وقف امام باب المنزل و هو يقرأ رقم البيت جيداً ليتأكد ان هذا هو المكان المحدد .

لم يستطع كبح ابتسامته التي نمت علي وجهه و ضغط علي جرس الباب ليصدر صوته بالداخل لكن لايوجد اي حركة بالمنزل .

ضغط عليه مرة اخري لكن لا شئ، تنهد بخيبة امل ثم سند رأسه علي باب المنزل ليتحرك للداخل حتي كاد يقع .

استقام ثم نظر للباب بحذر ليدفعه و يتضح انه مفتوح .

دخل المنزل و هو ينظر لكل مكان..المكان مبعثر و بعض الاثاث علي الارضية .

"ايفا؟"

ظل ينظر حوله ثم امسك هاتفه للاتصال و هنا سمع رنة هاتفها بالطابق العلوي .

بحذر شديد اتجه للسلالم و بدأ بالطلوع حتي اصبح امام الغرفة الصادر منها الصوت.

للمرة الثانية كان الباب مفتوحاً..لكن النور ايضاً مضاء ليدخل وليري ان الغرفة فارغة و ان حاسوبها النقال لايزال علي سريرها لذلك ذهب و فتحه ليري ان الصفحة متوقفة علي رسالتها له، حتي انها لم تجيبه آخر مرة .

"ايفا؟" نادي عليها مرة اخري و لم يأخذ شئ بالمقابل ليستنتج شيئاً واحداً .

ان ايفا قد خطفت .

___________________

فتحت عيناي لأقابل شئ اسود يحيط برأسي يمنعني عن الرؤية و التنفس و استند علي شئ صلب .

ظللت اشعر بالاختناق و انا لا اشعر بجسدي حتي وجدت ان يداي ليستا مربوطتان، بسرعة اخذته من علي رأسي لاتنفس براحة .

صوت عصافير تسلل لاذناي، نظرت حولي لاري اشجار و الحشائش بكل مكان .

انا في الغابة!

كانت هناك فتاة تجلس بمفردها امامها بحيرة بمجرد ان تحركت، هي نظرت ورائها بإتجاهي لكي تقف و تأتي نحوي .

بمجرد النظر اليها تشعر انها ليست خائفة من شئ، ابتسامة متكلفة علي وجهها و ملامح البرود و الثقة تغطيه .

كنت لازلت الهث من الزعر، التصقت بالشجرة ورائي و انا اراقبها و هي تتجه لي، لكن لا يوجد اي خوف في ملامح وجهها .

جلست امامي و ابتسمت لي، ظللت صامتة و انا انظر لها، رفعت حاجبها قليلاً، "الالفا سيأتي بعد قليل، حسناً؟" تحدثت لكني لم اصدر صوت، فقط نظر لها كإني سأحرقها بنظراتي لكنها فقط نظرة عدم الاهتمام في عينيها .

رجعت مكانها و اعطتني ظهرها و انا ظللت اراقب كل حركة تفعلها اركز جيداً مع ذئبتي .

*هي مستذئبة..مثلنا* .

ظللت صامتة و انا استمع لذئبتي التي تريدني ان ان اكون حذرة اكثر .

فجأه سمعنا اصوات اقدام لافزع بداخلي و اشعر بتقلبات بداخلي .

اشتممت رائحة جيدة بالمكان، شعرت بالدفء يغطي جسدي و ابتسامة صغيرة تزين وجهي عندما شعرت به هنا .

خطوات سريعة اتت من شخص واحد من بين مجموعة نظراً لكثرة حركة الاشجار و تباطؤ خطوات الآخرين، الفتاة وقفت من مكانها و هي تنظر لمكان محدد .

ظللت انظر لذلك المكان انا الاخري حتي ظهروا، كان معهم مفحص كل مكان بلهفة حتي وقعت عيناه علي بينما انا اجلس علي الارض و انظر اليه .

هو اتي الي و امسك بيداي لاشهق بداخلي و انا لم انزل عيناي من عليه .

"ايفا..انتي بخير" و كإنه كان علي وشك فقداني، سحب رأسي لبين ذراعيه ليضمني و هو بسند رأسه علي رأسي .

بينما ذئبتي تتوسل الي ان احتضنه بالمقابل انا كنت مجمدة فب مكاني، لا استطيع الابتسام او فعل اي شئ بغض النظر علي اني اصرخ بداخلي من الحماس لكن لا استطيع التعبير عن كل المشاعر التي تفجرت بداخلي في تلك اللحظة .

افقت بعدها من الصدمة ثم رفعت رأسي لاشعر به يفسح لي قليلا كي احرك رأسي و لازالت ذراعاه ملتفة حولي، نظرت اليه و ابتسمت قليلاً .

"انا بخير" هذا ما استطاع لساني قوله لكي اشعره بالطمأنينة..لكنه لا يعلم مالذي انا سأفعله .

ابتسم قليلاً و مسح يداه علي خداي ثم تنهد و عاد يحتضني مرة اخري .

بعد ان وقفنا من وضعيتنا التي كنا بها لدقائق، لاحظت ان من اتي معه كانوا لازالوا موجودين بالمكان لكني لم اتحدث، جايس اخذ بيدي جعل تلك الذئبة تفتعل تقلبات داخلي..ايمكنني صفعها؟

ظللنا نمشي حتي وصلنا لنفس البيت مرة اخري .

دخلت انا و جايس الببت، تركت يده و وقفت و انا اعطيه ظهري اما هو فكان يغلق الباب .

"ما بكي؟ هناك ما يضايقك صحيح؟" التففت له و انا رافعة حاجباي و فجأه شعرت بتغيير بيداي لاضع ذراعاً حول معدتي و الآخر ارفعه لوجهي لاري ان اظافري تغيرت لمخالب .

لم ارد ان اظهر ذعراً لكني ابتسمت بتكلف، هو لازال واقفاً ينظر لي منتظراً اجابة مني .

"مهما كنتِ تفكري، لا تفعلي ذلك" هو بدا حذراً و هو ينظر ليداي التي احاول ان ابقي المخالب بها .

دون تفكير دفعت مخالبي نحو ذراعه لكنه قبل ان يمسه شئ امسك بذراعاي و قلب الادوار، اصبحت انا ملتصقة بالباب و هو يثبتني عليه .

"امبرتك ان مهما ما كنتي تفكري به، لا تفعليه" لم اجب سوي بصيحة بوجهه .

"توقف عن قراءة افكاري، ابتعد!"

"لن ابتعد سوي عند اخبراك لي، مالذي يضايقك"

"طالما انت تستطيع الدخول الي عقلي، لما لا تري هذا ايضاً؟!" صمت قليلاً ثم تنفسه هدأ قليلاً .

"لاني اريد سماع هذا منك" نظرت الي عيناه قليلاً ثم نظرت بعيداً و اردت ابعاد ذراعاه من حولي و لكنه لم بتحرك انشاً واحداً .

"ابتعد عني" غضبي بدأ يتصاعد و اشعر بنبضات قلبي، لا احب الا يطيعني احد علي ما اريده .

"هو بسبب اختطافك، صحيح؟" كان ينظر لعيناي و هو يبتسم كأنه يتلاعب بي لكي يعلم مالذي يغضبني .

"جايس، قلت ابتعد" بدأت تنفسي يثقل و الغريب اني لا اسمع ذئبتي منذ ان بدأت تلك المحادثة .

"لن ابتعد سوي عندما تخبريني ان ما اقوله صحيحاً" قبضة يدي بدأت تشتد و بدأت اضغط علي فكي و نحن ننظر لعينا بعضنا و اشعر ان الشرار سيتطاير من خاصتي .

"جايس، اقولها للمرة الاخيرة.." صوتي يهدأ لكن جسدي لا يفعل، شعور جديد دخل الي، ليس مثل تحولي الاول لكن شيئاً جديداً ما اشعر به يحصل معي .

"آنجلين انا لن-..."

"ابتعد!" قاطعته بصرخة خرجت من اعماقي جعلت صدري يحترق و جعلته يندفع من قوتها نحو المرآة التي وراءه لكي يكسرها .

لم تكن صرخة عادية، بل كانت قوية و مميتة، جعلت شعور محرق يتصاعد الي عروقي .

لم اتوقف عن الصراخ و لا اشعر اني استطيع، اشعر بالاحتراق بأذناي لكنه نوعاً ما ليس آتٍ مني بل آتٍ من جايس الذي يتآوه امامي و واضعاً يداه علي اذناه ويصرخ، لكني لا اسمغعه من شده الصرخة .

كل شئ من الزجاج حولنا تكسر، بعض من الزجاج اخترق جلدي و كثيراً منه آتي علي جايس .

لم اشعر سوي بطاقتي تنعدم و نفسي ينقطع، جفوني لم استطع فتحها اكثر و اطرافي الشعر بها اصبح معدوماً .

سقطت علي الارضية حولي الزجاج و الانوار تنغلق و تفتح بإستمرار، رأيت جايس يأتي نحوي بصعوبة و دماء كانت تسيل من اذنيه .

لم استطع ابقاء جفوني مفتوحة اكثر، التعب استولي علي و شعرت بذراعيه تلتف حولي و يقربني منه و هو يحاول ابقائي مستيقظة لكن عيناي انغلقت بالفعل .

آخر شئ سمعته هو صوته يخبرني..

انه "لن ابتعد عنكي آنجلين"