Prologue
Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
Chapter 15
Chapter 16
Chapter 17
Chapter 18
Chapter 19
Chapter 20
Chapter 21
Chapter 22
Chapter 23
Chapter 24
Chapter 25
Chapter 26
Chapter 27
Chapter 28
Chapter 29
Epilogue
Apocalypse | جزء ثاني
Chapter 18
ثمانية سنوات .

ثمانية رفيقات .

هي كانت تلك السنة الأخيرة .

السنة التي ستحدد من عليه الموت و من عليه العيش .

من عليه ان يحظي بالنعيم .

و من عليه ان يتألم .

_____________________________________

"وهل كنتي تتعلقي بالالفا جايس و تشميه حتي تتعرفي رائحته وانتي واقفة علي الجانب الآخر من الغرفة؟"

اللونا لم تستطع كبح نفسها من الضحك علي رد ايفا الذي اسقط البقية ضحك علي بوفارديا التي ظلت واقفة و محرجة من جميع من يضحك عليها .

"يالهي ايفا، لا استطيع التنفس" الموضوع هنا ان الجميع كان يضع يده علي فمه و يضحك بهدوء الا بلايك..فقد اسمعت المجموعة كلها صوت ضحكها حتي ان الطفل كان ينظر لها بغرابة .

"انا كنت فقط اتسآئل.." قاطعتها بلايك قائلة:

"لا تحاولي حتي تبرير نفسك بوفارديا، انتي لم يعد هناك اثر لجبهتك" هذه المرة ضحكت ايفا مع الباقي علي وجه الفتاة التي كانت ستندفع اليهم .

"ايتها ال-.." قاطعتها بلايك للمرة الثانية و هي تعطي الطفل للونا، "آسفة لونا علينا الذهاب، نراكي غداً" ثم سحبت ايفا من يدها التي كانت تضحك علي تصرفات صديقتها و تعطي لبوفارديا نظرة اخيرة قبل ان يذهبوا .

"يالهي، هذا ممتع" قالتها ايفا بتعب و هي تضع يدها علي معدتها من الضحك، لتبتسم لها بلايك و تنظر لها .

"اتعلمين اني كنت اعتقد انك صحبة سيئة؟..الآن بدأت اعتاد عليكي"

"عزيزتي الشعور متبادل" قهقهت بلايك علي ردها و هي تمسح المكان بعنياها ثم تتحدث و كإن مزاجها انقلب مئة و ثمانين درجة .

"لذلك الآن علي اخبارك بشئ.." اعطت ايفا كل انتباهها لبلايك بوضع عيناها عليها بإنتظار بلايك لكي تتحدث .

"ايلفيس يكون رفيقي" فجأة عينا ايفا توسعت و هي تضع يدها علي فمها بدون تصديق، التفتت بلايك برأسها لتدرس معالم وجه ايفا المنصدم .

"ايلفيس..رفيقك؟!" اومئت بلايك لها و بقيت ايفا في صدمتها .

"لم انتي مندهشة لتلك الدرجة؟"

"انا فقط مصدومة..لم اتوقع ان يكون لكي رفيق من الاصل"

"اوتش" ضحكت ايفا علي ردة فعل بلايك ثم امسكت بكتفها، "ايلفيس شخص جيد..انا سعيدة لانك رفيقته، بما انك محاربة فهو لن يستطيع ان يضع عينه علي اي فتاة اخري بل انتي" توسعت عينا بلايك في تلك اللحظة .

"هل هو فتي يحب التلاعب؟!" هزت ايفا رأسها بسرعة ثم لفت يدها حول كتف الاخري، "تعالي، سأفهمك كل شئ" .

_________________

"فالبداية نحن كنا مجرد زملاء في المدرسة، منذ صغرنا و نحن مع بعضنا، حتي اننا لم نكن مقربين، بالعكس نحن نتحدث مع بعض في السنة الدراسية مرة او مرتان، لكن ما حصل هو اعجابي به عندما في الثانوية.." بدأت بحكي كل ما حصل معنا منذ سنوات بعد ان اتينا الي غرفتنا التي في منزل المجموعة بدأت بقص لها كل ما حصل..هي بسرعة بدلت ملابسها لملابس نوم و ربعت قدمها امامي و جالسة منتبهة لكل ما اقوله .

"اذاً..انتي تخبريني انك كنتي معجبة برفيقي في ايام الثانوية؟" رفعت بلايك حاجبها لها لاضع يدي علي وجهي، اريد ان اخبرها علي حكايتي مع ايلفيس و اجعلها تفهم شخصيته و لكن الصعب انه في نفس الوقت علي ان لا اجعلها غاضبة بسبب قولي اني كنت معجبة برفيقها..

ولكن هل كنت اعلم يا تري انه لديه رفيقة متخلفة عقلياً مثل تلك الحمقاء ياربي؟!

"لاحظي اني احاول ان اراعي مشاعرك الجياشة اتجاهه والا اشعرك بالغيرة.." صمتت بلايك ثم اومئت و هي مغمضة عينها كإنها مستسلمة للأمر. "حسناً اكملي هيا" .

"حسناً..الشئ الصعب في الموضوع ان ايلفيس شخص يلاحظ كل شئ.. و هذا ايضاً ما كشفني، كونه اكثر فتي كانت الفتيات معجبة به فكان يعلم معني كل التحركات التي كنت احاول فعلها لجذب انتباهه، و ما كنت اشعر منه هو عندما نقابل بعضنا في خارج المدرسة كان يعاملني بلطف بينما امام اصدقائه يتحول الي كائن بارد لا يهتم سوي بسمعته و كإني سأوسخها اذا ذهبت له وتحدثت معه.." عقدت بلايك حاجبها بسرعة و استوقفتني للحظة .

"اذاً هو لم يظهر لكي اي اهتمام بدليل انك كنتي دائماً من تبدأي الحوار..؟" لاومئ لها وهي تكمل كلامها، "..طالما هو ليس مهتماً بكي، لم أتي للمجموعة؟ لم قرر ان يقطع تلك المسافة في الغابة حتي وصل الينا؟"

ظهرت علامات التشوش علي وجهي، فالحقيقة انا لا اعلم..

"بلايك، الموضوع انه كان في بعض المرات كان يعاملني بلطف و حتي كان في بعض الايام يحاول النظر لي من بعيد و كان بغاية اللطافة..و في ايام اخري يكون مع اصدقائه سواء فتيان او فتيات ولا حتي يعطيني ولو نظرة واحدة، مع العلم انه بالتأكيد يعرف بأمر اعجابي به..لكنه كان يتصرف بتلك الطريقة حتي اني شككت أنه مريض انفصام" قهقهت بلايك علي الجملة الاخيرة و انا ايضاً ابتسمت ّ

"في الجامعة اكتشفت انه معي، لكن حصلت بعض الاشياء جعلت الجميع يبتعد عني حتي هو..بالرغم من انه يعرفني منذ زمن لكنه فضل ان يكون مثل الجميع و يبتعد و بعد انتهاء الجامعة لم يعد احدٍ منا يتحدث مع الآخر حتي اليوم الذي انتي خطفتني فيه، كنت اتحدث معه عبر الرسائل و الغريب انه هو من بدأ الحوار.."

"انا منصدمة" اومئت و انا مغمضة عيني، "مثلك بضبط" ثم اكملت .

"ايلفيس وانا كما نتشارك نفس الذوق في الاغاني، لذلك قبل ان اقابل حراس الحدود في المجموعة و اخوكي بأيام كنا نتحدث عن الفرقة التي كنا معجبين بها ولأنه اشتري الالبوم الجديد الخاص بهم فكنت اريد ان يحضر لي نسخة ايضاً لذلك تحدثنا ذلك اليوم..و اعتقد انه اتي الي بيتي بعدما قمتي بأختطافي للمجموعة و لم يجد اي احد.." اومئت بلايك و هي تحاول ربط كل شئ ثم نظرت في عيني، "فهمت" .

"هذا كل شئ، لقد اخبرتك كل شئ عن معرفتي به" .

"لكن ماهو واضح من كلامك انه ليس بشخصٍ جيد كما قلتي في البداية" صمتت قليلاً حتي رددت عليها .

"انا حتي لا اعلم.." عقدت بلايك حاجبيها بسرعة، "ماذا؟!" .

"لن اكذب عليكي، انا لا اعلم، كوننا نحن الاثنان لسنا قريبين من بعضنا يجعلني لا استطيع الحكم عليه، لكن بما انه مشهور و كان صديق مقرب لأصدقائي..هو شديد الطيبة و مستعد ان يفعل اي شئ خاصتاً لمن يحبهم" صمتت بلايك و نظرتها اصبحت مركزة علي .

"مستعد ان يفعل اي شئ خاصتاً لمن يحبهم؟" اغمضت بلايك نصف عيناها و لازالت تنظر الي لأرفع حاجباً، "ماذا؟"

"انتي تخبريني انه كان تحدث معكي بعد الجامعة..و ايضاً اتي الي بيتك مخصوص كي يعطيكي الالبوم الذي اردتي نسخة منه و عندما لم يجدك و بالطبع لإني ماهرة في إخفاء اي اثر" قامت بتقليب شعرها بغرور، "فعلم بالتأكيد انك قد اختطفتي و اتي لكي يجدك، اذاً.." عيني توسعت بسرعة عندما فهمت ما تقصده و اعتدلت بجلستي امامها وانا اربع قدمي انا الاخري .

"لا بلايك، لا..و حتي ان كان معجب بي، انتي تعلمين اني مع جايس الآن" اومئت و هي ترفع يدها بإتجاه فمي تحاول ان توقفني عن الكلام .

"نعم، انا افهم انك رفيقة الالفا، و بالطبع هو لن يسمح لأي احد بالاقتراب منك..لكن هذا ما هو واضح، ايلفيس قام بالذهاب الي بيتك و حاول ان يعثر عليكي و حتي انه عندما اتي كان كل من يسأل هو انتي، هو معجب بكي ايفا" لم يعجبني هذا الكلام .

برغم من اعجابي له لسنين لكن الآن..انا لا اريد هذه المشاعر .

"قومي بعكس ذلك!" صمتت بلايك فجأة و انا اكملت، "هذه ممكن ان تكون الحقيقة لكني لا اريد هذا، لا اريده معجباً بي..خاصتاً انه يخصك الآن و طالما سمعتي كلمة رفيق لا يجب عليكي تستسلمي لاعجابه بإمرأة اخري، اجعليه يحبك و يري الجانب الطيب الذي رأيته بكي..هذا من الممكن ان يكون صعب كونه اول رفيق لكي لكن حاولي معه!" ظلت صامتة تنظر بعمق في عيناي .

"انتي تقولين تلك الكلمات و انتي من المفترض قولها لنفسك، انتي تستسلمين و اردتي رفض الالفا العديد من المرات.." ابتسمت ابتسامة جانبية، "عزيزتي علي الاقل هناك امرأة واحدة يعرفها رفيقك و ايضاً لديها رفيق، انما انا رفيقي لديه سبعة ولا اعلم ولا واحدة منهن" صدمت بلايك مما قلته لها .

"سبعة!" اومئت وانا انظر بعيداً لكي تضع يدها علي ركبتي .

"انا لا اريد التدخل في ايٍ من هذا، لكن..لا تستسلمي علي الالفا جايس، اعلم ان كونه لم يعترف بكي امام احد غيرنا انك رفيقته شئٍ غير مسموح به..لكنك عليكي ان تتعايشي مع الأمر حتي تفهمي منه كل شئ..هو قد عاني الكثير و لقد عشت معه الكثير من المشاكل و المصائب التي حصلت للمجموعة، و ها قد اتيتي..كل ما اريده منكي فعله هو محاولة تخفيف الحمل عليه لإنه بعد كل شئ الالفا و يحاول الاهتمام بمجموعة كاملة" الغضة في حلقي تكونت و ابتلعت ريقي بصعوبة..سأحاول .

طال الصمت بيننا و هنا سحبت بلايك نفسها للذهاب و الاستلقاء علي سريرها وانا لازلت افكر في الكلمات التي قالتها و الكلمات التي قُلتها عندما كنت غاضبة منه..

"هو ليس الرفيق الاول" رفعت رأسي لها بسرعة من الجملة التي قالتها .

"ليس الاول..؟" التفتت لي و اومئت، شعرت بنوع من التشوش من هذا..هل رفضوا بعضهم؟

"هل يمكنني سؤالك مالذي حصل؟" رأيتها تنظر للارض و تتنهد ثم تعيد نظرها الي كإنها تحاول الابتسام، اتجهت الي سريرها و استلقت عليه و نظرها موجه للامام وانا كل تركيزي معها .

"كان إسمه دونوفان، اول رفيق لي..غير انه كان رفيقي، كان صديقاً مقرباً و بئر اسراري..ظللنا مع بعضنا لسنوات حتي اصيب بمرضٍ...و ذهب" .

استلقت بالكامل و اعطتني ظهرها لتنام بينما انا لازلت في مكاني لم اتحرك .

لا اعلم كيف ابدي ردة فعل، بالطبع هي حزينة لانها تحدثت عن رفيقها الاول الذي رحل و الشئ الذي لن اسامح عليه نفسي هو جعلها تتحدث عنه بينما كان يمكن اغلاق فمي الاخرق!

*حمداً للآلهه بعلمك أنك خرقاء.*

اصمتي آريس .

_____________________

في اليوم التالي، كنا نتمشي انا و بلايك في قاعة الضخمة الخاصة بالمجموعة بين الطاولات الذين يحضروا عليها كثير من اطباق الطعام التي تشتهيها و اكواب النبيذ في كل مكان .

"تبقي ساعة علي بدء الاحتفال، لقد قارب المساء علي القدوم و اليوم في منتصف الليل هو ليلة اكتمال القمر" توقفت عن المشي فجأة .

*اللعنة..*

"ليلة اكتمال ماذا..؟" بلايك نظرت لي بأعين واسعة، "انتي لم تتدربي علي التحكم بذئبتك صحيح؟" حسناً، لا تفزعي ايفا، لا تفزعي..لا تشعريها بالخوف .

رفعت يدي محاولة جذب انتباهها و ايقاف اي تفكير سلبي قد يأتي الي عقلها .

"سأكون بخير سأكون بخير، لا تقلقي علي لن يحصل شئ.." امسكت بيدها متجهة لأحدي اطباق الحلوي و هي لازال حاجبيها معقودان و عيناها متوسعة من الخوف، "لن يحصل لي شئ.." .

"لكن انتي-.." وضعت قطعة من حلوة السكر في فمها لاصمتها و امسك بوجهها بيداي الاثنتان .

"انا سأكون بخير و سنستمتع بالإحتفال..لا تقلقي، همم؟" حاولت طمئنتها و مع اني اشعر بعدم الاقتناع منها و هي بالفعل لها الحق في ذلك لكن هذا ما يجب علي فعله، نحن سنكون بخير، صحيح آريس؟

لم آخذ منها سوي الصمت لكي اعقد حاجبي، آريس؟

*تتصرفين كال..*

كال-ماذا؟ هيا اشتميني حتي اذهب لاقرب خط سريع من هنا و ارمي نفسي امام اي سيارة حتي نتخلص منا نحن الاثنان .

*مهلاً مهلاً لم اقصد اي شئ سئ..كل ما كنت سأقوله هو انك تتصرفين كاللونا* كتفاي استرخوا و وقفت في مكاني لدقيقة احاول استوعاب ما قالته..

انا فقط قمت بتهدئتها، لا تكبري الموضوع..

__________________

بدأت الموسيقي بالعزف و الناس اصبحوا يرقصون بينما كانت هناك العديد من التبرجات علي الحائط و علي الطاولات، الجميع كان سعيداً و مبتهجاً .

القادة كلهم كانوا يجلسوا علي الطاولة العريضة المخصصة لهم و انا و بلايك كنا نجلس علي الطاولة الطويلة التي يجلس عليها المحاربون من المجموعات الاخري و الاوميغا و العديد من الاشخاص الاخرون في طاولات اخري .

كنت اشعر بعيناه تسترق بعض اللمحات من الحين و الآخر، لكن نظري كان موجه للطبق الذي امامي .

كنت مرعوبة .

بين احتفال الجميع و شربهم للخمر انا كنت اجلس هنا سارحة في تفكيري و الرعب يسري في جسدي، اكتمال القمر علي وشك الظهور..

فكرة اني انا و ذئبتي سنخرج عن السيطرة علي انفسنا تجعلني اشعر بالخوف، ليس فقط علي..بل علي كل من في المكان .

الخوف من ايذاء احد او اي شخص .

قاطع افكاري الالفا ماكسين وهو يقف امام طاولة القادة و يحمل طفله بين ذراعيه و يسلك حلقه لكي يصمتوا جميع من في القاعة .

"لا استطيع ان اوصف سعادتي اليوم بأخيراً مجيئ طفلي و من سيخلفني، اود الجميع ان يرحب بالالفا الصغير..آلفين" بدأ الجميع بالصياح و رفع اكواب الخمر في الهواء و الالعاب النارية انتشرت في السماء بينما نحن كنا نراها عبر النافذة .

من بين تشتت الجميع بالبهجة و الفرح، كنت انا اترقب القمر و حركة السماء من حوله..لقد اقترب، و فجأة شعرت بجسدي يرتعش .

لم احتمل الجلوس بين الكل بينما اشكل خطر علي الجميع..علي الخروج من هنا .

عيناي اصبحت تلف حولي، لا اريد من اي احد ان يلاحظ خروجي..حتي وقع نظري عليه .

هو كان يركز علي بشدة، يراقب كل حركاتي و يشعر بالخوف الذي ينتشر بداخلي، لكني لن استطيع التحمل اكثر..

بسرعة انسحبت من بين الجميع وانا علي يقين انه رأي ذلك و هذا لا يهم الأن..المهم هو ان الجميع سيكون بخير و خاصتاً الطفل الذي سيصبح بعد سنوات الفا .

كنت بالفعل خارج القاعة متجه بقدماي نحو الاشجار، علي الابتعاد بأكبر قدر ممكن .

بين الحين و الآخر عيني تنظر تلقط لمحة للقمر و الاخري للطريق..لقد اقترب الموعد، انفاسي تسارعت و نبضات قلبي لم تعد منتظمة بسبب مشيي السريع .

قطرات عرق التي نتجت عن التوتر كانت علي وجنتي بالفعل و الارتعاش قد اصاب يداي لكني لم استسلم، تحركت اكثر و تعمقت اكثر في الغابة..حتي توقفت .

كنت متأكدة اني قد ابتعدت بقدر كبير عن القاعة و عن الجميع لأجل سلامتهم .

*ماذا الان؟* سألتني آريس لكن ما استطعت الرد به هو الصمت، حتي أنا لا اعرف اجابة علي هذا السؤال لذلك كل ما فعلناه هو النظر و مراقبة القمر حتي يظهر .

قمت بالجلوس و احتضنت ركبتاي لصدري و عيناي مركزة علي السماء، شعرت بشئ ينقبض في صدري فجأة..شعور غريب و لم يكن مني .

*جايس..انه يبحث عنا* آريس تحدثت بسرعة لكني لم اهتم لما قالته..اتمني ان ينقضي هذا اليوم علي الخير .

اتمني ان يمر هذا التحول بدون تأذي اي أحد .

اتمني أن-.. لا هذا ليس جيداً .

*آريس* تنفست محاولة تهدأة نفسي لكن لا شئ..هي لم تستجيب لندائي .

*آريس، تحدثي ارجوكي* جسدي فجأة بدأ يرتعش و انفاسي اصبحت غير منتظمة، هذا خطأ، علي السيطرة علي نفسي!

بدأت اتنفس و اعتصر عيناي لكي اهدأ لكن الرعشة لم تتوقف، اظافري بالفعل كانت مغروزة في جلد ركبتي .

"اتمني الا يتأذي احد..اتمني أن يكون الجميع بخير.." ظللت اردد كلماتي ولا احاول فتح عيناي، إن كانت حالتي بهذا الشكل فبالتأكيد ان القمر المكتمل قد بدأ يظهر .

حاولت التنفس اكثر و ادخال هواء لرئتاي لكن نفسي كان يضيق و اظافري كانت تنغرز في جلدي اكثر و ركبتاي كانتا تنضم لصدري أكثر .

و فجأة سري ألم في عظامي جميعها جعل عيناي تنفتح لمصرعها و كانت القمر أمامي في السماء..مكتمل و مشع بنوره علي .

توقف جسدي عن الارتعاش و لكن لم يتوقف الالم..كنت مثبتة ولا استطيع التنفس حتي .

*آ-أريس..*

ثم اصبح كل شئ اسود .

________________

كانت عيناه تجول المكان محاولة العثور عليها بعد خروجها من القاعة لكن لا شئ, هي كانت سريعة جداً و اختفت من بين الاشجار .

فجأة انتابته الافكار السلبية التي جعلت بدنه يقشعر لكنه ابعدها عن رأسه حينما تذكر اليوم الذين كانوا فيه .

هو كان يعلم أن محاربيه و جميع من أتوا معه الي الحفل كانوا مدربين بشكل كبير علي التحكم في ذئابهم خصوصاً في ليلة مثل تلك و حتي المستذئبين الذين في المجموعة لكن هي..هي لم تُدرب بشكل كبير..هي لم تُدرب بالأصل!

عيناه تفحصت السماء ليري القمر لازال يبدأ ظهوره و في لحظة أسرع محاولة العثور عليها لكن يبدو إنها ابتعدت بشدة .

"اللعنة إيفا، اين انتي؟" همس وهو في طريقه بين الشجار عندما ابتعد عن الساحة و اصبح في الغابة بالفعل يحاول التقاط رائحتها ليعلم اي طريق يجب أن يسلكه .

كان من بين الحين و الآخر ينظر للقمر ليعرف اذا كان تأخر ام لا, وقلبه كان ينقبض اكثر كلما ظهر و شع نوره فالسماء لكن هذا لم يوقفه، بل تحرك اكثر محاولاً العثور عليها .

ظل يتتبع رائحتها حتي بدأت تشتد و حينها علم انه اصبح قريباً منها .

قلبه انقبض اكثر فأكثر و عيناه تترقب القمر و الطريق حتي وجد نفسه يقف .

و كإن جميع اعضاء جسده توقفت ايضاً عندما ظهر له القمر مكتملاً في السماء، و علي بُعد متر مما يقف، سمع صوت عظامٍ تتكسر واحدة تلو الاُخري..و عندها علم انها فقدت السيطرة .

"ايفا.." خطواته ارتعشت من الخوف عليها متوجه ناحية الصوت حتي ظهر المشهد امامه كاملاً .

لم تكن ايفا..بل كانت ذئبتها البيضاء تقف علي اطافها الاربعة و زمجرتها قد علت فالمكان .

هو وقف هناك يحاول النظر في عيناها لتعلم أنه رفيقها لكنها بالفعل كانت فاقدة السيطرة ولا تعلم مالذي تفعله .

"ايفا، هذا أنا..جايس" رفع يداه يحاول أن يوقفها و يقترب منها لكنها زمجرت في وجهه لكي يبتعد و بالفعل اطاعها و ابتعد خطوتين .

"عليكي أن تحاربي و تأخذي السيطرة" و مجدداً زمجرت مرة اخري وهو لم يكل ولا يتعب بل ظل معها يحاول ان يرجعها لوعيها ثانيةً .

اقترب منها مرة أخري و قرب يداه من وجهها لكنها هزت وجهها كإنها تريده الابتعاد مصدرة صوتاً غاضباً و اخذت خطوة خطيرة بإتجاهه و عيناها متوسعة ليعلم انها بالفعل ضايقها قربه منها .

هو بالفعل أخد خطواته للوراء ليعيد ذراعاه الي جانبه و يبتلع ريقه بصعوبةو هو مغمضاً لعيناه .

فتح عيناه ليرجع نظره لها وهي لازالت تقف امامه في هيئة ذئبتها ساكنة، فقط اصوات مزمجرة منخفضة صادرة منها .

تنهد و عيناه لازالت عليها حتي تحدث مرة أخري .

"ايفا، انا اعلم إنك لازلتي هنا..حاولي السيطرة، ﻷجلي.." وقبل أن ينطق بأي كلمة أُخري .

هي هجمت عليه .

________________

فجأة دخل حارس القاعة ليجذب انتباه الجميع، النظرة التي علي وجهه لم تكن بجيدة أبداً .

"الفا، لقد ظهر القمر المكتمل! و هناك بالفعل ذئب في الغابة قد فقد السيطرة" انقبض قلب كل من في القاعة و احتضنت اللونا ابنها الذي بين يديها اكثر، وقف الألفا ماكسين من مكانه موجهاً كلامه للحارس .

"و هل تركتم هذا الذئب وحده فالغابة حتي يأتي الينا و يؤذي الجميع؟!" صاح الالفا بتلك الكلمات لكن رد الحارس رد الحارس عليه بسرعة .

"لا الفا، هناك شخصاً معه كان يحاول تهدأته" صمت الجميع ينظروا للالفا الذي كان سارحاً في افكاره حتي لفت احدهم ذهن الجميع بالجملة التي قالها .

"مهلاً أين الالفا جايس؟!" توسعت أعين الجميع عندما نظروا لمقعده ولم يجدوه، بسرعة هب الالفا من مكانه الي خارج القاعة و كان وراؤه الجميع من ضمنهم حراس جايس الذين قلبهم انقبض فور ما سمعوا أن الالفا خاصتهم مختفي .

هرع الجميع لخارج القاعة بينما أمر الالفا ان يظلوا بعض حراس المجموعة مع اللونا بالداخل وهو خرج في المقدمة مع باقي القادة لكن توقفوا في منتصف الطريق عندما خرج الالفا جايس من بين الأشجار .

ملابسه كانت مقطعه و الدماء كانت تزينها من الجروح التي شُفت بسرعة، و ها هي بين يديه .

ها هي فاقدة الوعي بين ذراعيه بينما يغطيها معطفه الذي لفها به بعد رجوعها لهيئتها البشرية خوفاً من سماح فرصة فرصة ﻷي مستذئبٍ آخر بأخذ نظره لم هو ملكه .

"ألفا، هل تأذيت؟" سأله إحدي الحراس الخاصين به لكي يومئ له بدون كلمة لكن تحدثت بوفارديا مستفسرة بحقد و هي مركزة علي ايفا التي بين ذراعين جايس بكل كراهية و عيناها تكاد تخرج ناراً .

"لكن أليست محاربة؟ كيف أن تفقد السيطرة علي ذئبتها و هذا يكون تمرين أساسي لدي المحاربين.." ربعت ذراعيها و عيناها ترسل نظرات كره لإيفا .

"عندك حق هذا ما هو المفترض ان يحصل..لكنها لم تتلقي اي تمارين الخاصة بذلك" صدر صوت من فم الجميع غير مصدقين مالذي يسمعوه، هل خرج عقل الألفا من رأسه؟

"الفا جايس، أنت تعلم ان هذه الفتاة من الممكن ان تشكل خطر علي مجموعتي و عائلتي و حتي علي الجميع، و هي كانت آتية بصفتها محاربة، لم-.." قاطعه جايس وهو يشد ذراعاه علي جسد ايفا بحكم و وجه اشتد عندما رآه يتحدث عن ايفا بتلك الطريقة و حتي كلامه اصبح حاداً .

"ألفا ماكسين، اعتقد انك اخطأت في وصف هذه الفتاة، هي بالفعل قامت بإبعاد نفسها كثيراً عن المجموعة حتي تضمن سلامة الجميع، ارجوك لا تحكم عليها و انت لا تعلم من هي حتي.." ضيق الالفا ماكسين عيناه لجايس لكي يسأله مرة اخري .

"و من هي تلك الفتاة؟"، عندما رد عليه الالفا جايس لم يصدقه احد، حتي أن بلايك ابتسامتها توسعت لتصل الي اذنيها .

"رفيقتي" شهق الجميع و تعالت الهمسات بينهم حتي أن الالفا ماكسين توسعت عيناه ليكمل جايس كلامه .

"و انا جداً آسف الفا ماكسين لما حصل، لكنها اللونا الخاصة بي و انا لا اريدها في اي مكان سوي بقربي" .

الجميع كان منصدماً مما قيل للتو، الفا جايس قد عثر علي رفيقته؟

بالفعل هذا ما كان يدور في عقل بوفارديا التي كانت تعبيرات الصدمة علي وجهها و تلتفت لها بلايك بإبتسامة جانبية .

"أسمعتي؟..لقد قال رفيقته" قلبت بوفارديا عيناها لتضحك بلايك و تعيد نظرها بفخر نحو الالفا و اللونا خاصتها مرة اخري .

تحرك جايس من مكانه ليفسح الجميع الطريق له و جميع الانظار كانت عليهم، لكن كل ما شعر به هو ارادته في ابعادها عن الجميع .

هي له وحده، هي كانت خاصته ولا يريد حتي من اي احد ان ينظر اليها .

كإنه حُرم علي الجميع ان ينظر في وجهها الا هو .

الفا ماكسين أمر الجميع بالعودة الي القاعة و اكمال السهرة مرة ولا يشغلوا بالهم بما حصل مرة اخري، فهذا لا يخص اي احد سوي الالفا جايس و اللونا خاصته .

____________________

*مالذي حصل؟*

سمعت صوت آريس رن في رأسي لأفتح عيناي و اقابل اشعة الشمس التي ضربت في وجهي، شعرت كأني عُميت للحظة، الجو بالفعل كان جميلاً هذا الصباح .

مهلاً..هذا الصباح؟!

ادركت بسرعة ماذا قلت في افكاري و فجأة جلست علي السرير الذي كنت مستلقية عليه، هذه ليست غرفتي!

حاولت تذكر ماذا حصل ليلة البارحة، لكن كل ما اتذكره هو جلوسي فالغابة منتظرة تحولي..آمل الا يكون قد تأذي أحد .

لن اسامح نفسي إن كنت قد سببت ألم لأي شخص مهما كان، حتي و لو كانت بوفارديا..لن اسامح نفسي .

قاطع افكاري دخول سيدة و وراؤها بلايك مبتسمين لي، لكن كل ما هو علي وجهي الآن هو علامات الحيرة..فليخبرني أحد ماذا حصل!

"صباح الخير، لونا" عنقي كانت علي وشك الانكسار من التفاتي لتلك السيدة مما نطقته للتو..كيف علمت-..

"الفا جايس اخبر الجميع ليلة أمس عندما خرج بكي من الغابة أنك رفيقته" وضعت بلايك يدها علي يدي لتطمئنني بإبتسامة دافئة لأنظر لها و لازلت لم ادرك ما قالته للتو .

"لقد اعترف؟" الكلام خرج مني مهزوزاً..قلبي نبضاته لم تعد مستقرة، كإن مشاعر كثيرة تفجرت في لحظة سماعي لتلك الجملة .

*أُقسم إني احب هذا الفتي*

ابتسامة اخدت مجراها في وجهي كادت تصل لأذناي بسبب تعليق آريس علي كلام بلايك لولا إني تذكرت شيئاً .

"هل قلتي إنه خرج بي من الغابة؟..اتعني إنه كان موجوداً حين تحولت؟" عقدت بلايك حاجبيها لترد و هي تهز كتفيها .

"هذا ما هو واضح لأنه خرج من هناك و الكثير من الجروح علي جسده" توسعت عيناي فجأة و بسرعة ازيح الغطاء من علي جسدي و اهرول خارج السرير .

*اللعنة عليكي يا إيفا و علي تهورك*

*انتي من كنت في جسدها ايتها اللعينة*

"أين هو الآن؟! ردوا علي السؤال، أين هو؟!" صحت بالإثنان ليقفوا متوسعين الأعين من تحولي المفاجئ ليُفتح الباب و يدخل منه جايس لكن توقف في منتصف طريقه عندما رآنا نحن الثلاثة ننظر اليه .

"هل يُمكن أن اتحدث مع اللونا علي إنفراد؟" عيناه كانت تلمع بإتجاهي وانا لم استطيع ان ازيل عيناي من عليه .

*سنموت إن لم تتوقفي عن النظر اليه* بعدت نظري بسرعة الي الارض، انظر الي اصابعي و العب بها، بينما بلايك و السيدة التي لاحظت انها جهزت لي بعض الملابس خرجوا، هو دخل الغرفة و وقف أمامي .

"هل انتي بخير ؟ لم انتي صامتة ؟" عضضت شفتاي و رفعت نظري له، تذكرت ما قالته لي بلايك منذ قليل..لقد خرج بي من الغابة و ملابسه مقطعة .

"هل..قمت ليلة البارحة بأذيتك؟" ابتسم لي ثم وضع يده علي خدي لأغمض عيناي و اشعر بالشرارة تنتشر في جسدي، قام برفع رأسي لأقابل عيناه . ابتسامته لي جعلتني اشعر بالدفئ في قلبي .

"لا بأس..لقد تعودت علي الألم" عقدت حاجباي و ملامحي تغيرت مئة و ثمانين درجة، مالذي يعنيه بكلامه .

انزل يده من وجهي الي جانبه و لازالت الابتسامة علي وجهه و لكني لم افهم ما قاله، هل هذا له علاقة بالسر الذي يخبئه؟

"هيا، بدلي ملابسك، لا ايرد أن ينظر الناس لجسد اللونا الخاصة بي" توسعت عيناي عندما أدركت إني كنت ارتدي فقط المعطف الخاص به عندما نظرت لجسدي، بمجرد إني رفعت عيناي غمز لي ثم خرج .

وقفت في منتصف الغرفة و وجهي احمر مما فعله للتو .

*أرجع لي قلبي أيها اللعين*

________________

أدركت بعدما خرجت من الغرفة إني كنت في الغرفة جايس..لم يضعني في الغرفة التي اتشاركها مع بلايك .

هل هذا يعني ان جايس نام بجانبي؟..عندما كنت مرتدية فقط معطفه!

*وانا التي كنت اتسآل لم نمت مرتاحة لهذه الدرجة..*

اصمتي أنتي محرجة .

خرجت من بيت الألفا و امشي من بين الناس محاولة العثور علي جايس أو بلايك لكن جميع من كان يقابلني كان يبتسم و ينحني لي و هذا كان شيئاً جديداً بالنسبة لي، كنت ابتسم للجميع و اومئ لهم و لازلت احاول العثور علي اي احد .

"لونا!" سمعت صوت بلايك يرن في المكان

التفتت بإتجاهها لأراها تجري نحوي. توقفت عن المشي حتي وصلت الي .

"نحن سنغادر الآن، الفا جايس ينتظرك في السيارة" بدأت بالمشي معها متجهين لمحل السيارات للرجوع للمجموعة .

"لقد ناديتني لونا للتو"

"هل استغربتي؟"

"بالطبع، أنا لم اتوقع هذا الاحترام بذات منكي" ضحكت علي كلامي لتردف .

"هذا لن يمنعني أن اناديكي ايفا علي اي حال"

وصلنا للسيارات و كان الالفا ماكسين و اللونا سينثيا يقفون مع حراسهم و البيتا دانيال يودعونا .

"لقد سررت بلقائك، لونا ايفا" ابتسمت لناحية ما قالته اللونا سينثيا قامت بإحتضاني و سلمت علي الالفا ماكسين .

التفتت للبيتا دانيال و كان يبتسم لي حتي تقابلت اعيننا و قام بالانحناء مباشرةً .

"سررت بلقائك..لونا ايفا" ابتسمت للطريقة التي قالها ﻷتذكر اليوم قبل البارحة عندما اراد أن نقوم بالمصارعة .

"وأنا ايضا، بيتا دانيال" .

ركبت السيارة مع جايس و لكن هذه المرة بلايك لم تركب معنا، بل ذهبت في سيارة أخري و لم يكن هناك غيري و جايس و السائق .

كانت رحلة العودة صامتة و لم يتحدث فيها أحد حتي رأيت السيارات الأخري التابعة لنا تذهب في طريق آخر غير الذي تسلكه سيارتنا .

"مهلاً! الي اين هم ذاهبين؟" كنت اتحرك في مكاني احول نظري بين جايس و الزجاج الخلفي ﻷري باقي السيارات بالفعل يسلكوا طريقاً آخراً .

"لم لا نمشي معهم في طريق واحد؟"

"ﻷننا لسنا عائدين الي المجموعة" رأسي التفتت له بسرعة و كانت عيناي متوسعة علي آخرها، مالذي يقصده بلسنا عائدين للمجموعة؟!

"اعذرني ماذا قلت؟" كان الهلع ظاهراً في صوتي، إبتسم جايس و أرجع نظره للنافذة التي بجانبه .

"لا تتجاهلني عندما اتحدث و رد علي سؤالي، الي أين نحن ذاهبين؟!" رفعت صوتي ليلتفت وجهه لي و عيناه متوسعتان.

و هنا أدركت اني رفعت صوتي عليه امام افراد مجموعته .

*أيعقل انه سيذهب بنا في مكانٍ مهجور ليقتلنا؟" قلبت عيني بعدما نظرت للنافذة علي توقعات آريس .

*تعلمين إنك ملكة الدراما، صحيح؟"

*اعترفي..أنا سأكون نجمة لو اخذوني في فيلم لو مسلسل*

يا ربي ارحمني .

________________

توقفنا عند مبني..كان كبيراً جداً لأكون صادقة، فجأة جايس فتح باب السيارة و نزل منها ثم أتي للباب الخاص بي و فتحه .

"هيا بنا؟"

استسلمت للأمر، كنت أعلم انه لن ينطق بشئ مهما فعلت و هذا ما توقعته عن تجربة بالفعل . نزلت من السيارة و أتبعته للداخل، المكان كان مهجوراً نوعاً ما عندما مشينا في ذلك الممر الطويل حتي وصلنا الي باب خشبي ضخم .

"مستعدة؟" عقدت حاجباي و لازلت لا افهم مالذي يفعله لكني اومئت بكل حال عندما رأيت ابتسامته ناحيتي، بسرعة قام بدفع الباب بيداه الاثنتان و فتحه .

شهقت من الصدمة عندما اخذت اول خطوة للداخل و ادرك أين نحن .

كانت مكتبة كبيرة..كبيرة جداً، نفسي كان متوقف عن العمل و قلبي خفق بشدة عندما جالت عيناي لكل كتاب و كل رف في المكان .

لم اشعر سوي بالابتسامة التي زينت وجهي و الفرحة التي غمرتني عندما سمعت كلمات جايس التالية .

"كل هذا ملكك، ايفانجلين" صاح بتلك الكلمات وهو يدور مشيراً لكل ما في المكان . قلبي خفق بشدة، بدون وعي ركضت بسرعة اليه اعتصره في حضني .

"لا اصدق هذا، شكراً لك جايس" كنت يعتبر بكيت في حضنه من دموع الفرحة التي ملأت عيناي وصوت ضحكنا الذي ملأ المكان عندما ذراعاه حولي و لف بي وسط المكان .

ذراعاي كانت حول رقبته، اضحك بصوت عالي بينما يلف بي و يركض بين اقسام المكتبة .

________________

بعد مدة من الضحك أنزلتها من حضني و هي بدأت تركض في كل قسم من هنا الي هناك و تصيح ب"يا الهي" عندما تري كتاب كان حلمها أن تقرأه .

كنت اضحك علي تصرفها الطفولي الذي يخرج كلما رأت شيئاً تحبه..هذه ايفا..و هذا أكثر شئ احبه فيها، و كم أتمني أن اراها تتصرف بهذا الشكل عندما تراني..

فجأه هي صمتت و التفتت الي بإبتسامة خجولة شعرت أن قلبي سيطير من مكانه .

"لازلت لا اصدق أنك أخبرت الجميع إني رفيقتك" نظرت للأرض وانا اضحك ضحكة متوترة، لم أشعر بالخجل الآن؟

اقتربت منها حتي استندت علي قسم كتب الروايات الذي وراؤها لكي أسند أن يداي الي جانبيها .

"أنا اعلم انك عانيتي الكثير معي، و حتي أن لكي جميع الحقوق بالتعصب بسبب غموضي و حتي بسبب مجيئك للمجموعة الأخري علي اساس انك محاربة اوميغا و انتي بالاصل لونا و مكانتك أعلي بكثير مما جعلتك ظهرتي عليه، و لم ادرك سوي بأنانيتي التي فرضتها عليكي عندما اردتك أن تكوني معي و لم اهتم بشعورك، لكني لا احتمل أن تظلي غاضبة مني و تتجاهليني هكذا.." هي كانت صامتة، تنظر الي بعيون واسعة تتعمق بالنظر في عيناي لكني لم اتوقف و اكملت كلامي .

"أرجوكي ايفا لا تحرميني منك..لا تحرميني من سماع صوت ضحكتك كل يوم في الصباح، لقد انتظرتك لوقتٍ طويل جداً..أطول مما تتصوري..أنتي.." صمتت و هي عقدت حاجبيها عندما رأتني اتنفس بقوة و كإن لسانها عُقد لكن عيناها اعطتني نظرة كإنها تريدني أن اُكمل .

"أنتي شفتاكي مثل الهواء.." صمتت للحظة ثم أكملت ناظراً لشفتيها .

"و أنا لا استطيع التنفس"

_________________

ابتعدنا عن بعضنا محاولين أخذ نفسنا بصعوبة .

*كرروا المجيئ الي هذه المكتبة اتوسل اليكي*

وجهي اصبح احمر بشدة حتي اني التفتت للناحية الاخري لكي لا يراني..بعد صمت دام لوقت ليس بقصير تحدث هو أخيراً .

"هل تريدين أخذ اي كتاب معكي للمجموعة؟" ضيقت عيني أنظر للمكان و ارجعت نظري اليه .

"هل يمكنني اخد المكتبة كلها؟" قهقه علي ما قلته ثم اعاد نظره اليه مضيقاً لعينيه .

"ما هو سر حبك فالاصل للكتب؟" الابتسامة زالت من وجهي عندما تذكرت ما حصل فالماضي .

"ايفا، انا اسف اذا كنت-.."

"لا انت عليك أن تعلم" صمتت لفترة احاول أن ابتلع ريقي بصعوبة بسبب الغضة التي تكونت في حلقي .

"بسبب أبي" هو سحب الكرسي الذي امامي بينما كنت جالسة علي المكتب، سند رأسه علي يده ناظراً الي بعيون تلمع متعمقة بوجهي، كإنه يريد اخباري أن اكمل..ﻷنه سيستمع الي كل كلمة سأقولها، تنهدت و بدأت بالحكي .

"لقد ماتت امي عند ولادتها لي..كل ما اعلمه عنها هو ان أبي قد احبها حباً جماً، هي ايضاً فعلت، و حتي بعد موتها تكفل أبي بعنايتي، من معاملته لي كنت أعلم انه يحبني حتي بلغت الثمانية و كنت من ضمن الأشخاص الذين اصيبوا في حادثة الحافلة.." نظرت لجايس و رأيته لازال مركزاً معي سانداً رأسه علي يده. ابتسمت قليلاً ثم أكملت ..

"تلك الحدثة غيرت لي مجري حياتي..كنت في أول سنة جامعة و لدي الكثير من الأصدقاء..ابتعدوا كلهم عندما شعروا بالغرابة مني.."

"مالذي حصل؟"

"عندما استيقظت بعد حالة الاغماء التي كنت بها، كانت هناك علامة عند خصري..كمثل المخالب التي غرزت بجلدي، من بعدها و بدأ مواقف غريبة تحصل معي فالجامعة و حتي فالبيت، لم اعد اتحكم في غضبي بسبب بُعد الجميع عني و اصبحت الومهم لأنهم يبتعدوا حين كنت محتاجة لهم، حتي أبي في يوم ما تنمر علي أحدهم و غضبي تحكم بي و خرجت من يدي نيران جعلت الفتي الذي تنمر علي بقعات من جلده يحترق، الجامعة كانوا سيقومون بإجراء شديد معي لولا توسل أبي لهم و ابقوني..لكن لم يعد أحد بجانبي، و كان ابي في تلك الفترة يسافر لأجل العمل..لكنه اصبح يطول في مدة بقاءه في خارج البلاد و يبعث لي نقود لكي أعيش فقط، لكني أعلم انه استقر هناك بالفعل" شعرت بأصابع جايس تنعقد بأصابعي لكي انظر له كإنه يقول لا بأس .

"و لهذا لأجل ان لا اشعر اني وحيدة لجأت للكتب.." ابتسمت و انا انظر لجميع الكتب التي امامي بينما هو كان يلعب بأصابعي و يرسل لجسدي موجات كهربائية تشعرني بالراحة .

"هيا لنرجع للمجموعة" قلتها و قام بإمساكي من خصري و انزلني من المكتب، بسرعة اخذت اربعة كتب معي و كنت علي وشك اخذ الخامس الا ان كل الكتب التي في يدي سقطت مني .

ضحك جايس علي منظري لأوجه نظري له بسرعة .

"انتِ بالفعل ستأخذي كل ما في المكتبة، لم تكذبي" سلك طريقه الي و حمل مني جميع الكتب التي اردتها حتي لم احمل الا كتاب ثم خرجنا من المكان .

بعدما وصلنا للمجموعة، نزلت من السيارة مع جايس و هنا رأيت الجميع ينظر لي، كل من كان بالساحة و حتي من لم يكونوا موجودين أتوا حتي إني رأيت بلايك و ايلفيس و البقية .

الجميع ظل ينظر لي و فجأه بدون اي مقدمات، إنحنوا الي .

من الصدمة رجعت خطوتين لكن جايس اوقفني من ظهري .

*أنتي اللونا الخاصة بيهم..عليهم أن يظهروا لكي الإحترام* ابتسمت بتوتر لكي ارفع يداي قليلاً .

"شكراً..شكراً لكم، يمكنكم الذهاب الآن" يد جايس كانت لازالت علي ظهري لكن كنت اركز علي شيئاً واحداً فقط .

"سيدتي!" صحت بسرعة عندما رأيتها و سلكت طريقي نحوها .

"لونا، مرحباً بكي" انحنت لي لكني امسكت بكتفها حتي لا تفعل هذا .

"كنت اريد الجلوس معك و التحدث أكثر لكن..هل يمكنك أن تخبريني كيف هو حال فينيكس؟" وجهها انقلب فجأة..كإن الروح انسحبت منها و انطفأ النور فيها .

بدأت تتلعثم مما جعلني اضيق عيني حتي تحدثت بطريقة كإنها تخفي شيئاً .

"ل لقد نُقل الي مكانٍ آخر، ليتلقي علاجه" عقدت حاجبي بسرعة .

"أين؟" أشارات الي مكانٍ ما لألتفت و عيناي تتوسع .

"المبني المهجور؟!"

قمت بأخذ طريقي الي هنا حتي دخلت المبني..أنا اعلم انه لا يجب علي الدخول و لا اعلم لم هذا المكان بالاخص الذي يتلقي فيه العلاج .

كان الخوف بداخلي يبدأ بالظهور..لم احب في عمري الاماكن المظلمة، و كرهت الاماكن المغلقة..و هذا المكان كان يجمع الصفتين غير ذلك كان مهجوراً و مرعباً، كنت اخذ خطواتي ببطء علي السلم طلوعاً الي الطابق العلوي مما يتضح فيه ان هناك الكثير من الابواب .

مع كل خطوة نفسي كان يقل و الرعشة في جسدي كانت تزداد .

*ايفا ارجوكي هيا نذهب و نخرج من هنا*

*لا، علي العثور علي فينيكس* اكملت خطواتي و اقتربت من الأبواب حتي سمعت أنين .

*اتسمعي هذا؟*

*أجل، و هيا الزيارة أنتهت و نخرج من هنا*

لن أتوقف مهما حدث .

أتجهت لناحية صوت الأنين ببطء و قلبي اصبح يخفق بشدة، كنت خائفة لعل أن يسمع احد صوته من شدة خفقانه .

بدأت اركز في صوت الأنين حتي تعرفت علي صاحب الصوت، ابتسامة كبيرة توسعت و تجاهلت شكل المكان الذي انا به و اخذت خطواتي بسرعة لغرفته و ياليتني لم أفتح الباب .

"فينيكس!" الابتسامة الكبيرة زالت عندما رأيته..جلد مهترء و عروق بارزة و شكله مثل..الكائنات .

صرختي لم تخرج من جوف صدري الا عندما نظر في عيناي، صرخت من الخوف، الفزع و الحزن .

"كانت مجدر كلمة قرأتها في مكانٍ ما..هل أنت تعلم ما هو الاركايترزم؟" -ايفا .

"هذا ما أعيشه و أمر به الآن.." -فينيكس .

"اخبرني بحقيقة تلك الكائنات!" -ايفا .

"هذا ما يتعلق بأركايترزم.." -فينيكس .

"ما هذا الذي بالداخل؟" -ايفا

"خطئي الذي ادفع ثمنه" -جايس

"اين فينيكس؟" -ايفا .

"ل لقد نُقل الي مكانٍ آخر، ليتلقي علاجه" -والدة فينيكس .

و ما ادركته بعد كل هذا الوقت..

أن اركايترزم يكون مرضاً .
© Nerve ,
книга «Archaitrism | أركايترزم».
Коментарі