Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 20
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Epilogue
Apocalypse | جزء ثاني
Chapter 29
لقد عادوا..جميعهم .

فينيكس..أبي ..و الكثير آخرون .

إلا هي..

إنتظرتها ليلاً و نهاراً، عيني تبحث عنها في كل مكان علي أمل رؤيتي لها و هي تفتح الباب أو تأتي من ورائي و تخبرني إنها عادت..

و إنها لن تتركني مجدداً..

و لكن لا..

مهما فعلت، لا أجدها..

لا أري ملامح سوي في وجه طفلتي الصغيرة التي أتذكر وجهها المتألم و هي تموت كلما نظرت لها .

و تذكرني بكل لحظة جميلة قضيتها معها .

حين رأيتها أول مرة.ّ

حين تغلب عليها خوفها عندما أشعلت النار بي و قبلتنا الأولي..

ذكريات عديدة تجري أمام عيني كلما نظرت لها..

ظللت أتأملها و هي نائمة بسلام بين ذراعاي و نور الغروب ينعكس علي بشرتها الطفولية .

"رؤيتك نائمة بذلك الهدوء ترسل لقلبي راحة البال لم أنعم بها منذ ثمانون سنة ."

رأيتها تمدد جسدها و تتثائب و تنام في السماء التاسعة التي لا تزال تعيش بها منذ ولادتها .

بدون شعور، شبح الإبتسامة تتسلل الي ثغري و اتأملها برفق و أقبلها بين الحين و الآخر بينما أقربها أكثر لعلق رائحتها بأنفي .

قاطع سرحاني في العالم الذي رسمه عقلي وضع أحداً لجواب أبيض بجانبي، رفعت رأسي و وجدته كايلب..و بجانبه رفيقته التي عادت ايضاً من الموت .

إحتضنت طفلتي بيدي اليسري و باليمني أمسكت بالجواب .

"من فرانسيس؟"

عقدت حاجباي و بدأت بفتحه لأقرأ ما به و ظلوا واقفين حتي إنتهيت .

"عزيزي جايس.

اعلم انني تركتك في أشد أوقاتك، في أكثرهم حاجتاً لي..لكن و كما تعلم؛ أمور البشر لا تنتهي ابداً.

اقيم أجتماع للسحرة في الجانب الأخر من العالم بخصوص ممارسة السحر في إحدى النواحي، و انا مدعوه بشكل رسمي لإنهاء ذلك الأمر لذا كان على الرحيل. سأعود قريباً،؛ سأحاول الا أطيل في الأمر.

كنت أريد أن اودعك وجهاً لوجه لكنني كنت بالفعل متأخره..كعادتي .

ارجوك اعتني بنفسك و بإبنتك، و تذكر انني حولك دوماً.

المخلصة لك دائماً و ابداً..
فرانسيس."

تنهدت و انا أغلق الخطاب و أرجع النظر الي طفلتي: "يبدو أن فرانسيس لديها شيئاً خاصاً بالسحرة لكي تسافر.."

تنهدت و أنا أنظر لإبنتي..هي لن تكون موجودة .

"ألفا ." رفعت رأسي لكايلب مرة أخري ثم نظر لرفيقته و من الواضح أنه أخبرها أن تذهب ثم جلس بجانبي و أخذ نفساً عميقاً..

ثم تحدث .

"لا داعي لكي تنتظر اللونا كل يوم لتعود.." عقدت حاجباي ليكمل هو:

"ألم تلاحظ أن بعد فتح باب العالم الآخر و عودة كل الناس، هي لم تعود؟..الأمر أشبه بأنها قد ضحت بنفسها لكي ترجعهم ." إبتلعت ريقي و نفسي ضاق قليلاً .

"لقد ذهبت حتي تنقذ الجميع..و تنقذك! إن لم تكن موجودة كنت ستتألم الآن و تتعذب!"

و لكني بالفعل أتألم..

كل ساعة..كل دقيقة..و كل ثانية .

أشعر بالموت يعتصر قلبي و يتركني غير قادراً علي التنفس، كجسد سليم صاحباً لروح مشوهة .

سأتقبل الأمر .

هي لن تعود .

و سأبذل كل ما بوسعني لأجل طفلتي..سأحميها و أبقيها تحت جناحي حتي آخر نفس ألفظه علي هذه الأرض اللعينة .

____________________

"لقد إنتهينا من كل شئ، ألفا، الجميع أصبح جاهزاً للقتال ." قالتها بلايك بعد ما دخلت الي مكتبه تلهث من كثرة الركض .

لم يكن هناك أي رد، بل ظل صامتاً سارحاً في الأوراق أمامه ة

"ألفا؟" إنتبه لها و رفع رأسه بسرعة، "ماذا؟"

"لقذ إنتهت التجهيزات ." لم يعرف كيف يرد عليها لذلك إكتفي بالإيماء و ترك المكتب الذي هي به و علي وجهها علامات الإستغراب .

قدماه قادته دون أن يشعر إلي غرفتها، لم يعرف لماذا أو ماذا به لكنه إحتاج أن يراها .

بمجرد أن أدار المقبض و فتح الباب، رأي ذلك الجسد الذي يعرفه جيداً و يعطيه ظهره .

تنهد قبل أن يناديه، "فينيكس ."

إستدار الشاب ليوضح إنه كان يحمل طفلة .

إبنته .

"الفا ."

مذ ذراعاه له ليفهم ما يقصده ثم أعطاه الطفلة و خرج .

تنهد بإكتئاب للمرة الألف لهذا اليوم و بقي يتأمل إبنته ..

ظل يهز جسده لكي تنام براحة أكثر و يدندن لها بصوت خافت .

"أنتي نسخة من أمك..فقط أخذتي العينان العسليتان مني .." صمت ليشعر بالدموع تتجمع بعيناه و الغضة تتكون بحلقه.

"ليتك أخذتيها منها ايضاً ." إحتضنها برقة و بدأ يبكي، يحاول ألا يخرج شهقاته لكي لا تستيقظ، ثم إستقلي علي جنبه و وضعها بجانبه .

"آسف صغيرتي..آسف علي كل شئ ."

____________________

صراخ..صراخ في كل مكان .

أسمعهم..يركضون في الأنحاء و لا أستطيع تحديد مصدراً للصوت .

الرعب و الهلع الذي يملأ أصواتهم يمكن لقلبك الشعور بهم .

هل هذا خيال؟ حلم؟

لا، هذا ليس حلماً .

بل هذه الحرب .

و هذا اللعين كان السبب في كل شئ .

ضياع المجموعة..اللعنة..و تدمير حياتي .

و نظراته الحاقدة الآن تخترقني و هو يقف أمامي وقفة مئة رجل و كالأسد سيهجم في أي لحظة .

إبتسامة سخرية إرتسما علي وجهي و أنا أنظر للقتال الذي حولنا و نحن نقف في المنتصف في بقعة فارغة ستتخول في لحظات إلي سفك دماء .

"أري إنك إستيقظت من قيلولتك الطويلة ." واجهني بإبتسامة ليستفزني بالمقابل .

"تلك القيلولة منحتني وقتاً لأشاهد عزيزتي آجنس و هي تقوم بالألاعيب من الجانب الآخر و آرام و إنت تتألم كل يوم.." زادت إبتسامة أكثر .

"و لم يكن هناك منظراً أفضل منك و أنت تمسك بحبيبتك الميتة بين ذراعيك و تصرخ لفقدانها..ذكرني ما كان إسمها؟" الدم جري في عروقي أكثر..و نفسي ضاق بسرعة .

إبن ساقطة يختبر غضبي .

شعور الغضب إنتشر بداخل صدري و أحاط قلبي سواداً .

ايفا كانت مجنونة..

"آه تذكرت.."

و غاضبة..

"ايفا ."

و لكني مختل أكثر منها مئات المرات .

"أنت تلعب بعداد حياتك مرة أخري، كاسيوس ."

ضحك بإستفزاز و ظل يهز رأسه .

"جايس..أنت حقاً لا تتعلم أبداً ." رفعت حاجباً .

"تتحدث و كإنك أنت من فزت بالقتال ." قلت

"أتعتقد حقاً أني أنا من خسر؟" صمتت .

"كلانا خسر رفيقاتنا، جايس..لكن الفرق في من تعرض للألم أكثر ."

قال آخر جملة ببطء و هدوء .

"و أنا عدت لأنهي لك هذا الألم ." الإبتسامة جانبية زادت علي ثغره..

في النهاية، سأُجمع بأيفا، صحيح؟

أريد الإرتياح من كل هذا .

نظرت لأبي..كاي، بلايك، فينيكس و باقي المجموعة .

تذكرت إبنتي التي أمنت علي حياتها و وضعتها مع إحدي الأمهات الذين نخبأهم في المخابئ .

هل أترك كل ذلك؟

هل هذا هو الوقت الذي أفكر فيه في نفسي؟

"إستسلم جايس..أنت عليك أن ترتاح الآن ."

إبنتي..

صوت بكائها صدر لمسامعي..

إن ذهبت ستكبر بدون أب أو أم .

من سيهتم بها؟

من سيربيها؟

من الذي ستذهب إليه عندما تحتاج إلي ملجأ؟

ستكبر و في عقلها فكرة أن أباها فكر في نفسه و تركها، و هي لا تعلم إني أعشقها حتي من قبل ولادتها عندما كانت في رحم أمها الحبيبة .

و لكن لا..لقد وعدت ايفا أن أهتم بها..

حتي آخر نفس .

"منذ متي و أنت تهتم براحتي ايها اللعين؟!"

صعقة جليدية خرجت من يدي و أصابته بقوة .

إنقلبت بقعة الهدوء الي فوضي عارمة أكثر من التي حولنا ولا أحد يستطيع التحكم بها .

مجموعة من الساحرات كانتن علي جهته يبيدون كل من يقترب منهن .

و صف المخالب يقطع كل جلد يقابله و أنياب تنهش كل لحم يصادمه .

و بينما أنا أهجم علي كاسيوي بجليدي كان هو يتفادي صدماتي .

"توقف عن إستخدام قواك و واجهني كالرجل ."

توقفت عن إطلاق الثلج ثم وقفت أحدق .

"أتعلم؟..عندك حق ." و في لحظة كنت أهجم عليه في هيئة ذئبي الأسود .

مخالبي تنهش جلده و قبضااه تلتحم مع وجهي و لكن لا..

لن أعطيك ما تشتهيه!

لن أتوقف إلا علي موتك، عندما أري الحياة تنطفئ في عيناك أيها اللعين!

أنيابي إغرست في عنقه أقطعها لكنه رماني بعيداً و سرعان ما وقفت .

نظرت له ثم حوله..مجموعة الساحرات لم يكونوا موجودين .

أين هم؟!

أين ذهبوا؟!

قبضته إلتحمت مع وجهي كإنه جمع جميع قواه التي يخزنها في تلك الضربة و أرسلتني بعيداً عنه مرة أخري .

"هل ستستسلم جايس؟! هل تريد التراجع عن القتال الآن، أيها الجبان؟!" صاح بي لكني وقفت .

و نظرت له لفترة طويلة..

و ظللت ساكناً .

رد فعل غير متوقع، صحيح؟

رأيت القليل من التشوش في نظرته لكنه أكمل مشيه نحوي .

"تتوقف الآن؟ بالطبع..فهذا ما هو متوقف من حقير مثلك!"

ظل يمشي..و يمشي..و يمشي ثم أصبح علي مسافة ثلاثة أذرع .

ثم هجمت .

مخالبي و لحم جسده أصبحا واحد .

مع كل ضربة، الدماء تتناثر أكثر حولنا و تنتشر.

أضرب و أنهش و أحطم لكنه لا يقوم بشئ سوي الدفاع .

هيا، أيها الحقير!

هيا هاجمني!

أرني كيف يحارب "الرجال" مثلك!

هيا!

الغضب تحكم بي و لم أعد أري شيئاً .

فجأة شعور غريب سري في جسدي جعلني أتوقف و أنظر لوجه كاسيوس الثابت..الذي بعد لحظات قام بضربي و إندفعت بعيداً .

ماذا بي؟!

مالذي يحصل؟!

يجب أن أقف! يجب ألا أستسلم!

اللعنة لم جسدي تجمد؟!

وقف كاسيوس و أنا ذئبي لا أستطيع التحكم به!

وقفت علي أطرافي الأربعة بصعوبة ثم نظرت له بغضب .

"لم تعد قادراً علي القتال؟" رمي تلك الجملة بتعب و رفع رأسه ليضحك بصوت عالي بسخرية .

"أنت حقاً مثير للشفقة ."

فجأة بدأ يركض..يركض بسرعة كبيرة نحوي!

و أنا ضربت بيداي بكل قوتي في الأرض، و إندفع الجليد منها يشق الأرض بإتجاهه .

ما هذا؟

هذا لم يحدث من قبل .

ذئبي و قوتي عمرهما خرجوا في وقت واحد .

كيف-..

"أتعتقد أن قوتك هذه ستعيقني؟" صاح بأعلي صوت لديه و بدأ يركض نحوي .

كإنه لن يهتم اذا قُتل!

أو سقط صريعاً!

قام بالقفز عالياً و بدون شعور، أخرجت من ثغري الثلج نحو قدمه اليسري ليجمدها .

صرخ بألم و سقط أمامي يتشنج و لكنه في لحظة فاجئني به يحيط رقبتي بذراعاه و يحاول كسرها .

"سأقتلك! موتك سيكون علي يدي!"

جسدي يتلوي و يحاول جعله يفلتني و لكن لا شئ يوقفه! بدأ الهواء ينفذ في رئتاي و أشعر بنفسي أفقد الوعي .

و لكتي أقسمت..

سأظل بجانب إبنتي..سأحميها و موتي لن يكون علي يدك أنت!

وجهت يدي نحو قدمه المجمدة لكي تخرج صعقة جليدية..

و تصبح قدمه أشلاء منتشرة علي الأرض..و يشفي صراخه المتألم جزءاً من روحي المقطعة.

فجأة شعرت بمن يسحبني من تحت ذراعه و يحررني و هو ظل علي الأرض يتألم و الدماء تنفر من قدمه بغزارة .

عدت لهيئتي البشرية المحطمة و أستندت علي..أبي؟

كان مثلي..جسده مليئ بالجروب و علامات المخالب التي تعلو صدره و يزينه بقطرات الدماء .

أحد حراس كاسيوس أتي ليسنده و القتال حولنا بدأ يتوقف .

نظر لي بنظرات مليئة بالحقد و الغضب، توقفنا و نحن نلهث من التعب و لكن نظراتنا لا زالت تتقاتل .

"الحرب خاصتي معك لم تنتهي بعد!" صرخ في وجهي بغضب لكني قابلته بجمود و وجه متعب ليس لديه أي ملامح أو رد .

إلتفت ليذهب..لكن قبل أن يلتفت كلياً..

مهلاً! تلك النظرة!

لقد إبتسم لي!

كيف-..مالذي يحصل؟!

"إذهب و لا تعود ابداً ."

ثم ذهب..و هيئته تصغر كلما إبتعد حتي إختفي هو و جيشه .

أخذت نفساً عميقاً لكن جروحي آلمتني بشدة .

لعنت في سري و أغمضت عيني بألم .

بلايك..كاي..ايفان..كايلب..الجميع كان أمامي متعب..مهشم .

جثث كثيرة و إصابات أكثر .

نظرت للأجساد و لكل وجه منهم..و تذكرت كل ذكري لهم عندما كانوا أحياء .

لقد سنحت لكم الفرصة يا أصدقائي لتعيشوا حياتكم مرة أخري..و لكني أهدرتها .

أنا آسف..أرجوكي سامحوني .

"ألفا!" فجأة صرخ إحدي الحراس و ركض بسرعة بإتجاهي .

"ماذا هناك؟" الترد و الخوف كسو وجهه حتي إنه لم يستطيع التحدث .

"تكلم ماذا هناك؟!" صحت في وجهه ليستسلم .

"إبنتك.." قلبي وقع فور ما ذكرها .

تحدثت ببطء أكثر و بدأت أرتعش و أنا أسأله..

"ماذا؟"

"لقد..لقد قتلوها ."
© Nerve ,
книга «Archaitrism | أركايترزم».
Коментарі