24
( سوهيون )
اركض بأقصى ما لدى بخوف و دقات قلبى المتسارعة أشعر و كأنها ترغب ان تسبقنى إليه ، توقفت لألوح بجنون لسيارة آجرة وجدتها فى طريقى اخيراً بينما اركض لأخبره بالعنوان و اتمنى ان يكون كلامى مفهوم لديه ، فأنا حتى لا أعرف بما اتفوه من الهلع الذى اشعر به .
" هل يمكنك الإسراع " اخبرته بترجى بينما احرك اقدامى بتوتر ، و قلبى لا يرغب بالهودء ، امسكت هاتفى لأحاول الإتصال ، لكن لا رد مازاد حالتى سوءاً ، و الكثير من الأفكار السيئة تملئ رأسى ، اصلى بداخلى الا يكون حدث له مكروه.
وقفت سيارة الآجرة امام المنزل ، لأعطى السائق كل ما لدى من نقود و اخرج مسرعة اماما المنزل ، اسرعت بإدخال كلمة المرور لأندفع داخل المنزل و انا اتنفس بقوة و ادور حول نفسى ابحث عنه و اصرخ بأسمه بأعلى صوت.
كنت على وشك الصوت على السلم حتى سمعت صراخه قادم من مكاناً ما بالأسفل لأعود ادراجى و اتبع صوت صراخه بينما اتنفس بسرعة و هلع.
كان الصوت قادم من باب معدنى بجانب السلم ، هذه اول مره اراه بها ، اتذكر أنه كان مكان ذلك الباب لوحة ، اظنه اراد إخفاء تلك الغرفة .
كنت على وشك طرق الباب بأقصى ما لدى لأجده قد فتح لأتراجع قليلاً للخلف قبل ان اسمع صراخه مجدداً لأهلع إلى الداخل ، كانت غرفة صغيرة معدنية لا يوجد بها اثاث ، نظرت للمكان بخوف و انا ابحث عنه لأجده واقع على الأرض عارى الصدر و يمسك رأسه بألم.
" جونج ان ، هل انت بخير " هرولت له بفزع بينما اتفحصه ، ليستدر لى و ينظر لى بنظرات فزع و خوف ، و كأننى انا من اتألم.
" ما ... ما الذى تفعلينه ؟ كيف دخلتى إلى الغرفة ؟ " تحدث بصدمة و هلع بينما يبتعد عنى بخوف.
" ماذا تقصد بماذا افعل هنا ؟ انت من اتصل بى و اخبرنى ان آتى " نظرت إلى عينيه بتسائل ، لا افهم شئ ، لما هو مصدوم هكذا ؟
" انا لم اطلب منكى شئ ، هل جننتى ؟ لا بجب ام تكونى هنا الأن ، يجب ان ترحلى الأن و لا تعودى " اخبرنى بصراخ و اشعر انه يحارب ألم ما ، لم آبه لصراخه لأمسك به بخوف.
" لما تحب إفساد الأمر ، لقد بدأت اللعبة الأن " سمعت ذلك الصوت من خلفى لألتفت فى خوف لأنظر فى صدمة و خوف ، ذلك الرجل الذى حزرتنى منه سويونج يقف عند الباب و ينظر لنا بإبتسامة شخص مختل و يراقبنا بهدوء عاقداً زراعيه.
" ايها الحقير ، اقسم سوف اقتلك ، انت من احضرتها إلى هنا " اندفع نحوه جونج ان ليرفعه من رقبته إلى أعلى لأجفل من الخوف ، و ذلك المختل يضحك و كأن جونج ان لا يقوم بخنقه.
" نصيحه لا تحاول ان تغضب أكثر فهذا سيسرع من تحولك " اخبره بهدوء ليضحك بعدها بقوة ، ليلقيه جونج ان بغضب ليمسك جونج ان رأسه بألم بعدها.
" لما تفعل ذلك ؟ لما تريد ان تؤذيها " صرخ به بألم.
" انا لا اؤذى البشر كما تعلم ، لكن أنت تستطيع " ضحك مجدداً لأشعر برغبة عارمة بقتله.
" انا فقط لدى فضول لأعلم بشأن امراً ما ، و انا شخصاً يكره الفضول كثيراً ... ارغب ان اعلم هل ستطيع التحكم بالوحش الذى بداخلك ام ستقتلها كالسابقة ؟ " سأل بتفكير لينظر لى جونج ان بخوف بينما اقف متجمدة من الصدمة لا اقوى على التحرك او التفكير ، لقد كان فخ ؟ اراد ان يجعله يقتلنى ؟
" لقد تبقى 10 دقائق و لن تعد بتلك الهيئة بعدها " قالها بهدوء ليتنهد بعدها قبل ان ينظر لى بإبتسامته الحقيرة " و أنتى يا جميلة اتمنى لكى الحظ السعيد " غمز لى بإبتسامة لينقض عليه جونج ان و لكنه لم يستطيع امساكه لأنه أختفى فجأه و كأنه لم يكن.
لحظات من الصمت القاتل بينى انا و جونج ان ، لا احد منا يقوى على الكلام ، لا اسمع سوى صوت تنفسه الهائع من الغضب و التألم ، و انا لا افعل شئ سوى البكاء ، لا اعرف لما ابكى ، هل لأننى سوف اموت على يده بعض ان يتحول إلى ذئب ، ام لخوفى عليه و انا اراه يتألم امامى.
فى لحظه وجدته يهجم على الباب و يحاول فاتحه بكل ما اوتى من قوة ليصعق و يرجع إلى الخلف بعد ان ظهر ضوء أزرق عليه.
" ذلك اللعين اقفل الباب " زمجر بغضب بينما يمسك رأسه بألم.
" جونج ان " ناديت عليه بهدوء بينما امسح دموعى لكن دون استجابة يدير لى ظهره دون ان يتحدث ، لأقرر الإقتراب منه.
" جونج ان إلتفت لى الأن " اخبرته بينما ألمس ظهره ليلتفت لى ببطئ ، لأجده يبكى بألم ، لأمسد على وجنتيه بينما أقترب من وجهه.
" لا بأس ، انا اثق بك ، أنت لن تأذنى ابداً " اخبرته بهدوء و صوت مخنوق من أثر الدموع التى تتزايد من رأيته يبكى.
" لا انتى لا تعلمين أى شئ ، انا سوف اؤذيكى ، سوف يقتلك ذلك الوحش دون رحمة " حرك رأسه بالنفى بينما يبكى.
" لا جونج انت لن تفعل ، انا اعلم انك لن تفعل " اخبرته بإصرار بينما احتضن وجهه مجدداً بين يداى و اضع جبينى على جبينه.
" كيف تثقين بذلك ؟ كيف يمكن ان تثقى بى ، فأنتى لا تعرفين حتى ماذا سيحدث بعد قليل حين يبدأ الأمر " نظر لى بتسائل و غضب.
"ربما لا اعلم ماذا سيحدث ، لكننى اعلم شيئاً واحد ... أنت جونج ان اكثر شخص اثق به فالعالم ، أنت جونج ان الشخص الذى ... أحببته "
نظر لى فى صدمة و تفاجئ مما قلته له ، لا أعرف كيف اخبرته بهذا ، و لا اعلم كيف نطقت بتلك الكلمات ، و لكن الشئ الوحيد الذى اصبحت أعلمه الأن ، أننى واقعة له حد الجنون ، لقد احببته حقاً .
اقتربت منه مجدداً ، بينما انظر لعينيه بصدق و امسك وجنته " اياً كان ما سيحدث بعد قليل ، أرغب بأن تعلم أننى احبك و أننى لست نادمة على هذا ابداً " انهيت حديثى لألصق شفتاى بشفتيه ، لأقبله بكل صدق و حب ، ربما تكن حقاً قبلتنا الأخيره ، لذلك اخرجت كل مشاعرى بها لأجده يبادلنى بحرارة بعد لحظات من الصدمة ليمسك خصرى و يقربنى له أكثر لأمسك عنقه و اتعمق فالقبله ، فصلنا القبلة بعد مده ليس بقليلة لأضع جبينى على جبينه بينما اتنفس و اشعر بدموعى تهطل قبل ان يبتعد بينما يصرخ و يقع على الأرض.
" جونج ان " صرحت به بهلع بينما اقترب منه.
" ابتعدى الأن ، لن استطيع إيقافه أكثر من ذلك " صرخ بى لأبتعد فى خوف إلى ان شعرت بالحائط خلفى ، راقبته بينما يصرخ بألم ، لأفتح عيناى على مصرعيها و انا اشاهد جسده و هو يتغير و يظهر الفرو فى جسده ليتغير إلى ذئب رمادى اللون امام عينى لأتنفس بسرعة و خوف ، و انا اراه يعوى بألم ، و كأنه يصارع شئ بداخله ، ظل يحرك رقبته فى إنزعاج ليهدء بعد لحظات و يلتفت فى إتجاهى فى هدوء و نظرات تبدو غير مريحة بينما يزمجر ليزداد تنفسى فى خوف ، و يبدأ الخوف يغزل غيوطه حولى ، و تلك النظرات و زمجرته المخيفة لا تبشر بأى خير.
" جونج ان اعلم انك لن تؤذينى " اخبرته بخوف ، لا اريد ان اصدق ، هو لن يفعل ، هو سيسمعنى.
بعد ان انهيت ذلك الكلام شعرت به يحرك رأسه فى ألم مجدداً و عيناه تزداد زرقتها.
قررت الإقتراب منه بتردد ، اعلم ان هذا غباء و قد اموت بسبب فعلتى لكن انا الأن محبوسة معه فى غرفة بدون مخرج ، لذى اما ان يقتلنى و اكن فريسة الذئب او اوقظ جونج ان الذى بداخل هذا الذئب.
بلعت لعابى فى توتر ، و انا اشعر بشفتاى الجافة من الخوف ، لأرفع يدى و اضعها فوق رأسه فى تردد ، فى لحظة وجدتنى اصدم بالحائط بقوة بعد ان هاجمنى لأمسك رأسى التى اشعر بسائل يسيل منها و يداى التى تنزف بسبب اظافره ، لأشعر بأننى سأفقد وعى من شدة ألم رأسى.
لحظات و وجدته فوقى ينظر لى بغضب و يزمجر ، بينما انا تحته لا اقوى على اى مقاومة او فعل اى شئ ، ربما تكن النهاية و سأموت الأن ، ربما سأغمض عينى و ارحل للأبد ، اغمضت عيناى بألم لأفتحها مجدداً بينما أنظر لعيناه الزرقاء الغاضبة لأرفع يدى نحوه مجدداً غير آبهة لما سيحدث لأمسح على رأسه برفق.
" احبك جونج ان "
كان هذا اخر ما قلته لأنظر لملامحه التى ارتخت لأغمض عيناى فى استسلام.
-----------------
الأسود هذا ما رأيته و شعرت به ، لاطلما كنت احب ذلك اللون كثيراً ، لكن لأول مرة اشعر بالخوف منه ، هل انتهى كل شئ ، هل هكذا يكون الموت ، لكن لما اشعر بألم فى رأسى و يداى المجروحة تحرقنى ، اليس من المفترض الا اشعر بشئ ؟ ، و لكن لما لا استطيع فتح عيناى ، و كأننى فقدت القدرة فى تحريك جسدى او عيناى حتى.
" هى بخير الأن ، تحتاج إلى الراحة فقط "
هذا كان اول ما سمعته ، بعد وقتاً طويل من الصمت ، أظننى أعرف ذلك الصوت.
فتحت عيناى بتردد بسبب الضوء ، حتى تعودت عيناى عليه قليلاً ، نظرت حولى لأجد نفسى فى غرفتى فى منزل جونج ان ، وقعت عيناى على جونج ان كان معطينى ظهره و كريس يقف امامه ينظر له فحزن.
" جونج ان " نقطت اسمه ببعض الألم بسبب ألم رأسى ، ليلتفت لى كريس فقط بينما جونج ان مازال مدير ظهره لى متصلب فى مكانه دون حركة.
" حمداً لله على سلامتك ، سعيد لأنكى بخير " اخبرنى كريس بإبتسامة لأول مرة لأبادله بشبح إبتسامة ، شعرت ببعض الندم فى عينه ، و كأنه يلوم نفسه لما حدث لى ، لأنظر له بإبتسامة بمعنى لا بأس.
" حسناً ، سوف اخرج لبعض الوقت ، اعتنى بنفسك " اخبرنى بينما يحرك عينيه بينى و بين جونج ان الذى مازال على حالته ، ليخرج و يتركنا.
لحظات من الصمت و انا انتظره ان يلتفت لى لكن دون اى نتيجة.
" جونج ان ، استبقى هكذا ؟ " تحدث معه بصعوبة بسبب الألم فى رأسى ، لآراه يقبض يديه بقوة دون ان يتحرك.
قررت النهوض و الذهاب بإتجاهه ، شعر بالدوار بمجرد ان نهضت و لكننى اصريت على الوقوف لأذهب بإتجاهه ببطئ و اقف خلفه.
" جونج ان " ناديت عليه بينما اضع يدى على كتفه.
" اعتقد يجب عليكى الذهاب من هنا بعد ان تشفى " اخبرنى بهدوء دون الإلتفات لى لأقرر ان اقف امامه لأراه ينزل رأسه إلى الأسفل ، ارى فى عينيه الإنكسار و الندم.
" انا لا اريد الذهاب من هنا " اخبرته بينما المس وجهه بيدى ، ليرفع رأسه.
" يبدو ان الضربة أثرت على رأسك كثيراً " اخبرنى بلهجة ساخرة ليمسك يدى و ينزلها من على وجهه.
" انا بكامل قواى العقلية ، و اخبرك بأننى لن اذهب "
" بل جننتى كلياً ، تريدين البقاء مع وحش كاد ان يقتلك البارحة و قد يؤذيكى فأى وقت " اخبرنى بهدوء و لكن ممزوج بالغضب لينكسر فى نهاية حديثه و عيناه العالقة الدموع بها على وشك الخروج.
" ذلك الوحش الذى تتحدث عنه استطاع التحكم فى نفسه و لم يقتلنى ، لقد اخبرتك انك لن تؤذينى جونج ان " اخبرته بصوت متحشرج بسبب عيناى التى بدأت بالكباء.
" و ماذا تسمين الذى حدث لكى ؟ ام انكى لم تستوعبى الأمر بعد " اخبرنى ليسحب يدى و يوقفنى امام المرآة و يقف خلفى و يمسك كتفاى.
" انظرى جيداً لنفسك و ما فعلته بكى " اخبرنى بحدة لأنظر له عبر المرآة و أرى علامات الإنكسار على وجهه قبل ان انظر لنفسى و ارى رأسى الملتفة بالشاش و الخدوش على زراعاى ، لالتفت له.
" اخبرتك لا اهتم " اخبرته بهدوء و انا امسك وجهه بيداى.
" لكننى اهتم ، انا لن اتحمل ان تتأذى بسببى ، لذى اهربى فقط من هنا و لا تعودى مجد..." قطعت حديثه بوضع يدى على فمه ليصمت.
" لن اهرب إلى اى مكان ، انا ارغب بالبقاء معك ، و لا تحاول إقناعى بالعكس " نظر لى بتشتت و كأن العديد من الأسئلة تدور فى عقله.
" سوهيون ، هل انتى بخير ؟ " قطع تواصل اعيننا صوت سويونج التى اندفعت لتفتح الباب فى فزع.
" سوف اذهب الأن " اخبرها جونج ان بهدوء قبل ان ينظر لى للحظات " فكرى فيما قلته لكى جيداً " اخبرنى ليتركنا و يخرج من الغرفة.
عدت مجدداً إلى السرير لتلتفت سويونج لى بعد ان كانت تراقب جونج ان و هو يخرج و يبدو عليه الحزن.
" انا اعتذر لما اصابك ، ما كان على تركك " اخبرتنى بحزن بينما تقترب منى.
" ما بالكم يا رفاق انا بخير حقاً " اخبرتها بتنهد ، ليسود الصمت بيننا لبعض الوقت.
" ان جونج ان حالته سيئة كثيراً بسبب ما حدث " اخبرتنى بحزن لأشعر بالألم يجتاح قلبى.
" ماذا حدثت عندما كنت فاقدة للوعى " اخبرتها بهدوء.
" عندما عاد لوعيه و رآكى واقعة على الأرض فاقدة للوعى و الدماء تسيل من رأسك كاد يفقد صوابه ، لم اراه بتلك الحالة السيئة منذ فقدانه لعائلته و حبيبته السابقة " قالت بصوت حزين لأشعر بعيناى التى امتلئت بالدموع ، انا لم ارد ان اوصله لتلك الحالة.
( جونج ان )
خرجت من الغرفة لأنزل إلى الأسفل حيث وجدت كريس يجلس على الأريكة و يشرب النبيذ.
" هل ابلغت المنظمة بشأن ما حدث البارحة ؟ "
" لقد فعلت ، لكن لا يبدو انهم سيفعلون شيئاً ، هؤلاء السحرى الخرفين يبدو انهم فقدوا عقولهم ، لا افهم و اللعنة ماذا حدث لهم " اخبرنى بغضب لتكسر الكأس من يده ، بينما مازلت بنفس هدوئى انظر إلى الأمام بصمت.
" من الأن و صاعداً سأتصرف بنفسى و ذلك الحقير سيموت على يدى و لن يوقفنى احد " اخبرته بغضب و انا اشعر بعيناى تشع من غضبى.
" لن تحاربه وحدك ، نحن لن نتركك ، إن لم يفعل مجلس السحرى شئ ، فحان الوقت لنفعل نحن "
***********
اركض بأقصى ما لدى بخوف و دقات قلبى المتسارعة أشعر و كأنها ترغب ان تسبقنى إليه ، توقفت لألوح بجنون لسيارة آجرة وجدتها فى طريقى اخيراً بينما اركض لأخبره بالعنوان و اتمنى ان يكون كلامى مفهوم لديه ، فأنا حتى لا أعرف بما اتفوه من الهلع الذى اشعر به .
" هل يمكنك الإسراع " اخبرته بترجى بينما احرك اقدامى بتوتر ، و قلبى لا يرغب بالهودء ، امسكت هاتفى لأحاول الإتصال ، لكن لا رد مازاد حالتى سوءاً ، و الكثير من الأفكار السيئة تملئ رأسى ، اصلى بداخلى الا يكون حدث له مكروه.
وقفت سيارة الآجرة امام المنزل ، لأعطى السائق كل ما لدى من نقود و اخرج مسرعة اماما المنزل ، اسرعت بإدخال كلمة المرور لأندفع داخل المنزل و انا اتنفس بقوة و ادور حول نفسى ابحث عنه و اصرخ بأسمه بأعلى صوت.
كنت على وشك الصوت على السلم حتى سمعت صراخه قادم من مكاناً ما بالأسفل لأعود ادراجى و اتبع صوت صراخه بينما اتنفس بسرعة و هلع.
كان الصوت قادم من باب معدنى بجانب السلم ، هذه اول مره اراه بها ، اتذكر أنه كان مكان ذلك الباب لوحة ، اظنه اراد إخفاء تلك الغرفة .
كنت على وشك طرق الباب بأقصى ما لدى لأجده قد فتح لأتراجع قليلاً للخلف قبل ان اسمع صراخه مجدداً لأهلع إلى الداخل ، كانت غرفة صغيرة معدنية لا يوجد بها اثاث ، نظرت للمكان بخوف و انا ابحث عنه لأجده واقع على الأرض عارى الصدر و يمسك رأسه بألم.
" جونج ان ، هل انت بخير " هرولت له بفزع بينما اتفحصه ، ليستدر لى و ينظر لى بنظرات فزع و خوف ، و كأننى انا من اتألم.
" ما ... ما الذى تفعلينه ؟ كيف دخلتى إلى الغرفة ؟ " تحدث بصدمة و هلع بينما يبتعد عنى بخوف.
" ماذا تقصد بماذا افعل هنا ؟ انت من اتصل بى و اخبرنى ان آتى " نظرت إلى عينيه بتسائل ، لا افهم شئ ، لما هو مصدوم هكذا ؟
" انا لم اطلب منكى شئ ، هل جننتى ؟ لا بجب ام تكونى هنا الأن ، يجب ان ترحلى الأن و لا تعودى " اخبرنى بصراخ و اشعر انه يحارب ألم ما ، لم آبه لصراخه لأمسك به بخوف.
" لما تحب إفساد الأمر ، لقد بدأت اللعبة الأن " سمعت ذلك الصوت من خلفى لألتفت فى خوف لأنظر فى صدمة و خوف ، ذلك الرجل الذى حزرتنى منه سويونج يقف عند الباب و ينظر لنا بإبتسامة شخص مختل و يراقبنا بهدوء عاقداً زراعيه.
" ايها الحقير ، اقسم سوف اقتلك ، انت من احضرتها إلى هنا " اندفع نحوه جونج ان ليرفعه من رقبته إلى أعلى لأجفل من الخوف ، و ذلك المختل يضحك و كأن جونج ان لا يقوم بخنقه.
" نصيحه لا تحاول ان تغضب أكثر فهذا سيسرع من تحولك " اخبره بهدوء ليضحك بعدها بقوة ، ليلقيه جونج ان بغضب ليمسك جونج ان رأسه بألم بعدها.
" لما تفعل ذلك ؟ لما تريد ان تؤذيها " صرخ به بألم.
" انا لا اؤذى البشر كما تعلم ، لكن أنت تستطيع " ضحك مجدداً لأشعر برغبة عارمة بقتله.
" انا فقط لدى فضول لأعلم بشأن امراً ما ، و انا شخصاً يكره الفضول كثيراً ... ارغب ان اعلم هل ستطيع التحكم بالوحش الذى بداخلك ام ستقتلها كالسابقة ؟ " سأل بتفكير لينظر لى جونج ان بخوف بينما اقف متجمدة من الصدمة لا اقوى على التحرك او التفكير ، لقد كان فخ ؟ اراد ان يجعله يقتلنى ؟
" لقد تبقى 10 دقائق و لن تعد بتلك الهيئة بعدها " قالها بهدوء ليتنهد بعدها قبل ان ينظر لى بإبتسامته الحقيرة " و أنتى يا جميلة اتمنى لكى الحظ السعيد " غمز لى بإبتسامة لينقض عليه جونج ان و لكنه لم يستطيع امساكه لأنه أختفى فجأه و كأنه لم يكن.
لحظات من الصمت القاتل بينى انا و جونج ان ، لا احد منا يقوى على الكلام ، لا اسمع سوى صوت تنفسه الهائع من الغضب و التألم ، و انا لا افعل شئ سوى البكاء ، لا اعرف لما ابكى ، هل لأننى سوف اموت على يده بعض ان يتحول إلى ذئب ، ام لخوفى عليه و انا اراه يتألم امامى.
فى لحظه وجدته يهجم على الباب و يحاول فاتحه بكل ما اوتى من قوة ليصعق و يرجع إلى الخلف بعد ان ظهر ضوء أزرق عليه.
" ذلك اللعين اقفل الباب " زمجر بغضب بينما يمسك رأسه بألم.
" جونج ان " ناديت عليه بهدوء بينما امسح دموعى لكن دون استجابة يدير لى ظهره دون ان يتحدث ، لأقرر الإقتراب منه.
" جونج ان إلتفت لى الأن " اخبرته بينما ألمس ظهره ليلتفت لى ببطئ ، لأجده يبكى بألم ، لأمسد على وجنتيه بينما أقترب من وجهه.
" لا بأس ، انا اثق بك ، أنت لن تأذنى ابداً " اخبرته بهدوء و صوت مخنوق من أثر الدموع التى تتزايد من رأيته يبكى.
" لا انتى لا تعلمين أى شئ ، انا سوف اؤذيكى ، سوف يقتلك ذلك الوحش دون رحمة " حرك رأسه بالنفى بينما يبكى.
" لا جونج انت لن تفعل ، انا اعلم انك لن تفعل " اخبرته بإصرار بينما احتضن وجهه مجدداً بين يداى و اضع جبينى على جبينه.
" كيف تثقين بذلك ؟ كيف يمكن ان تثقى بى ، فأنتى لا تعرفين حتى ماذا سيحدث بعد قليل حين يبدأ الأمر " نظر لى بتسائل و غضب.
"ربما لا اعلم ماذا سيحدث ، لكننى اعلم شيئاً واحد ... أنت جونج ان اكثر شخص اثق به فالعالم ، أنت جونج ان الشخص الذى ... أحببته "
نظر لى فى صدمة و تفاجئ مما قلته له ، لا أعرف كيف اخبرته بهذا ، و لا اعلم كيف نطقت بتلك الكلمات ، و لكن الشئ الوحيد الذى اصبحت أعلمه الأن ، أننى واقعة له حد الجنون ، لقد احببته حقاً .
اقتربت منه مجدداً ، بينما انظر لعينيه بصدق و امسك وجنته " اياً كان ما سيحدث بعد قليل ، أرغب بأن تعلم أننى احبك و أننى لست نادمة على هذا ابداً " انهيت حديثى لألصق شفتاى بشفتيه ، لأقبله بكل صدق و حب ، ربما تكن حقاً قبلتنا الأخيره ، لذلك اخرجت كل مشاعرى بها لأجده يبادلنى بحرارة بعد لحظات من الصدمة ليمسك خصرى و يقربنى له أكثر لأمسك عنقه و اتعمق فالقبله ، فصلنا القبلة بعد مده ليس بقليلة لأضع جبينى على جبينه بينما اتنفس و اشعر بدموعى تهطل قبل ان يبتعد بينما يصرخ و يقع على الأرض.
" جونج ان " صرحت به بهلع بينما اقترب منه.
" ابتعدى الأن ، لن استطيع إيقافه أكثر من ذلك " صرخ بى لأبتعد فى خوف إلى ان شعرت بالحائط خلفى ، راقبته بينما يصرخ بألم ، لأفتح عيناى على مصرعيها و انا اشاهد جسده و هو يتغير و يظهر الفرو فى جسده ليتغير إلى ذئب رمادى اللون امام عينى لأتنفس بسرعة و خوف ، و انا اراه يعوى بألم ، و كأنه يصارع شئ بداخله ، ظل يحرك رقبته فى إنزعاج ليهدء بعد لحظات و يلتفت فى إتجاهى فى هدوء و نظرات تبدو غير مريحة بينما يزمجر ليزداد تنفسى فى خوف ، و يبدأ الخوف يغزل غيوطه حولى ، و تلك النظرات و زمجرته المخيفة لا تبشر بأى خير.
" جونج ان اعلم انك لن تؤذينى " اخبرته بخوف ، لا اريد ان اصدق ، هو لن يفعل ، هو سيسمعنى.
بعد ان انهيت ذلك الكلام شعرت به يحرك رأسه فى ألم مجدداً و عيناه تزداد زرقتها.
قررت الإقتراب منه بتردد ، اعلم ان هذا غباء و قد اموت بسبب فعلتى لكن انا الأن محبوسة معه فى غرفة بدون مخرج ، لذى اما ان يقتلنى و اكن فريسة الذئب او اوقظ جونج ان الذى بداخل هذا الذئب.
بلعت لعابى فى توتر ، و انا اشعر بشفتاى الجافة من الخوف ، لأرفع يدى و اضعها فوق رأسه فى تردد ، فى لحظة وجدتنى اصدم بالحائط بقوة بعد ان هاجمنى لأمسك رأسى التى اشعر بسائل يسيل منها و يداى التى تنزف بسبب اظافره ، لأشعر بأننى سأفقد وعى من شدة ألم رأسى.
لحظات و وجدته فوقى ينظر لى بغضب و يزمجر ، بينما انا تحته لا اقوى على اى مقاومة او فعل اى شئ ، ربما تكن النهاية و سأموت الأن ، ربما سأغمض عينى و ارحل للأبد ، اغمضت عيناى بألم لأفتحها مجدداً بينما أنظر لعيناه الزرقاء الغاضبة لأرفع يدى نحوه مجدداً غير آبهة لما سيحدث لأمسح على رأسه برفق.
" احبك جونج ان "
كان هذا اخر ما قلته لأنظر لملامحه التى ارتخت لأغمض عيناى فى استسلام.
-----------------
الأسود هذا ما رأيته و شعرت به ، لاطلما كنت احب ذلك اللون كثيراً ، لكن لأول مرة اشعر بالخوف منه ، هل انتهى كل شئ ، هل هكذا يكون الموت ، لكن لما اشعر بألم فى رأسى و يداى المجروحة تحرقنى ، اليس من المفترض الا اشعر بشئ ؟ ، و لكن لما لا استطيع فتح عيناى ، و كأننى فقدت القدرة فى تحريك جسدى او عيناى حتى.
" هى بخير الأن ، تحتاج إلى الراحة فقط "
هذا كان اول ما سمعته ، بعد وقتاً طويل من الصمت ، أظننى أعرف ذلك الصوت.
فتحت عيناى بتردد بسبب الضوء ، حتى تعودت عيناى عليه قليلاً ، نظرت حولى لأجد نفسى فى غرفتى فى منزل جونج ان ، وقعت عيناى على جونج ان كان معطينى ظهره و كريس يقف امامه ينظر له فحزن.
" جونج ان " نقطت اسمه ببعض الألم بسبب ألم رأسى ، ليلتفت لى كريس فقط بينما جونج ان مازال مدير ظهره لى متصلب فى مكانه دون حركة.
" حمداً لله على سلامتك ، سعيد لأنكى بخير " اخبرنى كريس بإبتسامة لأول مرة لأبادله بشبح إبتسامة ، شعرت ببعض الندم فى عينه ، و كأنه يلوم نفسه لما حدث لى ، لأنظر له بإبتسامة بمعنى لا بأس.
" حسناً ، سوف اخرج لبعض الوقت ، اعتنى بنفسك " اخبرنى بينما يحرك عينيه بينى و بين جونج ان الذى مازال على حالته ، ليخرج و يتركنا.
لحظات من الصمت و انا انتظره ان يلتفت لى لكن دون اى نتيجة.
" جونج ان ، استبقى هكذا ؟ " تحدث معه بصعوبة بسبب الألم فى رأسى ، لآراه يقبض يديه بقوة دون ان يتحرك.
قررت النهوض و الذهاب بإتجاهه ، شعر بالدوار بمجرد ان نهضت و لكننى اصريت على الوقوف لأذهب بإتجاهه ببطئ و اقف خلفه.
" جونج ان " ناديت عليه بينما اضع يدى على كتفه.
" اعتقد يجب عليكى الذهاب من هنا بعد ان تشفى " اخبرنى بهدوء دون الإلتفات لى لأقرر ان اقف امامه لأراه ينزل رأسه إلى الأسفل ، ارى فى عينيه الإنكسار و الندم.
" انا لا اريد الذهاب من هنا " اخبرته بينما المس وجهه بيدى ، ليرفع رأسه.
" يبدو ان الضربة أثرت على رأسك كثيراً " اخبرنى بلهجة ساخرة ليمسك يدى و ينزلها من على وجهه.
" انا بكامل قواى العقلية ، و اخبرك بأننى لن اذهب "
" بل جننتى كلياً ، تريدين البقاء مع وحش كاد ان يقتلك البارحة و قد يؤذيكى فأى وقت " اخبرنى بهدوء و لكن ممزوج بالغضب لينكسر فى نهاية حديثه و عيناه العالقة الدموع بها على وشك الخروج.
" ذلك الوحش الذى تتحدث عنه استطاع التحكم فى نفسه و لم يقتلنى ، لقد اخبرتك انك لن تؤذينى جونج ان " اخبرته بصوت متحشرج بسبب عيناى التى بدأت بالكباء.
" و ماذا تسمين الذى حدث لكى ؟ ام انكى لم تستوعبى الأمر بعد " اخبرنى ليسحب يدى و يوقفنى امام المرآة و يقف خلفى و يمسك كتفاى.
" انظرى جيداً لنفسك و ما فعلته بكى " اخبرنى بحدة لأنظر له عبر المرآة و أرى علامات الإنكسار على وجهه قبل ان انظر لنفسى و ارى رأسى الملتفة بالشاش و الخدوش على زراعاى ، لالتفت له.
" اخبرتك لا اهتم " اخبرته بهدوء و انا امسك وجهه بيداى.
" لكننى اهتم ، انا لن اتحمل ان تتأذى بسببى ، لذى اهربى فقط من هنا و لا تعودى مجد..." قطعت حديثه بوضع يدى على فمه ليصمت.
" لن اهرب إلى اى مكان ، انا ارغب بالبقاء معك ، و لا تحاول إقناعى بالعكس " نظر لى بتشتت و كأن العديد من الأسئلة تدور فى عقله.
" سوهيون ، هل انتى بخير ؟ " قطع تواصل اعيننا صوت سويونج التى اندفعت لتفتح الباب فى فزع.
" سوف اذهب الأن " اخبرها جونج ان بهدوء قبل ان ينظر لى للحظات " فكرى فيما قلته لكى جيداً " اخبرنى ليتركنا و يخرج من الغرفة.
عدت مجدداً إلى السرير لتلتفت سويونج لى بعد ان كانت تراقب جونج ان و هو يخرج و يبدو عليه الحزن.
" انا اعتذر لما اصابك ، ما كان على تركك " اخبرتنى بحزن بينما تقترب منى.
" ما بالكم يا رفاق انا بخير حقاً " اخبرتها بتنهد ، ليسود الصمت بيننا لبعض الوقت.
" ان جونج ان حالته سيئة كثيراً بسبب ما حدث " اخبرتنى بحزن لأشعر بالألم يجتاح قلبى.
" ماذا حدثت عندما كنت فاقدة للوعى " اخبرتها بهدوء.
" عندما عاد لوعيه و رآكى واقعة على الأرض فاقدة للوعى و الدماء تسيل من رأسك كاد يفقد صوابه ، لم اراه بتلك الحالة السيئة منذ فقدانه لعائلته و حبيبته السابقة " قالت بصوت حزين لأشعر بعيناى التى امتلئت بالدموع ، انا لم ارد ان اوصله لتلك الحالة.
( جونج ان )
خرجت من الغرفة لأنزل إلى الأسفل حيث وجدت كريس يجلس على الأريكة و يشرب النبيذ.
" هل ابلغت المنظمة بشأن ما حدث البارحة ؟ "
" لقد فعلت ، لكن لا يبدو انهم سيفعلون شيئاً ، هؤلاء السحرى الخرفين يبدو انهم فقدوا عقولهم ، لا افهم و اللعنة ماذا حدث لهم " اخبرنى بغضب لتكسر الكأس من يده ، بينما مازلت بنفس هدوئى انظر إلى الأمام بصمت.
" من الأن و صاعداً سأتصرف بنفسى و ذلك الحقير سيموت على يدى و لن يوقفنى احد " اخبرته بغضب و انا اشعر بعيناى تشع من غضبى.
" لن تحاربه وحدك ، نحن لن نتركك ، إن لم يفعل مجلس السحرى شئ ، فحان الوقت لنفعل نحن "
***********
Коментарі