Chapter Seventeen .
- اللعين ، الوقِح ، القذِر ، الحقير ، الـوغـ..
= توقفي إيڤ! توقفي!
صرخَ فوكس على إيڤ من المَطبَخ التي منذُ مَـجيئِها فقط تلعَن إيريك
- أتوقَف ؟ أتمزَح ؟
مدَّها بِـكيسٍ من الحلوى , كَـما العادة , وجلسَ بِجانِبـها وما هي إلا ثوانٍ حتى وضعَ رأسَه على قدميـها ينظُر إليها بينمَا هي غاضِـبة
= الأمر هو ، أنَّـكِ لم تخبريني ما حدث! ليسَ وكأنَّـني أُطالبكِ بالتوقف عن لعنِه .
- لا أستطيع إخباركَ!!
= إذن دعيني أنام ولا تُزعجيني!
أغمضَ عينيه آمِـلًا أن تتوقَف عن إحداث الضجة ؛فَالساعة لم تتعدَ الواحِدة ظهرًا .
---
= ألا تُـلاحظينَ أنَّـكِ تقومينَ بِـشد شعري ؟ ما ذنبي ؟
إنتبهَت إليه بعض الخصلات في يدِها كَـأثارٍ للجريمة ..
- حسنًا ، آسفة .
نهضَ يعتدِل ناظِـرًا إليها وقالَ
= لا تتأسفي، فقط أخبريني ماذا حدث.
- لا أستطيع..
زفرَ بِغضبٍ ثُمَّ نامَ على قدميها هامِـسًا
= اللعنة عليكِ إيڤ!
أمسكَت وجنتيه بِغضبٍ
- توقَف عن اللعن!
تصنَّـع الألم وأبعدَ يديها بِسرعة ، بعدَ دقائِق تحدثَت
- فوكس..
نطقَ وسط نومِه
= ماذا تريدينَ؟
- لا عليكَ لا أريد شيئًا.
= إفعليها مرة أخرى وسأقتلكِ!
أغمضَ عينيه مرة أخرى وتمنى داخليًا أن تتوقَف حقًا ، الأمر غير صحي على الإطلاق أن يسمَع كل تِلك الشتائِم منذُ إستيقاظِـه ، وهو ما فعلَته أخيرًا!
شعرَ بها تُـمرر يدَها على شعرِه كما إعتادَت أن تفعَل ، إبتسمَ بينمَا هو مُغمِض العينين لِيسمَع صوتَها
- إن كنتَ مُستيقِظ ، لِمَ تتصنَّـع النوم ؟
نظرَ لها يُقابِل عينيها المُـتسائِلتين ، أجابَها بينمَا يُدقِق في تفاصيلِها وقد تذكرَ شيئًا مهمًـا
= إيڤ، هل تُـجيدينَ استخدام الغسالة الكهربائية؟
- عـمَّـا تتحدَث؟ أنتَ ترسِل ملابسكَ لي طيلة خَمسة سنوات!!!
= لِمَ أشعر في نبرتكِ ذلٌ ما ؟
- أمزَح . لِمَ تسأل ؟
= إشتريتُ واحِدة ، أحتاج مُـساعدتكِ في تشغيلِها .
- لِمَ لم تُـخبرني سابِقًا؟ هيا، لِنشغلـها .
---
- حسنًا .. في الواقِع ..
= في الواقِع أنتِ لا تعرفينَ كيفية تشغيلِها! صحيح؟
قالَها بِسخرية بينمَا هما واقفان في مَطبَخ فوكس
- رُبَّـما أنا فقط اعتدتُ على خاصتي؟
= ماذا سَنفعَل؟ كنتُ أعتمِد عليكِ في ذلك .
- لِمَ لا تجِد لكَ فتاة تهتَم بك؟ أتنوي إكمال حياتكَ عازِب؟
تنهدَ بينمَا يُـغلِق تِلك الأدراج التي فتحَـتها وقال
= ماذا إن كانَت موجودة بِالفِعل ؟
- حـ..حقًا؟؟ أينَ هي ؟
توقفَ عمَّـا كانَ يفعلَه ناظِـرًا لها
= انسي الأمر! هل تريدينَ شرب شيء ما ؟
- لا ..
إقتربَ منها مُـمررًا يده على شعرِها بِلطف
= إذن أخبريني ما حدث .
هو مُدرِك تمامًا لِحقيقة أنَّـها سَتدلي بِكل ما حدث ما إن يفعَل ذلك ، الأمر مِثل .. خِدعة؟
- حـ..حسنًا لكِن لا تغضَب..
= إذًا سَأفعَل! هيا ، ماذا حدث؟
- عِـندما إستيقظت ، قرأت تِلكَ الورقة التي تركتها لي ، بحثت عنه في المنزِل كله لكن لم يكن هناك أثر له ..
= و ؟
- وجدتُ سترتَه ، نِمت على الأريكة وحينَ إستيقظتُ مرة أخرى كنتُ على سريري .. لقد قامَ بِحملي و إستلقى بِجانبي ..
= ثُـمَّ ؟
- عانقتَه وعانقني و .. تعرِف الباقي!!
= في الحقيقة أنا لا أعرف أي باقي لِذا .. عليكِ .. إخباري!
نظرَت حولَها بِقلقٍ من تغيُّــر نبرة صوته إلى أخرى غاضِبة
- كانَ مُـتعَـبًا ، ذهبَ إلى الحمام لكن وقفتُ في الخارِج إنتظرتَـه !
إبتسمَ بِـتكلُّف وأردفَ
= في الحقيقة أنا مُـمتَن لِأخلاقكِ!
ضغطَت على شفتيها وهي تستعِد لِقول الجزء الأسوأ من اليوم
- قَـ..قَبَّـلني!
= ...
نظرَ بِتوتر إلى أثاث المَطبَخ بينمَا يتمنى أن تتخطى إيڤ تِلك المَسألة لِشعوره بِالحرج
- لكِن .. عِندما إبتعدَ عني ، آه اللعنة !
= ماذا حدثَ بعدما إبتعدَ عنكِ ، إيڤ؟!
- قالَ أنَّــه لم يكن في وعيهِ تمامًـا!! وإعتذرَ ثُـم صعدَ إلى غرفتِه!! فقط بِتلكَ البساطة!
لم يتحدَث وظلَّ ينظُر إليها دقائِق من الصمت ، قالَ فجأة
= لم يكُـن عليكِ الجلوس هنا ولعنِـه ، كانَ عليكِ التفكير في طريقة لِقتله وإخفائِـه عن الأنظار!
إنفجرَت ضاحِكة فَابتسمَ هو الآخر مُـخفِفًا عنها ما حدثَ صباحًا ؛ فَهذا أكثَر شيء مُحرِج قد يحدُث!
= إذن إيڤ ، هل تنوينَ الإختباء في منزلي اليوم بِأكملِه؟ يُمكنني الذهاب وطردِه إن أردتِ!
- كنتُ راحِلة لِتوي ، ولا ، لا طرد!
= كانَ مجرَد إقتراح ..
ثُم همسَ
= أتمنى تنفيذَه .
- إعتني بِنفسك ، ولا تنسى تقديم فتاتِـك لي .
= آه ، أجل ، بِالطبع ..
أغلقَ الباب وراءَها مُـتنهِدًا على كَـم الأحداث التي ملأت اليومين السابِقيين .
مَشت في الطريق تُفكِر في سبب واحِد فقط يجعَل إيريك يتخلى عن قبلتِـه بِتلكَ الطريقة ، أعني ، هو مَن بدأ الأمر ؛ لِمَ سَيفعل ذلك ؟ هل كانَ مثلًا مترددًا حيال الأمر ؟ أم أنَّـها مُجرد شيءٍ إقترفَـه في حالة لاوعي بِسبب مرضِه ؟
كانَ الأمر يشغَل بالَها كثيرًا ، توقفَت عن التفكير حينَ وجدَت أنَّـها وصلَت بِالفعل أمام منزلِـها . أخذَت نفسًا عميقًا وخطَت عِدة خطوات إلى الداخِل ، لم يكن له أثر وهو ما أثارَ ريبتَها للوهلة الأولى لكِن كل ذلك تلاشى ما إن تخللَ إلى رئتيِها رائِحة سجائِره ، كيفَ يُمكِن لِشيءٍ كهذا أن يُـطمئِنها إلى هذا الحد ؟
دخلَت إلى غُـرفتِها مُتجاهِلة الأصوات التي يُـصدرها هناك ، مِن المُمكن أنَّـه فقط .. ماذا يفعل؟
خرجَت بعد دقائِق بعدما إرتدَت ملابِس المَنزل مُتجِهة إلى هناك ، كانَ يرتدي ملابِس غير تِلكَ خاصة والِدها ، أخرى تُظهر عضلات كتفِه بِوضوح و تُخفي عضلات بطنِه .. بِالتأكيد إختلفَ عليه الأمر !!
- جـ..جئتِ؟
وكأنَّـه لم يسمَع صوت خطواتِها !! أجابَت
= ماذا تفعَل ؟
- كعكة؟
لِمَ كل إجاباتِه على هيئة سؤال ؟
إقتربَت ترى ماذا يوجَد أمامَـه وأردفَت
= نعم ، أعتقِد أنَّـها كعكة .
إبتسمَ إبتسامة خفيفة مُـكمِلًا ما كانَ يفعلَه ، لاحظَت أنَّـه لازالَ يدخِن حتى وهو يُـعد كعكة لن تستغرِق دقائِق .. يبدو كَـمدمِن أو شيء ما!
جلسَت أمامَـه على الكرسي وسألَته بِدافِع الفضول
= إذًا ، ما الذي دفعكَ إلى هذا ؟
نظرَ لها وسطَ إنشغالِه قائِـلًا بينمَا يأخُذ نفسًا آخر من سيجارتِه وينفثَـه بِطريقٍة رائِعة
- هذا ؟ ما هو ؟
= هذا . التدخين وما إلى ذلك ..
إبتسمَ بِجانِبيـة وإتجهَ إلى إكمال ما كانَ يفعلَه
- لا أتذكَر ، أعتقِد بدأ الأمر منذُ خمسة أعوام؟ لا أتذكَر حقّا .
= لم أقِصد ذلك ، أقصِد .. لِماذا ؟
- أنتِ .
لِمَ على كلماتِه أن تكون بِذلكَ التأثير على قلبِها ؟
= أنا ؟ كيفَ ذلك ؟
- كُـلما إشتقتُ إليكِ ، دخنتُ واحِدة ! لكِ أن تتخيلي العدد!!
= كم يكون ؟
سألَته ساخِرة ، لم تتوقَع أنَّـه قامَ بِعدِها .. حقًا!
- مليونان و خُمسمائة وإثني وتسعين سيجارة!
توسَّعت عيناها بينمَا تسمَع العدد ، لم تُصدقه إلا أنَّـها إكتفَت بِالإيماء بدون إهتمام !
أخرجَت هاتِفها تتأكَد من الرقم ، هي لم تدرِس الرياضيات من أجل اللاشيء!!
قامَت بِضرب خمسة سنوات في إثني عشر شهرًا ، ضربَت الناتِج في ثلاثين يومًا كَـمتوسِط ، ثم الناتِج التالي في أربعة وعشرين ساعة . لم يكـن الناتِج كما قالَه .. إلا لو ..
= اللعنة!!
همسَت بها بينمَا تضرَب الناتِج الأخير في ستين دقيقة ، هل كانَ يُفكِر بها في كل دقيقة ؟ كانَ بِإمكانِه إدخار هذا المال ومُنافسة بيل غيتس!!!!
سألَته بينما تحاوِل التطرُّق إلى أمر عدد السجائِر
= ألا .. تنوي أن تتوقَف عن التدخين؟
نظرَ إليها بعدمَا وضعَ الكعكة في الفُرن وقد أنهى سِيجارة بالفِعل ، قالَ
- لا أعرِف ، رُبما أفعل!
= أعني ، إنَّـها مُضرة بِالصحة وإن كنتَ .. شربتَها حينَ تشتاق إليَّ كما تقول ، الآن ، أنتَ لا تحتاج ذلك!
ضحكَ مرة أخرى وإتجهَ حيثُ تجلِس
- إنَّـه ليسَ شيئًا أوقِـفه في دقائِق ، إيڤ!
رتبَ المكان بعدَ إحداثِه لِفوضى عارِمة ، فتحَ الثلاجة يشرَب كأسًا بارِدًا من الماء
- تعرفين أمرًا؟ رُبَّـما في النهاية أنتما مُتشابهان!
= هل .. شَبهتني للتو بِالسجائِر ؟
ضحكَ بِقوة ووضعَ زجاجة الماء مكانَـها مُـتجِـهًا خارج المَطبَخ!
هل هذه تصرُّفات شخصٍ قَـبَّـلها ويتهرَب من الأمر ؟
ثوانٍ حتى طرقَ الباب ، ومَن غيره فوكس ؟ ألم تكن في منزلِه منذُ دقائِق؟؟
= أقترِح أن تأتي للعيش معي أسهل ، ما رأيك؟
إبتسمَ بِـبرود
- يا لها من فكرة رائِعة!
خرجَ إيريك من الحمام ، بدأ فوكس الحديث بينمَا يضَع يديه في جيوبِـه
- كـ..كيفَ حالك أيُّـها الوغد؟
تفاجأَت إيڤ بينمَا إستمرَ إيريك في تجفيف وجهِـه دون قول كلمة ، وجهَ فوكس الحديث إليها فجأة
- أليسَ هذا الوقت المُناسِب لِإستكمال المسلسل ؟ أعني توقفنا عن مُشاهدتِه بِسبب هذا الوغد !
تدخلَ إيريك مَـصدومًا
= تـ..توقفتُما عن المشاهدة؟ حقًا؟
ردَّ عليه فوكس
- نعم ، ألم تفعَل ؟
= لـ..لا!
ضغطَ فوكس على أسنانِه قائِلًا لإيڤ بِغضبٍ طفيف
- أخبرتكِ إيڤ أنَّـه وغد لا يستحِق!
نظرَت إلى إيريك في محاولة ألَّا تغضَب هي الأخرى وقالَت
= لا بأس فوكس ، إنَّـه شيء بسيط ..
أمضوا دقائِق من الصمت حتى صعدَ إيريك إلى غرفتِه وثوانٍ حتى سمعـا صوتَ سعاله القوي من الأعلى ، همسَ فوكس لها
- ألا تعتقدينَ أن الأمر يزداد غرابة ؟ أقصِد .. سعاله ذلك؟
= أعتقِد ذلك ، لكنَّـه لا يأخذ دواءً !
- لا أعرِف..
اللـعـنة!!!!!!!!
ما هذه الرائِحة!!!!!!؟
أسرعَت إيڤ إلى المَطبَخ بينمَا تبعَها فوكس
- مـ..ما هذا ؟
نطقَـها فوكس بِتعجب بينمَا ينظر إلى الكتلة السوداء التي تحملها إيڤ
= هذا؟ أفشل مشروع كعكة في التاريخ!
وضعَت الكعكة في حوض غسيل الأطباق وصعدَت إلى إيريك غرفتِـه ، ألم يكن هو المَسؤول عنها ؟
= لِمَ تركتَ الكعكة دون أن تلاحـ...
توقفَت عن الحديث بينمَا ترى أكثر مَنظر رائِع يُمكن أن يحدث إلا أن أيدي فوكس منعَتها ، أخبرَه فوكس
- إرتدي شيئًا!!!
= ليسَ بِالأمر الكبير ، أنا عاري الصدر فقط!
حاولَت إيڤ إزاحة أيدي فوكس إلا أن قوتَها لم تساعِدها ، أزالَ يده حينَ إرتدى إيريك قميصَـه وكانَ يُدخن سيجارة أخرى ويبدو أنَّـه .. راحِل؟
= إلى أينَ تذهَب ؟
- إلى أينَ تذهَب ؟
نطقَ فوكس و إيڤ في صوتٍ واحِد مِما جعلَ إيريك يبتسِم تلقائيًا وقالَ بِهدوءٍ عكس العادة
- چيد يحتاجـني! سَأعود إلى لندن.
يكذِب ، هذا ما إستطاعَت إيڤ إستنتاجِـه من لغة جسدِه لكِـن .. لِمَ سيفعل؟
= هل سَتعود ؟
سألَته إيڤ بينمَا تتقدَم إليه ، قالَ
- بِالطبع ، لن أتأخَر!
= ألستَ تكذِب ؟
توترَت نظراتُـه ثُم قالَ بِـثباتٍ
- لا ، لا أكذِب . سَأعود ، أعدكِ!
= حسنًا ، أعتقِد أنَّـكما لم تسمعا بِشيءٍ يُسمى المسافة الشخصية للفرد!؟
قالَها فوكس بينمَا يُبعِد إيڤ عن إيريك ويخرُج بها خارِج الغرفة هامِسًا له بِطريقٍة لم تسمعَها إيڤ
= إن لم تعُد ، سَأقتلكَ!
رُبَّـما كانَت طريقة غريبة جدًا لِـجعل إيريك يدرِك أن الأمور أصبحَت بِخير مع صديقه ، رُبَّــما هي طريقة أكثَر من غريبة لكِن .. لا وجود لِلتقليدية في الصداقة!
منتصَف الليل ، نيو چيرسي .
قالَ فوكس مـهدِئًا التي بِجانِبه
- قد يكون الطريق مُزدحِم! توقفي عن القلق.
= وقد يكون خدعَـنا.
- ليسَ لِأن هاتِفه مُغلق وچيد لا يُجيب يَعني أنَّـه خدعَنا ..
رمقَـته بِنظرة ساخِرة وعادَت تحاول الوصول إليه أو لِچيد حتى .
رنَّ الجرس فجأة ، نظرَ إليها فوكس مُبتسمًـا
- أخبرتكِ! سَأفتح أنا .
ذهبَ نحو الباب بينمَا إستعدَت إيڤ لِأن تتبعَه ، قالَ بينمَا يُمسِك بِمقبض الباب ويفتَح
- أخيرًا جِئت ، إيڤ بِالداخـ..ـل عـ..ـلـ..ـى ...
ذهبَت حينَ سمعَت صوتَ فوكس ينخفِض تدريجيًا ، قالَت بينما تذهَب نحو الباب هي الأخرى
= لِمَ تأخـ..ــرت إيـ..ـريـ..ـك ..
صمتَت هي الأخرى محاولة فهم ما يحدث ، إرتفعَ صوتَها هي و فوكس في صوتٍ واحِد
- چيد!!
= چيد؟!!!
كيفَ؟ ألم يكن إيريك معه ؟
= توقفي إيڤ! توقفي!
صرخَ فوكس على إيڤ من المَطبَخ التي منذُ مَـجيئِها فقط تلعَن إيريك
- أتوقَف ؟ أتمزَح ؟
مدَّها بِـكيسٍ من الحلوى , كَـما العادة , وجلسَ بِجانِبـها وما هي إلا ثوانٍ حتى وضعَ رأسَه على قدميـها ينظُر إليها بينمَا هي غاضِـبة
= الأمر هو ، أنَّـكِ لم تخبريني ما حدث! ليسَ وكأنَّـني أُطالبكِ بالتوقف عن لعنِه .
- لا أستطيع إخباركَ!!
= إذن دعيني أنام ولا تُزعجيني!
أغمضَ عينيه آمِـلًا أن تتوقَف عن إحداث الضجة ؛فَالساعة لم تتعدَ الواحِدة ظهرًا .
---
= ألا تُـلاحظينَ أنَّـكِ تقومينَ بِـشد شعري ؟ ما ذنبي ؟
إنتبهَت إليه بعض الخصلات في يدِها كَـأثارٍ للجريمة ..
- حسنًا ، آسفة .
نهضَ يعتدِل ناظِـرًا إليها وقالَ
= لا تتأسفي، فقط أخبريني ماذا حدث.
- لا أستطيع..
زفرَ بِغضبٍ ثُمَّ نامَ على قدميها هامِـسًا
= اللعنة عليكِ إيڤ!
أمسكَت وجنتيه بِغضبٍ
- توقَف عن اللعن!
تصنَّـع الألم وأبعدَ يديها بِسرعة ، بعدَ دقائِق تحدثَت
- فوكس..
نطقَ وسط نومِه
= ماذا تريدينَ؟
- لا عليكَ لا أريد شيئًا.
= إفعليها مرة أخرى وسأقتلكِ!
أغمضَ عينيه مرة أخرى وتمنى داخليًا أن تتوقَف حقًا ، الأمر غير صحي على الإطلاق أن يسمَع كل تِلك الشتائِم منذُ إستيقاظِـه ، وهو ما فعلَته أخيرًا!
شعرَ بها تُـمرر يدَها على شعرِه كما إعتادَت أن تفعَل ، إبتسمَ بينمَا هو مُغمِض العينين لِيسمَع صوتَها
- إن كنتَ مُستيقِظ ، لِمَ تتصنَّـع النوم ؟
نظرَ لها يُقابِل عينيها المُـتسائِلتين ، أجابَها بينمَا يُدقِق في تفاصيلِها وقد تذكرَ شيئًا مهمًـا
= إيڤ، هل تُـجيدينَ استخدام الغسالة الكهربائية؟
- عـمَّـا تتحدَث؟ أنتَ ترسِل ملابسكَ لي طيلة خَمسة سنوات!!!
= لِمَ أشعر في نبرتكِ ذلٌ ما ؟
- أمزَح . لِمَ تسأل ؟
= إشتريتُ واحِدة ، أحتاج مُـساعدتكِ في تشغيلِها .
- لِمَ لم تُـخبرني سابِقًا؟ هيا، لِنشغلـها .
---
- حسنًا .. في الواقِع ..
= في الواقِع أنتِ لا تعرفينَ كيفية تشغيلِها! صحيح؟
قالَها بِسخرية بينمَا هما واقفان في مَطبَخ فوكس
- رُبَّـما أنا فقط اعتدتُ على خاصتي؟
= ماذا سَنفعَل؟ كنتُ أعتمِد عليكِ في ذلك .
- لِمَ لا تجِد لكَ فتاة تهتَم بك؟ أتنوي إكمال حياتكَ عازِب؟
تنهدَ بينمَا يُـغلِق تِلك الأدراج التي فتحَـتها وقال
= ماذا إن كانَت موجودة بِالفِعل ؟
- حـ..حقًا؟؟ أينَ هي ؟
توقفَ عمَّـا كانَ يفعلَه ناظِـرًا لها
= انسي الأمر! هل تريدينَ شرب شيء ما ؟
- لا ..
إقتربَ منها مُـمررًا يده على شعرِها بِلطف
= إذن أخبريني ما حدث .
هو مُدرِك تمامًا لِحقيقة أنَّـها سَتدلي بِكل ما حدث ما إن يفعَل ذلك ، الأمر مِثل .. خِدعة؟
- حـ..حسنًا لكِن لا تغضَب..
= إذًا سَأفعَل! هيا ، ماذا حدث؟
- عِـندما إستيقظت ، قرأت تِلكَ الورقة التي تركتها لي ، بحثت عنه في المنزِل كله لكن لم يكن هناك أثر له ..
= و ؟
- وجدتُ سترتَه ، نِمت على الأريكة وحينَ إستيقظتُ مرة أخرى كنتُ على سريري .. لقد قامَ بِحملي و إستلقى بِجانبي ..
= ثُـمَّ ؟
- عانقتَه وعانقني و .. تعرِف الباقي!!
= في الحقيقة أنا لا أعرف أي باقي لِذا .. عليكِ .. إخباري!
نظرَت حولَها بِقلقٍ من تغيُّــر نبرة صوته إلى أخرى غاضِبة
- كانَ مُـتعَـبًا ، ذهبَ إلى الحمام لكن وقفتُ في الخارِج إنتظرتَـه !
إبتسمَ بِـتكلُّف وأردفَ
= في الحقيقة أنا مُـمتَن لِأخلاقكِ!
ضغطَت على شفتيها وهي تستعِد لِقول الجزء الأسوأ من اليوم
- قَـ..قَبَّـلني!
= ...
نظرَ بِتوتر إلى أثاث المَطبَخ بينمَا يتمنى أن تتخطى إيڤ تِلك المَسألة لِشعوره بِالحرج
- لكِن .. عِندما إبتعدَ عني ، آه اللعنة !
= ماذا حدثَ بعدما إبتعدَ عنكِ ، إيڤ؟!
- قالَ أنَّــه لم يكن في وعيهِ تمامًـا!! وإعتذرَ ثُـم صعدَ إلى غرفتِه!! فقط بِتلكَ البساطة!
لم يتحدَث وظلَّ ينظُر إليها دقائِق من الصمت ، قالَ فجأة
= لم يكُـن عليكِ الجلوس هنا ولعنِـه ، كانَ عليكِ التفكير في طريقة لِقتله وإخفائِـه عن الأنظار!
إنفجرَت ضاحِكة فَابتسمَ هو الآخر مُـخفِفًا عنها ما حدثَ صباحًا ؛ فَهذا أكثَر شيء مُحرِج قد يحدُث!
= إذن إيڤ ، هل تنوينَ الإختباء في منزلي اليوم بِأكملِه؟ يُمكنني الذهاب وطردِه إن أردتِ!
- كنتُ راحِلة لِتوي ، ولا ، لا طرد!
= كانَ مجرَد إقتراح ..
ثُم همسَ
= أتمنى تنفيذَه .
- إعتني بِنفسك ، ولا تنسى تقديم فتاتِـك لي .
= آه ، أجل ، بِالطبع ..
أغلقَ الباب وراءَها مُـتنهِدًا على كَـم الأحداث التي ملأت اليومين السابِقيين .
مَشت في الطريق تُفكِر في سبب واحِد فقط يجعَل إيريك يتخلى عن قبلتِـه بِتلكَ الطريقة ، أعني ، هو مَن بدأ الأمر ؛ لِمَ سَيفعل ذلك ؟ هل كانَ مثلًا مترددًا حيال الأمر ؟ أم أنَّـها مُجرد شيءٍ إقترفَـه في حالة لاوعي بِسبب مرضِه ؟
كانَ الأمر يشغَل بالَها كثيرًا ، توقفَت عن التفكير حينَ وجدَت أنَّـها وصلَت بِالفعل أمام منزلِـها . أخذَت نفسًا عميقًا وخطَت عِدة خطوات إلى الداخِل ، لم يكن له أثر وهو ما أثارَ ريبتَها للوهلة الأولى لكِن كل ذلك تلاشى ما إن تخللَ إلى رئتيِها رائِحة سجائِره ، كيفَ يُمكِن لِشيءٍ كهذا أن يُـطمئِنها إلى هذا الحد ؟
دخلَت إلى غُـرفتِها مُتجاهِلة الأصوات التي يُـصدرها هناك ، مِن المُمكن أنَّـه فقط .. ماذا يفعل؟
خرجَت بعد دقائِق بعدما إرتدَت ملابِس المَنزل مُتجِهة إلى هناك ، كانَ يرتدي ملابِس غير تِلكَ خاصة والِدها ، أخرى تُظهر عضلات كتفِه بِوضوح و تُخفي عضلات بطنِه .. بِالتأكيد إختلفَ عليه الأمر !!
- جـ..جئتِ؟
وكأنَّـه لم يسمَع صوت خطواتِها !! أجابَت
= ماذا تفعَل ؟
- كعكة؟
لِمَ كل إجاباتِه على هيئة سؤال ؟
إقتربَت ترى ماذا يوجَد أمامَـه وأردفَت
= نعم ، أعتقِد أنَّـها كعكة .
إبتسمَ إبتسامة خفيفة مُـكمِلًا ما كانَ يفعلَه ، لاحظَت أنَّـه لازالَ يدخِن حتى وهو يُـعد كعكة لن تستغرِق دقائِق .. يبدو كَـمدمِن أو شيء ما!
جلسَت أمامَـه على الكرسي وسألَته بِدافِع الفضول
= إذًا ، ما الذي دفعكَ إلى هذا ؟
نظرَ لها وسطَ إنشغالِه قائِـلًا بينمَا يأخُذ نفسًا آخر من سيجارتِه وينفثَـه بِطريقٍة رائِعة
- هذا ؟ ما هو ؟
= هذا . التدخين وما إلى ذلك ..
إبتسمَ بِجانِبيـة وإتجهَ إلى إكمال ما كانَ يفعلَه
- لا أتذكَر ، أعتقِد بدأ الأمر منذُ خمسة أعوام؟ لا أتذكَر حقّا .
= لم أقِصد ذلك ، أقصِد .. لِماذا ؟
- أنتِ .
لِمَ على كلماتِه أن تكون بِذلكَ التأثير على قلبِها ؟
= أنا ؟ كيفَ ذلك ؟
- كُـلما إشتقتُ إليكِ ، دخنتُ واحِدة ! لكِ أن تتخيلي العدد!!
= كم يكون ؟
سألَته ساخِرة ، لم تتوقَع أنَّـه قامَ بِعدِها .. حقًا!
- مليونان و خُمسمائة وإثني وتسعين سيجارة!
توسَّعت عيناها بينمَا تسمَع العدد ، لم تُصدقه إلا أنَّـها إكتفَت بِالإيماء بدون إهتمام !
أخرجَت هاتِفها تتأكَد من الرقم ، هي لم تدرِس الرياضيات من أجل اللاشيء!!
قامَت بِضرب خمسة سنوات في إثني عشر شهرًا ، ضربَت الناتِج في ثلاثين يومًا كَـمتوسِط ، ثم الناتِج التالي في أربعة وعشرين ساعة . لم يكـن الناتِج كما قالَه .. إلا لو ..
= اللعنة!!
همسَت بها بينمَا تضرَب الناتِج الأخير في ستين دقيقة ، هل كانَ يُفكِر بها في كل دقيقة ؟ كانَ بِإمكانِه إدخار هذا المال ومُنافسة بيل غيتس!!!!
سألَته بينما تحاوِل التطرُّق إلى أمر عدد السجائِر
= ألا .. تنوي أن تتوقَف عن التدخين؟
نظرَ إليها بعدمَا وضعَ الكعكة في الفُرن وقد أنهى سِيجارة بالفِعل ، قالَ
- لا أعرِف ، رُبما أفعل!
= أعني ، إنَّـها مُضرة بِالصحة وإن كنتَ .. شربتَها حينَ تشتاق إليَّ كما تقول ، الآن ، أنتَ لا تحتاج ذلك!
ضحكَ مرة أخرى وإتجهَ حيثُ تجلِس
- إنَّـه ليسَ شيئًا أوقِـفه في دقائِق ، إيڤ!
رتبَ المكان بعدَ إحداثِه لِفوضى عارِمة ، فتحَ الثلاجة يشرَب كأسًا بارِدًا من الماء
- تعرفين أمرًا؟ رُبَّـما في النهاية أنتما مُتشابهان!
= هل .. شَبهتني للتو بِالسجائِر ؟
ضحكَ بِقوة ووضعَ زجاجة الماء مكانَـها مُـتجِـهًا خارج المَطبَخ!
هل هذه تصرُّفات شخصٍ قَـبَّـلها ويتهرَب من الأمر ؟
ثوانٍ حتى طرقَ الباب ، ومَن غيره فوكس ؟ ألم تكن في منزلِه منذُ دقائِق؟؟
= أقترِح أن تأتي للعيش معي أسهل ، ما رأيك؟
إبتسمَ بِـبرود
- يا لها من فكرة رائِعة!
خرجَ إيريك من الحمام ، بدأ فوكس الحديث بينمَا يضَع يديه في جيوبِـه
- كـ..كيفَ حالك أيُّـها الوغد؟
تفاجأَت إيڤ بينمَا إستمرَ إيريك في تجفيف وجهِـه دون قول كلمة ، وجهَ فوكس الحديث إليها فجأة
- أليسَ هذا الوقت المُناسِب لِإستكمال المسلسل ؟ أعني توقفنا عن مُشاهدتِه بِسبب هذا الوغد !
تدخلَ إيريك مَـصدومًا
= تـ..توقفتُما عن المشاهدة؟ حقًا؟
ردَّ عليه فوكس
- نعم ، ألم تفعَل ؟
= لـ..لا!
ضغطَ فوكس على أسنانِه قائِلًا لإيڤ بِغضبٍ طفيف
- أخبرتكِ إيڤ أنَّـه وغد لا يستحِق!
نظرَت إلى إيريك في محاولة ألَّا تغضَب هي الأخرى وقالَت
= لا بأس فوكس ، إنَّـه شيء بسيط ..
أمضوا دقائِق من الصمت حتى صعدَ إيريك إلى غرفتِه وثوانٍ حتى سمعـا صوتَ سعاله القوي من الأعلى ، همسَ فوكس لها
- ألا تعتقدينَ أن الأمر يزداد غرابة ؟ أقصِد .. سعاله ذلك؟
= أعتقِد ذلك ، لكنَّـه لا يأخذ دواءً !
- لا أعرِف..
اللـعـنة!!!!!!!!
ما هذه الرائِحة!!!!!!؟
أسرعَت إيڤ إلى المَطبَخ بينمَا تبعَها فوكس
- مـ..ما هذا ؟
نطقَـها فوكس بِتعجب بينمَا ينظر إلى الكتلة السوداء التي تحملها إيڤ
= هذا؟ أفشل مشروع كعكة في التاريخ!
وضعَت الكعكة في حوض غسيل الأطباق وصعدَت إلى إيريك غرفتِـه ، ألم يكن هو المَسؤول عنها ؟
= لِمَ تركتَ الكعكة دون أن تلاحـ...
توقفَت عن الحديث بينمَا ترى أكثر مَنظر رائِع يُمكن أن يحدث إلا أن أيدي فوكس منعَتها ، أخبرَه فوكس
- إرتدي شيئًا!!!
= ليسَ بِالأمر الكبير ، أنا عاري الصدر فقط!
حاولَت إيڤ إزاحة أيدي فوكس إلا أن قوتَها لم تساعِدها ، أزالَ يده حينَ إرتدى إيريك قميصَـه وكانَ يُدخن سيجارة أخرى ويبدو أنَّـه .. راحِل؟
= إلى أينَ تذهَب ؟
- إلى أينَ تذهَب ؟
نطقَ فوكس و إيڤ في صوتٍ واحِد مِما جعلَ إيريك يبتسِم تلقائيًا وقالَ بِهدوءٍ عكس العادة
- چيد يحتاجـني! سَأعود إلى لندن.
يكذِب ، هذا ما إستطاعَت إيڤ إستنتاجِـه من لغة جسدِه لكِـن .. لِمَ سيفعل؟
= هل سَتعود ؟
سألَته إيڤ بينمَا تتقدَم إليه ، قالَ
- بِالطبع ، لن أتأخَر!
= ألستَ تكذِب ؟
توترَت نظراتُـه ثُم قالَ بِـثباتٍ
- لا ، لا أكذِب . سَأعود ، أعدكِ!
= حسنًا ، أعتقِد أنَّـكما لم تسمعا بِشيءٍ يُسمى المسافة الشخصية للفرد!؟
قالَها فوكس بينمَا يُبعِد إيڤ عن إيريك ويخرُج بها خارِج الغرفة هامِسًا له بِطريقٍة لم تسمعَها إيڤ
= إن لم تعُد ، سَأقتلكَ!
رُبَّـما كانَت طريقة غريبة جدًا لِـجعل إيريك يدرِك أن الأمور أصبحَت بِخير مع صديقه ، رُبَّــما هي طريقة أكثَر من غريبة لكِن .. لا وجود لِلتقليدية في الصداقة!
منتصَف الليل ، نيو چيرسي .
قالَ فوكس مـهدِئًا التي بِجانِبه
- قد يكون الطريق مُزدحِم! توقفي عن القلق.
= وقد يكون خدعَـنا.
- ليسَ لِأن هاتِفه مُغلق وچيد لا يُجيب يَعني أنَّـه خدعَنا ..
رمقَـته بِنظرة ساخِرة وعادَت تحاول الوصول إليه أو لِچيد حتى .
رنَّ الجرس فجأة ، نظرَ إليها فوكس مُبتسمًـا
- أخبرتكِ! سَأفتح أنا .
ذهبَ نحو الباب بينمَا إستعدَت إيڤ لِأن تتبعَه ، قالَ بينمَا يُمسِك بِمقبض الباب ويفتَح
- أخيرًا جِئت ، إيڤ بِالداخـ..ـل عـ..ـلـ..ـى ...
ذهبَت حينَ سمعَت صوتَ فوكس ينخفِض تدريجيًا ، قالَت بينما تذهَب نحو الباب هي الأخرى
= لِمَ تأخـ..ــرت إيـ..ـريـ..ـك ..
صمتَت هي الأخرى محاولة فهم ما يحدث ، إرتفعَ صوتَها هي و فوكس في صوتٍ واحِد
- چيد!!
= چيد؟!!!
كيفَ؟ ألم يكن إيريك معه ؟
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(1)
Chapter Seventeen .
وحشونييييي
Відповісти
2020-08-09 10:23:50
1