Chapter 1
لم يكن هناك سوي اصوات اوراق الخريف تنكسر تحت قدماي و هدوء الاشباح يسكن المكان يدل علي ان ليس هنا احداً غيري لذلك كانت الغابة اكثر مكان اشعر فيه بالطمأنينة .
و في انشغالي بالتقدم بخطواتي لإكتشافي لمكانٍ جديد هنا، توقفت لسماعي صوت ورقة شجر لم تكسرها قدمي، و هنا شعور ان هناك غيري ملأ جسدي .
حاولت تركير علي حاسة سمعي اكثر ليقابلني هدوء مريب لم ارتح له .
ظللت مترقبة المكان و اركز اكثر علي حواسي و تقدمت اكثر بخطواتي لأدخل بين الاشجار و لكن المكان لم يكن خالياً، بل كان هناك مجموعة من الرجال طوال القامة و اجساد قوية البنية و اعينهم مثل الصقر تتفحص المكان حولهم .
توقف جسدي عن الحركة عندما نظروا كلهم الي كإني دخيلة و انا بالفعل هكذا و اتي الي شخصاً و كان اكثرهم قوة في البنية ليقف امامي و انا انظر له و التشوش يظهر في ملامح وجهي .
"انا آسفة اذا تطفلت عليكم لم اقصد ان اتي الي هنا عمداً، لقد سمعت.." كنت اتحدث معه و انقل بصري من عليه ثم للرجال الذين وراءه، قاطعني بإقترابه مني و النظر في عيناي بشده .
"لا تحاولي حتي ان تتحركي" كانت كلماته حذره و حتي يظهر هذا في عيناه، كان ثابتاً في مكانه و جسده كان قريباً جداً مني و اخترق عيناي من شدة النظر اليهم .
"و لكن ماذا-.." قاطعني للمرة الثانية و هذه المرة امسكني من رقبتي و دفعني بيده للشجرة التي ورائي .
"لقد قلتها مرة، اخبرتك بعدم التحرك و انتي لم تستمعي!" كلامه خرج من فمه بغضب و كل ما حاولت فعله هو التخلص من قبضته التي تمنع الهواء من الدخول الي رئتاي، في اقل من ثانية ظهر من بين الاشجار شاباً في منتصف العشرينات عاقداً لحاجبيه و ينظر الينا مباشرةً .
"مالذي يحصل هنا؟" صاح بسؤاله علي الشاب الذي لا يزال يخنقني و فوراً تركني لاتنفس بقوة و انا امسك برقبتي .
"بيتا، هناك بشرية" صاح بهذه الكلمات لعين من الذين كانوا يشاهدوني اختنق .
نظر الذي جاء للتو و تقدم و افسح له بسرعة خانق الرقبات و انا هنا استند علي الشجرة و لازلت اتنفس بصعوبة و احاول التقاط انفاسي و انظر للذي نادوه ببيتا .
امسكني من ذراعي و شدني حتي قربني من وجهه، "اذاً، هل جئت لنشر قذارتك بيننا؟ انظري ايتها اللعنة، اذهبي الذي اسيادك و اخبريهم انه سيُقطع رأسهم إن رأيناكي او سمعنا شيئاً عن الاعيبكم القذرة، اسمعتي؟" انقطع نفسي حتي آخر كلمة قالها، لم افهم معني كلامه او مخذيه و لكنه بالتأكيد ليس لي .
"انظر بيتا، او مهما كان اسمك، انا لست من تعتقد، اعني لا اعتقد ان هذا الكلام من المفترض ان يوجه لي، حسنا؟-" قاطعني بإقتراب وجهه الشديد مني .
"فقط ارجعي من حيث اتيتي و لا تحاولي الاقتراب من هنا مرة اخري" قالها ثم ترك ذراعي .
في اليوم التالي، تمشيت مرة اخري و لكن لم اقترب من هذا المكان، بالطبع ارعجني ذلك البيتا عندما صاح بي امام هؤلاء الحمقي و لكني لم احتمل الاهانة اكثر .
و حصل نفس ما حصل البارحة، سمعت صوت اقدام اخري تمشي في المكان لذا اختبأت وراء الشجرة، ظهر من بين الاشجار بيتا مرة اخري و معه بعض الرجال...اي ام تسمي ابنها بيتا!!
قلبت عيناي التففت لإكمال مشيي و سمعت صياحه "انت!" .
نظرت اليه بملل من طرف عيني، "الم اخبرك بألا تقتربي من هنا؟-" قاطعته قبل ان يقول سخافاته .
"لم آتِ اليوم الي منطقتك الحبيبة و ها انت تأتي مرة اخري في مكان آخر تخبرني ان ابتعد، لعلمك هذه الغابة ليست ملكك" قلتها ثم التفتت و ذهبت .
فجأه يداً امسكت بذراعي بقوة و ادارتني نحوه لأراه انتقل امامي .
"انا لا اعلم لما حللتِ علي ايتها اللعنة و لكنك عليكي الذهاب و فوراً" قالها بصوتِ منخفض و لكن مسموع .
"و من انت لكي تخبرني الي اين اذهب و متي ارحل؟ من تظن نفسك؟!"
يده اشتدت علي ذراعي "قلت اذهبي" كان يشد علي اسنانه التي كادت ان تتحطم .
بسرعة سحبت ذراعي من قبضته، نظرت له بحقد ثم بدلت نظرتي الي برود "اذاً اذهب الي اي مكان" .
عقد حاجبيه و اكملت "اعتقد ان الغابة واسعة كفاية لكي تضع انفك في اي مكان لعين، لذا اغرب عن وجهي والا اقتلعت عيناك من مكانهما" .
لم اشعر سوي بذراعي بلتوي وراء ظهري و وجهي يصتدم بالشجرة .
"احذري يا صغيرة، فنحن لسنا اصدقاء لتتحدثي هكذا" اعتلت علي وجهي ابتسامة سخرية و نظرت له بنصف وجهي من طرف عيني .
"و اين هي رجولتك اللعينة و انت تمد يدك علي امرأه؟"
"و اين هي تربية والديكي و انتِ بهذا الاسلوب؟"
فجأه توقف عقلي عن العمل، كل مشاعر الاحباط و الإهانة تفجروا بداخلي و شعور غريب بداخلي تحرك و انا لسبب ما لا اعرفه ركزت عليه و هنا التفتت بسرعة مما جعل قبضة يده تلين و تتحرر يدي و يدي الأخري تتكون علي شكل قبضة و اوجهها لناحية وجهه .
قبل ان تلتحم يدي مع وجهه شعرت بذلك الشعور العاطفي الغريب و بطريقةٍ ما ارسل الم جسدي الي كل عظمةٍ بي، قبضتي القوية ضعفتو سقطت بضعف علي صدره و انا الهث من هذا الألم .
سمعت اصواتاً غريبة تدخل لعقلي و تزداد شيئاً فشيئاً و بيتا امسكني من ذراعاي و نظرة الدهشة علي وجهه قبل ان اسقط .
الم عظامي اشتد حتي شعرت بتكسر كل إنش من عظام جسدي، عيناي فُتحت علي مصرعيهما و انا بسرعة ابتعدت عنه و ظهري ينحني وحده و اصوات عقلي تزداد، حتي وجدت نفسي اقف علي يداي و قدماي و كإن شيئاً داخلي يتحرر .
و عند كسر احدي العظام، رفعت رأسي و هنا صرختي ملأت كل مسامع الغابة و شعرت بشئ يكسو جلدي عندما نظرت الي يداي اصبح يكسوهما الفراء و تتحول صرختي الآدمية الي عواء عالي .
نظرت لهم و كانوا ينظرون لبعضهم في تشوش، ركزت علي بيتا و رأيت فمه يهمس بشئ و من ثم اهتفي في اقل من لحظة .
*انتِ لا تعلمين كم كنت اود من هذه اللحظة ان تأتي*
اتي هذا الصوت من عقلي لكني لم اهتم له لألم جسدي الذي تحول الي الم مريح و كأني وُلدت لهذه اللحظة منذ زمن .
نظرت لهم بجسد الذئب خاصتي و زمجرت، لا اعلم كيف فعلت ذلك ثم عويت بصوتٍ عالى .
شعرت اني حرة في تلك اللحظة، شعرت بتحكمي لهذا الجسد الذي لا اعلم ما كيف تحولت اليه .
لازال رجال بيتا امامي و في لحظة شعرت بفروي يقل و يرجع مرة اخري لجسدي، التفتت بجسد الذئب خاصتي ليدرك اني قد تمزقت ملابسي لتحولي المفاجئ .
تراجعت الي الشجرة خوفاً من ان يحصل ما في عقلي .
مرة أخري تكسرت عظامي واحدة تلو الاخرى لكن لم يكن الالم مثل المرة السابقة، و عند انتهاء الامر و عودتي الي جسدي البشري و تكومت بشكل كرة و انا اضمني الي صدري و انتظر حصول معجزة للخروج من هذا الكابوس .
___________________
"الفا، هناك فتاة علي الحدود" وجه بسرعة اهتمامه له فورما دخل .
"اهي روج؟" سأله بسرعة .
"لا، لا اعتقد ذلك" صمت الالفا قليلاً ثم تحدث .
"اذاً تخلص منها" رد عليه ببساطة .
"و لكنها مستذئبة..و من الممكن ان يكون هذا اول تحول لها" قالها بسرعة لينتبه له مرة اخري .
"احضرها الي"
___________________
في غصون لحظات شعرت بأحد يقف وراء الشجرة، تحرمت قليلا لاوجه نظري الي هناك لأري بيتا يقف و معه ملابس و لكنه لا ينظر الي ناحيتي .
رمي الي الملابس و تحدث بحده "ترتدي هذه الملابس..و اسرعي" .
بعدما انتهيت وقفت ببطئ و خرجت من وراء الشجرة ليوجهوا جميعهم نظرهم الي و اتجه الي اثنان منهم و امسكوني من كلتا ذراعاي و سحبوني وراء بيتا .
"الي اين نحم متجهون؟" سألته بتعب و حيرة و لم يرد علي اللعنة التي قلتها و اكملنا سير .
منذ تحولي و انا استمع اصوات كهمس و من ضمنهم من قالت 'انتي لا تعلمين كم كنت اود من هذه اللحظة ان تأتي' و لكني لم اركز مع هذا الصوت بسبب الم جسدي .
و هاهي هذه الاصوات تزداد بداخل عقلي ولا اعلم ما سببها و ما مصدرها .
كلما خطونا خطوة الهمسات و الاصوات داخل عقلي تعلو حتي وصلنا الي المكان الذي التقيت ببيتا اول مرة و عبرنا الرجال و حتي لا يزال الفتي الذي صاح بي اول مرة موجودات و هاهو ينظر الي نظرات الاله وحده يعلم ما معناها .
كنت انظر للارض حتي شعرت اننا خرجنا من الاشجار و كنا نقف علي ارض من الاسمنت
عقدت حاجباي بسرعة و رفعت رأسي لأري اننا نقف في مكانٍ اشبه بالساحة .
نظرت حولي لادرك اني كنت طوال هذه السنوات اعتقد ان غابة 'ديابولي' هي ليست مجرد غابة فقط بل داخلها مدينة يعيش بها إناس لا احد يعلم بأمرهم .
كل هذه الافكار كنت افكر فيها و لازلنا نمشي و انا انظر لكل من حولي الذين ينظرون الي بتشوش و البعض منهم ينظر الي بحقد .
توقفت عن التفكير عندما اشتدت الاصوات بعقلي ليتضح انه صراخ و لا اعلم من و مالذي يصرخ به عندما توقفنا امام منزل كبير .
منذ ان تحولت للذئب اللعين و انا اسمع في تلك اصوات و لكنها لم ترتفع سوي عند دخول البيت، مع كل خطوة كانت تزيد .
"اوقفوا تلك الاصوات" قلتها بتعب و انا احرك رأسي لكي تتوقف و لكن لا فائدة، ذلك الشعور بداخلي لازال موجوداً، نبضات قلبي ليست مستقرة و تضرب بقوة في قفصي الصدري ليجعلني اتألم اكثر .
بمجرد اننا وصلنا الي ذلك الممر، كان هذا الشئ داخلي يهيج اكثر و الاصوات التي تصدر من عقلي جعلني اريد الصراخ، اتضح انها لا تصرخ سوي بكلمة .
في حين اننا وقفنا امام باب لغرفة كبير و تلك الاصوات فجأه هدأت حتي سمعت همس يقول "ملكي" .
و فُتح هذا الباب امامي ليلتفت لي و تتلاقي عيناي مع عيناه المتفاجئتان، لاسمع الكلمة التي كان يصرخ بها عقلي .
"رفيق"
و في انشغالي بالتقدم بخطواتي لإكتشافي لمكانٍ جديد هنا، توقفت لسماعي صوت ورقة شجر لم تكسرها قدمي، و هنا شعور ان هناك غيري ملأ جسدي .
حاولت تركير علي حاسة سمعي اكثر ليقابلني هدوء مريب لم ارتح له .
ظللت مترقبة المكان و اركز اكثر علي حواسي و تقدمت اكثر بخطواتي لأدخل بين الاشجار و لكن المكان لم يكن خالياً، بل كان هناك مجموعة من الرجال طوال القامة و اجساد قوية البنية و اعينهم مثل الصقر تتفحص المكان حولهم .
توقف جسدي عن الحركة عندما نظروا كلهم الي كإني دخيلة و انا بالفعل هكذا و اتي الي شخصاً و كان اكثرهم قوة في البنية ليقف امامي و انا انظر له و التشوش يظهر في ملامح وجهي .
"انا آسفة اذا تطفلت عليكم لم اقصد ان اتي الي هنا عمداً، لقد سمعت.." كنت اتحدث معه و انقل بصري من عليه ثم للرجال الذين وراءه، قاطعني بإقترابه مني و النظر في عيناي بشده .
"لا تحاولي حتي ان تتحركي" كانت كلماته حذره و حتي يظهر هذا في عيناه، كان ثابتاً في مكانه و جسده كان قريباً جداً مني و اخترق عيناي من شدة النظر اليهم .
"و لكن ماذا-.." قاطعني للمرة الثانية و هذه المرة امسكني من رقبتي و دفعني بيده للشجرة التي ورائي .
"لقد قلتها مرة، اخبرتك بعدم التحرك و انتي لم تستمعي!" كلامه خرج من فمه بغضب و كل ما حاولت فعله هو التخلص من قبضته التي تمنع الهواء من الدخول الي رئتاي، في اقل من ثانية ظهر من بين الاشجار شاباً في منتصف العشرينات عاقداً لحاجبيه و ينظر الينا مباشرةً .
"مالذي يحصل هنا؟" صاح بسؤاله علي الشاب الذي لا يزال يخنقني و فوراً تركني لاتنفس بقوة و انا امسك برقبتي .
"بيتا، هناك بشرية" صاح بهذه الكلمات لعين من الذين كانوا يشاهدوني اختنق .
نظر الذي جاء للتو و تقدم و افسح له بسرعة خانق الرقبات و انا هنا استند علي الشجرة و لازلت اتنفس بصعوبة و احاول التقاط انفاسي و انظر للذي نادوه ببيتا .
امسكني من ذراعي و شدني حتي قربني من وجهه، "اذاً، هل جئت لنشر قذارتك بيننا؟ انظري ايتها اللعنة، اذهبي الذي اسيادك و اخبريهم انه سيُقطع رأسهم إن رأيناكي او سمعنا شيئاً عن الاعيبكم القذرة، اسمعتي؟" انقطع نفسي حتي آخر كلمة قالها، لم افهم معني كلامه او مخذيه و لكنه بالتأكيد ليس لي .
"انظر بيتا، او مهما كان اسمك، انا لست من تعتقد، اعني لا اعتقد ان هذا الكلام من المفترض ان يوجه لي، حسنا؟-" قاطعني بإقتراب وجهه الشديد مني .
"فقط ارجعي من حيث اتيتي و لا تحاولي الاقتراب من هنا مرة اخري" قالها ثم ترك ذراعي .
في اليوم التالي، تمشيت مرة اخري و لكن لم اقترب من هذا المكان، بالطبع ارعجني ذلك البيتا عندما صاح بي امام هؤلاء الحمقي و لكني لم احتمل الاهانة اكثر .
و حصل نفس ما حصل البارحة، سمعت صوت اقدام اخري تمشي في المكان لذا اختبأت وراء الشجرة، ظهر من بين الاشجار بيتا مرة اخري و معه بعض الرجال...اي ام تسمي ابنها بيتا!!
قلبت عيناي التففت لإكمال مشيي و سمعت صياحه "انت!" .
نظرت اليه بملل من طرف عيني، "الم اخبرك بألا تقتربي من هنا؟-" قاطعته قبل ان يقول سخافاته .
"لم آتِ اليوم الي منطقتك الحبيبة و ها انت تأتي مرة اخري في مكان آخر تخبرني ان ابتعد، لعلمك هذه الغابة ليست ملكك" قلتها ثم التفتت و ذهبت .
فجأه يداً امسكت بذراعي بقوة و ادارتني نحوه لأراه انتقل امامي .
"انا لا اعلم لما حللتِ علي ايتها اللعنة و لكنك عليكي الذهاب و فوراً" قالها بصوتِ منخفض و لكن مسموع .
"و من انت لكي تخبرني الي اين اذهب و متي ارحل؟ من تظن نفسك؟!"
يده اشتدت علي ذراعي "قلت اذهبي" كان يشد علي اسنانه التي كادت ان تتحطم .
بسرعة سحبت ذراعي من قبضته، نظرت له بحقد ثم بدلت نظرتي الي برود "اذاً اذهب الي اي مكان" .
عقد حاجبيه و اكملت "اعتقد ان الغابة واسعة كفاية لكي تضع انفك في اي مكان لعين، لذا اغرب عن وجهي والا اقتلعت عيناك من مكانهما" .
لم اشعر سوي بذراعي بلتوي وراء ظهري و وجهي يصتدم بالشجرة .
"احذري يا صغيرة، فنحن لسنا اصدقاء لتتحدثي هكذا" اعتلت علي وجهي ابتسامة سخرية و نظرت له بنصف وجهي من طرف عيني .
"و اين هي رجولتك اللعينة و انت تمد يدك علي امرأه؟"
"و اين هي تربية والديكي و انتِ بهذا الاسلوب؟"
فجأه توقف عقلي عن العمل، كل مشاعر الاحباط و الإهانة تفجروا بداخلي و شعور غريب بداخلي تحرك و انا لسبب ما لا اعرفه ركزت عليه و هنا التفتت بسرعة مما جعل قبضة يده تلين و تتحرر يدي و يدي الأخري تتكون علي شكل قبضة و اوجهها لناحية وجهه .
قبل ان تلتحم يدي مع وجهه شعرت بذلك الشعور العاطفي الغريب و بطريقةٍ ما ارسل الم جسدي الي كل عظمةٍ بي، قبضتي القوية ضعفتو سقطت بضعف علي صدره و انا الهث من هذا الألم .
سمعت اصواتاً غريبة تدخل لعقلي و تزداد شيئاً فشيئاً و بيتا امسكني من ذراعاي و نظرة الدهشة علي وجهه قبل ان اسقط .
الم عظامي اشتد حتي شعرت بتكسر كل إنش من عظام جسدي، عيناي فُتحت علي مصرعيهما و انا بسرعة ابتعدت عنه و ظهري ينحني وحده و اصوات عقلي تزداد، حتي وجدت نفسي اقف علي يداي و قدماي و كإن شيئاً داخلي يتحرر .
و عند كسر احدي العظام، رفعت رأسي و هنا صرختي ملأت كل مسامع الغابة و شعرت بشئ يكسو جلدي عندما نظرت الي يداي اصبح يكسوهما الفراء و تتحول صرختي الآدمية الي عواء عالي .
نظرت لهم و كانوا ينظرون لبعضهم في تشوش، ركزت علي بيتا و رأيت فمه يهمس بشئ و من ثم اهتفي في اقل من لحظة .
*انتِ لا تعلمين كم كنت اود من هذه اللحظة ان تأتي*
اتي هذا الصوت من عقلي لكني لم اهتم له لألم جسدي الذي تحول الي الم مريح و كأني وُلدت لهذه اللحظة منذ زمن .
نظرت لهم بجسد الذئب خاصتي و زمجرت، لا اعلم كيف فعلت ذلك ثم عويت بصوتٍ عالى .
شعرت اني حرة في تلك اللحظة، شعرت بتحكمي لهذا الجسد الذي لا اعلم ما كيف تحولت اليه .
لازال رجال بيتا امامي و في لحظة شعرت بفروي يقل و يرجع مرة اخري لجسدي، التفتت بجسد الذئب خاصتي ليدرك اني قد تمزقت ملابسي لتحولي المفاجئ .
تراجعت الي الشجرة خوفاً من ان يحصل ما في عقلي .
مرة أخري تكسرت عظامي واحدة تلو الاخرى لكن لم يكن الالم مثل المرة السابقة، و عند انتهاء الامر و عودتي الي جسدي البشري و تكومت بشكل كرة و انا اضمني الي صدري و انتظر حصول معجزة للخروج من هذا الكابوس .
___________________
"الفا، هناك فتاة علي الحدود" وجه بسرعة اهتمامه له فورما دخل .
"اهي روج؟" سأله بسرعة .
"لا، لا اعتقد ذلك" صمت الالفا قليلاً ثم تحدث .
"اذاً تخلص منها" رد عليه ببساطة .
"و لكنها مستذئبة..و من الممكن ان يكون هذا اول تحول لها" قالها بسرعة لينتبه له مرة اخري .
"احضرها الي"
___________________
في غصون لحظات شعرت بأحد يقف وراء الشجرة، تحرمت قليلا لاوجه نظري الي هناك لأري بيتا يقف و معه ملابس و لكنه لا ينظر الي ناحيتي .
رمي الي الملابس و تحدث بحده "ترتدي هذه الملابس..و اسرعي" .
بعدما انتهيت وقفت ببطئ و خرجت من وراء الشجرة ليوجهوا جميعهم نظرهم الي و اتجه الي اثنان منهم و امسكوني من كلتا ذراعاي و سحبوني وراء بيتا .
"الي اين نحم متجهون؟" سألته بتعب و حيرة و لم يرد علي اللعنة التي قلتها و اكملنا سير .
منذ تحولي و انا استمع اصوات كهمس و من ضمنهم من قالت 'انتي لا تعلمين كم كنت اود من هذه اللحظة ان تأتي' و لكني لم اركز مع هذا الصوت بسبب الم جسدي .
و هاهي هذه الاصوات تزداد بداخل عقلي ولا اعلم ما سببها و ما مصدرها .
كلما خطونا خطوة الهمسات و الاصوات داخل عقلي تعلو حتي وصلنا الي المكان الذي التقيت ببيتا اول مرة و عبرنا الرجال و حتي لا يزال الفتي الذي صاح بي اول مرة موجودات و هاهو ينظر الي نظرات الاله وحده يعلم ما معناها .
كنت انظر للارض حتي شعرت اننا خرجنا من الاشجار و كنا نقف علي ارض من الاسمنت
عقدت حاجباي بسرعة و رفعت رأسي لأري اننا نقف في مكانٍ اشبه بالساحة .
نظرت حولي لادرك اني كنت طوال هذه السنوات اعتقد ان غابة 'ديابولي' هي ليست مجرد غابة فقط بل داخلها مدينة يعيش بها إناس لا احد يعلم بأمرهم .
كل هذه الافكار كنت افكر فيها و لازلنا نمشي و انا انظر لكل من حولي الذين ينظرون الي بتشوش و البعض منهم ينظر الي بحقد .
توقفت عن التفكير عندما اشتدت الاصوات بعقلي ليتضح انه صراخ و لا اعلم من و مالذي يصرخ به عندما توقفنا امام منزل كبير .
منذ ان تحولت للذئب اللعين و انا اسمع في تلك اصوات و لكنها لم ترتفع سوي عند دخول البيت، مع كل خطوة كانت تزيد .
"اوقفوا تلك الاصوات" قلتها بتعب و انا احرك رأسي لكي تتوقف و لكن لا فائدة، ذلك الشعور بداخلي لازال موجوداً، نبضات قلبي ليست مستقرة و تضرب بقوة في قفصي الصدري ليجعلني اتألم اكثر .
بمجرد اننا وصلنا الي ذلك الممر، كان هذا الشئ داخلي يهيج اكثر و الاصوات التي تصدر من عقلي جعلني اريد الصراخ، اتضح انها لا تصرخ سوي بكلمة .
في حين اننا وقفنا امام باب لغرفة كبير و تلك الاصوات فجأه هدأت حتي سمعت همس يقول "ملكي" .
و فُتح هذا الباب امامي ليلتفت لي و تتلاقي عيناي مع عيناه المتفاجئتان، لاسمع الكلمة التي كان يصرخ بها عقلي .
"رفيق"
Коментарі
Упорядкувати
- За популярністю
- Спочатку нові
- По порядку
Показати всі коментарі
(8)
Chapter 1
بجد الفكره والسرد وكله فخخخممم 😳❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
Відповісти
2020-07-23 14:55:08
1
Chapter 1
انا مصدومه بجمال وابداع الناس الي بتكتب في الواتباد ونا مكنتش اعرفهم🥺❤️
Відповісти
2020-07-23 14:56:04
1
Chapter 1
القصه متحطتش في المكتبه لا القصه اتحطت في قلبي بجد🥺❤️❤️❤️
Відповісти
2020-07-23 14:56:29
1