42
( جونج ان )
" توقف عن الدوران فى الغرفة و اهدأ قليلاً ....... اجلس الان و اللعنة " صرخت سويونج بتذمر مجدداً لأقف ناظراً لها بغضب .
"توقفوا عن التحدث معى بتلك الطريقة ، انتى و كريس تشبهون بعضكم و اللعنة "
" يااااا لا تشبهنى بهذا الاحمق ، نحن لا نشبه بعضنا على الإطلاق " رفعت اصبعها السبابة امام واجهى لتحزيرى لأنظر إليها بإستخاف.
" بدلاً من التذمر و الصراخ بوجهى جدِ
لى حلاً ، لقد مر اسبوعين و هى لا ترغب بمحادثتى تنفذ اوامرى بهدوء دون تذمر و تذهب " عدت للمشى فى غرفتى ذهاباً و إياباً و انا اشعر أننى اكاد افقد صوابى.
" و ماذا فى ذلك؟ " حركت كتفيها بعدم مبالاة.
" لكننى اريدها ان تتذمر و تصرخ بى كما فالسابق، اريدها ان تنزعج من أوامرى، او ان تثرثر دون توقف " تنهدت بإنزعاج، منذ اسبوع و انا اكاد افقد عقلى، ان الوقت يمر دون ان استطيع فعل شئ ، تتصرف معى بلا مبالاة و جدية و كأنها تقوم ببنى جدار حولها ، بالإضافة إلى اخيها الذى يزيد الوضع سوءاً بتدخله.
" لا تلم غير نفسك جونج ان، تذهب و تزعجها بشدة ثم تأتى إلينا و تنوح كالأطفال لنجد لك حل " نظرت لى بتهكم لألتفت لها و انظر لها بإنزعاج.
" يااااا من ينوح كالأطفال، هل انا مخطئ عندما اطلب منكم مساعدتى، انها غلطتكم على كل حال انتم من تسبب بكل تلك الكارثة لم يطلب منكم احد بجعلها تفقد الذاكرة "
" توقف عن تكرار الأمر لقد مللت ، و ها نحن نساعدك لتسترجع الفتاة ذاكرتها، لكنك لا تساعد نفسك، كن لطيفاً معها قليلاً يا رجل، ما كان يجب ان تصرخ عليها امام اخيها و كيم تايون، لقد جرحت مشاعرها " تنهدت بإستياء و انا اتذكر تصرفى معها ذلك اليوم.
" اعترف أننى مخطأ ما كان على فعل ذلك و تضخيم الأمر، لكننى لم استطيع تحمل الأمر عندما شممت رائحة سوهو عليها كدت افقد عقلى، لا استطيع تحمل رؤيته يحوم حولها " زمجت بغضب و إنزعاج بعد ان اخرجت كل تلك المشاعر و انا اتذكر ذلك اللعين.
" لما تنظرين إلى هكذا؟ " نظرت إلى سويونج بتساؤل بعد ان لاحظت تغير تعابير وجهها للجدية و انا ارى بعد التوتر على وجهها.
" لا... لا يوجد شئ، فقط تذكرت شئ "
" على اى حال سوف تساعدينى لمصالحتها؟ "
" حسناً... لكن هل يمكننى رؤية ذاكرتك؟ "
" لماذا؟ "
" حتى استطيع رؤية الأمر بشكل اوضح، حتى استطيع ان مساعدتك لتصلح الأمر "
" حسناً لا بأس "
مدت يدى لها لتقوم بإمساكها و يتسلل ذلك الطيار الكهربائى لكامل جسدى و اشعر به يعبر مخى لتشرد نظرات سويونج لبعض الوقت قبل ان ترمش قليلاً و تعود إلى الواقع، و لكنها تبدو قلقة من امر ما و اللون قد راح من وجهها.
" سويونج هل هناك خطباً ما؟ " سألتها بقلق.
" لا يوجد شئ لا تقلق " قالتها بضحكة مازحة لأنظر لها بعدم تصديق.
" هل أنتى متأكده؟ "
" اجل ، ما بك يا رجل؟ " لكمتنى على كتفى بمزاح لأمسك كتفى اتحسس مكان الضربة " هل تملكين يد مصارع؟ " اجبتها بتذمر لتنظر لى بإزدراء.
" على الذهاب الأن، تذكرت ان هناك إجتماع هام فالمنظمة اليوم، سوف اعود فيما بعد " كانت تبدو و كأنها على عجلة من امرها و هى تأخذ حقيبتها.
" يااااا إلى اين انتى ذاهبة؟ ماذا بشأن مساعدتى على مصالحة سوهيون "
" فقط اعتذر لها و افعل شئ رومانسى و سوف تسامحك " اخبرتنى قبل ان تفتح الباب و تخرج مسرعة.
تنهدت بضيق و انا اقوم بتحريك شعرى بعشوائية و توتر " ماذا يعنى ان افعل شيئاً رومانسياً ، كيف افعل هذا و اللعنة و ذلك القزم يجلس بالخارج مثل حراس السجون "
تحركت فالغرفة بإنزعاج لا اعرف ماذا افعل، تلك اللعينة اخبرتنى انها ستساعدنى ثم ذهبت بعد ان اخبرتنى بان اعتذر و افعل شئ رومانسى.
جلست على الأريكة بتملل لتقع عيناى على هاتفى لأمسكه و اقم بفتح موقع التصفح( كيف اقوم بفعل شئ رومانسى لحبيبتى التى اغضبتها و هناك قزم لعين يمنع اى محاولة لحدوث أى شئ رومانسى )
( فشل البحث )
رميت الهاتف بحانبى على الإريكة بإنزعاج " يقولون ان الإنترنت به كل ما نبحث عنه، مجرد كاذبين "
امسكت الهاتف مجدداً لأقوم بعمل اتصال، اعتقد بأننى امتلك شخصاً افضل من الإنترنت ليساعدنى بشأن سوهيون.
" من الجيد أنك اتصلت كنت على وشك الأتصال بك، اكاد افقد عقلى هنا، الأعمال هنا كثيراً لا استطيع الاستمرار " لم اكد ان اتحدث لينهال على بالصراخ فى اذنى بطريقة هستيرية لأبعد الهاتف عن اذنى قبل ان افقد حاسة السمع.
" توقف عن الصراخ كالفتيات بيكهيون ، ما الجديد بشأن العمل طوال فترة غيابى كنت تدير الشركة ببراعة بدونى، كما انك جيد كثيراً فى تقليد توقيعى، اعتقد ان لديك مستقبل رائع فى مجال التزوير.
" هل تنوى سجنى يا هذا، هل تعلم ماذا سيحدث لى إذا اكتشف احد أننى اقوم بالتوقيع على الأوراق بدلاً عنك "
" لا تقلق لن يحدث لك شئ، ما دمت لم ابلغ عنك، و انا لن افعل " اجبته بعدم اكتراث
" على اى حال، ما دمت لم تتصل بشأن العمل، ماذا تريد؟، هل تجرى امورك مع سوهيون بخير "
" لا على الأطلاق، ان اخيها لا يعطينى فرصة لفعل شئ على الإطلاق، كما أننا تشاجرنا من أسبوع "
" لماذا؟ "
" لقد غضبت عليها لأنها خرجت دون اخبارى و الأسوء انها ذهبت لترى ذلك المزعج كيم سوهو ، ان السئ فالأمر أن ذلك الشجار حدث امام اخيها و تايون "
" يالك من احمق "
" اعلم ، و لقد سئمت من سماع هذا، لذلك جد لى حلاً، ارغب بفعل شيئاً رومانسى لتسامحنى "
" اسمع لدى خطة ، رغم انها قد تتسبب فى قتلى "
( سوهيون )
مر اسبوعين و انا احاول تجنب التحدث معه، مازلت غاضبة و اشعر بالإستياء كثيراً مما حدث ذلك اليوم ، كلما تذكرت كيف كانت تلك الفتاة تشاهدنا و هو يصرخ بوجهى امامها اشعر برغبة بلكمه ، حتى أننى لا اعرف لما كل هذا الغضب، و كيف علم بشأن سوهو؟ هل رآنا عندما انا اوصلنى امام المنزل.
" بما انتى شاردة؟ "
جفلت على صوت اخى الجالس بجانبى على الإريكة يقوم بقرأة احد كتبه.
" لا شئ "
" هل مازال ذلك اللعين يضايقك؟ "
" لا، لا تقلق لا ادع له الفرصة لمضايقتى "
" لم يتبقى سوا اسبوعين و سوف ننتهى منه، انتظر بفارغ الصبر الذهاب من هنا "
لا اعلم لما اشعر بالآحباط كثيراً عند ذكر الرحيل، من المفترض ان اشعر بالسعادة لأننى سأذهب و اترك ذلك الأحمق المتغطرس عديم الإنسانية.
" لما المنزل هادئ هكذا؟ هذا غريب "
" هذا لأن ذلك الأحمق خرج منذ قليل ، آتى رجل لأخذه و رحل " قتلها بينما يعيد النظر لكتابه ليسود الصمت بيننا بينما انا تشعر بالفصول لخروجه، لم اراه يترك المنزل طوال فترة إقامتى.
قطع تفكيرى صوت الهاتف لأنهض من جانبه لرد عليه.
" كيف حالك يا فتاة؟ لقد اشتقت إليكى كثيراً صديقتى العزيزة "
" ماذا تريدين؟ " سألت مباشرة دون اى مقدمات، اعلم تلك النبرة المتملقة و الكلمات المعسولة من قبل كريستال، هى بلا شك تريد شيئاً.
" فالحقيقة انا بحاجة إلى مساعدتك، هناك العديد من الزبائن فالمقهى و لا يوجد من يساعدنى، اكاد افقد عقلى"
" و ماذا عن الرفاق؟ لما لا تطلبين منهم المساعدة؟، و ايضاً الم تخبرينى بأنك قد وظفت فتاة لتساعدك "
" بيكهيون و تاو لديهم اعمال كثيرة اليوم لا احد متفرغ لمساعدتى، و مين سو لديها امتحان غدا و ستذهب مبكراً اليوم "
" لا اعلم ان كنت استطيع الخروج، انتى تعلمين الوضع "
" هيا سوهى، لن تتركينى فى تلك الفوضى وحدى "
" حسناً سوف آتى "
" انتى الأفضل يا فتاة ، بالمناسبة ادخلى من الباب الخلفى للمطعم لا تدخلى من الباب الأمامى "
" لماذا؟، انتى لن تطلبى منى اعداد الحلوى بالتأكيد ، انتى تعلمين مواهبى بالطبخ جيداً " اخبرتها بتهكم
" لا تقلقى سأتولى امرها ، احتاج إليكى لإعداد القهوة "
" حسناً، سوف آتى إليكى بعد قليل "
اتجهت إلى غرفتى مباشرتاً بعد إنهاء المكالمة لتغير ملابسى ، شردت قليلاً و انا افكر بردة فعله الغاضبة حين يعلم اننى سأخرج دون إعلامه لأبتسم بإيتساع " هذا هو المطلوب بالضبط "
فليذهب للجحيم ، اعتقد ان هذه اكبر رسالة له أننى لا اهتم بأوامره الصارمة و صراخه الدائم فأنا لا اعمل كموظفة عنده ، و لست عبده ليعاملنى هكذا.
" إلى اين أنتى ذاهبة؟ " اوقفنى صوت اخى بينما اتناول معطفى إستعداداً للذهاب.
" ذاهبة إلى كريستال ، تحتاج لبعض المساعدة فى المقهى لا احد من الرفاق هناك للمساعدة لذا طلبت مساعدتى "
" حسناً، لا تتأخرى، ان الجو لا يبدو جيد اليوم ، كما ان الظلام سيحل بعد قليل "
" لا تقلق تدبرت امرى "
" هل تريدين منى ان آتى لأقلك بعد ان تنتهى؟ "
" لا داعى اعتقد ان بيكهيون سيمر علينا بعد ان ينتهى من العمل، سأتصل بك إذا لم استطع ان اتدبر امرى، على الخروج الان ان سيارة الأجرة التى طلبتها تنتظر فالخارج " انهيت حديثى بإبتسامة ليردها لى قبل ان اخرج من المنزل.
توقفت مكانى للحظات بعد ان شعرت بشيئاً بارد على وجهى لأرفع يدى متحسسه وجى.
" يبدو انها بدأت تثلج " قلتها بينما انظر للسماء قبل ان ادخل داخل السيارة.
" كريستال، اسفه لتأ.... " دخلت مسرعة للمقهى من الباب الخلفى و انا ادرك كم تأخرت بسبب الإزدحام المرورى، لكن توقف الكلام حين لحظت ان مطبخ المطعم خالى تماماً، ربما هى فالخارج تقدم الطلبات للزبائن، الغريب فالأمر أننى لا اسمع ضجة على الإطلاق و كأن المكان هنا مهجور.
كدت ان اخرج من المطبخ لأجد ورقه معلقة على الباب الفاصل بين المطبخ و بقية المقهى.
( اسفه، اعلم أنكى لا تعلمين لما اعتذر لكنكى سوف تعلمين بعد قليل )
" ما هذا انا لا افهم شيئاً " وضعت الورقه جانباً لأخرج من المطبخ، توقفت فى مكانى بصدمة ، المطعم فارغ تماماً لا احد ، ما الذى يحدث و اللعنة؟
" هل ستظلين واقفة هناك لوقتاً طويل؟ " جفلت على الصوت القادم من خلفى لألتفت بسرعة، لتتسع عيناى بصدمة لأرمش بغير تصديق و انا اراه امامى يجلس بكل هدوء على احد الطاولات ، و الطاولة كانت ممتلئة بالطعام و الشموع فى المنتصف و كؤس النبيذ .
" ماذا تفعل هنا و اللعنة، و اين كريستال؟ لما المكان فارغ ؟" سألته بغضب بعد ان ابتلعت صدمتى.
" اجلسى و سأخبرك بكل شئ "
" لا اريد الجلوس سوف اذهب الأن، لن ابقى معك لحظة واحدة "
" الأبواب جميعها مغلقة لن تستطيعى الخروج إلى ان اسمح لكى بذلك "
" ماذا؟؟ ، انت تمزح بالتأكيد " صرخت به متفاجأة قبل ان اركض إلى الباب لفتحه لكن دون جدوى لم يكن يفتح على الإطلاق، تذكرت الباب الخلفى للمقهى الذى دخلت منه لأعود أدراجى للمطبخ.
" اخبرتك ان جميع الأبواب مغلقة، لكنك مصممة على تضيع وقتك " اخبرنى بهدوء شديد و انا ارمى كل غضبى على الباب الآخر المغلق لأغمض عيناى محاولة التحكم فأعصابى لألتفت له، كان يجلس على كرسيه المتحرك بهدوء ممسكاً بكأس نبيذ فى يده.
" كيف استطعت إقناعها بمساعدتك انا لا افهم؟ " نظرت له بإنزعاج بينما اتذكر مكالمة كريستال و الرسالة التى تركتها لى.
" اتبعينى و سوف اخبرك بكل شئ " اخبرنى قبل ان يعود ادراجه للخارج لأتبعه بنفاذ صبر.
" و الأن اريد ان افهم كل شئ "
" لقد طلبت من بيكهيون و كريستال مساعدتى "
" كيف تعرف اصدقائى على اى حال ؟ "
" بيكهيون هو المدير التنفيذى لشركتى"
" ماذا ؟ ، هو لم يخبرنى... "
" انا من اخبرته بالا يفعل "
" انا لا افهم، هذا ليس مبرر ليقفوا معك ضدى "
" بل هو مبرر ان كان يريد ان يبقى فى عمله "
" ليس لديك حق فى تهديد اصدقائى هكذا "
" انا فقط اردت المساعدة لأعتذر عن ما حدث، و طلبت المساعدة للاعتذار لا اكثر " اقترب من الطاولة اكثر ليسند وجهه بين يديه بينما ينظر لى بنظرات جعلتنى اشعر بالإرتباك.
" هذا يسمى اختطاف لا اعتذار، كما انه كان يمكن الإعتذار لى فالمنزل "
" انه ليس اختطاف سوف يتم فتح الأبواب بعد ان ننتهى من تناول الطعام ، كما انك تعلمين ان اخيكى لا يجعلنى اتحدث معكى لدقيقة واحدة كما انكى كنتِ تتجاهلينى طوال الاسبوعين الماضيين "
" هذا لا يعطيك مبرر لحجزى " عقدت زراعاى متصنعة الغضب منه، اعترف اننى لم اعد اشعر بالغضب الأن، بالنظر للأمر من جهة أخرى و اصراره للأعتذار، الأمر يبدو لطيف بعض الشئ ، لكننى مازالت غاضبة من بيكهيون و كريستال لتآمر على و إخفائهم عنى صلتهم بجونج ان.
" على ماذا تضحك؟ " نظرت له بتوتر و انا ارآه يضحك بينما ينظر لى .
" لا شئ ، تذكرت موقف ذكرنى بما نحن فيه الأن "
" ما هو؟ " سألته بعدم إهتمام رغم اننى شعرت بالفضول اتجاه الأمر
" احتجزت مع فتاة مزعجة فى نفس الغرفة بعد ان اخبرتنى عن وجود فأر فى غرفتها و انقطعت الكهرباء حينها و اكتشفت بعد ذلك أنها من قامت بإحتجازى لأننى رفضت التحدث معها "
ابتلعت كأس النبيذ بأكمله و انا اشعر بإنزعاج شديد .
" يبدو ان لديك الكثير من المعجبات المهوسين ، فتاة تخبرك أنك شكولا مثيرة و أخرى تحتجزك فى غرفتها " اخبرته بإزدراء و انا اخرج غضبى فالطعام .
" تلك المعجبات المهوسات هم فتاة واحدة "
" اين هى الأن؟ " سألته بفضول لألاحظ شروده الطويل و تعابير حزينة على وجهه.
" فى مكانٍ ما هنا "
" على اى حال هل سامحتنى الأن على ما حدث هذا اليوم " غير الموضوع سريعاً و كأنه لا يرغب بإكمال الحديث عنها.
" انت حتى لم تعتذر " اخبرته مذكرة اياه لأتجنب النظر له متظاهرة بعدم الإهتمام.
وجهت نظرى له و انا اراه يحرك الكرسى المتحرك الخاص به ليتجه بجانب الكرسى الذى اجلس عليه ليقوم بإمساك يدى لأشعر بالحرارة تسلل لوجهى بقوة.
" انا اعتذر لأننى تصرفت بشكل غير لائق معكى أنسة سوهيون، هل تقبلين بقبول إعتذار هذا المسكين المقعد، اعدك لن اصرخ فى وجهك مجدداً و يمكنك الخروج وقت ما تشائين ايضاً "
" و لن توقظنى فى الثالثة صباحاً لأنك جائع "
" هذا ليس عدلاً " اخبرنى بنبرة درامية.
" حسناً كما تشاء لن اقبل اعتذارك " حاولت تحرير يدى من يده ليعيدها مجدداً.
" حسناً موافق، هل تقبلين اعتذارى و ان نعقد هدنة الأن "
تظاهرت بالتفكير لأومئ له محاولة عدم الإبتسام.
لا انكر كم راق لى ذلك الجانب منه، و كأنه ليس ذلك الطفل المزعج المتزمر الغاضب طوال الوقت، و كأن ذلك الرجل الذى قد قابلته فى المطعم ذلك اليوم قد عاد.
( سويونج )
" الم تصل بعد؟ " سألت كريس و انا احاول الإتصال بكيم تايون لكن هاتفها مغلق منذ الصباح.
" ان موعد عملها فالمنظمة يبدأ بعد عشر دقائق، سوف تصل فى اى وقت، انا لا افهم ماذا يحدث، و انتى لا تريدين شرح لى ما يحدث "
"انا ايضاً اريد ان افهم ما يحدث، سوف تعرف كل شئ حين تأتى تايون "
انفتح باب غرفة ليدخل مين هو " لقد آتت، دخلت مكتبها منذ قليل " اخبرنى لأتخطاهم راكضة خارج مكتبنا نحو مكتب تايون ليتبعونى.
" سويونج؟ كيف حالك؟ الم ينتهى وقت عملك منذ قليل " اخبرتنى بهدوء و هى تنظر للأوراق التى امامها على المكتب.
" اريد ان افهم الأن ما يحدث "
" لا افهم ماذا تعنين؟ " نظرت لى بتساؤل لتنقل نظرها بيننا نحن الثلاثة لأتنفس بنفاذ صبر.
" انتى تعلمين عن ماذا اتحدث، اتكلم عن جونج ان "
" ما به جونج ان؟ " تدخل كريس بيننا لينظر لى بقلق
" روح الذئب مازالت فى جسده "
" ماذاا؟ " نظر لى كريس و مين هو بصدمة لتحرك تايون نظرها فالمكان بتوتر.
" اريد ان اعلم كيف هذا؟ لقد اخبرتنا ان الأمر انتهى " نظرت لتايون بغضب لتنهد من مقعدها لتقف امامى.
" صدقينى سويونج لا اعلم لما لم ينجح الأمر، لقد تأكدت ان اللعنة اختفت من جسده كلياً لكن مع كل هذا لم تختفى روح الذئب، انه فانى و يتصرف و يأكل مثل البشر لكن الروح عالقة بالداخل "
" كيف هذا ان جونج ان عندما عاد كان بشرى كلياً متأكد أننى لم اشعر بروح الذئب بداخله " تدخل مين هو و مازال لم بتخلص من الصدمة على وجهه
" انا من فعلت ذلك " اخبرتنا بتوتر بينما تبتلع ما فى حلقها.
" كيف؟ " سألها كريس بنظرات غير مقروئة.
" حين ايقنت ان الروح لن تخرج، لم استطيع اخباره بالأمر، كان محبط كثيراً و يبدو حزين، لذا قمت بوضع تعويذة لإخماد روح الذئب "
" يا إلهى، كان عليكى اخبارنا بالأمر بدلاً من التصرف بمفردك " قالها كريس من بين اسنانه و هو يحرك يده على شعره بغضب .
" لم افكر حينها ، اعلم اننى مخطئة ، و انا مستعدة للمحاكمة امام مجلس السحرة " اخفضت رأسها بتوتر ، لأنظر لها بشفقة ، لقد وقعت فى حبه لذلك تصرفت بتهور ، هذا ما تراه على وجهها .
" كم سيدوم مفعول إخماد الذئب " سألتها بهدوء فالغضب لن يحل شئ.
" لا اعلم حقاً ، لقد خمنت ان يدوم لشهور لكن التعويذة تم اضعافها بسبب تناوله الملح ، ربما تنتهى فى وقت قريب "
" ماذا عن جونج ان هل لاحظ اى شئ؟ " سأل كريس لأنظر له و انا اشعر بأفكارى مشوشة و لا استطيع التركيز
" ليس بعد ، اليوم ذكر كونه اشتم رائحة سوهو على سوهيون حين اوصلها لكن من حسن الحظ انه كان غاضب و لم ينتبه للأمر ، لكن لا اعلم إلى متى لن ينتبه لعودة قدراته "
صمتنا جميعاً لا احد يقوى على التحدث ، لا استطيع التفكير بالأمر ، كيف سنخبر جونج ان بالأمر؟ ، و ماذا سيحدث له؟
***********
" توقف عن الدوران فى الغرفة و اهدأ قليلاً ....... اجلس الان و اللعنة " صرخت سويونج بتذمر مجدداً لأقف ناظراً لها بغضب .
"توقفوا عن التحدث معى بتلك الطريقة ، انتى و كريس تشبهون بعضكم و اللعنة "
" يااااا لا تشبهنى بهذا الاحمق ، نحن لا نشبه بعضنا على الإطلاق " رفعت اصبعها السبابة امام واجهى لتحزيرى لأنظر إليها بإستخاف.
" بدلاً من التذمر و الصراخ بوجهى جدِ
لى حلاً ، لقد مر اسبوعين و هى لا ترغب بمحادثتى تنفذ اوامرى بهدوء دون تذمر و تذهب " عدت للمشى فى غرفتى ذهاباً و إياباً و انا اشعر أننى اكاد افقد صوابى.
" و ماذا فى ذلك؟ " حركت كتفيها بعدم مبالاة.
" لكننى اريدها ان تتذمر و تصرخ بى كما فالسابق، اريدها ان تنزعج من أوامرى، او ان تثرثر دون توقف " تنهدت بإنزعاج، منذ اسبوع و انا اكاد افقد عقلى، ان الوقت يمر دون ان استطيع فعل شئ ، تتصرف معى بلا مبالاة و جدية و كأنها تقوم ببنى جدار حولها ، بالإضافة إلى اخيها الذى يزيد الوضع سوءاً بتدخله.
" لا تلم غير نفسك جونج ان، تذهب و تزعجها بشدة ثم تأتى إلينا و تنوح كالأطفال لنجد لك حل " نظرت لى بتهكم لألتفت لها و انظر لها بإنزعاج.
" يااااا من ينوح كالأطفال، هل انا مخطئ عندما اطلب منكم مساعدتى، انها غلطتكم على كل حال انتم من تسبب بكل تلك الكارثة لم يطلب منكم احد بجعلها تفقد الذاكرة "
" توقف عن تكرار الأمر لقد مللت ، و ها نحن نساعدك لتسترجع الفتاة ذاكرتها، لكنك لا تساعد نفسك، كن لطيفاً معها قليلاً يا رجل، ما كان يجب ان تصرخ عليها امام اخيها و كيم تايون، لقد جرحت مشاعرها " تنهدت بإستياء و انا اتذكر تصرفى معها ذلك اليوم.
" اعترف أننى مخطأ ما كان على فعل ذلك و تضخيم الأمر، لكننى لم استطيع تحمل الأمر عندما شممت رائحة سوهو عليها كدت افقد عقلى، لا استطيع تحمل رؤيته يحوم حولها " زمجت بغضب و إنزعاج بعد ان اخرجت كل تلك المشاعر و انا اتذكر ذلك اللعين.
" لما تنظرين إلى هكذا؟ " نظرت إلى سويونج بتساؤل بعد ان لاحظت تغير تعابير وجهها للجدية و انا ارى بعد التوتر على وجهها.
" لا... لا يوجد شئ، فقط تذكرت شئ "
" على اى حال سوف تساعدينى لمصالحتها؟ "
" حسناً... لكن هل يمكننى رؤية ذاكرتك؟ "
" لماذا؟ "
" حتى استطيع رؤية الأمر بشكل اوضح، حتى استطيع ان مساعدتك لتصلح الأمر "
" حسناً لا بأس "
مدت يدى لها لتقوم بإمساكها و يتسلل ذلك الطيار الكهربائى لكامل جسدى و اشعر به يعبر مخى لتشرد نظرات سويونج لبعض الوقت قبل ان ترمش قليلاً و تعود إلى الواقع، و لكنها تبدو قلقة من امر ما و اللون قد راح من وجهها.
" سويونج هل هناك خطباً ما؟ " سألتها بقلق.
" لا يوجد شئ لا تقلق " قالتها بضحكة مازحة لأنظر لها بعدم تصديق.
" هل أنتى متأكده؟ "
" اجل ، ما بك يا رجل؟ " لكمتنى على كتفى بمزاح لأمسك كتفى اتحسس مكان الضربة " هل تملكين يد مصارع؟ " اجبتها بتذمر لتنظر لى بإزدراء.
" على الذهاب الأن، تذكرت ان هناك إجتماع هام فالمنظمة اليوم، سوف اعود فيما بعد " كانت تبدو و كأنها على عجلة من امرها و هى تأخذ حقيبتها.
" يااااا إلى اين انتى ذاهبة؟ ماذا بشأن مساعدتى على مصالحة سوهيون "
" فقط اعتذر لها و افعل شئ رومانسى و سوف تسامحك " اخبرتنى قبل ان تفتح الباب و تخرج مسرعة.
تنهدت بضيق و انا اقوم بتحريك شعرى بعشوائية و توتر " ماذا يعنى ان افعل شيئاً رومانسياً ، كيف افعل هذا و اللعنة و ذلك القزم يجلس بالخارج مثل حراس السجون "
تحركت فالغرفة بإنزعاج لا اعرف ماذا افعل، تلك اللعينة اخبرتنى انها ستساعدنى ثم ذهبت بعد ان اخبرتنى بان اعتذر و افعل شئ رومانسى.
جلست على الأريكة بتملل لتقع عيناى على هاتفى لأمسكه و اقم بفتح موقع التصفح( كيف اقوم بفعل شئ رومانسى لحبيبتى التى اغضبتها و هناك قزم لعين يمنع اى محاولة لحدوث أى شئ رومانسى )
( فشل البحث )
رميت الهاتف بحانبى على الإريكة بإنزعاج " يقولون ان الإنترنت به كل ما نبحث عنه، مجرد كاذبين "
امسكت الهاتف مجدداً لأقوم بعمل اتصال، اعتقد بأننى امتلك شخصاً افضل من الإنترنت ليساعدنى بشأن سوهيون.
" من الجيد أنك اتصلت كنت على وشك الأتصال بك، اكاد افقد عقلى هنا، الأعمال هنا كثيراً لا استطيع الاستمرار " لم اكد ان اتحدث لينهال على بالصراخ فى اذنى بطريقة هستيرية لأبعد الهاتف عن اذنى قبل ان افقد حاسة السمع.
" توقف عن الصراخ كالفتيات بيكهيون ، ما الجديد بشأن العمل طوال فترة غيابى كنت تدير الشركة ببراعة بدونى، كما انك جيد كثيراً فى تقليد توقيعى، اعتقد ان لديك مستقبل رائع فى مجال التزوير.
" هل تنوى سجنى يا هذا، هل تعلم ماذا سيحدث لى إذا اكتشف احد أننى اقوم بالتوقيع على الأوراق بدلاً عنك "
" لا تقلق لن يحدث لك شئ، ما دمت لم ابلغ عنك، و انا لن افعل " اجبته بعدم اكتراث
" على اى حال، ما دمت لم تتصل بشأن العمل، ماذا تريد؟، هل تجرى امورك مع سوهيون بخير "
" لا على الأطلاق، ان اخيها لا يعطينى فرصة لفعل شئ على الإطلاق، كما أننا تشاجرنا من أسبوع "
" لماذا؟ "
" لقد غضبت عليها لأنها خرجت دون اخبارى و الأسوء انها ذهبت لترى ذلك المزعج كيم سوهو ، ان السئ فالأمر أن ذلك الشجار حدث امام اخيها و تايون "
" يالك من احمق "
" اعلم ، و لقد سئمت من سماع هذا، لذلك جد لى حلاً، ارغب بفعل شيئاً رومانسى لتسامحنى "
" اسمع لدى خطة ، رغم انها قد تتسبب فى قتلى "
( سوهيون )
مر اسبوعين و انا احاول تجنب التحدث معه، مازلت غاضبة و اشعر بالإستياء كثيراً مما حدث ذلك اليوم ، كلما تذكرت كيف كانت تلك الفتاة تشاهدنا و هو يصرخ بوجهى امامها اشعر برغبة بلكمه ، حتى أننى لا اعرف لما كل هذا الغضب، و كيف علم بشأن سوهو؟ هل رآنا عندما انا اوصلنى امام المنزل.
" بما انتى شاردة؟ "
جفلت على صوت اخى الجالس بجانبى على الإريكة يقوم بقرأة احد كتبه.
" لا شئ "
" هل مازال ذلك اللعين يضايقك؟ "
" لا، لا تقلق لا ادع له الفرصة لمضايقتى "
" لم يتبقى سوا اسبوعين و سوف ننتهى منه، انتظر بفارغ الصبر الذهاب من هنا "
لا اعلم لما اشعر بالآحباط كثيراً عند ذكر الرحيل، من المفترض ان اشعر بالسعادة لأننى سأذهب و اترك ذلك الأحمق المتغطرس عديم الإنسانية.
" لما المنزل هادئ هكذا؟ هذا غريب "
" هذا لأن ذلك الأحمق خرج منذ قليل ، آتى رجل لأخذه و رحل " قتلها بينما يعيد النظر لكتابه ليسود الصمت بيننا بينما انا تشعر بالفصول لخروجه، لم اراه يترك المنزل طوال فترة إقامتى.
قطع تفكيرى صوت الهاتف لأنهض من جانبه لرد عليه.
" كيف حالك يا فتاة؟ لقد اشتقت إليكى كثيراً صديقتى العزيزة "
" ماذا تريدين؟ " سألت مباشرة دون اى مقدمات، اعلم تلك النبرة المتملقة و الكلمات المعسولة من قبل كريستال، هى بلا شك تريد شيئاً.
" فالحقيقة انا بحاجة إلى مساعدتك، هناك العديد من الزبائن فالمقهى و لا يوجد من يساعدنى، اكاد افقد عقلى"
" و ماذا عن الرفاق؟ لما لا تطلبين منهم المساعدة؟، و ايضاً الم تخبرينى بأنك قد وظفت فتاة لتساعدك "
" بيكهيون و تاو لديهم اعمال كثيرة اليوم لا احد متفرغ لمساعدتى، و مين سو لديها امتحان غدا و ستذهب مبكراً اليوم "
" لا اعلم ان كنت استطيع الخروج، انتى تعلمين الوضع "
" هيا سوهى، لن تتركينى فى تلك الفوضى وحدى "
" حسناً سوف آتى "
" انتى الأفضل يا فتاة ، بالمناسبة ادخلى من الباب الخلفى للمطعم لا تدخلى من الباب الأمامى "
" لماذا؟، انتى لن تطلبى منى اعداد الحلوى بالتأكيد ، انتى تعلمين مواهبى بالطبخ جيداً " اخبرتها بتهكم
" لا تقلقى سأتولى امرها ، احتاج إليكى لإعداد القهوة "
" حسناً، سوف آتى إليكى بعد قليل "
اتجهت إلى غرفتى مباشرتاً بعد إنهاء المكالمة لتغير ملابسى ، شردت قليلاً و انا افكر بردة فعله الغاضبة حين يعلم اننى سأخرج دون إعلامه لأبتسم بإيتساع " هذا هو المطلوب بالضبط "
فليذهب للجحيم ، اعتقد ان هذه اكبر رسالة له أننى لا اهتم بأوامره الصارمة و صراخه الدائم فأنا لا اعمل كموظفة عنده ، و لست عبده ليعاملنى هكذا.
" إلى اين أنتى ذاهبة؟ " اوقفنى صوت اخى بينما اتناول معطفى إستعداداً للذهاب.
" ذاهبة إلى كريستال ، تحتاج لبعض المساعدة فى المقهى لا احد من الرفاق هناك للمساعدة لذا طلبت مساعدتى "
" حسناً، لا تتأخرى، ان الجو لا يبدو جيد اليوم ، كما ان الظلام سيحل بعد قليل "
" لا تقلق تدبرت امرى "
" هل تريدين منى ان آتى لأقلك بعد ان تنتهى؟ "
" لا داعى اعتقد ان بيكهيون سيمر علينا بعد ان ينتهى من العمل، سأتصل بك إذا لم استطع ان اتدبر امرى، على الخروج الان ان سيارة الأجرة التى طلبتها تنتظر فالخارج " انهيت حديثى بإبتسامة ليردها لى قبل ان اخرج من المنزل.
توقفت مكانى للحظات بعد ان شعرت بشيئاً بارد على وجهى لأرفع يدى متحسسه وجى.
" يبدو انها بدأت تثلج " قلتها بينما انظر للسماء قبل ان ادخل داخل السيارة.
" كريستال، اسفه لتأ.... " دخلت مسرعة للمقهى من الباب الخلفى و انا ادرك كم تأخرت بسبب الإزدحام المرورى، لكن توقف الكلام حين لحظت ان مطبخ المطعم خالى تماماً، ربما هى فالخارج تقدم الطلبات للزبائن، الغريب فالأمر أننى لا اسمع ضجة على الإطلاق و كأن المكان هنا مهجور.
كدت ان اخرج من المطبخ لأجد ورقه معلقة على الباب الفاصل بين المطبخ و بقية المقهى.
( اسفه، اعلم أنكى لا تعلمين لما اعتذر لكنكى سوف تعلمين بعد قليل )
" ما هذا انا لا افهم شيئاً " وضعت الورقه جانباً لأخرج من المطبخ، توقفت فى مكانى بصدمة ، المطعم فارغ تماماً لا احد ، ما الذى يحدث و اللعنة؟
" هل ستظلين واقفة هناك لوقتاً طويل؟ " جفلت على الصوت القادم من خلفى لألتفت بسرعة، لتتسع عيناى بصدمة لأرمش بغير تصديق و انا اراه امامى يجلس بكل هدوء على احد الطاولات ، و الطاولة كانت ممتلئة بالطعام و الشموع فى المنتصف و كؤس النبيذ .
" ماذا تفعل هنا و اللعنة، و اين كريستال؟ لما المكان فارغ ؟" سألته بغضب بعد ان ابتلعت صدمتى.
" اجلسى و سأخبرك بكل شئ "
" لا اريد الجلوس سوف اذهب الأن، لن ابقى معك لحظة واحدة "
" الأبواب جميعها مغلقة لن تستطيعى الخروج إلى ان اسمح لكى بذلك "
" ماذا؟؟ ، انت تمزح بالتأكيد " صرخت به متفاجأة قبل ان اركض إلى الباب لفتحه لكن دون جدوى لم يكن يفتح على الإطلاق، تذكرت الباب الخلفى للمقهى الذى دخلت منه لأعود أدراجى للمطبخ.
" اخبرتك ان جميع الأبواب مغلقة، لكنك مصممة على تضيع وقتك " اخبرنى بهدوء شديد و انا ارمى كل غضبى على الباب الآخر المغلق لأغمض عيناى محاولة التحكم فأعصابى لألتفت له، كان يجلس على كرسيه المتحرك بهدوء ممسكاً بكأس نبيذ فى يده.
" كيف استطعت إقناعها بمساعدتك انا لا افهم؟ " نظرت له بإنزعاج بينما اتذكر مكالمة كريستال و الرسالة التى تركتها لى.
" اتبعينى و سوف اخبرك بكل شئ " اخبرنى قبل ان يعود ادراجه للخارج لأتبعه بنفاذ صبر.
" و الأن اريد ان افهم كل شئ "
" لقد طلبت من بيكهيون و كريستال مساعدتى "
" كيف تعرف اصدقائى على اى حال ؟ "
" بيكهيون هو المدير التنفيذى لشركتى"
" ماذا ؟ ، هو لم يخبرنى... "
" انا من اخبرته بالا يفعل "
" انا لا افهم، هذا ليس مبرر ليقفوا معك ضدى "
" بل هو مبرر ان كان يريد ان يبقى فى عمله "
" ليس لديك حق فى تهديد اصدقائى هكذا "
" انا فقط اردت المساعدة لأعتذر عن ما حدث، و طلبت المساعدة للاعتذار لا اكثر " اقترب من الطاولة اكثر ليسند وجهه بين يديه بينما ينظر لى بنظرات جعلتنى اشعر بالإرتباك.
" هذا يسمى اختطاف لا اعتذار، كما انه كان يمكن الإعتذار لى فالمنزل "
" انه ليس اختطاف سوف يتم فتح الأبواب بعد ان ننتهى من تناول الطعام ، كما انك تعلمين ان اخيكى لا يجعلنى اتحدث معكى لدقيقة واحدة كما انكى كنتِ تتجاهلينى طوال الاسبوعين الماضيين "
" هذا لا يعطيك مبرر لحجزى " عقدت زراعاى متصنعة الغضب منه، اعترف اننى لم اعد اشعر بالغضب الأن، بالنظر للأمر من جهة أخرى و اصراره للأعتذار، الأمر يبدو لطيف بعض الشئ ، لكننى مازالت غاضبة من بيكهيون و كريستال لتآمر على و إخفائهم عنى صلتهم بجونج ان.
" على ماذا تضحك؟ " نظرت له بتوتر و انا ارآه يضحك بينما ينظر لى .
" لا شئ ، تذكرت موقف ذكرنى بما نحن فيه الأن "
" ما هو؟ " سألته بعدم إهتمام رغم اننى شعرت بالفضول اتجاه الأمر
" احتجزت مع فتاة مزعجة فى نفس الغرفة بعد ان اخبرتنى عن وجود فأر فى غرفتها و انقطعت الكهرباء حينها و اكتشفت بعد ذلك أنها من قامت بإحتجازى لأننى رفضت التحدث معها "
ابتلعت كأس النبيذ بأكمله و انا اشعر بإنزعاج شديد .
" يبدو ان لديك الكثير من المعجبات المهوسين ، فتاة تخبرك أنك شكولا مثيرة و أخرى تحتجزك فى غرفتها " اخبرته بإزدراء و انا اخرج غضبى فالطعام .
" تلك المعجبات المهوسات هم فتاة واحدة "
" اين هى الأن؟ " سألته بفضول لألاحظ شروده الطويل و تعابير حزينة على وجهه.
" فى مكانٍ ما هنا "
" على اى حال هل سامحتنى الأن على ما حدث هذا اليوم " غير الموضوع سريعاً و كأنه لا يرغب بإكمال الحديث عنها.
" انت حتى لم تعتذر " اخبرته مذكرة اياه لأتجنب النظر له متظاهرة بعدم الإهتمام.
وجهت نظرى له و انا اراه يحرك الكرسى المتحرك الخاص به ليتجه بجانب الكرسى الذى اجلس عليه ليقوم بإمساك يدى لأشعر بالحرارة تسلل لوجهى بقوة.
" انا اعتذر لأننى تصرفت بشكل غير لائق معكى أنسة سوهيون، هل تقبلين بقبول إعتذار هذا المسكين المقعد، اعدك لن اصرخ فى وجهك مجدداً و يمكنك الخروج وقت ما تشائين ايضاً "
" و لن توقظنى فى الثالثة صباحاً لأنك جائع "
" هذا ليس عدلاً " اخبرنى بنبرة درامية.
" حسناً كما تشاء لن اقبل اعتذارك " حاولت تحرير يدى من يده ليعيدها مجدداً.
" حسناً موافق، هل تقبلين اعتذارى و ان نعقد هدنة الأن "
تظاهرت بالتفكير لأومئ له محاولة عدم الإبتسام.
لا انكر كم راق لى ذلك الجانب منه، و كأنه ليس ذلك الطفل المزعج المتزمر الغاضب طوال الوقت، و كأن ذلك الرجل الذى قد قابلته فى المطعم ذلك اليوم قد عاد.
( سويونج )
" الم تصل بعد؟ " سألت كريس و انا احاول الإتصال بكيم تايون لكن هاتفها مغلق منذ الصباح.
" ان موعد عملها فالمنظمة يبدأ بعد عشر دقائق، سوف تصل فى اى وقت، انا لا افهم ماذا يحدث، و انتى لا تريدين شرح لى ما يحدث "
"انا ايضاً اريد ان افهم ما يحدث، سوف تعرف كل شئ حين تأتى تايون "
انفتح باب غرفة ليدخل مين هو " لقد آتت، دخلت مكتبها منذ قليل " اخبرنى لأتخطاهم راكضة خارج مكتبنا نحو مكتب تايون ليتبعونى.
" سويونج؟ كيف حالك؟ الم ينتهى وقت عملك منذ قليل " اخبرتنى بهدوء و هى تنظر للأوراق التى امامها على المكتب.
" اريد ان افهم الأن ما يحدث "
" لا افهم ماذا تعنين؟ " نظرت لى بتساؤل لتنقل نظرها بيننا نحن الثلاثة لأتنفس بنفاذ صبر.
" انتى تعلمين عن ماذا اتحدث، اتكلم عن جونج ان "
" ما به جونج ان؟ " تدخل كريس بيننا لينظر لى بقلق
" روح الذئب مازالت فى جسده "
" ماذاا؟ " نظر لى كريس و مين هو بصدمة لتحرك تايون نظرها فالمكان بتوتر.
" اريد ان اعلم كيف هذا؟ لقد اخبرتنا ان الأمر انتهى " نظرت لتايون بغضب لتنهد من مقعدها لتقف امامى.
" صدقينى سويونج لا اعلم لما لم ينجح الأمر، لقد تأكدت ان اللعنة اختفت من جسده كلياً لكن مع كل هذا لم تختفى روح الذئب، انه فانى و يتصرف و يأكل مثل البشر لكن الروح عالقة بالداخل "
" كيف هذا ان جونج ان عندما عاد كان بشرى كلياً متأكد أننى لم اشعر بروح الذئب بداخله " تدخل مين هو و مازال لم بتخلص من الصدمة على وجهه
" انا من فعلت ذلك " اخبرتنا بتوتر بينما تبتلع ما فى حلقها.
" كيف؟ " سألها كريس بنظرات غير مقروئة.
" حين ايقنت ان الروح لن تخرج، لم استطيع اخباره بالأمر، كان محبط كثيراً و يبدو حزين، لذا قمت بوضع تعويذة لإخماد روح الذئب "
" يا إلهى، كان عليكى اخبارنا بالأمر بدلاً من التصرف بمفردك " قالها كريس من بين اسنانه و هو يحرك يده على شعره بغضب .
" لم افكر حينها ، اعلم اننى مخطئة ، و انا مستعدة للمحاكمة امام مجلس السحرة " اخفضت رأسها بتوتر ، لأنظر لها بشفقة ، لقد وقعت فى حبه لذلك تصرفت بتهور ، هذا ما تراه على وجهها .
" كم سيدوم مفعول إخماد الذئب " سألتها بهدوء فالغضب لن يحل شئ.
" لا اعلم حقاً ، لقد خمنت ان يدوم لشهور لكن التعويذة تم اضعافها بسبب تناوله الملح ، ربما تنتهى فى وقت قريب "
" ماذا عن جونج ان هل لاحظ اى شئ؟ " سأل كريس لأنظر له و انا اشعر بأفكارى مشوشة و لا استطيع التركيز
" ليس بعد ، اليوم ذكر كونه اشتم رائحة سوهو على سوهيون حين اوصلها لكن من حسن الحظ انه كان غاضب و لم ينتبه للأمر ، لكن لا اعلم إلى متى لن ينتبه لعودة قدراته "
صمتنا جميعاً لا احد يقوى على التحدث ، لا استطيع التفكير بالأمر ، كيف سنخبر جونج ان بالأمر؟ ، و ماذا سيحدث له؟
***********
Коментарі