Chapter 16
سبع رفيقات .
هي كانت الاخيرة .
هي المفتاح لهذا اللغز .
هي المخرج من هذه المتاهة .
هي منقذته من تلك الخطيئة .
خطيئة عليه ان يدفع عمره كله لأجلها .
_______________________
"لقد بحثنا عنكي في كل مكان"
"لقد خفنا ان يكون حصل لكي شئ"
"الالفا شعر انكي بخطر و افزعنا جميعا"
هي ظلت تتلقي الكثير من تلك الكلمات و الجمل التي تعبر عن مشاعر الفرح التي عمت الكل فور ظهرت بين الاشجار عند العثور عليها طوال طريق العودة الي المجموعة .
لكن شيئا ما كان يشغل تفكيرها و بالطبع انتم تعرفونه,
السبع رفيقات .
برغم من استحالة صحة كلامها الا و انها شعرت بأنها علي حق, لكن لماذا يراودها هذا الشعور علي الدوام؟
هل لأنه لا يخبرها بما يخفيه عنها؟ لأنه يحمل سر كبير او بمعني اصح..خطأ بشع قد اخطئه في الماضي؟
عقلها لم يكن حاضرا معهم و هم يخبروها بمدي سعادتهم بعثورهم عليها لأنه كان سارحا بالتفكير بعيدا و قد لاحظ هذا الامر جايس الذي كانت ذراعاه ملتفة حول كتفها ممسكا بالمعطف الذي وضعه عليها كي يدفئها بحرارته علي الاقل .
كان متأكدا من ان اجنس اخبرتها شيئا و بالتأكيد كان يتعلق بما حصل في الماضي, هو كان يعلم بخطتها و كل ما تفعله, حتي يوم جنازة ترافيس عندما سقط من المنصة في منتصف قوله لخطاب الالفا..هو يعلم سبب كل شئ .
البعض رأي ان ايفا كان شيئا ما يشغل تفكيرها لكن معظمهم لم يهتم بل ظلوا يلقون الكلمات المفرحة التي من الممكن ان تخرجها من التفكير في اينما كانت اللعنة التي جلست بها لمدة يوم كامل لكن من لم يترك التفكير في شكل وجهها بعد احتضانها لجايس لوقت طويل شعروا ان نهاية العالم قادمة و هم لازالا محتضنين بعضهم كانت فرانسيس .
كانت تفكر مثل جايس بضبط..حتي انها بعد ان بدأوا بالتوجه رجوعاً الي المجموعة كانت تعابير ايفا تخفي الكثير من الافكار و وجهها يدل علي شدة تركيزها في التفكير، لذلك خطرت في بالها فكرة تعلم ان جايس من الممكن ان يطلبها منها بأي حال .
جايس و فرانسيس لاحظوا ان هناك شيئاً خاطئاً بها و لكن ضمن من لم يلاحظوا هذا كان فينيكس .
هذا الفتي الذي شعر بنفس رعبها حين تجمع عليهم الكائنات في المتجر و اخذوها بالقوة بينما كان يحاول ان يحميها و يأخذها بعيداً عنهم، كانوا قد تغلبوا عليه و قاموا بإمساكهم بإحكام حتي لم يستطيعا الإثنان التحرك .
بغض النظر عما رآه الاثنان من اشكال لكائنات تجعل بدنك يقشعر من بشاعة مناظرها و كثرة اللكمات التي تلقاها من الالفا التي جعلته يشعر بالذنب اكثر انه لم يستطيع تحريرها منهم لإنه كما تربي و كما تمشي المجموعة بقوانينها في التدريب، علي الرجل حماية الانثي سواء كانت رفيقته ام لأ .
و هذا القانون كان مستمر منذ ان كان والد جايس الالفا الخاص بالمجموعة في التدريبات، لذلك لم يراود فينيكس غير الشعور بالذنب منذ ان تُرك وحده في المتجر برغم من قدرته الخارقة كمستذئب للالتئام و الوقوف علي اقدامه مرة اخري الا انه شعر بالشلل يعتريه من اول اعلي رأسه الي اسفل قدمه .
لولا طيبة قلبه و صفاء روحه لما كان نسي كل ما حصل في تلك الفترة المؤلمة، و هاهو الآن كان يضحك و يلهو هو و ايلفيس حولهم و ضحكاتهم تعلو في المكان .
"توقفوا عن ذلك..انتم مزعجين" قالتها بلايك مبتسمة بإرتياح و طرف عيناها كان علي ايلفيس الذي كان يمرح مع فينيكس .
بعد وقت ليس بطويل كانوا قد وصلوا الي المجموعة و استقبلهم كاي عندما تواصل احد حراس الحدود معه بعودتهم .
"مرحباً بعودتك الفا..حمداً علي سلامتك ايفا" قالها كاي الينا عندما وصلنا انا و جايس الي بيته الذي كان كاي به .
"شكراً لك، كاي" قلتها له بإبتسامة صغيرة بينما شعرت بجايس اومئ له .
*هل رأيتي كيف كان الناس ينظرون الينا؟*
*اعتقد ان هذا كان بسبب وجودي بين ذراعي الالفا الخاص بهم*
*لكن ما اعجبني في الأمر هو نظرات النساء، فليحترقوا بغيرتهم*
منذ سماعنا بما قالته آجنس في ذلك الوقت، آريس غيرتها علي جايس ازداد عكس كل الغضب الذي احشوه منه لكنها تؤثر علي و انا اؤثر عليها .
هي بالفعل اصبحت عصبية مثلي بضبط اما انا فأشعر بالغيرة و اريد تقطيع وجوه كل من تفكر بإيقاع نظرها عليه مثلها تماماً .
بعد دخولنا المنزل قام بتركي و الذهاب الي فتح الستائر اما اما فذهبت الي الاريكة امام التلفاز و يداي متمسكة بالمعطف الاسود خاصته الذي وضعه علي في طريقنا الي هنا .
لم الاحظ اني شردت قليلاً و عقلي انجرف الي الافكار التي ملأت رأسي .
هناك شيئاً خاطئ .
"تعلمين اني كنت سأموت فزعاً عليكي عندما شعرت بالخطر عن طريق ذئبينا" اتي بجانبي و جلس و علي الاريكة قريباً مني و ابتسامته الدافئة التي دائما تزين وجهه ظهرت لكنها..لم تجعلني اشعر بالارتياح مثل كل مرة .
اومئت بإبتسامة مزيفة له و هو حاول الاقتراب مني اكثر لكن رفعت يدي لأوقفه و جسدي علي استعداد بالإبتعاد عنه اكثر .
مالذي فعلته للتو؟
حل الصمت بيننا و عيناه تحدق بي الا ان خاصتي لا تستطيع رفع نظري اليه بل كل ما افعله هو الشد علي المعطف اكثر و محاولة عدم تلاقي اعيننا مع بعضها .
"ايفا، هل انتي بخير؟" سأل لاجيب عليه بسرعة ايضاً دون النظر اليه..هناك شيئاً خاطئاً بي..
"لا، ليس هناك اي شئ"
"اخبريني مالذي حصل..انا اعلم ان آجنس من اخذتك و هي بالتأكيد ستخبرك شيئاً يجعلك تتصرفين بهذا الشكل" صمتت قليلاً و انا افكر بكلامه، بالتأكيد انا لا اتحمل موضوع السبع رفيقات ذلك لكن شئ ما بي يجعلني لا اريد الاقتراب منه .
"ايفا، تكلمي معي" عيناه مثبتة علي و انا لا استطيع النظر اليه، كإن هناك من يريدني الابتعاد عنه .
او..كإن هذا الشعور نابع مني .
"ايفا.." خيبة الامل كانت واضحة في صوته و لكن..انا ليست من سماتي ان الهزيمة لتلك المشاعر .
"لقد قالت لي بإنك كانت لديك سبع رفيقات" و اخيراً رفعت وجهي للنظر اليه .
كل ما اخذته من وجهه هي الصدمة , كأنه لم يتوقع ان تكون قد قالت لي كلاما مثل هذا .
و لكنها فعلت .
"و انا اكون الثامنة" اكملت بحديثي و هو لازال لم يتحرك, موجات من المشاعر الاتية منه, هو لا يستطيع ايجاد الكلمات المناسبة لقولها في موقف كهذا كأنه يؤكد لي ان ما قالته كان صحيحا .
"جايس..هل ما قالته كان صحيحا؟" علي الفور ابعد نظره عني و مسح علي ركبتيه ثم ارجع تركيزه علي مرة اخري,استطيع الشعور من طريقة تنفسه انه متوتر .
"رد علي الان..هل ما قالته صحيحا؟" اعدت قول السؤال و هذه المرة أكثر بطئا من المرة السابقة و نظري مثبت عليه كأني احاصره بكلماتي .
"ايفا..لا اظن انه يجب علي ان اخبرك بذلك الموضوع الان-.."
"اذا متي؟! في كل يوم اكتشف شيئا لعينا اخر عنك! و الان ساحرة تقوم باختطافي و تثرثر في اذني بكلام ليس له معني عن خطيئة و عدم غفران و الان انت تؤكد لي ان كلامها كان صحيحا عندما قالت انه كان لديك سبعة رفيقات!..و ماللعنة في خطبك؟! انا رفيقتك بحق الاله و انت طوال الوقت تدفعني عنك بعيدا بعد كل مرة اقترب منك و احاول فهم ما يحصل, كيف من الاصل ان يحظي مستذئبا علي هذا العدد اخبرني!"
انا لم اشعر بنفسي وقتها, فقط جعلت كل الكلمات التي لم اشعر اني حبستها منذ وقت طويل تخرج من فمي بتلك الطريقة, انا فقدت السيطرة و سمحت لعصبيتي ان تحل مكاني, لا يمكن لأحد لومي فأنا منذ ان نزلت قدمي علي ارض تلك المجموعة و انا كل ما اواجهه هو غموض من الشخص الذي من المفترض بي ان احبه..هاهو يبعدني بأسراه تلك عني .
"ايفا فقط اهدأي و استمعي -.." هو كان يحاول تهدأتي و انا بدون شعور كنت اصرخ في وجهه لكني لا استطيع الهدوء, شيئا ما بداخلي يدفعني اكثر و يشجعني علي اقامة شجار معه .
"و هل عندما اهدأ سوف تخبرني بأي شئ؟ انا في كل مرة استمع لكلامك و برغم رغبتي في معرفة كل شئ لكني اطيعك و لا اسأل عما يحصل مرة اخري,,لكن سبع رفيقات ليس قليلا جايس..انت واللعنة ورائك شئ كبير و انا لن اسكت سوي عند اخبارك لي بكل ما يحصل!" الشعور تمكن مني و صراخي اصبح عاليا حتي ان ذئبتي لم تعد مالذي يحصل لي, انا فقط غاضبة..غاضبة من كل شئ يفعله .
"ايفا انتي لا تفعلي شيئا سوي وضع رؤسنا جميعا بالوحل.."
"و اخبرني ما معني ذلك يا سيد جايس؟ هل هو ايضا متعلق بالكائنات ام هو يتعلق بالسبع رفيقات؟! "
"ايفا-.."
"تلك العلاقة لن تنفع ان استمريت بتلك اللعنة التي تقوم بها, اتعلم ماذا؟! انا لن اظل واضعة يدي علي خدي اكثر من ذلك منتظرة من حضرتك ان تخبرني بأسرارك و كيف استطعت ان تحظي بالسبع رفيقات خاصتك..انا ايفانجلين كراوفورد ارفض.."لقد فقدت صوابي, حتما لقد فقدت صوابي و اريس لم تعد تستطيع السيطرة علي..لقد تعبت و انتظرت و لم اعد احتمل الوضع و بعد كل ذلك, من يسمي رفيقي لازال لا يريد اخباري ماذا يحصل هنا .
"ايفانجلين توقفي!"
"ارفض الالفا جايس واترز"
هو نظر لي بأعين متسعة و ظل يحدق بي..
*مالذي فعلتيه.."
سمعت صوت اريس بداخلي لأتنفس ببطء و احاول استرجاع صوابي مرة اخري..لقد رفضت جايس .
لقد رفضت رفيقي..
لكن هناك شيئا خاطئ..
لم لا اشعر بالرابط بيننا يكسر..
"ايفا.."
"مالذي يحصل؟..لماذا لا ينقطع الرباط؟..ذئبتي لازالت تشعر بك, لماذا لا تبتعد عني و تريحني!"
"هذا لن يحصل.." كلماته جعلتني في حالة صدمة و بدون شعور عيوني ادمعت بينما هو ينظر بصمت .
"هناك شيئا واحدا استطيع اخبارك به الان" انفاسي اهتزت و انا جسدي مجمد علي وشك الانهيار في اي لحظة .
"م ما هو..؟" .
"انها لم تكن تكذب عندما قالت ان كان لدي سبع رفيقات" .
_______________________
"ايفا، عليكي ان تذهبي اليه و تتحدثي معه."
كانت تسير جانب فينيكس الذي ظل يلح عليها بأَن تقوم بمحادثة جايس فيما حدث، لكن عقلها مثل الحجر و هي لم تعد تريد رؤيته. حتي انه عندما يكون متواجد في المنزل كانت تغلق باب غرفتها بالمفتاح. مع انه يعلم انه يستطيع الدخول إليها و اسهل طريقة: كسر الباب.
لكنه لم يفعل ذلك، بل تركها.
هو يشعر انه اذا اخبرها سيدمر كل شئ بينهما.
الموضوع ليس بتلك السهولة، انها ثماني سنوات لعينة و العن من الوقت الذي بينهم.
هو بالفعل كان يشعر بالذنب مما قال و مما فعل. هو يجعلها تسأل نفسها طوال الوقت لدرجة انها لجأت لمحاولة رفضه و للمرة الثانية..لم تنجح، هي مُقدر لها ان تكون رفيقته. هي المختارة.
"لن افعل، طالما الرفض لن ينجح اذا سأتجاهله حتي آخر يوم في عمري."
"و هل ذئبتك تتقبل ذلك؟" قال. أنزلت ايفا رأسها. "هي لا ترد على حتى. بعد ما فعلته."
"انا حقاً لا افهم، لقد قمتي بالرفض، لماذا لم ينقطع الرابط إذاً؟" تنهد فينيكس و هو يفرك رأسه في حيرة. اردفت سريعاً:"انا ايضاً لا افهم ذلك، لقد قلت ما كان مكتوب في الكتاب بالضبط.." تنهد كلاهما مكملين السير رغم ذلك.
"لكن اتعلم؟، انا لم اشعر اني في وعيي،. اعني..كأنني فقدت صوابي او..كان هناك ما يدفعني لفعل ذلك..شعورٍ ما." ادارت رأسها له مجدداً لتراه يحدق بها مفكراً.
"امتأكدة؟..اذا كان هذا فعلا ما دفعك يمكنك الذهاب الي الالف-.." بُترت عبارته فجأة و شاهدت عينيه و هي تنغلق ببطأ و يهوي ساقطاً بين ذراعيها .
أطرافها تصلبت و هي ترى جسده الممد على الأرض أمامها و كأنه لم يكن بكامل صحته منذ عدة ثوانٍ.
هي لم تشعر بنفسها سوي عند تداركها الأمر هي تصيح سريعاً:"فيكينس!" اسندت رأسه على ركبتيها و هي تزيل شعره عن وجهه.
"هاي فينيكس، استيقظ." ربتت علي وجهه بسرعه و توتر..
"يا إلهتي! فينيكس اجبني." ظلت تربت على وجهه، تحاول أن تجعله يستيقظ.
كل شئ اصبح سريعاً فجأة، هي لم تتوقف عن الصراخ بإسمه على أمل أن يفوق..و من حيث لا تدري وجدت الكثير يجتمع حولهما. و رغم ذلك عينيها و يديها لا يتركا جسده الهامد بين يديها.
"فينيكس!"
____________________
الارتعاشة لم تترك جسدها..بل ظلت مستمرة و هي محتضنة نفسها و عيناها اصبحتا متورمتان من كثرة البكاء.
المشهد يعاد في عقلها مراراً و تكراراً، سقوطه المفاجئ و بتر عبارته دون سابق إنذار، أو تعب يدل على وشك حدوث ذلك.
"بنيتي، يمكنك الذهاب الآن، فينيكس سيصبح بخير." رفعت رأسها لوالدته التي جلست على الناحية الأخرى أمامها. بصوتٍ باكٍ كانت تتحدث.
"لا خالتي..انا لن اتحرك من هنا سوي عندما يخرج الطبيب من الغرفة و اطمئن عليه بنفسي." لم تتحمل اكثر. المشهد مرة أخرى يدور في ذهنها و تسيل دموعها اكثر من فرط التوتر.
"يجب أن ترتاحي، ايفا. سيكون بخير." نبرتها كانت غامضه، هي حتماً تُخفي شيئاً، و إن كان يجدر بها ان تُخمنه: فهو ان فينيكس قطعاً لن يكون بخيراً.
بعد إلحاح من امه عليها، بالفعل استجابت ايفا لها لإنها لا تريد إتعابها أكثر لكنها وعدتها بأنها ستأتي و تطمئن عليهم مرة أخري اذا كانوا يحتاجون لشئ .
بمجرد ان اغلقت الباب ورائها و استادرت، ها هو كان يقف بعيداً عنها يتحدث مع كاي و شخصاً آخر..هو كان يبدو مهتماً بالحديث و نظرة التركيز اصبحت ثابتة في عقلها و هي تعلم انها لن تترك تفكيرها لبقية عمرها.
هذا الوجه ،هذا الجسد، هذا الفتي الذي المفترض أن يكون رفيقها و يقربها منه لا العكس، هذا من المفترض ان يخبرها بكل شئ لا أن يجعلها تكتشف هذا بنفسها و في كل مرة يشعرها انها ليست جيدة كفاية .
و هو علي الجانب الآخر لا يريد قول حقيقة ما يحصل خوفاً إذا لم تتقبلها..لكنه في نفس الوقت لا يريدها ان تشعر أنه لا يثق بها مع ان هذا ما يفعله بالظبط ..
و بغير قصد..شعر أنه مرغم علي فعل كل ما يفعله الآن .
لم تلاحظ إنها كانت تحدق به سوي عند إلتفاته إليها و يحدق بعيناها كما تفعل معه، لكن سرعان ما جمعت نفسها و غادرت متوجهه الي بيته الذي اعتادت علي التواجد فيه .
فور دخولها الي غرفتها، إرتمت علي السرير محتضنة مخدتها و هي تفكر فيها حصل .
كل شئ لا يبدو منطقياً..
سبع رفيقات، غموض رفيقها، الكائنات، خطف آجنس لها،
و تلك الخطيئة التي إرتكبها جايس ..
هناك شيئاً كبيراً وراء كل ذلك .
لكن كل ما يشغل بالها الآن إذا كان فينيكس بخير أم لا .
لم تشعر بمدي الوقت الذي إستغرقته سارحة في تفكيرها حتي نُقر الباب غرفتها فجأة .
"أُدخل" .
كانت بداخلها تتمناه جا-..
"بلايك؟" إبتسمت رغم عنها و هي تعتدل بجلستها علي السرير بينما قامت بلايك بجانبها و علي وجهها ملامح كإن هناك شئ مهم .
"ماذا هناك؟" .
"يجب أن تحضري أغراضك" صمتت ايفا و نفسها كان يعتبر إنقطع عندما قالت هذه الجملة .
هل حقاً جايس قرر رفضها و إرسالها لأي مكانٍ آخر بغض النظر عن فشلها في قطع رباط الرفيق بينهم؟
هي تعلم إنها لديها إبنة عمتها التي سترحب بها في أي وقت في منزلها لكن هذا ليس الأساس..
هل هو يريدها أن تذهب من المجموعة و لم يعد يريدها بعد الآن؟
"سنذهب لزيارة مجموعة أُخري لفترة ثم سنرجع" .
أوه .
"لماذا؟" رجعت إيفا مرة أُخري من أفكارها لتصب إهتمامها لما ستقوله بلايك لها .
"ألفا هذه المجموعة قد رُزق بطفل جديد، و قد دُعينا نحن و بعض المجموعات الأُخري لهذا الإحتفال" إبتسمت ايفا بعفوية بعد سماعها لهذه الكلمات .
كل ما فكرت به هو الفرح الذي سيكون حولها إحتفالاً بهذا الطفل الصغير و أخيراً هي ستحظي ببعض الراحة و التركيز علي بعض السعادة .
لكن ما إستغربته هو تغيير معالم وجه بلايك امامها لتتوقف عن الإبتسام و تسألها بفضول، "ماذا بك؟ لم تغير وجهك فجأة؟" .
لحظة صمت سادت بين الإثنين و ايفا لازالت تنظر لبلايك التي اغمضت عيناها و تنهدت .
"هيا تحدثي!" فتحت بلايك إعينها الزرقاء و رفعتها لتقابل خاصتي ايفا البنية..هي فعلاً هناك شئ ما بها .
"انظري ايفا..أنا لا اريد أريد أن أُشتت العلاقة بينكما و لكن..".
"هناك فتاة في المجموعة الأُخري كانت معجبة الألفا" .
هي كانت الاخيرة .
هي المفتاح لهذا اللغز .
هي المخرج من هذه المتاهة .
هي منقذته من تلك الخطيئة .
خطيئة عليه ان يدفع عمره كله لأجلها .
_______________________
"لقد بحثنا عنكي في كل مكان"
"لقد خفنا ان يكون حصل لكي شئ"
"الالفا شعر انكي بخطر و افزعنا جميعا"
هي ظلت تتلقي الكثير من تلك الكلمات و الجمل التي تعبر عن مشاعر الفرح التي عمت الكل فور ظهرت بين الاشجار عند العثور عليها طوال طريق العودة الي المجموعة .
لكن شيئا ما كان يشغل تفكيرها و بالطبع انتم تعرفونه,
السبع رفيقات .
برغم من استحالة صحة كلامها الا و انها شعرت بأنها علي حق, لكن لماذا يراودها هذا الشعور علي الدوام؟
هل لأنه لا يخبرها بما يخفيه عنها؟ لأنه يحمل سر كبير او بمعني اصح..خطأ بشع قد اخطئه في الماضي؟
عقلها لم يكن حاضرا معهم و هم يخبروها بمدي سعادتهم بعثورهم عليها لأنه كان سارحا بالتفكير بعيدا و قد لاحظ هذا الامر جايس الذي كانت ذراعاه ملتفة حول كتفها ممسكا بالمعطف الذي وضعه عليها كي يدفئها بحرارته علي الاقل .
كان متأكدا من ان اجنس اخبرتها شيئا و بالتأكيد كان يتعلق بما حصل في الماضي, هو كان يعلم بخطتها و كل ما تفعله, حتي يوم جنازة ترافيس عندما سقط من المنصة في منتصف قوله لخطاب الالفا..هو يعلم سبب كل شئ .
البعض رأي ان ايفا كان شيئا ما يشغل تفكيرها لكن معظمهم لم يهتم بل ظلوا يلقون الكلمات المفرحة التي من الممكن ان تخرجها من التفكير في اينما كانت اللعنة التي جلست بها لمدة يوم كامل لكن من لم يترك التفكير في شكل وجهها بعد احتضانها لجايس لوقت طويل شعروا ان نهاية العالم قادمة و هم لازالا محتضنين بعضهم كانت فرانسيس .
كانت تفكر مثل جايس بضبط..حتي انها بعد ان بدأوا بالتوجه رجوعاً الي المجموعة كانت تعابير ايفا تخفي الكثير من الافكار و وجهها يدل علي شدة تركيزها في التفكير، لذلك خطرت في بالها فكرة تعلم ان جايس من الممكن ان يطلبها منها بأي حال .
جايس و فرانسيس لاحظوا ان هناك شيئاً خاطئاً بها و لكن ضمن من لم يلاحظوا هذا كان فينيكس .
هذا الفتي الذي شعر بنفس رعبها حين تجمع عليهم الكائنات في المتجر و اخذوها بالقوة بينما كان يحاول ان يحميها و يأخذها بعيداً عنهم، كانوا قد تغلبوا عليه و قاموا بإمساكهم بإحكام حتي لم يستطيعا الإثنان التحرك .
بغض النظر عما رآه الاثنان من اشكال لكائنات تجعل بدنك يقشعر من بشاعة مناظرها و كثرة اللكمات التي تلقاها من الالفا التي جعلته يشعر بالذنب اكثر انه لم يستطيع تحريرها منهم لإنه كما تربي و كما تمشي المجموعة بقوانينها في التدريب، علي الرجل حماية الانثي سواء كانت رفيقته ام لأ .
و هذا القانون كان مستمر منذ ان كان والد جايس الالفا الخاص بالمجموعة في التدريبات، لذلك لم يراود فينيكس غير الشعور بالذنب منذ ان تُرك وحده في المتجر برغم من قدرته الخارقة كمستذئب للالتئام و الوقوف علي اقدامه مرة اخري الا انه شعر بالشلل يعتريه من اول اعلي رأسه الي اسفل قدمه .
لولا طيبة قلبه و صفاء روحه لما كان نسي كل ما حصل في تلك الفترة المؤلمة، و هاهو الآن كان يضحك و يلهو هو و ايلفيس حولهم و ضحكاتهم تعلو في المكان .
"توقفوا عن ذلك..انتم مزعجين" قالتها بلايك مبتسمة بإرتياح و طرف عيناها كان علي ايلفيس الذي كان يمرح مع فينيكس .
بعد وقت ليس بطويل كانوا قد وصلوا الي المجموعة و استقبلهم كاي عندما تواصل احد حراس الحدود معه بعودتهم .
"مرحباً بعودتك الفا..حمداً علي سلامتك ايفا" قالها كاي الينا عندما وصلنا انا و جايس الي بيته الذي كان كاي به .
"شكراً لك، كاي" قلتها له بإبتسامة صغيرة بينما شعرت بجايس اومئ له .
*هل رأيتي كيف كان الناس ينظرون الينا؟*
*اعتقد ان هذا كان بسبب وجودي بين ذراعي الالفا الخاص بهم*
*لكن ما اعجبني في الأمر هو نظرات النساء، فليحترقوا بغيرتهم*
منذ سماعنا بما قالته آجنس في ذلك الوقت، آريس غيرتها علي جايس ازداد عكس كل الغضب الذي احشوه منه لكنها تؤثر علي و انا اؤثر عليها .
هي بالفعل اصبحت عصبية مثلي بضبط اما انا فأشعر بالغيرة و اريد تقطيع وجوه كل من تفكر بإيقاع نظرها عليه مثلها تماماً .
بعد دخولنا المنزل قام بتركي و الذهاب الي فتح الستائر اما اما فذهبت الي الاريكة امام التلفاز و يداي متمسكة بالمعطف الاسود خاصته الذي وضعه علي في طريقنا الي هنا .
لم الاحظ اني شردت قليلاً و عقلي انجرف الي الافكار التي ملأت رأسي .
هناك شيئاً خاطئ .
"تعلمين اني كنت سأموت فزعاً عليكي عندما شعرت بالخطر عن طريق ذئبينا" اتي بجانبي و جلس و علي الاريكة قريباً مني و ابتسامته الدافئة التي دائما تزين وجهه ظهرت لكنها..لم تجعلني اشعر بالارتياح مثل كل مرة .
اومئت بإبتسامة مزيفة له و هو حاول الاقتراب مني اكثر لكن رفعت يدي لأوقفه و جسدي علي استعداد بالإبتعاد عنه اكثر .
مالذي فعلته للتو؟
حل الصمت بيننا و عيناه تحدق بي الا ان خاصتي لا تستطيع رفع نظري اليه بل كل ما افعله هو الشد علي المعطف اكثر و محاولة عدم تلاقي اعيننا مع بعضها .
"ايفا، هل انتي بخير؟" سأل لاجيب عليه بسرعة ايضاً دون النظر اليه..هناك شيئاً خاطئاً بي..
"لا، ليس هناك اي شئ"
"اخبريني مالذي حصل..انا اعلم ان آجنس من اخذتك و هي بالتأكيد ستخبرك شيئاً يجعلك تتصرفين بهذا الشكل" صمتت قليلاً و انا افكر بكلامه، بالتأكيد انا لا اتحمل موضوع السبع رفيقات ذلك لكن شئ ما بي يجعلني لا اريد الاقتراب منه .
"ايفا، تكلمي معي" عيناه مثبتة علي و انا لا استطيع النظر اليه، كإن هناك من يريدني الابتعاد عنه .
او..كإن هذا الشعور نابع مني .
"ايفا.." خيبة الامل كانت واضحة في صوته و لكن..انا ليست من سماتي ان الهزيمة لتلك المشاعر .
"لقد قالت لي بإنك كانت لديك سبع رفيقات" و اخيراً رفعت وجهي للنظر اليه .
كل ما اخذته من وجهه هي الصدمة , كأنه لم يتوقع ان تكون قد قالت لي كلاما مثل هذا .
و لكنها فعلت .
"و انا اكون الثامنة" اكملت بحديثي و هو لازال لم يتحرك, موجات من المشاعر الاتية منه, هو لا يستطيع ايجاد الكلمات المناسبة لقولها في موقف كهذا كأنه يؤكد لي ان ما قالته كان صحيحا .
"جايس..هل ما قالته كان صحيحا؟" علي الفور ابعد نظره عني و مسح علي ركبتيه ثم ارجع تركيزه علي مرة اخري,استطيع الشعور من طريقة تنفسه انه متوتر .
"رد علي الان..هل ما قالته صحيحا؟" اعدت قول السؤال و هذه المرة أكثر بطئا من المرة السابقة و نظري مثبت عليه كأني احاصره بكلماتي .
"ايفا..لا اظن انه يجب علي ان اخبرك بذلك الموضوع الان-.."
"اذا متي؟! في كل يوم اكتشف شيئا لعينا اخر عنك! و الان ساحرة تقوم باختطافي و تثرثر في اذني بكلام ليس له معني عن خطيئة و عدم غفران و الان انت تؤكد لي ان كلامها كان صحيحا عندما قالت انه كان لديك سبعة رفيقات!..و ماللعنة في خطبك؟! انا رفيقتك بحق الاله و انت طوال الوقت تدفعني عنك بعيدا بعد كل مرة اقترب منك و احاول فهم ما يحصل, كيف من الاصل ان يحظي مستذئبا علي هذا العدد اخبرني!"
انا لم اشعر بنفسي وقتها, فقط جعلت كل الكلمات التي لم اشعر اني حبستها منذ وقت طويل تخرج من فمي بتلك الطريقة, انا فقدت السيطرة و سمحت لعصبيتي ان تحل مكاني, لا يمكن لأحد لومي فأنا منذ ان نزلت قدمي علي ارض تلك المجموعة و انا كل ما اواجهه هو غموض من الشخص الذي من المفترض بي ان احبه..هاهو يبعدني بأسراه تلك عني .
"ايفا فقط اهدأي و استمعي -.." هو كان يحاول تهدأتي و انا بدون شعور كنت اصرخ في وجهه لكني لا استطيع الهدوء, شيئا ما بداخلي يدفعني اكثر و يشجعني علي اقامة شجار معه .
"و هل عندما اهدأ سوف تخبرني بأي شئ؟ انا في كل مرة استمع لكلامك و برغم رغبتي في معرفة كل شئ لكني اطيعك و لا اسأل عما يحصل مرة اخري,,لكن سبع رفيقات ليس قليلا جايس..انت واللعنة ورائك شئ كبير و انا لن اسكت سوي عند اخبارك لي بكل ما يحصل!" الشعور تمكن مني و صراخي اصبح عاليا حتي ان ذئبتي لم تعد مالذي يحصل لي, انا فقط غاضبة..غاضبة من كل شئ يفعله .
"ايفا انتي لا تفعلي شيئا سوي وضع رؤسنا جميعا بالوحل.."
"و اخبرني ما معني ذلك يا سيد جايس؟ هل هو ايضا متعلق بالكائنات ام هو يتعلق بالسبع رفيقات؟! "
"ايفا-.."
"تلك العلاقة لن تنفع ان استمريت بتلك اللعنة التي تقوم بها, اتعلم ماذا؟! انا لن اظل واضعة يدي علي خدي اكثر من ذلك منتظرة من حضرتك ان تخبرني بأسرارك و كيف استطعت ان تحظي بالسبع رفيقات خاصتك..انا ايفانجلين كراوفورد ارفض.."لقد فقدت صوابي, حتما لقد فقدت صوابي و اريس لم تعد تستطيع السيطرة علي..لقد تعبت و انتظرت و لم اعد احتمل الوضع و بعد كل ذلك, من يسمي رفيقي لازال لا يريد اخباري ماذا يحصل هنا .
"ايفانجلين توقفي!"
"ارفض الالفا جايس واترز"
هو نظر لي بأعين متسعة و ظل يحدق بي..
*مالذي فعلتيه.."
سمعت صوت اريس بداخلي لأتنفس ببطء و احاول استرجاع صوابي مرة اخري..لقد رفضت جايس .
لقد رفضت رفيقي..
لكن هناك شيئا خاطئ..
لم لا اشعر بالرابط بيننا يكسر..
"ايفا.."
"مالذي يحصل؟..لماذا لا ينقطع الرباط؟..ذئبتي لازالت تشعر بك, لماذا لا تبتعد عني و تريحني!"
"هذا لن يحصل.." كلماته جعلتني في حالة صدمة و بدون شعور عيوني ادمعت بينما هو ينظر بصمت .
"هناك شيئا واحدا استطيع اخبارك به الان" انفاسي اهتزت و انا جسدي مجمد علي وشك الانهيار في اي لحظة .
"م ما هو..؟" .
"انها لم تكن تكذب عندما قالت ان كان لدي سبع رفيقات" .
_______________________
"ايفا، عليكي ان تذهبي اليه و تتحدثي معه."
كانت تسير جانب فينيكس الذي ظل يلح عليها بأَن تقوم بمحادثة جايس فيما حدث، لكن عقلها مثل الحجر و هي لم تعد تريد رؤيته. حتي انه عندما يكون متواجد في المنزل كانت تغلق باب غرفتها بالمفتاح. مع انه يعلم انه يستطيع الدخول إليها و اسهل طريقة: كسر الباب.
لكنه لم يفعل ذلك، بل تركها.
هو يشعر انه اذا اخبرها سيدمر كل شئ بينهما.
الموضوع ليس بتلك السهولة، انها ثماني سنوات لعينة و العن من الوقت الذي بينهم.
هو بالفعل كان يشعر بالذنب مما قال و مما فعل. هو يجعلها تسأل نفسها طوال الوقت لدرجة انها لجأت لمحاولة رفضه و للمرة الثانية..لم تنجح، هي مُقدر لها ان تكون رفيقته. هي المختارة.
"لن افعل، طالما الرفض لن ينجح اذا سأتجاهله حتي آخر يوم في عمري."
"و هل ذئبتك تتقبل ذلك؟" قال. أنزلت ايفا رأسها. "هي لا ترد على حتى. بعد ما فعلته."
"انا حقاً لا افهم، لقد قمتي بالرفض، لماذا لم ينقطع الرابط إذاً؟" تنهد فينيكس و هو يفرك رأسه في حيرة. اردفت سريعاً:"انا ايضاً لا افهم ذلك، لقد قلت ما كان مكتوب في الكتاب بالضبط.." تنهد كلاهما مكملين السير رغم ذلك.
"لكن اتعلم؟، انا لم اشعر اني في وعيي،. اعني..كأنني فقدت صوابي او..كان هناك ما يدفعني لفعل ذلك..شعورٍ ما." ادارت رأسها له مجدداً لتراه يحدق بها مفكراً.
"امتأكدة؟..اذا كان هذا فعلا ما دفعك يمكنك الذهاب الي الالف-.." بُترت عبارته فجأة و شاهدت عينيه و هي تنغلق ببطأ و يهوي ساقطاً بين ذراعيها .
أطرافها تصلبت و هي ترى جسده الممد على الأرض أمامها و كأنه لم يكن بكامل صحته منذ عدة ثوانٍ.
هي لم تشعر بنفسها سوي عند تداركها الأمر هي تصيح سريعاً:"فيكينس!" اسندت رأسه على ركبتيها و هي تزيل شعره عن وجهه.
"هاي فينيكس، استيقظ." ربتت علي وجهه بسرعه و توتر..
"يا إلهتي! فينيكس اجبني." ظلت تربت على وجهه، تحاول أن تجعله يستيقظ.
كل شئ اصبح سريعاً فجأة، هي لم تتوقف عن الصراخ بإسمه على أمل أن يفوق..و من حيث لا تدري وجدت الكثير يجتمع حولهما. و رغم ذلك عينيها و يديها لا يتركا جسده الهامد بين يديها.
"فينيكس!"
____________________
الارتعاشة لم تترك جسدها..بل ظلت مستمرة و هي محتضنة نفسها و عيناها اصبحتا متورمتان من كثرة البكاء.
المشهد يعاد في عقلها مراراً و تكراراً، سقوطه المفاجئ و بتر عبارته دون سابق إنذار، أو تعب يدل على وشك حدوث ذلك.
"بنيتي، يمكنك الذهاب الآن، فينيكس سيصبح بخير." رفعت رأسها لوالدته التي جلست على الناحية الأخرى أمامها. بصوتٍ باكٍ كانت تتحدث.
"لا خالتي..انا لن اتحرك من هنا سوي عندما يخرج الطبيب من الغرفة و اطمئن عليه بنفسي." لم تتحمل اكثر. المشهد مرة أخرى يدور في ذهنها و تسيل دموعها اكثر من فرط التوتر.
"يجب أن ترتاحي، ايفا. سيكون بخير." نبرتها كانت غامضه، هي حتماً تُخفي شيئاً، و إن كان يجدر بها ان تُخمنه: فهو ان فينيكس قطعاً لن يكون بخيراً.
بعد إلحاح من امه عليها، بالفعل استجابت ايفا لها لإنها لا تريد إتعابها أكثر لكنها وعدتها بأنها ستأتي و تطمئن عليهم مرة أخري اذا كانوا يحتاجون لشئ .
بمجرد ان اغلقت الباب ورائها و استادرت، ها هو كان يقف بعيداً عنها يتحدث مع كاي و شخصاً آخر..هو كان يبدو مهتماً بالحديث و نظرة التركيز اصبحت ثابتة في عقلها و هي تعلم انها لن تترك تفكيرها لبقية عمرها.
هذا الوجه ،هذا الجسد، هذا الفتي الذي المفترض أن يكون رفيقها و يقربها منه لا العكس، هذا من المفترض ان يخبرها بكل شئ لا أن يجعلها تكتشف هذا بنفسها و في كل مرة يشعرها انها ليست جيدة كفاية .
و هو علي الجانب الآخر لا يريد قول حقيقة ما يحصل خوفاً إذا لم تتقبلها..لكنه في نفس الوقت لا يريدها ان تشعر أنه لا يثق بها مع ان هذا ما يفعله بالظبط ..
و بغير قصد..شعر أنه مرغم علي فعل كل ما يفعله الآن .
لم تلاحظ إنها كانت تحدق به سوي عند إلتفاته إليها و يحدق بعيناها كما تفعل معه، لكن سرعان ما جمعت نفسها و غادرت متوجهه الي بيته الذي اعتادت علي التواجد فيه .
فور دخولها الي غرفتها، إرتمت علي السرير محتضنة مخدتها و هي تفكر فيها حصل .
كل شئ لا يبدو منطقياً..
سبع رفيقات، غموض رفيقها، الكائنات، خطف آجنس لها،
و تلك الخطيئة التي إرتكبها جايس ..
هناك شيئاً كبيراً وراء كل ذلك .
لكن كل ما يشغل بالها الآن إذا كان فينيكس بخير أم لا .
لم تشعر بمدي الوقت الذي إستغرقته سارحة في تفكيرها حتي نُقر الباب غرفتها فجأة .
"أُدخل" .
كانت بداخلها تتمناه جا-..
"بلايك؟" إبتسمت رغم عنها و هي تعتدل بجلستها علي السرير بينما قامت بلايك بجانبها و علي وجهها ملامح كإن هناك شئ مهم .
"ماذا هناك؟" .
"يجب أن تحضري أغراضك" صمتت ايفا و نفسها كان يعتبر إنقطع عندما قالت هذه الجملة .
هل حقاً جايس قرر رفضها و إرسالها لأي مكانٍ آخر بغض النظر عن فشلها في قطع رباط الرفيق بينهم؟
هي تعلم إنها لديها إبنة عمتها التي سترحب بها في أي وقت في منزلها لكن هذا ليس الأساس..
هل هو يريدها أن تذهب من المجموعة و لم يعد يريدها بعد الآن؟
"سنذهب لزيارة مجموعة أُخري لفترة ثم سنرجع" .
أوه .
"لماذا؟" رجعت إيفا مرة أُخري من أفكارها لتصب إهتمامها لما ستقوله بلايك لها .
"ألفا هذه المجموعة قد رُزق بطفل جديد، و قد دُعينا نحن و بعض المجموعات الأُخري لهذا الإحتفال" إبتسمت ايفا بعفوية بعد سماعها لهذه الكلمات .
كل ما فكرت به هو الفرح الذي سيكون حولها إحتفالاً بهذا الطفل الصغير و أخيراً هي ستحظي ببعض الراحة و التركيز علي بعض السعادة .
لكن ما إستغربته هو تغيير معالم وجه بلايك امامها لتتوقف عن الإبتسام و تسألها بفضول، "ماذا بك؟ لم تغير وجهك فجأة؟" .
لحظة صمت سادت بين الإثنين و ايفا لازالت تنظر لبلايك التي اغمضت عيناها و تنهدت .
"هيا تحدثي!" فتحت بلايك إعينها الزرقاء و رفعتها لتقابل خاصتي ايفا البنية..هي فعلاً هناك شئ ما بها .
"انظري ايفا..أنا لا اريد أريد أن أُشتت العلاقة بينكما و لكن..".
"هناك فتاة في المجموعة الأُخري كانت معجبة الألفا" .
Коментарі