Intro .
Chapter One .
Chapter Two .
Chapter Three .
Chapter Four .
Chapter Five .
Chapter Six .
Chapter Seven .
Chapter Eight .
Chapter Nine .
Chapter Ten .
Chapter Eleven .
Chapter Twelve.
Chapter Thirteen .
Chapter Fourteen.
Chapter Fifteen.
Chapter Sixteen .
Chapter Seventeen .
Chapter Eighteen .
Chapter Nineteen.
Chapter Twenty .
Chapter Twenty one.
Chapter Twenty Two.
Chapter Twenty Three.
Chapter Twenty Four.
Chapter Twenty Five.
The awesome end.
Chapter Twenty Five.

























فتحَ عينيه فجأة ..

نظرَ يمينًا ويسارًا مُضيقًـا إياهما ، يُحاول التذكر أينَ هو!! 

الآن ..

هو على سريرٍ في غرفة ما ، وحيدٌ كَـأحلامِه مؤخرًا ، مُـحاط بِأجهزة كثيرة ، وأنبوبة ما مَوضوعة على أنفِه .

أخيرًا ..

تذكرَ!

لقد نجا من تِلك الجراحة ، خرجَ بِأمان من تِلكَ الغرفة التي دخلَها خائِفًـا من فقدان حياتِه ، خائِـفًا من عدم رؤية فوكس ، چيد ، والِده ، ليكس وحتى روز ، الأكثر بينَهم هي ، حبييتـه ، إيڤ!

حاولَ النهوض فَخارَت قواه ، نزعَ عنه ذلك الشيء المُحيط بِأنفه وفمِه ضاغِـطًا على الزر بِجانب سريرِه ، إتضحَ الآن أن يديِه ترتجِف بعضَ الشيء . دقائِق ودخلَت المُمرضات بينَهم بيري ، قالَت

- أخيرًا!!

إبتسمَ لها بينمَا إتجهَت هي لِرؤية مؤشراتِه الحيوية ، عبسَت بِلطف وهي تُدون بعض الأشياء ، قالَ بعد فترة

= أينَ إيڤ؟

إبتسمَت مرة أخرى بِإتساع

- هل هذا أول ما تسأل عنه ؟

= أينَ هي بيري؟

- لقد كانَت هنا حتى منذُ بضع ساعات! بِربك مَن يستيقِظ في الخامِسة فجرًا؟

عادَ يُغمِض عينيه قليلًا فَـنبسَت

- هل أتصِل بها؟

كانَ سـيوافِق لولا تذكره لِذلك الحُلم ، لِمَ هددته بِالقتل ؟ وبعدَها قامَت بِتقبيلِه ؟ إنَّـه مُرتعِب منها الآن!!!!!

= لا ، لا تفعلي .

- هل أتصِل بِچيد ؟ فوكس ؟ والِدك ؟

= لا .

- كما تُـ..

نظرَت إليه ولاحظَت شيئًا ما ، إقتربَت وسُرعان ما إبتسمَت بِخبث

= ماذا ؟ لِمَ تضحكينَ هكذا ؟

- أقترِح تغيير اسمك إلى الأمير النائِم!!

= ماذا ؟ إلامَ ترمينَ بيري ؟

- لا شيء. 

خرجَت ولم تتمالَك ضحكتَها ، إنَّـها تمامًا كالمرة الأولى التي رأتها بها حينَ شعرَت إيڤ بالغيرة منها لكن لِمَ تِلك المرة ؟ كما أنَّـها لا تتذكَر وضع إيڤ لأحمر الشفاه كثيرًا !

تجاهلَ بيري مُركـزًا على الـلاشيء ، لم يتوقَع أن ينجو ، كانَت نسبة نجاتِه تحت الخمسين بِالمئة ، إنَّـها مُعجزة لن تتكرر .

شعرَ بتنفسِـه يزداد تارًة وينخفِض أخرى مع آلام خفيفة عند صدرِه  ، فتحَ أزرار تِلك الملابس التي يكرَهها ليتضِح له آثار الجِراحة ، رغمَ أنَّـه كانَ يعرِف بالفِعل ما سَيمر به لكنَّ المَنظر أخافَه ، مرَّ بِـأصابِعه المُرتجِفة على آثار تخييط الجَرح فَتألمَ قليلًا وسُرعان ما ذهبَ في نومٍ مرة أخرى!!

إستيقظَ چيد مُستعِدًا للذهاب إلى المُستشفى مرة أخرى ؛ كي يشهَد أخيه يومًا إضافيًا وهو نائِم .

ترجلَ من سيارتِه دالِفًا إلى المَشفى بِضيقٍ , قد إشتاقَ إليه , وما إن دخلَ حتى فُوجِئ بِبيري تسحَبه سريعًا حتى وصلا إلى الطابِق الذي يوجَد به ريك ، سحبَ يدَه مُتسائِلًا

- ما بكِ؟

= خُذ نفسًا عميقًا أولًا!

- ما خطبكِ ،بيـ..

دفعَته على الحائِط مُكرِرة

= خُذ نفسًا عميقًا أولًا!!

راقبَها بينمَا تأمره ، مررَ لسانَـه بِوجنتيه بِغضبٍ ، وقفَ بِإعتدال يقوم بِتعديل ملابِسه فَلاحظت هي ما فعلَته به حينَ شعرَت بغضبِه القادِم لا محالة ، أرادَت الإنسحاب ، هي فقط كانَت سَتخبره بِإستيقاظ أخيه كون أنَّـه يتوق لِذلك وهي لاحظَت في المرات القليلة التي تحدَثا بها ، إبتعدَت بِبطيءٍ تارِكة إياه يُكمل تعديل قميصـه لكنَّـه جذبَ ذراعَها

- أخذتُ نفسًا عميقًا ، ما التالي ؟

إبتلعَت ريقَها بِتوتُر وقالَت

= ر..ريك إستيقَظ ، يُـ..يُـمكنكَ الذهاب إليه!

سحبَت يدها بِسرعة وجرَت مُتحجِجة بِتفحصِـها لِمريضٍ آخر تارِكة الذي على وشكَ الإغماء بِسبب ما أخبرَته به .

سارَ بِخطواتٍ واسِعة إلى غرفة العناية المركزة ، نظرَ من الزجاج وإذ بِـ ريك قد غيَّـر من شكل نومِه ، نبضَ قلبـه بِقوة وقاربَت إبتسامة أن ترتسِم على شفتيهِ قاطعَها إلتقاء أعينـهما ، هو وأخيه ، رغمَ أنَّ هيئـته تُجزِم أنَّ ذلكَ القابِع في الداخِل هو ابنه وليسَ أخيه!

إبتسمَ إيريك له رغمَ شعورِه بِالإرهاق ، حاولَ الإعتدال كي يُعانِق أخيه لكنـه عجزَ عن ذلك فَأسرعَ چيد إليه يُساعده على الإستلقاء مرة أخرى فَتمسكَ ريك بيدِه ولا تزال تِلكَ الإبتسامة على شفتيه ، سحبَ چيد كرسيًـا قريب منه وهو يشدُّ على يده بِخفة ، حاوطَ يده الأخرى بِكفه ثُم مررَها على شعرِه الذي لم ينمُ بعد .

- إشتقتُ لك أيُّـها المُشاغِب!

= إشتقتُ لكَ أيضًا چيد ، حقًا فعلت!

- أعرِف . هاتفتُ فوكس وهو في طريقِه .

= وإيڤ ؟

- سَيخبرها فوكس ، لا تقلق . هل تشعر بِأنَّـكَ بِخير ؟

= نعم ، فقط رقبتـي تـؤلِمني قليلًا .

- لقد كنتَ في غيبوبة لِمدة أسبوع لابُد أنَّـه السبب .

= يا إلهي أسبوع؟

أومأ له بينمَا يبتسِم ، تركَ يده لتتجِه أنامِله إلى غلق أزرار ملابِس إيريك هامِسًا بِنبرة حنونة لم يَعهده بها سابِقًا

= احرص على صحتكَ جيدًا ، لن أقدِر أن أفقدكَ مُجددًا! ليسَ بعد الآن،ريك!

عادَ يجلِس مكانـه وقالَ

= هل أنتَ جائِع؟ سَأبحَـث عن بيري لِجلب بعض الطعام لك .

لم ينتظِر رده وخرجَ باحِثًا عن بيري بعد أن تذكرَ شيئًا يجب عليه فعله ، تنهدَ إيريك بِراحة ، هو سعيد لِرؤية ذلك الحب في عيني أخيه ، ينتظِـ..

= إيريـ..ـك!!

فوكس ، الذي ركضَ بِملابِس نومِه وقدمِه ويدِه المَكسورتين ما إن هاتفَه چيد ، أخذَ بعضًا من أنفاسـه تلاها إسراعه إلى سرير ريك ورمى نفسـه في عناقِـه ، دخلَت إحدى المُمرضات لِتوبيخ فوكس لكن ريك أشارَ لها بِالرحيل بينمَا يُربت على ظهر صديقِه مُحاولًا تهدئة أنفاسِه الهائِجة!

- إهدأ فوكس أنا بِخير حقًا لكنَّـكَ تؤلـ..ـمني قليلًا ..

إبتعدَ فوكس مُحرجًا وعدَّل ملابِس إيريك التي فسدَت من عناقِه الشديد له وقالَ

= آسف أنا حتمًا لم أقصِد لكنّـ..

- ما الذي حدثَ لك ؟

لِلتو تذكرَ فوكس ذلكَ الأمر ، سعادته جعلَت آلامه جميعها تذهَب

= آه ذلك ؟

- نعم ذلك فوكس ؟ كنتَ بِخير اليوم السابِق لِجراحتي!!

كادَ يُجيب لولا حضور چيد ومعه الطعام ، وضعَه على طاوِلة بِجانب ريك وساعدَ فوكس أيضًا على الجلوس وقالَ ساخِرًا

- لا تقلق ، مُجرد نقاش حضاري جدًا مع حبيبتكَ الصغيرة .

توسَّعت أعين ريك وقالَ بِصدمة

= إيڤ؟ فعلَت ذلك؟

لِيجيبه فوكس مُتجنبًا التطرُّق إلى سبب الخلاف بينه وإيڤ

- هذا ليسَ حتى جزءًا مِما سَيحدث بكَ كونكَ أخفيتَ الأمر عنها .

إتخذَت شفته السُفلى موضـعًا بينَ أسنانِه ، إنَّـها تُصبح شخصًا آخر عِندما يغيب عنها فترة!

أردفَ چيد والذي يبدو وكأنَّـه تذكرَ شيئًا

- بِالحديث عن إيڤ فوكس .. هل أخبرتها؟

رمشَ عدة مرات قبلَ يُحدق في الفراغ ثوانٍ ويُردف

- اللعنة! نسيتُ ذلك!

نظرَ إلى چيد لِيجده غطَ في نومٍ مُصطنَع فَنظرَ إلى ريك لِيجده هو الآخر يتفحَص أحباله الصوتيَّـة هامِسًا

= أشعر أنَّـني لا أستطيع التحدُّث ، أتسمَعني؟

تركَه الجميع يُحادِثها بِمفرده ، تركـه الجميع لِجحيمِه!

يقِف في ممر غرفة إيريك بينمَا يبحَث عن اسمها بِدقة حتى وجدَه ' إيڤ '

واحد ..
اثنان ..
ثلاثـ..

- ماذا تُريد في الصباح ، فوكس ؟

جيد! تبدو وأنَّـها إستيقظَت منذُ فترة من نبرة صوتِها

= كـ..كيفَ حالكِ؟

- أنتَ لم تتصِل من أجل ذلك صحيح؟

= حسنًا ، في الواقِع ..

- في الواقِع ؟

حثَـته على الإكمال فَأخبرَها دُفعة واحِدة ودقائِق حتى إنهالَت عليه بِأفظَع الشتائِم متوعِدة له حينَ تصل .

يُقال أن فوكس أرسلَ رسائِل إلكترونية لِتوديع والِده وإيلينا .

ماذا ترتدي ؟ هذا لم يكُن السؤال الأهم!
ماذا سَيريد أن يأكل ؟ هذا هو السؤال!!

حضرَت كُرات الجبن كونَها لا تستغرِق وقتًا ، أخذَت حمامًا سريعًا وفتحَت دولابها لم تتردَد كثيرًا وهي تختار سترة سوداء خفيفة تخُص فوكس في الحقيقة وأي لون بِنطال سَيفي بِالغرض.

ما إن إنتهَت من إرتداء ملابِسها إتجهَت إلى المَطبَخ تضَع كُرات الجبن في عُلب الطعام وهي المرة الأولى التي تُعد بها إيڤ لِريك شيئًا . تذكرَت قلادتَه وهي على وشكِ الرحيل لِتسرع بِإرتدائِها ، حينَ إبتعدَت عن المنزِل وجدَت سيارة " أُوبَــر " تنتظِرها لِيتضِح أن فوكس قامَ بِحجزِها لها ، إبتسمَت لِتصرفاتِه ، يظُن أنَّـها سَتغضَب منه لكنَّـها تعرِف أنَّـه من فرطِ تحمُّـسه .. نسى!

وصلَت أخيرًا ..

تكاد تُجزِم أن الطريق إستغرقَ سنوات وليسَ فقط ربع الساعة ، سارَت بِسرعة في ممرات المَشفى لِتسرع إلى الطابِق الثاني حيثُ يتواجَد هو .

وكأنَّـها المرة الأولى التي سَتراه بها ؛ رغمَ أنَّ المرة الأولى كانَت سيئة بِالفعل ، لكنَّـها متوترة ، يضخُ قلبها الدم بِكميات سَيعجَز الطب عن عدِّها ، تتأكد من الطعام الذي أحضرتـه كل ثلاثة دقائِق وتحاول توقُّـع ردة فعلِه لكنَّـها فشلَت!

وفي النهاية ..

ها هي تقِف أمامَ غرفتِه التي إعتادَت الجلوس معه فيها ليلًا طيلة أسبوع لكنَّ شيئًا قد تغيَّـر اليوم ، هو إستيقَظ وهي قد إشتاقَت له ، لا يفصِل بينها وبينَ لقاء عينيه التي تشتاق إليها سوى حائِط غبي ، لِمَ لا يُمكنها تحريك قدميها والدخول إليه؟ لِمَ تتملـكَها حالة الذُعر تلك؟

يجلِس هو مُنتظِـرًا إياها بِشوقٍ يقتـله بِمرور كل دقيقة ، يُلقي نظرة على الباب بينَ الحين والآخر علَّـها تكون موجودة لكنَّـها لم تفعَل بعد ، عدَّل ملابِسه مُستعِدًا لِلقاءٍ سَيحدث بعد دقائِق ربما ، سخرَ من نفسِه ، ما الذي يقوم بِتعديلِه!!! على الأغلَب رأته بِما هو أسوأ من ذلك ، ألقى نظرة أخرى على الباب لكن تِلكَ المرة كانَ يوجَد ظل لِشخصٍ ما ، في نفس طولِها ، هي!!

أصبحَ مُتأكِدًا حينَ خطَت بِحذائِها التي لا ترتدي غيره بِحجة أنَّـه مُريح ، ملابِسها الفوضوية كالعادة ، شعرَها غير المُرتَب أبدًا ، إبتسامتـها التي إتسعَت حينَ تلاقَت أعينُـهما ..

هاجَ قلبه بِطريقٍة رهيبة وكأنَّـه يراها لِلمرة الأولى أيضًا ، أقسمَ أن قلبه كادَ أن يخرُج من قفصِه الصدري لولا قفزِها عليه تُعانِقه بِشدة فَبادلها بِحب وهو يُـقرِّبها إليه أكثَر ، لم يتألَم كما حدثَ مع فوكس فَـبالنهاية هي فتاة!

إنسحبَ چيد وفوكس من الغُرفة ، كانَت تبتعِد عنه قليلًا فَرفضَ ذلك وضمَّـها مرة أخرى مُـقبلًا خدَها هامِـسًا

= إبقي قليلًا ، إشتقتُ لكِ!

عادَ قلبُـها ينبُض مرة أخرى ، إشتاقَت لِتلك الجُمل اللطيفة ذات التأثير الألطَف على قلبِها ، مسحَ على شعرِها بِلطف وأبعدَها قليلًا ناظِـرًا إلى كامِل ملامِـحها بِـتمعُّـن وإبتسمَ مُعانِـقًا إياها مرة أخرى

= لقد كنتُ أحلم بكِ طيلة الأسبوع ، كنتِ هنا دائِمًا حتى في أحلامي!

إبتعدَت هي عنه وقبَّـلت خدَه بِقوة

- كنتُ هنا بِالفِعل .

نبضَ قلبه مرة أخرى ، بِهذه التصرُّفات سَيمرَض مرة أخرى ، إرتفعَ صوت الجهاز بِجانبه دليلًا على زيادة ضربات قلبِه تمامًا كما حدثَ في الأمس حينَ قبَّـلته فجأة ، دخلَت مُمرضة أخرى تُلقي نظرة قلِقة عليه تبعَها فوكس وچيد يتبادلان النظرات الحائِرة .. لقد كانَ بِخير منذُ دقائِق!!

- يجب عليهِ أن يستريحَ قليلًا ، الجِراحة كانَت خطِرة! لذا إن كُنتم لن تُـريحوه يجب عليكم الإنتظار في الخارِج!!!

هذه المُمرضة فِظة! أينَ بيري المُراعية؟

تحدَّث چيد موجِـهًا الحديث إليها

= أينَ بيري؟ هي المَسئولة عن حالتِه!

- إستأذنَت مُبكرًا قالَت أنَّـها مريضة!!!

= إتصلي بها ، أخبريها أن تأتي .

- ولِمَ عليَّ أن أفعَل؟ مَن أنتَ؟

كانَ چيد على وشكِ التحدُّث لكن فوكس تدخلَ كونه يعرِف ثقة چيد بِـبيري حينَ يتعلَق الأمر بِـإيريك

- چيد ، سَأتصِل أنا بِها ، نحنُ آسفون أيُّـها المُمرضة!

رمقَت الممرضة چيد بِسخط وخرجَت تحتَ لعنـه المُتتالي لها ، نظرَ إلى فوكس وقبلَ أن يوبِخه قاطعَه

- چيد ، فقط ثِق بي! سَأجعلَها تأتي وتعتني هي بِريك!

= فوكس ، إنَّـني أثِق بِملابسي الداخليَّـة أكثر منك!

خرجَ چيد من الغرفة مُبتسِمًا لإغاظتِه ، هو بِالطبع يثِق به لكنَّـه ومع فوكس خاصًة يُحب إغاظتَه كثيرًا .

= ما خطبُ الملابِس الداخليَّـة مع تِلكَ العائِلة ؟

حادثَت ريك بعدَ أن رأوا فوكس يتجِه إلى الخارِج ، حاولَ إظهار نظرتِه اللعوبة بينمَا يبتسِم لها

- هل رأيتِها ؟

= ما هـ.. أنتَ أيُّها الوقِح! سَأحاسبكَ ما إن تتعافى!!

ضحكَ ومدَّ يده كي يأخذ يدِها بين خاصتِه ، ربتَ على يدِها بِخفة وشابكَ أصابِعهما سويًا

- يوجَد الكثير من الأشياء سَنفعلها ما إن أسترِد صحتي! لا تقلقي .

= ما هي ؟

- سَتعرفينَها في الوقت المُناسِب! والآن ، ما هذا الذي معكِ؟

أشارَ إلى الطعام وعادَ يستنِد على السرير إذ أنَّـه شعرَ بِبعض التعب

= هـ..ـهذا لا شيء..

- هل أعددتِ شيئًا من أجلي ؟

= لم أفعَـ..

سُحبَـت علبة الطعام منها ، يفتحَها بِهدوء وعلى شفتيه إبتسامة لطيفة ، أخذَ واحِدة سريعًا واضِعًا إياها في فمِه ، أغمضَ عينيه يستشعِر الطعم وثوانٍ ما فتحَ عينيه حينَ إنتهى منها

- إنَّـها لذيذة جدًا ، حقًا إيڤ إنَّـها كذلك!!!!

إلتهمَ الكثير جِدًا في وقتٍ قصير وحينَ شعرَ بِالإمتلاء وضعَها بِجانبه قائِلًا لها

- شكرًا لكِ ، هذا أفضَل من طعام المُستشفى بِمراحل!

= هـ..ـل أعجبكَ حقًا ؟

- بِالطبع! أنتِ مَن أعددتيه!!

أومأَت مُبتسمة بِفخر ، سَألها مُترقبًا إجابًـة

- ما الذي حدثَ لِفوكس ، إيڤ؟

نظرَت إليه وسُرعان ما أبعدَت عينيها عنه لكنَّـه كررَ سؤالـه مرة أخرى فَتنهدَت قائِلة وهي تنظُر إلى الأسفل

= بعدَ أن قرأت رسالتكَ إلى فوكس ، أردتُ المَجئ لكنَّـه رفضَ ..

- وبعدَ ذلك ؟

= تشاجرَنا قليلًا ثُـمَّ ذهبتُ إلى النوم و ..

رفعَت عينيها لحظة وأخفضَتها مرة أخرى مُردِفة

= كانَت إيلينا هناك ، لم أكُن أعرِف أن جروَهـ..

توقفَت عن الحديث فجأة ، هل يعرِف بِهذا الأمر ؟ هل سَيغضَب ؟ سَيرسِـلها فوكس إلى الجحيم طبقة الشخصيات المُهمـة !!!!

شعرَت بيدِه تُشابِك خاصتَها وجعلَها تستقِر على فخذِه

- أكملي!!

= جرو إيلينا لديه نفس الاسم.

- أي اسـ.. ما اللعنة؟!!!!!! لِمَ تُسمي الجرو بِاسمي؟

= لقد ظننتُ أنَّـه أنتَ لِذا ، كنتُ خائِفة ، ضربتَه لكن لم أكُن أعرِف أن الأمر سَيكون بهذا السوء ، صِدقًا!

- إنَّـه يستحِق!!!! لا تهتمي له .

تعجبَـت من تغيُّـره المُفاجِئ ، توقعَت أن يغضَب قليلًا ، لا بُد وأن سخطَه من تسمية الجرو على اسمِه غطَت على ذلك .

= لكن لا أحب رؤيتـه يتألَم!

- أعرِف ، لكنَّكِ أيضًا تعرفينَ فوكس ، سَيُسامحكِ قريبًا .

= سامحَني منذُ أسبوع!

قهقهَ ريك عاليًا ، تركَ يدها باسِطًا ذراعيه كي تأتي له وهو ما فعلَته بِسرعة

- إشتقتُ لكِ ، مِرارًا و تِكرارًا وإلى الأبد!!

أبعدَها قليلًا ناظِرًا إلى تفاصيل وجهِها بِدقة ، لا يمِل من ذلك أبدًا ، كانَت مُجرد رؤيتِـها تُشفي العديد من الجروح بِداخله ، قبَّـلَ جبينَها ، عينيها ، خديها ، لكنَّـه توقفَ حينَ وصلَ لِشفتيها ، ترددَ كثيرًا وفي النهاية إبتعدَ عنها ناظِرًا إلى الفراغ حولهما .

شعرَت إيڤ بالخجل ، ودَّت لو أنَّ الأرض تبتلِعها في الحال ، لِمَ ذلك ؟ لِمَ إبتعدَ حينَ كانَ كل شيء على وشكِ الغدو بِخير ؟ وقِح!

تزامنًا مع جلوسِها دخلَ فوكس بِرفقة إيلينا ، إبتسمَ لِإيريك لكنَّـه نظرَ إليه بِتوعد

- خالِص تعازييَ الحارة لِوفاة جروكِ ريك ، إيلينا!!!

في الواقِع هو لم يُحرك نظرَه عن فوكس الذي إبتلعَ ريقَه مُبتسمًـا بِتوتر

= شكرًا لك , إيريك! لقد أصرَّ فوكس أن نُسميهِ كـ...

أمسكَ فوكس  يدَها يمنعَها من الإكمال فَصححَت

= كنتُ مُصرة أنا الأخرى .

أومأَ لهما وألقى نظرة سريعة عليها فَكانت تشتعِل من الإحراج قضمَ شفتيهِ بِحرج ، لايزال يتذكَر ذلك الحلم الأخير ، لا يعرِف لِمَ أو كيفَ! لكنَّـه مُتردِد في تقبيلِها بِشكلٍ غريب .. هو الذي كانَ مِن المُستحيل أن يمضي يومٌ دونَ أن يسرِق منها واحِدة!

لعلَّـه فقط يُعاني آثار الإفاقة من غيبوبتِه ؟

قاطَعَـت أفكار كل واحِد منهم المُمرضة التي تقول

- يجب عليكم الخروج الآن ، رُبَّـما يُسمَح له بِالخروج حينَ يأتي طبيبـه .

.
.
.
.
.
.
.

بعدَ يومين ، موعد خروجـه أخيرًا
_______________________________

رغمَ كل تلك الأحداث إلا أنَّـها لا تزال تشعُر بالإحراج من ترددِه لِتقبيلها ورغمَ أنَّـه شخصيًا حاولَ أن يُفسر لها إلا أنَّـها لم تتحدَث معه منذ وقتِها سوى الآن - أثناء خروجِه -

- يُمكنـني حمل تِلكَ عنك .

قالَتها وهي تراه يحمِل حقيبتـه وفوكس بِالطبع لن يستطيع وچيد ذهبَ لِإحضار سيارتـه

= لـ..لا لا بأس!

- قالَ الطبيب عليكَ بِالراحة حتى تتحسَن حالة الجرح .

كانَ ذلك حينَ أرادَ ريك الاستحمام وتسببَ ذلك في جعل الجرح ينزِف قليلًا فقط

= حـسنًا .

مدَّها إليها فَسحبتـها مُبتعِدة لولا جذبـِه لها لِعناقه فَتسبب في سقوط الحقيبة من يدِها ، همسَ في أذنِها وهو يقرِّبها إليه أكثر

= آسف! هي فقط فترة .

إبتعدَ مُـقبِّلًا خدَها ثُـمَّ سارَ ناحية چيد ، حدقَت به ثوانٍ وهمسَت

- لِمَ أصبحَ مُهـذَّبًـا جدًا فجأة؟!!!

ركبَ الجميع في سيارة چيد المُتجهة نحو منزلـهم الكبير ، منزِل عائِلة ' ستِيفنسون ' ، تحدَّث چيد وهو ينظُر إلى أخيه في الخلف

- سَيرسل المَشفى طاقـمًا طبيًا للإعتناء بك .

= لِماذا ؟ أعتقِد أنَّـني لا أحتاجه .

- لكنَّكَ تفعَل!! مَن الذي سَـيُحافِظ على مواعيد أدويتكَ وتِلك الأشياء؟

= بِإمكان إيڤ فعل ذلك! صحيح إيڤ؟

شعرَت إيڤ بِكل الأنظار نحوَها وأنظاره هو تحديدًا لكن قاطعَ ذلك چيد

- لا أعتقِد ، على الأقل سَأبحث عن بيري مرة أخرى!!

= أين هي بِالمناسبة؟

كانَ ذلك سؤال فوكس ، ريك ،وإيڤ التي تجلِس بِجانب چيد الذي ظهرَ عليه التوتر ما إن ظهرَ اسم بيري في الأرجاء

- لـ..لا تنظروا إليَّ هكذا!!! لا أعرِف مكانها .

= لكنَّـكَ الأخير الذي رآها! هل بِالصدفة قتلتَها؟

- سَأقتلكِ أنتِ إيڤ إن لم تتوقفي عن ذلك!!!

نظرَت أمامها فـرحة بِإغاظتِه بينمَا فوكس وكالعادة لم يتمالَك ضحكاتـه ، ريك ، لم يشغلـه طوال الطريق غيرها ، فَهي تتجنبـه بِطريقٍة غريبة!!

كانوا على بُعدٍ قريب من المنزِل حينَ تفحصَّـت الشوارع بِملل عدا ذلك الشارِع!

هي الآن في السادِسة والعشرين ولا تزال تتذكره .. جيدًا!

إنتفضَ قلبـها حينَ توقفَت سيارة چيد أمام المنزِل ، خرجَت منها بِبطيءٍ أثارَ الريبة حولها ، لكنَّـه چيد الوحيد الذي أدركَ ذلك ، كانَت تقف على عتبة المنزِل متردِدة في الدخول تُلقي نظرة خاطِفة كل حين على المكان حيثُ أسرعَت ذلك اليوم ، حيثُ قادتـها أخلاق طفوليِّـة حمقاء إلى مساعدة شاب لا تعرِف عنه شيئًا!

- إيڤ ، لِندخل!

كانَ يُحادثها منذُ دقائِق وقد تركه چيد يتعامَل معها ، هي فقط صامِتة تُركز بِنظرها على مكان واحِد ، ربتَ على ظهرِها لكنَّـها لا تتحدَث ، خللَ أصابِع يده بِخاصتها فَميزتها بدون إدراك ، مَن غيره يمتلِك ذلك الدِفئ بين يديه؟

وجدَها تضغَط على يديه بِقوة ، قررَ سحبـها إلى الداخِل بِالقوة لكنَّـها فاجئـته بِذلكَ العِناق ، كانَت تُعانقه بِقوة حتى أقسمَ أنَّـه شعرَ بِقلبها ينبُض ضد يمين صدرِه ، مسحَ على شعرِها وتمتمَ بِكلمات مُـحبة حتى هدأت قليلًا ، لم تكُن تبكي ولم تكُن تصرِخ! لكنَّـها داخليًا كانَت مُحطمة لِتذكر أشياء ودَّت لو تنساها!!

لو يُمكن لِـلفرد مِـنَّـا أن يغرِز خنجر بيديهِ لِإقتلاع الذكريات السيئة بِعقله ، لَفعل! لَفعلَ دون تردد!!

لم يترُك يدها حتى وصلا إلى مُنتصف المنزل ، راقبَت تفاصيله بِسرعة ، كانَ قصرًا بسيطًا للغاية ، بسيطًا لِدرجة تُشعِرك بِثراء مَن يمتلكـه!

رأتها!!! هي ، والِدتها!!

تنزِل السلالِم بِملابس فاخِرة جدًا بِرفقة والِد إيريك السيد ' ستيف ' ، زادَت قوة تمسُّـكها بيدِه حينَ كانَت روز تقترِب خطوات منها ، تركَ يدها مُجبرًا وهو يُعانق والِده وكلاهما , روز وإيڤ , فقط ينظران لِبعضهما بِصمت دونَ أدنى تعابير تُذكر !!

شعرَت إيڤ بِچيد يضَع يده على ظهرها يدفعها إلى التقدُّم أمامًا ، إبتسمَ لها حاثًا إياها أن تتحدَث إلى روز التي ألقَت عليها سؤال عابِر

- كيفَ حالِكِ ،إيڤ؟

= بِخير وأنتِ؟

- بِأفضل حال!

ثُم إلتفتَت روز إلى ريك تُهنأه بِنجاح جراحته ، تحدَّث لها والِده فجأة

- شكرًا لكِ إيڤ! على البقاء بِجانبه كل ذلك الوقت ، على إنتظارِه حتى بعدَ وقتٍ طويل ، على إهتمامكِ به حتى وأنتِ تعرفين أنَّـني السبب في إبتعادِكما! آسف لكِ وشكرًا لكِ مرة أخرى!!

يبدو كَشخصٍ وقور جدًا يُجبركَ على الشعور بِالأسف لِشعورِه بالأسف!!!

دلَّـها چيد إلى غرفة إيريك ولكنَّـه في البداية جعلها تمُـر على غرفتِه قائِلًا بِنبرة غريبة

- سَأعطيكِ أشياءً!

تبعته بِصمت ، بِمَ أصف غرفة چيد؟ إنَّـها فقط راقية بِطريقٍة أكثر رقاءً منه!!

أشارَ لها على أريكة ما جلسَت عليها حينَ عودتـه

- هاتفتُ والِدكِ ، سَتبقينَ هنا!

= لِمَ سَأفعل؟ يُمكنني المَجئ حينَ يكون بِحاجتي فقط!!

- بِالطبع. يجب عليَّ الإتصال بـبيـ..

= أينَ غرفته؟

إبتسمَ چيد بِصبيانيَّـة وهو يتجِه نحو دولابِـه

- سَأريكِ إياها لكن .. أولًا ..

بدا لها يُخرج العديد من الملابِس ومدَّها لها بينمَا يقول

- إرتدي هذه الملابِس ريثَما أُحضر ملابسكِ من منزلكِ ، ولا تدعي هذا الطائِش يتمادى معكِ!!

= مَن تظنني؟

- لا أظن شيئًا! تعالي لِأريكِ غرفته ، هيا!

كانَ يحاول إخراجها من غرفته حينَ رمَت نفسها على سريرِه بِطفوليَّـة

=لِمَ؟ غرفتكَ رائِعة!! إنتظِر هل هذه ثلاجة!!!!

سارَت نحوها بِسرعة وفتحتـها لِتـُفاجئ بِكم المَشروبات الغازية بها ، الكثير والكثير من الشوكولاتة ، وعُلب من المَارشميلو ..

= هل هذا كله لكَ؟ يا إلهي!! سَأعيش هنا!!!!

- إياكِ وإياكِ إيڤ أن تُخبري ريك بِذلكَ!!!

= لا تقلق.  لكن بِشرط .. نتقاسَم هذه الجميلة!

- حسنًا موافِق! هيا إخرجـ..

= علامَ تطُل هذه الشُـ..ـرفـ..ـة ؟

ليتَها خرجَت كما أمرَها ، نظرَت بِحزن إلى الشارِع

- إيڤ ، أرجوكِ لِنخرج من هنا!

= هل هنا بدأَ كل شيء ؟ هل كنتَ تقف هنا ؟

- لن يُشكل ذلك فارِقًا ، لِنخرج من تلك الغرفة هيا!!

سحبَ يدها وأخرجَها عنوًة من الغرفة ، حاولَ تغيير الموضوع

- غرفة إيريك على الجانِب الآخر ، تعالي .

سبقَها بينمَا يلعن نفسه لِلمرة المليون ، كانَ يجب عليه منعها من دخول غرفتـه!

- ها هي!! سأترككِ الآن ، حسنًا؟

= لا بأس .

- سأنام قليلًا ولا أحتاج تذكيركِ .. لا أُريد لمح طيفكِ في غرفتي!! إبتعدي عن ثلاجتي!!

= هل هكذا تُعامل ضيوفكَ؟

- نعم ، أنا شخص وغد بِالأصل.

فتحَت غرفة إيريك وكانَ هو وراءَها أيضًا ، قالَ لها بينما يدفَع بِكتفيها إلى الداخِل

- هيا لِلداخل!!

= غرفتكَ مُذهلة!!!!

أغلق الباب وهمسَ

- أعرِف ، سَأذهب لِتغيير ملابسي ، إعتبري نفسكِ في غرفتـ..

سخرَ ضاحِكًا حينَ رآها تقفِز على سريرِه بِالفعل لكنَّـه عاد بعد أن أوشكَ دخول غرفة تغيير ملابسـه

- إيڤ ، هل يُمكنكِ مساعدتي؟ رجاءً؟

كيفَ ترفض وقد رجاها بِتلكَ الطريقة؟

نهضَت تابِعة إياه إلى غرفة أخرى داخل غرفته ، الأمر مُذهل فَهو يبدو حقًا ثريًـا!

أخرجَ ملابِسًـا منزلية من الدولاب وأعطى لها القميص ثُم تقدَّم منها قاصِدًا أن تخلعه له ، كونـه لن يستطيع رفع ذراعيـه ، ها هي اللحظات التي توقعتها تحدُث ، حينَ يتحجَج ريك بأي شيء موقنًـا أنَّـها لن ترفُض!!!

لكن ..

صوت چيد بِالأرجاء وهذا ولأول مرة جيد ، هربت تحتَ صراخه نحوها بِسرعة إلى چيد في الخارج

= أخوكَ بِالداخل ، ساعده في تغيير ملابِسه!

أومأَ باسِمًا لِأخلاقها ، هي التي أرادَت ذات يوم أن تذَهب وفوكس لرؤية ما يفعله في الحمام!! 

- مـ..ما الذي أتى بكَ هنا ؟

= كي أساعدكَ .

- چيد ، فقط إذهب .

= ليسَ قبل أن أساعدكَ .

وبِالفعل ساعده وقامَ بتغيير ملابسه ثم خرجَ بعد أن ألقى تحذيرًا عليه

= لا تُغضبها ، وضعَها والِدها تحتَ رقابتي!

خرجَ وراءَه فَلم يجدها في الغرفة ، على الأغلب ذهبَت لِتأكل شيئًا لِذا إستسلمَ لِنومه فَقد إشتاقَ لِسريره جدًا ..

أوصلَها چيد في طريقِه إلى المطبخ وذهبَ هو الآخر إلى النوم بعد أن جعلته يُقسم أن روز لا تتواجَد فيه .. غالِبًا ..

دخلَت وقد ذهلَها روعة المَطبَخ بِحق! ويوجَد تلفاز لِذا توقعت أن ريك إعتادَ الجلوس هنا ، فتحَت الثلاجة تنقِل عينيها على الأشياء بِداخله بِدهشة ، هل هذه حتى حقيقية ؟ أينَ المـصورون الذين سَيقومون بِعمل إعلان عنها ومن ثَم تتضِح أن كل هذه الأشياء لم تكُن حقيقية؟؟؟؟؟؟؟

سحبَت زجاجة من المياه وهي تلعَن آداب الضيوف تلك ، لِمَ عليها أن تكون هكذا؟ بصقَت المياه مرة أخرى وهي تسمَع صوتها من خلفِها

- لِمَ لا تُجيبـنَني أبدًا إيڤ ، كيفَ حالكِ؟

إلتفتَت لها عازِمة الرحيل إلا أنَّـها قررت عدم الهروب

= هل حياتكِ الآن أفضَل؟

- ماذا تعنينَ ؟

= زوج جديد ، حياة جديدة ، أبناء جُدد ، هل أنتِ مُرتاحة الآن ؟

- أجل ، هل يُفترض بي ألَّا أفعل ؟

= نعم ، فَـلديكِ في الحقيقة ابنة و زوج غادرتـيه بعدَ خيانتكِ له!

- حدثَ هذا بِالفعل منذُ سنوات!! وبِالنسبة لكِ طلبتُ من فوكس عدة مرات أن أراكِ لكنَّـه كانَ يرفُض إيصال هذا لكِ!

= خيرٌ ما فعل إذن.

سارَت نحو خارِج المَطبَخ عدا صوتِها الذي أوقفَها

- أنتِ ابنتي إيڤ ، شئتِ أم أبيتِ..

= ولكِ أن تتخيلي كَم أكره ذلك!

تشعُر بِالراحة ولا رغبة لديها في البُكاء ، كَـم هذا مُـريـ..

= هل هذه غرفة چيد مرة أخرى؟

إبتسمَت بِخبث وهي تتسلَل إليها آخذة بعض الشوكولاته التي حذرها مُسبقًا من الإقتراب منها ، أنهتها وتوجهَت إلى غرفته حينَ وجدته نائِمًا بالفعل ، دخلَت غرفة تغيير الملابس الخاصة به , سَتعتاد حياة الأثرياء هذه! , وإرتدَت ملابِس كانَ قد أعطاها لها چيد .

كانَ غاطًـا في نومِه بِعمق ، بدا وديعًا وهادِئًا ، بدأ يسترِد جزءًا من عافيته وهي تتطلَع بِشوق إلى ذلك ، إستلقَت بِجانبه فَفتح عينيه فجأة ، إبتسمَ لها بِدفئ فَفعلت المثل

- هل كانَت مراقبتي جيدة ؟

= لم أكن أفعل!! قطعًا لا!!!

- أكره خجلكِ هذا أوقاتًا كثيرة .

= لستُ خجلة ، أنا فقط لم أكن أفعَل!

أومأ بِـتفهُّم ثم إقتربَ حتى أصبحَ يلتصِق بها ، مُعانقًا خصرها ، سعيدًا بِتأثيره عليها وهو ما تحاول جاهِدة إخفاءه ، هامسًا كونها بِالتأكيد تسمعه

- منذُ أنَّـكِ لا تخجلين إذن ..

= أ..أنا لا أخجل!!

- لم أقل شيئًا ، سَأنام قليلًا ..

أغمضَ عينيه آمِـلًا أن ينام لكنَّـها بدت وكأنَّـها تريد والحديث إذ إلتفتَت تُخفي وجهها في صدرِه مُتنهدة

- ما بكِ؟ هل حدثَ شيء؟

= روز ، حدثَ روز!

- ماذا فعلت؟

= في الحقيقة أنا التي فعلت .

- جيد ، لِنتناقِش حينَ أستيقِـ..

= أعتقِد أنَّـها مصدومة بِشكلٍ أو بِآخر ، لم تكُن لِتتوقَع ذلك مني على أية حال!!!!

- حقًا ، هذا رائِع! سَأنـ..

= نعم ، إنَّـها المرة الأولى التي أُحادثها بِتلـ..

قاطعها

- دَعيني أنام قليلًا فقط ..

= بِالتفكير بِالأمر .. أكانَت الثانية ؟

- إيڤ ، أريد حقًا النوم!

أومأت وهي تعض شفتيها وتبتعِد قليلًا قاصِدًة الخروج لولا إشتداد عناقِه لها قائِلًا

- لكنِّي أحب النوم بِقربكِ .

إنتفضَ قلبـها أثر تغزلـه المُفاجئ تبعه إغماض عينيه بينمَا لم يترك عناقها لحظة ، كانَ وجودها ألطف شيءٍ حدث .

إبتسمَت مُقررة النوم هي الأخرى فَقد إشتاقَت له بِطريقٍة لن تستطيع وصفَها سوى بِعناقه كما الآن ..

إستيقظَ بعد ساعات طويلة ، جذبَ إنتباهَـه تلكَ التي تتمسك بِظهره حتى وبعدَ أن تقلَّـب أثناء نومِه ، حاولَ الإلتفات بِبطيءٍ كي لا يُوقظها وياللهول!!! لِمَ تبدو هكذا؟ منظرها بشع بِحق!!! إذن الأفلام ليسَت حقيقية ..

سمحَ لِنفسه أن يُربت على خديها بِرفق وأرغمـه ملمَس بشرتها على الإبتسام تلقائيًا ، هي رائِعة داخليًا ، هذا حقيقي مئة بالمئة! غادرَ الغرفة جائِعًا ، يجب عليه إعداد شيءٍ وهو بِهذا التعب!!

لم تستغرِق الشطيرة وقتًا لكنَّـه شعرَ بِالتعب ، أمره الطبيب بِعدم إجهاد نفسه حتى تعتاد رئتـاه على الوضع لكنَّـه عنيد أحمق ، إنتبه لِصوتها بينمَا تنزِل بِسرعة مُتخطية عدة سلالِم براحة حتى وصلت إليه المَطبَخ مُستفسرة

- ماذا تفعَل ؟ يجب عليكَ الراحة!!

= كنتُ جائِع ، ليسَ بِالشيء الكبير .

- كانَ عليكَ إيقاظي! مهما كلفَ الأمر .

= بدوتِ نائِمة بِعمق لذا لم أُرد إيقاظِكِ!

- كنتُ كذلك لِأنكَ كنتَ بِجانبي ..

همسَت لكنَّـه سمعها ، إقتربَ منها مُعانقًا إياها بِقوة كادَ يتحدَث لولا .. هذه الرائِحة ..

= لِمَ رائِحة چيد تلتـ.. لِمَ ترتدينَ ملابِس چيد ؟

عدَّل السؤال وهو يتفحص ملابِسها

- أعطاها إليَّ حتى يأتي بِملابسي من منزلي .

= هذا الـوغد حقًا!!!! إذهبي واخلعيها! أشعر أنَّـني أعانِقه هو .

- لكنَّـها مريحة حقًا ، سَأبقيها!

هربَت من إستجوابه بِحجة تنظيف المكان الذي قامَ هو بِإفساده وحينَ إنتهَت كانَ لايزال يُراقبها لكن قاطعَ ذلك صوت چيد القادِم من الحديقة وعلى ما يبدو أنَّـه غاضِب ، لِمَ؟ هي فقط منتصف الليل!

كان يجلِس في حديقة منزلهم يُدخن كعادته مؤخرًا ، لمحَ طيفًا أسود يمر سريعًا خلفَ أحد الأشجار لِذا وبِسرعة جرى نحوه ، بدا وكأن ذلك السارق قد شُـلَّ عن الحركة مِما جعل چيد يُبطئ حركته بِالفعل ، عرفَها ، لِذا تقدمَ مُتصنعًا عدم معرفة هوية السارِق وقالَ

- كيفَ حالِكِ ،بيري؟

= بِخير ،سيد چـ...

كشفت نفسها للتو!!!

حاولَت الجري لكنَّـه منعها وسحبَ معصمها ناحيته ، أزالَ غطاء رأسها فَكشف قليلًا من شعرها وثوانٍ حتى أصبحَ شعرها بِكامله ظاهِرًا له

- أنتِ فاتِنة ، لِمَ تتخفـينَ؟

= أردتُ الإطمئنان على ريك فقط .

- أعرِف ، لِمَ تدخلينَ كَاللصوص؟

= أنا لستُ لِصة!

- لم أقصِد ، تعالي لِنجلس .

مشت وراءَه نادِمة ، كانَ بِإمكانها حقًا الدخول عبر البوابة ، تسللَت مُـتمنية ألَّا تراه لكنَّـه الواقِع مرة أخرى ..

= أتدُخن؟ اترُك هذه اللعنة الآن!!!!!

فاجأه ردة فعلِها حتى هي شخصيًا تفاجأت فَنزعت يدها عن سيجارتِه لولا إحكامِه الغلق عليها

- لِمَ إختفيتِ فجأة؟ تِلكَ المُمرضة الأخرى لا تُطاق!

= إختفيت ، يحدُث!

تركَ يدها بعدَ أن أشارَت له ، تركَ السيجارة جانبًا  وأردفَ

- لكن .. ألا تجدينَها صدفة غريبة؟ أن تختفي بعدَ ذلك اليوم ؟

= أي يوم ؟ لا أتذكَر شيئًا، سيد چيد.

- توقفي عن تصنُّع إبتسامة المُمرضات تِلكَ!

= ما الذي تتحدَث عنه ؟ إنَّـها إبتسامتي!

- خاطِئ. رأيتُ إبتسامتكِ يومَها ، يومَ إختفيتِ وهي ألطَف بِالمناسَبة ..

= هذه إبتسامتي لا أمتلِك غيرها! والآن سَأذهب إلى ريك!

تخطَت قدميه التي وضعَهما بِغرض إعاقتها ، توقفَت حينَ قالَ ساخِرًا

- تطمئنينَ على ريك في مُنتصف الليل؟ أليسَ هذا غريبًا؟

= هل .. ترمي إلى شيءٍ مُعين ؟ قُله! لا أحب تصرُّفات الأوغاد تِلكَ ..

بدأَ صوتها يعلو تدريجيًا حينَ وصلَ إلى مسامِع ريك وإيڤ فَخرجا ، هدأ ريك حينَ رأى أنَّـها بيري وچيد وليسَ شيئًا خطيرًا ، هاتفَته مسبقًا وهو يعرِف أنَّـها قادِمة بِالفعل ، رغمَ التوقيت الغريب وملابِسها الأغرب .

راقبَا مُشاجرتهما من بعيد ومنعَها ريك حينَ أرادَت التدخل ، غادرَ مُبتسمًا وأخبرها أنَّـه سَيكون في الغرفة ، بدا وكأنَّـهما يهدئان بعد قليل من الوقت وإلتفتَ چيد إليها فَتقدمت بيري تسألها عن غرفة ريك حيثُ أنَّـها لديها أشياء سَتعطيها إليه ، نظرَت مُتسائِلة إلى چيد فقالَ

- ماذا ؟

= ما الذي حدثَ؟ لم أعرِف أن علاقتكمـا قريبة جدًا لِلحد الذي يجعلكـما تتشاجران !

- إنَّـها مُزعجة! على أي حال ، أينَ ريك؟

= في غرفتِه ، مُتعب تقريبًا..

- لِمَ لستِ معه ؟

= ماذا سَأفعل معه ؟

- تُساعدينه!

= في؟

- إيڤ ، أنتِ غبية!

ومضى في طريقِه إلى غرفة أخيه وتبعته بِصمت ، لِمَ هي غبية؟ لا تعرِف!!!

كانَت بيري في طريقِها لِلخروج حينَ لمحتهما في طريقِهما ، تجاهلت چيد مُلتفتة إلى إيڤ

- من فضلكِ ، إجعليه يستريح قليلًا وأيضًا قومي بِالإطمئنان على جرحه من وقتٍ لِـ..

توقفَت عن الحديث حينَ شعرَت بِنظراتٍ چيد تستفِزها لكنَّـها أكملَت

- تفقدي الجرح من وقتٍ لِـآخر ، لا أعرِف لِمَ ولكنَّـه لا يلتئِم بالسرعة التي توقعَها الطبيب. على الأغلب سَيكون بِسبـ..

ألقَت نظرة أخرى عليه حينَ رمقَها بِسخط ، أردفَت

- بِسبب ضعف مناعته لِذا إهتمي به جيدًا وأيضًا ..

ألقَت چيد بِنظرة مُستحقرة عن قصد

- لا تجعليه يختلِط بِالمدخنين!

أومأَت إيڤ مُنصتة لِكل حديثها وتغاضَت عن النظرات التي يُرسلها چيد وبيري لِبعضهما البعض ، إستأذنَت كونَ صوت ريك طلبَها من الداخِل تارِكة اثنان يُحدقان بِبعضهما بِكره!

لم تكد أن تُغلق الباب حتى سحبها ريك سريعًا بعيدًا عن الباب هامِسًا

- أنادي عليكِ منذُ وقت ، أينَ كنتِ؟

= كانَت بيري .. ماذا تريد على كل حال؟

- هل تُريدينَ معرفة شيءٍ رائِع؟

= أجل ، هل سرقَت ثلاجة چيد؟

- يا إلهي لِمَ سَأفكر حتى؟؟

= حسنًا ، ماذا يوجَد؟

- بيري ..

= ما بها؟

- إنَّها مُعجبة بِچيد ، أخبرتني قبلَ أن أدخل الجراحة!

= حقًا؟ يا إلهي!!!! هذا يُفسر نظراتهما لِبعضهما البعض..

- أعتقِد أنَّ چيد يفعل المثل ، لكن دعينا لا نهتم.

= حسنًا ، ماذا سَنفعَل الآن؟ هل أنتَ جائِع؟

- لا ، لكن لدي مفاجأة من أجلكِ

إتجه إلى خزانتـه وأخرجَ منها شيئًا ثم عاد وأمسكَ يدها وتأكد من إغلاق الباب جيدًا ومدَّها بِقالِب من الشوكولاتة بِإبتسامة خبيثة

- كنتِ مُحقة ، سرقتُ چيد من أجلكِ!

ثمَ تعالَت ضحكاته وهو يراها تأكلها بِشراهة وكأنَّـها المرة الأولى التي تتذوقها بها ، أغلقَ الأنوار فَأصبحَت الرؤية ضعيفة إلى حدٍ ما

= لِماذا أطفئت الأنوار ؟

- لِنشاهد فيلمًا ..

جلسَ هو مُمدَد القدمين على الأريكة وقد فعلَ ذلك كي يُجبرها أن تجلِس معانقة إياه لكنَّـه تفاجأَ حينَ شعرَ بها تجلِس على الأرض مُنتظرة أن يقوم بِتشغيل الفيلم ، تنهدَ وهو يمسَح على شعرِها وأضاءَ التِلفاز وبدأ الفيلم .

= SHUTTER ISLAND?

- أجل ، هو!

= لِمَ؟ شاهدتُه العديد من المرات .

- لكنَّـنا لم نفعَل معًا سوى مرة واحدة فقط .

إبتسمَت له بِلطف مُنتبِهة إلى الفيلم ، ليوناردو تحديدًا ، وعينيه بِوجهٍ خاص!

ها هي نهاية الفيلم تأتي مرًة أخرى ، تذكرَت فجأة حينَ زامنَ حديثَه مع آخر كلمات ليو فَنظرت إليه لِتجده غارِق في النوم ويديه إستقرَتـا على كتفِها ، إعتدلَت بِحيث تواجِهه وطبعَت قُـبلتين إحداهما على جبينِه والأخرى فوقَ خدِه ، فكرَت ، هل توقِظه وينام على السرير؟ أم تترُكـه؟

لكن كل الأسئلة تبخرَت حينَ جذبها فجأة بِجانبه مُحاوِطًا خصرَها بِقوة لِتلتصِق به مَفزوعة ، حينَ نطقَ

- آسف .

= لِمَ هذا فجأة؟

- لِأنَّـني لم أفِ بِوعودي ..

= أي وعـ..

قاطَعَها بينمَا أحسَّـت بِأنفاسِه المُضطربة على عنقِها

- وعدتكِ بِالبقاء دائِـمًا معكِ ولم أفعل!

- أخبرتُـكِ أنَّـني سَأكون هناك دائِمًـا ورحلتُ!

- وعدتُ بِإنتظاري لكِ حينَ تعرفينَ الحقيقة حولَ چيد لكنَّـكِ وحينَ عرفتي كنتُ أنا أولَ مَن رحل ..

تراخَى عناقُـه لها وأردفَ

- كنتِ مُحقة! أنا جبان ، جبان جدًا للحد الذي جعلَني أرحَل تارِكًا إياكِ وفوكس وحيدينِ ، هـربتُ دونَ إخبار أحد لِإدراكي التام بِضعفي حينَ يتعلَق الأمر بِكما! خشيتُ أن أتراجَع حينَها عن كل قراراتي وخفتُ من عقاب والِدي!!

= ما الذي يجعلَك تقول هذا الآن ،ريك؟ انسى ما حدث..

- لكنَّـكِ لم تنسِ ، ولن تفعلي وأعرِف هذا جيدًا!

= سأنسى ، وأنتَ سَتفعل ، وفوكس فعلَ منذُ وقتٍ بالفِعل!

بعثَت حروفـها بعض الأمل إليه ، يبدو مُكتئبًا وهو عرض مُتوقَع بعد خروجِه من جراحة مثل تلك .

- إيڤ .

همهمَت له وقد عادَ يشدُّ على عناقِها

- أحبكِ.

لِمَ تبدو الكلمة رائِعة جدًا هكذا؟ في النهاية هي مُجرد كلمة! تعرِفها ، ومتأكِدة من صدقِها ، لِمَ تبدو متوتِرة وكأنَّها مرتها الأولى؟ لكنَّـها حقًا كانَت الأولى..

- أردتُ قولَها منذُ الصباح لكنَّـكِ بدوتِ غاضِبة .

تنهدَت بِتوتر وأردفَت

= حسنًا.

- حسنًا؟

= ألم تكُن تريد النوم؟

- نعم لكن ، ألَن تُجيبينَـني؟

= أنتَ تعرِف أنَّني أيضًا أفعَل ..

- تفعلينَ ماذا؟

أدركَت أنَّـه يستدرِجها حينَ أرادَ جعلَها تلتَف له

= سَأبدِل ملابسي ، سآخذ منكَ ، حسنًا؟

- ألاتزالينَ تهربينَ كما عادتكِ!!؟

= أينَ خزانتكَ؟

تنهدَ بيأس ، نهضَ ذاهِبًا نحو خزانتـه وإختارَ لها شيئًا وعادَ به إليها

- تتهربينَ، لكنَّكِ في غرفتي وفي منزلي لن تظلـي هكذا كثيرًا.

سحبَت الملابِس وخرجَ هو كي يترُكها تُبدل ملابسها بِراحة ، زفرَت حينَ سمعَت صوت خطواتِه البطيئة يبتعِد ، كانَت ملابسه واسِعة جدًا بِالنسبة لها وهو ما تُحبه ، لاحظَت الآن فقط أنَّـه يملِك بنية جسديـة أكبر من چيد ولكن كانَ هذا سابِقًا في أيامٍ تتمنى رجوعَها .

مضت ساعتان وهو لم يأتي لِغرفته ، أيُعقَل نامَ بِالأسفل؟
أوشكَت النزول والبحث عنه حينَ فتحَ الباب فجأة مُبتسمًا وأغلقَه وراءَه بِصمت ، توجه نحوها واضِعًا قبلة على خدِها سريعًا وإرتمى بِجسده الهزيل على السرير

= أينَ كنتَ كل هذا الوقت؟

كيفَ لم تُلاحِظ طريقة سيرِه؟

- مع چـ..ـيد ..

إستندَ بيديه على الوِسادة ينظُر إليها وسطَ ظلام الغُرفة

= ما الذي فعلتُمـاه ،ريك؟ هل أنتَ .. ثمِل الآن؟

صنعَ بِيديه علامة إكس بينمَا يستمِر في تحريك رأسِه نافيًا وقالَ

- هل يبدو عليَّ لِتلك الدرجة؟

شعرَت بِالغضب يتدفَق إلى عقلِها ، قد تقتِل چيد إن ذهبَت إليه الآن وهو ما كادَت أن تفعلَه لولا صوتـه من على سريرِه

- لا تذهبي ، چيد نائِم بِالفعل! وَبخيه غدًا .

تراجَعَت مُتجهة إلى السرير بِغضبٍ وأضاءَت الأنوار فَأغمضَ عينيه مُنزعجًا من الضوء المُفاجِئ

= هل أنتَ معتوه؟ خرجتَ لِتوك من جراحة كدتَ تـ.. ـتذهب بها وتثمَل؟

إبتسمَ مُغمِض العينين ، إستفزَها ، أردفَت

= ألستَ بالِغًا كفاية؟ مِن المُمكن أن تسوء حالتكَ إيريك!!!

إلتفتَ لها مُحدقًا بِنفس الإبتسامة مِما دفعَها للإكمال

= أيجب على أحدٍ مراقبتكَ طوال الوقت؟

بللَ شفتيه مُستعدًا أن يتحدَث

- ولِمَ لا تفعلينَ أنتِ ذلك؟

سحبَ ذراعِها ناحيته لِيعانقها بِقوة بينمَا يُبعد خصلات شعرِها القصير عن وجهِها ، أصبحَ العناق أقوى وهو يُمرر أصابِعه على تفاصيل وجهِها نابِسًـا

- لِمَ لا تُراقبينَـني طوال الوقت ؟ سَأحب ذلك.

= توقف عن المُزاح!

نفخَ هواءً في وجهِها تسبَب في شعورِها بِرائِحة الكحول في أنفاسِه ، تشعُر أنَّـها ثمِلة هي الأخرى .

- ومَن قالَ أنَّـني أمزَح؟

داعبَت أصابِعه وجنتيها بِلطف ثم مررَها بِخفة على شفتيها

- شفتيكِ ..

قرَّب وجهه منها ، قرَّبـها هي شخصيًا منه ، تكاد تُجزِم أنَّـهما شخص واحِد الآن ، أطالَ النظر لهما ، يوجَد شيء يُعيقـه ، لا يستطيع تقبيلَها وكَم يكره ذلك!

أغلقَت أصابعه عينيها المُفتوحتين

- تُصبحينَ على خير.

تنهدَ بلا وعي خافِضًا رأسَها فَاستقرَت عند صدرِه ، رغمَ ثمالتـه ، كانَ يُربت على ظهرِها حتى بدت وكأنَّـها ذهبَت في النوم أو لم تذهَب فَهو قد ذهبَ قبلها ..

              اليوم التالي , السابِعة صباحًا

صداعٌ رهيب يجتاح دماغَه ، يشعُر بها بِجانبه في أحضانِه لكن ألمٍ فظيع سيطرَ على عينيه منعَه من النظر إليها وإيقاظِها حتى ، تبًا لكَ چيد!

سحبَ يدًا كانَت تُحاوطها لِيفرك عينيه بِقوة وفتحهما قليلًا وعادَ يُغلقهما وفي النهاية استقامَ حينَ شعرَ بِجفاف حلقِه ، إتجهَ لِثلاجة صغيرة في غرفتِه أخرجَ منها زجاجة صغيرة بها عصير وإرتشفَ منها ، لحظة ، واجتاحَه دوارٌ خفيف لذا عادَ أدراجَه حيثُ هي نائِمة بِعمق .

عانقَها ولم تشعُر وعانقَته مُستنِدة برأسِها على صدرِه ، تألمَ قليلًا كونَها تضغَط على مكان الجَرح لكنَّـه أبعدَها عنه مُراقبًا ملامِحها عن قربٍ مناسِب ، سمحَ لِأنامله بِلمس كل ما تقَع عيناه عليه ..

هذه جبتُـها اللطيفة ، حاجبَـاها الكثيفان ، رموشُـها الطويلة نسبيًا ، تِلك الهالات السوداء التي لا تهتَم حتى بِإخفائِها ، وأنفُـها الصغير ، شفتاها المُغريتان .. كل شيء ، كل شيء بها يدعوه إلى الإلتصاق بها لِلأبد ..

يُحبها! ولا مفر من الحُب حينَ يأتي مُباغتًا!!

قد باغَـتته في مُنتصف صدرِه بِإبتسامتِها ، عناقِها الدافِئ وبِكل أشيائِها!!!

تحركَت فجأة وجعدَت ما بينَ حاجبيـها فَقادته عواطِفه الصباحيَّـة إلى لمسِها أيضًا ، نظرَت مُتسائِلة عن سِر تِلكَ الأفعال

- إيڤ ..

= متى استيقظتَ؟

- لِنتزوج!

دقات قلبِها الأضعاف المُضاعفة ، تنفُـسها المُضطرب قد أثار شكَـه ..

عن أي شكٍ يتحدَث بعد أن استبدلَ ' صباح الخير ' بِـ ' لِنتزوج! ' ؟!!!!!

إبتلعَت ريقَها لِلمرة التي هي متوتِرة كثيرًا لِتقم بِعدها ..

نظراتـه لا تمزَح ، ينتظِر إجابة مُرضيـة رغمَ علمـه بها بِالفِعل!! أليسَ مُتحمسًا جدًا؟

نظرَت أمامَها وقد شعرَت بِأن هذا كله حُلم فقط!!!!

نعم .

حُلم! قد حدثَ الأمر سابِقًا مع چوني ديب ، ليوناردو دي كابريو وتوم كروز وحتى غِيلبرت بلايث!!!!!!!!

تنفسَت بِراحة تحتَ نظراتِه المُنتظِرة ، نظرَت إليه وهي تتوقَع أن تستيقِظ الآن لكن كانَ هو ، ريك ..

- من الأرض إلى ملكة الدِراما ، هل أنتِ معي ؟

= ماذا قُلت؟

- لِنتزوج! قلتُ لِنتزوج!!!

كانَت على وشكِ إعادة ما حدثَ أول مرة لولا أنَّـه أدراها إليه قائِلًا

- إيڤ ، أنا أيضًا متوتِر! انظري..

وضعَ يدها على موضِع قلبِه فَكان يبنُض بِقوة عارِمة ، شعرَ بِغرابتِها فَأرادَ تلطيف الجو

- لَكنتُ تفحصتُ نبضاتكِ أنا أيضًا لكن .. سَتظنينَ أنَّـني مُنحرف ..

إبتسمَت فعادَ طرح سؤالـه بِشغف ولهفة

- إذن .. متى نتزوَج؟

.
.
.
.
.
.
.
.

بعدَ شهرين ..



رنَّ هاتِفها للمرة الثامِنة ، حملَته بِملل

- مَن ؟

= يا إلهي! إيريك .

- إيريك مَن ؟

صُدمَ على الطرف الآخر ، قالَ بعد أن كادَ يتلعثَم

= إيڤ ، أعرِف أنَّـكِ تتهربينَ مني منذُ شهرين وتركتكِ ترحلينَ فقط لِأجلكِ ، لكنَّني بِالكاد أراكِ!!!!! إشتقتُ لكِ .

- هل هذا أنتَ إيريك؟ كيفَ حالكَ؟

كانَت لاتزال في طور الإستيقاظ لِذا تثاءَبت بِبطيءٍ مُردِفة

- استيقظتُ لِلتو ، والِدي هنا أيضًا ، سآتـ..

أغلقَ بِوجهها لكنَّـها لم تُعلِـق كونـها تنظُر لِلمكتب بِحقد إذ أنَّـه لا يجب عليه القيام بِأي شيء!!!

جلسَت مع والِدها كي تأكل ، قد ذهبَ منذُ شهر لِزيارة ريك ولم يذهَب مُجددًا كونَه كره رؤية روز وكانَ والِد ريك حقًا مُمتن لِلزيارة .. يبدو شخصًا جيدًا ..

= لِمَ لا تُعطينَ ريك إجابة؟ ولِم أنتِ نائِمة منذُ أمس بِالمناسَبة؟

- أي إجابة؟ هل أخبركَ؟

= بِالطبع أخبرني! ما بكِ الآن؟ الجميع يعرِف أنَّـكِ واقِعة له بِالفعل!؟ لِمَ أنتِ صعبة المَنال الآن؟

- مِن المُفترَض أنَّـكَ أبي!!!!

= هذه ليسَت كلماتي ، هذا فوكس!!

- أينَ الوقِح بِالمناسبة؟

= آتٍ لِتوصيـ..

- توصيلي؟ كيف؟ أليـ..

دقَّ جرس الباب لِتسرع هي لِفتحه ، وكانَت الصدمة

واقِـفٌ بِزيه المُعتاد ، چينز أزرق داكِن و قميص سَماوي اللون ، لا جَبيرة! لا كسور بعد الآن!

- أيُّـها الوقِح كانَ عليكَ إخباري!!!!

= أردتُها مفاجأة , إذن ، ما رأيك؟

- كنتَ ألطَف بِكسوركَ .

= إذن ابحثي عن شخصٍ ليقوم بِتوصيلكِ!

إستدارَ مُغادِرًا حينَ شعرَ بِجسدها فوقَ ظهره

= هل أنتِ مجنونة؟ تُريدينَ كسر ظهري أيضًا؟

- هذا لِأنَّـكَ لم تأخذني معكَ بينمَا تُزيله .

= إيلينا كانَت معي .

- هل سَتتخلى عند صديقتكَ إذن لأن إيلينا معك؟ حسنًا! أنزلني!!!!!

= لا تكوني طُفولية!

دارَ بها في الهواء وهي مُتمسكة بِرقبته جيدًا حتى كادَت تخنقه ، خرجَ باركَر مُبتسمًا مُـمتنًا داخليًا لِفوكس ، بدونه لَربما كانَت تِلك الـ إيڤ الوحيدة المَريضة دائِمًـا ، أخرجَ كاميرا اشتراها خفية مُلتقِطًا صورة لهما معًا وإبتسمَ دالِفًا إلى الداخِل مرة أخرى .

لِمدة لحظة ..

فقط لحظة واحِدة ..

أدركَت ما يعنيه أن تمتلِك صديقًا حقيقيًا!!

لا .

بَل ما يعنيه أن تمتلِك فوكس في حياتها ، كانَت كلمات ريك صادِقة في النهاية ، فوكس ، الصديق الوحيد الحقيقي لها وله أيضًا!

= وصلنا ، انظري ، هل لن تُجيبيه حقًا؟ چيد أخبرني بِالأمر

- هذا الـ إيريك لا يُخفي شيئًا أبدًا!

= أخبريني إيڤ ، لن أُخبره تعرفين ، لِمَ أنتِ مِترددة كثيرًا في إخباره فقط بِموافقتكِ!! جميعـنا نعرِف أنَّـكِ كذلك.

تنهدَت عابِثة بِأصابع يدها

- أنا خائِفة .

إعتدلَ فوكس كي يسمعَها جيدًا وقالَ بِلطف كي لا تتراجَع في إخباره

= مِـمَ؟ لِماذا أنتِ خائِفة؟

فَـلتصارِحه ، لن تفعَل سوى له .

- ماذا لو بعد زواجـنا بِسنواتٍ عديـ..

= تكررَت مأسآة والِديكِ؟ أهذا هو؟

كانَ مُجرد التفكير في الأمر يُزعجها ، أن تفترِق هي وريك ويتشرَد أبناؤهمـا بينهما بِسببها!؟ ماذا إن أصبحَت خائِنة كما هي والِدتها؟

= اسمعيني ملكة الدِراما جيدًا ، أنتِ لَستِ والِدتكِ!! ولن تكوني لِأنَّـني لن أسمَح لكِ.

أخرجَها من شرودِها كلماتُـه الصارِمة والمُهددة ، إبتسمَت له

- هل سَتبقى معي ومعنا لِلأبد؟

= وكأنَّـه إختياري! يبدو وأنَّني مُلتصِق بكم لِلنهاية ..

إبتسمَ رغمًا عنه في نهاية كلامِه ، كانَ شاكِرًا لِذلك الإلتصاق المُحبَـب إلى قلبِه .

عانقَته بِخفة فَبادلها مُبتسمًا ثمَ خرجَا معًا من السيارة ، في حديقة منزلِه شاهدوا ريك من بَعيد كانَ يرتدي قميصَه القُطني حينَ لمحَهم , حتى وبعد شهرين وأكثر يرفُض جعلَها ترى مكان جرحِه , إلتفتَ إليهم مُمثلًا أنَّـه رآهم للتو ، بِشكلٍ ما بدَت إيڤ جميلة ذلك اليوم فَأسرعَ بِخطواتٍ بطيئة نسبيًا إذ أن السريعة مَمنوعة .. تبًا للطبيب وچيد معًا!

كانَ مُتجهًـا نحوَها بِإبتسامة واسِعة بادلَته إياها فاتِحًا ذراعيه كي تُعانقه حينَ تذكر , وكيفَ نسى؟ , هو غاضِب منها! لِذا تحوَّلت كامِل أنظارِه إلى فوكس وعانقَه مُتحجِجًا أنَّـه سعيد كونَـه أزالَ الجبيرة أخيرًا . وهو وفوكس مُدركان جيدًا أنَّـها كذبة أجادَا إختراعَها في لحظة خُبث .

عانقَت الهواء حينَ رأته يقصِد فوكس ، أكملَت طريقَها إلى چيد المُستلقي على العُشب ألقَت نفسها بِجانبـه فَنظر لها قائِلًا

- هل هو غاضِب؟

= نعم ، وغد!

- ماذا عنكِ ، أنتِ تُثيرينَ جنونَـه إيڤ!

أتبعَ كلماتِه بِضحكة فَقالَت

= وماذا عنكَ؟ وبيري؟ هه؟؟

- لِمَ هذا عني فجأة؟ ماذا؟ ما بها بيري؟

= أنتَ غريب تجاهِها !!

- لِأنَّـني أُحـ.. لا تتدخلي!!!

نهضَ من جانِبها صاعِدًا إلى غرفته فجلسَ إيريك مكانـه مُركِزًا عليها

- إذن ، هل سَتتهربينَ اليوم أيضًا؟

= لا أتهرَب .

- لِنتزوج غدًا إن كنتِ كذلك.

= غـ..ـدًا؟ هذا سريع جدًا. 

خللَ أصابِعه في خصلات شعرِه الأسود الذي نمى كثيرًا في الفترة السابِقة مُردِفًا

- لن أُحدثكِ في الأمر مرة أخرى .

نهضَ هو الآخر لِتحدق في ظلِه المُبتعد ، لِمَ قولـها صعب لِلغاية ، فقط كلمة ، كلمة واحِدة ، من ثلاثة حروف

= أجل ..

همسَت بها مُطالِعة السماء حينَ شتتَها صوت چيد

- غبية ، يجب عليكِ قول هذا له .

= أين هو ؟

- هل سَتقولينَ له الآن ؟

= سَأطلب منه تحضير طعام لي .

- بِلا حياء ، إنَّـكِ بِلا حياء أُقسم! في غرفتِه .

غادرَت چيد مُتجهة إلى المَطبَخ بعد أن تأكدت من خلو المنزل من روز ، سَتعد له هي شيئًا ، نعم!

أخرجَت مكونات لا علاقة لها بِبعض مُستعدة لِإعداد طعام له ، في النهاية وحتى أن كانَ طعمـه مُقزز سَيتناوله قائِلًا

- رائِع! يكفي أنَّـكِ مَن أعددتِه.

بِإبتسامة سَتقع لها كل مرة .

كانَ هو الآخر في طريقِه إلى الخارِج كي يشتري أشياءً لِحفلة الشواء التي يُعدها والِده فجأة ، رآها ..

توقفَ ثوانٍ يراقِب تحركاتِها المتوتِرة ، مُحاولاتِها الفاشِلة في تذكر المَقادير لِوجبة غير مَعلومة المَصادر ، عرقَها المُستمِر والذي ينتهي به على طرفِ قميصِها وكأنَّـها وَليمة وليسَت طبقًا ، وبينمَا هو مُنشغِل بِـصنع أسبابٍ يراها لا مُتناهية لِحبها .. رسمَت إبتسامة لطيفة على ثغرِها نحو الطبق ، فَوقع لها مرة أخرى ..

رسمَ هو الآخر طريقَه نحوها بِبطيءٍ وقد نسى غضبَه منها

ودَعوني أُذكركم أن شخصية الرجل هي الأهم ..

حاوطَ خصرَها مُستندًا بِذقنه على كتفِها

- لا أستطيع أن أغضَب منكِ أبدًا ، ماذا أفعَل؟

كانَت مُركزة على الطبق ، تمسَح بِمنديلٍ ما لطخَته حينَ باغَتها بِذلكَ العناق الخلفي ، تركَت يداه خصرها لِتُمسك بيدِها مُـزامنًا تحركـات يدهما معًا ، شعرَت بِثقل ذقنه حينَ ركزَ بِقوة وهو على مَشارف جعل الطبق - المُفاجأة سابِقًا - نظيفًا كليًا وإبتسمَ ضد وجنتِها طابِعًا قُبلة عليها

- هل تأتينَ معي ؟

أومأَت بلا وعي ، كانَت لاتزال تحتَ تأثير لطافتـه حينَ وجدَت نفسها في مقعد سيارتِه ، ودقائِق ووصلا إلى مَتجر كبير لا تعرِف حتى لِمَ هي هنا؟ ولِمَ وافقَت؟ ولِمَ هذا الوغد تهرَب من تذوق طعامِها؟

- هل سَتبقينَ عندكِ؟

سألها بينمَا كان خارِج السيارة بِالفعل ، تبعَته بِصمت فإذا بيديه تُمسك بِخاصتها ، كانَت سعيدة حيثُ عاد لِطبيعته وحركاتِه المُفاجِئة .

- تُحبينَ اللحم أليسَ كذلك؟ لستِ نباتية كما هي بيري .

= نباتية؟

قهقهَ مُردفًا وهو يختار أحد أفخَم أنواع اللحم

- إذن أنتِ طبيعية .

وحينَ كان يدفَع بِالفعل ثمن هذه الأشياء التي لا تفهَم فائِدتها خرجَ له مُدير المَتجر بِنفسه حتى إيريك شخصيًا بدا مَصدومًا ، رحبَ به الرجل ترحيبًا حارًا وتمنى له صحة جيدة وطويلة ، وأخيرًا خرجوا من هذا التجمُّع الهائِل للناس .

مدَّ لها زجاجة مياه بارِدة وهو الآخر أخذَ واحِدة فتحَها سريعًا وارتشفَها ، بينمَا يفعَل حاولَت تمالُك نظراتِها نحو تُفاحة آدم خاصته ، رُبما فعلَت ، ورُبما إمتدَ أحد أصابِعها إليها تُثبتـها وانتظرَت أن تتحرَك ، كانَت تنتظِر بِشوق ، لِمَ لا يبتلـ..

- هل أنتِ مريضة؟

أبعدَت إصبعها مُحرجة وبررَت الأمر أنَّـه كان يوجَد شيء على رقبته ، سألته وقد قاربَا أن يصلا

= ما أهمية تِلكَ الأشياء إذن؟

- سَيقيم أبي حفلة شواء الليلة ، عائِلية ، يُمكنكِ الحضور .

إختصرَ الأمر وهو يُوقف السيارة أمامَ المنزل ثمَ صححَ

- آسف ، قصدتُ لا يُمكنكِ سوى الحضور.

فتحَ الباب لها فَخرجَت وأمسكَ يدها مرة أخرى ، أخذَ منه فوكس الأشياء وهو يغمِز لِإيڤ وذهبَ بعيدًا ، أرادَت ترك يده لكنها عانقَها فجأة

- لا تضعي الفلفل الحار حاليًا على طعامي ، عدا ذلك هو لذيذ جدًا .

هذا الـوغد..
قد ..
تذوقَه في النهاية !

بَقى الجميع يُحضر لِتلك الأمسية بِشغف ؛ حيثُ أنَّها المرة الأولى التي يجتمِع بها عائلة إيريك وإيڤ معًا وبِحضور والِده وروز أيضًا .

وبعدَ مُهاتفة چيد لِباركر وسؤالـه إن كانَت إيڤ تستطيع البَقاء لِلمساء في النهاية وافقَ واضِعًا إيڤ تحتَ رعاية چيد كَكل مرة كونـه أكبرهم ، وهو بِالمناسَبة مُـخطئ تمامًا ..

= ألن تُريني الجَرح؟ أرجوك!!

ترجَـته وهو يقوم بِإعداد السلطات فَنظر لها ثانية قبلَ أن يقول

- لِمَ أنتِ مُتحمسة لِرؤيتي عاريًا؟

= هل أنتَ غبي؟ يجب أن أطمئِن عليك.

- اطمئني.

= لِمَ ترفُض! لا أستطيع فَهمك!!!!

تجاهلَها مُخرجًا الأشياء إلى الحديقة وصعدَ إلى غرفتـه بعدَ إلقاء تحذيرٍ لها

- لا تأتِ ورائي!

وهو ما خالَـفته كليًا صاعِدًة خلفَه بحيثُ لا يشعُر بها ، الفضول وفقط الفضول يُسيطِر عليها . من الجيد أنَّـه لم يُغلِق الباب جيدًا جِدًا ، تسللَت بِبطيءٍ حتى دخلَت بِرأسِها فَلم يكن في الغرفة ، دخلَت بِجسدها كاملًا نحو ذلك المَمر في غرفته وهو ذاتـه المؤدي إلى الحَمام فَرأته يقِف وظهرُه لها ..

تقدَّمـت بِبطيءٍ شديدٍ نحوه ومازالَ لم يُلاحظ وجودَها أو هكذا ظنَّـت

- أخبرتكِ ألَّا تتبعيني ، لِمَ لـ..

أدراتـه نحوَها فجأة بِإبتسامة شريرة ولكنَّـها إختفَت ما إن رأت أثر الجرح في يمين صدرِه ، لِهذا رفض ، لِهذا كانَ يـرفض تمامًا رؤيتـها له ؛ خائِفًا من ردة فعلِها تجاه مَظهره ، حاولَت التوقف عن إظهار المَلامِح المَصدومة وأخذَت منه المَرهم

= أينَ تضعَه؟ سَأفعل من أجلكَ.

- لا تفعلي!

= سَأفعل . هل هو مُرطِب؟ ما فائدتـه أعني؟

وجهَت سؤالًا وهي تضعَه على أثر الشَق الذي خلفَته الجراحة ، كانَ مَظهره لا بأسَ به ، بدأ يختفي على كلٍ

- لم أريدكِ أن تريه.

= لِمَ ؟

انتهَت فَأغلقَته جيدًا واتجهَت لِغسل يدها في الحوض ، إنتظرَت ردًا لِسؤالها بينمَا تطالِعه يرتدي قميصَه مرة أخرى ، لم يُجيب ولن يفعَل

= إن كنتَ خائِفًا أن أسخر منـ..

- الأمر قطعًا ليسَ هكذا، إيڤ.

= إذن كيفَ هو؟

- لم أُحب مظهري هكذا توقعتُ أنَّـكِ الأخرى سَتكرهيـنه.

= أنتَ غبي جدًا لِتفكر بِتلكَ الطريقة ، تعرِف؟

أومأَ وقد ظهرَ شبح إبتسامة على شفتيه

- وأنتِ جميلة جدًا أيضًا تعرفينَ؟

= لِننزِل إلى الأسفل ، تبقى بضع ساعات و ينتهي اليوم بِالفعل .

أمسكَ يدها بِقوة وكانَت آخر كلماتِه قبل أن ينزِلا

- أنا أحبكِ، إيڤ! وسَأظل أفعَل لِلأبد .

= أنا أيضًا أفعل!

- أتمنى سماعكِ تقولينَها قبلَ وفاتي .

كانَت الحادية عشرة بالفِعل حينَ بدأت الأُمسية تكون رائِعة ، إتخذَ والِد ريك وبعضًا من أصدقائِه وبجانبـهم روز مكانًا آخر تارِكين ريك ، چيد ، فوكس ، بيري ، إيلينا و إيڤ وحدَهم بعيدًا عنهم .

كلٌ يجلِس بجانِب مَن يحب ، فوكس يُحادِث إيلينا بِملامِح لطيفة ، چيد يتشاجَر مع بيري كَالعادة ، و ريك يأكل بِشراهة هو وإيڤ مُتغاضيين عن أجواء الأحباء تِلكَ وحينَ إنتهيـا كانَ الجميع ينظُر إليهما ، سخرَ چيد

- يا إلهي ، ألا يوجَد بينكمـا أي لحظات رومانسيَّـة ؟

مسحَ ريك فمـه وقالَ وهو يُعانق خصر إيڤ ويستنِد على كتفِها

= يوجَد لكن لا نُريها لِأحد .

ظلَّا يتناوشَان هو وفوكس حولَ مَن أكثر رومانسية بينمَا راقبَته إيڤ بِصمت ، كانَ يتحدَث بِطريقٍة مُدهشة وكأن حروفـه تصنَع طريقًا مُبهجًا من حنجرتِـه إلى أعمَق نقطة في قلبِها!

لم تنتبِه إلى محتوى كأس فوكس الذي إتخذَ موضعًا في شعر ريك بِالفعل ، إنهارَ الجميع ضحكًا وبعدَ وقتٍ إستأذنَ ريك كي يغسِل شعرَه ولم يسلَم فوكس من لعنِه المُستمِر .

- إترُك هذا الأمر لي، سَأغسله لكَ!

عرضَت عليه بعدَ أن لحقَت به لِلغرفة ، وافقَ فورًا ، حملَها واضِعًا إياها فوق الحوض كونـه أطول منها و بللَ شعرَه قليلًا ووضعَت هي الشَامبو وبدأت تغسله له ، كانَ يُحدثها حينَ ثبتَت نظرها على ذلك الشيء في رقبتِه ، اللعنة! ، لِمَ فقط لا تتجاهَل ذلك!!!!!

- أريد تجربة شيء ..

= ما هو ؟

إستندَ بيديـه وراءَها مُقتربًا أكثر ، لم يكن ذلك ما يعنيـها ، وضعَت إصبعًا على تفاحـته فَضحك بِقوة

= حسنًا ، فهمـت ..

تحدثَ بِحروف غير مفهومة كي تُراقب حركتها بينمَا تعلو وتنخفِض ، كانَ شعورًا رائِعًا أريد تجربتـه بِشدة !

كانَ يبتسِم بِبلاهة وهي تفعَل ذلك ، أن تهتَم به هو أكثَر شيء يُحبه حولَها ، خرجَت من الحمام وأخبرته أن يُبدل ملابِسه كي لا يُصاب بِالبرد .

بحثَت عن مـنشفة ثم إتجهَت بها له حينَ خرجَ إلا أنَّـه حملَها جاعِلًا قدميها تحاوِط خصرَه

= أكملي عملكِ!

فهمَت ما يتحدَث عنه و وضعَت المـنشفة فوق شعرِه تُحركـها بِعشوائية ، فجأة ، كانَت تلتصِق بالحائِط بينمَا لايزال يحملـها مُتمسكًا بها ، أزاحَت المنشفة عن وجهِه

- ما الذي تفعلَه؟

= أُجبركِ على إجابتي !

- بِتلكَ الطريقة؟

= لا ..

أخذَ نظرة سريعة على كامِل وجهِها وإستقرَ آخر نظراتِه هناك ، حيثُ لم يَقرب منذُ شهرين تقريبًا

= بِتلكَ الطريقة ..

همسَ أمامَ شفتيها فَأصابَها الشلل قليلًا ، لحظة ، واستمرَ الشلل لِدقائِق حينَ قبَّـلها بِلطف وقد إتخذت يداه موضعًا خلفَ رأسـها وثبتَت نفسَها بِقدميها حوله ، إشتاقَت له ، لِإيريك الفتى السئ وليسَ ذلك الجيد منذُ فترة ، إبتعدَ لاهِثًا بينمَا كانَت لاتزال تستوعِب الأمر

= هل أستطيع سماعَ إجابتكِ الآن؟

فتحَت عينيها بِخمول وقد أدركَت مقدار تعلُّـقها به

- لا ، ليسَ بعد!

= أحب فتاتي السيئة..

وعادَت تُكمِل ما بدأه هو سابِقًا .















سألها في وقتٍ لاحِق من تلكَ الليلة بعد القُبلة

= متى نتزوَج؟

ردَت وقد أصابَت قلبـه في تلكَ اللحظة

- أُحبكَ!

© ᴘʜɪʟᴀᴜᴛɪᴀ ,
книга «Painful Touch».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (6)
سين
Chapter Twenty Five.
وبارت تاني من فضلك
Відповісти
2020-08-17 00:24:42
1
سَلمـىٰ
Chapter Twenty Five.
تشابتر قمر قمر قمرررر 💙💙💙
Відповісти
2020-08-20 13:15:42
1
سَلمـىٰ
Chapter Twenty Five.
حبييتهم 😭💙💙 متقوليش إنها قربت تخلص!! :")
Відповісти
2020-08-20 13:17:48
1