Chapter Twenty one.
- الخطأ كله كانَ خطأ روز!
روز؟ اسمٌ مرَّت أعوام منذُ أن إعتادَت سماعَه!! كيفَ يُـمكِن لِثلاثة أحرُف أن تؤلِم بِقدر خطابٍ أخير من شخصٍ فارَق الحياة؟
- هل لازالَت تُقيم في منزلكم؟
= في الواقع لقد تزوجَت أبي!
شردَ بَاركر في حديث ريك دقائِق ، توقعَ كل شيء عدا أن تتزوجَ ، كيفَ يُمكِنـها أن تفعَل ذلك ولديها ابنة مِن المِفترض أن تكون هي التي على وشكِ الزواج!!
بعدَ أن ألقى ريك كلامَه شعرَ بِمدى غبائِه فَلم يكُن عليه أن يقول ذلك ، حاولَ جعل الأمر أقل غرابة قائِلًا
= لـ..لقد جئت كي أطلُـ..ـب منكَ أن أبقى هـ..هنا قليلًا ، أعني أيامًا أو رُبَّـما أسابيـعًا؟
أفاقَت إيڤ حينَ شعرَت أنَّـه يجعَل المدة أطول كُلما لم يرد والِدها ، نظرَ لها مُبتسِمًا وقد أدركَ أنَّـها لاحظتَه ، قاطَعَ ذلك رد غير المُتوقَـع
- حسنًا ، إبقى كما تشاء .
تركَهم آخذًا هاتِفه ومفاتيحَه وخرجَ من المنزِل غير مُدرِكـًا وجهتَـه!
= إذًا سَأصعَد إلى غرفتي!
قالَها ريك بينمَا يبتسِم بِـإنتصار ، أومأَت له إيڤ بينمَا إتجهَت هي الأخرى إلى غرفتِها ، أوقفَها قائِلًا
= أعتقِد أنَّ الهواءَ في غرفتكِ أنقى ، أليسَ كذلك ؟
إستدارَت وقد كانَ وراءَها بِالفعل فَـدفعته نحو السلم المؤدي إلى غرفتِه قائِلة
- لا ، إنَّـه أنقى في غرفتكَ .
= إذًا لِماذا لا تأتي معي ؟
- لِأنَّـني أريد النوم .
= يُمكننا فعل ذلك معًا ، تعلمين!
- إذهَب إلى الأعلى هيا!!!!
صرخَت به حينَ شعرَت بِالحرج لكنَّـه لم يتوقَف وقالَ
= حسنًا! إنتظري فقط ، يُمكننا الخروج مساءً أليسَ كذلك؟
- والذهاب إلى؟
= ذلكَ المَقهى الذي ذكرَته ليكس !!
- ولِمَ سَنذهب؟
= فقط هكذا بِدون سبب .
- أنتَ تعرِف علاقـ..
= أعرِف الخلافات بينكما ، إيڤ!
- إذًا لِمَ سَنذهب ؟
= أنتِ لم تعودي ضعيفة كَالسابِق! بِالرغم من أنَّـكِ لم تكوني ..
- إذهَب أنت! لن أذهَب .
توجهَت إلى غرفتِها إلا أنَّـه أمسكَ بها مُردِفًـا
= لن أذهَب بِدونكِ!
- إذًا لا تذهَب .
= لكِن إيڤ .. مع ذلك يجب عليكِ الظهور ، سَأكون معكِ ، فوكس أيضًا وچيد! لن تكوني وحيدة!!
- حسنًا دعني أُفكر ..
طبعَ قبلة على خدِها مُبتسِـمًا .
= سَنستمتِع أعدكِ!
صعدَ إلى غُرفتِه يستعِد للنوم ودخلَت هي الأخرى على الرغم من أنَّـها نامَت قُرابة الـعشر ساعات!
طرقٌ خفيف على بابِ غرفتِها أيقظَها تَلاه دخول إيريك وعمَّـت رائِـحته الغرفة
- مـ..ماذا تفعَل هنا ؟ اخرُج!
توجَه إلى دولابِها وأخرجَ بعضًا من ملابِسها وألقاها على سريرِها
= هيا إنهضي!
- لِـ.. لِمَ ما الذي يحدُث؟
نظرَ لها بِقلة حيلة
= هل نسيتِ؟ سَنخرُج!
- آه ، هذا ؟ لِماذا أنتَ مُتحمِس جدًا ؟
سألَته بينما تنهَض وتتجِه إلى الحمام وأغلقَت الباب وراءَها ، قالَ بعد مُدة
= لم أجتمِع معكمـا منذُ سنوات ، أشتاقُ حقًا لِذلك!
إبتسمَت لِلطافتِه وفتحَت الباب فجأة وأطلَّـت بِرأسِها قائِلة
- تعالَ هنا !
توجَه نحوَها غير فاهِـمًا لِما يحدُث وحينَ أصبحَ أمامَها أخرجَت يدَها وأمسكَت بِذقنِـه ووضعَت قبلة على شفتيه ثُـم أغلقَت الباب بِسرعة ، توقفَ عقله عن العمل لحظة بِسبب فعلتِها وطرقَ الباب عِدة مرات
= كـ..كان عليكِ تنبيهي!! هذا ليسَ عدلًا .
- المرة القادِمة .
= سَأنتظِر ..
وضعَ يدَه على شفتيه مُبتسمًـا كَالحمقى ، إنَّـها قادِرة على تشتيتِـه بِأقل شيءٍ تفعلَه!
- جاهِزة!
خرجَت من الحمام بِملابس عادية جِدًا لكنَّـها تبدو لطيفة وهو ما لن يقولَه لها .. أبدًا ، نظرَ إليها وقد تذكَر أنَّـها لم تتغير منذُ ذلك الوقت ، إعتقدَ أنَّـه قد نسى ذلكَ بالفِعل لكنَّـه بِمجرَد رؤيتِـها مرة أخرى تذكَر !
كانَا يمشيان سويًا ولم يبعُد المقهى كثيرًا عن منزِل إيڤ ، إستعادَت ذكرياتٍ قديمة حينَ إعتادَا على مُشاكسة بعضِهما في طريق عودتهما إلى المَدرسة ، إبتسمَت رغمًا عنها فَلاحظَ ذلك سألَها
= لِماذا تبتسِمين ؟
نظرَت إليه مرة أخرى ولم تستطِع عدم الإبتسام ، مَن كانَ لِيصدق أن ذلك الذي بِجوارِها كانَ طفلًا منذُ ستة سنوات والآن هو رجل رائِع قد تقَع له أي فتاة !
- لا شيء ، فقط لِكي تعرِف ، إن ضايقَتني ليكسي بِأي شكل من الأشكال سَأقتلها .
= سَنقتلها !
إستطاعَ ريك ملاحظة چيد وفوكس من بعيد ، كانَ مُتحمِسًا لِهذا اللقاء أكثر من أي شيء آخر حيثُ تجتمِع حبيبته وصديقه الأقرَب وأخاه الذي لم يسبِق وأن عبرَ عن حبِه له ، ياله من يوم!
دخلوا جميعًا ولمحَ چيد بعينيه عن الطاوِلة التي يجلِس عليها ليكسي و أصدقائِها فقالَ موجهًا كلامَه إلى فوكس وريك
- إنَّـها هناك . من السهل ملاحظة طاولات العاهـ...
وضعَ فوكس يدَه على فمِه مانِـعًا إياه من إكمال ما كانَ سيقولَه وقالَ مُحاولًا تغيير الموضوع
= لِنذهَب .
نظرَ له چيد بِإستحقار إذ أنَّـه أرادَ ليكس أن تعرِف بِشتمِه لها ومضى يجلِس معهم على الطاوِلة .
- جِئتم ؟
سألَت ليكس بِغباء مِما دفعَ چيد إلى أن يُجيب بِسخرية
= لا لم نأتِ بعد ، إنتظري قليلًا!
ضحكَت بِحرج وقدَّمَـت فوكس وإيريك إلى أصدقائِها والذي كانَ روبرت ضمنهم . كانَ وقتًا مُـملًا !! علَّ الوقت كانَ لِيكون أقل مللًا إن قَضوه في المَنزل ، لم تخلُ الأحاديث من إنجازات ليكسي التافِهة وسُخرية چيد الدائِمة منها ومُحاولات فوكس في جعل الوضع أكثر هدوءًا ناهيكَ عن تِلكَ الإبتسامات التي إضطرَت إيڤ لِتوزيعِها على كل المُحيطين ما إن تتلاقا أعينهم .
- إذًا ، إيڤ ، أينَ كنتِ تِلكَ السنوات ؟ لِمَ لم تأتِ الجامِعة ؟
وجهَت ليكس سؤالًا خبيثًا إلى إيڤ ، نظرَ فوكس بِقلق إليها لا يعرِف ما الذي سَتقوله ، لكنَّـها أجابَت
= فضلتُ الدِراسة من المنزِل .
أومأَت ليكس وسألَت سؤالًا آخر
- كيفَ مرضكِ الآن ؟ هل تعافيتِ ؟
تعالَت همسات الجالسين يَسألون عن حقيقة مرضِها ، البعض كانَ يعرِف بالفعل والبعض الآخر لم يكُن يعرِف ، قبلَ أن تُجيب كانَت ليكس تُكمِـل
- أعتقِد أنَّ مُعظم الحاضرين لا يعرِفون أليسَ كذلك ؟
تدخلَ إيريك لِأول مرة منذُ جلوسِه
= ليكس! توقفي الآن!!
- لِمَ سَأفعل ؟
أزاحَت نظرَها عنه ونظرَت إلى إيڤ التي تضغَط على شفتيها مُحاولة السيطرة على غضبِها ، أردفَت ليكس
- كُنا أصدقاء ، إيڤ وأنا ، لكِن .. يا إلهي كنتُ طفلة بريئة حقًا كيفَ يُمكنكِ قَص شيءٍ كهذا على طفلة في العاشرة ؟
تحدثَت إيڤ بِصوتٍ يكاد يكون مَسموع
= توقفي!
لكنَّـها لم تفعَل ..
- كانَت حكاية مُقزِزة حقًا! أعـ..
صرخَ بها فوكس
= ألا تفهمينَ؟ توقفي عن ذلك!!
إبتسمَت ساخِرة وقالَت له
- آه ، نسيت! الملاك الحارِس لها متواجِد معنا .
لم تشعُر إيڤ بِشيءٍ ، لم تستطِع النظر إلى عيون الجالسين معها وكأنَّـها حقًا مُذنِبة! تسللَت يد إيريك تُمسِك بِخاصتِها بِقوة وسطِ شجار فوكس وليكس بينمَا چيد الذي يبدو غاضِبًا لكنَّـه لا يتحدَث بِشكلٍ مُريب!
تحدثَت ليكس مُجددًا
- لا أقصِد إهانة ولكِن ، ريك ، كيفَ يُمكِن أنَّـكَ لا تزال معها بِرغم علمكَ بِذلك ؟ هل لم تُخبركَ بِالجزء الأهم ؟
ضغطَ إيريك على أسنانِه حتى أصدرَت صوتًا وقالَ بينما يُحكِـم الإغلاق على يدِها كي يُطمئِـنها
= أنتِ لن تتوقفي ، صحيح ؟ هل تُريدين منَّـا أن نقوم بِإهانتكِ كما تفعلينَ ؟ هذا ما تريدينَـه صحيح ؟
قالَ چيد وهو يرتشِف آخر رشفات قهوتِـه
= أنا بارِع جدًا في هذا الأمر ، تعرِف!
- أعرِف أخي لكِن هذا ليسَ نحن!!
نظرَ لها ريك بِتحدٍ علَّـها تتوقَف عن حقارتِها لكنَّـها لم تفعَل مرة أخرى وقالَت
- إيڤ ، هل هذا سحر أسود أو شيءٍ ما ؟ كيفَ تجعلينَهم جميعًا في صفكِ ؟
أخذَت إيڤ نفسًا عميقًا وأردفَت وهي تنظُر لها وقد جمَّـعت شجاعة لم تحظَ بها من قبل
= يُـمكنكِ قول ذلك! سحر أسود ؟ إحتمال!
ظنَّـت ليكس أنَّـها قد هزمَتها بِذلك لكنَّـها فوجِئت بِردها ، كانَت سَتتحدَث لولا مَجئ عامِل المَقهى مُحييًا إيڤ دونَ الجميع وأثنى عليها وذكرَ مدى حُب ابنته لها وحينَ إنصرفَ إندفعَت ليكس قائِلة بِغضبٍ ظاهِر على وجهها
- كيفَ يُمكِن ذلك ؟ ألا يعرفونَ أنَّـكِ لستِ عذر...
= لقد تحملتُ الكثير حقًا!
صرخَ چيد على ليكس بِصوتٍ جعلَ جميع مَن في المقهى يجفَل وفوكس أيضًا .
= هل تكذبينَ على نفسكِ ليكس؟ الجميع يعرِفكِ جيدًا ، الجميع يعرِف أنَّـكِ عاهِرة ، ألستِ كذلك ؟
توترَت ليكس ونظرَت للجميع بِقلق وقالَت
- مَـ..ما الذي تتفوَه به ؟ هل تكذِب من أجل مُثيرة الشفقة تِلك؟
= آه ، يا إلهي ، أنتِ تُغضبينَني حقًا!!!!!
زفرَ بِغضبٍ ثُمَّ نظرَ لها نظراتٍ جعلَتها ترتجِف وأكمل
= ليكس! مِن الأفضل لكِ ألَّا تظهري أمامي مرة أخرى .
- وإلَّا ماذا ؟ ما الذي سَتفعله ؟
سألَته بِوقاحة فَأغمضَ عينيه بِإرهاق وأردفَ
= سَأقتلكِ!
توسَّعت أعين كل مَن في المَقهى وبَعضهم غادرَ بِالفِعل ، أكملَ چيد تحذيرَه
= سَأقتلكِ ، ولا مُشكلة لدي في ذلك ، كنتُ في السجن مرة سابِقًا بِالفِعل!!
نهضَ بعد أن رمقَها بِإستحقارٍ فَنهضَ فوكس وريك وإيڤ أيضًا ، أخرجَ چيد مَحفظتَـه ووضعَ بعض الأموال على الطاوِلة و قالَ بِصوتٍ عالٍ كي يسمعَه النادِل
= سَأدفَع أنا .
ثُم نظرَ إلى الجالسين وعلى وجوهِهم الصدمة
= لا تريدونَ أن تدفَع لكم ساقِطة مثلها صحيح ؟
حاولَ فوكس كتم ضحكتِه لكنَّـه فشلَ وضحكَ بِصوتٍ عالٍ إنتقامًا لِصديقتِه ، لم تنظُر له ليكس ولم تستطِع الرد على چيد أيضًا ، إتجهَ چيد للبابِ كي يخرُج لكنَّـه إلتفتَ فجأة إلى روبرت قائِلًا
= إحذر! قد تتحرَش بكَ .
خرجَ الأربعة من المَقهى وحينَما إبتعدوا عنه بِمسافة كبيرة نسبيًا توقفوا عن المَشي وقالَ فوكس
- تعرفينَ ليكس ، إيڤ! لا تهتمي لها .
= لم أهتَم .
- هذا واضِح على وجهكِ جدًا .
= لِنذهب إلى منازِلنا ..
سحبَت إيڤ يدَها من إيريك لكنَّـه جذبَها مرة أخرى وقالَ
- لقد كانَت فكرتي بِأن نأتي لِذا ، وأرجوكِ ، لِنذهب إلى مكانٍ آخر ؛ لِتعويضكِ!
تدخلَ چيد قبلَ أن ترفُض
= هذا الأحمَق مُحق! لِنذهَب إلى منزلي .
هذا الإصرار في عيني إيريك لم تُرد أن تُفسِده بِسبب مزاجِها السئ لِذا وافقَت .
هذا الشارِع هو نفسه حينَ أتَت مع چيد منذُ ست سنوات ، ذلكَ المَبنى حيثُ بدأ الرعب يتخلَل إليها وقتَها ، تِلك الشقة هي ذاتِها التي ترددَت في دخولِها وليتَها لم تفعَل ، لَربما كانَ ليكون كل شيءٍ بِخير إن رفضَت المَجئ مع چيد وبقيَت فقط مع ريك ذلك اليوم ، لَربما لم يكُن لِيرحل ، ولم تكُن لِتسوء الأمور من بعدِه؟ رُبما! لكِن بين التخيُّـل والواقِع ، كانَ الواقِع مُنتصِرًا!!
- فوكس ، قم بِتشغيل شيءٍ على التِلفاز ريثما آتي .
= كنتُ سَأفعَل ، لا تقوم بِأمري!!!
تنهدَ چيد ودخلَ غرفتَه كي يُبدِل ملابِسه ، لا يعرِف كيفَ يُعبر عن إمتنانِه لِوجودِهم ، على الأغلب سَينتهي الأمر بِبعضٍ من الطعام والمَشروبات دونَ أن يتحدَث ، تمنى فقط لو أنَّـهم يفهمونَ ذلك ، أنَّـه وبِرغم كل عيوبِه .. مُمتنٌ لهم .
- لِمَ لا تجلسينَ ، إيڤ؟ تعالِ هنا بِجانبي.
سألَ ريك إيڤ التي منذُ دخلوا لم تتحرَك من مكانِها وتقِف تتأمَل المَنزل وكأنَّـه شيءٌ غريب عنها
= آه ، مـ..ماذا كنتَ تقول ؟
لم يكُـن يعرِف سبب تِلكَ الحالة التي إجتاحتها ، أكانَ بِسبب ليكس؟ أم شيءٍ آخر؟
- تعالِ إجلسي بِجانبي! هذا ما قُلتَه .
تحرَّكَت نحوه بِسرعة وجلسَت بِجانبه تمامًا وهي لاتزال مُحدِقة في الفراغ ، حاوطَها بِذراعيه وهمسَ بِصوتٍ مُنخفِض
- أتمنى لو أنَّـنا لم نذهَب ، آسف .
= لا تتأسَف ، كانَ الأمر عاديًا .
إبتسمَ لها وضمَّـها إليه أكثَر ، خرجَ چيد وفي يدِه بعضَ الأشياء مِنها فيلم ما ، وضعَ تِلكَ الأشياء على الطاوِلة وقالَ
- أولًا ، إيڤ و ريك إبتعِدا عن بعضِكما! فوكس إجلِس بِجانب ريك .
= لِـ.. لِمَ ذلك؟ هل أنتَ والِدنا ؟
تحدثَ ريك مَصدومًا
- هذا لِأنَّـني لا أُريد سماع صوت قُبلاتكما في الأرجاء .
صمتَ الجميع بِما فيهم فوكس الذي سقطَ جهاز التحكم من يدِه وقالَ مُـتصنِـعًا الحزن
- ألا يُمكنكم مراعاة مَشاعر عازِب وحيد وبائِس مثلي ؟
تجاهلَه چيد في حينَ نهضَت إيڤ مُحتضِنة فوكس وقالَت
= لا تقلَق ، نحنُ معًا .
ضحكَ چيد بِصمتٍ بينمَا قالَ ريك بِصدمة
- نـ..نحنُ معًا ؟ ما الذي يَعنيه هذا ؟ هل نسيتُم بِشأني بِهذه السهولة ؟ وأنتَ فوكس ، ألستَ صديقي؟
= إنَّـها تُحبني ، لا يُمكنكَ التفريق بيننا !!
- هل نسيتَ القبلة التي أعطتكَ إياها تِلكَ الفتاة التي قالَت أنَّـها مُعجبة بك ؟ إيلينا ؟
دفعَ فوكس إيڤ عنه بِخفة حينَ تذكرَ أمر تِلكَ الفتاة ، شعرَ بِأن وجهه يحترِق ولعنَ ريك كثيرًا في داخِله ، سخرَ چيد حينَ قاربَ الفيلم على البدء
- يبدو أن الطِفل فوكس سَيكبر ويُصبِح ثعلبًا.
= مِن الأفضل لكَ أن تصمُت .
راقبَ الجميع توتر فوكس ثم إنشغلوا في المُشاهدة ، كانَت إيڤ تجلِس بِجانب چيد مِثلما أمرَ . منذُ عادَ في حياتِها مرة أخرى لم يتسنى لهما الحديث ، نظرَ لها فجأة فَلم تُبعد أعينها عنه ، إن كانَا لن يتحدثَا فَعلى الأقل يجب أن يخوضَا حديثًا بِالأعين ؛ فهي الأصدق .
أصبحَت نظراتَه أكثر إنكسارًا ، لم تكُن تعرِف السبب .. هل هو بِسبب إيريك ومرضه ؟ أم بِسبب تذكره لِأمر السجن ؟ لكنَّـه وعلى نحوٍ رائِع أصبحَ يُقرأ بِسهولة . لَـعلَّه هو الآخر يرى إمتنانِها لِتلك الذكريات القليلة التي جَمعتهما ، الضحك ، المُزاح ، حبها الطفولي غير المَنطقي له ، وأنَّـه الآن بِمثابة صديق لن يُنسى ولن تسمَح له بِالرحيل مرة أخرى . حينَ إنتهَت من أفكارِها وجدَته يبتسِم لها وكأنَّـه سمعَ كل ذلك ولِسببٍ ما بادلَته الإبتسامة .
- إشتقتُ لكِ يا لطيفة.
قالَ لها فَعادت الذكريات كلها فجأة ، نفس اللهجة ، نفس الكلمات ، ونفس كل شيء ، أعادَتها الكلمات إلى ما قبلَ الحزن ، إلى ما قبلَ ست سنوات .
- هل أنا شفاف ؟ يا إلهي ما الذي يحدُث ؟
تحدثَ ريك بِصوتٍ عالٍ قاطِعًا على فوكس إكمال الفيلم ، قالَت إيڤ
= يبدو وكأنَّـكَ سَتكون وحيدًا في النهاية .
نظرَ لها غير مُصدِقًـا ودفعَ فوكس عنه بعدَ أن كانَ يحتضِنه
- تعالي هنا ، الآن !
ضحكَ چيد عاليًا حينَ نهضَت تذهَب إلى ريك بِسرعة وبدَّلت الأماكن مع فوكس
- يجب عليَّ الإلتصاق بكِ إلى الأبد ، لاتزالينَ تقعينَ لِأي شخصٍ وسيم .
= أنتَ مُحق ، كُـن مُلتصِـقًا بي إلى الأبد .
إحتضنَـها بِقوة وأكملا مُشاهدة الفيلم حتى رنَّ الجرس في مُنتصَفه وقامَ چيد بِفتح الباب فَظهرَ فتى التوصيل ومعه أكياس مِن
= مَاكدونالدز!!!!!!!
صرخَ فوكس وأسرعَ يأخُذ الأكياس من چيد وبدأ بِفتحها بِالفِعل ، أخذَ الفتى الأموال من چيد وقالَ وهو يرى تجمُّـع الثلاثة على الأكياس
= يبدونَ وكأنَّـهم أبناءَك .
ضحكَ چيد وهو يُلقي نظرة عليهم وأومأ مُردِفًـا
- هم كذلك .
= چيد! أنتَ الأفضل!!!
صرخا إيڤ وفوكس في صوتٍ واحِد ولم ينتبِها حتى إلى ذلك ، بدأ يأكُل معهم بِبطيءٍ وهو يُكمل الفيلم .
نظرَ إيريك إليهم وكل واحِد فيهم مُنشغِـلًا بِشيءٍ مُختلف ، إيڤ كانَت تفحَص الطعام قبلَ أن تأكُـله ، فوكس تقريبًا أنهى الطعام كله لولا چيد الذي كانَ يسرِق البعض كُلما إبتعدَ فوكس قليلًا ، چيد .. والذي على نحوٍ غريب لكنَّـه رائِع يُظهر الجانِب الآخر منه ، ليسَ الفتى السئ ، على الأقل اليوم . سَيشتاق إلى ذلك ، إلى كل واحِد منهم على السواء ، كانَ يظُن أن أمر إبتعادِه قد أثرَ عليهم وأنَّـهم لن يهتموا إن مرضَ أو إن ماتَ حتى ، قد فقدَ الأمل في ذلك لكنَّـه كانَ مُخطِئًـا ؛ وكم تُصبِح الأخطاء جميلة جِدًا فجأة !
- ألَـن تَرحلوا ؟
سألَ چيد بِمللٍ بعدَ ثلاثة ساعات من نهاية الفيلم ، ألقى نظرة على فوكس الذي ثملَ بِطريقٍة بَشعة من كأسٍ واحد
= كنتُ في طريقي إلى الرحيل الآن ..
نطقَ بها ريك وهو شِبه نائِم على الأريكة
- أعتقِد أنَّـها المرة السابِعة التي تقول بها ذلك أم أنَّـني أتخيل ؟
حاولَ ريك الإفاقة رغمًا عنه ونظرَ إلى إيڤ النائِمة بِالفعل وقالَ ساخِرًا
= ظننتُ أنَّـها لا تنام في أي منزل آخر ، هه!
نهضَ متوجِهًـا إلى الحمام وغسلَ وجهَه ثم عادَ إلى حيثُ الجميع وقالَ لِچيد
= أحتاج إلى سيارتكَ.
بحثَ چيد عن المفتاح بِعينيه الثملتين ووجدَه لكن قبل أن يُعطيه إليه قالَ مُحاولًا إخراج كلمات عاقِلة
- غدًا .. سَنذهَب .. الطبيب .
إبتسمَ له وأخذَ المفتاح ، حاولَ إيقاظ إيڤ وعِندما فشلَ إضطرَ إلى حملِها ؟ لا ، إضطرَ إلى سكب كوب من المياه على وجهِها ، فزعَت ومسحَت المياه بِسرعة قائِلة بِفزع
= مـ..ما الذي يحدُث؟؟؟
- إستيقظي كي نذهَب .
= أنـ..نتَ حقًا! وقِح!!!!
- هذا صحيح ، هيا لِنذهب .
نهضَت ولم تهتَم حتى بِتعديل مظهرِها وإتجهَت إلى الباب مُباشرًة تارِكة ريك يحاول سحب فوكس وحدَه ، دخلَت المصعد وجلسَت على أرضيتِه ، أوشكَ باب المصعد أن يُغلق لولا جسدِ فوكس الذي أُلقي بِجانبها فجأة وتلاه همس ريك
- لم يكن عليَّ ترك منزِل والِدي .
حينَ توقفَ المصعد نهضَت إيڤ وحاولَت سحبَه وجاءَ ريك كي يُساعِدها في النهاية إستطاعا سحبه إلى السيارة ، وصلا إلى منزِل فوكس أولًا وكانَت إيلينا تقِف أمام منزله وكأنَّـها تنتظِره
- إيڤ! إيڤ! إستيقظي!!
= ماذا ؟
- فتاة صديقكِ تنتظِره .
= ماذا أين ؟؟؟
نظرَت وحينَ رأتَها ضربَت فوكس كي تُوقِظه
= فوكس ، فوكس ، فوكس !
لم يرُد
= فوكس ، إيلينا غيلبِرت تنتظِر !
- مـ..ماذا مَن؟ أين؟
= أمام منزلكَ!
نهضَ وخرجَ من السيارة مُحاولًا المَشي بِطريقٍة صحيحة حتى وصلَ إليها ، إستعدَ ريك وإيڤ لِمـ...
- اللعنة!
نطقَ ريك غير مُصدِقًـا لِما يحدُث حينَ رأى فوكس يُقبِل الفتاة
= سَيقتلني ما إن يفيق!
إلتفتَ إيريك إليها وإنفجرَ ضاحِكًا وإنطلقَ بِالسيارة إلى منزلها بينمَا هي تستعِد لِتوديع أسرتِها الصغيرة .
= إلى أينَ تذهَب؟
سألَته وهي تراه يدخل معها إلى غرفتِها ويُغلِق الباب وراءَه
- سَأنام .
= أعتقِد أنَّ غُرفتكَ بِالأعلى .
- حسنًا ، سَأخرج!
خرجَ بِطريقٍة غريبة أثارَت ريبتها لكنَّـها لم تُفكر كثيرًا في ذلك الأمر ، أخذَت حمامًا بارِدًا إذ أن السخان لم يُصلَح إلى الآن ، جففَت شعرَها جيدًا وخرجَت كي تستعِد للنوم .
كادَت أن تُغلِق عينيها عدا أن صوتَ فتح باب غرفتِها أيقظَها ، إلتفتَت وكانَ إيريك يتجِه نحوَها وقد بدا عليه أنَّـه أخذَ حمامًا هو الآخر
- إعتقدتِ أنَّـني حقًا سَأترككِ ؟
= لِمَ فقط لا تنام في غرفتكَ ؟
- سَأعتبِر هذه غرفتي أيضًا.
أنهى جملتَه وهو ينام بِجانِبها وينظُر إليها
= متى سَنذهب إلى المَشفى ؟
- غدًا ، أخبرتكِ .
= حسنًا ، إخلد إلى النوم .
أعطَته ظهرَها وأدركَ أنَّـها بِذلكَ سَتُعيد أحداث اليوم كله كي تجِد سببًا تبكي من أجلِه ، وضعَ يدًا أسفل رأسِها وأخرى أدارها بها كي تُقابِله
- سَأفعل .
لم تحاوِل الإفلات منه كَـكل مرة وكانَ هذا شيئًا غريبًا عليه
- هل أنتِ بِخير؟
- يجب عليَّ قول ذلك ، هل أنتَ بِخير ؟ مع فتاة مثلي ؟
= لِمَ تقولين ذلك؟
- لِأنَّـني لستُ كَباقي الفتيات ، تعرِف ..
= إيڤ ، أنا أعرِف ذلك منذُ العديد من السنوات بِالفعل ما الذي سَيتغيَر الآن ؟
- لِأن الجميع الآن يعرِف بِأمري .
= إذًا ، هل يجِب عليَّ سؤالكِ هل أنتِ بِخير مع مرضي ؟ لا طبعًا لِأنني أعرِف أنَّـه ليسَ شيئًا بيدي وأنَّـه حتى وإن كان كذلك أنتِ لن تترُكيني ، أليسَ كذلك؟
- لن أترُكك ، هذا أمرٌ مُؤكد ! لكن الأمران مُختلِـفان!!
= أنتِ تتفوهينَ بِالهراء الآن ، نامي .
ضمَّها إليه ورفعَ وجهَها ينظُر إليها دقائِق ثُم وضعَ شفتيه على خاصتِها يُقبلها بِعمق وحينَ إبتعدَ طبعَ قبلة أخرى بِجانب شفتيها وأخفى وجهَها في صدرِه كي تنام وهو ما فعلَته بِصمت .
• الحادية عشرة صباحًا ، سيارة فوكس ، طريق العودة مِن المَشفى •
- ريك ، أُفضِّل أن تتحدَث الآن!
= ما الذي قالَه الطبيب ، اللعنة عليك!
يُحاول فوكس وإيڤ معرفة ما حدث في المَشفى لكن بلا جدوى من الشارِد أمامَهما ، غضبَت إيڤ فقالَت موجِهة حديثًا إلى فوكس
= أشعُر بِرغبة في إلقاء أحدِهم من السيارة!!!
- أنا أيضًا! ريك ، تحدَث حقًا ، في أي لعنة أنت ؟
يُتابِع غضب صديقِه وحبيبتِه في صمتٍ تام ، تحدثَ أخيرًا
= رِفاق ، لِنلتقِط صورة نحنُ الثلـ.. لا لِنستدعي چيد أيضًا!
- هل هذا الشخص مجنون ؟ يا إلهي!
صرخَ فوكس في حين رمقَت إيڤ ريك بِنظرة قاتِلة رآها في مرآة السيارة فَقال
= سَأبدأ العلاج غدًا! سَأُقيم في المَشفى .
توقَف فوكس بِالسيارة يُطالِع ريك في المرآة .
سَيشتاق إليها ، وإليه ، وإلى چيد ..
حتى بَاركر ، سيد هاردي ، وستيف والِده ..
بعدَ شهرين.
لو حد مُتحمِس للرواية يقولي عشان بفكر امسحها 😂❤️
روز؟ اسمٌ مرَّت أعوام منذُ أن إعتادَت سماعَه!! كيفَ يُـمكِن لِثلاثة أحرُف أن تؤلِم بِقدر خطابٍ أخير من شخصٍ فارَق الحياة؟
- هل لازالَت تُقيم في منزلكم؟
= في الواقع لقد تزوجَت أبي!
شردَ بَاركر في حديث ريك دقائِق ، توقعَ كل شيء عدا أن تتزوجَ ، كيفَ يُمكِنـها أن تفعَل ذلك ولديها ابنة مِن المِفترض أن تكون هي التي على وشكِ الزواج!!
بعدَ أن ألقى ريك كلامَه شعرَ بِمدى غبائِه فَلم يكُن عليه أن يقول ذلك ، حاولَ جعل الأمر أقل غرابة قائِلًا
= لـ..لقد جئت كي أطلُـ..ـب منكَ أن أبقى هـ..هنا قليلًا ، أعني أيامًا أو رُبَّـما أسابيـعًا؟
أفاقَت إيڤ حينَ شعرَت أنَّـه يجعَل المدة أطول كُلما لم يرد والِدها ، نظرَ لها مُبتسِمًا وقد أدركَ أنَّـها لاحظتَه ، قاطَعَ ذلك رد غير المُتوقَـع
- حسنًا ، إبقى كما تشاء .
تركَهم آخذًا هاتِفه ومفاتيحَه وخرجَ من المنزِل غير مُدرِكـًا وجهتَـه!
= إذًا سَأصعَد إلى غرفتي!
قالَها ريك بينمَا يبتسِم بِـإنتصار ، أومأَت له إيڤ بينمَا إتجهَت هي الأخرى إلى غرفتِها ، أوقفَها قائِلًا
= أعتقِد أنَّ الهواءَ في غرفتكِ أنقى ، أليسَ كذلك ؟
إستدارَت وقد كانَ وراءَها بِالفعل فَـدفعته نحو السلم المؤدي إلى غرفتِه قائِلة
- لا ، إنَّـه أنقى في غرفتكَ .
= إذًا لِماذا لا تأتي معي ؟
- لِأنَّـني أريد النوم .
= يُمكننا فعل ذلك معًا ، تعلمين!
- إذهَب إلى الأعلى هيا!!!!
صرخَت به حينَ شعرَت بِالحرج لكنَّـه لم يتوقَف وقالَ
= حسنًا! إنتظري فقط ، يُمكننا الخروج مساءً أليسَ كذلك؟
- والذهاب إلى؟
= ذلكَ المَقهى الذي ذكرَته ليكس !!
- ولِمَ سَنذهب؟
= فقط هكذا بِدون سبب .
- أنتَ تعرِف علاقـ..
= أعرِف الخلافات بينكما ، إيڤ!
- إذًا لِمَ سَنذهب ؟
= أنتِ لم تعودي ضعيفة كَالسابِق! بِالرغم من أنَّـكِ لم تكوني ..
- إذهَب أنت! لن أذهَب .
توجهَت إلى غرفتِها إلا أنَّـه أمسكَ بها مُردِفًـا
= لن أذهَب بِدونكِ!
- إذًا لا تذهَب .
= لكِن إيڤ .. مع ذلك يجب عليكِ الظهور ، سَأكون معكِ ، فوكس أيضًا وچيد! لن تكوني وحيدة!!
- حسنًا دعني أُفكر ..
طبعَ قبلة على خدِها مُبتسِـمًا .
= سَنستمتِع أعدكِ!
صعدَ إلى غُرفتِه يستعِد للنوم ودخلَت هي الأخرى على الرغم من أنَّـها نامَت قُرابة الـعشر ساعات!
طرقٌ خفيف على بابِ غرفتِها أيقظَها تَلاه دخول إيريك وعمَّـت رائِـحته الغرفة
- مـ..ماذا تفعَل هنا ؟ اخرُج!
توجَه إلى دولابِها وأخرجَ بعضًا من ملابِسها وألقاها على سريرِها
= هيا إنهضي!
- لِـ.. لِمَ ما الذي يحدُث؟
نظرَ لها بِقلة حيلة
= هل نسيتِ؟ سَنخرُج!
- آه ، هذا ؟ لِماذا أنتَ مُتحمِس جدًا ؟
سألَته بينما تنهَض وتتجِه إلى الحمام وأغلقَت الباب وراءَها ، قالَ بعد مُدة
= لم أجتمِع معكمـا منذُ سنوات ، أشتاقُ حقًا لِذلك!
إبتسمَت لِلطافتِه وفتحَت الباب فجأة وأطلَّـت بِرأسِها قائِلة
- تعالَ هنا !
توجَه نحوَها غير فاهِـمًا لِما يحدُث وحينَ أصبحَ أمامَها أخرجَت يدَها وأمسكَت بِذقنِـه ووضعَت قبلة على شفتيه ثُـم أغلقَت الباب بِسرعة ، توقفَ عقله عن العمل لحظة بِسبب فعلتِها وطرقَ الباب عِدة مرات
= كـ..كان عليكِ تنبيهي!! هذا ليسَ عدلًا .
- المرة القادِمة .
= سَأنتظِر ..
وضعَ يدَه على شفتيه مُبتسمًـا كَالحمقى ، إنَّـها قادِرة على تشتيتِـه بِأقل شيءٍ تفعلَه!
- جاهِزة!
خرجَت من الحمام بِملابس عادية جِدًا لكنَّـها تبدو لطيفة وهو ما لن يقولَه لها .. أبدًا ، نظرَ إليها وقد تذكَر أنَّـها لم تتغير منذُ ذلك الوقت ، إعتقدَ أنَّـه قد نسى ذلكَ بالفِعل لكنَّـه بِمجرَد رؤيتِـها مرة أخرى تذكَر !
كانَا يمشيان سويًا ولم يبعُد المقهى كثيرًا عن منزِل إيڤ ، إستعادَت ذكرياتٍ قديمة حينَ إعتادَا على مُشاكسة بعضِهما في طريق عودتهما إلى المَدرسة ، إبتسمَت رغمًا عنها فَلاحظَ ذلك سألَها
= لِماذا تبتسِمين ؟
نظرَت إليه مرة أخرى ولم تستطِع عدم الإبتسام ، مَن كانَ لِيصدق أن ذلك الذي بِجوارِها كانَ طفلًا منذُ ستة سنوات والآن هو رجل رائِع قد تقَع له أي فتاة !
- لا شيء ، فقط لِكي تعرِف ، إن ضايقَتني ليكسي بِأي شكل من الأشكال سَأقتلها .
= سَنقتلها !
إستطاعَ ريك ملاحظة چيد وفوكس من بعيد ، كانَ مُتحمِسًا لِهذا اللقاء أكثر من أي شيء آخر حيثُ تجتمِع حبيبته وصديقه الأقرَب وأخاه الذي لم يسبِق وأن عبرَ عن حبِه له ، ياله من يوم!
دخلوا جميعًا ولمحَ چيد بعينيه عن الطاوِلة التي يجلِس عليها ليكسي و أصدقائِها فقالَ موجهًا كلامَه إلى فوكس وريك
- إنَّـها هناك . من السهل ملاحظة طاولات العاهـ...
وضعَ فوكس يدَه على فمِه مانِـعًا إياه من إكمال ما كانَ سيقولَه وقالَ مُحاولًا تغيير الموضوع
= لِنذهَب .
نظرَ له چيد بِإستحقار إذ أنَّـه أرادَ ليكس أن تعرِف بِشتمِه لها ومضى يجلِس معهم على الطاوِلة .
- جِئتم ؟
سألَت ليكس بِغباء مِما دفعَ چيد إلى أن يُجيب بِسخرية
= لا لم نأتِ بعد ، إنتظري قليلًا!
ضحكَت بِحرج وقدَّمَـت فوكس وإيريك إلى أصدقائِها والذي كانَ روبرت ضمنهم . كانَ وقتًا مُـملًا !! علَّ الوقت كانَ لِيكون أقل مللًا إن قَضوه في المَنزل ، لم تخلُ الأحاديث من إنجازات ليكسي التافِهة وسُخرية چيد الدائِمة منها ومُحاولات فوكس في جعل الوضع أكثر هدوءًا ناهيكَ عن تِلكَ الإبتسامات التي إضطرَت إيڤ لِتوزيعِها على كل المُحيطين ما إن تتلاقا أعينهم .
- إذًا ، إيڤ ، أينَ كنتِ تِلكَ السنوات ؟ لِمَ لم تأتِ الجامِعة ؟
وجهَت ليكس سؤالًا خبيثًا إلى إيڤ ، نظرَ فوكس بِقلق إليها لا يعرِف ما الذي سَتقوله ، لكنَّـها أجابَت
= فضلتُ الدِراسة من المنزِل .
أومأَت ليكس وسألَت سؤالًا آخر
- كيفَ مرضكِ الآن ؟ هل تعافيتِ ؟
تعالَت همسات الجالسين يَسألون عن حقيقة مرضِها ، البعض كانَ يعرِف بالفعل والبعض الآخر لم يكُن يعرِف ، قبلَ أن تُجيب كانَت ليكس تُكمِـل
- أعتقِد أنَّ مُعظم الحاضرين لا يعرِفون أليسَ كذلك ؟
تدخلَ إيريك لِأول مرة منذُ جلوسِه
= ليكس! توقفي الآن!!
- لِمَ سَأفعل ؟
أزاحَت نظرَها عنه ونظرَت إلى إيڤ التي تضغَط على شفتيها مُحاولة السيطرة على غضبِها ، أردفَت ليكس
- كُنا أصدقاء ، إيڤ وأنا ، لكِن .. يا إلهي كنتُ طفلة بريئة حقًا كيفَ يُمكنكِ قَص شيءٍ كهذا على طفلة في العاشرة ؟
تحدثَت إيڤ بِصوتٍ يكاد يكون مَسموع
= توقفي!
لكنَّـها لم تفعَل ..
- كانَت حكاية مُقزِزة حقًا! أعـ..
صرخَ بها فوكس
= ألا تفهمينَ؟ توقفي عن ذلك!!
إبتسمَت ساخِرة وقالَت له
- آه ، نسيت! الملاك الحارِس لها متواجِد معنا .
لم تشعُر إيڤ بِشيءٍ ، لم تستطِع النظر إلى عيون الجالسين معها وكأنَّـها حقًا مُذنِبة! تسللَت يد إيريك تُمسِك بِخاصتِها بِقوة وسطِ شجار فوكس وليكس بينمَا چيد الذي يبدو غاضِبًا لكنَّـه لا يتحدَث بِشكلٍ مُريب!
تحدثَت ليكس مُجددًا
- لا أقصِد إهانة ولكِن ، ريك ، كيفَ يُمكِن أنَّـكَ لا تزال معها بِرغم علمكَ بِذلك ؟ هل لم تُخبركَ بِالجزء الأهم ؟
ضغطَ إيريك على أسنانِه حتى أصدرَت صوتًا وقالَ بينما يُحكِـم الإغلاق على يدِها كي يُطمئِـنها
= أنتِ لن تتوقفي ، صحيح ؟ هل تُريدين منَّـا أن نقوم بِإهانتكِ كما تفعلينَ ؟ هذا ما تريدينَـه صحيح ؟
قالَ چيد وهو يرتشِف آخر رشفات قهوتِـه
= أنا بارِع جدًا في هذا الأمر ، تعرِف!
- أعرِف أخي لكِن هذا ليسَ نحن!!
نظرَ لها ريك بِتحدٍ علَّـها تتوقَف عن حقارتِها لكنَّـها لم تفعَل مرة أخرى وقالَت
- إيڤ ، هل هذا سحر أسود أو شيءٍ ما ؟ كيفَ تجعلينَهم جميعًا في صفكِ ؟
أخذَت إيڤ نفسًا عميقًا وأردفَت وهي تنظُر لها وقد جمَّـعت شجاعة لم تحظَ بها من قبل
= يُـمكنكِ قول ذلك! سحر أسود ؟ إحتمال!
ظنَّـت ليكس أنَّـها قد هزمَتها بِذلك لكنَّـها فوجِئت بِردها ، كانَت سَتتحدَث لولا مَجئ عامِل المَقهى مُحييًا إيڤ دونَ الجميع وأثنى عليها وذكرَ مدى حُب ابنته لها وحينَ إنصرفَ إندفعَت ليكس قائِلة بِغضبٍ ظاهِر على وجهها
- كيفَ يُمكِن ذلك ؟ ألا يعرفونَ أنَّـكِ لستِ عذر...
= لقد تحملتُ الكثير حقًا!
صرخَ چيد على ليكس بِصوتٍ جعلَ جميع مَن في المقهى يجفَل وفوكس أيضًا .
= هل تكذبينَ على نفسكِ ليكس؟ الجميع يعرِفكِ جيدًا ، الجميع يعرِف أنَّـكِ عاهِرة ، ألستِ كذلك ؟
توترَت ليكس ونظرَت للجميع بِقلق وقالَت
- مَـ..ما الذي تتفوَه به ؟ هل تكذِب من أجل مُثيرة الشفقة تِلك؟
= آه ، يا إلهي ، أنتِ تُغضبينَني حقًا!!!!!
زفرَ بِغضبٍ ثُمَّ نظرَ لها نظراتٍ جعلَتها ترتجِف وأكمل
= ليكس! مِن الأفضل لكِ ألَّا تظهري أمامي مرة أخرى .
- وإلَّا ماذا ؟ ما الذي سَتفعله ؟
سألَته بِوقاحة فَأغمضَ عينيه بِإرهاق وأردفَ
= سَأقتلكِ!
توسَّعت أعين كل مَن في المَقهى وبَعضهم غادرَ بِالفِعل ، أكملَ چيد تحذيرَه
= سَأقتلكِ ، ولا مُشكلة لدي في ذلك ، كنتُ في السجن مرة سابِقًا بِالفِعل!!
نهضَ بعد أن رمقَها بِإستحقارٍ فَنهضَ فوكس وريك وإيڤ أيضًا ، أخرجَ چيد مَحفظتَـه ووضعَ بعض الأموال على الطاوِلة و قالَ بِصوتٍ عالٍ كي يسمعَه النادِل
= سَأدفَع أنا .
ثُم نظرَ إلى الجالسين وعلى وجوهِهم الصدمة
= لا تريدونَ أن تدفَع لكم ساقِطة مثلها صحيح ؟
حاولَ فوكس كتم ضحكتِه لكنَّـه فشلَ وضحكَ بِصوتٍ عالٍ إنتقامًا لِصديقتِه ، لم تنظُر له ليكس ولم تستطِع الرد على چيد أيضًا ، إتجهَ چيد للبابِ كي يخرُج لكنَّـه إلتفتَ فجأة إلى روبرت قائِلًا
= إحذر! قد تتحرَش بكَ .
خرجَ الأربعة من المَقهى وحينَما إبتعدوا عنه بِمسافة كبيرة نسبيًا توقفوا عن المَشي وقالَ فوكس
- تعرفينَ ليكس ، إيڤ! لا تهتمي لها .
= لم أهتَم .
- هذا واضِح على وجهكِ جدًا .
= لِنذهب إلى منازِلنا ..
سحبَت إيڤ يدَها من إيريك لكنَّـه جذبَها مرة أخرى وقالَ
- لقد كانَت فكرتي بِأن نأتي لِذا ، وأرجوكِ ، لِنذهب إلى مكانٍ آخر ؛ لِتعويضكِ!
تدخلَ چيد قبلَ أن ترفُض
= هذا الأحمَق مُحق! لِنذهَب إلى منزلي .
هذا الإصرار في عيني إيريك لم تُرد أن تُفسِده بِسبب مزاجِها السئ لِذا وافقَت .
هذا الشارِع هو نفسه حينَ أتَت مع چيد منذُ ست سنوات ، ذلكَ المَبنى حيثُ بدأ الرعب يتخلَل إليها وقتَها ، تِلك الشقة هي ذاتِها التي ترددَت في دخولِها وليتَها لم تفعَل ، لَربما كانَ ليكون كل شيءٍ بِخير إن رفضَت المَجئ مع چيد وبقيَت فقط مع ريك ذلك اليوم ، لَربما لم يكُن لِيرحل ، ولم تكُن لِتسوء الأمور من بعدِه؟ رُبما! لكِن بين التخيُّـل والواقِع ، كانَ الواقِع مُنتصِرًا!!
- فوكس ، قم بِتشغيل شيءٍ على التِلفاز ريثما آتي .
= كنتُ سَأفعَل ، لا تقوم بِأمري!!!
تنهدَ چيد ودخلَ غرفتَه كي يُبدِل ملابِسه ، لا يعرِف كيفَ يُعبر عن إمتنانِه لِوجودِهم ، على الأغلب سَينتهي الأمر بِبعضٍ من الطعام والمَشروبات دونَ أن يتحدَث ، تمنى فقط لو أنَّـهم يفهمونَ ذلك ، أنَّـه وبِرغم كل عيوبِه .. مُمتنٌ لهم .
- لِمَ لا تجلسينَ ، إيڤ؟ تعالِ هنا بِجانبي.
سألَ ريك إيڤ التي منذُ دخلوا لم تتحرَك من مكانِها وتقِف تتأمَل المَنزل وكأنَّـه شيءٌ غريب عنها
= آه ، مـ..ماذا كنتَ تقول ؟
لم يكُـن يعرِف سبب تِلكَ الحالة التي إجتاحتها ، أكانَ بِسبب ليكس؟ أم شيءٍ آخر؟
- تعالِ إجلسي بِجانبي! هذا ما قُلتَه .
تحرَّكَت نحوه بِسرعة وجلسَت بِجانبه تمامًا وهي لاتزال مُحدِقة في الفراغ ، حاوطَها بِذراعيه وهمسَ بِصوتٍ مُنخفِض
- أتمنى لو أنَّـنا لم نذهَب ، آسف .
= لا تتأسَف ، كانَ الأمر عاديًا .
إبتسمَ لها وضمَّـها إليه أكثَر ، خرجَ چيد وفي يدِه بعضَ الأشياء مِنها فيلم ما ، وضعَ تِلكَ الأشياء على الطاوِلة وقالَ
- أولًا ، إيڤ و ريك إبتعِدا عن بعضِكما! فوكس إجلِس بِجانب ريك .
= لِـ.. لِمَ ذلك؟ هل أنتَ والِدنا ؟
تحدثَ ريك مَصدومًا
- هذا لِأنَّـني لا أُريد سماع صوت قُبلاتكما في الأرجاء .
صمتَ الجميع بِما فيهم فوكس الذي سقطَ جهاز التحكم من يدِه وقالَ مُـتصنِـعًا الحزن
- ألا يُمكنكم مراعاة مَشاعر عازِب وحيد وبائِس مثلي ؟
تجاهلَه چيد في حينَ نهضَت إيڤ مُحتضِنة فوكس وقالَت
= لا تقلَق ، نحنُ معًا .
ضحكَ چيد بِصمتٍ بينمَا قالَ ريك بِصدمة
- نـ..نحنُ معًا ؟ ما الذي يَعنيه هذا ؟ هل نسيتُم بِشأني بِهذه السهولة ؟ وأنتَ فوكس ، ألستَ صديقي؟
= إنَّـها تُحبني ، لا يُمكنكَ التفريق بيننا !!
- هل نسيتَ القبلة التي أعطتكَ إياها تِلكَ الفتاة التي قالَت أنَّـها مُعجبة بك ؟ إيلينا ؟
دفعَ فوكس إيڤ عنه بِخفة حينَ تذكرَ أمر تِلكَ الفتاة ، شعرَ بِأن وجهه يحترِق ولعنَ ريك كثيرًا في داخِله ، سخرَ چيد حينَ قاربَ الفيلم على البدء
- يبدو أن الطِفل فوكس سَيكبر ويُصبِح ثعلبًا.
= مِن الأفضل لكَ أن تصمُت .
راقبَ الجميع توتر فوكس ثم إنشغلوا في المُشاهدة ، كانَت إيڤ تجلِس بِجانب چيد مِثلما أمرَ . منذُ عادَ في حياتِها مرة أخرى لم يتسنى لهما الحديث ، نظرَ لها فجأة فَلم تُبعد أعينها عنه ، إن كانَا لن يتحدثَا فَعلى الأقل يجب أن يخوضَا حديثًا بِالأعين ؛ فهي الأصدق .
أصبحَت نظراتَه أكثر إنكسارًا ، لم تكُن تعرِف السبب .. هل هو بِسبب إيريك ومرضه ؟ أم بِسبب تذكره لِأمر السجن ؟ لكنَّـه وعلى نحوٍ رائِع أصبحَ يُقرأ بِسهولة . لَـعلَّه هو الآخر يرى إمتنانِها لِتلك الذكريات القليلة التي جَمعتهما ، الضحك ، المُزاح ، حبها الطفولي غير المَنطقي له ، وأنَّـه الآن بِمثابة صديق لن يُنسى ولن تسمَح له بِالرحيل مرة أخرى . حينَ إنتهَت من أفكارِها وجدَته يبتسِم لها وكأنَّـه سمعَ كل ذلك ولِسببٍ ما بادلَته الإبتسامة .
- إشتقتُ لكِ يا لطيفة.
قالَ لها فَعادت الذكريات كلها فجأة ، نفس اللهجة ، نفس الكلمات ، ونفس كل شيء ، أعادَتها الكلمات إلى ما قبلَ الحزن ، إلى ما قبلَ ست سنوات .
- هل أنا شفاف ؟ يا إلهي ما الذي يحدُث ؟
تحدثَ ريك بِصوتٍ عالٍ قاطِعًا على فوكس إكمال الفيلم ، قالَت إيڤ
= يبدو وكأنَّـكَ سَتكون وحيدًا في النهاية .
نظرَ لها غير مُصدِقًـا ودفعَ فوكس عنه بعدَ أن كانَ يحتضِنه
- تعالي هنا ، الآن !
ضحكَ چيد عاليًا حينَ نهضَت تذهَب إلى ريك بِسرعة وبدَّلت الأماكن مع فوكس
- يجب عليَّ الإلتصاق بكِ إلى الأبد ، لاتزالينَ تقعينَ لِأي شخصٍ وسيم .
= أنتَ مُحق ، كُـن مُلتصِـقًا بي إلى الأبد .
إحتضنَـها بِقوة وأكملا مُشاهدة الفيلم حتى رنَّ الجرس في مُنتصَفه وقامَ چيد بِفتح الباب فَظهرَ فتى التوصيل ومعه أكياس مِن
= مَاكدونالدز!!!!!!!
صرخَ فوكس وأسرعَ يأخُذ الأكياس من چيد وبدأ بِفتحها بِالفِعل ، أخذَ الفتى الأموال من چيد وقالَ وهو يرى تجمُّـع الثلاثة على الأكياس
= يبدونَ وكأنَّـهم أبناءَك .
ضحكَ چيد وهو يُلقي نظرة عليهم وأومأ مُردِفًـا
- هم كذلك .
= چيد! أنتَ الأفضل!!!
صرخا إيڤ وفوكس في صوتٍ واحِد ولم ينتبِها حتى إلى ذلك ، بدأ يأكُل معهم بِبطيءٍ وهو يُكمل الفيلم .
نظرَ إيريك إليهم وكل واحِد فيهم مُنشغِـلًا بِشيءٍ مُختلف ، إيڤ كانَت تفحَص الطعام قبلَ أن تأكُـله ، فوكس تقريبًا أنهى الطعام كله لولا چيد الذي كانَ يسرِق البعض كُلما إبتعدَ فوكس قليلًا ، چيد .. والذي على نحوٍ غريب لكنَّـه رائِع يُظهر الجانِب الآخر منه ، ليسَ الفتى السئ ، على الأقل اليوم . سَيشتاق إلى ذلك ، إلى كل واحِد منهم على السواء ، كانَ يظُن أن أمر إبتعادِه قد أثرَ عليهم وأنَّـهم لن يهتموا إن مرضَ أو إن ماتَ حتى ، قد فقدَ الأمل في ذلك لكنَّـه كانَ مُخطِئًـا ؛ وكم تُصبِح الأخطاء جميلة جِدًا فجأة !
- ألَـن تَرحلوا ؟
سألَ چيد بِمللٍ بعدَ ثلاثة ساعات من نهاية الفيلم ، ألقى نظرة على فوكس الذي ثملَ بِطريقٍة بَشعة من كأسٍ واحد
= كنتُ في طريقي إلى الرحيل الآن ..
نطقَ بها ريك وهو شِبه نائِم على الأريكة
- أعتقِد أنَّـها المرة السابِعة التي تقول بها ذلك أم أنَّـني أتخيل ؟
حاولَ ريك الإفاقة رغمًا عنه ونظرَ إلى إيڤ النائِمة بِالفعل وقالَ ساخِرًا
= ظننتُ أنَّـها لا تنام في أي منزل آخر ، هه!
نهضَ متوجِهًـا إلى الحمام وغسلَ وجهَه ثم عادَ إلى حيثُ الجميع وقالَ لِچيد
= أحتاج إلى سيارتكَ.
بحثَ چيد عن المفتاح بِعينيه الثملتين ووجدَه لكن قبل أن يُعطيه إليه قالَ مُحاولًا إخراج كلمات عاقِلة
- غدًا .. سَنذهَب .. الطبيب .
إبتسمَ له وأخذَ المفتاح ، حاولَ إيقاظ إيڤ وعِندما فشلَ إضطرَ إلى حملِها ؟ لا ، إضطرَ إلى سكب كوب من المياه على وجهِها ، فزعَت ومسحَت المياه بِسرعة قائِلة بِفزع
= مـ..ما الذي يحدُث؟؟؟
- إستيقظي كي نذهَب .
= أنـ..نتَ حقًا! وقِح!!!!
- هذا صحيح ، هيا لِنذهب .
نهضَت ولم تهتَم حتى بِتعديل مظهرِها وإتجهَت إلى الباب مُباشرًة تارِكة ريك يحاول سحب فوكس وحدَه ، دخلَت المصعد وجلسَت على أرضيتِه ، أوشكَ باب المصعد أن يُغلق لولا جسدِ فوكس الذي أُلقي بِجانبها فجأة وتلاه همس ريك
- لم يكن عليَّ ترك منزِل والِدي .
حينَ توقفَ المصعد نهضَت إيڤ وحاولَت سحبَه وجاءَ ريك كي يُساعِدها في النهاية إستطاعا سحبه إلى السيارة ، وصلا إلى منزِل فوكس أولًا وكانَت إيلينا تقِف أمام منزله وكأنَّـها تنتظِره
- إيڤ! إيڤ! إستيقظي!!
= ماذا ؟
- فتاة صديقكِ تنتظِره .
= ماذا أين ؟؟؟
نظرَت وحينَ رأتَها ضربَت فوكس كي تُوقِظه
= فوكس ، فوكس ، فوكس !
لم يرُد
= فوكس ، إيلينا غيلبِرت تنتظِر !
- مـ..ماذا مَن؟ أين؟
= أمام منزلكَ!
نهضَ وخرجَ من السيارة مُحاولًا المَشي بِطريقٍة صحيحة حتى وصلَ إليها ، إستعدَ ريك وإيڤ لِمـ...
- اللعنة!
نطقَ ريك غير مُصدِقًـا لِما يحدُث حينَ رأى فوكس يُقبِل الفتاة
= سَيقتلني ما إن يفيق!
إلتفتَ إيريك إليها وإنفجرَ ضاحِكًا وإنطلقَ بِالسيارة إلى منزلها بينمَا هي تستعِد لِتوديع أسرتِها الصغيرة .
= إلى أينَ تذهَب؟
سألَته وهي تراه يدخل معها إلى غرفتِها ويُغلِق الباب وراءَه
- سَأنام .
= أعتقِد أنَّ غُرفتكَ بِالأعلى .
- حسنًا ، سَأخرج!
خرجَ بِطريقٍة غريبة أثارَت ريبتها لكنَّـها لم تُفكر كثيرًا في ذلك الأمر ، أخذَت حمامًا بارِدًا إذ أن السخان لم يُصلَح إلى الآن ، جففَت شعرَها جيدًا وخرجَت كي تستعِد للنوم .
كادَت أن تُغلِق عينيها عدا أن صوتَ فتح باب غرفتِها أيقظَها ، إلتفتَت وكانَ إيريك يتجِه نحوَها وقد بدا عليه أنَّـه أخذَ حمامًا هو الآخر
- إعتقدتِ أنَّـني حقًا سَأترككِ ؟
= لِمَ فقط لا تنام في غرفتكَ ؟
- سَأعتبِر هذه غرفتي أيضًا.
أنهى جملتَه وهو ينام بِجانِبها وينظُر إليها
= متى سَنذهب إلى المَشفى ؟
- غدًا ، أخبرتكِ .
= حسنًا ، إخلد إلى النوم .
أعطَته ظهرَها وأدركَ أنَّـها بِذلكَ سَتُعيد أحداث اليوم كله كي تجِد سببًا تبكي من أجلِه ، وضعَ يدًا أسفل رأسِها وأخرى أدارها بها كي تُقابِله
- سَأفعل .
لم تحاوِل الإفلات منه كَـكل مرة وكانَ هذا شيئًا غريبًا عليه
- هل أنتِ بِخير؟
- يجب عليَّ قول ذلك ، هل أنتَ بِخير ؟ مع فتاة مثلي ؟
= لِمَ تقولين ذلك؟
- لِأنَّـني لستُ كَباقي الفتيات ، تعرِف ..
= إيڤ ، أنا أعرِف ذلك منذُ العديد من السنوات بِالفعل ما الذي سَيتغيَر الآن ؟
- لِأن الجميع الآن يعرِف بِأمري .
= إذًا ، هل يجِب عليَّ سؤالكِ هل أنتِ بِخير مع مرضي ؟ لا طبعًا لِأنني أعرِف أنَّـه ليسَ شيئًا بيدي وأنَّـه حتى وإن كان كذلك أنتِ لن تترُكيني ، أليسَ كذلك؟
- لن أترُكك ، هذا أمرٌ مُؤكد ! لكن الأمران مُختلِـفان!!
= أنتِ تتفوهينَ بِالهراء الآن ، نامي .
ضمَّها إليه ورفعَ وجهَها ينظُر إليها دقائِق ثُم وضعَ شفتيه على خاصتِها يُقبلها بِعمق وحينَ إبتعدَ طبعَ قبلة أخرى بِجانب شفتيها وأخفى وجهَها في صدرِه كي تنام وهو ما فعلَته بِصمت .
• الحادية عشرة صباحًا ، سيارة فوكس ، طريق العودة مِن المَشفى •
- ريك ، أُفضِّل أن تتحدَث الآن!
= ما الذي قالَه الطبيب ، اللعنة عليك!
يُحاول فوكس وإيڤ معرفة ما حدث في المَشفى لكن بلا جدوى من الشارِد أمامَهما ، غضبَت إيڤ فقالَت موجِهة حديثًا إلى فوكس
= أشعُر بِرغبة في إلقاء أحدِهم من السيارة!!!
- أنا أيضًا! ريك ، تحدَث حقًا ، في أي لعنة أنت ؟
يُتابِع غضب صديقِه وحبيبتِه في صمتٍ تام ، تحدثَ أخيرًا
= رِفاق ، لِنلتقِط صورة نحنُ الثلـ.. لا لِنستدعي چيد أيضًا!
- هل هذا الشخص مجنون ؟ يا إلهي!
صرخَ فوكس في حين رمقَت إيڤ ريك بِنظرة قاتِلة رآها في مرآة السيارة فَقال
= سَأبدأ العلاج غدًا! سَأُقيم في المَشفى .
توقَف فوكس بِالسيارة يُطالِع ريك في المرآة .
سَيشتاق إليها ، وإليه ، وإلى چيد ..
حتى بَاركر ، سيد هاردي ، وستيف والِده ..
بعدَ شهرين.
لو حد مُتحمِس للرواية يقولي عشان بفكر امسحها 😂❤️
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(2)
Chapter Twenty one.
لااااااع حرام كمليها 😭😭
Відповісти
2020-08-09 11:52:21
1
Chapter Twenty one.
لو مسحتيها هقتلك وشكرننن
Відповісти
2020-08-09 12:20:45
1