Chapter 34||قمر مذنب (الشروق الأخير)
"ما الحياة سوا مضمار سباق موحش ،هنالك الكثير من العقبات ،الكثير من الحفر
قد تفوز بهذا السباق ،وقد تصل متأخرًا
وربما قد تتحطم سيارتك ،لكنك لن تستطيع تجنبه فهو سباق لا بُد منه"
***
هنالك اشياء في هذه الدنيا لا يمكن تجاهلها
تمر علينا كإمرات وإشارات
تمهد لنا بعض الأحداث القادمة ،لكننا بقصور تفكيرنا لا نأخذ بها مطلقًا
كانقباض القلب والخوف المفاجئ ،الافكار المحزنة التي تغزو عقلك فجأه
ما هي الا تمهيد من عقلك الباطني لحدث قوي
ومؤلم
لكننا نتجاهلها ونرميها في قمامة افكارنا
لإمضاء اطول فترة ممكنة وانت سعيد لكن الأمر لن يجري كما نشتهي دومًا
"هل انتِ الأنسة تشوي يونهي؟"
ركزت بملامحه التي لم تتعرف عليها لكن من ملابسه عرفت انه مجرد ساعي بريد
-اجل انا هي
ابتسم ليناولها قلم "من فضلك وقعي هنا لإستلام باقتكِ"
نظرت لما يحمله كانت باقة من الورد الذي لم تتعرف على نوعه يميل لونه للبرتقالي والوردي الفاتح و ورود مختلفة تمتلك لونًا بنفسجيًا ،فكرت من الذي قد يرسل اليها باقة زهور؟
وقعت على الإستمارة واستلمت الباقة ،ابتسمت لفكرة انه قد يكون كيوهيون من ارسلها لها ،يحاول مفاجأتها ربما؟
لكن لمَ سيرسلها كيوهيون للمنزل ولم يحضرها بنفسه ..؟
انحنى بخفة ليرحل بعدها ،ثوان وقفت أمام الباب وشعور طفيف بالضيق في قلبها خالجها دون سبب وجيه هي فقط ليست مطمأنة لسبب ما،تنهدت لتدخل للمنزل وتمحو تلك الأفكار التي هاجمت عقلها عنوة
-اوه انتِ هنا
نطقت ري جين لتبتسم لها "عدتُ توًا"
لفتت انتباهها باقة الأزهار بين يديها "اه انها جميلة"
-اجل ،اعتقد أن كيو من ارسلها
قالت بخجل طفيف وعدم ثقة فهي لست متأكدة بأنه من ارسل هذه الباقة لها
-الا توجد بطاقة عليها ؟
بحثت بعينيها لتجد بطاقة لم ترها في البداية سحبتها لتقرأ مضمونها بهدوء "سأكون زهرة ياقوت لكن عليكِ أن تكوني البيجونيا"
عقدت حاجبيها بعدم فهم ،جملة واحدة خطت على البطاقة دون ذكر اي اسم او عنوان جعلت من عقلها يسأل عشرات الأسئلة
وقفت ري جين بجانبها تقرأ البطاقة بعدما شعرت بغرابة الموقف لكنها كذلك لم تفهم ما كتب عليها
تنهدت يونهي "لا اعتقد انه خط كيو لكن..من غيره يمكن أن يرسل باقة زهور لي؟"
ومجددًا هزت رأسها لتدفع تلك الأفكار خارجًا ،لاحظت عدم وجود كيوهيون لتسأل عنه وتجيب ري جين بأنه قد خرج منذ فترة قصيرة
اماءت متفهمه لتتجه لغرفتها ،نظرت للكتب هي عليها الدراسة لكنها مرهقة كفاية لذلك لذا قررت أن تأخذ استراحة بسيطة لتغفو
وفي نفس تلك اللحظة بعيدًا عن بوسان في سول
وتحديدًا في المشفى المركزي
امام تلك الغرفة التي يقبع بها جاكسون كان يحرسها شرطيان منتصبان امام الباب
لا يرمش لهما جفن ولا تسهو عينيهما
هما مكلفان بحراسة هذه الغرفة ولن يتهاونا في عملهما
وفي لحظة لم تكن متوقعة إضاءة القسم الذي يحرسانه دونًا عن المشفى بدأت تطفئ وتنير بحركة سريعة
لم يهتما لأن خلل كهذا يحدث عادة اوليس؟ لكن الإضاءة انطفأت كاملة مما استداعهما للشعور بالريبة
اصوات الممرضات والأطباء بدأت بالعلو مما جعل الأمر يصبح مشوش
لم يتحركا من مكانهما حتى سمعا صوت الإنذارات ليقترح احدهما على الأخر بأن يتفقد ما يحدث
وفي تلك اللحظة بالضبط جسدٌ تسلل الى داخل الغرفة وكأنه نسمة هواء بين الأعاصير لم يعي أحد دخوله الغرفة ولم يشعر به احد
اضاء مصباح هاتفه ليتمكن من رؤية ذلك الجسد المستلقي في فراشه
ارتفعت زاوية فمه بإبتسامة ليقترب منه "يبدو وكأن الأميرة المسجونة الان اصبحت الأميرة النائمة ولا تشعر بشيء حولها"
فكت اهدابه تشابكها ليفتح عينيه وينظر بعدم تصديق وينطق بصوت ابح من التعب"شيا؟ كيف دخلت! هنالك شرطيان امام الغرفة"
اطلق تشه ساخرة ليجيبه "انا شيا لا يصعب علي شيء كهذا..امسك"
انهى جملته بإعطاءه الزهور لينظر الآخر له بسخرية "يا اللهي كم هذا رومنسي لتحضر لي زهور البابونج "
-زهور البابونج تعني الصحة،عليك البقاء بصحة جيدة من اجل اختك
ادرك جاكسون الان بأنه لا يعلم ما حدث مع يونهي ،او ما الذي سيحدث فسأله بخوف مبطن"هل يونهي تعلم ما حدث؟ او هل مينهيوك استطاع الوصول اليها؟"
جلس شيا بجانبه على الكرسي واجابه بصدق "هي لا تعلم لا تقلق اعتقد بأن هيتشول لم يخبرها ،بالنسبة لمينهيوك فإنه قد اختفى ..هو ذكي يعلم أن الشرطة الان لا بُد انها تقتفي اثره لذا لم يخرج من جحره بعد الا انه سيفعل قريبا"
اكمل كلامه "كما انني سمعت انهم سيرجعوك لزنزانة منفردة من اجل حمايتك لذا جعلت احد السجناء ينشر إشاعة انك مت بالفعل حتى تصل الإشاعة لمينهيوك"
- فهمت ..جونسو..انت تعلم أن عليك حماية يونهي مهما كلف الأمر صحيح؟
-اعلم ذلك جيدًا ،اخبرتك ألا تقلق
لحظات صمت قصيرة كسرها جونسو بسؤاله "هل اشقاءك اتو لزيارتك؟"
-لا اعلم..اعني المسكن الذي يعطوني اياه يجعلني نائمًا اغلب الوقت لكنني اظن بأنني قد سمعت صوت شيون ومينهو عدة مرات..ربما اتوهم
-لا اعتقد بأنك تتوهم لقد رأيتهما بالفعل تقريبا قبل ساعتين
تحمحم جاكسون "هل رأيت احدًا اخر؟"
-مثل من؟
-لا عليك انسى الأمر
كان من الواضح بأن جاكسون سأل مترقبًا اجابة ما ،هو بالفعل كان يتوق لرؤية امه وابيه
دونًا عن الجميع هو بالفعل يشتاق لهما بشدة ،تظن انه يكابر لكن إن ركزت جيدًا فجميع ملامحه ومشاعره تخبرك بأنه يتوق لهما
لكنه يشعر بالعار ..يشعر أن لا حق له حتى بالاشتياق لهما
هو مُتبرى منه..كرهوه بسبب شناعة افعاله وأنانيته ..هو يعترف لقد كان انانيًا كثيرًا
هو جاحد بالفعل وادراكه لهذا جعل من حزنه يتفاقم اضعاف يبكي سرًا وربما قد تخذله دموعه ويبكي علنًا ،لكن ذلك ما يزيد الطين الا بلة فهو يعتقد بأن لا حق له بالبكاء كذلك
تائبٌ هو لا يعلم الى اين الرجوع ،مجروح هو لا يعرف كيف يداوي نفسه ،حزين هو يجهل كيف تكون السعادة
هو بالفعل كان على وشك البكاء عند سهوه في دوامة افكاره لكن صوت جونسو اعاده لوعيه "ستعود الكهرباء خلال دقيقتين او اقل علي الخروج الان"
اماء متفهمًا ليجيبه"عد لبوسان وابقي يونهي تحت عينيك"
-توقف عن القلق عليها فأنا لن اسمح لمكروه بأن يمس صغيرتي
توسعت عينا جاكسون من مزحة جونسو غير المتوقعة "ايها اللعين اعد ما قلت صغيرة من!"
-لا تقلق يا شقيق زوجتي المستقبلية فأختك بأمان معي
ضحك جونسو لتعابير جاكسون المصدومة فأمسك اقرب شيء بجانبه ليلقيه عليه "حسنًا اهدأ امزح معك،على اي حال علي الذهاب الان"
استقام ينوي المغادرة لكنه توجه للنافذة بدل الباب ليسأله جاكسون "اين تذهب؟!"
-هل تراني احمقًا سيخرج من الباب وهنالك شرطيان؟سأخرج من النافذه
-بل اراك مجنونًا سيخرج من نافذه على بعد شاهق العلو
ضحك جونسو بخفه ليجيبه "لا تقلق علي، المجانين لا يموتون بسهولة" انهى كلامه بإرسال غمزة له واتجه نحو النافذه يخرج منها قبل ان يفتح جاكسون فمه حتى
بصعوبة استقام عن السرير وضغط على موضع جرحه إذ آلمه ليمشي عرجًا الى النافذة تنهد عندما رآه لا يزال حيًا يمشي على احد شرفات الغرف ،وبعدها عادت إضاءة الغرفة
بقي يحدق في اللاشيء يتنهد بثقل بين الحين والآخر ويكلم القمر الذي إختفى بين الغيوم
-هل اقترفت ذنبًا ايها القمر لتختبئ خجلًا خلف الغيوم؟
'ما الذي تفعله؟" التفت ليرى الطبيب يتجه نحوه بسرعة يمسكه يحاول ارجاعه للسرير
-لمَ نهضت عن السرير الا تعرف بأن الجرح يمكن أن يفتح ؟
-اردتُ فقط استنشاق بعض الهواء
اماء الطبيب متفهمًا ليجيبه "في المرة المقبلة استدعي الممرضة فحسب"
اكتفى جاكسون بالسكوت ليستلقي بمساعدة الطبيب على السرير "خذ انه موعد دوائك"
اخذ حبة الدواء ليشرب وراءها المياه ويستلقي ،
فترة بسيطة انقضت تأكد الطبيب من سلامتة جرحه ليخرج اما جاكسون فبدأ تأثير الدواء عليه إذ ان عينيه بدأت تغمض لا اراديًا
وفي لحظة الوسن شعر بجلوس احد بجانبه لكنه كان نعسًا كفاية حتى لا يفتح عينيه بل ظن للحظة بأنه يحلم حتى سمع صوت مألوفًا "اتمنى أن تتحسن بسرعة ،منظرك هكذا يفطر قلبي" بعدها سقط نائمًا
تنهد الجالس بجانبه ولم يكن سوا شيون بينما ينظر لشقيقه طريح الفراش يشعر بالحزن لأجله والذنب كذلك لكن شيون عكس جاكسون
هو شخص ذا كبرياء يستحيل أن يعترف بذلك امام احد ،يستحيل أن يريك قلقه او ندمه او اشتياقه
اما مينهو فهو الذي تستطيع معرفة كل شيء من النظر لوجهه
لذا هو يخاف أن يقابل جاكسون فيضعف حصنه الوهمي
لذا هما عادة يأتيان عند تأكدهما من نوم جاكسون
حيث يستطيعان البقاء جواره دون الشعور بالحرج
وكان ذلك اكبر اخطاءهما ،لو انهما واجها الأمر الواقع
لو واجها جاكسون ويونهي ذلك قد يغير مجرى الأمور
لربما سيعودان عائلة كاملة ولربما قد يتخطيان الأمر
لذلك عليك استخدام عقلك مع قلبك لا تنبذ قلبك فقد يكون على حق في كثير من الأحيان
***
*Yeonhye*
هذه الأيام مرت علي ببطء شديد
كانت مهلكة وصعبة
كنت انام اربع او ثلاث ساعات فحسب وادرس معظم الوقت
الامتحانات كانت عبارة عن جحيم حقيقي ،التوتر والضغط الذي شعرت به هذه الفترة لم اشعر به قبلًا
اعني هذا فصل تخرجي علي ان ابلي حسنًا لأقترب خطوة من احلامي
بالنسبة لكيوهيون فأنا بالفعل عاجزة عن التعبير عن مقدار حبي وامتناني له
لقد كان يساندني طوال هذه الفترة ،يقوم بمساعدتي احيانًا ،يساعدني على الدراسة
يصنع لي وجبات خفيفة ويتأكد من انني آكل طعامي جيدًا ولا اتخطى وجباتي
انا ممتنة له بحق ..
على اية حال كل هذا الضغط الان انتهى لأنني اليوم رسميًا والان انهيت اخر اختبار
عند خروجي من بوابة الجامعة نظرت لها طويلًا لأتنهدت واتمتم "لقد كانت سنوات طويلة بالفعل"
ابتسمت بارتياح ،اخيرًا انتهيت ،ربما سأشتاق الى الجامعة وربما لا لكنني الان بالفعل اشعر بالراحة
"الأنسة تشوي يونهي؟" التفت لمصدر الصوت لأرى ساعي البريد يحمل زهورًا..مجددًا
خلال هذه الفترة ويوميًا كانت تصلني باقة زهور
من ذات النوع زهور الياقوت وزهور البيجونيا بها كرت يمتلك ذات العبارة "سأكون زهرة الياقوت لكن عليكِ أن تكوني البيجونيا"
ولم اعرف للآن من المرسل ،كيوهيون كان متحيرًا مثلي لكنه ايضًا كان منزعجًا لذا اخبرته بألا يهتم للأمر
واستمرت باقات الزهور تصلني
لكن اليوم هنالك باقتين احدهما نفس التي تصلني دومًا الياقوت والبيجونيا والأخرى ذات لون ازرق لم اتعرف على نوعها لكن هنالك كرت عليها كتب عليه بنفس الخط الخاص بالكرت الآخر لكن بكلمات مختلفة "انا سعيد لأجلك"
سعيد لأجلي؟ هل الشخص الذي ارسل هذه الباقة يعلم بأمر الاختبارات ؟ ام هو سعيد لشيء اخر
انا حقًا متحيرة ..وبدأت اشعر بالريبة أكثر
كذلك شعور انني مراقبة ازداد وازدادت شكوكي معه
وقعت الاستمارة وشكرت الساعي ،امسكت بكلًا منهما لا اعرف اين اضعهما هذا الأمر مرهق حقا!
التفت لأغادر المكان لكن توقفت لأجيب على هاتفي "يوو ياا فتاة اين انتِ؟"
ضحكت بخفه لأجيب "اهلًا هينا ،انا امام الجامعة سأذهب لموقف الحافلات لكي اعود للمنزل"
-تمزحين؟؟الم يكن اليوم اخر اختباراتك ،علينا الاحتفال يا فتاة
-الاحتفال؟
-بالطبع! حسنًا نحن طبعا سنقيم لكِ حفلًا لتخرجك لكن الان علينا الاحتفال لإنتهاء امتحاناتك انا وانتِ وسومي
-حسنًا في الحقيقة لا اعرف انا كنت..
قاطعت كلامي بنبرة خبيثة "ماذا يونهي الا تريدين الاحتفال معنا أم لديكِ بعض الخطط السرية انتِ وكيوهيون"
توسعت عيناي بصدمة فمقصد هينا لم يكن بريئًا ابدا "يا بالطبع نحن لا نمتلك خططًا سرية"
-حسنًا هذا جيد انتظريني الان امام الجامعة ولا تتحركي سآتي لأخذك
لم تنتظر حتى جوابي واقفلت الخط ،تنهدت حسنا ربما الاحتفال قليلا سيكون افضل من العودة للمنزل
ارسلت رسالة لكيوهيون اعلمه انني سألتقي مع هينا وسومي لكي لا يقلق علي
وقفت انتظر هينا وانا امسك بالباقتين وأمر الزهور يثير ريبتي حقًا
اخرجت هاتفي لأبحث عن زهرة الياقوت والبيجونيا
كان هنالك العديد من المقالات والمواضيع لكن استوقفتني احد المقالات التي تتحدث عن لغة الزهور
تمتمت اقرأ بصوت منخفض "البيجونيا تعني أن الشخص الذي اعطاك اياها يريدك أن تكون حذرًا اما زهرة الياقوت فتعني انه سيكون وفيًا لك"
الوفاء والحذر؟ ما الذي يعينيه هذا؟
صوت بوق السيارة افاقني من شرودي لأنظر لهينا التي في السيارة امامي وادفع افكاري جانبًا لأدخل السيارة
ذهبنا للكاريوكي اولًا
وامضينا ساعتين بها تناولنا الطعام وحاولت أن اشرب لكن انتهى بي الحال مترنحة من كأس واحد ،ثم ذهبنا للساونا للحصول على الراحة
وبعدها للصالون ،كان احتفالًا انثوي جدًا
جلسنا بعدها في مقهى نتبادل اطراف الحديث "على اية حال يونهي من احضر لكِ تلك الزهور التي كانت معك؟"
سألت سومي عن الزهور التي وصلتي والتي تركتها في سيارة هينا"لا اعلم حقا"
تدخلت هينا "اووه معجب سري"
تمتمت بصوت مسموع
-ياا لا تقولي هذا
-تشه انظري اليكِ وانتِ مخلصة لكيوهيون
-بالطبع سأكون مخلصة له
هزت رأسها متفهمة ثم نطقت "حسنًا هذا لطيف ،لكن انا لا افهم متى ستتقدمان في هذه العلاقة؟"
-نتقدم بها؟
-انتِ تعرفين ،انتما تتواعدان منذ ثلاث سنوات وانتما لم تفعلا ذلك للآن
انا حقًا لا افهم هينا اعني كلامها المبطن ذلك لكن سومي اردفت تفسر لي "هي تقصد انكما لم تصنعا الحب للآن"
اختنقت بشهد فمي فجأه ،قول ذلك بالفعل جعل من عقلي يذوب ليتوقف عن التفكير،هل قالت صنع الحب الان؟
-ما الذي تهذين به بحق الله!
شخرت لتردف "توقفي عن كونك بريئة هكذا جميع الاحباء يفعلون ذلك"
نطقت ادافع عن نفسي
-اذن هل انتِ وهيتشول فعلتما هذا؟
اعتدلت بجلستها لتتكلم بعدم ثقة"حسنًا هذا مختلف قليلًا ،انتِ تعلمين هو في سول وانا في بوسان لذا نادرًا ما نلتقي ،ثم هو وعدني بالزواج"
تحدثنا مطولًا عن علاقة هينا وهيتشول ،هما فعلا مناسبان لبعضهما لكن بعد المسافة بينهما وضغوط العمل جعل مواعدتهما صعبة لكنهما لم يجعلا الأمر يؤثر على مشاعرهما
عند عودتي للمنزل ودعت هينا التي اوصلتني لألج للداخل "لقد وصلت" نطقت حالما دخلت
ليخرج كيو من الغرفة المجاورة "يونهيي اتيتِ"
تقدم ناحيتي ليعطيني ادفأ عناق يمكن أن احصل عليه
همهمت لأجيبه"اجل اتيت"
اردف بكلامه المعسول
-كنتُ مستاءًا لعدم رؤيتك وانتظرتك
نظرت له بطرف عيني "ايها الكاذب انت متأنق هذا يعني إما انك على وشك الخروج او انك عدت الان"
ضحك بخفه يطبع قبلة بريئة على وجنتي "صغيرتي شديدة الملاحظة ،في الحقيقة بالفعل كنت سأخرج"
وضع يديه على خصري فحاوطتُ رقبته بيدي "واين ستخرج؟"
-سأذهب لأرى ييسونغ
سكن جسدي للحظة لأبسم بهدوء "ستذهب لتصالحه"
تنهدت لترتفع يديه ليعبث بشعري بخفه"ممم ،اعتقد اننا لا يجب أن نبقى هكذا ،اعني هو صديقي في النهاية حتى وإن اخطأ"
اقتربت اكثر منه اعطيه حضنًا كاملًا"انا ممتنه لكونك تفكر هكذا"
ابتعدتُ عنه لأكمل "حظًا موفقًا"
-شكرًا
ابتعد عني ليخرج من المنزل وابقى وحدي ،على اية حال انا بالفعل متعبة واحتاج للراحة الان
***
*Kyuhyun*
بعد أن ودعت يونهي انطلقت لوجهتي التي لا اعرف اين ،صحيح فأنا لم اخبر ييسونغ بأنني سألاقيه فأنا لا اضمن كذلك وجوده الان في المنزل
وانا في طريقي اتصلتُ عليه رن رنة كاملة ولم يجب
بعدم ثقة أعدت الاتصال مرة اخرى وفي الرنة الخامسة اجاب
وصمت كلينا للحظة حتى نطق هو "مرحبًا"
-اهلًا
عاد الصمتُ ثانية حتى كسرته انا "اين انت؟"
-عائد للمنزل من العمل
-جيد انتظرني امام منزلك
وهكذا انهيتُ المكالمة، هل كان الحوار غريبًا ؟ الجواب هو اجل لقد كان كذلك
اكملت القيادة باتجاه منزله ،عند وصولي رأيته يتكئ امام سيارته ينتظرني ويعبث بهاتفه وعندما لاحظ وجودي تقدم نحو السيارة لأردف "اركب"
-الى اين سنذهب؟
لم اجب سؤاله بل اردفت "اركب فحسب" واجل هو لم يعارضني بل ركب بجانبي بإطاعة
لو كان ييسونغ القديم لاستمر بالتكلم والسؤال وتكرار كلامه حتى اجيبه ،لكنه ليس ييسونغ القديم هو شخص اخر الان
تنهدت انطلق واحرك السيارة ،اريد التكلم معه ومساواة الأمور ،اريد الذهاب لمكان هادئ يمكنني فيه التحدث معه براحة
لذا اتجهت نحو الشاطئ ،ولا ادري لمَ الشاطئ من بين كل الأمكنة
ترجلنا من السيارة عند وصولنا ليردف "الشاطئ؟ حقًا!"
اشرتُ على احد التلال هنا
-اترى تلك التلة؟
-تلك..
-اجل تلك التلة التي كنا نجلس عليها في صغرنا
-لمَ احضرتني الى هنا؟
-لنتسلقها اولًا
اردف مصدومًا "نتسلقها؟ الان؟"
امسكته لأجره خلفي واجيبه "اجل هيا بنا"
ومجددًا هو لم يعارضني لذا اجل نحن تسلقنا تلك التلة لنجلس على حافتها اعلى البحر
اردف مستفسرًا "اذًا احضرتني هنا لكي نجلس"
-كلا،بل لنتكلم ايضًا
-نتكلم بماذا
اردفتُ جادًّا
-اعتذر لي
نظر لي بغير فهم "عذرًا؟"
لأجيبه بينما ابادله النظرات "انت اخطأت بحقي وجرحتني بكلامك كذلك لذا اعتذر لي"
طأطأ رأسه ليردف "هذا مضحك انت تطلب أن اعتذر لك فجأة ،لكن انت محق انا اخطأت بحقك والأمر كذلك جعلني مستاءًا لذا انا اعتذر"
امأت له لأجيبه "وانا اقبل اعتذارك"
-بهذه السهولة؟
-اجل انت اعتذرت وانا قبلت الاعتذار هذا بسيط..انا لا ارغب بأن نبقى كالحمقى الصغار متخاصمين
-حسنًا وانا لا اريد ذلك ايضًا ،يمكنك لكمي إن اردت
-هل علي ذلك؟
-اجل افرغ ما في قلبك
عند انتهاءه من جملته قمت بلكمه بوجهه ليصرخ بصدمة "ما لعنتك؟"
-انت اخبرتني ان الكمك
فرك وجنته ليتمتم "لم اتوقع أن تفعل حقًا"
ضحكت بخفه لتخطر ببالي فكرة ما ،استقمت لينظر لي باستفهام "سنرحل؟"
-كلا ،ابقى هنا قليلًا سأذهب واعود سريعًا لا تتحرك
-الى اين؟
-سآتي بسرعة
التفت لأنزل عن التلة بحذر حتى لا اقع وركضتُ باتجاه سيارتي لأذهب لأقرب بقالة اشتريت الجعة والسوجو لأعود الى ييسونغ سريعًا واتسلق التلة مجددًا بيد واحدة والاخرى تحمل الكيس
وصلت بأمان لأجلس بجانبه
-ما هذا؟
سأل باستفهام لأجيبه بحماس"لنثمل الليلة"
فتحت علبة الجعة خاصتي وناولته خاصته "نخب صداقتنا"
ضحك ليرفع علبته ويردف "نخب صداقتنا"
شربنا على سفح التلة وثملنا وضحكنا ،استرجعنا ذكريات قديمة ،ذكريات لم ننساها اساسًا
***
*Yesung*
مرت الساعات علينا وكأنها دقائق لم نشعر بها مطلقًا
وسقطنا ثملين ،لكنني نسبيًا كنت اوعى منه
فأنا لم اشرب الكثير ،فكيوهيون هنا الذي لم يعد في وعيه
استقمتُ اجره "هيا سأوصلك لمنزلك"
بتغنج اردف "اووه ايسونغي هيونغ سيعتني بي"
كيوهيون عندما يستيقظ سيصفع نفسه مرارًا لهذا
،جررته معي حتى وقفت متصنمًا عند منحدر التلة ،اللعنة لقد نسيت كيف يمكنني انزاله من هنا بعد سقوطه ثملًا الان ،والاحمق كيف لم يفكر بهذا!
تخصرتُ لأنظر للمشكلة التي نعاني منها اما كيو فقد تمدد على الارض من فرط ثمالته
عبثت بشعري لأنطق
-سحقًا لك كيوهيون!
وبعد لحظات خطرت لي فكرة قد تكون اكثر فكرة جنونية بالفعل
خلعت معطف البدلة التي ارتديها وجعلت كيو يستقيم لأربطه حول خصره وقفت امامه لأنبهه "كيو انا سأنزل واجرك معي سأمسك بذراع المعطف الذي حول خصرك حسنًا؟ إن انزلقت قدمك فسأمسك بك
عيناه الثملة انتقلت تنظر الي ليومئ لي بهدوء وانا متأكد بأنه لا يسمعني حتى ،لكن بالفعل ببطء كنا ننزل من اعلى التلة انا اقود كيو الثمل وعيناي متشتتان حول خطواتي وحول كيو
وبالفعل وبمعجزة ما لقد نزلنا عن التلة بنجاح لأخذه للسيارة واوصله للمنزل
نظر لي عند وصولنا "ياا ييسونغي ما رأيك بالمبيت عندي"
-كلا علي العودة
وبحركاته الثملة نفى برأسه " كلا كلا ،اريد من ييسونغ أن ينام بجانبي"
تعلق بذراعي وأبى افلاتها فحاولت اقناعه بالنزول وحتى أنني حاولت اجباره لكنه تعلق بي كالغراء
فاستسلمت للأمر الواقع لأنزل معه للمنزل لتستقبلنا والدته "اووه ييسونغ اهلًا بك"
-اهلًا ري جينااه
لاحظت كيوهيون المترنح بجانبي
-لمَ هذا الطفل ثمل هكذا؟
-لقد شربنا معًا ولكن يبدو انه افرط في الشرب
افسحت لي المجال لأخذه لغرفته وساعدتني على حمله بينما تتمتم بعبارات متذمرة من ابنها ،ضحكت بخفه عليها ،لقد كانت دومًا والدة كيوهيون لطيفة وتحب ابنها وتخاف عليه هي لم تتغير حتى عندما كبر
سألت
-اين يونهي؟
-يونهي كانت متعبه لقد انهت اختباراتها اليوم ،هي نائمة بعمق
-اووه فهمت
كنت على وشك الخروج من الغرفة لكن يد كيو امسكتني لينطق بثمالة "ييسونغ اين تذهب ايها الكاذب اخبرتني انك ستنام بجانبي"
-انا لن انام بجانبك كيو
زفر ليشد على ذراعي ويسحبني لأجلس على السرير "ايها الكاذب ،لا تكن كاذبًا هكذا"
ضحكت والدة كيو بلطف لتردف "فالتنم بجانبه هو لن يتركك على اية حال"
بقلة حيلة امأت لها لتخرج هي من الغرفة بعد أن تمنت لنا ليلة هانئة
تمددت بجانبه ليفتح عيناه وينظر لي ،كانت نظرته منكسرة وحزينة
ابتسمت له لأسأل "لم تنظر لي هكذا"
اجاب
-انا حزين
-ولمَ ؟
-انا اشتاق لصديقي القديم ،انا مستاءٌ من بعده عني ومستاءٌ من افعاله التي تؤذي نفسه ،ارغب باستعادته بشدة
زفرت انفاسي بهدوء لأجيبه بذات الابتسامة على محياي "صديقك مكسور يا كيو ،لكن لا بأس كل شيء سيتحسن قريبًا"
-كيف سيتحسن؟
اجبته "صديقك سيذهب لمكان بعيد ،لقد قرر بالفعل ذلك هو لا يجلب لمن يحبوه سوا الحزن وكذلك هو يريد الحرية وأن يخلص نفسه من كل الأمور السيئة
اقترب مني ليردف بصوت هامس "اذن خذني معك ،الى اين انت ذاهب انا سأذهب"
هززت برأسي "كلا لا يمكنك القدوم ،فهنالك اشخاص يحبونك سيحزنون لذلك انت عليك البقاء لأجل امك ولأجل يونهي"
اغمض عينيه لترتسم ابتسامة على محياه "من اجل يونهي؟..اجل انا احب البقاء مع يونهي"
بادلته الابتسامة "لذا عليك البقاء معها وعليك أن تعاملها جيدًا ..يونهي تحبك كثيرًا عليك الا تحزنها"
اماء برأسه ليردف "اجل انا احبها لن اجعلها حزينة"
ثم غط نائمًا لأتنهد بحزن واضح واهمس له "اسف كيوهيون ..انا اسف حقًا"
بعد تأكدي من نومه بعمق سحبت معطفي من جانبه وخرجت خلسة من المنزل
بقيت اتمشى في الشوارع حتى قادتني قدماي للمكان الذي كنت فيه مع كيو ..للشاطئ
صعدتُ على التلة من جديد وجلست على الحافة تارةً اراقب البحر وتارةً اخرى اراقب السماء
***
*Writer*
بينما في منزل كيو لا احد لاحظ او سمع خروج ييسونغ فكل شخص كان في غرفته اما نائم بعمق او مشغول بالتحدث على الهاتف
استيقظت يونهي لشعورها بالجفاف في حلقها خرجت من غرفتها قاصدة المطبخ لتروي عطشها
تنهدت بثقل لسبب غير معروف ،شعرت بأن هنالك شيئًا خاطئًا
وفي طريق عودتها للغرفة مرت بجانب غرفة ري جين لتسمع حديثها على الهاتف صدفة "اذن تقول بأنه تحسن الان؟ حمدًا لله"
وقفت للحظة لشعورها بالريبة لتكمل ري جين حديثها "كلا يونهي لا تعلم للآن بالامر ،الاهم الان بأن جاكسون يتعافى ولكن عليكم الامساك بمينهيوك فغدره بجاكسون هكذا يعني انه سيفعل مع يونهي"
لم تتحمل يونهي وقع الكلام على مسمعها لتدخل الغرفة وتنطق برجفة وخوف "ما به جاكسون؟"
توسعت عينا ري جين بصدمة فهي لم تتوقع أن يونهي تستمع لحديثها "يونهي.. الأمر"
تجمعت الدموع بعيني يونهي لتنطق بصوت اعلى "ما به جاكسون! ماذا حدث له كيف قام مينهيوك بغدره!!"
انهت ري جين المكالمة لتقف وتقترب من يونهي لكن يونهي وبطريقة لا ارادية دفعتها بخفه وتراجعت للوراء "جاكسون ،جاكسون بخطر ولم تخبروني بذلك ! جاكسون قد غدر وانتم حتى لم تكلفوا انفسكم باخباري!"
-يونهي اهدئي الأمر ليس كما تظنين ،جاكسون الان بخير هو يتعافى لا تقلقي
هزت رأسها نافية لتنفجر بالبكاء "كلا كلا ،لا اصدق ذلك ،جاكسون ليس بخير،انا سأذهب اليه، سأذهب اليه لأرى بنفسي فأنتم كاذبون"
اقتربت منها ري جين اكثر لتمسكها من كتفيها "يونهي لا يجب عليكِ الخروج من بوسان فأنت ربما قد تكونين مهددة بالخطر"
نفت برأسها بقوة لتردف "لا يهمني ! انا سأذهب اليه الان سأذهب لأخي"
ابتعدت لتحاول الخروج من الغرفة كان عقلها يخبرها بشيء واحد "جاكسون بخطر اذهبي اليه الان" وهي بالفعل قد كانت تستمع لكلام عقلها
منعتها ري جين من الخروج لتنطق ببكاء "ابتعدي ارجوكِ جاكسون ليس بخير جاكسون بخطر علي الذهاب له"
-حسنًا فهمت سأدعك تذهبين اليه لكن ليس الان ،ابقي حتى شروق الشمس على الأقل ، الان لا يوجد حافلات ولا مواصلات ،غدًا لدي رحلة عمل الى إلسان سأوصلكِ للمحطة بنفسي لكن الان الظلام حالك ولا يوجد مواصلات
انفنهي بالبكاء هي لا تستوعب اي شيء يقال لقد كانت تبكي بحرقة قوية ،تبكي وكأنها لم تفعل قبلًا ،تبكي حتى تمزقت حنجرتها
سحبتها ري جين للسرير وجعلتها تتمدد بجانبها "لتنامي الان وغدًا اعدك بالذهاب لجاكسون"
لم تجبها بل واصلت البكاء لكن صوتها اختفى تقريبًا وهدأ، نوبة بكاءها ما زالت مستمرة لكنه اصبح بكاءًا صامتًا وقضت هذا الفجر الحزين تبكي دون توقف
لكن بعيدًا عند ييسونغ الذي لا يزال جالسًا على الحافة ،يتنهد طويلًا ويضع يده على قلبه بألم
هو يعتقد أنه اتخذ قرار شجاع لكنه لا يعلم بأن ذلك القرار كان خوفًا وجبنًا
وضع يده في جيب معطفه يخرج مخدراته ويبتسم بسخرية "اجل انا دمرتُ نفسي بنفسي ،لكنكِ كنتِ رفيقة جيدة لي"
فتح كيس مسحوق المخدرات لينثره بدون اهتمام في البحر "لننهي اللعبة هذا يكفي"
جلس ينتظر الشرق لرؤيته "لتكن نهاية لطيفة على الأقل"
ومع بدء بزوغ الشمس كان خوفه يقل تدريجيًا وبروده يزداد وعند شروق الشمس هو استقام بلا مبالاة يقترب اكثر من الحافة "انه الشروق الأخير لي"
لقد تمتم بأكثر النبرات هدوءًا وشقت ابتسامة محياه ،هذا سيكون الشرق الأخير له الشرق الأخير الذي سيتألم به ثم كل شيء سيتحسن
عينيه تراقبان السماء وأشعة الشمس سقطت تلامس وجهه ،تحاول إيقافه لكن ذلك جعل دافعه اكبر
الان سينتهي كل شيء.
_
غير مسيطر عليه
التشابتر الرابع والثلاثون تم 🌙🌅
قد تفوز بهذا السباق ،وقد تصل متأخرًا
وربما قد تتحطم سيارتك ،لكنك لن تستطيع تجنبه فهو سباق لا بُد منه"
***
هنالك اشياء في هذه الدنيا لا يمكن تجاهلها
تمر علينا كإمرات وإشارات
تمهد لنا بعض الأحداث القادمة ،لكننا بقصور تفكيرنا لا نأخذ بها مطلقًا
كانقباض القلب والخوف المفاجئ ،الافكار المحزنة التي تغزو عقلك فجأه
ما هي الا تمهيد من عقلك الباطني لحدث قوي
ومؤلم
لكننا نتجاهلها ونرميها في قمامة افكارنا
لإمضاء اطول فترة ممكنة وانت سعيد لكن الأمر لن يجري كما نشتهي دومًا
"هل انتِ الأنسة تشوي يونهي؟"
ركزت بملامحه التي لم تتعرف عليها لكن من ملابسه عرفت انه مجرد ساعي بريد
-اجل انا هي
ابتسم ليناولها قلم "من فضلك وقعي هنا لإستلام باقتكِ"
نظرت لما يحمله كانت باقة من الورد الذي لم تتعرف على نوعه يميل لونه للبرتقالي والوردي الفاتح و ورود مختلفة تمتلك لونًا بنفسجيًا ،فكرت من الذي قد يرسل اليها باقة زهور؟
وقعت على الإستمارة واستلمت الباقة ،ابتسمت لفكرة انه قد يكون كيوهيون من ارسلها لها ،يحاول مفاجأتها ربما؟
لكن لمَ سيرسلها كيوهيون للمنزل ولم يحضرها بنفسه ..؟
انحنى بخفة ليرحل بعدها ،ثوان وقفت أمام الباب وشعور طفيف بالضيق في قلبها خالجها دون سبب وجيه هي فقط ليست مطمأنة لسبب ما،تنهدت لتدخل للمنزل وتمحو تلك الأفكار التي هاجمت عقلها عنوة
-اوه انتِ هنا
نطقت ري جين لتبتسم لها "عدتُ توًا"
لفتت انتباهها باقة الأزهار بين يديها "اه انها جميلة"
-اجل ،اعتقد أن كيو من ارسلها
قالت بخجل طفيف وعدم ثقة فهي لست متأكدة بأنه من ارسل هذه الباقة لها
-الا توجد بطاقة عليها ؟
بحثت بعينيها لتجد بطاقة لم ترها في البداية سحبتها لتقرأ مضمونها بهدوء "سأكون زهرة ياقوت لكن عليكِ أن تكوني البيجونيا"
عقدت حاجبيها بعدم فهم ،جملة واحدة خطت على البطاقة دون ذكر اي اسم او عنوان جعلت من عقلها يسأل عشرات الأسئلة
وقفت ري جين بجانبها تقرأ البطاقة بعدما شعرت بغرابة الموقف لكنها كذلك لم تفهم ما كتب عليها
تنهدت يونهي "لا اعتقد انه خط كيو لكن..من غيره يمكن أن يرسل باقة زهور لي؟"
ومجددًا هزت رأسها لتدفع تلك الأفكار خارجًا ،لاحظت عدم وجود كيوهيون لتسأل عنه وتجيب ري جين بأنه قد خرج منذ فترة قصيرة
اماءت متفهمه لتتجه لغرفتها ،نظرت للكتب هي عليها الدراسة لكنها مرهقة كفاية لذلك لذا قررت أن تأخذ استراحة بسيطة لتغفو
وفي نفس تلك اللحظة بعيدًا عن بوسان في سول
وتحديدًا في المشفى المركزي
امام تلك الغرفة التي يقبع بها جاكسون كان يحرسها شرطيان منتصبان امام الباب
لا يرمش لهما جفن ولا تسهو عينيهما
هما مكلفان بحراسة هذه الغرفة ولن يتهاونا في عملهما
وفي لحظة لم تكن متوقعة إضاءة القسم الذي يحرسانه دونًا عن المشفى بدأت تطفئ وتنير بحركة سريعة
لم يهتما لأن خلل كهذا يحدث عادة اوليس؟ لكن الإضاءة انطفأت كاملة مما استداعهما للشعور بالريبة
اصوات الممرضات والأطباء بدأت بالعلو مما جعل الأمر يصبح مشوش
لم يتحركا من مكانهما حتى سمعا صوت الإنذارات ليقترح احدهما على الأخر بأن يتفقد ما يحدث
وفي تلك اللحظة بالضبط جسدٌ تسلل الى داخل الغرفة وكأنه نسمة هواء بين الأعاصير لم يعي أحد دخوله الغرفة ولم يشعر به احد
اضاء مصباح هاتفه ليتمكن من رؤية ذلك الجسد المستلقي في فراشه
ارتفعت زاوية فمه بإبتسامة ليقترب منه "يبدو وكأن الأميرة المسجونة الان اصبحت الأميرة النائمة ولا تشعر بشيء حولها"
فكت اهدابه تشابكها ليفتح عينيه وينظر بعدم تصديق وينطق بصوت ابح من التعب"شيا؟ كيف دخلت! هنالك شرطيان امام الغرفة"
اطلق تشه ساخرة ليجيبه "انا شيا لا يصعب علي شيء كهذا..امسك"
انهى جملته بإعطاءه الزهور لينظر الآخر له بسخرية "يا اللهي كم هذا رومنسي لتحضر لي زهور البابونج "
-زهور البابونج تعني الصحة،عليك البقاء بصحة جيدة من اجل اختك
ادرك جاكسون الان بأنه لا يعلم ما حدث مع يونهي ،او ما الذي سيحدث فسأله بخوف مبطن"هل يونهي تعلم ما حدث؟ او هل مينهيوك استطاع الوصول اليها؟"
جلس شيا بجانبه على الكرسي واجابه بصدق "هي لا تعلم لا تقلق اعتقد بأن هيتشول لم يخبرها ،بالنسبة لمينهيوك فإنه قد اختفى ..هو ذكي يعلم أن الشرطة الان لا بُد انها تقتفي اثره لذا لم يخرج من جحره بعد الا انه سيفعل قريبا"
اكمل كلامه "كما انني سمعت انهم سيرجعوك لزنزانة منفردة من اجل حمايتك لذا جعلت احد السجناء ينشر إشاعة انك مت بالفعل حتى تصل الإشاعة لمينهيوك"
- فهمت ..جونسو..انت تعلم أن عليك حماية يونهي مهما كلف الأمر صحيح؟
-اعلم ذلك جيدًا ،اخبرتك ألا تقلق
لحظات صمت قصيرة كسرها جونسو بسؤاله "هل اشقاءك اتو لزيارتك؟"
-لا اعلم..اعني المسكن الذي يعطوني اياه يجعلني نائمًا اغلب الوقت لكنني اظن بأنني قد سمعت صوت شيون ومينهو عدة مرات..ربما اتوهم
-لا اعتقد بأنك تتوهم لقد رأيتهما بالفعل تقريبا قبل ساعتين
تحمحم جاكسون "هل رأيت احدًا اخر؟"
-مثل من؟
-لا عليك انسى الأمر
كان من الواضح بأن جاكسون سأل مترقبًا اجابة ما ،هو بالفعل كان يتوق لرؤية امه وابيه
دونًا عن الجميع هو بالفعل يشتاق لهما بشدة ،تظن انه يكابر لكن إن ركزت جيدًا فجميع ملامحه ومشاعره تخبرك بأنه يتوق لهما
لكنه يشعر بالعار ..يشعر أن لا حق له حتى بالاشتياق لهما
هو مُتبرى منه..كرهوه بسبب شناعة افعاله وأنانيته ..هو يعترف لقد كان انانيًا كثيرًا
هو جاحد بالفعل وادراكه لهذا جعل من حزنه يتفاقم اضعاف يبكي سرًا وربما قد تخذله دموعه ويبكي علنًا ،لكن ذلك ما يزيد الطين الا بلة فهو يعتقد بأن لا حق له بالبكاء كذلك
تائبٌ هو لا يعلم الى اين الرجوع ،مجروح هو لا يعرف كيف يداوي نفسه ،حزين هو يجهل كيف تكون السعادة
هو بالفعل كان على وشك البكاء عند سهوه في دوامة افكاره لكن صوت جونسو اعاده لوعيه "ستعود الكهرباء خلال دقيقتين او اقل علي الخروج الان"
اماء متفهمًا ليجيبه"عد لبوسان وابقي يونهي تحت عينيك"
-توقف عن القلق عليها فأنا لن اسمح لمكروه بأن يمس صغيرتي
توسعت عينا جاكسون من مزحة جونسو غير المتوقعة "ايها اللعين اعد ما قلت صغيرة من!"
-لا تقلق يا شقيق زوجتي المستقبلية فأختك بأمان معي
ضحك جونسو لتعابير جاكسون المصدومة فأمسك اقرب شيء بجانبه ليلقيه عليه "حسنًا اهدأ امزح معك،على اي حال علي الذهاب الان"
استقام ينوي المغادرة لكنه توجه للنافذة بدل الباب ليسأله جاكسون "اين تذهب؟!"
-هل تراني احمقًا سيخرج من الباب وهنالك شرطيان؟سأخرج من النافذه
-بل اراك مجنونًا سيخرج من نافذه على بعد شاهق العلو
ضحك جونسو بخفه ليجيبه "لا تقلق علي، المجانين لا يموتون بسهولة" انهى كلامه بإرسال غمزة له واتجه نحو النافذه يخرج منها قبل ان يفتح جاكسون فمه حتى
بصعوبة استقام عن السرير وضغط على موضع جرحه إذ آلمه ليمشي عرجًا الى النافذة تنهد عندما رآه لا يزال حيًا يمشي على احد شرفات الغرف ،وبعدها عادت إضاءة الغرفة
بقي يحدق في اللاشيء يتنهد بثقل بين الحين والآخر ويكلم القمر الذي إختفى بين الغيوم
-هل اقترفت ذنبًا ايها القمر لتختبئ خجلًا خلف الغيوم؟
'ما الذي تفعله؟" التفت ليرى الطبيب يتجه نحوه بسرعة يمسكه يحاول ارجاعه للسرير
-لمَ نهضت عن السرير الا تعرف بأن الجرح يمكن أن يفتح ؟
-اردتُ فقط استنشاق بعض الهواء
اماء الطبيب متفهمًا ليجيبه "في المرة المقبلة استدعي الممرضة فحسب"
اكتفى جاكسون بالسكوت ليستلقي بمساعدة الطبيب على السرير "خذ انه موعد دوائك"
اخذ حبة الدواء ليشرب وراءها المياه ويستلقي ،
فترة بسيطة انقضت تأكد الطبيب من سلامتة جرحه ليخرج اما جاكسون فبدأ تأثير الدواء عليه إذ ان عينيه بدأت تغمض لا اراديًا
وفي لحظة الوسن شعر بجلوس احد بجانبه لكنه كان نعسًا كفاية حتى لا يفتح عينيه بل ظن للحظة بأنه يحلم حتى سمع صوت مألوفًا "اتمنى أن تتحسن بسرعة ،منظرك هكذا يفطر قلبي" بعدها سقط نائمًا
تنهد الجالس بجانبه ولم يكن سوا شيون بينما ينظر لشقيقه طريح الفراش يشعر بالحزن لأجله والذنب كذلك لكن شيون عكس جاكسون
هو شخص ذا كبرياء يستحيل أن يعترف بذلك امام احد ،يستحيل أن يريك قلقه او ندمه او اشتياقه
اما مينهو فهو الذي تستطيع معرفة كل شيء من النظر لوجهه
لذا هو يخاف أن يقابل جاكسون فيضعف حصنه الوهمي
لذا هما عادة يأتيان عند تأكدهما من نوم جاكسون
حيث يستطيعان البقاء جواره دون الشعور بالحرج
وكان ذلك اكبر اخطاءهما ،لو انهما واجها الأمر الواقع
لو واجها جاكسون ويونهي ذلك قد يغير مجرى الأمور
لربما سيعودان عائلة كاملة ولربما قد يتخطيان الأمر
لذلك عليك استخدام عقلك مع قلبك لا تنبذ قلبك فقد يكون على حق في كثير من الأحيان
***
*Yeonhye*
هذه الأيام مرت علي ببطء شديد
كانت مهلكة وصعبة
كنت انام اربع او ثلاث ساعات فحسب وادرس معظم الوقت
الامتحانات كانت عبارة عن جحيم حقيقي ،التوتر والضغط الذي شعرت به هذه الفترة لم اشعر به قبلًا
اعني هذا فصل تخرجي علي ان ابلي حسنًا لأقترب خطوة من احلامي
بالنسبة لكيوهيون فأنا بالفعل عاجزة عن التعبير عن مقدار حبي وامتناني له
لقد كان يساندني طوال هذه الفترة ،يقوم بمساعدتي احيانًا ،يساعدني على الدراسة
يصنع لي وجبات خفيفة ويتأكد من انني آكل طعامي جيدًا ولا اتخطى وجباتي
انا ممتنة له بحق ..
على اية حال كل هذا الضغط الان انتهى لأنني اليوم رسميًا والان انهيت اخر اختبار
عند خروجي من بوابة الجامعة نظرت لها طويلًا لأتنهدت واتمتم "لقد كانت سنوات طويلة بالفعل"
ابتسمت بارتياح ،اخيرًا انتهيت ،ربما سأشتاق الى الجامعة وربما لا لكنني الان بالفعل اشعر بالراحة
"الأنسة تشوي يونهي؟" التفت لمصدر الصوت لأرى ساعي البريد يحمل زهورًا..مجددًا
خلال هذه الفترة ويوميًا كانت تصلني باقة زهور
من ذات النوع زهور الياقوت وزهور البيجونيا بها كرت يمتلك ذات العبارة "سأكون زهرة الياقوت لكن عليكِ أن تكوني البيجونيا"
ولم اعرف للآن من المرسل ،كيوهيون كان متحيرًا مثلي لكنه ايضًا كان منزعجًا لذا اخبرته بألا يهتم للأمر
واستمرت باقات الزهور تصلني
لكن اليوم هنالك باقتين احدهما نفس التي تصلني دومًا الياقوت والبيجونيا والأخرى ذات لون ازرق لم اتعرف على نوعها لكن هنالك كرت عليها كتب عليه بنفس الخط الخاص بالكرت الآخر لكن بكلمات مختلفة "انا سعيد لأجلك"
سعيد لأجلي؟ هل الشخص الذي ارسل هذه الباقة يعلم بأمر الاختبارات ؟ ام هو سعيد لشيء اخر
انا حقًا متحيرة ..وبدأت اشعر بالريبة أكثر
كذلك شعور انني مراقبة ازداد وازدادت شكوكي معه
وقعت الاستمارة وشكرت الساعي ،امسكت بكلًا منهما لا اعرف اين اضعهما هذا الأمر مرهق حقا!
التفت لأغادر المكان لكن توقفت لأجيب على هاتفي "يوو ياا فتاة اين انتِ؟"
ضحكت بخفه لأجيب "اهلًا هينا ،انا امام الجامعة سأذهب لموقف الحافلات لكي اعود للمنزل"
-تمزحين؟؟الم يكن اليوم اخر اختباراتك ،علينا الاحتفال يا فتاة
-الاحتفال؟
-بالطبع! حسنًا نحن طبعا سنقيم لكِ حفلًا لتخرجك لكن الان علينا الاحتفال لإنتهاء امتحاناتك انا وانتِ وسومي
-حسنًا في الحقيقة لا اعرف انا كنت..
قاطعت كلامي بنبرة خبيثة "ماذا يونهي الا تريدين الاحتفال معنا أم لديكِ بعض الخطط السرية انتِ وكيوهيون"
توسعت عيناي بصدمة فمقصد هينا لم يكن بريئًا ابدا "يا بالطبع نحن لا نمتلك خططًا سرية"
-حسنًا هذا جيد انتظريني الان امام الجامعة ولا تتحركي سآتي لأخذك
لم تنتظر حتى جوابي واقفلت الخط ،تنهدت حسنا ربما الاحتفال قليلا سيكون افضل من العودة للمنزل
ارسلت رسالة لكيوهيون اعلمه انني سألتقي مع هينا وسومي لكي لا يقلق علي
وقفت انتظر هينا وانا امسك بالباقتين وأمر الزهور يثير ريبتي حقًا
اخرجت هاتفي لأبحث عن زهرة الياقوت والبيجونيا
كان هنالك العديد من المقالات والمواضيع لكن استوقفتني احد المقالات التي تتحدث عن لغة الزهور
تمتمت اقرأ بصوت منخفض "البيجونيا تعني أن الشخص الذي اعطاك اياها يريدك أن تكون حذرًا اما زهرة الياقوت فتعني انه سيكون وفيًا لك"
الوفاء والحذر؟ ما الذي يعينيه هذا؟
صوت بوق السيارة افاقني من شرودي لأنظر لهينا التي في السيارة امامي وادفع افكاري جانبًا لأدخل السيارة
ذهبنا للكاريوكي اولًا
وامضينا ساعتين بها تناولنا الطعام وحاولت أن اشرب لكن انتهى بي الحال مترنحة من كأس واحد ،ثم ذهبنا للساونا للحصول على الراحة
وبعدها للصالون ،كان احتفالًا انثوي جدًا
جلسنا بعدها في مقهى نتبادل اطراف الحديث "على اية حال يونهي من احضر لكِ تلك الزهور التي كانت معك؟"
سألت سومي عن الزهور التي وصلتي والتي تركتها في سيارة هينا"لا اعلم حقا"
تدخلت هينا "اووه معجب سري"
تمتمت بصوت مسموع
-ياا لا تقولي هذا
-تشه انظري اليكِ وانتِ مخلصة لكيوهيون
-بالطبع سأكون مخلصة له
هزت رأسها متفهمة ثم نطقت "حسنًا هذا لطيف ،لكن انا لا افهم متى ستتقدمان في هذه العلاقة؟"
-نتقدم بها؟
-انتِ تعرفين ،انتما تتواعدان منذ ثلاث سنوات وانتما لم تفعلا ذلك للآن
انا حقًا لا افهم هينا اعني كلامها المبطن ذلك لكن سومي اردفت تفسر لي "هي تقصد انكما لم تصنعا الحب للآن"
اختنقت بشهد فمي فجأه ،قول ذلك بالفعل جعل من عقلي يذوب ليتوقف عن التفكير،هل قالت صنع الحب الان؟
-ما الذي تهذين به بحق الله!
شخرت لتردف "توقفي عن كونك بريئة هكذا جميع الاحباء يفعلون ذلك"
نطقت ادافع عن نفسي
-اذن هل انتِ وهيتشول فعلتما هذا؟
اعتدلت بجلستها لتتكلم بعدم ثقة"حسنًا هذا مختلف قليلًا ،انتِ تعلمين هو في سول وانا في بوسان لذا نادرًا ما نلتقي ،ثم هو وعدني بالزواج"
تحدثنا مطولًا عن علاقة هينا وهيتشول ،هما فعلا مناسبان لبعضهما لكن بعد المسافة بينهما وضغوط العمل جعل مواعدتهما صعبة لكنهما لم يجعلا الأمر يؤثر على مشاعرهما
عند عودتي للمنزل ودعت هينا التي اوصلتني لألج للداخل "لقد وصلت" نطقت حالما دخلت
ليخرج كيو من الغرفة المجاورة "يونهيي اتيتِ"
تقدم ناحيتي ليعطيني ادفأ عناق يمكن أن احصل عليه
همهمت لأجيبه"اجل اتيت"
اردف بكلامه المعسول
-كنتُ مستاءًا لعدم رؤيتك وانتظرتك
نظرت له بطرف عيني "ايها الكاذب انت متأنق هذا يعني إما انك على وشك الخروج او انك عدت الان"
ضحك بخفه يطبع قبلة بريئة على وجنتي "صغيرتي شديدة الملاحظة ،في الحقيقة بالفعل كنت سأخرج"
وضع يديه على خصري فحاوطتُ رقبته بيدي "واين ستخرج؟"
-سأذهب لأرى ييسونغ
سكن جسدي للحظة لأبسم بهدوء "ستذهب لتصالحه"
تنهدت لترتفع يديه ليعبث بشعري بخفه"ممم ،اعتقد اننا لا يجب أن نبقى هكذا ،اعني هو صديقي في النهاية حتى وإن اخطأ"
اقتربت اكثر منه اعطيه حضنًا كاملًا"انا ممتنه لكونك تفكر هكذا"
ابتعدتُ عنه لأكمل "حظًا موفقًا"
-شكرًا
ابتعد عني ليخرج من المنزل وابقى وحدي ،على اية حال انا بالفعل متعبة واحتاج للراحة الان
***
*Kyuhyun*
بعد أن ودعت يونهي انطلقت لوجهتي التي لا اعرف اين ،صحيح فأنا لم اخبر ييسونغ بأنني سألاقيه فأنا لا اضمن كذلك وجوده الان في المنزل
وانا في طريقي اتصلتُ عليه رن رنة كاملة ولم يجب
بعدم ثقة أعدت الاتصال مرة اخرى وفي الرنة الخامسة اجاب
وصمت كلينا للحظة حتى نطق هو "مرحبًا"
-اهلًا
عاد الصمتُ ثانية حتى كسرته انا "اين انت؟"
-عائد للمنزل من العمل
-جيد انتظرني امام منزلك
وهكذا انهيتُ المكالمة، هل كان الحوار غريبًا ؟ الجواب هو اجل لقد كان كذلك
اكملت القيادة باتجاه منزله ،عند وصولي رأيته يتكئ امام سيارته ينتظرني ويعبث بهاتفه وعندما لاحظ وجودي تقدم نحو السيارة لأردف "اركب"
-الى اين سنذهب؟
لم اجب سؤاله بل اردفت "اركب فحسب" واجل هو لم يعارضني بل ركب بجانبي بإطاعة
لو كان ييسونغ القديم لاستمر بالتكلم والسؤال وتكرار كلامه حتى اجيبه ،لكنه ليس ييسونغ القديم هو شخص اخر الان
تنهدت انطلق واحرك السيارة ،اريد التكلم معه ومساواة الأمور ،اريد الذهاب لمكان هادئ يمكنني فيه التحدث معه براحة
لذا اتجهت نحو الشاطئ ،ولا ادري لمَ الشاطئ من بين كل الأمكنة
ترجلنا من السيارة عند وصولنا ليردف "الشاطئ؟ حقًا!"
اشرتُ على احد التلال هنا
-اترى تلك التلة؟
-تلك..
-اجل تلك التلة التي كنا نجلس عليها في صغرنا
-لمَ احضرتني الى هنا؟
-لنتسلقها اولًا
اردف مصدومًا "نتسلقها؟ الان؟"
امسكته لأجره خلفي واجيبه "اجل هيا بنا"
ومجددًا هو لم يعارضني لذا اجل نحن تسلقنا تلك التلة لنجلس على حافتها اعلى البحر
اردف مستفسرًا "اذًا احضرتني هنا لكي نجلس"
-كلا،بل لنتكلم ايضًا
-نتكلم بماذا
اردفتُ جادًّا
-اعتذر لي
نظر لي بغير فهم "عذرًا؟"
لأجيبه بينما ابادله النظرات "انت اخطأت بحقي وجرحتني بكلامك كذلك لذا اعتذر لي"
طأطأ رأسه ليردف "هذا مضحك انت تطلب أن اعتذر لك فجأة ،لكن انت محق انا اخطأت بحقك والأمر كذلك جعلني مستاءًا لذا انا اعتذر"
امأت له لأجيبه "وانا اقبل اعتذارك"
-بهذه السهولة؟
-اجل انت اعتذرت وانا قبلت الاعتذار هذا بسيط..انا لا ارغب بأن نبقى كالحمقى الصغار متخاصمين
-حسنًا وانا لا اريد ذلك ايضًا ،يمكنك لكمي إن اردت
-هل علي ذلك؟
-اجل افرغ ما في قلبك
عند انتهاءه من جملته قمت بلكمه بوجهه ليصرخ بصدمة "ما لعنتك؟"
-انت اخبرتني ان الكمك
فرك وجنته ليتمتم "لم اتوقع أن تفعل حقًا"
ضحكت بخفه لتخطر ببالي فكرة ما ،استقمت لينظر لي باستفهام "سنرحل؟"
-كلا ،ابقى هنا قليلًا سأذهب واعود سريعًا لا تتحرك
-الى اين؟
-سآتي بسرعة
التفت لأنزل عن التلة بحذر حتى لا اقع وركضتُ باتجاه سيارتي لأذهب لأقرب بقالة اشتريت الجعة والسوجو لأعود الى ييسونغ سريعًا واتسلق التلة مجددًا بيد واحدة والاخرى تحمل الكيس
وصلت بأمان لأجلس بجانبه
-ما هذا؟
سأل باستفهام لأجيبه بحماس"لنثمل الليلة"
فتحت علبة الجعة خاصتي وناولته خاصته "نخب صداقتنا"
ضحك ليرفع علبته ويردف "نخب صداقتنا"
شربنا على سفح التلة وثملنا وضحكنا ،استرجعنا ذكريات قديمة ،ذكريات لم ننساها اساسًا
***
*Yesung*
مرت الساعات علينا وكأنها دقائق لم نشعر بها مطلقًا
وسقطنا ثملين ،لكنني نسبيًا كنت اوعى منه
فأنا لم اشرب الكثير ،فكيوهيون هنا الذي لم يعد في وعيه
استقمتُ اجره "هيا سأوصلك لمنزلك"
بتغنج اردف "اووه ايسونغي هيونغ سيعتني بي"
كيوهيون عندما يستيقظ سيصفع نفسه مرارًا لهذا
،جررته معي حتى وقفت متصنمًا عند منحدر التلة ،اللعنة لقد نسيت كيف يمكنني انزاله من هنا بعد سقوطه ثملًا الان ،والاحمق كيف لم يفكر بهذا!
تخصرتُ لأنظر للمشكلة التي نعاني منها اما كيو فقد تمدد على الارض من فرط ثمالته
عبثت بشعري لأنطق
-سحقًا لك كيوهيون!
وبعد لحظات خطرت لي فكرة قد تكون اكثر فكرة جنونية بالفعل
خلعت معطف البدلة التي ارتديها وجعلت كيو يستقيم لأربطه حول خصره وقفت امامه لأنبهه "كيو انا سأنزل واجرك معي سأمسك بذراع المعطف الذي حول خصرك حسنًا؟ إن انزلقت قدمك فسأمسك بك
عيناه الثملة انتقلت تنظر الي ليومئ لي بهدوء وانا متأكد بأنه لا يسمعني حتى ،لكن بالفعل ببطء كنا ننزل من اعلى التلة انا اقود كيو الثمل وعيناي متشتتان حول خطواتي وحول كيو
وبالفعل وبمعجزة ما لقد نزلنا عن التلة بنجاح لأخذه للسيارة واوصله للمنزل
نظر لي عند وصولنا "ياا ييسونغي ما رأيك بالمبيت عندي"
-كلا علي العودة
وبحركاته الثملة نفى برأسه " كلا كلا ،اريد من ييسونغ أن ينام بجانبي"
تعلق بذراعي وأبى افلاتها فحاولت اقناعه بالنزول وحتى أنني حاولت اجباره لكنه تعلق بي كالغراء
فاستسلمت للأمر الواقع لأنزل معه للمنزل لتستقبلنا والدته "اووه ييسونغ اهلًا بك"
-اهلًا ري جينااه
لاحظت كيوهيون المترنح بجانبي
-لمَ هذا الطفل ثمل هكذا؟
-لقد شربنا معًا ولكن يبدو انه افرط في الشرب
افسحت لي المجال لأخذه لغرفته وساعدتني على حمله بينما تتمتم بعبارات متذمرة من ابنها ،ضحكت بخفه عليها ،لقد كانت دومًا والدة كيوهيون لطيفة وتحب ابنها وتخاف عليه هي لم تتغير حتى عندما كبر
سألت
-اين يونهي؟
-يونهي كانت متعبه لقد انهت اختباراتها اليوم ،هي نائمة بعمق
-اووه فهمت
كنت على وشك الخروج من الغرفة لكن يد كيو امسكتني لينطق بثمالة "ييسونغ اين تذهب ايها الكاذب اخبرتني انك ستنام بجانبي"
-انا لن انام بجانبك كيو
زفر ليشد على ذراعي ويسحبني لأجلس على السرير "ايها الكاذب ،لا تكن كاذبًا هكذا"
ضحكت والدة كيو بلطف لتردف "فالتنم بجانبه هو لن يتركك على اية حال"
بقلة حيلة امأت لها لتخرج هي من الغرفة بعد أن تمنت لنا ليلة هانئة
تمددت بجانبه ليفتح عيناه وينظر لي ،كانت نظرته منكسرة وحزينة
ابتسمت له لأسأل "لم تنظر لي هكذا"
اجاب
-انا حزين
-ولمَ ؟
-انا اشتاق لصديقي القديم ،انا مستاءٌ من بعده عني ومستاءٌ من افعاله التي تؤذي نفسه ،ارغب باستعادته بشدة
زفرت انفاسي بهدوء لأجيبه بذات الابتسامة على محياي "صديقك مكسور يا كيو ،لكن لا بأس كل شيء سيتحسن قريبًا"
-كيف سيتحسن؟
اجبته "صديقك سيذهب لمكان بعيد ،لقد قرر بالفعل ذلك هو لا يجلب لمن يحبوه سوا الحزن وكذلك هو يريد الحرية وأن يخلص نفسه من كل الأمور السيئة
اقترب مني ليردف بصوت هامس "اذن خذني معك ،الى اين انت ذاهب انا سأذهب"
هززت برأسي "كلا لا يمكنك القدوم ،فهنالك اشخاص يحبونك سيحزنون لذلك انت عليك البقاء لأجل امك ولأجل يونهي"
اغمض عينيه لترتسم ابتسامة على محياه "من اجل يونهي؟..اجل انا احب البقاء مع يونهي"
بادلته الابتسامة "لذا عليك البقاء معها وعليك أن تعاملها جيدًا ..يونهي تحبك كثيرًا عليك الا تحزنها"
اماء برأسه ليردف "اجل انا احبها لن اجعلها حزينة"
ثم غط نائمًا لأتنهد بحزن واضح واهمس له "اسف كيوهيون ..انا اسف حقًا"
بعد تأكدي من نومه بعمق سحبت معطفي من جانبه وخرجت خلسة من المنزل
بقيت اتمشى في الشوارع حتى قادتني قدماي للمكان الذي كنت فيه مع كيو ..للشاطئ
صعدتُ على التلة من جديد وجلست على الحافة تارةً اراقب البحر وتارةً اخرى اراقب السماء
***
*Writer*
بينما في منزل كيو لا احد لاحظ او سمع خروج ييسونغ فكل شخص كان في غرفته اما نائم بعمق او مشغول بالتحدث على الهاتف
استيقظت يونهي لشعورها بالجفاف في حلقها خرجت من غرفتها قاصدة المطبخ لتروي عطشها
تنهدت بثقل لسبب غير معروف ،شعرت بأن هنالك شيئًا خاطئًا
وفي طريق عودتها للغرفة مرت بجانب غرفة ري جين لتسمع حديثها على الهاتف صدفة "اذن تقول بأنه تحسن الان؟ حمدًا لله"
وقفت للحظة لشعورها بالريبة لتكمل ري جين حديثها "كلا يونهي لا تعلم للآن بالامر ،الاهم الان بأن جاكسون يتعافى ولكن عليكم الامساك بمينهيوك فغدره بجاكسون هكذا يعني انه سيفعل مع يونهي"
لم تتحمل يونهي وقع الكلام على مسمعها لتدخل الغرفة وتنطق برجفة وخوف "ما به جاكسون؟"
توسعت عينا ري جين بصدمة فهي لم تتوقع أن يونهي تستمع لحديثها "يونهي.. الأمر"
تجمعت الدموع بعيني يونهي لتنطق بصوت اعلى "ما به جاكسون! ماذا حدث له كيف قام مينهيوك بغدره!!"
انهت ري جين المكالمة لتقف وتقترب من يونهي لكن يونهي وبطريقة لا ارادية دفعتها بخفه وتراجعت للوراء "جاكسون ،جاكسون بخطر ولم تخبروني بذلك ! جاكسون قد غدر وانتم حتى لم تكلفوا انفسكم باخباري!"
-يونهي اهدئي الأمر ليس كما تظنين ،جاكسون الان بخير هو يتعافى لا تقلقي
هزت رأسها نافية لتنفجر بالبكاء "كلا كلا ،لا اصدق ذلك ،جاكسون ليس بخير،انا سأذهب اليه، سأذهب اليه لأرى بنفسي فأنتم كاذبون"
اقتربت منها ري جين اكثر لتمسكها من كتفيها "يونهي لا يجب عليكِ الخروج من بوسان فأنت ربما قد تكونين مهددة بالخطر"
نفت برأسها بقوة لتردف "لا يهمني ! انا سأذهب اليه الان سأذهب لأخي"
ابتعدت لتحاول الخروج من الغرفة كان عقلها يخبرها بشيء واحد "جاكسون بخطر اذهبي اليه الان" وهي بالفعل قد كانت تستمع لكلام عقلها
منعتها ري جين من الخروج لتنطق ببكاء "ابتعدي ارجوكِ جاكسون ليس بخير جاكسون بخطر علي الذهاب له"
-حسنًا فهمت سأدعك تذهبين اليه لكن ليس الان ،ابقي حتى شروق الشمس على الأقل ، الان لا يوجد حافلات ولا مواصلات ،غدًا لدي رحلة عمل الى إلسان سأوصلكِ للمحطة بنفسي لكن الان الظلام حالك ولا يوجد مواصلات
انفنهي بالبكاء هي لا تستوعب اي شيء يقال لقد كانت تبكي بحرقة قوية ،تبكي وكأنها لم تفعل قبلًا ،تبكي حتى تمزقت حنجرتها
سحبتها ري جين للسرير وجعلتها تتمدد بجانبها "لتنامي الان وغدًا اعدك بالذهاب لجاكسون"
لم تجبها بل واصلت البكاء لكن صوتها اختفى تقريبًا وهدأ، نوبة بكاءها ما زالت مستمرة لكنه اصبح بكاءًا صامتًا وقضت هذا الفجر الحزين تبكي دون توقف
لكن بعيدًا عند ييسونغ الذي لا يزال جالسًا على الحافة ،يتنهد طويلًا ويضع يده على قلبه بألم
هو يعتقد أنه اتخذ قرار شجاع لكنه لا يعلم بأن ذلك القرار كان خوفًا وجبنًا
وضع يده في جيب معطفه يخرج مخدراته ويبتسم بسخرية "اجل انا دمرتُ نفسي بنفسي ،لكنكِ كنتِ رفيقة جيدة لي"
فتح كيس مسحوق المخدرات لينثره بدون اهتمام في البحر "لننهي اللعبة هذا يكفي"
جلس ينتظر الشرق لرؤيته "لتكن نهاية لطيفة على الأقل"
ومع بدء بزوغ الشمس كان خوفه يقل تدريجيًا وبروده يزداد وعند شروق الشمس هو استقام بلا مبالاة يقترب اكثر من الحافة "انه الشروق الأخير لي"
لقد تمتم بأكثر النبرات هدوءًا وشقت ابتسامة محياه ،هذا سيكون الشرق الأخير له الشرق الأخير الذي سيتألم به ثم كل شيء سيتحسن
عينيه تراقبان السماء وأشعة الشمس سقطت تلامس وجهه ،تحاول إيقافه لكن ذلك جعل دافعه اكبر
الان سينتهي كل شيء.
_
غير مسيطر عليه
التشابتر الرابع والثلاثون تم 🌙🌅
Коментарі