23
( سوهيون )
اجلس امام جونج ان دون ان يتحدث احدنا ، بينما استرق إليه بعض النظرات احياناً و اراقبه بينما يأكل اللحم بشراهة ، مرت 3 ايام حتى الأن و هو يتصنع اعذار و حجج على قدر استطاعته حتى لا اخرج من المنزل ، لم استطع رؤية الرفاق مؤخراً و لا الذهاب لمقابلة تاو و بالتالى لم استطيع الاتصال بأحد حرصاً على عدم سماعه لحديثى و ينكشف امرى ، و إن خرجت من المنزل يبقى ملتصق بى ، و كأن عدوى إلتصاقى به إنتقلت إليه ، لا أعرف ماذا حدث لكننى متأكده ان هناك امراً مريب يحدث من حولى ، منذ ذلك اليوم الذى قابلنا به كريس و سويونج فى ذلك المقهى بالصدفة و هو يتصرف بغرابة ، و زاد الأمر سوءاً بعد تلك الليلة التى كنت اشاهد فيها فيلم معه.
فالحقيقة لا اعرف امن المفترض ان افرح لأنه اصبح يلتصق بى كما اردت و يقلق على ، ام اخاف مما يقلق على منه ، بالتأكيد يوجد سبب لتصرفاته مؤخراً ، و على ان افهم ماذا يحدث ؟
" إذاً استبقى اليوم ايضاً فالمنزل ؟ " قطعت الصمت ليترك طعامه و ينظر لى ، منذ ذلك اليوم و هو لم يعد يذهب للشركة و هذا مازاد شكوكى.
" لا تقلقى ، بيكهيون يتولى الأمر و يرسل لى الأوراق المهمة عبر البريد " اجابنى ليعود لتناول طعامه.
" و لكن ما سبب توقفك عن الذهاب للشركة ؟ " احاول ان افتح معه حديث اطول عسى ان افهم سبب تغيره المفاجئ ، رغم علمى انه سوف يحاول إغفاء عنى الأمر قدر الإمكان.
" لست معتاد على الإختلاط بالناس كثيراً ، انا مرتاح هكذا اكثر "
لم تكن إجابة مرضية لفضولى كما اردت لكننى اكتفيت بإمائة صغيرة ، متفهمة عدم رغبته بإخبارى
" إذاً سوف اخرج لبعض الوقت "
نهضت استعداداً لذهابى ليقف هو ايضاً بسرعة و ينظر لى بإرتباك.
" إلى اين ؟ "
" هناك مكاناً على الذهاب إليه ، لن اتأخر " تصنعت عدم الإكتراث لتعبيراته و تصرفاته المريبة بينما امر من امامه لأذهب ، محاولتاً إستدراجه لإرضاء فضولى.
" ايجب عليكى الذهاب حقاً ؟ " امسكنى من يدى ليوقفنى ، لأشعر و كأنه يترجانى بألا اذهب.
" جونج ان ، اهناك خطباً ما بذهابى ؟ " نظرت له بتسائل لتظهر عليه علامات التوتر و ينظر بجميع الأمكان عداى ، من خلال معرفته به تلك الحركة تعنى محاولته اختراع كذبة ما للخروج من ذلك الموقف.
( جونج ان )
حاولت إيجاد اى حجة لمنعها من الخروج ، و لكن و كأن عقلى توقف و لا اجد كذبة ما لأقولها.
" لا فقط ، اصبحت اشعر بالملل من البقاء وحدى "
اغمضت عيناى من ذلك الكلام الأحمق الذى تفوه به لسانى ، لآراها تنظر لى نظرات غريبة.
" الم تقل لى انك لا تحب الإختلاط و تفضل البقاء وحدك ؟ "
امن المفترض ان تنتبه لكل كلمه هكذا و تضعنى فى مواقف محجرة ، الا تستطيع ان تركز مع كلامى هكذا.
" فقط اقصد ... بشأن الغرباء "
" اتعنى انك تعتبرنى شخصاً مقرب لك " علت الإبتسامة وجهها لتلتصق بزراعى و تنظر لى كالقطة التى تتودد لصاحبه.
" ليس هذا " اخبرتها بوجهاً جاد لتتغير تعابير وجهها للحزن لأتوتر.
" اعنى اجل " اغمضت عينى بإحراج لأتحدث سريعاً لكى اعدل الهراء الذى قلته " اقصد شيئاً من هذا القبيل " اخبرتها لتبتسم مجدداً
" إذاً استبقين ؟ " حمحمت بتوتر قبل ان اسألها.
" حقاً على الذهاب ، لكن يمكنك المجيئ معى إذا اردت "
لم اجد حلاً أخر سوى الذهاب معها لحمايتها ، فبعد ما حدث ، لا استطيع ان اطمن انه لن يدخلها فى لعبته السخيفة تلك.
" حسناً ، انتظرينى لأغير ملابسى و اذهب معكى " اومئت لى لتجلس على الأريكة لتنتظرنى.
اتجهت إلى غرفتى بسرعة لأرتدى شيئاً ما لأذهب ، بعد ان انتهيت وقفت فجأة لانظر للصندوق اسفل السرير حيث اضع اغراضى القديمة ، لأتذكر حديثه معى.
( flash back )
" إن البشر يتصرفون بغرابة فى كثير من الأوقات ، يضعون اسرارهم التى لا يريدون ان تكشف فى كتب ، و كأنهم يدعون الآخرين لكشف سرهم الا توافقنى ؟ "
" انتبه لأسرارك و لا تضعها فى كتب مجدداً "
( end flash back )
" ماذا كان يقصد من هذا الكلام ؟ "
الكثير من الأفكار راودتنى حول كلامه الغريب فى ذلك الوقت ، اخشى انه يخطط لكشف هويتى امامها.
نظرت للصندوق مجدداً لأقرر اخذه معى.
( سوهيون )
بقيت انتظره فالأسفل إلى ان سمعت صوت خطواته على السلم لأنظر بإتجاهه ، لأجده يحمل ذلك الصندوق ، الذى وجدت به مذكراته ، لتقرع الطبول قلبى ، و انا اشعر بالتوتر و الهلع ان يكون كشف امرى كونى دخلت غرفته و رأيت مذكراته.
" ما هذا الصندوق ؟ " سألته بعد ان ابتلعت لعابى فى توتر.
" لا شئ ... انه يخص العمل " تحدث معى بتوتر حين ذكرت امر الصندوق لأومئ له بعد ان تنفست الصعداء ، من توتره حين تحدث عنه ادركت انه لم يكشف امرى بعد.
" حسناً لنذهب " اخبرته لأتقدم بإتجاه الباب قبله.
" إذاً إلى اين ؟ " سألنى بعد ان قام بتشغيل سيارته.
" إلى مشفى سونج يول "
" مشفى ؟ لماذا ؟ "
" الا تذكر ؟ اخى الذى حدثتك عنه "
" اوه ، اسف ، لم اعلم انه بمشفى فى سيؤل ظننته فى إنجلترا حيث كنتى تعيشين " تحدث معى بحرج لأومئ له بتفهم ، قبل ان يبدأ عقلى بعض الكذبات.
" لقد علمت بوجود جراح كورى جيد هنا ، يمكنه علاج حالة اخى ، لذلك قمت بنقل اخى إلى هنا ، أنه سبب عودتى لكوريا " اومئ لى متفهماً ليعتذر مجدداً و يقود السيارة بهدوء ، لا أعرف لما مؤخراً اصبحت انزعج حين اختلق الأكاذيب ، رغم أنها ليست المرة الأولى التى اكذب بها ، فعملى يعتمد بشكل اساسى على الكذب ، لكن تلك المرة لا أشعر بالإرتياح بشأن ما افعله ، ربما لأن جونج ان لا يستحق ان اخدعه ، فكل من قمت بخداعهم كانوا يستحقون ما أفعله بهم ، لكن جونج ان شخصاً مختلف ، رغم تصرفاته الجامدة معى فى بعض الأحيان ، الا انه شخصاً يمتلك قلباً دافئاً ، اشعر بذلك حين انظر لعينيه ، إرتباكه و قلقه نحوى حتى إنزعاجه ، خوفه من ان اذهب ، و محاولاته الفاشلة فى إخفاء مشاعره خلف قناع الصلابة.
" سوهيون ؟ " غفلت على صوته الذى ينادى على لأنتبه كونى كنت انظر إليه و اتأمله.
" أسفه كنت شاردة قليلاً ؟ ماذا كنت تقول ؟ "
" لقد وصلنا إلى المشفى "
خرجت من السيارة لنتجه إلى المشفى.
" سوف أنتظرك خارج الغرفة " اخبرنى و نحن نقف امام غرفة أخى ، امسكت يده لينظر إلى يده ثم نظر لى.
" لا بأس يمكنك الدخول معى ، و ايضاً اود ان اعرفك على أخى "
دخلت إلى الغرفة معه لأنظر لأخى النائم فى ثبات عميق و الأجهزة من حوله لأتقدم نحوه و مازلت ممسكة بيد جونج ان و اقوم بمسك يده بيدى الأخرى.
" مرحباً اخى ، لقد أشتقت إليك كثيراً " اخبرته و انا احرك يدى على شعره ، لأتنهد قبل ان اوجه نظرى لجونج ان الواقف بجانبى لأعيد نظرى ل كيونج سو.
" لم آتى لوحدى اليوم ، معى زائر آخر لك ، اقدم لك كيم جونج ان رفيقى فالسكن و صديقى ايضاً " اخبرته بإبتسامة لأنظر لجونج ان.
" جونج ان ، اقدم لك يونج كيونج سو أخى الكبير "
" مرحباً ، كيونج سو " قالها بتوتر و كأنه مستيقظ و يستمع له لأبتسم على توتره ، و كأنه يقابل عائلة حبيبته ، التفكير فالأمر جعل وجنتاى تتوردَ .
" اعلم اخى انك ستغضب لأننى أعيش مع فتى وحدى ، لكن لا تقلق بشأن الأمر ، فهو لم يغازلنى حتى الأن ، اتصدق أخى ! حتى أنه كان يتهرب من الحديث معى فى بادئ الأمر ، رغم كونى فتاة جميلة لكنه لم يتأثر ، بينى و بينك اخى احياناً اشك فى ميوله الجنسية " اخبرته اخر جملة بصوت منخفض قليلاً ببعض المزاح.
" يااااا ما الذى تتفوهين به له ، انا رجل طبيعى " صرخ فى وجهى بتذمر بينما يحاول الدفاع عن صورته امام اخى.
وضعت يدى اسفل ثغرى و كأننى افكر " لا أعرف لست واثقة "
" و كيف اثبت لكى ذلك ؟ " سألنى بإبتسامة ساخرة.
" قبلة " اخبرته بينما امد له شفتاى.
" ماذا ؟ " صرخ بملامح مندهشة لأنفجر من الضحك على وجهه.
" يا إلهى عليك ان ترى وجهك فالمرآة ، سوف اموت " اخبرته بين ضحكاتى.
( جونج ان )
شردت فى ضحكاتها ، تبدو رائعة حين تضحك حقاً ، لأجد نفسى أبتسم دون وعى ، متغاضياً كونها تضحك على الأن.
" اسف للمقاطعة " التفت لأرى شاباً يبدو فى بداية العقد الثالث من عمره يرتدى رداء الأطباء ، لا أعرف لما وجهه مألوف بالنسبة لى ، أشعر أننى رأيته من قبل ، مهلاً و رائحته ... انه ساحر.
" لا بأس ايها الطبيب " اخبرته سوهيون بإبتسامة ليبادلها الإبتسامة.
" كيف حالك أنسة يونج سوهيون ؟ سعيد بأننى رأيتك مجدداً " اخبرها بعد ان تقدم نحوها و كأننى غير موجود ، لأشعر بالإنزعاج ، ذلك الطبيب يبدو احمق حقاً ، يبدو و كأنه يحاول مغازلتها.
" و انا ايضاً طبيب بارك " اخبرته بإبتسامة ، لا أعرف لما جميع الحمقى المنحرفين اسمهم الأول بارك.
" نادينى فقط سوهو ، لا احب الألقاب " اخبرها بإبتسامة مقرفة مثله.
" و انا كيم جونج ان زوجها " اخبرته بإبتسامة مصطنعة ليبادلنى اياها متجاهلاً نظراتها المصدومة نحوى.
" تشرفت بمقابلتك سيد كيم " مد لى يده لأتجاهلها ، ذلك الأحمق يحلم كونه يظن أننى سأدعه يتطفل على ذكرياتى.
" إذاً كيف حال اخى الأن " حمحمت بإحراج لتغير الموضوع بعد ان رفضت ان ابادله التحية.
" هناك اخبار جيدة ، لقد بدأت مؤشراته الحيوية تزداد ، و هناك تطور إيجابى فى حالته ، وسيكون جاهز لإجراء العمليه بعد شهر على الأكثر " ابتسمت سوهيون فى فرح لتقفز عليه لتعانقه.
" شكراً لك سوهو ، لن انسى جميلك هذا ابداً " نظرت لهم بغضب لينظر لى ذلك الطبيب بإبتسامة جانبية ، كارثة ان تطفل على ذاكرتها و علم كونى اكذب عليه ، سحبتها من ذلك العناق بسرعه لأسحبها بجانبى ، ليغطى ذلك الأحمق فمه و اقسم كونه يضحك الأن.
" حسناً ، اعذرونى على الذهاب ، لدى حالة أخرى على ان آراها ، وداعاً سيد و سيدة كيم " قال اخر جملة بينما ينظر لى بسخرية ، لو ان سوهيون ليست بجانبى الأن و أننى بمشفى لآريته مع من يتعامل.
خرج من الغرفة لتقف سوهيون أمامى بينما تعقد ساعديها بينما تنظر لى بنظرات إنزعاج.
" لما اخبرته انك زوجى ؟ " سألتنى بنبرة منزعجة.
" أنتى من بدأ الكذبة اولاً ، لذلك عليك تحمل نتيجة ذلك ، ام أننى قطعت مخططاتك لتودد إليه ، أسف إن كان الأمر كذلك " اخبرتها بنبرة منزعجة و لا أعرف لما كل هذا الغضب بداخلى الأن.
" يااااا انا لا احاول التودد لأحد ما الذى تقوله "
" حقاً ! و ماذا تسمين العناق منذ قليل " اخبرتها بإبتسامة ساخرة ، و اشعر أننى سوف اتحول إلى ذئب و اذهب للإنقضاض على ذلك الأحمق حين تذكرت إبتسامته بينما يقوم بإحتضانها.
" لقد كنت سعيدة فقط ، و لم الاحظ ، هذه عادتى حينما اكون فرحة ، انها فقط حركة لا إرادية "
" حقاً ! و لماذا احتضنتيه هو ! " صرخت بها فى تذمر لأنتبه لما قلته لأشعر بالحرارة فى وجهى بينما ارمش عدة مرات بينما استعيد الهراء الذى قلته و هى تكتفى بالنظر لى مضيقة عينيها ، و كأنها امسكت بى متلبس.
" إذاً الأمر هكذا ، انت غاضب لأنى لم اقوم بعناقك أنت ؟ " ابتلعت لعابى فى توتر و انا احرك عيناى بعيداً عنها.
" كان من الممكن ان تطلب ذلك ، انا لا امانع فى معانقتك على الإطلاق " اخبرتنى بإبتسمة بينما تفتح زراعيها لى.
" ياااا لا تحرفى كلامى ، انا لم اقصد ذلك على الٱطلاق " اخبرتها فى تذمر ، و اتمنى الا تنتبه إلى تورد وجنتاى.
" إذاً ماذا تقصد ؟ "
" سوف انتظرك فالسيارة لأتركك مع اخيكى وحدك قليلاً لا تتأخرى " انهيت كلامى لأتركها و اذهب من ذلك الموقف المحرج الذى وضعت نفسى به ، لأشعر بأن قلبى نبض للحظات مجدداً ، لألمس مكان صدرى ، ايعقل أننى عدت للتوهم ؟
" ياااا انتظر سوف آتى معك لقد انتهيت على اى حال " اخبرتنى بإبتسامة غريبة لأسير بسرعة اكبر لتحاول السير بجانبى ، صعدنا إلى السيارة ليسود الصمت ، و لكن هيهات ، انها سوهيون ملكة الثرثرة و الإزعاج.
" احقاً اردت عناقى ؟ " اغمضت عيناى بإنزعاج ، لن تتوقف عن ذكر الأمر.
" لا لم ارد " اخبرتها بحدة لتضحك بقوة.
" لا بأس بذلك جونج ان ، انه ليس امراً غريب ، فانا جميلة كما تعلم "
( سوهيون )
كم اشعر بالإستمتاع و انا اقوم بإزعاجه ، انه حقاً امراً ممتع يبدو أكثر لطافة عندما ينزعج.
" اصمتى سوهيون ، و توقفى عن هذا الهراء ، هذا ليس مضحكاً ، و لا اريد عناق " اخبرنى بنظرات منزعجة لأمسك فكى حتى لا اضحك.
" حسناً سوف اتوقف " اخبرته لأدير وجهى حتى لا يرى تعابير وجهى بينما امسك فمى من الضحك.
" إلى إين نحن ذاهبون ، هذا ليس طريق المنزل " اخبرته بعد وقتاً ليس بقليل من الصمت بينما اراقب الطريق.
" سوف تعرفين بعد قليل " اخبرنى لأومئ و التفت للطريق مجدداً ، توقفنا بعد ذلك امام احد المنازل لننزل من السيارة و ليتجه جونج ان لحقيبة السيارة و يحضر ذلك الصندوق لأنظر بإتجاهه بفضول ، لما احضره معه الى هنا ؟ ، اتجهنا بعد ذلك نحو ذلك المنزل و يقوم هو بقرع جرس الباب.
" مرحباً بكم ، لقد اشتقت إليكم كثيراً ، اهلاً بكم " اخبرتنا سويونج بينما تعناقنا ، كان يبدو عليها كونها تعلم بقدومنا ، ربما هو اخبرها كونه سيزورها.
" و انا ايضاً سويونج كيف حالك ؟ " اخبرتها بينما ابادلها العناق.
" بخير ، هيا ادخلوا استظلون واقفون هكذا " اخبرتنا لندخل إلى المنزل ، هذه اول مره ادخل إلى منزلها ، يبدو لطيف و تصميمه جميل.
" اين كريس ؟ " سألها جونج ان.
" انه فالعمل ، لديه كثير من الاعمال سوف يبيت هناك " اخبرته ليومئ.
" حسناً تصرفى فى المنزل كأنه منزلكى ، سوف نتحدث انا و جونج ان قليلاً بشإن العمل و نعود " اخبرتنى سويونج لأومئ لها.
تركونى فى غرفة المعيشة ليتجهوا بإتجاه غرفة المكتب ، اردت ترك مكانى و التجسس على ما يقولوه ، و لكننى تذكرت أننى لا اتعامل مع بشر طبيعيون على الإطلاق و اعتقد أننى سأكشف بكل سهولة إن فعلت ذلك ، استغرقوا نصف ساعة تقريبا قبل ان يخرجوا ، و لاحظت ان الصندوق لم يعد بحوذة جونج ان.
" إذاً على ان اذهب الأن " اخبرنى بينما ينظر بيننا ، لأنهض من مكانى لأذهب معه.
" لا تأتى معى ، سوف تبقيت قليلاً فى بيت سوهيون " نظرت له بعدم فهم ، ماذا يقصد أننى سأبقى قليلاً هنا ؟
" ماذا ؟ ماذا تقصد ؟ "
" سوف اسافر لأجل العمل و سوف اعود بعد غد ، لذلك ستبيتين هنا حتى اعود ، لم ارد تركك وحدك فى المنزل "
" و لكن لما لم تخبرنى هذا من قبل ؟ "
" لقد طرأ الأمر بشكل مفاجئ ، و لم يكن لدى وقت لأخبرك ، اسف "
نظرت بإتجاه سوهيون لتنظر لى بمعنى لا بأس لأتنهد بإستسلام.
" حسناً ، كن بخير " اخبرته بينما اعانقه بقوة.
" لقد حصلت على العناق الأن " اخبرته بجانب اذنه قبل ان ابتعد و انظر لعيناه.
" حسناً على الذهاب الأن ، وداعاً " حمحم بتوتر قبل ان يتحدث ليدير ظهره و يتجه بإتجاه الباب.
اتجهت ناحية النافذة لآراه بينما يبتعد بسيارته.
" سيتحول غداً اليس كذلك ؟ " سألتها بشرود بينما انظر للقمر الذى على وشك الأكتمال عبر النافذة.
" اجل " اخبرتنى بإختصار.
" هل سيكون بخير ؟ " سألتها و انا اشعر بالقلق الشديد عليه.
" لا تقلقى ، انها ليست المرة الأولى "
" بالمناسبة لما احضر لكى ذلك الصندوق ؟ " سألتها بعد ان التفت لها.
" طلب منى التخلص منه نهائياً "
" لماذا هذا الطلب فجأة ؟ " سألتها بإرتباك ، هل يشك فى شئ ؟
" فقط شعر بالقلق ان يكشف امره بسبب ما يحتويه من اسرار " اخبرتنى بينما تنظر لى ببعضاً من الإرتباك.
" اسمعى سويونج ، منذ مدة و انا اشعر بأن هناك امراً غريباً يحدث من وراء ظهرى ، لذى ارجوا ان تكونى صريحة معى ، اياً كان الأمرك سوف اتقبله " اخبرتها بإصرار لتصمت قليلاً قبل ان تتنهد بإستسلام استعداداً للحديث.
" اتذكرين ذلك الرجل الذى تشاجر مع كريس فالمقهى ، حين طلبنا رؤيتك " اخبرتنى لأتذكر ذلك الرجل غريب الأطوار ، لم اشعر بالراحة اتجاهه ابداً .
" اجل ، ماذا به ؟ "
" منذ مدة و هو يحوم حولكى انتى و جونج ان ، و لا اعتقد ابداً انه ينوى على خير " اخبرتنى ليدق قلبى بقلق ، هذا يفسر تصرفات جونج ان الغريبة مؤخراً
" إذاً ذلك اليوم و الحلم " تحدثت بشرود و انا استرجع ذاكرتى جين رأيته بغرفتى.
" اجل كان موجود و هو من جعلك تحلمين بذلك الحلم ، نحن لا نعلم الى ماذا يخطط حتى الأن للأسف "
" ماذا عن جونج ان اسيكون بخير ؟ " سألتها بنظرات قلقه.
" لا تقلقى ، جونج ان يستطيع تولى امر نفسه ، المشكلة ليست هنا " اخبرتنى بتوتر لأقلق اكثر.
" ماذا هناك ؟ "
" اعتقد انه يحاول كشف هويتك امام جونج ان " فتحت عيناى على مصرعيها من الخوف.
" ماذا ؟ "
" لا تقلقى لن ندعه يقترب مجدداً منكم ، لن ندعه يعرف " اخبرتنى لأصمت دون ان اجيبها و انا افكر بشأن ما اخبرتنى به
" اذهبى لترتاحى قليلا ، ان غرفتك اول غرفة على اليمين و ستجدين ملابس لكى " اخبرتنى لأومئ لها فى صمت.
" لا تقلقى و لا تفكرى فالأمر كثيراً ، سوف نحل الأمر ، لن نسمح له بإزعاجكم مجدداً "
تركتها لأتجه لغرفتى لأرتمى على السرير دون ان اغير ملابسى حتى ، لأتنهد فى قلق بينما افكر بما اخبرتنى به ، و تحول جونج ان غداً ، لأغفو دون ان اشعر.
" سوهيون ؟ استيقظى " استيقظت على صوت سويونج ، لأفتح عيناى بتعب و انظر حولى لأستوعب بعد ذلك اين انا.
" صباح الخير "
" صباح الخير سويونج "
" لما لم تغيرى ملابسك ؟ " سألتنى بينما تنظر لملابسى.
" لقد كنت متعبة و لم اشهر بنفسى "
" لا بأس ، استحمى و غيرى ملابسك و سوف انتظرك فى الخارج لنفطر معاً "
اومئت لها لتخرج و تتركنى لأفعل كما قالت ، خرجت لتناول الفطور معها.
" سوف اذهب إلى العمل و قد اتأخر لبعض الوقت ، لكن لا تقلقى بشأن بقائك وحدك البيت محصن بشكل عسكرى " اخبرتنى بمزاح لأبتسم لها.
" اسفه لتعريضك للخطر ، لم نضع تدخل ذلك المختل فى الحسبان " اخبرتنى بندم.
" لا بأس ، لست نادمة على مساعدة جونج ان ، انه يستحق ذلك " اخبرتها لتبتسم لى و تمسك يدى بإمتنان.
" شكراً لكى سوهيون ، لن ننسى لكى هذا ابداً " اخبرتنى لأبتسم لها.
" على الذهاب الأن ،اعتنى بنفسك " اخبرتنى على عجله بينما تأخذ شطيرة بسرعة لتأخذ حقيبتها و تخرج من المنزل.
ظللت طوال اليوم وحدى ، لأقرر البقاء بمفردى فى الغرفة و اقرأ احد الكتب الذى رأيتها فى المكتبة الموجودة فى منزل سويونج ، لكن هذا لم يوقفنى عن تفكيرى فى جونج ان و قلقى عليه من ان يحدث له مكرواً ما.
انظر للساعة فى كل دقيقة فى توتر ، و انا اصلى بداخلى ان يكون بخير ، الساعة الان 7:30 pm ، و قد غربت الشمس قبل نصف ساعة ، قاطع قرآتى او بمعنى ادق محاولتى للقرآة الفاشلة صوت رنين هاتفى لأتناوله من جانبى و انظر لهوية المتصل فى لهفة و توتر فى اناً واحد.
" جونج ان ؟ " ردت على الهاتف فى قلق و تعجب من وقت اتصاله.
" سوهيون ، انقذينى انا فالمنزل احتاج إليكى عودى " اخبرنى بصوتاً يبدو عليه التعب لأقف بهلع و انا اتنفس بخوف.
" جونج ان ماذا حدث ، انت بخير ؟ " صرخت عبر الهاتف و لكن الأتصال قد قطع ، لأشعر بقلبى يقرع مثل الطبول قبل ان اركض خارج المنزل لأذهب إليه .
*********
اجلس امام جونج ان دون ان يتحدث احدنا ، بينما استرق إليه بعض النظرات احياناً و اراقبه بينما يأكل اللحم بشراهة ، مرت 3 ايام حتى الأن و هو يتصنع اعذار و حجج على قدر استطاعته حتى لا اخرج من المنزل ، لم استطع رؤية الرفاق مؤخراً و لا الذهاب لمقابلة تاو و بالتالى لم استطيع الاتصال بأحد حرصاً على عدم سماعه لحديثى و ينكشف امرى ، و إن خرجت من المنزل يبقى ملتصق بى ، و كأن عدوى إلتصاقى به إنتقلت إليه ، لا أعرف ماذا حدث لكننى متأكده ان هناك امراً مريب يحدث من حولى ، منذ ذلك اليوم الذى قابلنا به كريس و سويونج فى ذلك المقهى بالصدفة و هو يتصرف بغرابة ، و زاد الأمر سوءاً بعد تلك الليلة التى كنت اشاهد فيها فيلم معه.
فالحقيقة لا اعرف امن المفترض ان افرح لأنه اصبح يلتصق بى كما اردت و يقلق على ، ام اخاف مما يقلق على منه ، بالتأكيد يوجد سبب لتصرفاته مؤخراً ، و على ان افهم ماذا يحدث ؟
" إذاً استبقى اليوم ايضاً فالمنزل ؟ " قطعت الصمت ليترك طعامه و ينظر لى ، منذ ذلك اليوم و هو لم يعد يذهب للشركة و هذا مازاد شكوكى.
" لا تقلقى ، بيكهيون يتولى الأمر و يرسل لى الأوراق المهمة عبر البريد " اجابنى ليعود لتناول طعامه.
" و لكن ما سبب توقفك عن الذهاب للشركة ؟ " احاول ان افتح معه حديث اطول عسى ان افهم سبب تغيره المفاجئ ، رغم علمى انه سوف يحاول إغفاء عنى الأمر قدر الإمكان.
" لست معتاد على الإختلاط بالناس كثيراً ، انا مرتاح هكذا اكثر "
لم تكن إجابة مرضية لفضولى كما اردت لكننى اكتفيت بإمائة صغيرة ، متفهمة عدم رغبته بإخبارى
" إذاً سوف اخرج لبعض الوقت "
نهضت استعداداً لذهابى ليقف هو ايضاً بسرعة و ينظر لى بإرتباك.
" إلى اين ؟ "
" هناك مكاناً على الذهاب إليه ، لن اتأخر " تصنعت عدم الإكتراث لتعبيراته و تصرفاته المريبة بينما امر من امامه لأذهب ، محاولتاً إستدراجه لإرضاء فضولى.
" ايجب عليكى الذهاب حقاً ؟ " امسكنى من يدى ليوقفنى ، لأشعر و كأنه يترجانى بألا اذهب.
" جونج ان ، اهناك خطباً ما بذهابى ؟ " نظرت له بتسائل لتظهر عليه علامات التوتر و ينظر بجميع الأمكان عداى ، من خلال معرفته به تلك الحركة تعنى محاولته اختراع كذبة ما للخروج من ذلك الموقف.
( جونج ان )
حاولت إيجاد اى حجة لمنعها من الخروج ، و لكن و كأن عقلى توقف و لا اجد كذبة ما لأقولها.
" لا فقط ، اصبحت اشعر بالملل من البقاء وحدى "
اغمضت عيناى من ذلك الكلام الأحمق الذى تفوه به لسانى ، لآراها تنظر لى نظرات غريبة.
" الم تقل لى انك لا تحب الإختلاط و تفضل البقاء وحدك ؟ "
امن المفترض ان تنتبه لكل كلمه هكذا و تضعنى فى مواقف محجرة ، الا تستطيع ان تركز مع كلامى هكذا.
" فقط اقصد ... بشأن الغرباء "
" اتعنى انك تعتبرنى شخصاً مقرب لك " علت الإبتسامة وجهها لتلتصق بزراعى و تنظر لى كالقطة التى تتودد لصاحبه.
" ليس هذا " اخبرتها بوجهاً جاد لتتغير تعابير وجهها للحزن لأتوتر.
" اعنى اجل " اغمضت عينى بإحراج لأتحدث سريعاً لكى اعدل الهراء الذى قلته " اقصد شيئاً من هذا القبيل " اخبرتها لتبتسم مجدداً
" إذاً استبقين ؟ " حمحمت بتوتر قبل ان اسألها.
" حقاً على الذهاب ، لكن يمكنك المجيئ معى إذا اردت "
لم اجد حلاً أخر سوى الذهاب معها لحمايتها ، فبعد ما حدث ، لا استطيع ان اطمن انه لن يدخلها فى لعبته السخيفة تلك.
" حسناً ، انتظرينى لأغير ملابسى و اذهب معكى " اومئت لى لتجلس على الأريكة لتنتظرنى.
اتجهت إلى غرفتى بسرعة لأرتدى شيئاً ما لأذهب ، بعد ان انتهيت وقفت فجأة لانظر للصندوق اسفل السرير حيث اضع اغراضى القديمة ، لأتذكر حديثه معى.
( flash back )
" إن البشر يتصرفون بغرابة فى كثير من الأوقات ، يضعون اسرارهم التى لا يريدون ان تكشف فى كتب ، و كأنهم يدعون الآخرين لكشف سرهم الا توافقنى ؟ "
" انتبه لأسرارك و لا تضعها فى كتب مجدداً "
( end flash back )
" ماذا كان يقصد من هذا الكلام ؟ "
الكثير من الأفكار راودتنى حول كلامه الغريب فى ذلك الوقت ، اخشى انه يخطط لكشف هويتى امامها.
نظرت للصندوق مجدداً لأقرر اخذه معى.
( سوهيون )
بقيت انتظره فالأسفل إلى ان سمعت صوت خطواته على السلم لأنظر بإتجاهه ، لأجده يحمل ذلك الصندوق ، الذى وجدت به مذكراته ، لتقرع الطبول قلبى ، و انا اشعر بالتوتر و الهلع ان يكون كشف امرى كونى دخلت غرفته و رأيت مذكراته.
" ما هذا الصندوق ؟ " سألته بعد ان ابتلعت لعابى فى توتر.
" لا شئ ... انه يخص العمل " تحدث معى بتوتر حين ذكرت امر الصندوق لأومئ له بعد ان تنفست الصعداء ، من توتره حين تحدث عنه ادركت انه لم يكشف امرى بعد.
" حسناً لنذهب " اخبرته لأتقدم بإتجاه الباب قبله.
" إذاً إلى اين ؟ " سألنى بعد ان قام بتشغيل سيارته.
" إلى مشفى سونج يول "
" مشفى ؟ لماذا ؟ "
" الا تذكر ؟ اخى الذى حدثتك عنه "
" اوه ، اسف ، لم اعلم انه بمشفى فى سيؤل ظننته فى إنجلترا حيث كنتى تعيشين " تحدث معى بحرج لأومئ له بتفهم ، قبل ان يبدأ عقلى بعض الكذبات.
" لقد علمت بوجود جراح كورى جيد هنا ، يمكنه علاج حالة اخى ، لذلك قمت بنقل اخى إلى هنا ، أنه سبب عودتى لكوريا " اومئ لى متفهماً ليعتذر مجدداً و يقود السيارة بهدوء ، لا أعرف لما مؤخراً اصبحت انزعج حين اختلق الأكاذيب ، رغم أنها ليست المرة الأولى التى اكذب بها ، فعملى يعتمد بشكل اساسى على الكذب ، لكن تلك المرة لا أشعر بالإرتياح بشأن ما افعله ، ربما لأن جونج ان لا يستحق ان اخدعه ، فكل من قمت بخداعهم كانوا يستحقون ما أفعله بهم ، لكن جونج ان شخصاً مختلف ، رغم تصرفاته الجامدة معى فى بعض الأحيان ، الا انه شخصاً يمتلك قلباً دافئاً ، اشعر بذلك حين انظر لعينيه ، إرتباكه و قلقه نحوى حتى إنزعاجه ، خوفه من ان اذهب ، و محاولاته الفاشلة فى إخفاء مشاعره خلف قناع الصلابة.
" سوهيون ؟ " غفلت على صوته الذى ينادى على لأنتبه كونى كنت انظر إليه و اتأمله.
" أسفه كنت شاردة قليلاً ؟ ماذا كنت تقول ؟ "
" لقد وصلنا إلى المشفى "
خرجت من السيارة لنتجه إلى المشفى.
" سوف أنتظرك خارج الغرفة " اخبرنى و نحن نقف امام غرفة أخى ، امسكت يده لينظر إلى يده ثم نظر لى.
" لا بأس يمكنك الدخول معى ، و ايضاً اود ان اعرفك على أخى "
دخلت إلى الغرفة معه لأنظر لأخى النائم فى ثبات عميق و الأجهزة من حوله لأتقدم نحوه و مازلت ممسكة بيد جونج ان و اقوم بمسك يده بيدى الأخرى.
" مرحباً اخى ، لقد أشتقت إليك كثيراً " اخبرته و انا احرك يدى على شعره ، لأتنهد قبل ان اوجه نظرى لجونج ان الواقف بجانبى لأعيد نظرى ل كيونج سو.
" لم آتى لوحدى اليوم ، معى زائر آخر لك ، اقدم لك كيم جونج ان رفيقى فالسكن و صديقى ايضاً " اخبرته بإبتسامة لأنظر لجونج ان.
" جونج ان ، اقدم لك يونج كيونج سو أخى الكبير "
" مرحباً ، كيونج سو " قالها بتوتر و كأنه مستيقظ و يستمع له لأبتسم على توتره ، و كأنه يقابل عائلة حبيبته ، التفكير فالأمر جعل وجنتاى تتوردَ .
" اعلم اخى انك ستغضب لأننى أعيش مع فتى وحدى ، لكن لا تقلق بشأن الأمر ، فهو لم يغازلنى حتى الأن ، اتصدق أخى ! حتى أنه كان يتهرب من الحديث معى فى بادئ الأمر ، رغم كونى فتاة جميلة لكنه لم يتأثر ، بينى و بينك اخى احياناً اشك فى ميوله الجنسية " اخبرته اخر جملة بصوت منخفض قليلاً ببعض المزاح.
" يااااا ما الذى تتفوهين به له ، انا رجل طبيعى " صرخ فى وجهى بتذمر بينما يحاول الدفاع عن صورته امام اخى.
وضعت يدى اسفل ثغرى و كأننى افكر " لا أعرف لست واثقة "
" و كيف اثبت لكى ذلك ؟ " سألنى بإبتسامة ساخرة.
" قبلة " اخبرته بينما امد له شفتاى.
" ماذا ؟ " صرخ بملامح مندهشة لأنفجر من الضحك على وجهه.
" يا إلهى عليك ان ترى وجهك فالمرآة ، سوف اموت " اخبرته بين ضحكاتى.
( جونج ان )
شردت فى ضحكاتها ، تبدو رائعة حين تضحك حقاً ، لأجد نفسى أبتسم دون وعى ، متغاضياً كونها تضحك على الأن.
" اسف للمقاطعة " التفت لأرى شاباً يبدو فى بداية العقد الثالث من عمره يرتدى رداء الأطباء ، لا أعرف لما وجهه مألوف بالنسبة لى ، أشعر أننى رأيته من قبل ، مهلاً و رائحته ... انه ساحر.
" لا بأس ايها الطبيب " اخبرته سوهيون بإبتسامة ليبادلها الإبتسامة.
" كيف حالك أنسة يونج سوهيون ؟ سعيد بأننى رأيتك مجدداً " اخبرها بعد ان تقدم نحوها و كأننى غير موجود ، لأشعر بالإنزعاج ، ذلك الطبيب يبدو احمق حقاً ، يبدو و كأنه يحاول مغازلتها.
" و انا ايضاً طبيب بارك " اخبرته بإبتسامة ، لا أعرف لما جميع الحمقى المنحرفين اسمهم الأول بارك.
" نادينى فقط سوهو ، لا احب الألقاب " اخبرها بإبتسامة مقرفة مثله.
" و انا كيم جونج ان زوجها " اخبرته بإبتسامة مصطنعة ليبادلنى اياها متجاهلاً نظراتها المصدومة نحوى.
" تشرفت بمقابلتك سيد كيم " مد لى يده لأتجاهلها ، ذلك الأحمق يحلم كونه يظن أننى سأدعه يتطفل على ذكرياتى.
" إذاً كيف حال اخى الأن " حمحمت بإحراج لتغير الموضوع بعد ان رفضت ان ابادله التحية.
" هناك اخبار جيدة ، لقد بدأت مؤشراته الحيوية تزداد ، و هناك تطور إيجابى فى حالته ، وسيكون جاهز لإجراء العمليه بعد شهر على الأكثر " ابتسمت سوهيون فى فرح لتقفز عليه لتعانقه.
" شكراً لك سوهو ، لن انسى جميلك هذا ابداً " نظرت لهم بغضب لينظر لى ذلك الطبيب بإبتسامة جانبية ، كارثة ان تطفل على ذاكرتها و علم كونى اكذب عليه ، سحبتها من ذلك العناق بسرعه لأسحبها بجانبى ، ليغطى ذلك الأحمق فمه و اقسم كونه يضحك الأن.
" حسناً ، اعذرونى على الذهاب ، لدى حالة أخرى على ان آراها ، وداعاً سيد و سيدة كيم " قال اخر جملة بينما ينظر لى بسخرية ، لو ان سوهيون ليست بجانبى الأن و أننى بمشفى لآريته مع من يتعامل.
خرج من الغرفة لتقف سوهيون أمامى بينما تعقد ساعديها بينما تنظر لى بنظرات إنزعاج.
" لما اخبرته انك زوجى ؟ " سألتنى بنبرة منزعجة.
" أنتى من بدأ الكذبة اولاً ، لذلك عليك تحمل نتيجة ذلك ، ام أننى قطعت مخططاتك لتودد إليه ، أسف إن كان الأمر كذلك " اخبرتها بنبرة منزعجة و لا أعرف لما كل هذا الغضب بداخلى الأن.
" يااااا انا لا احاول التودد لأحد ما الذى تقوله "
" حقاً ! و ماذا تسمين العناق منذ قليل " اخبرتها بإبتسامة ساخرة ، و اشعر أننى سوف اتحول إلى ذئب و اذهب للإنقضاض على ذلك الأحمق حين تذكرت إبتسامته بينما يقوم بإحتضانها.
" لقد كنت سعيدة فقط ، و لم الاحظ ، هذه عادتى حينما اكون فرحة ، انها فقط حركة لا إرادية "
" حقاً ! و لماذا احتضنتيه هو ! " صرخت بها فى تذمر لأنتبه لما قلته لأشعر بالحرارة فى وجهى بينما ارمش عدة مرات بينما استعيد الهراء الذى قلته و هى تكتفى بالنظر لى مضيقة عينيها ، و كأنها امسكت بى متلبس.
" إذاً الأمر هكذا ، انت غاضب لأنى لم اقوم بعناقك أنت ؟ " ابتلعت لعابى فى توتر و انا احرك عيناى بعيداً عنها.
" كان من الممكن ان تطلب ذلك ، انا لا امانع فى معانقتك على الإطلاق " اخبرتنى بإبتسمة بينما تفتح زراعيها لى.
" ياااا لا تحرفى كلامى ، انا لم اقصد ذلك على الٱطلاق " اخبرتها فى تذمر ، و اتمنى الا تنتبه إلى تورد وجنتاى.
" إذاً ماذا تقصد ؟ "
" سوف انتظرك فالسيارة لأتركك مع اخيكى وحدك قليلاً لا تتأخرى " انهيت كلامى لأتركها و اذهب من ذلك الموقف المحرج الذى وضعت نفسى به ، لأشعر بأن قلبى نبض للحظات مجدداً ، لألمس مكان صدرى ، ايعقل أننى عدت للتوهم ؟
" ياااا انتظر سوف آتى معك لقد انتهيت على اى حال " اخبرتنى بإبتسامة غريبة لأسير بسرعة اكبر لتحاول السير بجانبى ، صعدنا إلى السيارة ليسود الصمت ، و لكن هيهات ، انها سوهيون ملكة الثرثرة و الإزعاج.
" احقاً اردت عناقى ؟ " اغمضت عيناى بإنزعاج ، لن تتوقف عن ذكر الأمر.
" لا لم ارد " اخبرتها بحدة لتضحك بقوة.
" لا بأس بذلك جونج ان ، انه ليس امراً غريب ، فانا جميلة كما تعلم "
( سوهيون )
كم اشعر بالإستمتاع و انا اقوم بإزعاجه ، انه حقاً امراً ممتع يبدو أكثر لطافة عندما ينزعج.
" اصمتى سوهيون ، و توقفى عن هذا الهراء ، هذا ليس مضحكاً ، و لا اريد عناق " اخبرنى بنظرات منزعجة لأمسك فكى حتى لا اضحك.
" حسناً سوف اتوقف " اخبرته لأدير وجهى حتى لا يرى تعابير وجهى بينما امسك فمى من الضحك.
" إلى إين نحن ذاهبون ، هذا ليس طريق المنزل " اخبرته بعد وقتاً ليس بقليل من الصمت بينما اراقب الطريق.
" سوف تعرفين بعد قليل " اخبرنى لأومئ و التفت للطريق مجدداً ، توقفنا بعد ذلك امام احد المنازل لننزل من السيارة و ليتجه جونج ان لحقيبة السيارة و يحضر ذلك الصندوق لأنظر بإتجاهه بفضول ، لما احضره معه الى هنا ؟ ، اتجهنا بعد ذلك نحو ذلك المنزل و يقوم هو بقرع جرس الباب.
" مرحباً بكم ، لقد اشتقت إليكم كثيراً ، اهلاً بكم " اخبرتنا سويونج بينما تعناقنا ، كان يبدو عليها كونها تعلم بقدومنا ، ربما هو اخبرها كونه سيزورها.
" و انا ايضاً سويونج كيف حالك ؟ " اخبرتها بينما ابادلها العناق.
" بخير ، هيا ادخلوا استظلون واقفون هكذا " اخبرتنا لندخل إلى المنزل ، هذه اول مره ادخل إلى منزلها ، يبدو لطيف و تصميمه جميل.
" اين كريس ؟ " سألها جونج ان.
" انه فالعمل ، لديه كثير من الاعمال سوف يبيت هناك " اخبرته ليومئ.
" حسناً تصرفى فى المنزل كأنه منزلكى ، سوف نتحدث انا و جونج ان قليلاً بشإن العمل و نعود " اخبرتنى سويونج لأومئ لها.
تركونى فى غرفة المعيشة ليتجهوا بإتجاه غرفة المكتب ، اردت ترك مكانى و التجسس على ما يقولوه ، و لكننى تذكرت أننى لا اتعامل مع بشر طبيعيون على الإطلاق و اعتقد أننى سأكشف بكل سهولة إن فعلت ذلك ، استغرقوا نصف ساعة تقريبا قبل ان يخرجوا ، و لاحظت ان الصندوق لم يعد بحوذة جونج ان.
" إذاً على ان اذهب الأن " اخبرنى بينما ينظر بيننا ، لأنهض من مكانى لأذهب معه.
" لا تأتى معى ، سوف تبقيت قليلاً فى بيت سوهيون " نظرت له بعدم فهم ، ماذا يقصد أننى سأبقى قليلاً هنا ؟
" ماذا ؟ ماذا تقصد ؟ "
" سوف اسافر لأجل العمل و سوف اعود بعد غد ، لذلك ستبيتين هنا حتى اعود ، لم ارد تركك وحدك فى المنزل "
" و لكن لما لم تخبرنى هذا من قبل ؟ "
" لقد طرأ الأمر بشكل مفاجئ ، و لم يكن لدى وقت لأخبرك ، اسف "
نظرت بإتجاه سوهيون لتنظر لى بمعنى لا بأس لأتنهد بإستسلام.
" حسناً ، كن بخير " اخبرته بينما اعانقه بقوة.
" لقد حصلت على العناق الأن " اخبرته بجانب اذنه قبل ان ابتعد و انظر لعيناه.
" حسناً على الذهاب الأن ، وداعاً " حمحم بتوتر قبل ان يتحدث ليدير ظهره و يتجه بإتجاه الباب.
اتجهت ناحية النافذة لآراه بينما يبتعد بسيارته.
" سيتحول غداً اليس كذلك ؟ " سألتها بشرود بينما انظر للقمر الذى على وشك الأكتمال عبر النافذة.
" اجل " اخبرتنى بإختصار.
" هل سيكون بخير ؟ " سألتها و انا اشعر بالقلق الشديد عليه.
" لا تقلقى ، انها ليست المرة الأولى "
" بالمناسبة لما احضر لكى ذلك الصندوق ؟ " سألتها بعد ان التفت لها.
" طلب منى التخلص منه نهائياً "
" لماذا هذا الطلب فجأة ؟ " سألتها بإرتباك ، هل يشك فى شئ ؟
" فقط شعر بالقلق ان يكشف امره بسبب ما يحتويه من اسرار " اخبرتنى بينما تنظر لى ببعضاً من الإرتباك.
" اسمعى سويونج ، منذ مدة و انا اشعر بأن هناك امراً غريباً يحدث من وراء ظهرى ، لذى ارجوا ان تكونى صريحة معى ، اياً كان الأمرك سوف اتقبله " اخبرتها بإصرار لتصمت قليلاً قبل ان تتنهد بإستسلام استعداداً للحديث.
" اتذكرين ذلك الرجل الذى تشاجر مع كريس فالمقهى ، حين طلبنا رؤيتك " اخبرتنى لأتذكر ذلك الرجل غريب الأطوار ، لم اشعر بالراحة اتجاهه ابداً .
" اجل ، ماذا به ؟ "
" منذ مدة و هو يحوم حولكى انتى و جونج ان ، و لا اعتقد ابداً انه ينوى على خير " اخبرتنى ليدق قلبى بقلق ، هذا يفسر تصرفات جونج ان الغريبة مؤخراً
" إذاً ذلك اليوم و الحلم " تحدثت بشرود و انا استرجع ذاكرتى جين رأيته بغرفتى.
" اجل كان موجود و هو من جعلك تحلمين بذلك الحلم ، نحن لا نعلم الى ماذا يخطط حتى الأن للأسف "
" ماذا عن جونج ان اسيكون بخير ؟ " سألتها بنظرات قلقه.
" لا تقلقى ، جونج ان يستطيع تولى امر نفسه ، المشكلة ليست هنا " اخبرتنى بتوتر لأقلق اكثر.
" ماذا هناك ؟ "
" اعتقد انه يحاول كشف هويتك امام جونج ان " فتحت عيناى على مصرعيها من الخوف.
" ماذا ؟ "
" لا تقلقى لن ندعه يقترب مجدداً منكم ، لن ندعه يعرف " اخبرتنى لأصمت دون ان اجيبها و انا افكر بشأن ما اخبرتنى به
" اذهبى لترتاحى قليلا ، ان غرفتك اول غرفة على اليمين و ستجدين ملابس لكى " اخبرتنى لأومئ لها فى صمت.
" لا تقلقى و لا تفكرى فالأمر كثيراً ، سوف نحل الأمر ، لن نسمح له بإزعاجكم مجدداً "
تركتها لأتجه لغرفتى لأرتمى على السرير دون ان اغير ملابسى حتى ، لأتنهد فى قلق بينما افكر بما اخبرتنى به ، و تحول جونج ان غداً ، لأغفو دون ان اشعر.
" سوهيون ؟ استيقظى " استيقظت على صوت سويونج ، لأفتح عيناى بتعب و انظر حولى لأستوعب بعد ذلك اين انا.
" صباح الخير "
" صباح الخير سويونج "
" لما لم تغيرى ملابسك ؟ " سألتنى بينما تنظر لملابسى.
" لقد كنت متعبة و لم اشهر بنفسى "
" لا بأس ، استحمى و غيرى ملابسك و سوف انتظرك فى الخارج لنفطر معاً "
اومئت لها لتخرج و تتركنى لأفعل كما قالت ، خرجت لتناول الفطور معها.
" سوف اذهب إلى العمل و قد اتأخر لبعض الوقت ، لكن لا تقلقى بشأن بقائك وحدك البيت محصن بشكل عسكرى " اخبرتنى بمزاح لأبتسم لها.
" اسفه لتعريضك للخطر ، لم نضع تدخل ذلك المختل فى الحسبان " اخبرتنى بندم.
" لا بأس ، لست نادمة على مساعدة جونج ان ، انه يستحق ذلك " اخبرتها لتبتسم لى و تمسك يدى بإمتنان.
" شكراً لكى سوهيون ، لن ننسى لكى هذا ابداً " اخبرتنى لأبتسم لها.
" على الذهاب الأن ،اعتنى بنفسك " اخبرتنى على عجله بينما تأخذ شطيرة بسرعة لتأخذ حقيبتها و تخرج من المنزل.
ظللت طوال اليوم وحدى ، لأقرر البقاء بمفردى فى الغرفة و اقرأ احد الكتب الذى رأيتها فى المكتبة الموجودة فى منزل سويونج ، لكن هذا لم يوقفنى عن تفكيرى فى جونج ان و قلقى عليه من ان يحدث له مكرواً ما.
انظر للساعة فى كل دقيقة فى توتر ، و انا اصلى بداخلى ان يكون بخير ، الساعة الان 7:30 pm ، و قد غربت الشمس قبل نصف ساعة ، قاطع قرآتى او بمعنى ادق محاولتى للقرآة الفاشلة صوت رنين هاتفى لأتناوله من جانبى و انظر لهوية المتصل فى لهفة و توتر فى اناً واحد.
" جونج ان ؟ " ردت على الهاتف فى قلق و تعجب من وقت اتصاله.
" سوهيون ، انقذينى انا فالمنزل احتاج إليكى عودى " اخبرنى بصوتاً يبدو عليه التعب لأقف بهلع و انا اتنفس بخوف.
" جونج ان ماذا حدث ، انت بخير ؟ " صرخت عبر الهاتف و لكن الأتصال قد قطع ، لأشعر بقلبى يقرع مثل الطبول قبل ان اركض خارج المنزل لأذهب إليه .
*********
Коментарі