا بِسببي! جميع الأشياء تحدُث بِسببي فوكس ، جميعها!


- هذا ليسَ ذنبكِ! لِمَ تُحبينَ إرهاق نفسكِ وإرهاقي معكِ؟

= إن كانَ هذا يُرهقكَ ، يُمكنكَ الرحيل!


- لكنِّي لن أفعَل! ما الذي تغيَّـر من الأمس حتى الآن؟

= عدا شعوري بِأنَّـني مَصدر إزعاج للجميع؟ لا شيء!


- لِمَ تقولينَ هذا؟

= لِأنَّـكَ تكرهني الآن ، ولابُد أن ريك يفعَل أيضًا ، وإيلينا بِكل تأكيد! حتى چيد لابُد أنَّـه ندمَ على إنتقامِه لي ، وأنتَ أيضًا لابـ..

بيدِه السليمة جذبَها إليه كي تتوقَف عن ذلك ، عانقَ رأسَها بِيده هامِسًا

- هذا خاطِئ! لا أحد يكرهكِ إيڤ! إهدأي .

هدأت قليلًا فَأضافَ

- ثُـمَّ لا يوجَد والِدة تكره ابنتها!!

ضحكَت بِصوتٍ مُنخفِض فَأبعدها كي يُقابِل وجهَها ، قالَ لها كلماتٍ تمنى لو أنَّـها تُخفف عنها ذلك الشعور

- بِالعكس إيڤ ، الجميع يُحبكِ.

- لقد كُنتِ بِجانبي دائِمًا ، أتصِل بكِ فجرًا لِأشياء تافِهة للغاية ومن المُمكن أن نتحدَث بِشأنها ساعات لن نفعلَها مع أشياءٍ أكثر أهمية!

- لقد أصلحتِ چيد كما يقول دومًا ، من المُستحيل أن يكرهكِ!!

- لقد كنتِ مع ريك في أسوأ فترات حياتِه ، كيفَ له أن يكرهَك؟


= وإيلينا؟


- حسنًا ، مِن المُمكن أنَّـها تكرهكِ قليلًا ..

= أرأيت؟

- لكن بِسبب أنَّـكِ قمتِ بإعطائِها صديقكِ الفاشِل عاطفيًا!


ضَحكَت فَضحكَ معها مُقبلًا رأسها

- هذه الكسور سَتلتئِم إيڤ! لكن لن تلتئِم صداقتنا إن فقدناها ، تذكري ذلك جيدًا .


أومأَت مُتفهمة فَقال مُمازِحًا إياها

- ما رأيك بِمشاهدة Top Gun ؟ أشعر وكأنَّـني نسيتُ بعض السطور ؟

= هل هذا إعتراض ؟

- لا ، بِالطبع لا !!





••••

بعدَ أسبوع في المُستشفى


مِن المُفترض أن يستيقِظ إيريك اليوم ، باتَ الجميع يعتقِد أنَّـه فقط نائِم وليسَ في غيبوبة ، لِمَ سَيدخل شخص مرَّ بِجراحة في غيبوبة؟ هذا غريب!!

قالَ چيد جملتَه الثابِتة منذُ أسبوع

- لِنغادِر! إنَّـه نائِم أُقسم!!

غادرَ الجميع بِالفعل عدا إيڤ ، تسللَت خِفية بعدَ مواعيد زيارة العناية المركزة وجلسَت على ركبتيها أمامَه كما إعتادَت ، شابكَت أيديهما كَالعادة إلا أن شيئًا كانَ مُختلفًا ، تغاضَت عن ذلك قائِلة له بِصوتٍ مُنخفِض نسبيًا

= متى سَتستيقِظ ؟

لا رد

= ريك ، لقد إشتقتُ لك حقًا!!


لا رد مرة أخرى


= يوجَد الكثير من الأشياء أريد مُشاركتها معك.


تنهدَت حينَ تأكدَت أنَّـه فقط يومٌ عادي مثل باقي السبعة السابِقين ، قالَت وهي تعبَث بِأصابِعه


= جاءَ والدي لِرؤيتكَ ، ووالِدك أيضًا ، روز لم تأتي ، ليكس تتواجد يوميًا ..

= بِالحديث عن ليكسي ، سَأعرِف ما طبيعة علاقتكما حينَ تتعافى ..

= أيضًا ، جميعنا هنا ، چيد يُقسم أنَّـكَ نائِم لكنِّي لا أصدق .


وضعَت إصبعًا على تفاحة آدم خاصتِه مُردفة

= لِأني سَأقتلكَ إن كنتَ كذلك!!

شعرَت بها تتخفِض وترتفِع ، شعرَت بها حقًا ، إلا أنَّـها فسرَت ذلك أنَّـه وهم

= إستيقِظ ريك ، أريد مُعانقتكَ!!

نهضَت متوجِهة إلى الخارِج لكنَّـها عادَت سريعًا تُلقي نظرة أخيرة عليه ولم تتردَد وهي تضَع شفتيها على خاصتيـه ، إنَّـها المرة الثانية تقريبًا التي تشعُر بهما ؛ إذ أنَّـه لا يترُك لها فرصة! كادَت تتعمَق في قبلتِها لولا صوت الجهاز بِجانبه الذي إرتفعَ صوته لِيأتي بعدها المُمرضات سريعًا وأمروها بِالخروج .


وقفَت خارِجًا تتمنى لو أنَّـه قد إستيقَظ أخيرًا لكنَّـها هدمَت كل آمالها حينَ خرجَت المُمرضة بِإبتسامة

- لا يزال في غيبوبتِه ، حدثَ تضاعُف في نبضات قلبِه فجأة ، لكنَّ ذلك يَعني أنَّـه سَيستيقِظ قريبًا وأيضًا .. لا تدخلي مرة أخرى كي لا أُخبر إدارة المَشفى!!

أومأَت بِضعف ، لقد إشتاقَت له وهو فقط بِالداخل!!

متى سَيستيقِظ!!!!








© ᴘʜɪʟᴀᴜᴛɪᴀ ,
книга «Painful Touch».
Chapter Twenty Five.
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (4)
سَلمـىٰ
Chapter Twenty Four.
ريك ال مات الكلب؟! أنا قعدت متنحة شويتين أفهم 😂😂😂
Відповісти
2020-08-10 02:48:38
1
سين
Chapter Twenty Four.
يالهوي يجدعان علي فرحة قلبي !!!!!
Відповісти
2020-08-16 23:47:14
1
سين
Chapter Twenty Four.
حسيت بالبترفلـايززز فبطني 😂😂💕
Відповісти
2020-08-16 23:47:35
1