مقدمة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
30
30
ادفعوا الظلام بعيداً عن عيني بوَضع نجمة🌠 تنير طريقي في الظلمات

و ارسموا الابتسامة علي وجهي بوضع تعليق لطيف بين الفقرات

~~~

" جيمين؟! "

سألت بملامح منصدمة

اسند السيد جيون مرفقيه علي الطاولة يناظرها أخذاً نفساً عميقاً

" قام جيمين بإخبار جونغكوك أنكِ تُحبينه هو و انكِ فقط تُشفقين علي جونغكوك ليس أكثر و عدم إعترافكِ له دفعه للتصديق "

صُدمت سويون مما سمعته كيف؟ لم تفهم ماذا يقصد السيد جيون بقوله أن جيمين هو السبب؟

" جي-مين!! "

تلعثمت حين نطقت اسمه نظراً لصدمتها في أكثر الاشخاص كان بجانبها، لمَ قد يفعل جيمين ذلك؟ هل لانه أحبها و لكنها فضلته أكثر كصديق

كلا لقد تقبل الامر و تخطاه و لكن لمَ قد يفعل ذلك؟

انتصبت من مضجعها ناظرة للسيد جيون

" سأغادر "

اومأ لها السيد جيون بهدوء مُقدراً حالتها بعد ما سمعته، غادرت سويون المكان مُتجهة نحو منزل جيمين

~~~

دخل السيد جيون إلي منزله حزيناً علي سويون فماذا فعلت لتُخدع بتلك الطريقة البشعة من أقرب الاشخاص إليها

- صديقها -

هي فتاة بريئة لا تستحق كل ما حدث لها، جلس علي الاريكة مُريحاً ظهره للخلف مغمضاً عينيه بتعب

دقائق قليلة مرت ثم فتح عينيه من جديد لتقع علي تلك الورقة المطوية علي الطاولة أمامه

أمسك بكأس الماء بجانبها يتجرع منه ليروي عطشه و نظره لم يُفارق تلك الورقة

اعاد الكأس علي الطاولة ثم أمسك الورقة فتحها ليبدأ في قرائتها

" مرحباً ابي، إذا كُنت تقرأ هذه الان فهذا يعني أن طائرتي ستُقلع بعد عشرة دقائق من الان

اسف لسفري دون إخبارك و لكني لم أعد أحتمل أود الابتعاد قليلاً، لا استطيع رؤية سويون و هي تتألم بسببي و لكن ما بيدي شيئ لفعله

اعدك أني سأتواصل معك يومياً ، اعتني بها ارجوك من أجلي

سأشتاق إليك كثيراً ، أُحِبُكَ، جونغكوك "

هطلت دموع السيد جيون بعد أن أنهي قرائته لرسالة ابنه و قد زادت بعد أن لاحظ دموعه التي كانت علي الورقة مما يدل علي أنه كان يبكي و هو يكتبها

" سأشتاق إليك أيضاً "

~~~

دقت سويون الباب الخاص بمنزل جيمين و انتظرت لثوانٍ قبل أن يظهر طيف جيمين من الجهة المقابلة

" سويون! ماذا.... "

كاد أن يُكمل و لكنها تحدثت مقاطعة إياه

" لمَ فعلت ذلك؟ "

سألت بعينين باكيتين

" فعلت ماذا؟ و لمَ تبكين؟ ماذا حدث؟ "

سأل عدة أسئلة بنبرة قلقة متوترة

" لمَ كذبت علي جونغكوك و أخبرته أنني أُحِبُكَ؟ لمَ فعلت ذلك؟ هل تُدرك أن بسبب ما قلته قرر الابتعاد عني؟

لقد كُنت السبب بتألم كلانا؟ جيمين لقد كُنت صديقي لمَ فعلت ذلك؟ لمَ؟ "

انهمرت دموعها بغزارة بينما تناظره

قطب جيمين حاجبيه بغضب ضاغطاً علي أسنانه

" جونغكوك... جونغكوك... جونغكوك.. لمَ دائماً تُفكرين به؟ جونغكوك خائن، خان ثقتي به لم يأبه بصداقتنا لم يهتم بمَ سأشعر حين أعلم؟

كيف لكِ أن تتهاوني مع شخص وضيع للغاية مثله؟ انا واثق أنه أرغمكِ علي حُبه كما فعل مع يوي، فلا يجب أن أتوقع شيئ أخر من وغد مثله "

لم تتحمل سويون كلمات جيمين القاسية بحق جونغكوك، رفعت يدها صافعة إياه بكل قوتها حتي جعلت من رأسه تلتف للجهة المعاكسة لها

" توقف، جونغكوك لم يُرغمني علي حُبه بل احببته بإرادتي هو ليس وغداً بل انتَ ، انت شخص أناني للغاية

تريد كل شيئ أن يُصبح ملكك فحسب، انت مَن لا يأبه بمَن حوله لم تهتم بمشاعر يوجين التي كانت تكنها لك منذ زمن

لم تهتم لمشاعر جونغكوك حين صفعته لاجل يوي بدون أن تجعله يدافع عن نفسه

لم تهتم بمشاعري حين ابعدتني عن مَن أُحب "

وضع جيمين يده مكان صفعتها مُعيداً نظره نحوها

" و مَن اهتم بمشاعري؟ مَن اهتم بمَ اشعر؟ "

سأل ممسكاً كتفيها

افلتت كتفيها من بين قبضتيه ناظرة له بسخط شديد

" يوجين فعلت، حين اخبرتها أنكَ تُحبني لم تمتنع عن محادثتك، جونغكوك ايضاً فعل حين ظل ينتظرك أن تأتي و تحادثه رغم معرفته أن ذلك مستحيل "

صمت كلاهما لدقائق كان جيمين يُفكر بكلماتها بينما هي تنظر إليه بشفقة بعد فقدانه لاصدقائه و كونه قد أصبح وحيداً

" جيمين، فكر مجدداً بشأن ما فعلت "

غادرت بعد تلك الجملة التي جعلته يُفكر مجدداً

~~~

لم يجلس جيمين بمنزله بل قرر السير قليلاً عله يجد حلاً يُصلح به ما قام بكسره

دس كلتا يديه بجيوب بنطاله يركل الحصوات الصغيرة الموجودة بالطريق

بدأ المطر بالتساقط علي جميع أجزاء المدينة، توقف جيمين عن السير رافعاً رأسه نحو السماء مبتسماً بسخرية و إنكسار

" يبدو أن ليس أصدقائي فقط هم الغاضبين مني بل السماء أيضاً "

أكمل سيره بعد تبلله بالكامل لعدم حمله لمظلة، ظل يجوب الطرقات حتي اصطدم بفتاة كادت تسقط علي الارض و لكنه اسرع و أمسك يدها الحاملة لمظلة

" انا اسف  "

اعتذر عن عدم ملاحظته لها

" جيمين؟! "

تحدثت ناظرة له بإبتسامة لطيفة متفاجئه من رؤيته

رفع جيمين نظره إليها يحاول التدقيق في ملامحها ليتعرف عليها

" يوي!! "

سأل بنبرة مندهشة

" نعم مرحباً جيمين، كيف حالك؟ "

سألت مُعيدة بضعة خصلات خلف أذنها

" انا بخير، ماذا تفعلين هنا؟ اعني هل تعيشين هنا؟ "

سأل مستفسرا :

" في الواقع أتيت لقضاء بعض الوقت مع جدتي، رائع انني قابلتك هل لديك رقم هاتف جونغكوك أو عنوان منزله؟ "

سألت بإحراج

" هل لي بأن اعرف لمَ؟ "

سأل مستفسرا :

" كُنت أود الاعتذار منه و منك كذلك، عما حدث بالمرحلة المتوسطة جونغكوك لم يُحاول التقرب مني

بل انا مَن فعلت و لكنه قام برفضي، لم يكن يود أن تُهدم صداقتكما بسببي "

كانت تتحدث بينما تبتسم تتذكر ما حدث بلطف

و لكن جيمين كان علي النقيد، دمعت عينيه حين و أخيراً أدرك كم خطئاً ارتكبه بحق جونغكوك

" اللعنه "

قذف بكلمته قبل أن يركض تاركاً علامة إستفهام كبيرة تتراقص داخل رأسها

ركض ليري جونغكوك و يُخبره أنه اسف عن كل ما فعله، تألم جيمين و هطلت دموعه ألماً

كان يركض و دموعه تزداد كلما قفزت ذكري سعيدة له مع جونغكوك، تذكر كم كان لطيفاً

تذكر كيف كان يُدافع عنه ضد المتنمرين و لم يكن يهتم إذا كان سيُضرب أم لا لم يهتم أبداً بجروحه أو ألامه بل كان يهتم بخاصة جيمين

دموع جيمين كانت صادقة فلقد تم إزالة الغشاوة من علي عينيه لتُمكنه من الرؤية و لكنه وجد نفسه داخل حفرة عميقة مظلمة

لن يستطيع الخروج منها بدون مساعدة شخص ما و هذا الشخص لن يكون أحداً غير جونغكوك صديقه الذي سيستعيده

ركض حتي وصل لمنزل جونغكوك دق الباب بكل ما لديه من قوة

فُتح الباب ليظهر طيف السيد جيون من خلفه، تفاجئ من رؤية جيمين يقف أمام باب منزله بهذا الشكل

كان جيمين مبتلاً بالكامل و عينيه تذرفان الدموع، رق قلب السيد جيون رغم غضبه منه

" ماذا تُريد؟ "

سأل عاقداً حاجبيه بغضب

" سيدي أين جونغكوك؟ أرجوك أخبره أنني أود محادثته "

تحدث جيمين بنبرة باكية متمسكاً بيد السيد جيون

" جونغكوك ليس... "

كاد أن يُكمل و لكن جيمين قد قاطعه حين إجتاز السيد جيون

توقف حين رأي سويون تجلس علي الاريكة بهدوء و دموعها تُغرق وجنتيها

" جونغكوك... "

صاح جيمين باسمه يستدعيه للنزول و التحدث إليه

زادت دموع سويون حين سمعت اسم جونغكوك ضاغطة علي أناملها المتشابكة ببعضها تمنع إنهيارها

" جونغكوك، أرجوك دعنا نتحدث قليلاً فقط "

صاح مجدداً و لكنه لم يتلقي أي جواب، ألتفت نحو السيد جيون الذي كان يراقبه بعينين دامعتين

توجه جيمين نحوه ممسكاً كتفيه بترجي

" أرجوك، دعني اتحدث إليه اخبرني أين هو؟ "

سأل من بين دموعه التي لم تتوقف عن الهطول

" جونغكوك ليس هنا "

تحدث السيد جيون مُنزلاً رأسه نحو الارضية بحزن

" إذا أين هو؟ اعطني رقم هاتفه علي الاقل، سأذهب للتحدث إليه "

سأل مجدداً مُخرجاً هاتفه

" لقد ذهب بعيداً، لقد سافر جونغكوك لم يعد متواجداً هنا "

صاحت سويون بعد أن انتصبت من مضجعها موجهة كلامها لجيمين الذي أستدار نحوها بملامح منصدمة

" ماذا؟ سافر؟ "

قال بنبرة منخفضة مُنصدماً بالكامل

" نعم، لم يستطع التحمل لذا قرر الابتعاد هل انتَ سعيد الان؟ لقد رحل بسببك "

تحدثت من بين شهقاتها

هنا تذكر كلمات جونغكوك التي قالها له قبل بضعة سنوات

" ستدرك فيما بعد أنني برئ و لكن حينها سيكون الاوان قد فات "

سقط جيمين علي الارض مُنهاراً بعد تذكره لتلك الكلمات

" كلا أرجوك جونغكوك عُد، لقد أدركت خطأي أرجوك عُد لاصلح ما حدث "

تحدث بعد سقوطه علي الارض مُنهاراً بالكامل، نادماً، متألماً علي ذهاب صديقه

تقدم السيد جيون نحو جيمين المُلقي علي الارض بعد أن مسح دموعه

جعله يستقيم ليواجهه، أمسك كتفيه لا يعلم ما يجب فعله؟ هل يُعاتبه لانه كان السبب بحزن و تألم ابنه أم يُشفق عليه بعدما أدرك خطأه؟

نظر جيمين بعيني السيد جيون ثم لم يُطل التحديق حتي اندفع لمعانقته

" لقد أدركت للتو ماذا يعني جونغكوك لي؟ لقد أدركت خطأي و جئت لاصحله و لكنه ذهب ، انا اسف للغاية عن حماقتي و لكنني كُنت غبياً للغاية

حين لم أصدق صديقي الوحيد و جعلته يتألم كل تلك المدة و هو يتحمل الاهانات من قِبلي

هو لم يتذمر مطلقاً بل كان يصمت فحسب كان يتصرف و كأن شيئاً لم يكن... "

كان جيمين يتحدث بحرقه مُحتنضاً السيد جيون و لكن سويون قد قاطعته بصراخها

" يكفي.. أرجوك توقف لم أعد استطيع التحمل، قلبي لا يستطيع التماسك أكثر من ذلك

هل كان عليه الرحيل؟ هل كان عليه تركِ؟ لمَ يحدث كل ذلك معي؟ ماذا فعلت بحياتي ليحدث كل ذلك؟ "

تحدثت بعد أن خرجت عن شرنقتها ثم بدأت الكلمات تخرج بهدوء منها نتيجة لذلك الدوار الذي عاد لها

أمسكت رأسها مُغمضة عينيها ثم بدأت تفتحهما ببطئ لتري كل ما حولها مشوشاً ثم سقطت فاقدة لوعيها

اسرع إليها جيمين حاملاً إياها، خرج من المنزل مع السيد جيون الذي ركض مسرعاً لسيارته متجهين نحو أقرب مستشفي

~~~

" حالتها حالياً مستقرة ، و لكنها تعرضت لضغط عصبي شديد "

قال الطبيب عقب خروجه من غرفة الفحص

" و لكن ما سبب الاغماء؟ "

سأل السيد جيون مستفسراً

" هي لم تتناول الطعام منذ مدة لذا هذا يفسر سبب فقدانها للوعي، اعتنوا بها "

قال الطبيب مربتاً علي كتف السيد جيون الذي أومأ له بهدوء، نظر نحو جيمين الذي كان يجلس علي أحد المقاعد عاقداً يديه أمام صدره يناظر الفراغ أمامه

" هل تسببت بكل ذلك؟ هل كُنت السبب في كل ما مر به جونغكوك و سويون و يوجين من حزن؟ كم انا وضيع للغاية "

تحدث مُفرجاً عن دموعه من جديد

انتصب جيمين من مضجعه مُتجهاً نحو غرفة سويون، دلف للداخل موجهاً نظره نحوها

كانت نائمة بعد أن اعطاها الطبيب إبرة مُهدئة ،  نظر لذلك الانبوب الذي يخترق جسدها المرهق ليُغذي خلاياها التي تطالب بالغذاء

جلس بالكرسي المجاور لسريرها تاركاً دموعه التي ابت التوقف، امسك بيدها مُقرباً إياها من رأسه

" سويون انا اسف حقاً علي كل ما مررتي به، اعلم أن اعتذاري لن يُفيد بشيئ و لن يُرجع جونغكوك و لكنني اشعر بالالم لاجلكِ، اشعر بالندم لجعلكِ بتلك الحالة

اعلم أنني لا استحق أن يكون لدي أصدقاء مثلكم، حتي الفتاة الوحيدة التي احبتني قد كُسر قلبها بسببي

لقد تأكدت من انها كانت مَن أُحب مُنذ قامت بصفعي كم كُنت غبياً حين غفلت عن مشاعرها

قد تأكدت من مشاعري نحوها و لكن الاوان قد فات ،  خسرتها مرتين كما فعلت مع جونغكوك تماماً "

صمت لبرهة يستنشق سائله شارد الذهن، كان يُخرج تنهيدات متفاوتة و لكنها تحمل جو الكأبه المُخيم داخله

رفع نظره نحوها ليجدها مُستيقظة تستمع إليه، تحاول كتم دموعها العالقة بين رموشها

ضحك ساخراً من ذاته مُحولاً نظره في أنحاء الغرفة مُعيداً بصره نحوها

" هل قُمت بإزعجاكِ حتي أثناء نومكِ؟ يا لي من وغد لعين "

ترك يدها لينتصب من مضجعه و لكنها مَن لم تتركه تلك المرة

" انت لم تخسر كل شيئ بعد، اذهب لاستعادة يوجين فهي بحاجتك أكثر من أي شخص أخر "

~~~

خرج جيمين من المشفي بعد كلمات سويون التي جعلته لا يفقد الامل بعد مازال أمامه فرصة

انتظر إلي أن يُفتح الباب عقب طرقه، ظهر طيف والدها الذي ابدي ملامح مرحبة بجيمين و هذا ما زاد من تعجبه

" جيمين، هذا انت تفضل بالدخول "

ابتسم السيد كيم عقب رؤيته لجيمين الواقف أمام الباب

سحبه للداخل مُستدعياً ابنته ، هبطت يوجين الاسفل لتلبية نداءات والدها

و لكنها توقفت مكانها بصدمة حين وجدت جيمين الذي يقف بجانب والدها، لمحت هيئة جيمين التي بدت مختلفة عن غير العادة

" هل يُعقل أنه كان يبكي؟ "

همست لنفسها بعد أن عقدت حاجبيها بحركة لا إرادية

" يوجين، لقد جاء جيمين لرؤيتك "

تحدث السيد كيم مخاطباً ابنته

" ماذا تفعل هنا؟ "

سألت مستفسرة :

نظر السيد كيم نحوها بنظرات تنبيه بأن تتحدث معه بإحترام ثم نظر نحو جيمين مبتسماً

" اذهبا للجلوس بالحديقة قليلاً "

نبس مبتسماً رغم تحديقاته المُحذرة ليوجين

تحركت يوجين و مِن خلفها جيمين نحو الحديقة، جلس جيمين علي الاريكة ناظراً نحوها مُصغراً عينيه

" لمَ اتيت؟ "

سألت مُكتفة يديها أمام صدرها

" هلا جلستي أولاً؟ "

طلب منها بنبرة هادئة جاعلاً تستجيب له و لكن رغماً عنها حين رأت والدها يُشير لها بالجلوس

" يوجين.. لا أعلم هل سيُجدي كلامي نفعاً أم لا ؟ و لكن يجب علي قوله ، لقد جئت اليوم بعد شعوري الكامل بالندم علي كل قُمت بفعله

لسويون، جونغكوك و حتي انتِ، يوجين بعد تحدثكِ إلي ذلك اليوم قُمتِ بإزالة الغشاوة من علي عيناي

لقد ابصرت الخطأ الذي ارتكبته "

رفع رأسه نحوها و لكنه وجد وجهها لا يحمل أي ملامح كان خالياً كانت مازالت تعقد ذراعيها أمام صدرها تراقب كل حركة و فعل يقوم به

انزل رأسه مجدداً نحو يديه مُعقباً

" انا أُحِبُكِ يوجين "

رفعت حاجبيها مُندهشة مما سمعت كما انزلت يديها بعيداً عن صدرها

" ادركت شعور أن تُحب أحداً هو لا يهتم لمشاعرك، ادركت كم الالم الذي شعرتي به، شعرت بذات الشعور حين تأكدت من مشاعري نحوكِ و لكني لم استطع البوح بها

لم استطع مواجهتكِ ، لم استطع الوقوف أمامكِ حتي "

ادمعت عيناه أثناء حديثه و لكنه ازالها قبل أن تسقط

رأته يوجين يبكي لذا وضعت يدها علي كتفه، رفع إليها نظره رأها تبتسم بلطف

" انا أيضاً أُحِبُكَ جيمين "

ابتسم حين سمع كلماتها التي جلبت السعادة لقلبه

" و لكن اسفة لا استطيع مسامحتك "

زالت إبتسامته و شعر بأنه سقط من النعيم إلي أرض الجحيم، كلماتها كانت قاسية علي أن يتحملها قلبه خاصة و هو بتلك الحالة

انتصبت يوجين من مضجعها ناظرة نحوه مُعيدة ذراعيها أمام صدرها مجدداً

" لم يعد لدي ما اقوله ،  يمكنك الانصراف "

قامت بطرده و لكن بطريقة مؤذية أكثر

انتصب من مضجعه ناظراً لها مُبتسماً بإنكسار مُتمالكاً دموعه العالقة بين رموشه نظر لها

" سأذهب و لكن تذ-كري هذا لن يُغ-ير شعوري "

تلعثم أثر دموعه التي تُهدد بالسقوط

غادر جيمين ثم حضر والدها شاعراً بغضب عارم

" لمَ قُمتي بطرده؟ لمَ فعلتي ذلك؟ "

سأل صارخاً بغضب

عانقته يوجين سامحة لدموعها بالهطول كما تشاء بعد أن حاولت إخفائها أمامه

" يوجين؟ "

نبس السيد كيم مُحتضناً ابنته بقلق بعد إختفاء غضبه

" ماذا حدث؟ "

سأل بقلق مُربتاً علي ظهرها

" ابي، انا أُحِبُه كثيراً "

~~~

عاد جيمين إلي منزله مكتئباً، حزيناً، مُنكسراً شعر بالتعب الشديد بعد ذلك اليوم الحافل بالاحداث السيئة التي طبعت درساً لن ينساه مدي حياته

ورده اتصال هاتفي من والديه بعد انقطاع دام لشهر كامل، نظر نحو هاتفه و لكنه تجاهله

لم يشعر برغبة بالرد، حين توقف عن الرنين امسكه ثم قام بإغلاقه حتي لا يُزعجه فيكفي حقاً ما حدث اليوم

قرر الاستلقاء قليلاً عله ينام و يُريح ذهنه، لا يعلم ما سيقوم بفعله بعد هذا اليوم و لكنه كان متأكداً من أنه لن يترك يوجين لتضيع منه مُجدداً

اغلق جفنيه بعد لحظات فقط من استلقائه، استسلم لعقله الذي يُطالب بالنوم

~~~

- بعد عامين -



" سيدي، أود معرفة مكانه بالتحديد أرجوك فالامر هام "

نبس جيمين عبر هاتفه ممسكاً بأحد الملفات ينتقل بين صفحاته

" نعم، هذا الاسبوع منذ يومين تقريباً "

ترك الملف من يده مُمسكاً بأخر

" نعم.. نعم هذا هو، شكراً لاهتمامك بالموضوع "

تنهد براحة بعد أن اغلق هاتفه حاملاً سترته مُستعداً للخروج

طرق باب منزل سويون و انتظر لبرهة ثم طرقه مُجدداً و لكنه لم يتلقَ أي رد كما لم يشعر بحركة أي أحد داخل المنزل

" مازال الوقت باكراً، هل يُعقل أنها ذهبت؟ "

سأل نفسه ناظراً إلي ساعه يده، ثم قرر الرحيل و التوجه نحو منزل يوجين

~~~

فتح السيد جيون باب منزله سامحاً لسويون بالدخول

" صباح الخير سيدي "

نبست سويون بإبتسامة صغيرة زينت ثغرها

" صباح الخير سويون كيف حالكِ اليوم؟ "

سأل مستفسراً

" انا بخير "

اجابت عقب جلوسها علي الاريكة المقابلة له

" سأحضر لكِ بعض الشاي الساخن "

انتصب السيد جيون من مضجعه مُتجهاً نحو المطبخ يُعد بعض الشاي له و لسويون

اخرجت سويون هاتفها، فتحت سجل الرسائل خاصتها هي و جونغكوك

" اشتقت لكَ كثيراً، متي ستعود؟ "

بعثت له رسالة لتنضم لكتلة الرسائل المتراكمة مُنذ سافر و التي لم يقم بقرائتها حتي الان

خرجت من محادثتهما و توجهت نحو الصورة التي تجمعهم، تلك التي قاموا بإلتقاطها بعد إصرارها علي ذلك حين كانوا بالمخيم

ابتسمت بهدوء ثم رفعت يدها تُزيل دموعها التي تُهدد بالسقوط

" كيف كان العام الاول بالجامعه ؟ "

سأل السيد جيون واضعاً كأس الشاي أمامها

" كان رائعاً و لكنه كان مُتعباً للغاية "

جلس السيد جيون حاملاً كأس الشاي خاصته، وضع ساق فوق الاخري موجهاً نظره ناحيتها

" نعم سيكون مُتعباً بالبداية و لكنكِ ستعتادين.. "

صمت. لبرهة يُدقق النظر بملامحها التي غطتها إبتسامتها و لكنها كاذبة

" هل كُنتِ تبكين؟ "

سأل واضعاً كأس الشاي جانباً

" كلا انا بخير "

زيفت إبتسامتها و لكنه كمشها كالعادة

" سويون.. أمازلتِ تبكين؟ لقد مر عامان بالفعل "

نبس ناظراً لها بقلق

" نعم قد مر عامان و لكني مازلت اشتاق له، مازلت انظر لصورتنا، مازلت اتذكر مرحنا سوياً

مازلت اتذكر ذلك اليوم الذي اعترف لي بحبه، مازلت ابعث له تلك الرسائل لم اشعر باليأس لانني متأكدة بأنه سيعود

مازلت أُحِبُه و انتظر عودته "

~~~

" انتَ مجدداً ألم تيأس بعد؟ انتَ تأتي إلي هنا مُنذ عامين و انا استمر برفضك "

سألت يوجين عقب رؤيتها لجيمين يتحدث مع والدها

نظر لها بإبتسامة صغيرة زينت ثغره

" لم و لن أفعل، و حقاً إذا اردتي التخلص من إزعاجي ليس لديكِ سوي اختيار واحد "

كلماته لفتت إنتباهها، عقدت ذراعيها أمام صدرها تنتظر بقية حديثه

اقترب جيمين منها ثم همس بجانب أذنها

" عليكِ قبول الزواج مني "

ابتسم حين لاحظ تأثير الصدمة علي ملامحها، توسعت مقلتيها، تصمنت مكانها أما هو فقد ابتسم مُغادراً المنزل

صعدت يوجين إلي غرفتها، اغلقت بابها مُتكئة عليه من الداخل

وضعت يدها ايسرها مكان قلبها تحديداً تُهدئ من ضربات قلبها الذي يتراقص في الداخل

" بارك يوجين "

ابتسمت مُخفية وجهها بعد اتخاذها من الارضية مكاناً لها

~~~

أمسكت سويون هاتفها تُرسل له رسالة أخري لتتراكم مع مَن سبقوها

" تعلم رغم عدم رؤيتي لك لحولين كاملين و لكني اشعر أن ملامحك ستكون قد تغيرت ، ستكون وسيماً للغاية مع بذلة سوداء و شعر مرفوع "

خاطبت نفسها مُبتسمة ثم عكر جوها رنين هاتفها، نظرت لشاشته لتري اسم يوجين يُنير هاتفها

قبلت المكالمة بدون تفكير طويل واضعة الهاتف علي أذنها

" انا أمام الباب، لذا اسرعي لدي اخبار سارة "

ابتسمت سويون عقب إغلاقها لهاتفها، ركضت نحو باب منزلها لتقوم بفتحه

" احزري ماذا حدث؟ "

سألت يوجين عقب جلوسها بجانب سويون

" ماذا هل ظهرت نتيجة إختباراتكِ؟ "

عقدت يوجين حاجبيها

" كلا بل الامر أكثر روعة من ذلك بكثير "

تحمست سويون لمعرفة ماذا حدث مع يوجين؟ ليجعلها مبتهجة لهذا الحد

" هيا اخبريني "

رسمت ملامح ذات عبوس لطيف علي محياها مُمسكة بيدي يوجين

" لقد طلب جيمين الزواج مني "

صرخت سويون بسعادة مُحتضنة يوجين

" حقاً؟ و بمَ أجبتيه؟ "

سألت مستفسرة :

" في الواقع لم أُجبه، شعرت بالاحراج لقول ذلك "

وضعت سويون إحدي يديها علي رأس يوجين مُبتسمة

" سأتصل به لاُخبره "

حملت هاتفها ثم نقرت علي اسم جيمين واضعة الهاتف علي أذنها بينما يوجين فعلت مثلها وضعت

أذنها علي الجانب الاخر من الهاتف لتستمع لما سيقوله جيمين

" مرحباً سويون "

" مرحباً جيمين، انا احمل لكَ أخباراً سارة للغاية "

نبست ناظرة ليوجين التي تصبغت باللون الاحمر من فرط خجلها

" حقاً؟ ماذا؟ اخبريني "

سأل بنبرة تخللها الحماس الشديد

" مبارك لك سيد جيمين، يوجين قد وافقت علي الزواج منك "

ابعدت الهاتف عن أذنها بسرعة بعد صراخه الذي و إن دل علي شيئ سيدل علي سعادته و رقصه بمنتصف الطريق

~~~

امسك جيمين بيد يوجين ساحباً إياها معه لافتتاح حفل خطبتهما بالرقصة الاولي

حاوطت يديه خصرها بينما وضعت هي يديها حول عنقه ينظران بعيني بعضهما البعض

رسم جيمين إبتسامة سعيدة لانه و أخيراً تمكن من الوصول لذلك اليوم الذي قد اصلح به ما كسره

كانت فرحته في ذلك اليوم لا تضاهي اي يوم أخر بحياته، فبعد تأكده من مشاعره اتجاه يوجين لم يستسلم و لم يفقد الامل الذي بعثته له سويون

ظل يُحاول مراراً و تكراراً حتي تمكن من إرضائها، نظراته لها كانت نظرات فخر كمَن حصل علي جائزة أو فاز بإحدى المسابقات

بينما علي الصعيد الاخر كل ما كان يجول في ذهن يوجين هو ذكرياتها مع جيمين السعيدة منها و الحزينة

عُرضت أمام عينيها كشريط لفيلم سينيمائي ، ابتسمت بخجل واضعة رأسها علي كتفه مستسلمة تماماً لسحره

اغمضا عينيهما يتميلان بخفة مع ألحان الموسيقي الهادئة

كانت سويون تناظرهم بسعادة بالغة حتي تخيلت نفسها هي و جونغكوك مكانهما

" حقاً كم افتقد وجودك "

همست لنفسها قبل أن ترفع يديها تُزيل تلك الدمعه التي فرت هاربة إلي وجنتها

عادت لواقعها حين سمعت تصفيق جميع الحضور الذي ايقظها من شرودها

" سويون هل يُمكنكِ التأكد من كمية الورود بجانب البحيرة؟ "

طلب جيمين بطلف

أومأت له بهدوء حاملة طرف فستانها لتتمكن من السير، قادت قدميها حيث البحيرة

تأكدت من وصول كمية الورود المطلوبة كما طلب منها جيمين

اخرجت هاتفها لتبعث رسالة أخري إلي جونغكوك

" تمت خطبة يوجين و جيمين "

نقرت علي زر الارسال كالعادة و لكن تلك المرة كانت مختلفة

نظرت لجميع رسائلها التي قامت ببعثها له مُنذ سافر لتتأكد من أنه...

- قرأها -

نظرت بجانب اسمه لتلمح ذلك اللون الاخضر بجانبه مما يدل علي أنه مُتصل

" اللعنه إنه يكتب "

نبست مُحدقة إلي شاشة هاتفها مصدومه من أنه و بعد كل تلك المدة يقوم بمراسلتها

" هل ستنتظريني؟ "

اسرعت بالرد

" بالتأكيد، سأنتظر "

نقرت علي إرسال لتتلقي رسالة أخري منه

" لقد فقدتي الكثير من الوزن "

رسالته جعلتها تعقد حاجبيها، كيف عرف إذا فقدت الوزن أم لا؟

" كيف عرف أنني... مهلاً "

رفعت رأسها ثم استدارت خلفها لتجد رجل ذو بذلة سوداء و ملامح قد تبدلت لتُناسب عمر الشباب كما ازداد طوله عدة سنتيمترات قليلة

يقف خلفها يُناظرها بعينين ملئتهما الدموع

تصنمت مكانها مُنصدمة مما تراه عينيها، هل هذا هو حقاً؟ أم انها قد جُنت؟

" تعلمين كم اشتقت لكِ، و اين خاتمنا؟ "

سأل بنبرة مترددة علي وشك البكاء

رفعت يدها التي تحمل خاتمهما بعد تجمع الدموع بعينيها هي الاخري

" ماذا عنك؟ "

سألت بنبرة باكية

رفع هو الاخر يده التي تحمل خاتمهما

تقدم منها بخطوات وئيدة، نظر بعينيها الدامعتين و رأي ملامحها التي مازالت تحمل البراءة في أعماقها

ذمت شفتيها للداخل تحاول منع ذاتها من البكاء، ارتجفت شفتيها بتردد

انت شخص سيئ للغاية
انت شخص سيئ
سيئ
سيئ

ضربته بقبضتيها الصغيرتين علي صدره تزامناً مع صراخها بوجهه

لم يتحمل أكثر، لم يتحمل بُعدها عنه أكثر رغم تواجدها أمامه

امسك كلتا يديها ساحباً إياها نحو صدره يُعانقها، حاوطها بكلتا ذراعيه

يُحاول تهدئة ايسره الذي يتراقص داخل أضلعه شوقاً

اسندت سويون رأسها علي صدره تبكي بهدوء

" هل تعلم كم مرة أردت بها مُعانقتك و انتَ لم تكن هنا؟ "

سألت بنبرة هادئة حزينة

" اعلم... اعلم انا اسف، لقد أخبرني جيمين بكل شيئ "

نبس مُغمض العينين

" اعدكِ لن ابتعد مجدداً "

نبس مُحتضناً وجنتها بين كفيه مُزيلاً دموعها

" انا أُحِبُكَ جونغكوك "

نبست مُحاوطة خصره مجدداً

ابتعد عنها مُحتضناً وجنتيها بين كفيه مُلصقاً جبينهما

" لا تبكِ، لن يتواجد الحزن بيننا بعد الان "

ادلي مُعاوداً إحتضانها مُجدداً

~~~


تمت ~.

2/8/2020___29/1/2021




© Monia Zanata,
книга «Will U Wait».
Коментарі
Упорядкувати
  • За популярністю
  • Спочатку нові
  • По порядку
Показати всі коментарі (1)
جو ليآ
30
يولولولولولولولي نهاااية سعيييدة
Відповісти
2021-01-29 12:44:00
1