Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 20
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Epilogue
Apocalypse | جزء ثاني
Chapter 28
قضينا يومان بالفعل نجهز كل شئ للذهاب الي بيت فرانسيس..او مقرها بمعني أصح .

لم يكن لدي أي شعور بالإطمئنان من هذه الرحلة..كنت راضية بالفعل بالمجموعة، لكن بسبب ما حصل و تحكم آجنس بي الذي كان علي وشك قتلي فكنت مضطرة للموافقة .

بعد إرتدائي لملابس جديدة و تجهيز نفسي للذهاب، فجأة شعرت بشعور غريب بطني هعدته منذ بداية حملي و بسرعة تركت يد جايس التي كانت تساعدني و دخلت لأستفرغ كل ما في معدتي .

"ستكوني بخير..لا تقلقي ." كان يهدأني و يزيح الشعرات التي تسللت الي وجهي، يداه ظلت تمسح علي ظهري حتي إنتهيت و توقفت .

"كل شئ سيكون بخير..فقط قفي و أنا سأساعدك ."

إنتهي من تنظيف كل شئ و أنا فقط واقفة مغمضة عيناي من التعب الشديد .

"هيا بنا ." خرجنا من المنزل و رأيت المجموعة كلها في صفين تاركين مساحة في المنتصف لنا لنعبر .

الصمت كان سائداً و أنا أنظر لهم غير فاهمة مالذي يحصل..

"يريدون توديعك حتي تعودي مرة أخري ."

توديعي..

إبتسمت بخفة و تحركنا أنا و جايس من بينهم .

كنت أنظر لوجوههم حتي قابلت والدة فينيكس..

تقدمت لي و أمسكت يدي بيداها المجعدتان و عيناها تنظر لي بعطف .

"إنتبهي إلي نفسك جيداً لونا، سننتظرك حتي تعودين لنا بالسلامة ." اومئت لها و إحتضنتها بقوة .

"فينيكس كان محظوظاً ليحصل علي أم مثلك ." مع هذه الجملة التي قلتها تذكرت أبي..عدم شعوري بالأمومة او حب الوالدي منذ وقتٍ طويل..حتي شعرت بدموع أغرقت عيني لكني لم أبكي .

إبتعدت هي عني و قبلت مقدمة رأسي و إبتسمت من بين دموعها .

"عودي لنا سالمة ." اومئت لها و انا اتركها.

"سأفعل ."

في نهاية الطريق الطويل إلتفتت للمجموعة مرة أخري و من ثم الجميع إنحني..

إنحنوا إلي أنا..

شعرت بشعور غريب..حزن..فرح..

كإن هناك شيئاً علي صدري لكني لا أستطيع إزاحته .

في نهاية الطريق إلتفتت إليهم و خاطبتهم .

"سأذهب لبعض و سأعود..لا تقلقوا بشأني ."

و بعد ذلك ركبنا السيارة و ذهبنا .

كان معنا بلايك و كاي و بعض الحراس .

جايس كان بجانبي و يضع ذراعه حولي و لكن عقلي قي مكانٍ آخر.

لست بخير .

"ما بك؟" نظرت له بإنتباه ثم هززت رأسي .

"لا شئ..لا يوجد شئ ."

و بعد ذلك ركبنا السيارة و ذهبنا .

كان معنا بلايك و كاي و فرانسيس و بعض الحراس .

جايس كان بجانبي و يضع ذراعه حولي و لكن عقلي قي مكانٍ آخر.

لست بخير .

"ما بك؟" نظرت له بإنتباه ثم هززت رأسي .

"لا شئ..لا يوجد شئ ."

ظللنا نتحرك بالسيارة لوقت لا أعلم مدته .

كنت طوال الرحلة كلما إقتربنا..كلما زاد ذلك الشعور الغريب بداخلي حتي وصلنا و هذا الشعور وصل الي أقصاه .

بإرتعاشة جسدي، نزلت من السيارة و كنا في طريقنا الي المنزل حتي دخلناه..

و كانت الصدمة تنتظرنا بالداخل..

"آجنس!"

______________________

قلبي إنقبض بقوة فور رؤيته لها .

لم أفكر و لم أتردد قبل أن أقف أمام ايفا كإني أحميها من هجوم سيوف حادة لتخترق جسدي أنا و تبقيها سالمة .

"كيف وصلتي إلي هنا؟" صوت فرانسيس كان مهتز، هي كانت تحصن منزلها بالسحر خاصتها..فكيف دخلت تلك اللعنة؟

"اوه عزيزتي فرانسيس..ألا تستوعبين أن سحري أقوي من سحرك عشرات المرات؟ تحصينك لمنزلك العزيز لن يكون معضلة بالنسبة إلي أخترقها ."

الجميع كان منصدم، أجواء مشحونة بالتوتر خوفاً من أي حركة ستقوم بها، أستطيع سماع إرتعاش فك ايفا و صرير أسنانها..لا..يجب علي حمايتها .

"ماذا تريدين؟!" صوتي خرج مني منفعل و بالفعل كنت أريد تقطيع كل قطعة من جسدها الي أشلاء حتي تختفي الي الأبد لكن لا..تلك الحقيرة لا تنهزم أبداً .

ضحكت بصوت عالي كإني أخبرتها مزحة للتو ثم نظرت لي و الحقد يخرج كالشرار من أعينها .

"ما كنت أريده منذ تركك لي جايس.." ثم أخرجت سكيناً من وراء ظهرها و بدأت تنظر لها كإنها كنز قديم يساوي ملايين الدولارات في يدها .

"موتك ." كإنه شئ بسيط لتقوله..تلك الكلمة لم تساوي اي شئ بعد الذي قالته بعد ذلك مما جعلتني أشد علي ذراع ايفا التي ورائي و أقربها مني أكثر .

"أو موتها ."أشارت بالسكينة عليها و أنا الخوف ضرب بداخل صدري بقوة لدرجة أني شعرت بقدماي لن يتحملا ثقل جسدي أكثر من ذلك و الدموع علي وشك الإنهيار..

لكني تماسكت .

"هل أحببتي هديتي التي أرسلتها لكي ايفا بمناسبة حملك؟ أعتقد أن الطعنة في المعدة جعلت رفيقك يكاد يموت من الخوف ." سخرت .

"اذا كنتي تريدين قتلي فإقتليني..لكن لا تفكري حتي أن تلمسي شعرة من علي جسدها هي ." شعرت بيدها تتمسك بي و الأخري علي بطنها و جسدها يرتعش .

لا تخافي..أرجوكي لا تخافي..

أنا معك .

"هل تعتقد إني عندما سأقتلك ستموت جايس؟..أنت لن تموت إلا عند موتي أنا ." إبتسمت بسخرية ثم أكملت، "أو بمعني أصح ستصاب بالأركايترزم الذي يشعرك بألم معظم مجموعتك لتتعذب و تضعف و من ثم بعد ذلك..ستُقتل ."

الجميع يقف ثابتاً و الهلع في أعينهم..بينما أنا لست خائفاً علي نفسي كما أنا خائف علي ايفا .

شعور سئ كان بداخل أعماقي و يزداد كلما شدت قبضتها علي قميصي و دفنت رأسها عند عنقي .

لن يحصل لكي شيئاً يا حبيبتي..لن يحصل لكي شئ .

"فقط توقفي عن الكلام و أخبرينا ماللعنة التي تريدينها الآن؟!" صاح كاي بها و هي إبتسمت بخبث له .

"ستري مالذي أريده بعد الذي سأفعله الآن ." و بعد تلك الجملة قامت بالذي كنا خائفين منه أن تفعله .

آجنس طعنت نفسها .

"لا!" صحت بها لكن في لحظة، شعور الألم وصل لكل جزء من جسدي .

عيناي كانت علي مصرعها و ببطء كنت أشاهد آجنس تسقط و الدماء تتساقط معها و الجميع يهرع إلي جسدي الذي لم يعد يعي الوقوف .

"جايس؟..جايس قف! أنظر إلي! " كانت أمامي تمسك بوجهي و تحاول جعلي أظطيع ما تقوله، لكن الألم أخذ أفضل ما عندي و لم أعد أتحمله .

أنفاسي تسارعت، قلبي أصبح يضخ بشده كإني يريد التحرر من القفص الصدري .

أما ذئبي..ذئبي!

ذئبي كان يصرخ بداخلي من الألم الذي هجم عليه في لحظة و يُقتل مراراً و تكراراً في كل ثانية .

"جايس أرجوك أنظر إلي ."

في الدقيقة كنت أُقتل أكثر من عشر مرات .

في الثانية كنت أري الموت بعينه يقترب مني لكنه لا يصل إلي .

أما أنتي حبيبتي ايفا،

إعتني بنفسك .

لم أكن أفضل رفيق حصلتي عليه، لكني أحببتك من كل قلبي .

إعتني بطفلنا .

أخبريه كم أحببته حتي قبل خروجه الي الدنيا .

قبليه في اليوم مئات المرات و أعلميه أن هذه القُبل مني .

إعتني بالمجموعة عزيزتي .

أعلم إنك ستكوني قادرة علي إدارة شئونها .

اذا إحتجتي مساعدة، كاي سيكون عونك .

اذا إحتجتي نصيحة، فرانسيس ستكون معك .

اذا إحتجتي من تحدثيه عما يضايقك، بلايك ستكون بجانبك .

أحبك ايفا .

أحبك و سأظل أحبك حتي تحت و أنا تحت التراب .

"جايس أنظر إلي!" عيني كانت تغلق وحدها و لكنها كانت تهزني و تصرخ بي .

"عليك تعلمني فالحال!" أمسكت بوجهي بقوة و وجهتني اليها، قولها لتلك الجملة وحدها جعلني، الموقف ضيق بالفعل و أنا لن أفرط بعائلتي الوحيدة .

"مستحيل-.." هززت رأسي بسرعة لكنها قربتني أكثر اليها بعنف .

"جايس، علي الأقل سأموت و أنا اللونا.." الدموع تجمعت في عيني و لازلت أهز رأسي . 
"لا ايفا..لن أستطيع ." الألم بدأ بالإنتشار بسرعة و أشعر برابطي معها ينفك .

"جايس أنت تجعل إبنتك تتألم ايضاً، فقط قم بفعلها ." إنتحابة خرجت من فمي و دموعنا بغزارة مع الألم الذي جعل من ركبتاي ضعيفتان حتي للوقوف .

"لا تضعيني في موقف صعب، آنجلين ." آمسكت بكتفي بقوة و بدأت تصرخ بوجهي .

"نحن فالحالتين سنتألم، فقط قم بوضع العلامة اللعينة!" إنفجرت باكية أمامي و لم يكن هناك في تلك اللحظة سوي طريق واحد يجب أن أسلكه .

و أختياراً واحداً قد إخترته .

و أني وضعت علامتي عليها .

فجأة الصمت قبل العاصفة حل..و ظلت ايفا تنظر لي بدون ملامح علي وجهها، ثانية و كإن الوقت تجمد .

و الأخري كانت صرخاتها تصم كل مستمع .

"ايفا!" آلمها شعرت به، صرخاتها، إنتحاباتها..كل شئ..شعرت بكل شئ .

"جايس، سألد!" هرعت فرانسيس و بلايك اليها يخلعون ملابسها في الجزء السفلي في جسدها و أنا..كان جسدي يرتعش من موجات الألم الذي أشعر بها .

رابطنا كان ينقطع..بكل بطء و شدة، رأسها كنت أحتضنه و أبكي و هي لازالت تصرخ .

"أنا آسف ايفا، آسف لأجل كل شئ، أنا السبب في هذا..أنا السبب في معاناتك تلك..أنا السبب ." كلانا كان يبكي و يشهق، روحي شعرت بها تخرج معها..تخرج مع طفلتنا .

قلبي شعرت به يُنتزع من مكانه مليون ألف مرة في لحظة و جسدي عضلاته تشنجت و لم أعد قادراً علي التنفس ، الإرتعاش وصل لأطرافي و أصبحت كالمجنون يحتضن أغلي شئ بالنسبة له و يريد إبعاده عن الناس .

و فجأة سمعت صرخاتها تهدأ..و تظهر صرخات الطفلة..و عندها توقف قلبي عن العمل .

لإني علمت أن خاصتها قد توقف ايضاً .

الصدمة حلت جسدي و روحي المرهقة لم تعد قادرة علي الإستيعاب، يدي المرتعشة رفعت رأسها الذي بين أحضاني لأري عيناها مغمضتان بهدوء .

"ايفا؟..ايفا إستيقظي، كفي عن المزاح و استيقظي هيا!" ظللت اهز رأسي و أهز جسدها معي .

"هذا ليس وقتاً للنوم عليكي الإستيقاظ!" أمسكت بكتفها بقوة و هززته بشدة، بكاء بلايك و فرانسيس وصل الي سمعي لكني لم أهتم لهم، هي لن تذهب الي أي مكان!

"جايس، لقد ذهبت بالفعل-.."

"لا! لا تقولي هذا، حسناً؟! ايفا لن تذهب من بين أحضاني في أي مكان أسمعتي؟!" زمجرت الي بلايك و أرجعت نظري لها، سكون جسدها دفعني للجنون و ظللت ارجها أكثر .

"ايفا لا تتركيني هكذا!..لا تتركيني وحدي أرجوكي ." شهقاتي علت و دموعي إنهمرت بغزارة علي وجهي . "أنتي أملي الوحيد في هذه الدنيا ايفا..

لقد كنتي دنيتي و حياتي و مرساتي..لا تتركيني هكذا..لا تتركيني!" و فالنهاية رفعت رأسي و صرخت صرخة لم أكن اتوقع إني سأصرخها في يومٍ ما..

صرخة فقدان رفيق .

ظلت أصرخ و أصرخ حتي لم يعد في رئتاي نفس . أغمضت عيناي و سندت وجنتي علي خاصتها الباردة الآن و همست بصوتي المبحوح..

"علي الأقل ذهبتي و عليكي علامتي ."

_______________________

الجميع علم بعد يومان أن الألفا سيعود، لم يعتقدوا أنه سيعود بتلك السرعة، فما قيل أن كاي فقط من سيرجع و معه بلايك و من ثم الألفا سيأتي بعدها بأيام .

لكن في لحظة دخوله للمجموعة شعر الكل بشئ الغريب .

عيناه العسلية كانت مظلمة، وجهه كساه الحزن و كإنه كبُر سبعين سنة بعد ذهابه .

إستقبلوه و هو دخل من بينهم و لكن إستوقفته والدة فينيكس .

"الفا؟" نظر لها و هي توترت من نظرته..فمانت مزيج من الحزن..الظلام..الكثير من الأشياء التي لم تفهمها .

"هل اللونا بخير؟" في تلك اللحظة، ذلك سؤال جعل دمعة تسقط من عينه بعدم إرادته و اللحظة الأخري كان الحراس يدخلون المجموعة و تابوت اللونا محمول علي أكتافهم .

لم يصدقوا..لم يصدق أحد .

الإمرأة وضعت يدها علي فمها بعدم تصديق و عيناها تمتلئ بالدموع .

"هذه..هذه ليست-.."

"بل هي..لقد أصبحت مع فينيكس الآن ."

و بتلك الجملة تركها و إستسلم لإنهياره و هو يسمع الصرخات و البكاء في كل مكان يحيطه .

"لا! هذه ليست ايفا! ايفان قُل لي أن هذه ليست ايفا!" صياح ميلا .

"حبيبتي إهدأي.." صوت ايفان .

"هي لم تذهب..قولي لي إنها مزحة و هي لم تذهب بلايك..لم تذهب!" بكاء ايلفيس و إستسلام بلايك لحزنها الذي عاد مرة أخري بعد فقدانها لشخص عزيز آخر .

"لقد رأيتها..رأيت الحياة و هي تُسحب منها..لقد ماتت لأجلنا..لأجل الألفا ."

ماتت لأجله .

لكنهم لا يعلمون أنه بالفعل مات معها و هذا مجرد جسد ليس به سوي قلب يضخ دماء و يقوم بعمليته التي خلق لأجلها و ليس قلباً حياً .

لم يعد هناك حياة بعدها..الجميع كان و لازال في حالة صدمة و الحزن عبء قلوبهم أكثر .

الجنازة كانت عبارة عن صمت، الدموع من كثرة نزولها قد جفت .

الألفا الذي كان مثل الشباب في ايام العشرينات، كإنه الآن شيخ لا يستطيع حتي الكلام .

"لقد كنتي حبيبتي و روحي و رفيقة عمري،

لن أنساكي مهما حصل، ستكونين دائماً في قلبي..

لن اتوقف عن التفكير بك حتي نلتقي مجدداً ."

و هكذا مرت الايام،

الحزن خيم في المكان و كإنه لا يريد الذهاب..

حتي أتي ذلك اليوم..

إستيقظ الألفا من النوم و صوت الضجيج بالخارج .

"مالذي يحصل..؟" همس تحت أنفاسه و هو يفتح الستائر و يري حشداً كبيراً في الساحة..

مهلاً..هؤلاء الناس .

عيناه توسعت عندما تعرف عليهم و بسرعة خرج من بيته و كان وراؤه كاي و بلايك و فرانسيس الذين أقاموا لديه في المنزل و الذين ايضاً إستيقظوا في نفس الوقت .

فتح الباب و إندفع للخارج وراؤه الثلاثة..

سمعوا صوت صرخات فرحة و ضحكات عالية و بكاء في كل مكان .

لم يصدقوا الذي يحصل الآن .

ان كل من كان موجوداً في الساحة، قد مات قبل عقوداً من الزمن!

"الفا جايس! لا اعلم كيف حصل ذلك، قبل ساعتان استيقظنا جميعنا و كانوا جميعهم هنا"

"انها بركة من آلهاتنا"

الجميع كان منصدم..كاي،بلايك، فرانسيس، حتي ايفان و كايلب و ميلا و ايلفيس، أما هو كان يقف لا يفعل شيئاً بل يدرس حالة الفرح لدي الجميع و الدموع التي ذرفت من اعينهم حين رؤية احباء قد ماتوا من زمن يقفون امامهم الآن بشحمهم و لحمهم .

سمع صرخة عالية فنظر وراؤه ليري مشهد كاي و بلايك و هما يركضون و الدموع في اعينهم..فقط رأوا من اشتاقت الي قلبهم، من هجرتهم بدون وداع..لم يكن ذنبها انها يكن لها الوقت لقول الكلمة، لكن حتي و ان كان لديها، من المتوقع ان يرفض الاخوان فكرة الوداع لأكثر شخصٍ احباه علي وجه الارض .

"امي!" صرخ الاثنان و هم يركضوا و ملامح البراءة و ذكريات الطفولة تمر امامهم و هم ينقضون علي حضن امهم لتحيطهم بذراعيها و تقبلهم في محبة و اشتياق .

لازالت أُمهم التي اعتادوا عليها، و لم يكن هناك من استطاع ان يهزم حبهم لها، فهي من ربتهم و علمتهم، من خافت عليهم و بكت اذا حصل لهم شئ .

هي كانت كل شئ بالنسبة لهم، فمجرد ان اخذها المرض عن وجه الارض و جعل روحها تتصاعد و جسدها يتنازل في الارض، قلبهم دفن معها، و ها هي الآن تقف امامهم و تحضتنهم و تعطيهم كل قبلات الاشتياق التي تستطيع ان تمنحهم اياها .

و بينما هو يتمعن ذلك المشهد، يحاول ان يمتص القليل من الفرح في قلبه الذي اصبح ميتاً مع موت اعز الناس لديه .

لكنه لم يكن يعلم ان من يقف وراؤه يستطيع ارجاع ولو حتي قليلاً لحياة قلبه، بمجرد ان اشتم جايس رائحته تصلب في مكانه و ارتعش جسده عندما وضع هذا الشخص يده علي كتفه .

فبمجرد ان نظر وراؤه لم يكن يعلم اذا كان عليه الضحك ام البكاء، لكن دموع عينيه خانته و ضحكة اشتياق ممتزجة مع الفرح و الحزن زينت وجهه و دموعه تملأوه، لا ارادياً اندفعا الاثنان لاحتضان بعضهما، لا يصدق ايٍ منهم ان الآخر امامه حتي هذا الحضن الذي دام طويلاً .

لكن شعور الاشتياق يكون قوياً عند فقدان شخصاً عزيزاً، و يصبح اقوي عندما تفقده للموت، لكن هذا الشخص لم يأتي اي احد ليعوضه عنه حتي ان وجوده الآن امامه غير مصدق!

و اخيراً قال الكلمة التي لم يعد ينطقها منذ زمن طويل و الصعب و لم يكن يعلم انه سيقولها مجدداً .

"لقد اشتقت اليك ،ابي"

"و انا ايضاً بني، و انا ايضاً"
© Nerve ,
книга «Archaitrism | أركايترزم».
Коментарі