16
" مذكرات كيم جونج ان "
اغلقت ذلك الدفتر بعد أن قرأت تلك الكلمات فى توتر ، ليحدث بداخلى صراع بين فضولى و ضميرى ، و لكن كما يحدث دائماً فضولى هو الذى ينتصر ، فرغبتى بمعرفة ذلك الشاب الغامض اقوى من اى شئ و اقوى من الاستماع لضميرى الان ، فانا من الاساس دخلت لغرفته لأبحث عن اى شئ يرضى فضولى اتجاهه و ها هو ما كنت ابحث عنه بين يدى الأن.
خرجت من غرفة جونج ان بسرعة لألقى بنظرة اخيرة على غرفته قبل ان اغلق الباب لأتأكد ان كل شئ كما تركته ، لأدخل إلى غرفتى و اغلق الباب بإحكام ، فالبتأكيد لن اقرأ مذكراته فى غرفته ، ليتم الإمساك بى بالجُرم المشهود.
جلست على سريرى لأفتح تلك المذكرات لأبدأ بقرأتها
flash back
يوماً اخر مُزعج فى منزلنا ، منذ اسبوع و والدتى تجهز لحفلة رأس السنة التى تقام فى القصر كل عام ، و اليوم الضجة اكثر ازعاجاً و الخدم يركدون فالقصر للتحضير للحفل الذى سيقام الليلة ، كم اكره تلك الحفلات الرسمية المملة ، تلك الطبقة المخملية و وجوههم المصطنعة ، و الحديث عن الأعمال و السياسة ، و بما انى الأبن الأكبر للعائلة و وريث منصب رئاسة شركات ابى على تحمل كل تلك المناسبات اللعينة ، لما فقط لا يدعونى و شأنى.
جهزت نفسى و ارتديت احد بدلى الرسمية ، لأنزل بعد ذلك للأسفل لأجد جميع العائلة مجتمعة حول المائدة.
" صباح الخير " قلتها لهم بهدوء ليردوا لى التحية بالهدوء ذاته بينما اجلس على الكرسى بجانب اخى الصغير جو ان ، انه اصغر منى بعامين يبلغ 24 من عمره ، مختلف عن شخصيتى الهادئة الرذينة ، فقد كان دائماً الابن المرح المشاغب و لا انسى بالطبع زير النساء ، على عكسى فأنا لا اهتم بمغازلة الفتيات و لا اكترث كثيراً .
" لقد تأخرت فى استيقاظك اليوم ، عما قريب سوف تصبح رئيس المجموعة ، و يجب ان تكون حريص اكثر من ذلك جونج ان " اخبرنى ابى بصوته الصارم لأقلب عينى دون ان يرانى يتصرف و كأننى فالجيش و بحق الجحيم اليوم اجازة لما يُريدنى ان استيقظ مبكراً يوم اجازتى ، نظرت لوالدتى الجالسة امامى بينما تترجانى بنظراتها بألا افتعل المشاكل ، من منا يفتعل المشاكل ؟! هو دائماً ما يبحث عن خطأ لى.
" اسف ابى لن يتكرر الأمر " اخبرته بهدوء بعد ان تنهدت لأحبس انزعاجى داخلى ، لأسمع صوت ضحكات جو ان المكبوتة.
" حقاً اشفق عليك اخى العزيز " اخبرنى بصوت منخفض بينما يضحك لأركله على قدمه ليصمت ، ليأن بألم.
" و انت جو ان لا تظن اننى تجاهلت امرك ، فأنا قررت ان تعمل بالشركة بجانب اخيك ، يكفى إستهتار لم تعد صغير " اخبره ابى بصرامة لينهى طعامه و يذهب بإتجاه الشرفة ليتناول قهوته كما اعتاد دائماً لأنظر إلى جو ان لأتأمل تعابيره المصدومة لأكتم ضحكتى بصعوبة.
" حقاً اشفق عليك اخى العزيز " ردتها له بإبتسامة منتصره ، تأوهت بعدها من الألم انا و جو ان لأن والدتى قامت من مكانها لتقف خلفنا و تقوم بقرص اذنينا.
" يااا امى لما فعلتى ذلك ؟ " سألتها بتذمر
" انت و اخيك لم تعودوا صغار ، لذا توقفوا عن التشاجر كالأطفال " عاتبتنا بينما مازالت تمسك اذنى.
" امى توقفى عن قرص اذنى انها تؤلمنى " اخبرها جو محاولاً استرضائها بنظراته المثيرة للشفقة.
" لن اتوقف قبل ان تعتذروا من بعضكم البعض "
" و لكن هو من بدأ و تصرف بلؤم ، و ايضاً انا لم اعد طفل لتعاقبينى بهذا الشكل امى " اخبرتها معترضاً ، فأنا اصبحت رجلاً ف 26 من عمرى و مازالت تعاملنى كطفل فالخامسة.
" لا يهمنى من بدأ اولاً ، و ايضاً ايها الاحمق مهما كبرت فستظل طفلاً فى نظرى " اخبرتنى لتشد اذنى اكثر.
" حسناً اسف سأعتذر " قلتها بألم فحقاً اشعر و كأن اذنى ستقتلع من مكانها فى اى لحظة.
" و انت ايها القذم الأخر " وجهت حديثها لأخى جو ان بملامحها المحذرة ، حقاً امى تكون مخيفة حين تغضب ، عليها بالألتحاق بالجيش الكورى ، فأنا واثق ان فعلت لن نخسر امام اى عدو.
" حسناً ، انا اسف هيونج " تنهد بإنزعاج بينما يعتذر منى لتنظر لى والدتى منتظره ان اعتذر انا ايضاً ، لأتنهد بإستسلام.
" و انا اسف جو "
" احسنتوا صغارى الأعزاء ، هيا انهضوا لتساعدونى فى ترتيبات الحفل " ربطت على رؤسنا و كأننا جراء صغيرة ، لتأمرنا بعدها ، لتطلب منا بعدها ان نساعدها فتلك الترتيبات السخيفة ، ااااه كم اكره الحفلات الرسمية ، كل ما ارغب به فى تلك اللحظه الذهاب إلى غرفتى و الأستلقاء على سريرى ، و الجلوس بمفردى بينما اقرأ احد الروايات البوليسية التى اعشقها ، و لكن مجرد احلام لن تتحقق ، فوالدتى لن تدعنى و شأنى انا و اخى لدقيقة.
" مرحباً سيدة كيم " قطع شرودى صوت ليم هيومين صديقتى المقربة.
" اووه ليم هيومين ، من الجيد انكى اتيتى مبكراً لتساعدينا فى ترتيبات الحفل "
" شعرت بأنكم بحاجة للمساعدة ، لذلك اتيت " اخبرتها بإبتسامة لبقة ، تركتنا والدتى ليتبعها جو ان بعد ان امرتنا بتحذير ان نتبعها بعد قليل لتتقدم نحوى هيومين.
" يبدو ان العقاب كان قاصى كثيراً " اخبرتنى بإبتسامة ساخرة بينما تنظر لأذنى المشتعلة ، اكرهها حين تتلذذ بإحراجى.
" صدقينى ، لا تنقصنى سخريتك آنسة ليم هيومين " اخبرتها بوجهاً منزعج.
" لا تغضب جونج ان كنت امزح معك " اخبرتنى بينما تتعلق بيدى لأسامحها.
" حسناً لنذهب قبل ان اخسر اذنى نهائياً ، لأننا تأخرنا على السيدة كيم " اخبرتها لنذهب لمساعدة والدتى للإشراف على تحضيرات الحفل.
مر النهار بين التحضير و تجهيز انفسنا للحفل ، ليأتى الليل حيث بدأت الأجواء الأحتفالية الراقية ، و الموسيقى الكلاسيكية ، و الثرثرة حول الأعمال و السياسة المملة ، و بما انى الابن الاكبر كان على الوقوف بجانب ابى لأستمع لكل تلك الثرثرة ، بينما جو ان يستمتع بمراقصة الفتيات ، حقاً احسده على الاقل ليس مجبر للأستماع لكل هذا الهراء.
لم اتحمل كثيراً لأقوم بالأستأذان منهم قبل ان انفجر من الضجر ، تجولت فالحفلة باحثاً عن ليم هيومين و لكن لا اثر لها ، لأذهب إلى جو ان المستمتع بمراقصة احدى الفتيات.
" آرأيت ليم هيومين ؟ "
" لقد ذهبت منذ قليل ، اخبرتنى انه طرأ امراً ما و اضطرت للذهاب "
" حسناً " تنهدت بضجر ، لأن تلك الحفلة حقاً مملة ، اخذت كأس نبيذ لأذهب للشرفة لأستنشق بعض الهواء.
توقفت عن التقدم للداخل بعد ان رأيت فتاتاً تقف هناك ، كنت افكر بأن اعود ادراجى ، لكن لا اعرف لما وقفت مكانى دون حراك حين رأيتها ، فقط كنت اتأملها بهدوء ، فستانها الأبيض الطويل و شعرها القصير المموج ، و ملامحها الجميلة ، كانت حقاً جميلة.
" استظل تتأملنى كثيراً هكذا ؟ " سألتنى بإبتسامة جانبية بينما تنظر لى ، شعرت بالإحراج كثيراً ، لأنه تم الإمساك بى لأحمم بينما اتقدم نحوها فلم يعد هناك مجال للتراجع.
نظفت حلقى محاولاً إخفاء توترى " لم اكن اتأملك كنت شارداً فقط "
" اجل صدقتك " اخبرتنى بإبتسامة جانبية لترتشف من كأس النبيذ الذى بيدها.
ساد الصمت بيننا لشعورى بالإحراج لا اعرف كم من الوقت ظللنا صامتين.
" ادعى بارك يورى " قطعت هى الصمت لتنظر نحورى.
" تشرفت بمعرفتك آنسة بارك يورى ، انا كيم جونج ان " قبلت يدها بلباقة لتبتسم بخجل.
ساد الصمت المحرج مجدداً إلى ان تغير صوت الموسيقى لتلفت انتباهى.
" ضوء القمر "
" ضوء القمر "
قلناها فى وقتاً واحد لننظر لبعضنا بإبتسامة.
" اتحبينها ؟ "
" كثيراً "
" إذاً ، ايمكننى الرقصة معك ؟ " مددت لها يدى بلباقة لتومئ لى بخجل.
كنت سعيداً بينما ارقص معها ، تحدثنا فى امور كثيرة لم اعرف كيف لم اشعر بأى شئ من حولى ، تلك الحفلة المملة التى كنت اكرهها اصبحت افضل حدث فى حياتى ، علمت بعدها ان بارك يورى تكون ابنة احد اصدقاء ابى.
منذ ذلك اليوم و توتطدت علاقتى بيورى ، اصبحت جزءاً مهماً فى حياتى لا اعرف كيف ؟ و متى حدث ذلك ؟
( بعد شهراً من الحفلة )
" اخيراً سيد جونج ان ، تذكر ان لديه صديقة لم يراها منذ شهر " اخبرتنى بعتاب ، معها حق انا مخطئ ، منذ ان تعرفت على يورى ، نسيت كل شئ ، لم اعرف ان الحب يجعل المرأ ينسى كل ما حوله.
" اسف هيومين كنت منشغل هذه الفترة "
" انها اول مرة لا نتقابل كل تلك الفترة ، اهناك شيئاً ما ؟ " اخبرتنى بقلق لتلمس يدى ، تلك الشرارة مجدداً اشعر بها عندما تمسك بيدى ، لكننى لم القى اهتمام للأمر كثيراً فقد اعتدت ان يحدث هذا ، لكن ما اثار اهتمامى تلك النظرة الغريبة فى عينيها.
" انت .. واقع فالحب ؟ "
" كيف علمتى بالأمر ، انا حقاً مندهش كيف تعرفين ما يدور بداخلى دون ان اتحدث... هل الأمر واضح على لهذه الدرجة ؟ "
" بربك جونج ان ، كيف لك ان تحب فتاة لم تعرفها سوى من شهر ؟ " سألتنى بغضب واضخ على ملامحها.
" و لكن كيف عرفتى هذا ؟ ، انا لم اخبرك اى شيئاً عنها ؟ " نظرت لها بنظرات مشتتة ، فقد فاجأتنى بالأمر ، لتنظر لى بتوتر بينما عينيها تدور فالمكان.
" لقد .. علمت من اخيك "
" ذلك الأحمق المزعج سوف اقتله "
" دعك منه الأن ، هل انت جاد ؟ ، اخبرنى انك تمزح " نظرت لى بترجى ، انا حقاً لا افهم ردة فعلها تلك.
" لا اعرف هيومين ، انا فقط احببتها ، و لقد اتخذت قرارى ... سوف اطلب الزواج منها اليوم ، انا متأكد من حبى لها " انهيت كلامى لأرى نظرات الصدمة على وجهها.
" انت متاكد ؟ "
" اجل متأكد من اننى احبها " ظهرت نظرات الحزن على وجهها لتختفى و تظهر بدلاً منها بإبتسامة
" إذاً اتمنى لك السعادة ... سأذهب الأن تذكرت ان لدى شيئاً مهم " لم تنتظر ردى لتذهب مسرعة.
مر اسبوع على تلك المقابلة بينى و بين ليم هيومين ، لم اراها بعدها ، اختفت تماماً و لم تكن ترد على مكالماتى ، عائلتها اخبرتنى انها سافرت إلى بوسان فى إجازة ، خلال ذلك الأسبوع كنت ارتب لحفل خطبتى انا و بارك يورى بعد قبولها الزواج بى ، كان كل شئ يمر بشكل مثالى و رائع انا و يورى متحمسين كثيراً لهذا اليوم
اليوم هو اليوم الذى يسبق يوم حفلة الخطبة ، كنت جالس اكتب مذكراتى كعادتى إلى ان تلقيت مكالمة من ليم هيومين ، كنت سعيداً كثيراً حين اخبرتنى الخادمة انها تنتظر على الهاتف ، ركدت نحو الهاتف لأتحدث معها بحماس.
" ايتها الحمقاء ، اين انتى ؟ "
" لقد عدت من سفرى ، و ارغب بمقابلتك " كان صوتها غريب ، ليست هيومين صديقتى التى اعتدتها ، كان صوتها بارد خالى من اى روح.
" حسناً و انا ايضاً ارغب بالتحدث معكى ، من الجيد انكى عدتى قبل خطبتى ، فانا كنت سأقتلك ان لم تكونى مع صديقك الوحيد فى هذا اليوم " اخبرتها بمرح و لكن كل ما تلقيته هو الهدوء ، لدرجة اننى ظننت انها اغلقت الهاتف .
" مرحباً ، هيومين ، امازلتى على الهاتف ؟ "
" اجل ... سأنتظر فى الحديقة قرب النهر بعد نصف ساعة ، وداعاً " اغلقت فور انتهائها من الحديث ، نظرت إلى الهاتف بشرود ، شعرت حينها ان هناك خطباً ما بشأن هيومين لكننى تغاضيت عن الامر ، لابد اننى اتوهم فقط.
" إلى اين ايها الشاب المرتبط " امسكنى جو من كتفى قبل ان اخرج ، ليبتسم لى بإبتسامته الساخرة.
" افضل من ان اكون لعوب و زير نساء مثلك " قلتها بإبتسامة فخر ليقلب عينيه بضجر.
" سوف نرى ان كنت ستظل عند رأيك بعد الزواج ام لا.
" اؤكد لك اننى لن اغير رأى بشأن الامر على الإطلاق ... الأن على الذهاب ، ليم هيومين عادت من سفرها و ترغب بمقابلتى " اخبرته بينما انظر للساعة المعلقة على جيب سترتى.
" حسناً اوصل لها تحياتى "
كنت على وشك الذهاب و لكن تذكرت امراً ما " بالمناسبة جو ، لم نتحدث بشأن اخبارك لهيومين بشأن حبى ليورى قبل ان اخبرها انا، لقد اخبرتك الا تخبرها بشئ " .
" لكننى لم اخبرها بشئ ، انا حتى لم ارى هيومين منذ حفل عيد الميلاد "
" كيف ذلك ؟ لقد اخبرتنى انك انت من اخبرها "
" اقصم لك جونج ان اننى لم اخبرها بشئ حتى اننى لم اراها " كان واضح انه لا يكذب ، تركته لأرحل و انا مشتت الذهن ، فكيف علمت بالأمر ، لا احد يعلم بشأن يورى غير اخى الذى انكر للتو انه اخبرها.
كان السائق ينتظرنى امام السيارة لإصالى ، امرته بالذهاب لأقود انا السيارة.
ذهبت فى المعاد عند مكاننا المعتاد لكننى لم اجدها هناك ، انتظر لدقائق اجلس على مقعدنا المعتاد فى الحديقة ، لحظات و شعرت بألم مزعج فى رأسى لأفقد وعى ، كل شيئاً من حولى أسود ولا اشعر بجسدى ، بدأت استعيد وعى ببطئ ليعود ألم رأسى من جديد.
فتحت عينى على وسعها بعد ان ادركت الحالة التى انا عليها ... يداى كانت مقيدة بسلاسل و قدماى ايضاً ، حاولت تخليصى من القيود و لكن بدون جدوى ، كان المكان عبارة عن قبو او غرفة صغيرة ، الشموع تحيطنى فى كل مكان ، و مرآة امامى استطيع رؤية نفسى بها بوضوح ، عارى الصدر و هناك علامات مرسومة بالدم على جسدى ، ما الذى يحدث هنا ؟
دقائق و سمعت صوت حذاء لأحد يقترب من الغرفة نظرت بأتجاه القادم نحوى لأجدها ليم هيومين.
" هيومين ؟ ماذا يحدث هنا ؟ إن كنتى تمزحى معى انتى و جو ان ، توقفوا عن تلك المزحة السخيفة و فكى قيدى " اخبرتها بعصبية ، ظناً منى انها كانت تمزح معى بهذا المقلب السخيف ... لكن صمتها و جدية وجهها ، كان الأمر غريب ، و انا لا افهم ما يحدث حولى.
" انها ليست مزحة جونج ان ، انا من احضرتك هنا و فعلت هذا بك " وضعت يدها على وجهى لتتحسس وجهى.
" لا افهم شيئاً هيومين ، لما تقيدينى بهذا الشكل ؟ لما احضرتينى إلى هذا المكان الغريب " نظرت لها بعدم فهم احاول ان استوعب ما يحدث حولى.
"اهدء حبيبى جونج ان لاتخف ، انا احضرتك لهنا لتصبح ملكى ، لقد وجدت طريقة لنكن معاً للأبد ، لن اسمح لأحد بأن يفرقنا اتفهم ، من يحاول فعل ذلك سوف امحيه من هذه الحياة للأبد " اخبرتنى بينما تقترب من وجهى و علامات الغضب على وجهها و انا فقط انظر لها بغير تصديق.
" ما الذى تقصدينه هيومين ؟ انا لا افهم شيئاً"
" لا تقلق حبيبى ، سوف تفهم كل شئ فيما بعد ، لكن الأن على انهاء المراسم التى احضر لها منذ مدة "
" اى مراسم ؟ انا لا افهم شئ و اللعنة هيومين ، فكى قيدى اللعين ، الأمر ليس مضحك "
تركتنى بصمت و خرجت للحظات لتعود بعدها ، لكنها لم تعد وحدها كانت تمسك فى يدها سلسلة تقيد عنق ذئب ؟
" هيومين ؟ ما الذى تحاولين فعله "
للمره الثانية تجاهلتنى ذهبت و هى تقود الذئب نحو طاولة صغيرة موضوعة فى الغرفة كان عليها كتاب و طبق فارغ و سكين.
امسكت السكين و قامت بزبح الذئب امامى بكل دم بارد و كأنها تفعل شيئاً عادى بينما الذئب مستسلم لها تماماً دون اى مقاومة منه ، و انا انظر و عيناى مفتوحة على مصرعيها من الصدمة ، تلك الفتاة احقاً هيومين صديقتى ، بالتأكيد هذا حلم و سوف استيقظ منه حتماً
امسكت الطبق لتضعه عند عنق الذئب المسكين الملقى على الأرض لتأخذ منه بعض دمائه.
امسكت الكتاب و الطبق و قامت بالتقدم نحوى " ماذا تفعلين هيومين ؟ لما تفعلى كل هذا ؟ "
" لقد اخبرتك جونج ان ، لكى اجعلك ملكى ، لذى اهدء و اجعلنى اكمل عملى ، فالوقت ينفذ منا " انهت جملتها لتقترب من و تسكب دماء الذئب على رأسى بينما تقول كلمات غير مفهومة و هى تنظر للكتاب ، انتهت لأشعر بأن جسدى كله يؤلمونى ، ألم لا يحتمل ، كنت اصرخ من الألم ، لتبتعد هيومين بينما تبتسم بإنتصار ، نظرت لنفسى فالمرأة بهلع كان جسدى يتغير ، و كأننى اتحول لوحش ، لم اشعر بشئ بعدها و كأننى فقدت الوعى مجدداً ، كل شيء اسود من جديد.
فتحت عينى بصوبة لأشعر بأننى ملقى على ارض باردة صلبة ، بدأت تتوضح الرؤية لأرى الدماء فى كل مكان من حولى لأنهض بهلع ، نظرت بجانبى لأشهق بهلع لأتراجع للخلف بغير تصديق تتسابق دموعى لتخرج من عينى ، يورى كانت ملقاه على الأرض جثة هامدة لا تتحرك ، و الدماء تخرج من عنقها ، و كأن حيوان مفترس قام بعضها.
اقتربت نحوها بتردد ، اتمنى ان يكون كل هذا مجرد حلم او وهم " يورى ، عزيزتى استيقظى ، ارجوكى لا تتركينى " اخبرتها بين شهقاتى و بكائى بينما احركها.
" لا تتعب نفسم جونج ان لقد ماتت " اتانى ذلك الصوت الذى اصبحت اكرهه الأن من خلفى ، لأشد على قبضتى بقوة لألتفت لها بغضب.
" ماذا بحق الجحيم فعلتى لها ايتها اللعينة " اخبرتها بغضب بينما امسك عنقها ، لتضحك بقوة لأنظر لها بإستغراب.
" انا لم افعل لها شئ ، انت من فعل كل شئ " اخبرتنى بإبتسامة جانبية مستفزة.
" ما الذى تقصدينه ؟ "
" انت من قتلت عزيزتك يورى ، انا لم افعل شئ "
" انتى كاذبة لعينة ، مستحيل انا لم افعل هذا بها " شددت على قبضتى على عنقها بغضب ، لتبتسم مجدداً و كأن قبضتى لا تؤثر بها على الإطلاق.
" لكن يمكننى ان اثبت لك انك من فعل ذلك " اخبرتنى لتضع يدها على رأسى لتتغير الرؤية فى عينى ، رأيت نفسى و انا اتحول لذئب رمادرى يشبه الذئب الذى قامت بذبحه ، و رأيت نفسى ايضاً ... و انا انقض على عنق .. يورى ، يا إلهى لا اصدق اننى فعلت ذلك هذا مستحيل ، ابتعد عنها بفزغ غير مصدق ما رأيت للتو.
" من انتى بحق الجحيم ؟ ماذا فعلتى بى ؟ "
" اهدء عزيزى ، فقد تتحول لذلك الذئب مجدداً ان ظللت على هذا الغضب ، انظر كيف تحولت عيناك للأزرق بسبب الغضب " اخبرتنى بنظرات حزن مصطنعة لأنظر للمرآة التى كانت بجانبى فى فزع للون عينى الأزرق ، ما الذى يحدث معى و اللعنة ؟ ما الذى فعلته بى ؟
وقعت على الأرض بألم فى رأسى مجدداً لكننى لم افقد الوعى بشكل كلى حينها ، بل كنت ارى كل شئ و لكن لا اقوى على الحراك.
دخلوا ثلاثة رجال و امرآة يرتدون بدل سوداء ، لتنظر لهم هيومين بفزع و كأنها رأت الشيطان وجهاً لوجه.
" ساحرة ليم هيومين ، صدر امر بالقبض عليكى من المنظمة بتهمة سرقة كتاب اللعنات و استخدام السحر على بشرى ، انتى رهن الأعتقال " اخبرها احد الرجال كان اطولهم قامة ، كان ذو ملامح بارده و صارمة تقدم نحوها ليضع قيود فى يدها كانت قيود غريبة تحمل نقوش تشبه ما كانت على صدرى حين كنت مقيد.
" لا يمكنكم فعل هذا بى بعد ان حصلت عليه ، فالتذهب المنظمة للجحيم ، هذا ليس عدل " صرخت فى وجههم ليأخذها الرجلين الأخرين و يختفوا من الغرفة فى لمح البصر ، لأشعر بالفزع من الذى يدور حولى.
" سويونج انتى اذهبى للرئيسة لتخبريها بأننا انجزنا المهمة ، و انا سوف اتحدث مع البشرى " اخبرها لتومئ له و تلقى بنظرة شفقة نحوى و نحو جثة يورى قبل ان تذهب ، شعرت بعدها بجفونى تثقل لأفقد الوعى مجدداً .
فتحت عينى لأجد نفسى فى كوخ صغير كنت نائم على سرير و هناك مدفئة امامى.
" هل من المعقول اننى كنت احلم كل هذا الوقت ؟ " تسائلت بتشتت بينما اتفحص المكان الذى انا فيه ، ربما هناك احد وجدنى و انا فاقد الوعى بينما كنت فالحديقة انتظر هيومين و احضرنى إلى هنا ، هذا اكثر تفسير منطقى وجده عقلى ليفسر كل ما حدث معى.
" لا للأسف لم تكن تحلم ، كيم جونج ان " التفت لمصدر الصوت فى فزع لأجده ذلك الرجل الطويل الذى القى بالقبض على ليم هيومين ، لأنظر له فى صدمة.
اقترب نحوى ليجلس بجانبى " ادعى كريس ، لقد كلفونى بالأعتناء بك منذ اليوم ، تعويضاً منا على ما حدث لك "
" لا افهم شيئاً مما تقوله ، ماذا حدث لى ؟ "
" اعلم انه من الصعب عليك تصديق ذلك ، ما سأخبرك به صعباً على البشر تصديقه ، لكن اتمنى ان تدرك الأمر و تتعامل معه "
ذلك اليوم الذى تغير به كل حياتى ، لا يمكننى ابداً نسيانه ، اخبرنى كريس عن سلالة السحرة التى تعيش مع البشر بسرية ، و عن التعويذة التى القت على لتحولنى لنصف ذئب ، تسمى تعويذة القمر ، اخبرنى ان الفتاة التى كنت اعتبرها صديقتى طوال حياتى قامت بتحويلى لذئب و جعلتنى اقتل الفتاة التى احب ، اخبرنى ايضاً اننى لن استطيع العودة لحياتى و عائلتى مجدداً بعد الذى حدث لى لأن تلك التعويذه لا يوجد لها علاج لأتخلص منها.
تم اخبار عائلتى اننى مت فى حريق ، اتذكر اخر مرة رأيتهم من بعيد كانوا حزينين لفراقى كثيراً ، رغبت كثيراً بأن اذهب إليهم و اخبرهم اننى بخير لم اموت و احتضنهم ، لكننى اعلم الان اننى اصبحت خطراً على كل الأشخاص من حولى لذلك ابتعدت و تركتهم خلفى.
حاولت الإنتحار اكثر من مره لكن تلك التعويذة اللعينة ، لا تجعلنى انتحر حتى ، اخبرنى كريس اننى لن استطيع الموت مهما حاولت ، لذلك قررت ان اتأقلم على ما اصبحت عليه الأن ، انا وحشاً خالد لا يستطيع الموت حتى اننى لا اكبر عن سنى مرت العديد من السنوات و انا مازلت كما انا شاباً يافع لا اكبر ، اعيش بقلباً لا ينبض ، فقلبى توقف عن النبض منذ ذلك اليوم ، اعيش كجثه بلا روح لا حى و لا ميت.
اصبح بيننا علاقة صداقة بينى انا و كريس و سويونج تلك الفتاة التى كانت معه فى ذلك اليوم و ايضاً ساحر اخر يدعى مين هو ، انهم الوحيدين الذين اتواصل معهم ، فأنا ابتعد عن الجميع خوفاً ان اتسبب فى اذية احداً ، و عرفت اشياء عن السحرة مثل عندما يلمسك ساحر يستطيع معرفة كل شئ عنك ، و هذا فسر لى معرفة هيومين عن كل شئ يخصنى و شرارة الكهرباء عندما اقوم بلمس يدها ، انهم ينمون كل 100 عام ليس مثل البشر كل عام ، كريس و سويونج و مين هو يبلغون 2800 الان ، حقاً لا اصدق ، و علمت ان هناك منظمة سحر عالمية و لها فروعها فى جميع انحاء العالم ، كنت بشرى عادى لا يعلم شيئاً و فى لحظة علمت اشياء لم اكن اتخيل حتى انها موجودة حولنا و كأننى داخل كتاب قصص اطفال.
اصبحت اسكن بالقرب من الغابات حتى يسهل على الصيد ، فجانبى الذئب مازال يسيطر على فى بعض الاحيان ، و خاصتاً ليلة اكتمال القمر يتحكم بى ذلك الوحش بداخلى بقوة ، لذلك احبس نفسى فى غرفة سرية فى منزلى فى ذلك اليوم خوفاً من اذية احد ، يكفى ما فعلته بحبيبتى ، رغم ان كريس اخبرنى اننى لم اقتلها بإرادتى و ان هيومين هى التى كانت تتحكم بى حينها و لكننى مازلت ارى نفسى وحش يمكنه ان يؤذى اى شخص فى اى وقت ، لذلك لم اسمح لأى بشرى بأن يدخل لحياتى قررت ان اكون وقح غير مبالى و بارد المشاعر ، لألقيهم بعيداً عنى حتى لا يكونوا فريسة للذئب بداخلى.
*************
اغلقت ذلك الدفتر بعد أن قرأت تلك الكلمات فى توتر ، ليحدث بداخلى صراع بين فضولى و ضميرى ، و لكن كما يحدث دائماً فضولى هو الذى ينتصر ، فرغبتى بمعرفة ذلك الشاب الغامض اقوى من اى شئ و اقوى من الاستماع لضميرى الان ، فانا من الاساس دخلت لغرفته لأبحث عن اى شئ يرضى فضولى اتجاهه و ها هو ما كنت ابحث عنه بين يدى الأن.
خرجت من غرفة جونج ان بسرعة لألقى بنظرة اخيرة على غرفته قبل ان اغلق الباب لأتأكد ان كل شئ كما تركته ، لأدخل إلى غرفتى و اغلق الباب بإحكام ، فالبتأكيد لن اقرأ مذكراته فى غرفته ، ليتم الإمساك بى بالجُرم المشهود.
جلست على سريرى لأفتح تلك المذكرات لأبدأ بقرأتها
flash back
يوماً اخر مُزعج فى منزلنا ، منذ اسبوع و والدتى تجهز لحفلة رأس السنة التى تقام فى القصر كل عام ، و اليوم الضجة اكثر ازعاجاً و الخدم يركدون فالقصر للتحضير للحفل الذى سيقام الليلة ، كم اكره تلك الحفلات الرسمية المملة ، تلك الطبقة المخملية و وجوههم المصطنعة ، و الحديث عن الأعمال و السياسة ، و بما انى الأبن الأكبر للعائلة و وريث منصب رئاسة شركات ابى على تحمل كل تلك المناسبات اللعينة ، لما فقط لا يدعونى و شأنى.
جهزت نفسى و ارتديت احد بدلى الرسمية ، لأنزل بعد ذلك للأسفل لأجد جميع العائلة مجتمعة حول المائدة.
" صباح الخير " قلتها لهم بهدوء ليردوا لى التحية بالهدوء ذاته بينما اجلس على الكرسى بجانب اخى الصغير جو ان ، انه اصغر منى بعامين يبلغ 24 من عمره ، مختلف عن شخصيتى الهادئة الرذينة ، فقد كان دائماً الابن المرح المشاغب و لا انسى بالطبع زير النساء ، على عكسى فأنا لا اهتم بمغازلة الفتيات و لا اكترث كثيراً .
" لقد تأخرت فى استيقاظك اليوم ، عما قريب سوف تصبح رئيس المجموعة ، و يجب ان تكون حريص اكثر من ذلك جونج ان " اخبرنى ابى بصوته الصارم لأقلب عينى دون ان يرانى يتصرف و كأننى فالجيش و بحق الجحيم اليوم اجازة لما يُريدنى ان استيقظ مبكراً يوم اجازتى ، نظرت لوالدتى الجالسة امامى بينما تترجانى بنظراتها بألا افتعل المشاكل ، من منا يفتعل المشاكل ؟! هو دائماً ما يبحث عن خطأ لى.
" اسف ابى لن يتكرر الأمر " اخبرته بهدوء بعد ان تنهدت لأحبس انزعاجى داخلى ، لأسمع صوت ضحكات جو ان المكبوتة.
" حقاً اشفق عليك اخى العزيز " اخبرنى بصوت منخفض بينما يضحك لأركله على قدمه ليصمت ، ليأن بألم.
" و انت جو ان لا تظن اننى تجاهلت امرك ، فأنا قررت ان تعمل بالشركة بجانب اخيك ، يكفى إستهتار لم تعد صغير " اخبره ابى بصرامة لينهى طعامه و يذهب بإتجاه الشرفة ليتناول قهوته كما اعتاد دائماً لأنظر إلى جو ان لأتأمل تعابيره المصدومة لأكتم ضحكتى بصعوبة.
" حقاً اشفق عليك اخى العزيز " ردتها له بإبتسامة منتصره ، تأوهت بعدها من الألم انا و جو ان لأن والدتى قامت من مكانها لتقف خلفنا و تقوم بقرص اذنينا.
" يااا امى لما فعلتى ذلك ؟ " سألتها بتذمر
" انت و اخيك لم تعودوا صغار ، لذا توقفوا عن التشاجر كالأطفال " عاتبتنا بينما مازالت تمسك اذنى.
" امى توقفى عن قرص اذنى انها تؤلمنى " اخبرها جو محاولاً استرضائها بنظراته المثيرة للشفقة.
" لن اتوقف قبل ان تعتذروا من بعضكم البعض "
" و لكن هو من بدأ و تصرف بلؤم ، و ايضاً انا لم اعد طفل لتعاقبينى بهذا الشكل امى " اخبرتها معترضاً ، فأنا اصبحت رجلاً ف 26 من عمرى و مازالت تعاملنى كطفل فالخامسة.
" لا يهمنى من بدأ اولاً ، و ايضاً ايها الاحمق مهما كبرت فستظل طفلاً فى نظرى " اخبرتنى لتشد اذنى اكثر.
" حسناً اسف سأعتذر " قلتها بألم فحقاً اشعر و كأن اذنى ستقتلع من مكانها فى اى لحظة.
" و انت ايها القذم الأخر " وجهت حديثها لأخى جو ان بملامحها المحذرة ، حقاً امى تكون مخيفة حين تغضب ، عليها بالألتحاق بالجيش الكورى ، فأنا واثق ان فعلت لن نخسر امام اى عدو.
" حسناً ، انا اسف هيونج " تنهد بإنزعاج بينما يعتذر منى لتنظر لى والدتى منتظره ان اعتذر انا ايضاً ، لأتنهد بإستسلام.
" و انا اسف جو "
" احسنتوا صغارى الأعزاء ، هيا انهضوا لتساعدونى فى ترتيبات الحفل " ربطت على رؤسنا و كأننا جراء صغيرة ، لتأمرنا بعدها ، لتطلب منا بعدها ان نساعدها فتلك الترتيبات السخيفة ، ااااه كم اكره الحفلات الرسمية ، كل ما ارغب به فى تلك اللحظه الذهاب إلى غرفتى و الأستلقاء على سريرى ، و الجلوس بمفردى بينما اقرأ احد الروايات البوليسية التى اعشقها ، و لكن مجرد احلام لن تتحقق ، فوالدتى لن تدعنى و شأنى انا و اخى لدقيقة.
" مرحباً سيدة كيم " قطع شرودى صوت ليم هيومين صديقتى المقربة.
" اووه ليم هيومين ، من الجيد انكى اتيتى مبكراً لتساعدينا فى ترتيبات الحفل "
" شعرت بأنكم بحاجة للمساعدة ، لذلك اتيت " اخبرتها بإبتسامة لبقة ، تركتنا والدتى ليتبعها جو ان بعد ان امرتنا بتحذير ان نتبعها بعد قليل لتتقدم نحوى هيومين.
" يبدو ان العقاب كان قاصى كثيراً " اخبرتنى بإبتسامة ساخرة بينما تنظر لأذنى المشتعلة ، اكرهها حين تتلذذ بإحراجى.
" صدقينى ، لا تنقصنى سخريتك آنسة ليم هيومين " اخبرتها بوجهاً منزعج.
" لا تغضب جونج ان كنت امزح معك " اخبرتنى بينما تتعلق بيدى لأسامحها.
" حسناً لنذهب قبل ان اخسر اذنى نهائياً ، لأننا تأخرنا على السيدة كيم " اخبرتها لنذهب لمساعدة والدتى للإشراف على تحضيرات الحفل.
مر النهار بين التحضير و تجهيز انفسنا للحفل ، ليأتى الليل حيث بدأت الأجواء الأحتفالية الراقية ، و الموسيقى الكلاسيكية ، و الثرثرة حول الأعمال و السياسة المملة ، و بما انى الابن الاكبر كان على الوقوف بجانب ابى لأستمع لكل تلك الثرثرة ، بينما جو ان يستمتع بمراقصة الفتيات ، حقاً احسده على الاقل ليس مجبر للأستماع لكل هذا الهراء.
لم اتحمل كثيراً لأقوم بالأستأذان منهم قبل ان انفجر من الضجر ، تجولت فالحفلة باحثاً عن ليم هيومين و لكن لا اثر لها ، لأذهب إلى جو ان المستمتع بمراقصة احدى الفتيات.
" آرأيت ليم هيومين ؟ "
" لقد ذهبت منذ قليل ، اخبرتنى انه طرأ امراً ما و اضطرت للذهاب "
" حسناً " تنهدت بضجر ، لأن تلك الحفلة حقاً مملة ، اخذت كأس نبيذ لأذهب للشرفة لأستنشق بعض الهواء.
توقفت عن التقدم للداخل بعد ان رأيت فتاتاً تقف هناك ، كنت افكر بأن اعود ادراجى ، لكن لا اعرف لما وقفت مكانى دون حراك حين رأيتها ، فقط كنت اتأملها بهدوء ، فستانها الأبيض الطويل و شعرها القصير المموج ، و ملامحها الجميلة ، كانت حقاً جميلة.
" استظل تتأملنى كثيراً هكذا ؟ " سألتنى بإبتسامة جانبية بينما تنظر لى ، شعرت بالإحراج كثيراً ، لأنه تم الإمساك بى لأحمم بينما اتقدم نحوها فلم يعد هناك مجال للتراجع.
نظفت حلقى محاولاً إخفاء توترى " لم اكن اتأملك كنت شارداً فقط "
" اجل صدقتك " اخبرتنى بإبتسامة جانبية لترتشف من كأس النبيذ الذى بيدها.
ساد الصمت بيننا لشعورى بالإحراج لا اعرف كم من الوقت ظللنا صامتين.
" ادعى بارك يورى " قطعت هى الصمت لتنظر نحورى.
" تشرفت بمعرفتك آنسة بارك يورى ، انا كيم جونج ان " قبلت يدها بلباقة لتبتسم بخجل.
ساد الصمت المحرج مجدداً إلى ان تغير صوت الموسيقى لتلفت انتباهى.
" ضوء القمر "
" ضوء القمر "
قلناها فى وقتاً واحد لننظر لبعضنا بإبتسامة.
" اتحبينها ؟ "
" كثيراً "
" إذاً ، ايمكننى الرقصة معك ؟ " مددت لها يدى بلباقة لتومئ لى بخجل.
كنت سعيداً بينما ارقص معها ، تحدثنا فى امور كثيرة لم اعرف كيف لم اشعر بأى شئ من حولى ، تلك الحفلة المملة التى كنت اكرهها اصبحت افضل حدث فى حياتى ، علمت بعدها ان بارك يورى تكون ابنة احد اصدقاء ابى.
منذ ذلك اليوم و توتطدت علاقتى بيورى ، اصبحت جزءاً مهماً فى حياتى لا اعرف كيف ؟ و متى حدث ذلك ؟
( بعد شهراً من الحفلة )
" اخيراً سيد جونج ان ، تذكر ان لديه صديقة لم يراها منذ شهر " اخبرتنى بعتاب ، معها حق انا مخطئ ، منذ ان تعرفت على يورى ، نسيت كل شئ ، لم اعرف ان الحب يجعل المرأ ينسى كل ما حوله.
" اسف هيومين كنت منشغل هذه الفترة "
" انها اول مرة لا نتقابل كل تلك الفترة ، اهناك شيئاً ما ؟ " اخبرتنى بقلق لتلمس يدى ، تلك الشرارة مجدداً اشعر بها عندما تمسك بيدى ، لكننى لم القى اهتمام للأمر كثيراً فقد اعتدت ان يحدث هذا ، لكن ما اثار اهتمامى تلك النظرة الغريبة فى عينيها.
" انت .. واقع فالحب ؟ "
" كيف علمتى بالأمر ، انا حقاً مندهش كيف تعرفين ما يدور بداخلى دون ان اتحدث... هل الأمر واضح على لهذه الدرجة ؟ "
" بربك جونج ان ، كيف لك ان تحب فتاة لم تعرفها سوى من شهر ؟ " سألتنى بغضب واضخ على ملامحها.
" و لكن كيف عرفتى هذا ؟ ، انا لم اخبرك اى شيئاً عنها ؟ " نظرت لها بنظرات مشتتة ، فقد فاجأتنى بالأمر ، لتنظر لى بتوتر بينما عينيها تدور فالمكان.
" لقد .. علمت من اخيك "
" ذلك الأحمق المزعج سوف اقتله "
" دعك منه الأن ، هل انت جاد ؟ ، اخبرنى انك تمزح " نظرت لى بترجى ، انا حقاً لا افهم ردة فعلها تلك.
" لا اعرف هيومين ، انا فقط احببتها ، و لقد اتخذت قرارى ... سوف اطلب الزواج منها اليوم ، انا متأكد من حبى لها " انهيت كلامى لأرى نظرات الصدمة على وجهها.
" انت متاكد ؟ "
" اجل متأكد من اننى احبها " ظهرت نظرات الحزن على وجهها لتختفى و تظهر بدلاً منها بإبتسامة
" إذاً اتمنى لك السعادة ... سأذهب الأن تذكرت ان لدى شيئاً مهم " لم تنتظر ردى لتذهب مسرعة.
مر اسبوع على تلك المقابلة بينى و بين ليم هيومين ، لم اراها بعدها ، اختفت تماماً و لم تكن ترد على مكالماتى ، عائلتها اخبرتنى انها سافرت إلى بوسان فى إجازة ، خلال ذلك الأسبوع كنت ارتب لحفل خطبتى انا و بارك يورى بعد قبولها الزواج بى ، كان كل شئ يمر بشكل مثالى و رائع انا و يورى متحمسين كثيراً لهذا اليوم
اليوم هو اليوم الذى يسبق يوم حفلة الخطبة ، كنت جالس اكتب مذكراتى كعادتى إلى ان تلقيت مكالمة من ليم هيومين ، كنت سعيداً كثيراً حين اخبرتنى الخادمة انها تنتظر على الهاتف ، ركدت نحو الهاتف لأتحدث معها بحماس.
" ايتها الحمقاء ، اين انتى ؟ "
" لقد عدت من سفرى ، و ارغب بمقابلتك " كان صوتها غريب ، ليست هيومين صديقتى التى اعتدتها ، كان صوتها بارد خالى من اى روح.
" حسناً و انا ايضاً ارغب بالتحدث معكى ، من الجيد انكى عدتى قبل خطبتى ، فانا كنت سأقتلك ان لم تكونى مع صديقك الوحيد فى هذا اليوم " اخبرتها بمرح و لكن كل ما تلقيته هو الهدوء ، لدرجة اننى ظننت انها اغلقت الهاتف .
" مرحباً ، هيومين ، امازلتى على الهاتف ؟ "
" اجل ... سأنتظر فى الحديقة قرب النهر بعد نصف ساعة ، وداعاً " اغلقت فور انتهائها من الحديث ، نظرت إلى الهاتف بشرود ، شعرت حينها ان هناك خطباً ما بشأن هيومين لكننى تغاضيت عن الامر ، لابد اننى اتوهم فقط.
" إلى اين ايها الشاب المرتبط " امسكنى جو من كتفى قبل ان اخرج ، ليبتسم لى بإبتسامته الساخرة.
" افضل من ان اكون لعوب و زير نساء مثلك " قلتها بإبتسامة فخر ليقلب عينيه بضجر.
" سوف نرى ان كنت ستظل عند رأيك بعد الزواج ام لا.
" اؤكد لك اننى لن اغير رأى بشأن الامر على الإطلاق ... الأن على الذهاب ، ليم هيومين عادت من سفرها و ترغب بمقابلتى " اخبرته بينما انظر للساعة المعلقة على جيب سترتى.
" حسناً اوصل لها تحياتى "
كنت على وشك الذهاب و لكن تذكرت امراً ما " بالمناسبة جو ، لم نتحدث بشأن اخبارك لهيومين بشأن حبى ليورى قبل ان اخبرها انا، لقد اخبرتك الا تخبرها بشئ " .
" لكننى لم اخبرها بشئ ، انا حتى لم ارى هيومين منذ حفل عيد الميلاد "
" كيف ذلك ؟ لقد اخبرتنى انك انت من اخبرها "
" اقصم لك جونج ان اننى لم اخبرها بشئ حتى اننى لم اراها " كان واضح انه لا يكذب ، تركته لأرحل و انا مشتت الذهن ، فكيف علمت بالأمر ، لا احد يعلم بشأن يورى غير اخى الذى انكر للتو انه اخبرها.
كان السائق ينتظرنى امام السيارة لإصالى ، امرته بالذهاب لأقود انا السيارة.
ذهبت فى المعاد عند مكاننا المعتاد لكننى لم اجدها هناك ، انتظر لدقائق اجلس على مقعدنا المعتاد فى الحديقة ، لحظات و شعرت بألم مزعج فى رأسى لأفقد وعى ، كل شيئاً من حولى أسود ولا اشعر بجسدى ، بدأت استعيد وعى ببطئ ليعود ألم رأسى من جديد.
فتحت عينى على وسعها بعد ان ادركت الحالة التى انا عليها ... يداى كانت مقيدة بسلاسل و قدماى ايضاً ، حاولت تخليصى من القيود و لكن بدون جدوى ، كان المكان عبارة عن قبو او غرفة صغيرة ، الشموع تحيطنى فى كل مكان ، و مرآة امامى استطيع رؤية نفسى بها بوضوح ، عارى الصدر و هناك علامات مرسومة بالدم على جسدى ، ما الذى يحدث هنا ؟
دقائق و سمعت صوت حذاء لأحد يقترب من الغرفة نظرت بأتجاه القادم نحوى لأجدها ليم هيومين.
" هيومين ؟ ماذا يحدث هنا ؟ إن كنتى تمزحى معى انتى و جو ان ، توقفوا عن تلك المزحة السخيفة و فكى قيدى " اخبرتها بعصبية ، ظناً منى انها كانت تمزح معى بهذا المقلب السخيف ... لكن صمتها و جدية وجهها ، كان الأمر غريب ، و انا لا افهم ما يحدث حولى.
" انها ليست مزحة جونج ان ، انا من احضرتك هنا و فعلت هذا بك " وضعت يدها على وجهى لتتحسس وجهى.
" لا افهم شيئاً هيومين ، لما تقيدينى بهذا الشكل ؟ لما احضرتينى إلى هذا المكان الغريب " نظرت لها بعدم فهم احاول ان استوعب ما يحدث حولى.
"اهدء حبيبى جونج ان لاتخف ، انا احضرتك لهنا لتصبح ملكى ، لقد وجدت طريقة لنكن معاً للأبد ، لن اسمح لأحد بأن يفرقنا اتفهم ، من يحاول فعل ذلك سوف امحيه من هذه الحياة للأبد " اخبرتنى بينما تقترب من وجهى و علامات الغضب على وجهها و انا فقط انظر لها بغير تصديق.
" ما الذى تقصدينه هيومين ؟ انا لا افهم شيئاً"
" لا تقلق حبيبى ، سوف تفهم كل شئ فيما بعد ، لكن الأن على انهاء المراسم التى احضر لها منذ مدة "
" اى مراسم ؟ انا لا افهم شئ و اللعنة هيومين ، فكى قيدى اللعين ، الأمر ليس مضحك "
تركتنى بصمت و خرجت للحظات لتعود بعدها ، لكنها لم تعد وحدها كانت تمسك فى يدها سلسلة تقيد عنق ذئب ؟
" هيومين ؟ ما الذى تحاولين فعله "
للمره الثانية تجاهلتنى ذهبت و هى تقود الذئب نحو طاولة صغيرة موضوعة فى الغرفة كان عليها كتاب و طبق فارغ و سكين.
امسكت السكين و قامت بزبح الذئب امامى بكل دم بارد و كأنها تفعل شيئاً عادى بينما الذئب مستسلم لها تماماً دون اى مقاومة منه ، و انا انظر و عيناى مفتوحة على مصرعيها من الصدمة ، تلك الفتاة احقاً هيومين صديقتى ، بالتأكيد هذا حلم و سوف استيقظ منه حتماً
امسكت الطبق لتضعه عند عنق الذئب المسكين الملقى على الأرض لتأخذ منه بعض دمائه.
امسكت الكتاب و الطبق و قامت بالتقدم نحوى " ماذا تفعلين هيومين ؟ لما تفعلى كل هذا ؟ "
" لقد اخبرتك جونج ان ، لكى اجعلك ملكى ، لذى اهدء و اجعلنى اكمل عملى ، فالوقت ينفذ منا " انهت جملتها لتقترب من و تسكب دماء الذئب على رأسى بينما تقول كلمات غير مفهومة و هى تنظر للكتاب ، انتهت لأشعر بأن جسدى كله يؤلمونى ، ألم لا يحتمل ، كنت اصرخ من الألم ، لتبتعد هيومين بينما تبتسم بإنتصار ، نظرت لنفسى فالمرأة بهلع كان جسدى يتغير ، و كأننى اتحول لوحش ، لم اشعر بشئ بعدها و كأننى فقدت الوعى مجدداً ، كل شيء اسود من جديد.
فتحت عينى بصوبة لأشعر بأننى ملقى على ارض باردة صلبة ، بدأت تتوضح الرؤية لأرى الدماء فى كل مكان من حولى لأنهض بهلع ، نظرت بجانبى لأشهق بهلع لأتراجع للخلف بغير تصديق تتسابق دموعى لتخرج من عينى ، يورى كانت ملقاه على الأرض جثة هامدة لا تتحرك ، و الدماء تخرج من عنقها ، و كأن حيوان مفترس قام بعضها.
اقتربت نحوها بتردد ، اتمنى ان يكون كل هذا مجرد حلم او وهم " يورى ، عزيزتى استيقظى ، ارجوكى لا تتركينى " اخبرتها بين شهقاتى و بكائى بينما احركها.
" لا تتعب نفسم جونج ان لقد ماتت " اتانى ذلك الصوت الذى اصبحت اكرهه الأن من خلفى ، لأشد على قبضتى بقوة لألتفت لها بغضب.
" ماذا بحق الجحيم فعلتى لها ايتها اللعينة " اخبرتها بغضب بينما امسك عنقها ، لتضحك بقوة لأنظر لها بإستغراب.
" انا لم افعل لها شئ ، انت من فعل كل شئ " اخبرتنى بإبتسامة جانبية مستفزة.
" ما الذى تقصدينه ؟ "
" انت من قتلت عزيزتك يورى ، انا لم افعل شئ "
" انتى كاذبة لعينة ، مستحيل انا لم افعل هذا بها " شددت على قبضتى على عنقها بغضب ، لتبتسم مجدداً و كأن قبضتى لا تؤثر بها على الإطلاق.
" لكن يمكننى ان اثبت لك انك من فعل ذلك " اخبرتنى لتضع يدها على رأسى لتتغير الرؤية فى عينى ، رأيت نفسى و انا اتحول لذئب رمادرى يشبه الذئب الذى قامت بذبحه ، و رأيت نفسى ايضاً ... و انا انقض على عنق .. يورى ، يا إلهى لا اصدق اننى فعلت ذلك هذا مستحيل ، ابتعد عنها بفزغ غير مصدق ما رأيت للتو.
" من انتى بحق الجحيم ؟ ماذا فعلتى بى ؟ "
" اهدء عزيزى ، فقد تتحول لذلك الذئب مجدداً ان ظللت على هذا الغضب ، انظر كيف تحولت عيناك للأزرق بسبب الغضب " اخبرتنى بنظرات حزن مصطنعة لأنظر للمرآة التى كانت بجانبى فى فزع للون عينى الأزرق ، ما الذى يحدث معى و اللعنة ؟ ما الذى فعلته بى ؟
وقعت على الأرض بألم فى رأسى مجدداً لكننى لم افقد الوعى بشكل كلى حينها ، بل كنت ارى كل شئ و لكن لا اقوى على الحراك.
دخلوا ثلاثة رجال و امرآة يرتدون بدل سوداء ، لتنظر لهم هيومين بفزع و كأنها رأت الشيطان وجهاً لوجه.
" ساحرة ليم هيومين ، صدر امر بالقبض عليكى من المنظمة بتهمة سرقة كتاب اللعنات و استخدام السحر على بشرى ، انتى رهن الأعتقال " اخبرها احد الرجال كان اطولهم قامة ، كان ذو ملامح بارده و صارمة تقدم نحوها ليضع قيود فى يدها كانت قيود غريبة تحمل نقوش تشبه ما كانت على صدرى حين كنت مقيد.
" لا يمكنكم فعل هذا بى بعد ان حصلت عليه ، فالتذهب المنظمة للجحيم ، هذا ليس عدل " صرخت فى وجههم ليأخذها الرجلين الأخرين و يختفوا من الغرفة فى لمح البصر ، لأشعر بالفزع من الذى يدور حولى.
" سويونج انتى اذهبى للرئيسة لتخبريها بأننا انجزنا المهمة ، و انا سوف اتحدث مع البشرى " اخبرها لتومئ له و تلقى بنظرة شفقة نحوى و نحو جثة يورى قبل ان تذهب ، شعرت بعدها بجفونى تثقل لأفقد الوعى مجدداً .
فتحت عينى لأجد نفسى فى كوخ صغير كنت نائم على سرير و هناك مدفئة امامى.
" هل من المعقول اننى كنت احلم كل هذا الوقت ؟ " تسائلت بتشتت بينما اتفحص المكان الذى انا فيه ، ربما هناك احد وجدنى و انا فاقد الوعى بينما كنت فالحديقة انتظر هيومين و احضرنى إلى هنا ، هذا اكثر تفسير منطقى وجده عقلى ليفسر كل ما حدث معى.
" لا للأسف لم تكن تحلم ، كيم جونج ان " التفت لمصدر الصوت فى فزع لأجده ذلك الرجل الطويل الذى القى بالقبض على ليم هيومين ، لأنظر له فى صدمة.
اقترب نحوى ليجلس بجانبى " ادعى كريس ، لقد كلفونى بالأعتناء بك منذ اليوم ، تعويضاً منا على ما حدث لك "
" لا افهم شيئاً مما تقوله ، ماذا حدث لى ؟ "
" اعلم انه من الصعب عليك تصديق ذلك ، ما سأخبرك به صعباً على البشر تصديقه ، لكن اتمنى ان تدرك الأمر و تتعامل معه "
ذلك اليوم الذى تغير به كل حياتى ، لا يمكننى ابداً نسيانه ، اخبرنى كريس عن سلالة السحرة التى تعيش مع البشر بسرية ، و عن التعويذة التى القت على لتحولنى لنصف ذئب ، تسمى تعويذة القمر ، اخبرنى ان الفتاة التى كنت اعتبرها صديقتى طوال حياتى قامت بتحويلى لذئب و جعلتنى اقتل الفتاة التى احب ، اخبرنى ايضاً اننى لن استطيع العودة لحياتى و عائلتى مجدداً بعد الذى حدث لى لأن تلك التعويذه لا يوجد لها علاج لأتخلص منها.
تم اخبار عائلتى اننى مت فى حريق ، اتذكر اخر مرة رأيتهم من بعيد كانوا حزينين لفراقى كثيراً ، رغبت كثيراً بأن اذهب إليهم و اخبرهم اننى بخير لم اموت و احتضنهم ، لكننى اعلم الان اننى اصبحت خطراً على كل الأشخاص من حولى لذلك ابتعدت و تركتهم خلفى.
حاولت الإنتحار اكثر من مره لكن تلك التعويذة اللعينة ، لا تجعلنى انتحر حتى ، اخبرنى كريس اننى لن استطيع الموت مهما حاولت ، لذلك قررت ان اتأقلم على ما اصبحت عليه الأن ، انا وحشاً خالد لا يستطيع الموت حتى اننى لا اكبر عن سنى مرت العديد من السنوات و انا مازلت كما انا شاباً يافع لا اكبر ، اعيش بقلباً لا ينبض ، فقلبى توقف عن النبض منذ ذلك اليوم ، اعيش كجثه بلا روح لا حى و لا ميت.
اصبح بيننا علاقة صداقة بينى انا و كريس و سويونج تلك الفتاة التى كانت معه فى ذلك اليوم و ايضاً ساحر اخر يدعى مين هو ، انهم الوحيدين الذين اتواصل معهم ، فأنا ابتعد عن الجميع خوفاً ان اتسبب فى اذية احداً ، و عرفت اشياء عن السحرة مثل عندما يلمسك ساحر يستطيع معرفة كل شئ عنك ، و هذا فسر لى معرفة هيومين عن كل شئ يخصنى و شرارة الكهرباء عندما اقوم بلمس يدها ، انهم ينمون كل 100 عام ليس مثل البشر كل عام ، كريس و سويونج و مين هو يبلغون 2800 الان ، حقاً لا اصدق ، و علمت ان هناك منظمة سحر عالمية و لها فروعها فى جميع انحاء العالم ، كنت بشرى عادى لا يعلم شيئاً و فى لحظة علمت اشياء لم اكن اتخيل حتى انها موجودة حولنا و كأننى داخل كتاب قصص اطفال.
اصبحت اسكن بالقرب من الغابات حتى يسهل على الصيد ، فجانبى الذئب مازال يسيطر على فى بعض الاحيان ، و خاصتاً ليلة اكتمال القمر يتحكم بى ذلك الوحش بداخلى بقوة ، لذلك احبس نفسى فى غرفة سرية فى منزلى فى ذلك اليوم خوفاً من اذية احد ، يكفى ما فعلته بحبيبتى ، رغم ان كريس اخبرنى اننى لم اقتلها بإرادتى و ان هيومين هى التى كانت تتحكم بى حينها و لكننى مازلت ارى نفسى وحش يمكنه ان يؤذى اى شخص فى اى وقت ، لذلك لم اسمح لأى بشرى بأن يدخل لحياتى قررت ان اكون وقح غير مبالى و بارد المشاعر ، لألقيهم بعيداً عنى حتى لا يكونوا فريسة للذئب بداخلى.
*************
Коментарі