2
ادفعوا الظلام بعيداً عن عيني بوَضع نجمة🌠 تنير طريقي في الظلمات
و ارسموا الابتسامة علي وجهي بوضع تعليق لطيف
~~~
عقدت سويون حاجبيها قبل ان تفتح عينيها، حركت رأسها نحو مصدر الصوت الذي عكر لحظة استرخائها و وجدته يقف علي بُعد منها بينما دموعه تُغرق وجنتيه
ينظر للامواج امامه التي تصطدم في الصخور مُصدرة اصوات تستميل النفس و تصفي الذهن لم تستطع فعل شئ ، لا تعلم اتذهب اليه لتواسيه ام تبقي مكانها و تتظاهر بعدم الاهتمام
كان هذا الصراع مستمراً داخلها حتي اغلقت عينيها و اخذت نفساً عميقاً قبل ان تجر قدميها و تذهب له
مدت يدها الممسكة بإحدي المناديل الورقية
هدأت شهقاته لجزء من الثانية ينظر لتلك اليد الممتدة له ، وجه مقلتيه الدامعتين نحوها ثم اعاد نظره للمنديل، شعر بالاهانه لانها رأته و هو في اضعف حالاته ، هي شعرت بأنها سببت له نوع من الاحراج
" تفضل "
سحب المنديل من يدها و جفف دموعه بعد ان استنشق سائل انفه، استعاد رابطة جأشه و نظر لها بنظرات متسائلة
" لا تظن انني اُشفق عليك و انني اريد معرفة سبب حزنك و هدوئك الدائم "
تحدثت سويون و هي تنظر بعينيه بنظرات متوترة نوعاً ما
" اذا لمَ انتِ هنا؟ "
لم تستطع الاجابة علي ذلك السؤال فهي حتي نفسها لا تعلم سبب وجودها هناك، هي فقط لم ترد رؤيته حزيناً ليس هو فقط بل تريد للجميع ان يكونوا سعداء
" جونغكوك انا اعلم انني لستُ بذلك القرب منك و لكنني اكره رؤيتك حزيناً كزميلين علي الاقل "
اعطته ظهرها رغبةً في ذهابها و لكنها توقفت و نظرت بجانبها قبل ان تتكلم
" و لا تقلق لن اخبر اي احد عن الموضوع "
~~~
" صباح الخير امي "
تحدثت سويون و هي ترتدي حقيبة ظهرها
" صباح الخير... كيف كان الحفل؟ "
تحدثت السيدة كيم و هي تضع طعام الافطار علي المائدة و تتخذ لنفسها مكاناً
" كان رائعاً... سأذهب الان قبل ان اتأخر "
خرجت من المنزل عقب انهاء جملتها و تجاهلت نداءات والدتها التي كانت تحثها علي الاكل قبل الذهاب
~~~
" سويون "
رفعت سويون ناظريها نحو مصدر الصوت الذي ينادي بأسمها
" لمَ غادرتِ باكراً؟ "
اردف جيمين الذي جلس بمقعده المجاور لها هي و يوجين
" اسفة جيمين و لكني اضطررت للمغادرة باكراً لاني قد وعدت امي بألا اتأخر "
" لقد قلقتُ عليكِ... اقصد انا و يوجين لقد اعتقدنا انه قد طرأ امراً ما لذا ذهبتِ باكراً "
اومأت له بتفهم مع ابتسامة صغيرة زينت ثغرها ثم اعادت نظرها الكتاب امامها قبل ان تنظر لجيمين مجدداً
" اين يوجين؟ "
" يوجين لقد رأيتها بالخارج منذ قليل و كانت تتحدث مع إحدي المعلمين "
حركت رأسها بإمائة خفيفة مع إعادة نظرها للكتاب امامها، اسندت وجنتها اليمني علي راحة يدها بينما تنتظر يوجين و معلم الكيمياء
دخل جونغكوك الصف و نظر لسويون التي رفعت نظرها اليه ظنناً منها انه يوجين و لكنها اعادت إنزال رأسها حين رأته هو في حين انه تقدم ليجلس بمقعده الذي يقع خلف مقعدها
دخلت يوجين و اخيراً و تبعها مُعلم الكيمياء الذي بدأ بشرح الدرس فور دخوله
~~~
" يوجين يمكنكِ الذهاب و انا سألحق بكِ "
كانت تلك سويون المنهمكة بأعادة كُتبها الي حقيبتها
" حسناً سويون و لكن لا تتأخري حتي تجدي مكاناً لكِ "
اومأت لها سويون بلطف قبل ان يختفي طيف يوجين من امامها
انتهت من اعادة كُتبها المدرسية الي حقيبتها و نهضت من مكانها مُتجهة نحو الكافتيريا لتناول الغداء
~~~
نهض جونغكوك من مكانه و اتجه للكافتيريا التابعه للمدرسة، حمل صينيته بكلتا يديه و اصبح يتحرك امام منضدة الطعام، يسكُب لنفسه الطعام ثم اتجه نحو إحدي المقاعد الشاغرة و جلس يتناول طعامه بهدوء
كان وحيداً كالعادة فهو قد بدأ بالجلوس وحيداُ منذ سنتين تقريباُ بعد انتهاء صداقته مع جيمين
لاحظ وقوف احداً ما بجانبه لذلك رفع بصره و وجدها سويون
" هل يمكنني الجلوس معك؟... فكما تري لا يوجد اماكن اخري شاغرة "
نظر لها بهدوء قبل ان يسمح لها بالجلوس معه، اتخذت لها مقعداً امامه و بدأت بتناول طعامها بهدوء
شعر جونغكوك بالتوتر قليلاً و لكنه شعر بجزء بسيط من عدم الارتياح لوجود احداً يشاطره مقعده الذي جلس فيه وحيداً لمدة سنتين متتاليتين
اختلس النظر اليها لجزء من الثانية و وجدها تلعب بكرات اللحم بواسطه ملعقتها
" الا تشعرين بالجوع؟ "
سأل و هو يشعر بالتوتر الشديد فتلك المرة الاولي له التي بقوم بطرح موضوع للتحدث حوله
" هااه... لا ليس كذلك و لكني لا احب اللحم انا افضل الخضروات "
" هل انتِ نباتية؟ "
رفعت مقلتيها نحوه و هي تدحرج رأسها يميناً و يساراً نافية
" كلا لستُ نباتية و لكن اذا وُجد الدجاج و اللحم فانا اختار الدجاج "
اومأ لها بهدوء مع ابتسامه حاول بقدر الامكان بإخفائها و ها هي اول معلومه قد اكتسبها عن شخصاً ما، عادت له نوبة التوتر حين عاد بذاكرته ليوم امس و خاصه في الحفل
اراد تحريك شفتيه بنية إخراج بعض الكلمات و لكنه تلعثم
" سو-يون كن-ت او-د الاعتذ-ار عن وقاح-تي مع-كِ ام-س "
توسعت حدقتيها نتيجة لما تفوه به للتو ، فهي قد كونت فكرة عنه بأنه قليل الصداقات و الكلام كذلك و لكنه قد خطيَ خطوة جيده بمحاولة الاعتذار
" لا بأس حقاً انا اتفهم موقفك "
عاد كل واحداً منهم لعالمه الخاص هي عادت لتناول طعامها بينما تبعد كرات اللحم عن الخضروات بينما الاخر حمل كتاب الفيزياء و بدأ بمراجعة دروسه التي قد سبق و تم شرحها
دقات الجرس قد اعادت كلاً منهم لواقعه جونغكوك الذي حمل كتبه و غادر الكافتيريا ليعود لصفه و سويون التي حملت طبقه مع خاصتها لتعيدهم بعد ان طلبت منه ان يتركه و انها ستأخذه
ارادت الذهاب للصف مجدداً و لكن صوت جيمين اوقفها
" سويون! "
ألتفتت لمصدر الصوت الذي ناديَ بأسمها
" اين كُنتِ؟ "
زمت شفتيها قليلاً قبل ان تحركها " لقد كُنت اتناول الغداء "
" انا اعلم و لكني لم اراكِ لذلك شعرت بالقلق عليكِ "
عقدت حاجبيها بتعجب و لكنها اعادتهم لوضعيتهم الطبيعية قبل ان تومئ له و ترافقه للصف قبل ان يتأخروا و تتم معاقبتهم
~~~
انتهي الدوام الخاص باليوم الذي بات مرهقاً حقاً و لكنها شعرت بسعادة حين انتهي ذلك اليوم الشاق وقفت من مضجعها، اعادت كتبها الي داخل حقيبتها و طلبت من جيمين و يوجين ان ينتظراها في الخارج الي حين انتهائها من تجميع اغراضها
حملت حقيبتها و ارادت الذهاب و لكنها القت نظره علي مقعد جونغكوك الخالي و وجدته قد نسي كتابه هناك زفرت الهواء بتذمر حتي تطايرت خصلات شعر غرتها
امسكت الكتاب و دسته داخل حقيبة ظهرها قبل ان تهرول للخارج وجدت احد المعلمين و قامت بسؤاله عن عنوان منزل جونغكوك، كتب لها عنوان منزله داخل ورقة صغيرة توسطت يديها
شكرته قبل ان تتركه متجهة نحو يوجين التي كانت تنتظرها برفقة جيمين امام البوابة الرئيسية
" اسفة لجعلكم تنتظرون "
" لا بأس سويون هيا بنا لنرحل "
امسكت يوجين بيد سويون تسحبها معها، سارت سويون معهم نصف المسافة تقريباً ثم توقفت
" ما الامر سويون لمَ توقفتِ؟ "
" في الواقع لقد نسيت احديَ زميلاتي كتابها بالصف لذلك سأذهب لاعادته لها "
هي لا تعلم لمَ كذبت عليهما ربما لوجود جيمين الذي احست بمقته الشديد لجونغكوك
تركتهم و ذهبت نحو العنوان الذي بدي سهلاً الوصول اليه، كان يسكن بحي مرموق للغاية
" حسناً انه الرقم 7 ... انه هناك "
ابتسمت بسعادة حين وجدت رقم المنزل، تحركت بخطوات وئيدة نحوه، رفعت اناملها رغبةً في دق الجرس
ثانية مرت قبل ان يُفتح الباب و يظهر من خلفه رجل يبدو بالخمسين من عمره و لكن لا يمكنك التأكد من عمره بسبب شعره الذي مازال باللون الاسود
" عفواً و لكن هل هذا منزل جيون جونغكوك "
نظر لها ذلك الرجل بنظرة مرحبة قبل ان تشق وجهه ابتسامة واسعه
" نعم انه هو "
ابتعد ذلك الرجل عن الباب تاركاً مساحة كافية لها لتدخل قبل ان يطلب منها الدخول
" سيدي لقد اتيت لاعيد كتاب جونغكوك لقد تركه بالمدرسة "
اومأ لها والد جونغكوك بعد ان وضع امامها عصير البرتقال و بعض رقائق البطاطا و الشوكولاته الفاخرة
" حسناً سأستدعيه حتي تنهي ذلك العصير "
~~~
" جونغكوك يوجد فتاة تريدك بالاسفل "
اومأ له جونغكوك و يبدو كأنه توقع هوية تلك الفتاة ، وضع نظاراته علي عينيه قبل ان يخرج من الغرفة مُتجهاً للاسفل
وجدته سويون لذلك انتصبت من مكانها و نظرت له و رأت فرق الطول بينهما كانت هي تصل لمستوي صدره تقريباً
" لقد نسيت كتابك بالصف "
" اوه حقاً... شكراُ لكّ "
غلف التوتر كلماته و مد يده ممسكاً بالكتاب، تبادلت عينيه النظرات مع عينيها لدقائق قبل ان تفصل هي ذلك التواصل البصري
" حسناً لقد تأخرت لذا سأذهب الان "
حملت حقيبة ظهرها و ارادت الرحيل و لكن استوقفها صوت جونغكوك
" انتظري سأوصلكِ للمنزل "
رفعت مقلتيها نحوه قبل ان تخرج الكلمات من بين شفتيها
" كلا لا داعي..."
" ابنتي دعيه يوصلكِ هيا بني اذهب معها "
اعلنت سويون استسلامها و رفعت الراية البيضاء امام كلاهما و بالفعل خرجت هي و جونغكوك من منزله متجهين نحو منزلها
كان الصمت و التوتر يُغلفان الجو، كلاهما يريد التحدث لتغيير تلك الشحنات و ذلك التوتر و لكن لم يجد كلاهما موضوعاً لطرحه
- سويون -
- جونغكوك -
تحدث كلاهما في ذات الوقت لذلك نظروا لبعضهم و ارتسمت ابتسامه علي محياهما
" حسناً اخبرني بما تُريد "
وضع جونغكوك يديه بجيوب بنطاله و نظر في الارض لبرهة من الزمن ثم رفع نظره امامه كأنه يحاول تجميع الكلمات و ترتيبها
" في الواقع اردت شكركِ علي ذلك اليوم الذي ساعدتيني به "
عقدت حاجبيها تفكر عن اي يوم يتحدث ، هل يمكن انه يتحدث عن نفس الموضوع الذي ارادت هي محادثته به
" اي يوم تقصد؟ هل تقصد حين ذهبتُ معك للممرضة "
شعر بقليل من الحرج لتذكره ذلك اليوم و كيف كان ضعيفاً امامها من وجهة نظره
" نعم فقط اردت شكركِ لمساعدتي "
اخذت نفساً عميقاً و اغلقت عينيها لثوانِ قبل ان تفتحهما مجدداً و تتحدث مخاطبة اياه
" اود ان اسألك سؤالاً "
همهم لها كأجابة لتعلن هي عما داخل جوفها، عقدت حاجبيها بملامح غاضبة نوعاً ما
" لمَ لم تدافع عن نفسك ذلك اليوم؟ "
" لانني لا استطيع "
تحدث بنبرة منخفضة اقرب للهمس و لكنها تمكنت من سماعه لم تشأ طرح مزيد من الاسئلة
" جونغكوك ربما تظن انك لا تستطيع و لكنك بالفعل تستطيع... فقط فكر في الامر لمَ قد يقوموا هؤلاء بالتنمر عليك انت؟ ربما تكون قد بدوت لهم... "
" ضحية سهلة... صحيح؟ "
اخفض رأسه حزناً و لكنها توقفت عن المشي عندما وصلت الي منزلها و قبل ان تتركه وقفت امامه و نظرت في عينيه
" انت لست ضحية سهلة و لكنهم يظنون ذلك... انت من داخلك قوي و يمكنك هزيمتهم بسهولة و لكنك لا تحاول حتي... فكر في الامر و ستدرك انك تستطيع "
~~~
وقفت تنظر له من نافذة غرفتها و رأته كما هو مازال واقفاً كأنه يفكر بكلماتها لم يُطل الوقوف و التف مغادراً، ابتسمت قليلاً عليه قبل ان تذهب لتغيير ملابسها
" حسناً مَن كان ذلك الشاب ؟ "
كانت تلك السيدة كيم التي اقتحمت غرفة ابنتها للتو و بدأت بطرح اسئلتها
" انه صديق من المدرسة "
تحدثت سويون و هي تتجاوز والدتها متجهة نحو المطبخ لتناول الغداء
تبعتها السيدة كيم و هي مازالت تطرح الاسئلة علي ابنتها، جلست سويون لتأكل برفقة والدتها و هي تُجيب عن جميع اسئلة والدتها
بعد ان انتهت سويون من الاجابة عن اسئلتها بدأت والدتها بالشكوى لها عن زيادة النفقات عليها و انها تفكر بالعمل بدوام اضافي و لكن سويون رفضت
" لقد كبرت بما يكفي لاتحمل المسئولية و سأبحث عن عمل لاُزيل الحِمل عنكِ "
ابتسمت الام علي ابنتها التي كبرت و تريد المساعده بمصروف البيت
~~~
" سويون هل اعدتِ الكتاب لصديقتكِ "
كان ذلك جيمين الذي بدي مهتماً بمعرفة ما حصل و لكنها بالطبع لن تخبره انها كانت مع جونغكوك
" نعم "
قالت مختصرة الموضوع حتي يكف عن تلك الاسئلة المريبة لانه ليس من عادة جيمين ان يسأل عن التفاصيل و لكنه يُصبح مهتماً بأي شئ يخصها و هذا لا يضايقها
هي تظنه لانه يود ان يصبح صديقاً مقرباً منها او شخصاً ذا ثقة و هي بالفعل تعتبره كذلك فهي تظنه لطيفاً و لكن يوجين كانت تشعر بالحزن لعدم اهتمام جيمين بها كما يفعل مع سويون ، كما ان سويون قد لاحظت علامات الاعجاب علي وجه يوجين تجاه جيمين و لكنها لم تتأكد من ذلك و لم تشأ سؤالها عن الامر لانها ربما تُنكر الامر لذلك قررت الانتظار حتي تأتي لها يوجين و تخبرها بنفسها
~~~
انتهي اليوم الدراسي كغيره و وقفت سويون امام البوابة الرئيسية للمدرسة تنتظر يوجين و جيمين كالعادة ليغادروا سوياً
و بينما هي تقف هناك لمحت جونغكوك الذي خرج للتو و يبدو انه لم يراها لانه كان مطأطأ رأسه للاسفل
" جونغكوك! "
توقف مكانه و رفع رأسه نحو ذلك الذي ينادي بأسمه و وجد سويون تركض بأتجاهه
" اسمع كنت اود ان.... "
" سويون "
نظر كلاهما لمصدر الصوت و الذي كان جيمين الذي احتلت ملامحه معالم الانزعاج
تقدم جيمين من كلاهما و امسك بيد سويون رغبةً في سحبها من امامه و لكن اوقفه صوتها
" مهلاً جيمين هناك ما اود قوله لجونغكوك من فضلك "
نظر لها جيمين قبل ان يحول نظره لجونغكوك
" ابتعدي عنه فهو ليس كما تعتقدين "
قال جيمين و هو يرمق جونغكوك بنظرات حادة قبل ان يترك يدها
" لا تتأخري "
رفعت سويون نظرها لجونغكوك بعد ان وضعت كفها علي ذراعه
" لا تحزن... ربما هو لا يقصد ذلك "
اومأ لها و حاول تجاهل الغصة التي اجتاحت صدره و آلمته بشدة
" ماذا كُنتِ تريدين؟ "
" لقد اردت شُكرك علي ايصالي امس... شكراً لكَ "
اومأ لها بتفهم و ابتسم لها ابتسامه باهتة و تركها و ذهب و هي عادت مع اصدقائها الي منزلها
هاي اتمني يكون البارت مش ممل و انه يكون عجبكم
والله انا بحاول اخليه مش ممل + اني هحاول ادخل شوية كوميديا بس اتمني ان ميكونش دمي تقيل عليكم
اراكم في البارت القادم
و ارسموا الابتسامة علي وجهي بوضع تعليق لطيف
~~~
عقدت سويون حاجبيها قبل ان تفتح عينيها، حركت رأسها نحو مصدر الصوت الذي عكر لحظة استرخائها و وجدته يقف علي بُعد منها بينما دموعه تُغرق وجنتيه
ينظر للامواج امامه التي تصطدم في الصخور مُصدرة اصوات تستميل النفس و تصفي الذهن لم تستطع فعل شئ ، لا تعلم اتذهب اليه لتواسيه ام تبقي مكانها و تتظاهر بعدم الاهتمام
كان هذا الصراع مستمراً داخلها حتي اغلقت عينيها و اخذت نفساً عميقاً قبل ان تجر قدميها و تذهب له
مدت يدها الممسكة بإحدي المناديل الورقية
هدأت شهقاته لجزء من الثانية ينظر لتلك اليد الممتدة له ، وجه مقلتيه الدامعتين نحوها ثم اعاد نظره للمنديل، شعر بالاهانه لانها رأته و هو في اضعف حالاته ، هي شعرت بأنها سببت له نوع من الاحراج
" تفضل "
سحب المنديل من يدها و جفف دموعه بعد ان استنشق سائل انفه، استعاد رابطة جأشه و نظر لها بنظرات متسائلة
" لا تظن انني اُشفق عليك و انني اريد معرفة سبب حزنك و هدوئك الدائم "
تحدثت سويون و هي تنظر بعينيه بنظرات متوترة نوعاً ما
" اذا لمَ انتِ هنا؟ "
لم تستطع الاجابة علي ذلك السؤال فهي حتي نفسها لا تعلم سبب وجودها هناك، هي فقط لم ترد رؤيته حزيناً ليس هو فقط بل تريد للجميع ان يكونوا سعداء
" جونغكوك انا اعلم انني لستُ بذلك القرب منك و لكنني اكره رؤيتك حزيناً كزميلين علي الاقل "
اعطته ظهرها رغبةً في ذهابها و لكنها توقفت و نظرت بجانبها قبل ان تتكلم
" و لا تقلق لن اخبر اي احد عن الموضوع "
~~~
" صباح الخير امي "
تحدثت سويون و هي ترتدي حقيبة ظهرها
" صباح الخير... كيف كان الحفل؟ "
تحدثت السيدة كيم و هي تضع طعام الافطار علي المائدة و تتخذ لنفسها مكاناً
" كان رائعاً... سأذهب الان قبل ان اتأخر "
خرجت من المنزل عقب انهاء جملتها و تجاهلت نداءات والدتها التي كانت تحثها علي الاكل قبل الذهاب
~~~
" سويون "
رفعت سويون ناظريها نحو مصدر الصوت الذي ينادي بأسمها
" لمَ غادرتِ باكراً؟ "
اردف جيمين الذي جلس بمقعده المجاور لها هي و يوجين
" اسفة جيمين و لكني اضطررت للمغادرة باكراً لاني قد وعدت امي بألا اتأخر "
" لقد قلقتُ عليكِ... اقصد انا و يوجين لقد اعتقدنا انه قد طرأ امراً ما لذا ذهبتِ باكراً "
اومأت له بتفهم مع ابتسامة صغيرة زينت ثغرها ثم اعادت نظرها الكتاب امامها قبل ان تنظر لجيمين مجدداً
" اين يوجين؟ "
" يوجين لقد رأيتها بالخارج منذ قليل و كانت تتحدث مع إحدي المعلمين "
حركت رأسها بإمائة خفيفة مع إعادة نظرها للكتاب امامها، اسندت وجنتها اليمني علي راحة يدها بينما تنتظر يوجين و معلم الكيمياء
دخل جونغكوك الصف و نظر لسويون التي رفعت نظرها اليه ظنناً منها انه يوجين و لكنها اعادت إنزال رأسها حين رأته هو في حين انه تقدم ليجلس بمقعده الذي يقع خلف مقعدها
دخلت يوجين و اخيراً و تبعها مُعلم الكيمياء الذي بدأ بشرح الدرس فور دخوله
~~~
" يوجين يمكنكِ الذهاب و انا سألحق بكِ "
كانت تلك سويون المنهمكة بأعادة كُتبها الي حقيبتها
" حسناً سويون و لكن لا تتأخري حتي تجدي مكاناً لكِ "
اومأت لها سويون بلطف قبل ان يختفي طيف يوجين من امامها
انتهت من اعادة كُتبها المدرسية الي حقيبتها و نهضت من مكانها مُتجهة نحو الكافتيريا لتناول الغداء
~~~
نهض جونغكوك من مكانه و اتجه للكافتيريا التابعه للمدرسة، حمل صينيته بكلتا يديه و اصبح يتحرك امام منضدة الطعام، يسكُب لنفسه الطعام ثم اتجه نحو إحدي المقاعد الشاغرة و جلس يتناول طعامه بهدوء
كان وحيداً كالعادة فهو قد بدأ بالجلوس وحيداُ منذ سنتين تقريباُ بعد انتهاء صداقته مع جيمين
لاحظ وقوف احداً ما بجانبه لذلك رفع بصره و وجدها سويون
" هل يمكنني الجلوس معك؟... فكما تري لا يوجد اماكن اخري شاغرة "
نظر لها بهدوء قبل ان يسمح لها بالجلوس معه، اتخذت لها مقعداً امامه و بدأت بتناول طعامها بهدوء
شعر جونغكوك بالتوتر قليلاً و لكنه شعر بجزء بسيط من عدم الارتياح لوجود احداً يشاطره مقعده الذي جلس فيه وحيداً لمدة سنتين متتاليتين
اختلس النظر اليها لجزء من الثانية و وجدها تلعب بكرات اللحم بواسطه ملعقتها
" الا تشعرين بالجوع؟ "
سأل و هو يشعر بالتوتر الشديد فتلك المرة الاولي له التي بقوم بطرح موضوع للتحدث حوله
" هااه... لا ليس كذلك و لكني لا احب اللحم انا افضل الخضروات "
" هل انتِ نباتية؟ "
رفعت مقلتيها نحوه و هي تدحرج رأسها يميناً و يساراً نافية
" كلا لستُ نباتية و لكن اذا وُجد الدجاج و اللحم فانا اختار الدجاج "
اومأ لها بهدوء مع ابتسامه حاول بقدر الامكان بإخفائها و ها هي اول معلومه قد اكتسبها عن شخصاً ما، عادت له نوبة التوتر حين عاد بذاكرته ليوم امس و خاصه في الحفل
اراد تحريك شفتيه بنية إخراج بعض الكلمات و لكنه تلعثم
" سو-يون كن-ت او-د الاعتذ-ار عن وقاح-تي مع-كِ ام-س "
توسعت حدقتيها نتيجة لما تفوه به للتو ، فهي قد كونت فكرة عنه بأنه قليل الصداقات و الكلام كذلك و لكنه قد خطيَ خطوة جيده بمحاولة الاعتذار
" لا بأس حقاً انا اتفهم موقفك "
عاد كل واحداً منهم لعالمه الخاص هي عادت لتناول طعامها بينما تبعد كرات اللحم عن الخضروات بينما الاخر حمل كتاب الفيزياء و بدأ بمراجعة دروسه التي قد سبق و تم شرحها
دقات الجرس قد اعادت كلاً منهم لواقعه جونغكوك الذي حمل كتبه و غادر الكافتيريا ليعود لصفه و سويون التي حملت طبقه مع خاصتها لتعيدهم بعد ان طلبت منه ان يتركه و انها ستأخذه
ارادت الذهاب للصف مجدداً و لكن صوت جيمين اوقفها
" سويون! "
ألتفتت لمصدر الصوت الذي ناديَ بأسمها
" اين كُنتِ؟ "
زمت شفتيها قليلاً قبل ان تحركها " لقد كُنت اتناول الغداء "
" انا اعلم و لكني لم اراكِ لذلك شعرت بالقلق عليكِ "
عقدت حاجبيها بتعجب و لكنها اعادتهم لوضعيتهم الطبيعية قبل ان تومئ له و ترافقه للصف قبل ان يتأخروا و تتم معاقبتهم
~~~
انتهي الدوام الخاص باليوم الذي بات مرهقاً حقاً و لكنها شعرت بسعادة حين انتهي ذلك اليوم الشاق وقفت من مضجعها، اعادت كتبها الي داخل حقيبتها و طلبت من جيمين و يوجين ان ينتظراها في الخارج الي حين انتهائها من تجميع اغراضها
حملت حقيبتها و ارادت الذهاب و لكنها القت نظره علي مقعد جونغكوك الخالي و وجدته قد نسي كتابه هناك زفرت الهواء بتذمر حتي تطايرت خصلات شعر غرتها
امسكت الكتاب و دسته داخل حقيبة ظهرها قبل ان تهرول للخارج وجدت احد المعلمين و قامت بسؤاله عن عنوان منزل جونغكوك، كتب لها عنوان منزله داخل ورقة صغيرة توسطت يديها
شكرته قبل ان تتركه متجهة نحو يوجين التي كانت تنتظرها برفقة جيمين امام البوابة الرئيسية
" اسفة لجعلكم تنتظرون "
" لا بأس سويون هيا بنا لنرحل "
امسكت يوجين بيد سويون تسحبها معها، سارت سويون معهم نصف المسافة تقريباً ثم توقفت
" ما الامر سويون لمَ توقفتِ؟ "
" في الواقع لقد نسيت احديَ زميلاتي كتابها بالصف لذلك سأذهب لاعادته لها "
هي لا تعلم لمَ كذبت عليهما ربما لوجود جيمين الذي احست بمقته الشديد لجونغكوك
تركتهم و ذهبت نحو العنوان الذي بدي سهلاً الوصول اليه، كان يسكن بحي مرموق للغاية
" حسناً انه الرقم 7 ... انه هناك "
ابتسمت بسعادة حين وجدت رقم المنزل، تحركت بخطوات وئيدة نحوه، رفعت اناملها رغبةً في دق الجرس
ثانية مرت قبل ان يُفتح الباب و يظهر من خلفه رجل يبدو بالخمسين من عمره و لكن لا يمكنك التأكد من عمره بسبب شعره الذي مازال باللون الاسود
" عفواً و لكن هل هذا منزل جيون جونغكوك "
نظر لها ذلك الرجل بنظرة مرحبة قبل ان تشق وجهه ابتسامة واسعه
" نعم انه هو "
ابتعد ذلك الرجل عن الباب تاركاً مساحة كافية لها لتدخل قبل ان يطلب منها الدخول
" سيدي لقد اتيت لاعيد كتاب جونغكوك لقد تركه بالمدرسة "
اومأ لها والد جونغكوك بعد ان وضع امامها عصير البرتقال و بعض رقائق البطاطا و الشوكولاته الفاخرة
" حسناً سأستدعيه حتي تنهي ذلك العصير "
~~~
" جونغكوك يوجد فتاة تريدك بالاسفل "
اومأ له جونغكوك و يبدو كأنه توقع هوية تلك الفتاة ، وضع نظاراته علي عينيه قبل ان يخرج من الغرفة مُتجهاً للاسفل
وجدته سويون لذلك انتصبت من مكانها و نظرت له و رأت فرق الطول بينهما كانت هي تصل لمستوي صدره تقريباً
" لقد نسيت كتابك بالصف "
" اوه حقاً... شكراُ لكّ "
غلف التوتر كلماته و مد يده ممسكاً بالكتاب، تبادلت عينيه النظرات مع عينيها لدقائق قبل ان تفصل هي ذلك التواصل البصري
" حسناً لقد تأخرت لذا سأذهب الان "
حملت حقيبة ظهرها و ارادت الرحيل و لكن استوقفها صوت جونغكوك
" انتظري سأوصلكِ للمنزل "
رفعت مقلتيها نحوه قبل ان تخرج الكلمات من بين شفتيها
" كلا لا داعي..."
" ابنتي دعيه يوصلكِ هيا بني اذهب معها "
اعلنت سويون استسلامها و رفعت الراية البيضاء امام كلاهما و بالفعل خرجت هي و جونغكوك من منزله متجهين نحو منزلها
كان الصمت و التوتر يُغلفان الجو، كلاهما يريد التحدث لتغيير تلك الشحنات و ذلك التوتر و لكن لم يجد كلاهما موضوعاً لطرحه
- سويون -
- جونغكوك -
تحدث كلاهما في ذات الوقت لذلك نظروا لبعضهم و ارتسمت ابتسامه علي محياهما
" حسناً اخبرني بما تُريد "
وضع جونغكوك يديه بجيوب بنطاله و نظر في الارض لبرهة من الزمن ثم رفع نظره امامه كأنه يحاول تجميع الكلمات و ترتيبها
" في الواقع اردت شكركِ علي ذلك اليوم الذي ساعدتيني به "
عقدت حاجبيها تفكر عن اي يوم يتحدث ، هل يمكن انه يتحدث عن نفس الموضوع الذي ارادت هي محادثته به
" اي يوم تقصد؟ هل تقصد حين ذهبتُ معك للممرضة "
شعر بقليل من الحرج لتذكره ذلك اليوم و كيف كان ضعيفاً امامها من وجهة نظره
" نعم فقط اردت شكركِ لمساعدتي "
اخذت نفساً عميقاً و اغلقت عينيها لثوانِ قبل ان تفتحهما مجدداً و تتحدث مخاطبة اياه
" اود ان اسألك سؤالاً "
همهم لها كأجابة لتعلن هي عما داخل جوفها، عقدت حاجبيها بملامح غاضبة نوعاً ما
" لمَ لم تدافع عن نفسك ذلك اليوم؟ "
" لانني لا استطيع "
تحدث بنبرة منخفضة اقرب للهمس و لكنها تمكنت من سماعه لم تشأ طرح مزيد من الاسئلة
" جونغكوك ربما تظن انك لا تستطيع و لكنك بالفعل تستطيع... فقط فكر في الامر لمَ قد يقوموا هؤلاء بالتنمر عليك انت؟ ربما تكون قد بدوت لهم... "
" ضحية سهلة... صحيح؟ "
اخفض رأسه حزناً و لكنها توقفت عن المشي عندما وصلت الي منزلها و قبل ان تتركه وقفت امامه و نظرت في عينيه
" انت لست ضحية سهلة و لكنهم يظنون ذلك... انت من داخلك قوي و يمكنك هزيمتهم بسهولة و لكنك لا تحاول حتي... فكر في الامر و ستدرك انك تستطيع "
~~~
وقفت تنظر له من نافذة غرفتها و رأته كما هو مازال واقفاً كأنه يفكر بكلماتها لم يُطل الوقوف و التف مغادراً، ابتسمت قليلاً عليه قبل ان تذهب لتغيير ملابسها
" حسناً مَن كان ذلك الشاب ؟ "
كانت تلك السيدة كيم التي اقتحمت غرفة ابنتها للتو و بدأت بطرح اسئلتها
" انه صديق من المدرسة "
تحدثت سويون و هي تتجاوز والدتها متجهة نحو المطبخ لتناول الغداء
تبعتها السيدة كيم و هي مازالت تطرح الاسئلة علي ابنتها، جلست سويون لتأكل برفقة والدتها و هي تُجيب عن جميع اسئلة والدتها
بعد ان انتهت سويون من الاجابة عن اسئلتها بدأت والدتها بالشكوى لها عن زيادة النفقات عليها و انها تفكر بالعمل بدوام اضافي و لكن سويون رفضت
" لقد كبرت بما يكفي لاتحمل المسئولية و سأبحث عن عمل لاُزيل الحِمل عنكِ "
ابتسمت الام علي ابنتها التي كبرت و تريد المساعده بمصروف البيت
~~~
" سويون هل اعدتِ الكتاب لصديقتكِ "
كان ذلك جيمين الذي بدي مهتماً بمعرفة ما حصل و لكنها بالطبع لن تخبره انها كانت مع جونغكوك
" نعم "
قالت مختصرة الموضوع حتي يكف عن تلك الاسئلة المريبة لانه ليس من عادة جيمين ان يسأل عن التفاصيل و لكنه يُصبح مهتماً بأي شئ يخصها و هذا لا يضايقها
هي تظنه لانه يود ان يصبح صديقاً مقرباً منها او شخصاً ذا ثقة و هي بالفعل تعتبره كذلك فهي تظنه لطيفاً و لكن يوجين كانت تشعر بالحزن لعدم اهتمام جيمين بها كما يفعل مع سويون ، كما ان سويون قد لاحظت علامات الاعجاب علي وجه يوجين تجاه جيمين و لكنها لم تتأكد من ذلك و لم تشأ سؤالها عن الامر لانها ربما تُنكر الامر لذلك قررت الانتظار حتي تأتي لها يوجين و تخبرها بنفسها
~~~
انتهي اليوم الدراسي كغيره و وقفت سويون امام البوابة الرئيسية للمدرسة تنتظر يوجين و جيمين كالعادة ليغادروا سوياً
و بينما هي تقف هناك لمحت جونغكوك الذي خرج للتو و يبدو انه لم يراها لانه كان مطأطأ رأسه للاسفل
" جونغكوك! "
توقف مكانه و رفع رأسه نحو ذلك الذي ينادي بأسمه و وجد سويون تركض بأتجاهه
" اسمع كنت اود ان.... "
" سويون "
نظر كلاهما لمصدر الصوت و الذي كان جيمين الذي احتلت ملامحه معالم الانزعاج
تقدم جيمين من كلاهما و امسك بيد سويون رغبةً في سحبها من امامه و لكن اوقفه صوتها
" مهلاً جيمين هناك ما اود قوله لجونغكوك من فضلك "
نظر لها جيمين قبل ان يحول نظره لجونغكوك
" ابتعدي عنه فهو ليس كما تعتقدين "
قال جيمين و هو يرمق جونغكوك بنظرات حادة قبل ان يترك يدها
" لا تتأخري "
رفعت سويون نظرها لجونغكوك بعد ان وضعت كفها علي ذراعه
" لا تحزن... ربما هو لا يقصد ذلك "
اومأ لها و حاول تجاهل الغصة التي اجتاحت صدره و آلمته بشدة
" ماذا كُنتِ تريدين؟ "
" لقد اردت شُكرك علي ايصالي امس... شكراً لكَ "
اومأ لها بتفهم و ابتسم لها ابتسامه باهتة و تركها و ذهب و هي عادت مع اصدقائها الي منزلها
هاي اتمني يكون البارت مش ممل و انه يكون عجبكم
والله انا بحاول اخليه مش ممل + اني هحاول ادخل شوية كوميديا بس اتمني ان ميكونش دمي تقيل عليكم
اراكم في البارت القادم
Коментарі