11
" لدى بعض الشموع فى غرفتى سوف اقوم بإشعالها " قمت بحماس و كأننى تذكرت امرها الأن ، فالحقيقه رتبت كل شئ وضعت الشموع فى دُرج مكتبى ، كل شئ مُعد من قبل ، اشعلتها امامنا لأجلس مجدداً بجانبه على الأرض.
" إذاً ، هل سنظل صامتين هكذا طوال الوقت ؟ " سألته بتنهد بينما انظر إلى وجهه لينظر لى هو ايضاً قبل ان يعود لوضعه مجدداً ينظر إلى سقف الغرفة.
" و ماذا تريدين ان اقول ؟ " قالها بتنهد
" لنقل اى شئ لن استطيع ان اتحمل ان اجلس هكذا فقط دون ان اتحدث ، يكفى كوننا عالقين فى الظلام ... ما رأيك ان نلعب لعبه؟ " صفقت بيداى بحماس لأجلس أمامه .
" لعبه ؟ "
" اجل ، ليسأل كلاً منا الأخر سؤال و يجب على الأخر أن يجيب بصدق "
" لا اريد ان العب تلك الألعاب الطفولية ، أُفضل ان نبقى هادئين حتى يعود التيار الكهربائي " قالها بنبرته المتعجرفة ، احياناً يجعلنى ارغب بقتله ، لا ليس احياناً بل طوال الوقت ، لو لم يكن على تحمله لأجل عملى لكنت أضمرت النار فى جسده.
" هيا جونج ان لا تكن مملاً " امسكت بذراعه بترجى.
" حسناً ... لتُنهى الأمر سريعاً " تنهد بإستسلام و ضجر على عكسه صفقت بحماس لأننى سوف استطيع ان اسأله كما اريد .
" حسناً ، سأبدأ انا اولاً ... لقد علمت من كريس انك شريكه فى مجموعة شركات K.J للإنشاءات بما انك شخص يمتلك مجموعة شركات بتلك الضخامة و الأهمية اليس من المفترض ان تكون منشغل طوال الوقت بالعمل بدلاً من جلوسك طوال الوقت بالمنزل ؟ " اول سؤال خطر على رأسى من الأسئلة الكثيرة التى يقتلنى الفضول لأعرف اجابتها.
" هذا لأن كريس يتولى الأعمال التى تتطلب الذهاب للشركة مثل الأجتماعات و المقابلات ، و يتم إرسال الورق للمنزل و انا اتولى العمل هنا " اخبرنى بالأمر ببساطة و لكن هذا لم يُرضي فضولى كثيراً ، لا بأس مازال هناك المزيد من الأسئلة.
" حسناً دورك لتسألنى "
" كم ستظلين فى كوريا ؟ " ما هذا السؤال بربك و كأنه يرغب بالتخلص منى سريعاً ، عديم الإحساس.
" لا أعرف بعد .... هناك عملاً على القيام به ، سوف اذهب عندما أُنهيه " اخبرته بإختصار ، بالطبع لن اخبره انك انت عملى و سوف اتركك و اذهب بعد ان اوقعك فى حبى و مع ذلك لم اكذب فى إجابتى.
" دورى الأن ... لما لا تخرج من المنزل و تبقى فيه طوال الوقت ؟ " صمت لبعض الوقت و كأنه يفكر فالامر ، اتحتاج الإجابة لكل هذا التفكير ؟
" لأننى لا اريد الإختلاط بالناس " مجدداً إجابة مختصرة لم افهم منها شيئاً و كأنه حريص ان يكون إجاباته مبهمة ، فالحقيقة انا ايضاً فعلت ذلك.
" تقولين ان لديكى عمل هام هنا بينما انا اراكى تتسكعين مع ذلك الشاب طوال الوقت ، اتسائل حقاً ماذا تعملين ؟ " سألنى بنبرة سخرية و استهزاء
فكرت قليلاً قبل ان أُجيبه ، بالطبع لن اخبره انا محتاله اتيت لكى اوقعك فى حبى لان صديقك العزيز يستغلنى .
" طبيبة نفسية ... و بالمناسبة انا لا اتسكع مع تاو طوال الوقت ، نحن لا نتقابل كثيراً "
" من طبيبة نفسية ؟ انتى ؟ " ضحك بقوة ، هذه اول مره اراه يضحك بهذا الشكل يبدو اكثر سحراً ... لكن مهلاً ايسخر منى الأن ؟ ، تلك الشكولا الحقيرة المثيرة.
" يااا لما تضحك ، ما المضحك فالأمر " سألته بينما مازال يضحك و كأننى اخبرته بمزحة .
" لا استطيع التخيل حتى أنكى طبيبة نفسية ، يمكننى ان اصدق اى شئ غير كون هذا عملك ، ربما لو اخبرتنى انكى تعملين مهرجة فى السيرك لكان الأمر اكثر منطقية الأن " اخبرنى بين ضحكاتهِ .
" ياااا اتسخر منى و تنعتنى بالمهرجة الأن ، من تظن نفسك يا احمق ، ايجب على ان ارتدى نظرات و اتصرف بشكل ممل لأجل ان اكون طبيبة نفسية فى نظرك " صرخت بتذمر لأضربه على كتفه بإنزعاج.
" لا و لكن الأطباء النفسين يكونون اشخاصاً ناضجين و مسؤلون و ليس اطفالاً مستهترين مثلك ... لو كان الأطباء النفسين مثلك فلن يتبقى عاقلاً واحداً فالعالم " اخبرنى بإستهزاء ليضحك بسخرية.
" ياااا لا تستهين بقدراتى ، فأنت لا تعرفنى جيداً ، لا يعنى اننى احب المزاح و اتصرف بلطف معك اننى لست بارعة فى عملى ، لقد كنت من ابرع الطلبة فى جامعتى ، حتى أننى استطيع معرفة ما يدور فى عقول الناس دون حتى ان يتحدثوا " رفعت رأسى فى تفاخر و ثقة بينما اعقد ذراعاى.
" إذاً إثبتى لى إنكى بارعة " اخبرنى بنظرات تحدى.
" و إن نجحت ؟ " سألته بتحدى و عيون لامعة.
" سأنفذ كل آوامركِ لأسبوع و لكن إن فشلتى سترحلين من هنا و لن تعودى مرة اخرى " اخبرنى بثقة شديدة و كأنه واثق من فشلى.
" حسناً ... موافقة " مددت يدى له لنتصافح ليعتدل فى جلسته لينظر لى.
" ها انا امامك الأن اخبرنى بما يدور فى عقلى " اخبرنى بإبتسامة سخرية.
نظرت لعيونه بتمعن ، ليس تغزلاً به هذه المرة رغم اننى لا استطيع التوقف عن التغزل فى تلك العيون ، بل لأقرأ الرسالة.
يقولون أن العيون هى نافذة لأرواحنا ، و ان لها لغتها الخاصة بها التى تعبر بها عن كل ما يدور بداخلنا ، و تنقلها كرسالة ، و لكن ليس الجميع لديهم القدرة على رؤية تلك الرسالة ، فبعض الناس تنظر فقط للمظهر دون ان تهتم بالجوهر .
ظللت اتمعن فى عيناه ، التى تسائلت دائماً عن ما تُخبئ ، و كأنها بحراً عميق و مُظلم يُخفى الكثير من الأسرار بداخله.
" ارى حزناً فى عيناك ، ألم شديد ، عذاباً لم ينتهى بعد ، و كأنك تعاقب نفسك على خطيئة ، لذلك انت لا تريد الإختلاط بالناس و كأنك تعاقب نفسك بجعل نفسك وحيداً " لا أعرف كيف قلت هذا الكلام و كأنه خرج من تلقاء نفسه عندما تعمقت بداخل ذلك البحر العميق ، لم الاحظ هذا الألم بداخل عيناه سوى الأن ، كيف لم الاحظ ذلك من قبل ؟ ، تذكرت بعد ان قلت هذا الكلام ، حديث كريس عن حبيبة جونج ان المتوفية لأربط كلامه بما استطعت رؤيته فى عينيه " انه بسبب أمرآة اليس كذلك ؟... ذلك العذاب بداخلك بسبب أمرآة "
لم يُجيبنى و لكن علامات الصدمة على وجهه و توسع عينه كان كفيل لأعرف أننى كنت على حق ، و أننى قرأت رسالة عينه بشكل صحيح.
" وجهك يخبرنى إننى على حق فى كل ما اخبرتك به ... إذاً هل ترانى كمهرجة حتى الأن ؟ " اخبرته بكل ثقة ، شعرت بالإنتصار و السعادة لأننى اخيراً استطعت التسلل لروح ذلك الرجل الغامض لكن فى نفس الوقت هناك جزء يتألم بداخلى لأجله ، جزءاً منى اراد ان يحتضنه و يخفف عنه ذلك الألم و لكن الأخر يتماسك.
" لنوقف تلك اللعبة الأن لم تعد ممتعة " نبرة صوته كانت تدل على مقدار الألم بداخله ، يبدو اننى فتحت جُرح عميق للغاية ... اسند ظهره على الحائط و هو يُخفى عنى وجهه المتألم لأجلس بجانبه كما كنا ، بدون حديث.
" انا افهم آلمك جيداً ، اعلم كيف يكون ان تفقد شخصاً تحبه "
" انتى لا تفهمين اى شئ عن ما بداخلى ، لا تعلمين اى شئ ... لن تفهمى معنى ألم ان تكونى سبب موت من تحبين ، ان تعيشى و انتى تتلقين العقاب" كان ينظر امامه و كأنه شارد فى امراً ما ، و كأنه لا يدرك ما يقول .
" سبب موت من ؟ " سألته بإهتمام لينظر لى بإرتباك و كأنه ادرك الأن ما قاله الأن.
" لا تهتمى ، ليس لكلامى معنى "
" حبيبتك اليس كذلك ؟ " نظرت إلى عينه بإصرار مُصرة على التحدث فى الأمر .
" يكفى سوهيون ... لننهى هذا الحديث ، لا ارغب بالتحدث عن اى شئ ، و اتمنى ان تنسى كل ما سمعتيه الأن " اخبرنى بنظرات حادة ، و لكننى اعند منه بكثير ، و لن اتوقف الأن.
صمت قليلاً لأتحدث مجدداً " اتعلم ما اكثر شئ مؤلم ؟ ... إخفاء همومنا و احزننا بداخلنا ، عندما اخبرتك اننى اتفهم ما تشعر به لم اقل مُجرد كلام لمواساتك ، بل لأننى مررت بذلك الألم و مازلت اتألم حتى الأن " شعرت بأنه مر بذلك الألم مثلى ، عاش ليعاقب نفسه لأنه تسبب بالأذى لمن يحب... نظر لى اخيراً بأهتمام لأكمل " انا لا اخرج لأتسكع مع تاو كما تظن ، بل اذهب إلى المشفى لزيارة اخى ... انه فى غيبوبة منذ عامين ... و هذا كان بسببى " اخبرته بألم بينما اتذكر ذلك اليوم المشؤم.
" لقد كنت يومها اسهر مع اصدقائى فى احد النوادى الليلية و قد شربت كثيراً و لم اكن اشعر بأى شئ لذلك اتصلوا اصدقائى بأخى ليأتى ليقلنى إلى المنزل ... و بينما نحن عائدون بدراجته النارية فقد تركيزه بسببى و ارتضمنا بسيارة ... لم يصيبنى سوى كسور بسيطة و هو ظل فى غيبوبة ، ظللت اقوم بلوم نفسى على ما حدث له و رغبت لو اننى انا من تأذى و ليس هو ، لكننى ادركت فى نهاية الأمر انه لا فائدة من المعاتبه و اللوم ، فهذا ما كان مقدر ان يحدث و لا يمكننا تغير القدر ، لذلك بدلاً من ان اظل اُعاتب نفسى دون فعل شئ لن يفيده ، لذلك قررت الا استسلم حتى يستيقظ اخى من جديد "
تنهدت بإبتسامة لأخفى تعابير الحزن على وجهى لأنظر له بعد ان انهيت حديثى ، كان ينظر لى فقط بإهتمام بتعابير وجه ليست باردة او متعجرفة كما اعتدت ان ينظر لى ، كانت مختلفة ، دافئة و مريحة ، ظللت اتأمل تعابيره ليس كل يوم سأرى تلك التعابير .
" لما لا تقول شيئاً ، هل انزعجت ؟ اعلم انى اُثرثر كثيراً " ضحكت بمُزاح بينما اتأمل نظراته نحوى.
" لا لم انزعج ... بل اشعر بالغيره منكى لأنكى استطعتى ان تُكملى حياتكِ و لم تستسلمى "
" يمكنك انت ايضاً ان تفعل ذلك ، و ان تكمل حياتك "
" ليس بتلك البساطة التى تظنيها ، لقد فات الآوان و اصبح الأمر مستحيلاً " إبتسامة حزينة ارتسمت على وجهه بينما ينظر لضوء الشموع بشرود ، لمست وجهه بيدى ليلتفت نحوى ، لا اعرف لماذا و لكننى شعرت برغبة بذلك ، لأقوم بتمسيد وجهه بيدى بينما اتأمل ملامح وجهه.
قطعت ذلك الصمت بعد إستيقاظى من شرودى لأتحدث " لا يوجد مستحيل ، مادمنا احياء و نتنفس ... إن الخيار بيدك انت وحدك ، إن اردت إنهاء ذلك العقاب "
انهيت حديثى ليعم الصمت فى أرجاء الغرفة ، فقط ننظر لبعضنا و كأن عيوننا هى التى تتحدث الأن ، قطع هذا التواصل البصرى الضوء الساطع فى الغرفة لأغمض عينى بإنزعاج إلى ان تعودت على الضوء ، لقد انتهت الساعة و عاد التيار الكهربائى مجدداً و بالتأكيد قام تاو بفتح الابواب مجدداً
" جيد لقد عاد التيار مجدداً ، اذهب و تفقد الباب ربما يكون حدث خلل فالنظام عند انقطاع التيار لذلك تعطل "
اخبرته ليذهب ليتفقده ليفتح بسهوله.
" لقد كان معكى حق ... كيف علمتى ذلك ؟ " سأل بتعجب.
" المنازل الحديثة يكون بها نظام تحكم آمنى ، لقد كان منزلى به نظام كهذا لذلك علمت " من الجيد كونى اجيد اختراع الحجج و الا لكان امرى قد كُشف.
" حسناً سوف اذهب لأنام ، تصبحين على خير"
" جونج ان " ناديت عليه قبل ان يخرج ليلتفت.
" ماذا ؟ "
" لا تنسى الأتفاق ، تُنفذ آوامرى لأسبوع " ابتسامة شريرة ارتسمت على وجهى ، ليتنهد بإنزعاج.
" لم انسى لكن لا تطلبى اشياء مزعجة مثلك " اخبرنى بتذمر .
" من الأن متحمسه بشأن الأمر ، على ان اجهز قائمة بما اريد ، استعد جيداً جونج ان "
**********
" إذاً ، هل سنظل صامتين هكذا طوال الوقت ؟ " سألته بتنهد بينما انظر إلى وجهه لينظر لى هو ايضاً قبل ان يعود لوضعه مجدداً ينظر إلى سقف الغرفة.
" و ماذا تريدين ان اقول ؟ " قالها بتنهد
" لنقل اى شئ لن استطيع ان اتحمل ان اجلس هكذا فقط دون ان اتحدث ، يكفى كوننا عالقين فى الظلام ... ما رأيك ان نلعب لعبه؟ " صفقت بيداى بحماس لأجلس أمامه .
" لعبه ؟ "
" اجل ، ليسأل كلاً منا الأخر سؤال و يجب على الأخر أن يجيب بصدق "
" لا اريد ان العب تلك الألعاب الطفولية ، أُفضل ان نبقى هادئين حتى يعود التيار الكهربائي " قالها بنبرته المتعجرفة ، احياناً يجعلنى ارغب بقتله ، لا ليس احياناً بل طوال الوقت ، لو لم يكن على تحمله لأجل عملى لكنت أضمرت النار فى جسده.
" هيا جونج ان لا تكن مملاً " امسكت بذراعه بترجى.
" حسناً ... لتُنهى الأمر سريعاً " تنهد بإستسلام و ضجر على عكسه صفقت بحماس لأننى سوف استطيع ان اسأله كما اريد .
" حسناً ، سأبدأ انا اولاً ... لقد علمت من كريس انك شريكه فى مجموعة شركات K.J للإنشاءات بما انك شخص يمتلك مجموعة شركات بتلك الضخامة و الأهمية اليس من المفترض ان تكون منشغل طوال الوقت بالعمل بدلاً من جلوسك طوال الوقت بالمنزل ؟ " اول سؤال خطر على رأسى من الأسئلة الكثيرة التى يقتلنى الفضول لأعرف اجابتها.
" هذا لأن كريس يتولى الأعمال التى تتطلب الذهاب للشركة مثل الأجتماعات و المقابلات ، و يتم إرسال الورق للمنزل و انا اتولى العمل هنا " اخبرنى بالأمر ببساطة و لكن هذا لم يُرضي فضولى كثيراً ، لا بأس مازال هناك المزيد من الأسئلة.
" حسناً دورك لتسألنى "
" كم ستظلين فى كوريا ؟ " ما هذا السؤال بربك و كأنه يرغب بالتخلص منى سريعاً ، عديم الإحساس.
" لا أعرف بعد .... هناك عملاً على القيام به ، سوف اذهب عندما أُنهيه " اخبرته بإختصار ، بالطبع لن اخبره انك انت عملى و سوف اتركك و اذهب بعد ان اوقعك فى حبى و مع ذلك لم اكذب فى إجابتى.
" دورى الأن ... لما لا تخرج من المنزل و تبقى فيه طوال الوقت ؟ " صمت لبعض الوقت و كأنه يفكر فالامر ، اتحتاج الإجابة لكل هذا التفكير ؟
" لأننى لا اريد الإختلاط بالناس " مجدداً إجابة مختصرة لم افهم منها شيئاً و كأنه حريص ان يكون إجاباته مبهمة ، فالحقيقة انا ايضاً فعلت ذلك.
" تقولين ان لديكى عمل هام هنا بينما انا اراكى تتسكعين مع ذلك الشاب طوال الوقت ، اتسائل حقاً ماذا تعملين ؟ " سألنى بنبرة سخرية و استهزاء
فكرت قليلاً قبل ان أُجيبه ، بالطبع لن اخبره انا محتاله اتيت لكى اوقعك فى حبى لان صديقك العزيز يستغلنى .
" طبيبة نفسية ... و بالمناسبة انا لا اتسكع مع تاو طوال الوقت ، نحن لا نتقابل كثيراً "
" من طبيبة نفسية ؟ انتى ؟ " ضحك بقوة ، هذه اول مره اراه يضحك بهذا الشكل يبدو اكثر سحراً ... لكن مهلاً ايسخر منى الأن ؟ ، تلك الشكولا الحقيرة المثيرة.
" يااا لما تضحك ، ما المضحك فالأمر " سألته بينما مازال يضحك و كأننى اخبرته بمزحة .
" لا استطيع التخيل حتى أنكى طبيبة نفسية ، يمكننى ان اصدق اى شئ غير كون هذا عملك ، ربما لو اخبرتنى انكى تعملين مهرجة فى السيرك لكان الأمر اكثر منطقية الأن " اخبرنى بين ضحكاتهِ .
" ياااا اتسخر منى و تنعتنى بالمهرجة الأن ، من تظن نفسك يا احمق ، ايجب على ان ارتدى نظرات و اتصرف بشكل ممل لأجل ان اكون طبيبة نفسية فى نظرك " صرخت بتذمر لأضربه على كتفه بإنزعاج.
" لا و لكن الأطباء النفسين يكونون اشخاصاً ناضجين و مسؤلون و ليس اطفالاً مستهترين مثلك ... لو كان الأطباء النفسين مثلك فلن يتبقى عاقلاً واحداً فالعالم " اخبرنى بإستهزاء ليضحك بسخرية.
" ياااا لا تستهين بقدراتى ، فأنت لا تعرفنى جيداً ، لا يعنى اننى احب المزاح و اتصرف بلطف معك اننى لست بارعة فى عملى ، لقد كنت من ابرع الطلبة فى جامعتى ، حتى أننى استطيع معرفة ما يدور فى عقول الناس دون حتى ان يتحدثوا " رفعت رأسى فى تفاخر و ثقة بينما اعقد ذراعاى.
" إذاً إثبتى لى إنكى بارعة " اخبرنى بنظرات تحدى.
" و إن نجحت ؟ " سألته بتحدى و عيون لامعة.
" سأنفذ كل آوامركِ لأسبوع و لكن إن فشلتى سترحلين من هنا و لن تعودى مرة اخرى " اخبرنى بثقة شديدة و كأنه واثق من فشلى.
" حسناً ... موافقة " مددت يدى له لنتصافح ليعتدل فى جلسته لينظر لى.
" ها انا امامك الأن اخبرنى بما يدور فى عقلى " اخبرنى بإبتسامة سخرية.
نظرت لعيونه بتمعن ، ليس تغزلاً به هذه المرة رغم اننى لا استطيع التوقف عن التغزل فى تلك العيون ، بل لأقرأ الرسالة.
يقولون أن العيون هى نافذة لأرواحنا ، و ان لها لغتها الخاصة بها التى تعبر بها عن كل ما يدور بداخلنا ، و تنقلها كرسالة ، و لكن ليس الجميع لديهم القدرة على رؤية تلك الرسالة ، فبعض الناس تنظر فقط للمظهر دون ان تهتم بالجوهر .
ظللت اتمعن فى عيناه ، التى تسائلت دائماً عن ما تُخبئ ، و كأنها بحراً عميق و مُظلم يُخفى الكثير من الأسرار بداخله.
" ارى حزناً فى عيناك ، ألم شديد ، عذاباً لم ينتهى بعد ، و كأنك تعاقب نفسك على خطيئة ، لذلك انت لا تريد الإختلاط بالناس و كأنك تعاقب نفسك بجعل نفسك وحيداً " لا أعرف كيف قلت هذا الكلام و كأنه خرج من تلقاء نفسه عندما تعمقت بداخل ذلك البحر العميق ، لم الاحظ هذا الألم بداخل عيناه سوى الأن ، كيف لم الاحظ ذلك من قبل ؟ ، تذكرت بعد ان قلت هذا الكلام ، حديث كريس عن حبيبة جونج ان المتوفية لأربط كلامه بما استطعت رؤيته فى عينيه " انه بسبب أمرآة اليس كذلك ؟... ذلك العذاب بداخلك بسبب أمرآة "
لم يُجيبنى و لكن علامات الصدمة على وجهه و توسع عينه كان كفيل لأعرف أننى كنت على حق ، و أننى قرأت رسالة عينه بشكل صحيح.
" وجهك يخبرنى إننى على حق فى كل ما اخبرتك به ... إذاً هل ترانى كمهرجة حتى الأن ؟ " اخبرته بكل ثقة ، شعرت بالإنتصار و السعادة لأننى اخيراً استطعت التسلل لروح ذلك الرجل الغامض لكن فى نفس الوقت هناك جزء يتألم بداخلى لأجله ، جزءاً منى اراد ان يحتضنه و يخفف عنه ذلك الألم و لكن الأخر يتماسك.
" لنوقف تلك اللعبة الأن لم تعد ممتعة " نبرة صوته كانت تدل على مقدار الألم بداخله ، يبدو اننى فتحت جُرح عميق للغاية ... اسند ظهره على الحائط و هو يُخفى عنى وجهه المتألم لأجلس بجانبه كما كنا ، بدون حديث.
" انا افهم آلمك جيداً ، اعلم كيف يكون ان تفقد شخصاً تحبه "
" انتى لا تفهمين اى شئ عن ما بداخلى ، لا تعلمين اى شئ ... لن تفهمى معنى ألم ان تكونى سبب موت من تحبين ، ان تعيشى و انتى تتلقين العقاب" كان ينظر امامه و كأنه شارد فى امراً ما ، و كأنه لا يدرك ما يقول .
" سبب موت من ؟ " سألته بإهتمام لينظر لى بإرتباك و كأنه ادرك الأن ما قاله الأن.
" لا تهتمى ، ليس لكلامى معنى "
" حبيبتك اليس كذلك ؟ " نظرت إلى عينه بإصرار مُصرة على التحدث فى الأمر .
" يكفى سوهيون ... لننهى هذا الحديث ، لا ارغب بالتحدث عن اى شئ ، و اتمنى ان تنسى كل ما سمعتيه الأن " اخبرنى بنظرات حادة ، و لكننى اعند منه بكثير ، و لن اتوقف الأن.
صمت قليلاً لأتحدث مجدداً " اتعلم ما اكثر شئ مؤلم ؟ ... إخفاء همومنا و احزننا بداخلنا ، عندما اخبرتك اننى اتفهم ما تشعر به لم اقل مُجرد كلام لمواساتك ، بل لأننى مررت بذلك الألم و مازلت اتألم حتى الأن " شعرت بأنه مر بذلك الألم مثلى ، عاش ليعاقب نفسه لأنه تسبب بالأذى لمن يحب... نظر لى اخيراً بأهتمام لأكمل " انا لا اخرج لأتسكع مع تاو كما تظن ، بل اذهب إلى المشفى لزيارة اخى ... انه فى غيبوبة منذ عامين ... و هذا كان بسببى " اخبرته بألم بينما اتذكر ذلك اليوم المشؤم.
" لقد كنت يومها اسهر مع اصدقائى فى احد النوادى الليلية و قد شربت كثيراً و لم اكن اشعر بأى شئ لذلك اتصلوا اصدقائى بأخى ليأتى ليقلنى إلى المنزل ... و بينما نحن عائدون بدراجته النارية فقد تركيزه بسببى و ارتضمنا بسيارة ... لم يصيبنى سوى كسور بسيطة و هو ظل فى غيبوبة ، ظللت اقوم بلوم نفسى على ما حدث له و رغبت لو اننى انا من تأذى و ليس هو ، لكننى ادركت فى نهاية الأمر انه لا فائدة من المعاتبه و اللوم ، فهذا ما كان مقدر ان يحدث و لا يمكننا تغير القدر ، لذلك بدلاً من ان اظل اُعاتب نفسى دون فعل شئ لن يفيده ، لذلك قررت الا استسلم حتى يستيقظ اخى من جديد "
تنهدت بإبتسامة لأخفى تعابير الحزن على وجهى لأنظر له بعد ان انهيت حديثى ، كان ينظر لى فقط بإهتمام بتعابير وجه ليست باردة او متعجرفة كما اعتدت ان ينظر لى ، كانت مختلفة ، دافئة و مريحة ، ظللت اتأمل تعابيره ليس كل يوم سأرى تلك التعابير .
" لما لا تقول شيئاً ، هل انزعجت ؟ اعلم انى اُثرثر كثيراً " ضحكت بمُزاح بينما اتأمل نظراته نحوى.
" لا لم انزعج ... بل اشعر بالغيره منكى لأنكى استطعتى ان تُكملى حياتكِ و لم تستسلمى "
" يمكنك انت ايضاً ان تفعل ذلك ، و ان تكمل حياتك "
" ليس بتلك البساطة التى تظنيها ، لقد فات الآوان و اصبح الأمر مستحيلاً " إبتسامة حزينة ارتسمت على وجهه بينما ينظر لضوء الشموع بشرود ، لمست وجهه بيدى ليلتفت نحوى ، لا اعرف لماذا و لكننى شعرت برغبة بذلك ، لأقوم بتمسيد وجهه بيدى بينما اتأمل ملامح وجهه.
قطعت ذلك الصمت بعد إستيقاظى من شرودى لأتحدث " لا يوجد مستحيل ، مادمنا احياء و نتنفس ... إن الخيار بيدك انت وحدك ، إن اردت إنهاء ذلك العقاب "
انهيت حديثى ليعم الصمت فى أرجاء الغرفة ، فقط ننظر لبعضنا و كأن عيوننا هى التى تتحدث الأن ، قطع هذا التواصل البصرى الضوء الساطع فى الغرفة لأغمض عينى بإنزعاج إلى ان تعودت على الضوء ، لقد انتهت الساعة و عاد التيار الكهربائى مجدداً و بالتأكيد قام تاو بفتح الابواب مجدداً
" جيد لقد عاد التيار مجدداً ، اذهب و تفقد الباب ربما يكون حدث خلل فالنظام عند انقطاع التيار لذلك تعطل "
اخبرته ليذهب ليتفقده ليفتح بسهوله.
" لقد كان معكى حق ... كيف علمتى ذلك ؟ " سأل بتعجب.
" المنازل الحديثة يكون بها نظام تحكم آمنى ، لقد كان منزلى به نظام كهذا لذلك علمت " من الجيد كونى اجيد اختراع الحجج و الا لكان امرى قد كُشف.
" حسناً سوف اذهب لأنام ، تصبحين على خير"
" جونج ان " ناديت عليه قبل ان يخرج ليلتفت.
" ماذا ؟ "
" لا تنسى الأتفاق ، تُنفذ آوامرى لأسبوع " ابتسامة شريرة ارتسمت على وجهى ، ليتنهد بإنزعاج.
" لم انسى لكن لا تطلبى اشياء مزعجة مثلك " اخبرنى بتذمر .
" من الأن متحمسه بشأن الأمر ، على ان اجهز قائمة بما اريد ، استعد جيداً جونج ان "
**********
Коментарі