ادفعوا الظلام بعيداً عن عيني بوَضع نجمة🌠 تنير طريقي في الظلمات
و ارسموا الابتسامة علي وجهي بوضع تعليق لطيف

~~~

عادت سويون الي منزلها و بدلت ملابسها ، اتخذت من سريرها مضجعاً لها بحيث اراحت رأسها علي وسادتها تتأمل السقف، تفكر بما حدث اليوم مع جيمين و جونغكوك

" لمَ قد يتصرف جيمين مع جونغكوك بتلك الطريقة الفظة "

اعتدلت بجلستها و حملت هاتفها عقب استقبالها لمكامله من جيمين

" مرحباً جيمين "

تحدثت سويون و هي تخلل اناملها بين خصلات شعرها بعفوية

" سويون.. كنت... اود.. مقابلتك.. "

لاحظت سويون ان التوتر يغلف كلمات جيمين و لكنها لم تفهم السبب لذلك قبلت بمقابلته بينما علي الصعيد الاخر

كان صديقنا جيمين الذي بعد ان سمع موافقتها بدأ يرقص بحماس و كأنه حصل علي جائزة ما او ربح باليانصيب، و لكن ما لم يدركه جيمين انه لم يغلق الخط و قد سمعت سويون هتافاته و صراخه

" جيمين أانت بخير؟ "

تحدثت سويون و هي تضع يدها علي فمها كمحاولة لكتم ضحكاتها

تصبغ جيمين باللون الاحمر بعدما ادرك ما حدث و حاول ان يبدو طبيعياً

" نعم "

قال كلمته و اغلق الخط ثم اخذ نفساً عميقاً يحاول استعادة رابطة جأشه

اغلقت سويون الخط و خرجت ضحكات لطيفة من ثغرها قبل ان تنتصب من مكانها لتبديل ملابسها

~~~

" جونغكوك ألن تأكل؟ "

قال السيد جيون بحزن عقب دخوله لغرفة ابنه الذي بعد ان وصل من المدرسة ظل جالساً في غرفته

" لا "

كان ذلك جونغكوك الذي كان جالساً علي سريره يضع رأسه بين ركبتيه و يحاوط قدميه بذراعيه

تقدم السيد جيون من ابنه و جلس بجانبه علي السرير و اصبح يربط علي كتفه بهدوء و هو حزين علي حال ابنه الذي تغير منذ عامين

فأبنه لم يكن هكذا من عامين بل كان يكره البقاء وحيداً عكس الان، فأغلب وقته اصبح يقضيه وحده في غرفته حتي انه اصبح نادراً ما يخرج من المنزل

" هل هذا بسبب جيمين ؟ "

رفع جونغكوك رأسه نحو والده، تألم قلب السيد جيون علي حال ابنه عينيه كانتا متعبتين و وجه الذي يبدو شاحباً بعض الشئ، بدا جونغكوك متعباً و مرهقاً

" ابي انا افتقد جيمين القديم.. "

" انا اعلم و لكنه المخطئ ليس انت.. كان يجب عليه ان يفهم ما حصل و ان يثق بكَ قليلاً و ليس ان يتهمك "

دحرج جونغكوك رأسه نافياً بحركة سريعه و هو يغمض عينيه، عقد حاجبيه بحزن

" كلا هو لم يخطئ... ربما اذا كُنت مكانه كُنت سأفعل الشئ ذاته "

لم يُعجب السيد جيون بكلام ذلك القابع امامه

" جونغكوك انت لم تخطئ... لا تُحمل نفسك ذنب ما حصل... و الان دعك من هذا هيا لتتناول طعامك فأنت لم تأكل منذ عُدت من المدرسة "

" كلا ابي لا اشعر بالجوع اذهب انت و انا سأدرس قليلاً "

غادر السيد جيون الغرفة تاركاً جونغكوك الذي انتصب من مضجعه و اتخذ له مكاناً علي مكتبه و بدأ بالدراسة

~~~

تسير بالطرقات متجهة نحو المطعم المُتفق عليه مع خصلات شعرها التي تتمايل يميناً و يساراً و غرتها التي تتطاير علي عينيها و وجنتيها ، وصلت للمطعم و بحثت عن جيمين و لكنه تبين انه لم يحضر بعد

اتخذت لنفسها مكاناً تنتظر حضوره ، اسندت وجنتيها علي راحة يدها تناظر المارة من خلال الزجاج بجانبها حتي قاطع شرودها صوت النادل

" ماذا اُحضر لكِ سيدتي؟ "

تحدث النادل و هو يحمل بيده كتيب صغير مع قلم و ينتظر ان تُعلمه بطلبها

" انا انتظر شخصاً لذا سأطلب حين يأتي "

اومأ لها النادل تاركاً إياها تعود بنظرها للزجاج مجدداً

حضر جيمين و لمحها جالسة في إحدي الطاولات فذهب لها و اتخذ من الكرسي المقابل لها مكانناً

" انا اسف علي تأخري و لكن الازدحام شديد "

اومأت له بتفهم مع رسم ابتسامه خفيفة زينت ثغرها

" هل طلبتي شيئا؟ "

حركت رأسها نافية  " كُنت انتظرك "

أشار للنادل ليأخذ طلبيهما، حضر النادل و معه الكتيب الخاص بالطلبات و اعطي لكل منهما قائمه الاطعمة و المشروبات

" ماذا ستأخذين؟ "

سأل جيمين مستفسراً

" سأخذ طبق من الراميون مع بعض قطع الدجاج و مشروب غازي "

" حسناً نُريد طبقين من الراميون مع قطع الدجاج و مشروبين غازيين "

" سيجهز الطلب خلال 15 دقيقة "

تحدث النادل مغادراً طاولاتهما سامحاً لهما بالتحدث براحة

" حسناً جيمين ما سبب هذه المقابلة؟ "

اسند جيمين مرفقيه علي الطاولة امامه مع ابتسامه واسعة جعلت من عينيه تختفي

" في الواقع لا يوجد سبب فقط اردت الخروج و التحدث معكِ "

" حقاً؟ "

سألت سويون بحاجبين مرفوعين

" نعم انها العطلة سويون كما انني شعرت انكِ ستشعرين بالملل في المنزل لذا تعاطفت معكِ و طلبت منكِ الخروج معاً "

خرجت ضحكة من سويون و جيمين في ذات الوقت بعد ان انهي جيمين حديثه

دقائق مرت حتي احضر النادل طلبيهما و جلس الاثنان يتناولان طعامهما بنهم

~~~

في اليوم التالي كان اخر يوم بإجازة نهاية الاسبوع و غداً سيكون بداية اسبوع دراسي جديد

لذا جلست سويون ذلك اليوم تراجع دروسها و تدرس ما تم شرحه خلال الاسبوع الماضي
و لكنها واجهت صعوبة في فهم الرياضيات فهي تُعد عقبة في طريق سويون

علي الرغم من ان سويون متفوقة في دراستها و هي طالبة ذكية و لكنها لم تحصل علي علامات كاملة بمادة الرياضيات كما انها تمقتها بشدة فهي تطلق عليها مادة الجحيم

ظلت تدرس منذ ان افرقت جفنيها في الصباح الباكر حتي اتي موعد الغداء
لذا تركت الكُتب المتناثرة علي السرير بطريقة عشوائية و لبت نداء والدتها

مرت نصف ساعه ثم عادت سويون لغرفتها مجدداً لتُنهي ما بدأته

رتبت غرفتها عقب انتهائها من دراستها و وضعت الكُتب الخاصة بيوم غد في حقيبة ظهرها ثم ألقت بجذعها علي السرير لتغط بنومٍ عميق

~~~

خرجت من المنزل متأخراً عن عادتها نتيجة لإستيقاظها متأخراً لذلك اُضطرت لركوب الحافلة

صعدت للحافلة و لكنها لم تجد مكاناً شاغراً لذلك ظلت واقفة بينما تتمسك يدها بالمقبض الخاص بالحافلة

كان جونغكوك جالساً في الحافلة يضع سماعات الرأس بينما يُمسك هاتفه ينتقل بين الاغاني ليضغط علي إحداها، ثم وضع هاتفه داخل جيب بنطاله

رفع عينيه بحركة عفوية منه و لمحها واقفة امامه شرد قليلاً في ملامحها و لاحظ انها كادت ان تسقط بسبب دوران الحافلة بشكل مفاجئ

لذا انتصب من مكانه و ذهب لها امسك يدها بينما هي تعجبت و كانت علي وشك الصراخ قبل ان تلاحظ انه جونغكوك، توجه معها لمقعده الشاغر و جعلها تجلس مكانه بينما هو تمسك بالمقبض بجانبها

ابتسمت علي فعلته و اسندت رأسها علي نافذة الحافلة تراقب الطريق بهدوء
اختلس جونغكوك النظر لها و رأها علي حالتها تلك فأبتسم بخفة عليها ثم ازاح نظره بعيداً عنها

وصلت الحافلة لوجهتها لذلك غادروا الحافلة و قرروا اخذ المسافة المتبقية سيراً علي الاقدام لان موقف الحافلات يبعُد 5 دقائق عن المدرسة
سار الاثنان معاً و الصمت ثالثهما

" انتِ جميلة و لطيفة "

كان هذا جونغكوك الذي قام بوضع يديه بجيوب بنطاله و نظره علي الطريق امامه

زُهلت سويون من كلمات جونغكوك و لكنه لم يُبد اي ردة فعل فقط ظل هادئاً

" شُكراً لكَ انتَ ايضاً لطيف "

تحدثت بنوع من الخجل بعد ان انزلت رأسها تناظر الارض

" سوف اهجرك "

رفعت سويون رأسها و وجهت نظرها نحوه و ضربت ذراعه

" ما الذي تقوله؟ "

تألم جونغكوك من ضربتها فأمسك ذراعه و نظر لها قبل ان يزيل سماعات الرأس

" لمَ فعلتي ذلك؟ "

لاحظت سويون للتو انه كان يضع سماعاته فأدركت انها اخطأت بحقه 

" هل كُنت تغني مع الاغنية؟ "

" نعم "

شعرت سويون بالاحراج الشديد و ارادت الهرب من امامه و لكنها لم تلحظ بوابة المدرسة من خلفها الا حين اصطدمت بها

" انتبهي "

امسكت جبينها بملامح متألمه، تحرك جونغكوك خطوتين حتي اصبح امامها و امسك رأسها بيد و يده الاخري اصبح يتلمس جبينها برفق

" لا تقلقي لن تسبب كدمات فقط اصطدام بسيط "

~~~

دخل مُعلم الرياضيات و علي وجهه ابتسامه واسعه لم تفهم سويون سبب تلك السعادة البالغة

" هذا سيئ "

كانت تلك يوجين التي وضعت يدها علي جبينها و يبدو انها تعلم ما سيحدث

" ماذا تقصدين؟ "

سألت سويون بعد ان نظرت ليوجين و قد بدا عليها التعجب

" سيقوم بأختبار مفاجئ، انها عادته عندما يبتسم بتلك الابتسامه التي اصبحنا نعرفها جيداً "

ما ان انهت جملتها وضعت رأسها علي الطاولة و هي تتمتم بكلمات غير مفهومة

" حسناً يا اولاد لدينا اليوم اختبار مفاجئ "

ازدادت ابتسامته بعد ان سمع تذمرات الطلاب

بدأ القلق يتسرب الي قلب سويون لانها تُعاني من مشكلة مع مادة الجحيم خاصتها

" سأرسب بالتأكيد "

اعطي المُعلم لكل طالب ورقة تحتوي علي 20 سؤالاً نظرت سويون للاسئلة امامها و سرعان ما توسعت حدقتيها لانها لم تستطع الاجابة سوي علي 4 اسئلة فقط

نظرت ليوجين بجانبها و وجدتها ليس افضل منها ثم حركت مقلتيها نحو جيمين و وجدت ملامحه مرتاحه كما انه يجيب علي الاسئلة بشكل جيد حتي اذا لم يحصل علي العلامات كاملة فهو قد ضمن علامه النجاح علي الاقل

انتابها الفضول لتعرف كيف حال جونغكوك، خطفت نظرة له و وجدته قد انهي امتحانه بالفعل و قد اسند رأسه للخلف و اغلق عينيه

اعادت نظرها للورقة امامها و لكن لم تتعدي اجابة نصف الامتحان

" حسناً انتهي الوقت "

بدأ المُعلم بتجميع الاوراق بينما هي حاولت حل اي سؤال اضافي قد يرفع من علاماتها و لكن فجأة سُحِبت الورقة من امامها

" يمكنكم الخروج للاستراحة "

اغلقت عينيها قبل ان تعاود فتحهم و قامت من مضجعها و كأن شيئاً لم يكن فهي لن تحزن علي إختبار مفاجئ، فهو لا يُضاف للعلامات التي تؤهلها لدخول الجامعه

~~~

" يا رفاق لمَ لا نذهب لمدينه الملاهي في نهاية الاسبوع "

كانت تلك يوجين التي قد انتابها الحماس

" انا موافق "

ابتسمت سويون و هي تومئ بالايجاب دلالة علي موافقتها

نظرت سويون حولها و لمحت جونغكوك واقفاً يبحث عن مكان للجلوس و لكن قاعه الكافيتريا كانت ممتلئة بالفعل

لاحظت سويون انه يوجد مكان شاغراً علي طاولتهم لذلك انتصبت من مكانها و توجهت نحوه

" تعال معي "

عقد جونغكوك حاجبيه و لم يفهم مغزي كلامها لذلك ظل يُحدق بها

قلبت عينيها بملل و امسكت ذراعه تشده حيث مكان طاولتهم و اخبرته ان يجلس معهم

" لمَ قد يجلس معنا؟ "

كان ذلك جيمين الذي رمق جونغكوك بنظرات مقت شديد

" جيمين هو صديقي مثلك تماماً "

تصنم جونغكوك مكانه عقب سماعه لكلمه صديق فهو لم يمتلك واحداً منذ وقت طويل نظر لها للحظات ثم عاد لواقعه

" سويون لا بأس سأجلس بمكان اخر "

" كلا جونغكوك اذا ذهبت سأذهب معك "

تحدثت سويون بنبرة منفعله قليلاً مما حدث قبل قليل

" لن اسمح له بالجلوس معنا "

حدقت سويون بعيني جيمين التي كانت ترجو منها ان تتخلي عن تلك الفكرة

" حسناً كما تُريد "

حملت صينيه طعامها و غادرت القاعه بأكملها برفقة جونغكوك تاركة جيمين الذي تألم لتركها له فكيف تترك من يهتم بها و تختار شخصاً مثله قد عرفته من بضعة ايام و لا تقضي معه وقتاً كافياً

ذهب الاثنان للجلوس بالحديقة الخاصة بالمدرسة التي كانت تحتوي علي بعض الطلاب و لكن عددهم اقل بكثير من الموجودين في الكافيتريا

" لمَ تركتيهم لاجلي كان عليكِ البقاء معهم "

كان ذلك جونغكوك الذي نظر لها و وجدها تصغر عينيها اثر اشعه الشمس التي تسللت الي وجهها

" جونغكوك انت صديقي مثله تماماً لذا يمكنك تناول الغداء معي في اي وقت كما يفعل هو "

" هل انا حقاً صديقكِ؟ "

تركت قطعه الخبز قبل ان تضعها داخل فمها و نظرت له بملامح جادة بعض الشئ

" بالطبع انت كذلك "

~~~

انتهي اليوم الدراسي و خرجت سويون من المدرسة متجهة للمنزل بعد ان ودعت جونغكوك الذي شعر بسعادة داخلية حين امتلك اول صديقة

كانت ستغادر من امام المدرسة و لكن صوت يوجين و جيمين قد اوقفها، استدارت لهم و لم يبدو عليها الغضب مطلقاً

" سويون انا اسف لما حدث في الكافيتريا و لكن انا لا احب جونغكوك ابداً "

قال جيمين و هو يمرر انامله بين خصلات شعره الشقراء بحركة عفوية

" جيمين انا لستُ غاضبة منك بل من طريقتك معه، هو لم يخطئ بشيئ "

كان جيمين سيتحدث و لكنها قاطعته مكملة حديثها بعد ان رفعت كف يدها

" ربما قد افتعل شيئاً في الماضي جعلك تتصرف معه بذلك الشكل الفظيع و لكن حاول التعامل معه جيداً لاجلي علي الاقل "

اخفض جيمين رأسه و قد بدا انه يُفكر في في كلمات سويون

" سويون هل يمكننا التوقف عن الحديث في الامر و نغادر "

اومأت لها سويون و سحبت جيمين من حقيبته و جعلته يبتهج قليلاً بعد تلك الكلمات التي تفوهت بها و شعرت انها قد جرحته

" انا اسفة جيمين علي ما قلت قبل قليل "

ابتسم لها جيمين و حرك رأسه نافياً كأنه يقول لا بأس

وصلت سويون الي منزلها و اخبرت والدتها انها ستبدأ بالبحث عن عمل من يوم غد لذا ربما قد تعود متأخراً

انهت كلامها مع والدتها و صعدت لغرفتها لتبدأ بمراجعة ما تم شرحه اليوم

~~~

تمام هنقف هنا و اتمني انكم تقولولي رأيكم بصراحة في الكومنتات و اعملوا كومنتات بين الفقرات لانها بتفرق معايا جداً

و لو حد عنده اي سؤال ممكن يسيبه و انا هجاوب عليه ☺

نتقابل في البارت القادم

💜