Chapter Sixteen .
مشى نحوَها خطواتٍ قليلة ، إستطاعَ ملاحظة تنفسِها المضطرِب من رؤية ظهرِها ، إلتفَتت له تواجِه عينيه الدامعتين
= كيفَ تقول لازِلتَ تُحبَني؟ لقد رحلتَ منذُ خمـ..
- لم أرحَل لِأنَّـني لا أحبكِ، رحلتُ لكي أجعلكِ تعيشين ..
- لم تكوني لِتفعلي لو بقيت!
رغمَ الصدق الذي لاحظَته في نبرتِه ، عينيه المُرهَـقة والتي تُطالِبها فقط بِمسامحتِه ، لم تستطِع تصديقَه كليًا . مسحَت دموعَها بِقوة وقالَت بينمَا تحاوِل رؤية عينيه بِوضوح
= لا أستطيع تصديقَك! المُـحب لا يرحَل ، لا يرى أن الحَل كان لِيكون يومًا في المُغادرة دونَ قول شيء!!
تنهدَ ونظرَ إلى السقفِ يحاوِل لَملمة كلماتِه التي تناثَرت أثر حديثِها القاسي
- لم أُفكر وقتَها!!
= كانَ عليكَ التفكير ، كانَ عليكَ التفكير في كلماتِك قبل أن تقولَها ، أن تُدرِك أفعالَك قبل أن تفعلَها ، كانَ عليكَ إدراك كل ذلك قبل أن تُسبِب ألمًـا لا يُنسيه حتى إعتذار!
هربَت إلى غرفتِها ، تبكي شخصًا لم تنساه ولو يومًا ، إرتمَت بِضعف على سريرِها . لقد أصبحَت هي الأخرى شخصًا لا تعرِفه ، أينَ ذاتـها القديمة التي إشتاقَت له ؟ ألم تكن تبكي أيامًـا كثيرة وتتمنى فقط لو أنَّـه يعود ؟ لِمَ أصبحَ العفو عنه صعبًا جِدًا لِتلك الدرجة ؟ لِمَ بدا سهلًا جِدًا من بَعيد لكِن حينَ وُضعـَت في الموقف الحقيقي لم تستطِع فعلَها .. لم تستطِع مسامحتَه.
مرة أخرى الذاكِرة ، ذلكَ الشيء غير المَلموس بِالمرة لكنَّـه قادِر على صنعِ أوجاع أكثر إيلامًا بِمئات المرات من شيء آخر مادي ، كيفَ يحدُث ذلك ؟ كيفَ نتذكَر أشياءً حدثَت من سنواتٍ عديدة ولا تُسـعفنا ذاكِـرتنا على تذكُّــر ما أكلناهُ في الأمس؟ لِمَ دائِمًا نتذكَر اللحظات المؤلِمة وننسى تِلكَ التي أهلكَ الضحك أجسادَنا بها ؟
جميع الذكريات قاتِلة ، مؤلِمة ، حزينة وحتى إن نسيتـها .. حتمًا سَـتتذكَـر أشخاصًا يُـذكِرونكَ بِذكريات قاتِلة!
غابَ النوم عنها تِلكَ الليلة ليسَ فقط بِسبب حديثِها معها بَل بِسبب سعالِه الذي فقط يزداد قوة ، كانَ بِإمكانِها سماع صوت خطواتِه تتجِه نحو الحمام بينمَا يسعَل بينَ الحين والآخر ، سادَ الصمت في المنزِل لحظة حتى صدعَ صوت جرس منزِلها ، نظرَت في ساعة هاتِفها لِتجدها العاشِرة مساءً ، لم تنتظِر منه أن يفتَح نظرًا لِغيابِه في الحمام .. تُرى ماذا يفعَل ؟ لن أُخبركم!
- فوكس؟!
= أينَ ذلك الحقير ؟
دخلَ المنزِل يتفقَده بعينيه وحينَ لم يجده إلتفتَ لها
= هل فعلَ لكِ شيئًا ؟
- أخبرتُك أستطيع الدفاع عن نفسي!!
= وأخبرتكِ أنَّـكِ لن تفعلي!!
زفرَ بينمَا يخلَع معظفَه وقال
= أينَ هو ؟
- في الحمام .
= ماذا يفعَل هناك ؟
- ما رأيك بِالذهاب وسؤالِه ؟ أعتقِد أنَّـها فكرة جيـ...
أمسكَت معصمَه تسحبَه إلى الأمام ساخِرة لكنَّـه جذبَها بِقوة حتى إلتصقَت به
= أينَ تريدينَ الذهاب؟
كانَ ينظر إليها بِطريقٍة أخرى مُختلفة عن قبل مُرعبـة!
- لِمَ أنتَ جاد؟ كـ..كـنت أمزَح!
= هل كنتِ تبكينَ؟
أدركَت حقيقة الأمر حينَ سألَها ، توترَت ، لا يجِب عليها الكذِب على فوكس تحديدًا ، إبتلعَت ريقَها قائِلة
- لا ، بِالطبع لم أكن أفعل!
= كاذِبة.
لكِن نظراتَه فجأة توجهَت إلى الخلف ، حيثُ صديقِه الأول والوحيد ، لحظاتٍ حتى نطقَ إيريك
- أنتَ هنا..
إبتسمَ في نهاية جملتِه على الرغم من الإرهاق الذي ظهرَ عليه فجأة ، لا بُد وأن ذلكَ السعال يُتعـبه ، إستطاعَت إيڤ رؤية أن فوكس حزينًا وغاضِبًـا ؛ إنَّـها لحظة من اللحظات القليلة التي تجتمِع مشاعِر فوكس في وقتٍ واحِد تمامًا .. كما حدثَ منذُ أربعَة أعوام!
= جِئت أطمئِن أنَّـك لم تلتهِمها!!
ضحكَ إيريك وهو يضَع المِنشفة على أقرَب كرسي وجدَه وقال
- لا تقلَق، ليسَ لدي عادة أكل البشر.
= هل تعرِف أنَّـكَ وقِح جدًا ؟ أنا لا أعرِف لِمَ أنت هنا؟ ولِمَ لازِلتَ هنا ؟
- هل يجِب عليَّ البكاء كي تتوقَف عن ذلك؟
= بكاء؟ أشُك في وجود تِلكَ الكلمة في قامـ..
- توقف!!!!!
صرخَ إيريك به بِصوتٍ عالٍ جعلَ عروقَه تظهَر ، أردفَ بينمَا يعلو صدرُه من الغضب
- توقَف عن ذلك ، أنا .. أنا أيضًا أتألَـ..ـم فوكس!! أنا أيضًا كرهتُ ذلك ، كرهتُ نفسي!
لكِن فوكس لم يتوقَف ، إقتربَ منه تارِكًا إيڤ التي تحاوِل إيقافَه
= حقًا ؟ هل لديكَ أي كذباتٍ أخرى تُريد قولـ...
- يجِب عليكَ تصديقي!
قاطعَه بِنبرة باكية و مُنخفِضة بينمَا يتجِه إليه وصوتُـه ينخفِض تدريجيًا
- يجب عليكَ ذلك!!
= ولِمَ سَأفعل ؟
إلتفتَ إيريك إلى الناحية الأخرى بِغضبٍ بينمَا يشد شعرَه ثُـم عادَ بوجـهٍ أحمَر ، عروقٍ بارِزة ، عينين سَتبكيان في أي لحظة ، قالَ بِضعف بينمَا يُشير إليه بِـأصابِع ترتعِـش غضبًا
- لِـ..لِأنَّــكَ صـ..ـديقي!
نظرَ فوكس إلى الأرض بينمَا يُحاوِل عدم التأثر ، حينَ أردفَ الآخر بِنبرة أكثر ضعفًا
- كانَ يجِب عليكَ أن تختارني ، تُـسانِدني ، تتفهَـمني ! لم يكُـن شخصًـا آخر لِيفعل ، ولم أنتظِـر من أي شخصٍ آخر لِيفعَل ..
إقتربَ إيريك مُـمسِـكًا بِياقة قميصِـه منه بينمَا بدأ يبكي بِالفِعل
- لم أنتظِـر سواك! تسأل لِماذا ؟ لِأنَّــك صديقي!!!!
حاولَ فوكس التحدُّث ، أوقفَه
- في الوقت الذي أمكنكَ فيه التمسُّـك بي فيه لم تفعَل ، كانَ بِإمكانكَ الوقوف بِجانِبي ، مساعدتي ، كانَ عليكَ إنقاذي من الظروف التي هزمَتني .. لا أن تكونَ ضمنها! لكنَّكَ اخترتَ طريقًا آخر .. طريقًا ، لستُ أنا بِداخِله!
تدخلَّـت إيڤ محاوِلة تهدئـته ؛ إذ أن يدَه نزفَت من ضغطِه عليها ، لكنِّـه قاطَعَـها قبلَ أن تبدأ دافِـعًا بِجسد فوكس إلى الحائِط والغضب والحزن يُسيطران عليه موجِـهًا حديثًـا آخر إليه
- حينَ عدتُ هنا بعدَ عامٍ واحِد ، تتذكَر ؟
لم يُجيب! كيفَ ينسى ذلكَ اليوم ؟
صرخَ به إيريك مرة أخرى
- تتذكـر ؟!
= نعم أتذكَر ، أتذكَر هروبكَ من أي حديثٍ يتطرَق إلى سبب رحيلكَ ، أحاديثكَ المُستفِزة ؟ نعم أتذكَرها!!
مسحَ إيريك دموعِـه بِإستسلام وقالَ ساخِـرًا بِهدوء عكس ذلك الغضب بِداخله
- حـ..حقًا ؟ أحاديثي المـ..ـستفزة ؟ ألا تتذكَر عِندما أخبرتُـك أنَّـني إشتقتُ لك ؟ بِربك فوكس أنتَ تعرفني أكثر من أي شخصٍ!
= ما الذي سَـيغيره ذلك؟ نعم . أتذكر! ما الذي سَيحدث؟
كانَ ينظُر إليه بِغير تصديق . هـ..هذا ليسَ فوكس صديق طفولتِه!!
عادَ لِحالتِه الغاضِبة مرة أخرى بينمَا إقتربَ جدًا من فوكس هامِسًا بـيأس
- كانَ بِإمكاني البَقاء لو أنَّـني لمستُ في حديثكَ إشتياقٍ ما ..
نظرَ لها بِنفس حالتِه قائِلًا
- كانَ بِإمكاني العودة لو أنَّـكِ تركتينَـني أشرَح لكِ ذلك اليوم!
هبطَت دموعًـا حاربَها كثيرًا بينمَا يقول لهما
- كما كانَ بِإمكانِـكما أن تزوروني مُجددًا! ومجددًا! ومجددًا إلى الـلا نهاية ، أليسَـ..ـت تِلك وعودَك , فوكس ؟
مسحَ دموعَـه للمرة الألف تقريبًا مُستعِدًا أن يُنهي الحديث
- كُـنتما معًا ، تُـساندان بعضكما ، لَـربما نسيتُـما أمري لِبعض الوقت . لكِن أنا ؟
ضحكَ هازِئًـا من خمسة سنوات تعيسة
- كُنت وحدي! وكانَ العالم كثيرًا عليَّ .
خرجَ من المنزِل ساحِـبًا معه دموعَه ، إتجَـه فوكس إلى الأريكة يرتمي عليها بِصمت بينمَا يُـخبِئ وجهَه كي لا تراه إيڤ ، وقفَت في المُنتصَف بينَ أن تخرُج باحِثة عنه أو أن تبقى تواسي فوكس ؟
أليسَ الإختيار صعبًا جِدًا؟
وقفَت على باب منزلِها تحاول لَمح طيفِه عـلَّـه لم يبتعِد كثيرًا لكنَّـها لم تراه . سيعود! هي متأكِدة من ذلك!
- فوكس!
جلسَت بِجانِبه تربِـت على كتفِه كي ينظُر إليها وما إن فعلَت حتى عانقَها بِقوة بينمَا ينتفِض باكيًـا ، لم ترَ فوكس يبكي بِتلكَ الطريقة من قبل ولم تتوقَع أن الرجالَ حقًا يبكون !! لكِـن .. أليسوا بَـشرًا في النهاية ؟
= أنتِ تعرفين إيڤ! تعرفين أنَّــني أيضًا عانيتُ!
لكنَّ إيريك أيضًا عانى ، كيفَ لم يخطُـر ذلك على بالِها ؟
- أعرِف فوكس! أعرِف . إهدأ.
تمسَّـك بها بِشكلٍ أقوى وهدأ تدريجيًا إلى أن غفى بينمَا يُعانِــقها فَـتركتـه نائِـمًا على الأريكة . مسحَت دمعة أخيرة هبطَت بينمَا هو نائِـم وجلسَت تُفكر! ومَن غيره؟
لازالَت ملامِـحه بينمَا يُعاتِبـهما في رأسِها ، عينيه الباكيتين ، عروقِه البارِزة ، إرتعاش شفتيِه و أصابِعه بينمَا يُـحدث فوكس ، نظرتِـه الـلائِـمة لها وهي بِالأخص . لازالَت كلماتِـه تتردَد في عقلِها وفوقَ كل ذلك ، إبتسامتِـه الهادئـة حينَ رأى فوكس بِجانِبـها بِرغم علمِـها أنَّ فوكس ضربَه قبلَ أن يأتي إليها !
كانَت مُـتأكِدة من عودتِه، مَن سَـيخرج بِملابس منزليـة ليسَت له ؟
أمضَت ساعاتٍ تـجاهد ألَّا تبكي كي لا يستيقِظ فوكس فجأة ويُـقيما حفلة بكاء جماعي! في النهاية خلدَت إلى النوم على طاولة المَطبَخ .
إستيقظَت حينَ لاحظَت ضوءً ما على عينيها ، ثوانٍ حتى تتأكَد أنَّــه الصباح!!! نظرَت في الساعة المَوجودة في المَطبَخ لِـتجدها السادِسة ، نهضَت باحِـثة عن فوكس لكنَّـه لم يكُـن موجودًا فقط مُـلاحظة صغيرة مكانَـه
' أعرِف أنَّـكِ تريدينَ البكاء أيضًا، أنا آسِـف لن أكون هنا كي أواسيكِ '
كانَ السؤال الأكبر الذي يدور بِعقلـها هو أينَ إيريك؟
صعدَت إلى غرفتِه ، غرفتِـها ، الحمام ، الحديقة ، غرفة المَعيشة ، لم تترُك مكانًـا لم تبحَـث به لكن لا أثرَ له!
إستسلمَت لِنومٍ آخر مُطمـئِنة حينَ وجدَت أن سترتَـه لاتزال هنا ..
---
- متى ذهبـتُ إلى السرير ؟
همسَت لِنفسِـها بينمَا تحاوِل التذكـر لكِن لا جدوى ، تقلَّـبَت إلى الجانِب الآخر لِـتشهَق حينَ وجدَت إيريك بِجانِبـها ، وضعَت يدَها على فمِـها كي لا تُـوقِظه وهدأت نفسَـها .
لقد عادَ! كما توقعَـت!
- هل أنتَ بِخير ؟
تنهدَت وهي تسألَه بِرغم أنَّـه نائِم ، تحسسَـت بِخفة بشرتِه ، حاجبيه ، عينيه ، و كل قطعة في وجهِـه ، لا تزال ملامِـحه ذاتِـها مع تغيُّـر طفـ..
= ماذا إن لم أكـن ؟
فتحَ عينيه بَـغتًة ، أجابَـها بِصوتٍ أصبحَ مبحوحًـا من فرطِ صراخِـه في الليلة السابِقة . أجابَـت
- سَـنجد حلًا! لا تقلق .
إقتربَ بِرأسه منها قائِلًا
= لقد عدتُ بعدَ دقائِـق كي أعتذِر له لكنَّـكِ كنتِ تُـعانِـقـيه . .
- لَـ..لَقد كانَ يبكي فَـ..
= أنا أيضًا كنتُ أبكي ، عانِقيني!
إقتربَ أكثَر واضِـعًا رأسَـه على يديها وأحاطَ خصرَها بيديه
= لقد إشتقتُ لكِ ..
قرَّبَـته منها وقد إزدادَت ضربات قلبِـها بِقوة ، إعتقدت أن الأمر سَـيكون لطيفًا كما يحدُث حينَ يـعانِقها فوكس لكِن الأمر مع إيريك لطيف لكنَّـه مُربِـك!
= أنا أعرِف كل شيء حدثَ في غيابي .
تعجبَّـت مُـردِفة
- كيف ذلك ؟
إرتفعَ بِحيث أصبحَ هو الذي يُعانِـقها ، ربتَ على طول ظهرِها قائِـلًا
= جئتُ العديد من المرات ورأيتكِ.
- لِمَ لم تتحدَث معي؟
= كنتِ تبدينَ سعيدة .
بدأ الحزن يتخلَل إلى صوتِه
= لا تعرفينَ عدد المرات التي أوشكتُ بها على الإنضمام إليكما لكنِّي تراجعتُ! عدد المرات التي تمنيتُ بها لو أنَّـني لم أرحَل ، لو أنَّـني فقط بقيتُ واللعنة على الظروف!
- إهدأ ، كل شيء سَـيصبِح بِخير .
عانقَها بِقوة أكبر حتى أصبحَت تقريبًا تشعُر بِعضلاتِه
= لن يُـصبِح كل شيء بِخير ، إيڤ! لن يُصبح أي شيء كذلك.. شيئًا سَـيظل مفقودًا للأبد .
كانَ في حالة يُرثى لها ، لقد بدا هادِئًـا ، لكن داخله كانَ يفيض بِالتعب ، لم يكـن يحتاج سوى لِكلمة ، طمأنة ، عِناق ، أي شيء يُخبره أن سنوات إنتظارِه للإجتماع بِأصدقائِـه ثانيًـة لم تذهَب لِلاشيء .
مسحَت على شعرِه بِرفق ثم وضعَت يدَها على جبينِه
- أنتَ مريض! إنتظـر هنا .
نهضَت عن السرير لكنَّـه جذبَها فجأة إلى عناقِه مرة أخرى
= إبقي هنا ، وسأكون بِخير .
بقى دقائِق ثم عادَ سعالُـه مرة أخرى ، نهضَ إيريك بسرعة إلى الحمام وأغلقَ الباب وراءَه ، خرجَ بعد عشرة دقائِق تقريبًا والإرهاق بادٍ على كل إنش في وجهِه
- هَـل أنتَ بِـخير؟ ما الذي يحـ..
قاطَعَـها بينمَا يقترِب منها بِدرجة جعلتَها تشعُر بِرائِحة أنفاسِه ، كانَ لم يلبَث أن غسلَ أسنانَه للتو
= أعتقِد أنَّـكُ مَدينة لي بِشيء ما .
- أنا ؟ ما هو ؟
- لا تُرهقيني إيڤ!!
وضعَ شفتيه على خاصتِها يُـقبِلـها بِهدوء وكأنَّـه يتأكَد أن ذلك ليسَ حلمًـا من أحلامِه مرة أخرى ، ليسَت أُمنية فقدَ الأمل في تحقيقِها . حاولَت إبعادَه أكثَر من مرة لكـن قوته حتى وإن كان ضعيفًا كانَت أكبر منها ، إستسلمَت في النهاية له ؛ إذ أنَّـها كانَت لطيفة ، ناعِـمة ، ومنحرِفة .. قليلًا!
= كيفَ تقول لازِلتَ تُحبَني؟ لقد رحلتَ منذُ خمـ..
- لم أرحَل لِأنَّـني لا أحبكِ، رحلتُ لكي أجعلكِ تعيشين ..
- لم تكوني لِتفعلي لو بقيت!
رغمَ الصدق الذي لاحظَته في نبرتِه ، عينيه المُرهَـقة والتي تُطالِبها فقط بِمسامحتِه ، لم تستطِع تصديقَه كليًا . مسحَت دموعَها بِقوة وقالَت بينمَا تحاوِل رؤية عينيه بِوضوح
= لا أستطيع تصديقَك! المُـحب لا يرحَل ، لا يرى أن الحَل كان لِيكون يومًا في المُغادرة دونَ قول شيء!!
تنهدَ ونظرَ إلى السقفِ يحاوِل لَملمة كلماتِه التي تناثَرت أثر حديثِها القاسي
- لم أُفكر وقتَها!!
= كانَ عليكَ التفكير ، كانَ عليكَ التفكير في كلماتِك قبل أن تقولَها ، أن تُدرِك أفعالَك قبل أن تفعلَها ، كانَ عليكَ إدراك كل ذلك قبل أن تُسبِب ألمًـا لا يُنسيه حتى إعتذار!
هربَت إلى غرفتِها ، تبكي شخصًا لم تنساه ولو يومًا ، إرتمَت بِضعف على سريرِها . لقد أصبحَت هي الأخرى شخصًا لا تعرِفه ، أينَ ذاتـها القديمة التي إشتاقَت له ؟ ألم تكن تبكي أيامًـا كثيرة وتتمنى فقط لو أنَّـه يعود ؟ لِمَ أصبحَ العفو عنه صعبًا جِدًا لِتلك الدرجة ؟ لِمَ بدا سهلًا جِدًا من بَعيد لكِن حينَ وُضعـَت في الموقف الحقيقي لم تستطِع فعلَها .. لم تستطِع مسامحتَه.
مرة أخرى الذاكِرة ، ذلكَ الشيء غير المَلموس بِالمرة لكنَّـه قادِر على صنعِ أوجاع أكثر إيلامًا بِمئات المرات من شيء آخر مادي ، كيفَ يحدُث ذلك ؟ كيفَ نتذكَر أشياءً حدثَت من سنواتٍ عديدة ولا تُسـعفنا ذاكِـرتنا على تذكُّــر ما أكلناهُ في الأمس؟ لِمَ دائِمًا نتذكَر اللحظات المؤلِمة وننسى تِلكَ التي أهلكَ الضحك أجسادَنا بها ؟
جميع الذكريات قاتِلة ، مؤلِمة ، حزينة وحتى إن نسيتـها .. حتمًا سَـتتذكَـر أشخاصًا يُـذكِرونكَ بِذكريات قاتِلة!
غابَ النوم عنها تِلكَ الليلة ليسَ فقط بِسبب حديثِها معها بَل بِسبب سعالِه الذي فقط يزداد قوة ، كانَ بِإمكانِها سماع صوت خطواتِه تتجِه نحو الحمام بينمَا يسعَل بينَ الحين والآخر ، سادَ الصمت في المنزِل لحظة حتى صدعَ صوت جرس منزِلها ، نظرَت في ساعة هاتِفها لِتجدها العاشِرة مساءً ، لم تنتظِر منه أن يفتَح نظرًا لِغيابِه في الحمام .. تُرى ماذا يفعَل ؟ لن أُخبركم!
- فوكس؟!
= أينَ ذلك الحقير ؟
دخلَ المنزِل يتفقَده بعينيه وحينَ لم يجده إلتفتَ لها
= هل فعلَ لكِ شيئًا ؟
- أخبرتُك أستطيع الدفاع عن نفسي!!
= وأخبرتكِ أنَّـكِ لن تفعلي!!
زفرَ بينمَا يخلَع معظفَه وقال
= أينَ هو ؟
- في الحمام .
= ماذا يفعَل هناك ؟
- ما رأيك بِالذهاب وسؤالِه ؟ أعتقِد أنَّـها فكرة جيـ...
أمسكَت معصمَه تسحبَه إلى الأمام ساخِرة لكنَّـه جذبَها بِقوة حتى إلتصقَت به
= أينَ تريدينَ الذهاب؟
كانَ ينظر إليها بِطريقٍة أخرى مُختلفة عن قبل مُرعبـة!
- لِمَ أنتَ جاد؟ كـ..كـنت أمزَح!
= هل كنتِ تبكينَ؟
أدركَت حقيقة الأمر حينَ سألَها ، توترَت ، لا يجِب عليها الكذِب على فوكس تحديدًا ، إبتلعَت ريقَها قائِلة
- لا ، بِالطبع لم أكن أفعل!
= كاذِبة.
لكِن نظراتَه فجأة توجهَت إلى الخلف ، حيثُ صديقِه الأول والوحيد ، لحظاتٍ حتى نطقَ إيريك
- أنتَ هنا..
إبتسمَ في نهاية جملتِه على الرغم من الإرهاق الذي ظهرَ عليه فجأة ، لا بُد وأن ذلكَ السعال يُتعـبه ، إستطاعَت إيڤ رؤية أن فوكس حزينًا وغاضِبًـا ؛ إنَّـها لحظة من اللحظات القليلة التي تجتمِع مشاعِر فوكس في وقتٍ واحِد تمامًا .. كما حدثَ منذُ أربعَة أعوام!
= جِئت أطمئِن أنَّـك لم تلتهِمها!!
ضحكَ إيريك وهو يضَع المِنشفة على أقرَب كرسي وجدَه وقال
- لا تقلَق، ليسَ لدي عادة أكل البشر.
= هل تعرِف أنَّـكَ وقِح جدًا ؟ أنا لا أعرِف لِمَ أنت هنا؟ ولِمَ لازِلتَ هنا ؟
- هل يجِب عليَّ البكاء كي تتوقَف عن ذلك؟
= بكاء؟ أشُك في وجود تِلكَ الكلمة في قامـ..
- توقف!!!!!
صرخَ إيريك به بِصوتٍ عالٍ جعلَ عروقَه تظهَر ، أردفَ بينمَا يعلو صدرُه من الغضب
- توقَف عن ذلك ، أنا .. أنا أيضًا أتألَـ..ـم فوكس!! أنا أيضًا كرهتُ ذلك ، كرهتُ نفسي!
لكِن فوكس لم يتوقَف ، إقتربَ منه تارِكًا إيڤ التي تحاوِل إيقافَه
= حقًا ؟ هل لديكَ أي كذباتٍ أخرى تُريد قولـ...
- يجِب عليكَ تصديقي!
قاطعَه بِنبرة باكية و مُنخفِضة بينمَا يتجِه إليه وصوتُـه ينخفِض تدريجيًا
- يجب عليكَ ذلك!!
= ولِمَ سَأفعل ؟
إلتفتَ إيريك إلى الناحية الأخرى بِغضبٍ بينمَا يشد شعرَه ثُـم عادَ بوجـهٍ أحمَر ، عروقٍ بارِزة ، عينين سَتبكيان في أي لحظة ، قالَ بِضعف بينمَا يُشير إليه بِـأصابِع ترتعِـش غضبًا
- لِـ..لِأنَّــكَ صـ..ـديقي!
نظرَ فوكس إلى الأرض بينمَا يُحاوِل عدم التأثر ، حينَ أردفَ الآخر بِنبرة أكثر ضعفًا
- كانَ يجِب عليكَ أن تختارني ، تُـسانِدني ، تتفهَـمني ! لم يكُـن شخصًـا آخر لِيفعل ، ولم أنتظِـر من أي شخصٍ آخر لِيفعَل ..
إقتربَ إيريك مُـمسِـكًا بِياقة قميصِـه منه بينمَا بدأ يبكي بِالفِعل
- لم أنتظِـر سواك! تسأل لِماذا ؟ لِأنَّــك صديقي!!!!
حاولَ فوكس التحدُّث ، أوقفَه
- في الوقت الذي أمكنكَ فيه التمسُّـك بي فيه لم تفعَل ، كانَ بِإمكانكَ الوقوف بِجانِبي ، مساعدتي ، كانَ عليكَ إنقاذي من الظروف التي هزمَتني .. لا أن تكونَ ضمنها! لكنَّكَ اخترتَ طريقًا آخر .. طريقًا ، لستُ أنا بِداخِله!
تدخلَّـت إيڤ محاوِلة تهدئـته ؛ إذ أن يدَه نزفَت من ضغطِه عليها ، لكنِّـه قاطَعَـها قبلَ أن تبدأ دافِـعًا بِجسد فوكس إلى الحائِط والغضب والحزن يُسيطران عليه موجِـهًا حديثًـا آخر إليه
- حينَ عدتُ هنا بعدَ عامٍ واحِد ، تتذكَر ؟
لم يُجيب! كيفَ ينسى ذلكَ اليوم ؟
صرخَ به إيريك مرة أخرى
- تتذكـر ؟!
= نعم أتذكَر ، أتذكَر هروبكَ من أي حديثٍ يتطرَق إلى سبب رحيلكَ ، أحاديثكَ المُستفِزة ؟ نعم أتذكَرها!!
مسحَ إيريك دموعِـه بِإستسلام وقالَ ساخِـرًا بِهدوء عكس ذلك الغضب بِداخله
- حـ..حقًا ؟ أحاديثي المـ..ـستفزة ؟ ألا تتذكَر عِندما أخبرتُـك أنَّـني إشتقتُ لك ؟ بِربك فوكس أنتَ تعرفني أكثر من أي شخصٍ!
= ما الذي سَـيغيره ذلك؟ نعم . أتذكر! ما الذي سَيحدث؟
كانَ ينظُر إليه بِغير تصديق . هـ..هذا ليسَ فوكس صديق طفولتِه!!
عادَ لِحالتِه الغاضِبة مرة أخرى بينمَا إقتربَ جدًا من فوكس هامِسًا بـيأس
- كانَ بِإمكاني البَقاء لو أنَّـني لمستُ في حديثكَ إشتياقٍ ما ..
نظرَ لها بِنفس حالتِه قائِلًا
- كانَ بِإمكاني العودة لو أنَّـكِ تركتينَـني أشرَح لكِ ذلك اليوم!
هبطَت دموعًـا حاربَها كثيرًا بينمَا يقول لهما
- كما كانَ بِإمكانِـكما أن تزوروني مُجددًا! ومجددًا! ومجددًا إلى الـلا نهاية ، أليسَـ..ـت تِلك وعودَك , فوكس ؟
مسحَ دموعَـه للمرة الألف تقريبًا مُستعِدًا أن يُنهي الحديث
- كُـنتما معًا ، تُـساندان بعضكما ، لَـربما نسيتُـما أمري لِبعض الوقت . لكِن أنا ؟
ضحكَ هازِئًـا من خمسة سنوات تعيسة
- كُنت وحدي! وكانَ العالم كثيرًا عليَّ .
خرجَ من المنزِل ساحِـبًا معه دموعَه ، إتجَـه فوكس إلى الأريكة يرتمي عليها بِصمت بينمَا يُـخبِئ وجهَه كي لا تراه إيڤ ، وقفَت في المُنتصَف بينَ أن تخرُج باحِثة عنه أو أن تبقى تواسي فوكس ؟
أليسَ الإختيار صعبًا جِدًا؟
وقفَت على باب منزلِها تحاول لَمح طيفِه عـلَّـه لم يبتعِد كثيرًا لكنَّـها لم تراه . سيعود! هي متأكِدة من ذلك!
- فوكس!
جلسَت بِجانِبه تربِـت على كتفِه كي ينظُر إليها وما إن فعلَت حتى عانقَها بِقوة بينمَا ينتفِض باكيًـا ، لم ترَ فوكس يبكي بِتلكَ الطريقة من قبل ولم تتوقَع أن الرجالَ حقًا يبكون !! لكِـن .. أليسوا بَـشرًا في النهاية ؟
= أنتِ تعرفين إيڤ! تعرفين أنَّــني أيضًا عانيتُ!
لكنَّ إيريك أيضًا عانى ، كيفَ لم يخطُـر ذلك على بالِها ؟
- أعرِف فوكس! أعرِف . إهدأ.
تمسَّـك بها بِشكلٍ أقوى وهدأ تدريجيًا إلى أن غفى بينمَا يُعانِــقها فَـتركتـه نائِـمًا على الأريكة . مسحَت دمعة أخيرة هبطَت بينمَا هو نائِـم وجلسَت تُفكر! ومَن غيره؟
لازالَت ملامِـحه بينمَا يُعاتِبـهما في رأسِها ، عينيه الباكيتين ، عروقِه البارِزة ، إرتعاش شفتيِه و أصابِعه بينمَا يُـحدث فوكس ، نظرتِـه الـلائِـمة لها وهي بِالأخص . لازالَت كلماتِـه تتردَد في عقلِها وفوقَ كل ذلك ، إبتسامتِـه الهادئـة حينَ رأى فوكس بِجانِبـها بِرغم علمِـها أنَّ فوكس ضربَه قبلَ أن يأتي إليها !
كانَت مُـتأكِدة من عودتِه، مَن سَـيخرج بِملابس منزليـة ليسَت له ؟
أمضَت ساعاتٍ تـجاهد ألَّا تبكي كي لا يستيقِظ فوكس فجأة ويُـقيما حفلة بكاء جماعي! في النهاية خلدَت إلى النوم على طاولة المَطبَخ .
إستيقظَت حينَ لاحظَت ضوءً ما على عينيها ، ثوانٍ حتى تتأكَد أنَّــه الصباح!!! نظرَت في الساعة المَوجودة في المَطبَخ لِـتجدها السادِسة ، نهضَت باحِـثة عن فوكس لكنَّـه لم يكُـن موجودًا فقط مُـلاحظة صغيرة مكانَـه
' أعرِف أنَّـكِ تريدينَ البكاء أيضًا، أنا آسِـف لن أكون هنا كي أواسيكِ '
كانَ السؤال الأكبر الذي يدور بِعقلـها هو أينَ إيريك؟
صعدَت إلى غرفتِه ، غرفتِـها ، الحمام ، الحديقة ، غرفة المَعيشة ، لم تترُك مكانًـا لم تبحَـث به لكن لا أثرَ له!
إستسلمَت لِنومٍ آخر مُطمـئِنة حينَ وجدَت أن سترتَـه لاتزال هنا ..
---
- متى ذهبـتُ إلى السرير ؟
همسَت لِنفسِـها بينمَا تحاوِل التذكـر لكِن لا جدوى ، تقلَّـبَت إلى الجانِب الآخر لِـتشهَق حينَ وجدَت إيريك بِجانِبـها ، وضعَت يدَها على فمِـها كي لا تُـوقِظه وهدأت نفسَـها .
لقد عادَ! كما توقعَـت!
- هل أنتَ بِخير ؟
تنهدَت وهي تسألَه بِرغم أنَّـه نائِم ، تحسسَـت بِخفة بشرتِه ، حاجبيه ، عينيه ، و كل قطعة في وجهِـه ، لا تزال ملامِـحه ذاتِـها مع تغيُّـر طفـ..
= ماذا إن لم أكـن ؟
فتحَ عينيه بَـغتًة ، أجابَـها بِصوتٍ أصبحَ مبحوحًـا من فرطِ صراخِـه في الليلة السابِقة . أجابَـت
- سَـنجد حلًا! لا تقلق .
إقتربَ بِرأسه منها قائِلًا
= لقد عدتُ بعدَ دقائِـق كي أعتذِر له لكنَّـكِ كنتِ تُـعانِـقـيه . .
- لَـ..لَقد كانَ يبكي فَـ..
= أنا أيضًا كنتُ أبكي ، عانِقيني!
إقتربَ أكثَر واضِـعًا رأسَـه على يديها وأحاطَ خصرَها بيديه
= لقد إشتقتُ لكِ ..
قرَّبَـته منها وقد إزدادَت ضربات قلبِـها بِقوة ، إعتقدت أن الأمر سَـيكون لطيفًا كما يحدُث حينَ يـعانِقها فوكس لكِن الأمر مع إيريك لطيف لكنَّـه مُربِـك!
= أنا أعرِف كل شيء حدثَ في غيابي .
تعجبَّـت مُـردِفة
- كيف ذلك ؟
إرتفعَ بِحيث أصبحَ هو الذي يُعانِـقها ، ربتَ على طول ظهرِها قائِـلًا
= جئتُ العديد من المرات ورأيتكِ.
- لِمَ لم تتحدَث معي؟
= كنتِ تبدينَ سعيدة .
بدأ الحزن يتخلَل إلى صوتِه
= لا تعرفينَ عدد المرات التي أوشكتُ بها على الإنضمام إليكما لكنِّي تراجعتُ! عدد المرات التي تمنيتُ بها لو أنَّـني لم أرحَل ، لو أنَّـني فقط بقيتُ واللعنة على الظروف!
- إهدأ ، كل شيء سَـيصبِح بِخير .
عانقَها بِقوة أكبر حتى أصبحَت تقريبًا تشعُر بِعضلاتِه
= لن يُـصبِح كل شيء بِخير ، إيڤ! لن يُصبح أي شيء كذلك.. شيئًا سَـيظل مفقودًا للأبد .
كانَ في حالة يُرثى لها ، لقد بدا هادِئًـا ، لكن داخله كانَ يفيض بِالتعب ، لم يكـن يحتاج سوى لِكلمة ، طمأنة ، عِناق ، أي شيء يُخبره أن سنوات إنتظارِه للإجتماع بِأصدقائِـه ثانيًـة لم تذهَب لِلاشيء .
مسحَت على شعرِه بِرفق ثم وضعَت يدَها على جبينِه
- أنتَ مريض! إنتظـر هنا .
نهضَت عن السرير لكنَّـه جذبَها فجأة إلى عناقِه مرة أخرى
= إبقي هنا ، وسأكون بِخير .
بقى دقائِق ثم عادَ سعالُـه مرة أخرى ، نهضَ إيريك بسرعة إلى الحمام وأغلقَ الباب وراءَه ، خرجَ بعد عشرة دقائِق تقريبًا والإرهاق بادٍ على كل إنش في وجهِه
- هَـل أنتَ بِـخير؟ ما الذي يحـ..
قاطَعَـها بينمَا يقترِب منها بِدرجة جعلتَها تشعُر بِرائِحة أنفاسِه ، كانَ لم يلبَث أن غسلَ أسنانَه للتو
= أعتقِد أنَّـكُ مَدينة لي بِشيء ما .
- أنا ؟ ما هو ؟
- لا تُرهقيني إيڤ!!
وضعَ شفتيه على خاصتِها يُـقبِلـها بِهدوء وكأنَّـه يتأكَد أن ذلك ليسَ حلمًـا من أحلامِه مرة أخرى ، ليسَت أُمنية فقدَ الأمل في تحقيقِها . حاولَت إبعادَه أكثَر من مرة لكـن قوته حتى وإن كان ضعيفًا كانَت أكبر منها ، إستسلمَت في النهاية له ؛ إذ أنَّـها كانَت لطيفة ، ناعِـمة ، ومنحرِفة .. قليلًا!
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(4)
Chapter Sixteen .
يجدعان فرحانة بغباء 😂🌚🌚🌚🌚🌚 بارت سكر ويستحق جايزة كبيرة 💚💙
Відповісти
2020-07-30 03:35:53
1
Chapter Sixteen .
فين فوكس يقول لابوها 🙄😂😂😂
Відповісти
2020-08-05 04:23:48
1
Chapter Sixteen .
@سَلمـىٰ تعالى يحج شوف المهزلة اللي بتحصل
Відповісти
2020-08-05 05:38:48
1