Chapter 33||مشاعر مشوهة
"انهض وانفض غبار اخطاءك ،الحياة لا تزال طويلة"
***
الحياة ليست دائمًا عادلة معك
الحياة لديها العديد من الأمور لتريها إياك
ستوقعك بالكثير وستجهش باكيًا في كثير من الأحيان
ستظن بأنك تعيش حياتك بدون مصاعب
ستظن بأنك فزت اللعبة ثم..
ستلقي الحياة كرت الآص امامك
والآص لا يخسر مطلقًا ....
في دهاليز المستشفى يركض مجموعة من الممرضين هنا وهناك
يستقبلون ذلك الجسد الدامي على الناقلة
خطا راكضًا بجانبهم احد الأطباء يسأل "ما حالة المريض؟"
يأتيه الرد سريعًا "المريض شبه واعٍ ،ويبدو انه ضغط على جرحه فترة لذلك لم يفقد الكثير من الدماء"
-جهزوا غرفة العمليات و وحدات الدماء بسرعة
-حاضر ايها الطبيب
ركض ليستعد للعملية يرتدي ملابسه الخاصة ويسرع نحو الغرفة المخصصة للعمليات
بدأ الممرضين والمساعدين من حوله باخباره بحالة المريض ليومئ لهم ليبدأ
تم فتح الجرح كان قد اخترق اعضاءه الداخلية يجفف الدماء بالشاش ثم يبدأ بعمله
بينما خارج هذه الغرفة يركض الضابطين يستفسران عن المريض في الاستعلامات لترشدهم الممرضة نحو غرفة العمليات
يقفان امام الغرفة بصدمة لا يصدقان فكرة ان جاكسون تم غدره داخل السجن
تنهد هيتشول يبعثر شعره بصدمة "لا اصدق ذلك"
لم يتلقى جوابًا من رفيقه سوا الصمت ليردف مكملًا "كيف يمكن لهذا أن يحدث؟"
ضحكة ساخرة خرجت من الآخر ليردف "مينهيوك ليس من الأشخاص الذين ينسون ما فعلته بهم ..هو بدأ بجاكسون ويونهي هي التالية"
-ي..يونهي؟
اماء برأسه يكمل حديثه "هو لم يفعل ذلك بدون تخطيط بالطبع ،هو سينتقم حتى ولو كان ذلك على حساب حياته"
-ما العمل اذن؟
-ماذا برأيك؟ علينا التواصل مع شرطة بوسان هو بالتأكيد متجه الى يونهي
توسعت عينا هيتشول بصدمة ،كيف يعرف مينهو أن يونهي في بوسان بحق الله!
-كيف..؟
بابتسامته الساخرة اجاب "كيف اعرف ان يونهي في بوسان؟ بربك هيتشول انا شرطي لست طفلًا لتخدعه .."
تنهد يكمل حديثه "انا وشيون نعرف بأنك من ساعدت يونهي وأنك من أمنت لها مسكنًا عند عمتك المحامية التي تولت قضية جاكسون ،نحن نعرف كل ذلك لسنا بحمقى"
بارتباك اردف يحاول ايضاح موقفه
-مينهو انا
-لا داعي للتبرير هيتشول فأنا اعرف انك فعلت ذلك بنية طيبة ،انت ساعدتهم بحسن نية وهذا ليس وقتًا مناسبًا للعتاب على اية حال
هو لا يدري ماهية شعوره الان لكنه موقن بشيء واحد فحسب
هو لم يندم ابدًا على مساعدة يونهي وجاكسون
هو ليس نادمًا مطلقًا على ذلك
نطق مردفًا"اين شيون ؟"
-اخبرني انه سيلحق بي سيصل بعد قليل
مرت فترة ليست بطويلة ،اتى شيون ومازال الطبيب لم يخرج من العمليات ولا يزالون يجهلون حالة جاكسون
ساعة مرت تلتها اختها ممرض يخرج واخر يدخل ولا احد يلقي بالًا لأسئلتهم
بينما داخلًا في غرفة العمليات بينما الطبيب يسعى لإنقاذ حياة مريضه
"طبيب انه ينزف والنبض مضطرب"
عض شفتيه بقوه والعرق اخذ مجراه من رأسه
يحاول السيطره على النزيف وايقافه
هو موقن بأنه لن يموت بين ذراعيه ،يرى بأن هذا الشاب يصارع جيدًا ليبقى حيًا
وذلك بالفعل ما حدث اخذ نفسًا طويلًا يزفره براحة بعدما توقفت الدماء وعاد نبضه طبيعيًا "نجحنا"
اطراء الأطباء والممريضين توافد عليه ليشكرهم ويخبرهم باكمال ما تبقى من خياطة
خرج ليتلاقى مع الضباط
سأل شيون "كيف حاله ايها الطبيب؟"
ابتسم برضى واردف بإطمىنان لهم "لا تقلقوا هو مكافح للحياة لقد تم إنقاذه لكن عليه أن يبقى في غرفة الطوارئ لفترة ،تماسكه كان جيدًا لكن إصابته كانت خطرة بالفعل"
استأذنهم ليرحل ويتركهم منتظرين خروج جاكسون
تنهد الثلاثة براحة ،على الأقل هو حالته مستقرة الان
هيتشول راقب وجوه الشقيقان بدقه
شيون يكبح نفسه عن البكاء ومينهو يربت على قلبه بهدوء
في نهاية المطاف ومهما حصل جاكسون سيبقى شقيقهما يهتمان لأمره ولا يريدان فقدانه
ربما فعلًا في تلك اللحظة ايقنا انهما لا يكرهانه
هما بالفعل لا يزالان يكرهان ما قام به من فعل
لكنه جاكسون في النهاية! شقيقهما ويشتركون بنفس الدماء
علاقة الدم دائمًا ما تكون اقوى من اي مشاعر كارهه
كذلك شعورهما نحو يونهي ،فربما كان شوقهما وحزنهما على يونهي اختهم الوحيدة والصغيرة اكبر من اي شيء
هما يعرفان تمامًا بأنها ليست مخطئة ولا آثمة لكنها انزلقت نحو الظلمات
كان يجب أن يكونا لها عونًا للهداية ،مرشدًا للطريق الصحيح لكنهما لم يفعلا ذلك
رأيا اخوتهم الصغار تائهين ولم ينتشلوهما
في دواخلهما هما يعرفان كل هذه الأمور لكن خارجيًا هما يكابران
-ماذا سنفعل الان؟
سأل شيون ليتلقى الجواب من هيتشول "الان علينا العمل على امساك مينهيوك ومنعه من الوصول ليونهي"
وافقاه الاثنان على فكرته ليردف مينهو"علينا اخفاء أمر إنقاذ جاكسون"
نطق شيون سائلًا"ماذا تقصد؟"
اجابه"مينهيوك لديه خططه ،اول خططه تلك كانت القضاء على جاكسون هو يظنه ميتًا الان لذلك علينا إيهامه انه كذلك حتى نستطيع استدراجه"
-هو ذاهب لا محال الى يونهي لذلك علينا التواصل مع شرطة بوسان .
***
في ذلك المطبخ حيث عالمه الخاص
تراه مركزًا فيما يفعل
يقطع هذا ويحرك ذاك ويتذوق تلك
يعمل بسرعة عكس تأنيه المعتاد في عمله
يصب جام تركيزه على ما يفعل وكأنه يحاول تشتيت نفسه بما يدور في رأسه
افكاره مبعثره وغير واضحة بتاتًا يشعر بأنه كمن يفقد عقله تدريجيًا
"سحقًا" صرخ بها بعد أن ضاق ذرعًا مما يصنع
او ربما من افكاره اللامنتهية
امسك بالوعاء كاملًا يتخلص من محتواه في القمامة
ليعود مجددًا لعمله
هو هكذا منذ فترة ليست بقصيرة وذلك جعل من قلب من يراه يشعر بالسوء
تنهدت والدته تحاور من بجانبها "لا ادري ماذا افعل لأجله"
ربتت يونهي على كتفها تشجعها فهي لن تتحمل أن يُكسر قلبها ايضًا "لا تقلقي هو لا يزال في حالة صدمة فحسب ،سيتخطى الأمر بالتأكيد"
اماءت بحزن ثم استرسلت "ماذا عن ييسونغ؟لا اصدق أن فتًى كييسونغ انجرف نحو ذلك الطريق ،انا مستاءة لأجله بقدر ما اعلم أنه تائه ومنكسر"
-لن نتركه هكذا بالطبع ،نحن اصدقاءه وعلينا أن نساعده ..
صمتت لوهلة ثم استأنفت كلماتها"سأذهب لرؤية ييسونغ اليوم"
-وحدك؟
-اجل..ارغب بسماعه ومحاولة تفهمه ومساعدته
-فهمت..اعتقد أنني يجب أن اخرج الان
-رافقتكِ السلامة
خرجت ري جين من المنزل لتبقى يونهي تتأمل بكيوهيون الذي لم يشعر بوجودها الى الان
تقدمت نحوه قاصدة الوقوف بجانبه همست بأذنه "ماذا تفعل"
فزع بخوف ليسأل "منذ متى وانتِ هنا؟"
-هممم، الكثير من الوقت
أنب نفسه بينما ينظر لها بحزن "اعتذر لم اشعر بوجودك"
تنهدت لتعانق جانبه "ولمَ تعتذر؟ انا من تعتذر لإخافتك"
لم يبادلها العناق ولم يتكلم ،عرفت أن مقدار الحزن الذي يشعر به عميق جدًا
-اتمنى لو أن يعود بي الزمن لكي لا اذهب لمنزل ييسونغ وأعرف سره ،واحيانًا اتمنى أن يعود بي الزمن لأضربه واحيانًا اتمنى لو أن الزمن يعود لكي اعانقه ،لكنها تبقى امنيات فحسب..امنيات مستحيلة
تنهدت لتبتعد عنه وتنظر لعينيه مباشرة يبادلها النظرات بأخرى حزينه لتردف "لا تتمنى امنيات لا تتحقق بل اعمل على إصلاح ما حدث
لا تتمنى أن يعود بك الزمن لكي لا تكسر تحفتك بل قم بإصلاحها"
-هل سيفيد إصلاحها؟ستبقى مخدوشة
-بمرور الوقت ستعرف أن الخدش هذا ما سيجعلها تتميز لذا أن تكون مخدوشة افضل من أن تبقى قطعًا مكسورة نهايتها الرمي
-فهمت
نطق بها ليكمل عمله بهدوء يقطع الخضروات بينما يفكر بكلام يونهي مليًا ..أن تكون مخدوشة أفضل من أن تبقى قطعًا مكسورة نهايتها الرمي ..
أحست يونهي ببطئ حركته هو يفكر مجددًا تنهدت بحزن لتقع عينيها على يده اقتربت منه بشقاوة لتقوم بعض يده بخفه بنية أن تشغل تفكيره
انتفض "يا لمَ فعلتِ ذلك؟"
انتحبت باصطناع تحاول تغير جو الحزن "ما هذا كيو؟لمَ تمتلك يدًا واصابع مثالية؟انظر لأصابعك انها طويلة وبيضاء ونحيفة"
نظر لها بصدمة ثم يضحك بخفه "انا كل شيء فيَّ مثالي عزيزتي"
ابتسمت برضى فلقد كسبت ابتسامة منه توًا "انظر لنفسك يا لك من متباهي"
قهقه ليمسك بخدها بخفه "انا متباهي لأنك حبيبتي فحسب"
-انت مخادع بلسانٍ معسول
نظرت لساعة هاتفها لتنطق"على اية حال انا ذاهبة للمكتبة لأدرس تعلم الاختبارات النهائية قادمة"
-لمَ لا تدرسين هنا فحسب
-ممم جو المكتبة العام يشعرني برغبة للدراسة
-فهمت لا تتأخري صغيرتي وإن احتجتي مساعدة فأخبريني
هزت رأسها موافقة "حسنًا"
قبلة عذبة طبعها على خدها متمنيًا لها حظًا موفقًا
غادرت المنزل بعد أن اخذت حقيبتها
اتجهت في البداية نحو مقهى ما تجلس هنالك بهدوء
اتى النادل يسألها عن طلبها فرفضت بأدب مجيبةً انها تنتظر شخص ما
لقد قررت لقاء ييسونغ في المقهى ،مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء
اما ييسونغ فقد كلن يتجهز للقاءها خرج من غرفته متجهًا نحو المخرج
"ييسونغ" صوت لطيف ناداه..لطيف للجميع باستثناءه هو
التفت اليها ينظر لها ببرود كما العاده "تريدين شيئًا؟"
ابتلعت ما في جوفها بتوتر ،التقدم خطوة كان قرارًا صعبًا لكنها بالفعل تقدمت
بذات نبرة الارتباك سألته
-أأنت ذاهب لمكان ما؟
ابتسامة ساخرة زرعها على محياه "هل هذا يهمك؟ هل عينك الشيطان مراقبًا علي؟"
ولم يقصد بالشيطان سوا والده الذي يمقته بشدة
-كلا انا فقط..
صمتت تنظر اليه لا تعرف بما تجيبه
-انتِ فقط ماذا؟
هزت رأسها نافية ،قلبها تعدت نبضاته الألف ويديها تعرقت بتوتر "كلا لا شيء"
التفت ليرحل بعد أن رمقها ببرود
"رافقتك السلامة" صوتها كان منخفض ،منخفض بحيث لم تسمع نفسها حتى عندما تكلمت كما هو لم يسمعها أكمل سيره ليخرج من المنزل ليركب سيارته وينطلق لوجهته
وصل المقهى ليلتفت يمينًا ويسارًا حتى وجد ضالته تلوح له لينتبه لها
رسم إبتسامة على محياه ليتجه نحوها
هو يعلم انها هنا لتتكلم معه عن حياته وعن المخدرات وكل ذلك بعد أن اكتشف كيوهيون الأمر لكنه لا يمكن أن يرفض اللقاء بها
يونهي بالنسبة له كأخته الصغرى هو يحبها بحق وقد تعلق بها بشدة رغم تغيره الكبير والواضح إلا أن ييسونغ لا يزال يمتلك ذات القلب
لا يزال يحب أصدقاءه ويقدرهم ويونهي أحد اصدقاءه الذين لا يمكن أن تتغير مشاعره اتجاهها
جلس لتبتسم بوسع مرحبةً به "ما الأخبار"
بادلها الإبتسامة"بخير ماذا عنكِ"
تنهدت لتردف بتعب "لست بخير ،الإختبارات قادمة وهذا يسبب لي الخوف"
ضحك بخفه "ولمَ الخوف؟ألم تعتادي على الإختبارات"
اماءت لتردف "بلى لكن انها اخر اختبارات سآخذها ثم بعدها سأتخرج"
-اوليس هذا رائعًا
هزت رأسها موافقه "اجل لكنه مخيف قليلًا ،اعني حياتي بعد الجامعة وما الى ذلك تعرف"
ربت على رأسها ليردف "لا تخافي ،كل شيء سيكون بخير عليكِ أن تكوني قوية"
ابتسمت "صحيح علي أن اكون اقوى من كل الظروف.."
نظرت له بعينان حزينتان فهم مقصدهما جيدًا
تنظر له تتمعن في تفاصيل ملامحه المرهقه
الهالات السوداء تحت عينيه و وجه الشاحب والنحيف
اتى النادل يقطع حديث العيون هذا ليأخذ طلبهما دقائق حتى وصل الطلب
جو هادئ ،هي لا تعرف ماذا تقول وهو يعرف ما تريد البوح به
تنهد"يمكنك الكلام يونهي ،انتِ تريدين معاتبتي صح؟"
زفرت بهدوء "لا اريد معاتبتك ..في الحقيقة اتيت للإستماع اليك"
نظر لها باستغراب يطلب تفسيرًا لكلامها لتكمل "اريد الاستماع اليك..اخبرني لماذا؟ وكيف ؟ ..ما الذي اوصلك لهنا؟"
تنهد ،بصدق هو لا يعلم كيف وصل لتلك الحال
كل شيء كان متراكمًا كئيبًا وحزينًا
لا شيء في حياته كان مستويًا حتى هو لم يكن
عبث بحواف فنجانه يفكر مليًا بما عليه قوله وهي تنتظره بصبر تعطيه كامل حريته بترتيب كلامه وافكاره
صوته الهادئ خرج ببطئ يحاول تنظيم كلامه قبل إخراجه
"لم يكن هنالك سبب محدد، كنت اعاني وحدي من عائلة لا حب فيها ومستقبل لا اعلم عنه شيئًا
لربما كثيرًا ما شعرتُ بالنقص ،شخص مثلي ليس لديه شيء ليفعله ليسعى لأجله لأن حياته رسمت كاملة قبل ولادته من قبل والديه
ولكنني للأسف لم أكن كما يريدان ،الجميع حظي بطفولة طبيعية لكنني لم أكن
فأي طفولة هذه التي عشتها دون وجود ذويِّ حولي ؟ اي طفولة هذه التي لم أكن استطيع بها أن اعبر عمَّ اشعر به؟ لم اكن استطيع القول أنني بحاجة لدفء والداي
ولم اكن استطيع القول انني لا اريد من المربية أن تعتني بي
اردت بشده أن يأتي ابي في يوم الأب لمدرستي والا اكون وحيدًا او اضطر للكذب بأنني مريض لكي لا احضر
تمنيت أن تهتم أمي بي ،بملابسي صباحًا وإفطاري وعودتي من المدرسة
تمنيت أن يسألني احد لمَ يدي مجروحة؟ او أُسال لمَ ملابسي مليئة بالوحل
أعاقب إن اخطأت واتلقى المدح إن فعلت شيئًا جيدًا
لكنني لم احصل على أي من ذلك ، لقد كبرت بمشاعر ناقصة
مشاعر مشوهة لم أدرك ذلك التشوه حتى بدأت اسأم من كل شيء ،طفولتي ،مراهقتي،وشبابي جميعها كانت متشابهة
اهرب من واقعي لأحاول تعويض ذلك النقص لكن لم ينجح شيء من ذلك ، حتى بدأت بتعاطي المخدرات
اصبحت مدمنًا اجل ،لكن حتى المخدرات لم تستطع سد الفراغ الذي في قلبي ،لم يستطع شيءٌ سده
لقد حاولت التوقف كثيرًا ،انا ايضًا لا اريد أن اخسر نفسي هكذا ..لكنني لم استطع
لم استطع مطلقًا"
تنهد نهاية حديثه يسترجع كل ما قاله من كلام ،الأمر المحزن بالفعل بأنه لأول مرة فقد القدرة على الشعور بالحزن على ذاته
هو لا يشعر بالحزن ابدًا ..هو لا يشعر بشيء
أما هي فبقيت كلماته تلوح في رأسها
تنهدت تسترسل في الكلام لتجيبه"العائلة يمكن أن تدمر ويمكن أن تقمع ،لكننا نستطيع أن نتعايش بحيث يصبح بمقدورنا الا نقع في الظلمات لكننا دومًا ما نختار الأمر الذي يمكن أن يدمرنا
ونلقي بالذنب على عاتق عائلتنا وننسى بأنه اختيارنا نحن ،اوليس نحن من اخترنا ذلك؟
أنا لا أعرف كيف سأواسيك ييسونغ ولا اعرف بما يجب أن اخبرك به لكنني ارجوك أن تحاول أن تتعالج من الإدمان
لننسى عائلتك قليلًا لكن ماذا عنا نحن؟ اصدقاءك؟ ماذا عن كيوهيون؟
الم يكونوا شيئًا جميلًا في حياتك،الم يعوضوك ولو قليلًا مما عانيته؟
كيوهيون حزين لأجلك فعلًا ،هو حقًا يشعر بالانكسار
ارجوك فكر جيدًا ،وتأكد بأنني جميعًا هنا لأجلك ييسونغ
نحن جميعًا سندعمك
إنهض وانفض غبار اخطاءك ،الحياة لا تزال طويلة"
لم يجبها ولم تكثر في الحديث ،هي تعلم أن كلماتها الان لربما تعبث في ذهنه وربما خرجت مثل دخولها لكنها لن تضغط عليه الان
هي ستحاول معه مرة واثنتين وثلاث ،هي بالطبع لن تترك صديقها هكذا
بعد فترة خرجا الاثنان من المقهى
سأل
-ستعودين الى المنزل؟
نفت "كلا،سأذهب للمكتبة علي الدراسة فالامتحانات قريبة تعلم"
-اوه فهمت ، إذا ساوصلك
ابتسمت لتردف"لا داعي حقًا ارغب بأن اتمشى قليلًا
-متأكده؟
ضربت كتفه بخفه "بالطبع لا تقلق علي حقًا"
ودعته لتغدو في طريقها ،تمشي بهدوء وبطء وكأنها تنتظر شيء ما
تلتفت حولها ،الناس تمشي بطبيعية ولكن
شعور انها مراقبة ،ذلك الشعور البغيض لا يفارقها ابدًا
وكأن احد يتبعها في كل مكان ويترصد حركاتها
لن تكذب بقولها انها لا تخاف لكنها فقط لا تريد تضخيم الموضوع لأنها لا ترا اي احد مثير للشبهه
كذلك من يمكن أن يراقبها يا ترى؟ هي كانت تخاف مينهيوك ومينهيوك الان حبيس في السجن
نفضت افكارها واسرعت في خطواتها لتصل للمكتبة ،هناك افرغت عقلها للدراسة
جلست هنالك فترة لا بأس بها ،هي قريبًا جدًا ستتخرج وستصبح شيف رسميًا
ستعمل بجانب كيوهيون كشيف وليس فقط لأنها يونهي
هي تمتلك طموحات عالية واحلام كبيرة ،وهي تعطي كل الفضل لكيوهيون الذي بفضله هي اصبحت من اصحاب الأحلام وقريبًا ستحققه
بفضل حبه ودعمه المتواصل لها ، اصبحت يونهي التي عليها الان
بعد فترة لا بأس بها خرجت من المكتبة عائدة للمنزل
عند اقترابها من المنزل لمحت هيئة رجل غريب امام الباب
اقتربت منه تسأل"عذرًا من انت؟"
التفت متفاجئًا يسألها "هل انتِ الانسة تشوي يونهي؟"
_
غير مسيطر عليه
التشابتر الثالث والثلاثون تم 🌪️☔
***
الحياة ليست دائمًا عادلة معك
الحياة لديها العديد من الأمور لتريها إياك
ستوقعك بالكثير وستجهش باكيًا في كثير من الأحيان
ستظن بأنك تعيش حياتك بدون مصاعب
ستظن بأنك فزت اللعبة ثم..
ستلقي الحياة كرت الآص امامك
والآص لا يخسر مطلقًا ....
في دهاليز المستشفى يركض مجموعة من الممرضين هنا وهناك
يستقبلون ذلك الجسد الدامي على الناقلة
خطا راكضًا بجانبهم احد الأطباء يسأل "ما حالة المريض؟"
يأتيه الرد سريعًا "المريض شبه واعٍ ،ويبدو انه ضغط على جرحه فترة لذلك لم يفقد الكثير من الدماء"
-جهزوا غرفة العمليات و وحدات الدماء بسرعة
-حاضر ايها الطبيب
ركض ليستعد للعملية يرتدي ملابسه الخاصة ويسرع نحو الغرفة المخصصة للعمليات
بدأ الممرضين والمساعدين من حوله باخباره بحالة المريض ليومئ لهم ليبدأ
تم فتح الجرح كان قد اخترق اعضاءه الداخلية يجفف الدماء بالشاش ثم يبدأ بعمله
بينما خارج هذه الغرفة يركض الضابطين يستفسران عن المريض في الاستعلامات لترشدهم الممرضة نحو غرفة العمليات
يقفان امام الغرفة بصدمة لا يصدقان فكرة ان جاكسون تم غدره داخل السجن
تنهد هيتشول يبعثر شعره بصدمة "لا اصدق ذلك"
لم يتلقى جوابًا من رفيقه سوا الصمت ليردف مكملًا "كيف يمكن لهذا أن يحدث؟"
ضحكة ساخرة خرجت من الآخر ليردف "مينهيوك ليس من الأشخاص الذين ينسون ما فعلته بهم ..هو بدأ بجاكسون ويونهي هي التالية"
-ي..يونهي؟
اماء برأسه يكمل حديثه "هو لم يفعل ذلك بدون تخطيط بالطبع ،هو سينتقم حتى ولو كان ذلك على حساب حياته"
-ما العمل اذن؟
-ماذا برأيك؟ علينا التواصل مع شرطة بوسان هو بالتأكيد متجه الى يونهي
توسعت عينا هيتشول بصدمة ،كيف يعرف مينهو أن يونهي في بوسان بحق الله!
-كيف..؟
بابتسامته الساخرة اجاب "كيف اعرف ان يونهي في بوسان؟ بربك هيتشول انا شرطي لست طفلًا لتخدعه .."
تنهد يكمل حديثه "انا وشيون نعرف بأنك من ساعدت يونهي وأنك من أمنت لها مسكنًا عند عمتك المحامية التي تولت قضية جاكسون ،نحن نعرف كل ذلك لسنا بحمقى"
بارتباك اردف يحاول ايضاح موقفه
-مينهو انا
-لا داعي للتبرير هيتشول فأنا اعرف انك فعلت ذلك بنية طيبة ،انت ساعدتهم بحسن نية وهذا ليس وقتًا مناسبًا للعتاب على اية حال
هو لا يدري ماهية شعوره الان لكنه موقن بشيء واحد فحسب
هو لم يندم ابدًا على مساعدة يونهي وجاكسون
هو ليس نادمًا مطلقًا على ذلك
نطق مردفًا"اين شيون ؟"
-اخبرني انه سيلحق بي سيصل بعد قليل
مرت فترة ليست بطويلة ،اتى شيون ومازال الطبيب لم يخرج من العمليات ولا يزالون يجهلون حالة جاكسون
ساعة مرت تلتها اختها ممرض يخرج واخر يدخل ولا احد يلقي بالًا لأسئلتهم
بينما داخلًا في غرفة العمليات بينما الطبيب يسعى لإنقاذ حياة مريضه
"طبيب انه ينزف والنبض مضطرب"
عض شفتيه بقوه والعرق اخذ مجراه من رأسه
يحاول السيطره على النزيف وايقافه
هو موقن بأنه لن يموت بين ذراعيه ،يرى بأن هذا الشاب يصارع جيدًا ليبقى حيًا
وذلك بالفعل ما حدث اخذ نفسًا طويلًا يزفره براحة بعدما توقفت الدماء وعاد نبضه طبيعيًا "نجحنا"
اطراء الأطباء والممريضين توافد عليه ليشكرهم ويخبرهم باكمال ما تبقى من خياطة
خرج ليتلاقى مع الضباط
سأل شيون "كيف حاله ايها الطبيب؟"
ابتسم برضى واردف بإطمىنان لهم "لا تقلقوا هو مكافح للحياة لقد تم إنقاذه لكن عليه أن يبقى في غرفة الطوارئ لفترة ،تماسكه كان جيدًا لكن إصابته كانت خطرة بالفعل"
استأذنهم ليرحل ويتركهم منتظرين خروج جاكسون
تنهد الثلاثة براحة ،على الأقل هو حالته مستقرة الان
هيتشول راقب وجوه الشقيقان بدقه
شيون يكبح نفسه عن البكاء ومينهو يربت على قلبه بهدوء
في نهاية المطاف ومهما حصل جاكسون سيبقى شقيقهما يهتمان لأمره ولا يريدان فقدانه
ربما فعلًا في تلك اللحظة ايقنا انهما لا يكرهانه
هما بالفعل لا يزالان يكرهان ما قام به من فعل
لكنه جاكسون في النهاية! شقيقهما ويشتركون بنفس الدماء
علاقة الدم دائمًا ما تكون اقوى من اي مشاعر كارهه
كذلك شعورهما نحو يونهي ،فربما كان شوقهما وحزنهما على يونهي اختهم الوحيدة والصغيرة اكبر من اي شيء
هما يعرفان تمامًا بأنها ليست مخطئة ولا آثمة لكنها انزلقت نحو الظلمات
كان يجب أن يكونا لها عونًا للهداية ،مرشدًا للطريق الصحيح لكنهما لم يفعلا ذلك
رأيا اخوتهم الصغار تائهين ولم ينتشلوهما
في دواخلهما هما يعرفان كل هذه الأمور لكن خارجيًا هما يكابران
-ماذا سنفعل الان؟
سأل شيون ليتلقى الجواب من هيتشول "الان علينا العمل على امساك مينهيوك ومنعه من الوصول ليونهي"
وافقاه الاثنان على فكرته ليردف مينهو"علينا اخفاء أمر إنقاذ جاكسون"
نطق شيون سائلًا"ماذا تقصد؟"
اجابه"مينهيوك لديه خططه ،اول خططه تلك كانت القضاء على جاكسون هو يظنه ميتًا الان لذلك علينا إيهامه انه كذلك حتى نستطيع استدراجه"
-هو ذاهب لا محال الى يونهي لذلك علينا التواصل مع شرطة بوسان .
***
في ذلك المطبخ حيث عالمه الخاص
تراه مركزًا فيما يفعل
يقطع هذا ويحرك ذاك ويتذوق تلك
يعمل بسرعة عكس تأنيه المعتاد في عمله
يصب جام تركيزه على ما يفعل وكأنه يحاول تشتيت نفسه بما يدور في رأسه
افكاره مبعثره وغير واضحة بتاتًا يشعر بأنه كمن يفقد عقله تدريجيًا
"سحقًا" صرخ بها بعد أن ضاق ذرعًا مما يصنع
او ربما من افكاره اللامنتهية
امسك بالوعاء كاملًا يتخلص من محتواه في القمامة
ليعود مجددًا لعمله
هو هكذا منذ فترة ليست بقصيرة وذلك جعل من قلب من يراه يشعر بالسوء
تنهدت والدته تحاور من بجانبها "لا ادري ماذا افعل لأجله"
ربتت يونهي على كتفها تشجعها فهي لن تتحمل أن يُكسر قلبها ايضًا "لا تقلقي هو لا يزال في حالة صدمة فحسب ،سيتخطى الأمر بالتأكيد"
اماءت بحزن ثم استرسلت "ماذا عن ييسونغ؟لا اصدق أن فتًى كييسونغ انجرف نحو ذلك الطريق ،انا مستاءة لأجله بقدر ما اعلم أنه تائه ومنكسر"
-لن نتركه هكذا بالطبع ،نحن اصدقاءه وعلينا أن نساعده ..
صمتت لوهلة ثم استأنفت كلماتها"سأذهب لرؤية ييسونغ اليوم"
-وحدك؟
-اجل..ارغب بسماعه ومحاولة تفهمه ومساعدته
-فهمت..اعتقد أنني يجب أن اخرج الان
-رافقتكِ السلامة
خرجت ري جين من المنزل لتبقى يونهي تتأمل بكيوهيون الذي لم يشعر بوجودها الى الان
تقدمت نحوه قاصدة الوقوف بجانبه همست بأذنه "ماذا تفعل"
فزع بخوف ليسأل "منذ متى وانتِ هنا؟"
-هممم، الكثير من الوقت
أنب نفسه بينما ينظر لها بحزن "اعتذر لم اشعر بوجودك"
تنهدت لتعانق جانبه "ولمَ تعتذر؟ انا من تعتذر لإخافتك"
لم يبادلها العناق ولم يتكلم ،عرفت أن مقدار الحزن الذي يشعر به عميق جدًا
-اتمنى لو أن يعود بي الزمن لكي لا اذهب لمنزل ييسونغ وأعرف سره ،واحيانًا اتمنى أن يعود بي الزمن لأضربه واحيانًا اتمنى لو أن الزمن يعود لكي اعانقه ،لكنها تبقى امنيات فحسب..امنيات مستحيلة
تنهدت لتبتعد عنه وتنظر لعينيه مباشرة يبادلها النظرات بأخرى حزينه لتردف "لا تتمنى امنيات لا تتحقق بل اعمل على إصلاح ما حدث
لا تتمنى أن يعود بك الزمن لكي لا تكسر تحفتك بل قم بإصلاحها"
-هل سيفيد إصلاحها؟ستبقى مخدوشة
-بمرور الوقت ستعرف أن الخدش هذا ما سيجعلها تتميز لذا أن تكون مخدوشة افضل من أن تبقى قطعًا مكسورة نهايتها الرمي
-فهمت
نطق بها ليكمل عمله بهدوء يقطع الخضروات بينما يفكر بكلام يونهي مليًا ..أن تكون مخدوشة أفضل من أن تبقى قطعًا مكسورة نهايتها الرمي ..
أحست يونهي ببطئ حركته هو يفكر مجددًا تنهدت بحزن لتقع عينيها على يده اقتربت منه بشقاوة لتقوم بعض يده بخفه بنية أن تشغل تفكيره
انتفض "يا لمَ فعلتِ ذلك؟"
انتحبت باصطناع تحاول تغير جو الحزن "ما هذا كيو؟لمَ تمتلك يدًا واصابع مثالية؟انظر لأصابعك انها طويلة وبيضاء ونحيفة"
نظر لها بصدمة ثم يضحك بخفه "انا كل شيء فيَّ مثالي عزيزتي"
ابتسمت برضى فلقد كسبت ابتسامة منه توًا "انظر لنفسك يا لك من متباهي"
قهقه ليمسك بخدها بخفه "انا متباهي لأنك حبيبتي فحسب"
-انت مخادع بلسانٍ معسول
نظرت لساعة هاتفها لتنطق"على اية حال انا ذاهبة للمكتبة لأدرس تعلم الاختبارات النهائية قادمة"
-لمَ لا تدرسين هنا فحسب
-ممم جو المكتبة العام يشعرني برغبة للدراسة
-فهمت لا تتأخري صغيرتي وإن احتجتي مساعدة فأخبريني
هزت رأسها موافقة "حسنًا"
قبلة عذبة طبعها على خدها متمنيًا لها حظًا موفقًا
غادرت المنزل بعد أن اخذت حقيبتها
اتجهت في البداية نحو مقهى ما تجلس هنالك بهدوء
اتى النادل يسألها عن طلبها فرفضت بأدب مجيبةً انها تنتظر شخص ما
لقد قررت لقاء ييسونغ في المقهى ،مكان هادئ بعيدًا عن الضوضاء
اما ييسونغ فقد كلن يتجهز للقاءها خرج من غرفته متجهًا نحو المخرج
"ييسونغ" صوت لطيف ناداه..لطيف للجميع باستثناءه هو
التفت اليها ينظر لها ببرود كما العاده "تريدين شيئًا؟"
ابتلعت ما في جوفها بتوتر ،التقدم خطوة كان قرارًا صعبًا لكنها بالفعل تقدمت
بذات نبرة الارتباك سألته
-أأنت ذاهب لمكان ما؟
ابتسامة ساخرة زرعها على محياه "هل هذا يهمك؟ هل عينك الشيطان مراقبًا علي؟"
ولم يقصد بالشيطان سوا والده الذي يمقته بشدة
-كلا انا فقط..
صمتت تنظر اليه لا تعرف بما تجيبه
-انتِ فقط ماذا؟
هزت رأسها نافية ،قلبها تعدت نبضاته الألف ويديها تعرقت بتوتر "كلا لا شيء"
التفت ليرحل بعد أن رمقها ببرود
"رافقتك السلامة" صوتها كان منخفض ،منخفض بحيث لم تسمع نفسها حتى عندما تكلمت كما هو لم يسمعها أكمل سيره ليخرج من المنزل ليركب سيارته وينطلق لوجهته
وصل المقهى ليلتفت يمينًا ويسارًا حتى وجد ضالته تلوح له لينتبه لها
رسم إبتسامة على محياه ليتجه نحوها
هو يعلم انها هنا لتتكلم معه عن حياته وعن المخدرات وكل ذلك بعد أن اكتشف كيوهيون الأمر لكنه لا يمكن أن يرفض اللقاء بها
يونهي بالنسبة له كأخته الصغرى هو يحبها بحق وقد تعلق بها بشدة رغم تغيره الكبير والواضح إلا أن ييسونغ لا يزال يمتلك ذات القلب
لا يزال يحب أصدقاءه ويقدرهم ويونهي أحد اصدقاءه الذين لا يمكن أن تتغير مشاعره اتجاهها
جلس لتبتسم بوسع مرحبةً به "ما الأخبار"
بادلها الإبتسامة"بخير ماذا عنكِ"
تنهدت لتردف بتعب "لست بخير ،الإختبارات قادمة وهذا يسبب لي الخوف"
ضحك بخفه "ولمَ الخوف؟ألم تعتادي على الإختبارات"
اماءت لتردف "بلى لكن انها اخر اختبارات سآخذها ثم بعدها سأتخرج"
-اوليس هذا رائعًا
هزت رأسها موافقه "اجل لكنه مخيف قليلًا ،اعني حياتي بعد الجامعة وما الى ذلك تعرف"
ربت على رأسها ليردف "لا تخافي ،كل شيء سيكون بخير عليكِ أن تكوني قوية"
ابتسمت "صحيح علي أن اكون اقوى من كل الظروف.."
نظرت له بعينان حزينتان فهم مقصدهما جيدًا
تنظر له تتمعن في تفاصيل ملامحه المرهقه
الهالات السوداء تحت عينيه و وجه الشاحب والنحيف
اتى النادل يقطع حديث العيون هذا ليأخذ طلبهما دقائق حتى وصل الطلب
جو هادئ ،هي لا تعرف ماذا تقول وهو يعرف ما تريد البوح به
تنهد"يمكنك الكلام يونهي ،انتِ تريدين معاتبتي صح؟"
زفرت بهدوء "لا اريد معاتبتك ..في الحقيقة اتيت للإستماع اليك"
نظر لها باستغراب يطلب تفسيرًا لكلامها لتكمل "اريد الاستماع اليك..اخبرني لماذا؟ وكيف ؟ ..ما الذي اوصلك لهنا؟"
تنهد ،بصدق هو لا يعلم كيف وصل لتلك الحال
كل شيء كان متراكمًا كئيبًا وحزينًا
لا شيء في حياته كان مستويًا حتى هو لم يكن
عبث بحواف فنجانه يفكر مليًا بما عليه قوله وهي تنتظره بصبر تعطيه كامل حريته بترتيب كلامه وافكاره
صوته الهادئ خرج ببطئ يحاول تنظيم كلامه قبل إخراجه
"لم يكن هنالك سبب محدد، كنت اعاني وحدي من عائلة لا حب فيها ومستقبل لا اعلم عنه شيئًا
لربما كثيرًا ما شعرتُ بالنقص ،شخص مثلي ليس لديه شيء ليفعله ليسعى لأجله لأن حياته رسمت كاملة قبل ولادته من قبل والديه
ولكنني للأسف لم أكن كما يريدان ،الجميع حظي بطفولة طبيعية لكنني لم أكن
فأي طفولة هذه التي عشتها دون وجود ذويِّ حولي ؟ اي طفولة هذه التي لم أكن استطيع بها أن اعبر عمَّ اشعر به؟ لم اكن استطيع القول أنني بحاجة لدفء والداي
ولم اكن استطيع القول انني لا اريد من المربية أن تعتني بي
اردت بشده أن يأتي ابي في يوم الأب لمدرستي والا اكون وحيدًا او اضطر للكذب بأنني مريض لكي لا احضر
تمنيت أن تهتم أمي بي ،بملابسي صباحًا وإفطاري وعودتي من المدرسة
تمنيت أن يسألني احد لمَ يدي مجروحة؟ او أُسال لمَ ملابسي مليئة بالوحل
أعاقب إن اخطأت واتلقى المدح إن فعلت شيئًا جيدًا
لكنني لم احصل على أي من ذلك ، لقد كبرت بمشاعر ناقصة
مشاعر مشوهة لم أدرك ذلك التشوه حتى بدأت اسأم من كل شيء ،طفولتي ،مراهقتي،وشبابي جميعها كانت متشابهة
اهرب من واقعي لأحاول تعويض ذلك النقص لكن لم ينجح شيء من ذلك ، حتى بدأت بتعاطي المخدرات
اصبحت مدمنًا اجل ،لكن حتى المخدرات لم تستطع سد الفراغ الذي في قلبي ،لم يستطع شيءٌ سده
لقد حاولت التوقف كثيرًا ،انا ايضًا لا اريد أن اخسر نفسي هكذا ..لكنني لم استطع
لم استطع مطلقًا"
تنهد نهاية حديثه يسترجع كل ما قاله من كلام ،الأمر المحزن بالفعل بأنه لأول مرة فقد القدرة على الشعور بالحزن على ذاته
هو لا يشعر بالحزن ابدًا ..هو لا يشعر بشيء
أما هي فبقيت كلماته تلوح في رأسها
تنهدت تسترسل في الكلام لتجيبه"العائلة يمكن أن تدمر ويمكن أن تقمع ،لكننا نستطيع أن نتعايش بحيث يصبح بمقدورنا الا نقع في الظلمات لكننا دومًا ما نختار الأمر الذي يمكن أن يدمرنا
ونلقي بالذنب على عاتق عائلتنا وننسى بأنه اختيارنا نحن ،اوليس نحن من اخترنا ذلك؟
أنا لا أعرف كيف سأواسيك ييسونغ ولا اعرف بما يجب أن اخبرك به لكنني ارجوك أن تحاول أن تتعالج من الإدمان
لننسى عائلتك قليلًا لكن ماذا عنا نحن؟ اصدقاءك؟ ماذا عن كيوهيون؟
الم يكونوا شيئًا جميلًا في حياتك،الم يعوضوك ولو قليلًا مما عانيته؟
كيوهيون حزين لأجلك فعلًا ،هو حقًا يشعر بالانكسار
ارجوك فكر جيدًا ،وتأكد بأنني جميعًا هنا لأجلك ييسونغ
نحن جميعًا سندعمك
إنهض وانفض غبار اخطاءك ،الحياة لا تزال طويلة"
لم يجبها ولم تكثر في الحديث ،هي تعلم أن كلماتها الان لربما تعبث في ذهنه وربما خرجت مثل دخولها لكنها لن تضغط عليه الان
هي ستحاول معه مرة واثنتين وثلاث ،هي بالطبع لن تترك صديقها هكذا
بعد فترة خرجا الاثنان من المقهى
سأل
-ستعودين الى المنزل؟
نفت "كلا،سأذهب للمكتبة علي الدراسة فالامتحانات قريبة تعلم"
-اوه فهمت ، إذا ساوصلك
ابتسمت لتردف"لا داعي حقًا ارغب بأن اتمشى قليلًا
-متأكده؟
ضربت كتفه بخفه "بالطبع لا تقلق علي حقًا"
ودعته لتغدو في طريقها ،تمشي بهدوء وبطء وكأنها تنتظر شيء ما
تلتفت حولها ،الناس تمشي بطبيعية ولكن
شعور انها مراقبة ،ذلك الشعور البغيض لا يفارقها ابدًا
وكأن احد يتبعها في كل مكان ويترصد حركاتها
لن تكذب بقولها انها لا تخاف لكنها فقط لا تريد تضخيم الموضوع لأنها لا ترا اي احد مثير للشبهه
كذلك من يمكن أن يراقبها يا ترى؟ هي كانت تخاف مينهيوك ومينهيوك الان حبيس في السجن
نفضت افكارها واسرعت في خطواتها لتصل للمكتبة ،هناك افرغت عقلها للدراسة
جلست هنالك فترة لا بأس بها ،هي قريبًا جدًا ستتخرج وستصبح شيف رسميًا
ستعمل بجانب كيوهيون كشيف وليس فقط لأنها يونهي
هي تمتلك طموحات عالية واحلام كبيرة ،وهي تعطي كل الفضل لكيوهيون الذي بفضله هي اصبحت من اصحاب الأحلام وقريبًا ستحققه
بفضل حبه ودعمه المتواصل لها ، اصبحت يونهي التي عليها الان
بعد فترة لا بأس بها خرجت من المكتبة عائدة للمنزل
عند اقترابها من المنزل لمحت هيئة رجل غريب امام الباب
اقتربت منه تسأل"عذرًا من انت؟"
التفت متفاجئًا يسألها "هل انتِ الانسة تشوي يونهي؟"
_
غير مسيطر عليه
التشابتر الثالث والثلاثون تم 🌪️☔
Коментарі